وأنكرها من أبغض ، وهو قوله : ( فَمَا كَانُواْ لِيُؤْمِنُواْ بِمَا كَذَّبُواْ بِهِ مِن قَبْلُ ) ، ثمّ قال أبو جعفر عليهالسلام : « كان التكذيب » (١).
أقول : والرواية وإن لم تكن ممّا وردت في تفسير آية الذرّ ، غير أنّا أوردناها لاشتمالها على قصّة أخذ الميثاق ، وفيها ذكر الظلال ، وقد تكرّر ذكر الظلال في لسان أئمّة أهل البيت عليهمالسلام ، والمراد به ـ كما هو ظاهر الرواية ـ وصف هذا العالم الذي هو بوجه عين العالم الدنيوي وبوجه غيره ، وله أحكام غير أحكام الدنيا بوجه وعينها بوجه ، فينطبق على ما وصفناه في البيان المتقدّم.
وفي الكافي وتفسير العيّاشي عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبد الله عليهالسلام : كيف أجابوا وهم ذرّ؟ قال : « جعل فيهم ما إذا سألهم أجابوه » (٢).
وزاد العيّاشي : « يعني في الميثاق » (٣).
أقول : وما زاده العيّاشي من كلام الراوي ، وليس المراد بقوله « جعل فيهم ما إذا سألهم أجابوه » دلالة حالهم على ذلك ، بل لما فهم الراوي من الجواب ما هو من نوع الجوابات الدنيوية ، استبعد صدوره عن الذرّ ، فسأل عن ذلك ، فأجابه عليهالسلام بأنّ الأمر هناك بحيث إذا نزلوا في الدنيا كان ذلك منهم جواباً دنيوياً باللسان والكلام اللفظي ، ويؤيّده قوله عليهالسلام ما إذا سألهم ، ولم يقل : ما لو تكلّموا ونحو ذلك.
وفي تفسير العيّاشي أيضاً عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام في قول الله : ( أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ ) قالوا بألسنتهم؟ قال : « نعم ، وقالوا بقلوبهم » ، فقلت : وأين كانوا يومئذ؟ قال : « صنع منهم ما اكتفى به » (٤).
____________
١ ـ الكافي ١ / ٤٣٦.
٢ ـ المصدر السابق ٢ / ١٢.
٣ ـ تفسير العيّاشي ٢ / ٢٧.
٤ ـ المصدر السابق ٢ / ٤٠.