الماءان ، فأخذ طيناً من أديم الأرض فعركه عركاً شديداً ، فقال لأصحاب اليمين وهم كالذرّ يدبّون : إلى الجنّة ولا أُبالي ، وقال لأصحاب الشمال : إلى النار ولا أُبالي.
ثمّ قال : ألست بربّكم؟ قالوا : بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنّا كنّا عن هذا غافلين » الحديث (١).
وفيه ، بإسناده عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : سألته عن قول الله عزّ وجلّ : ( فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا ) (٢) ما تلك الفطرة؟ قال : « هي الإسلام فطرهم الله حين أخذ ميثاقهم على التوحيد قال : ألست بربّكم؟ وفيه المؤمن والكافر » (٣).
وفي تفسير العيّاشي ، وخصائص السيّد الرضي ، عن الأصبغ بن نباتة ، عن علي عليهالسلام قال : أتاه ابن الكواء فقال : أخبرني يا أمير المؤمنين عن الله تبارك وتعالى ، هل كلّم أحداً من ولد آدم قبل موسى؟ فقال علي عليهالسلام : « قد كلّم الله جميع خلقه برّهم وفاجرهم ، وردّوا عليه الجواب » ، فثقل ذلك على ابن الكواء ولم يعرفه ، فقال له : كيف كان ذلك يا أمير المؤمنين؟
فقال له : « أو ما تقرأ كتاب الله إذ يقول لنبيّه : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتَ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى ) ، فقد أسمعهم كلامه ، وردّوا عليه الجواب ، كما تسمع في قول الله يا بن الكواء ( قَالُواْ بَلَى ) ، فقال لهم : إنّي أنا الله لا إله إلاّ أنا ، وأنا الرحمن الرحيم ، فأقرّوا له بالطاعة والربوبية ، وميّز الرسل والأنبياء والأوصياء ، وأمر الخلق بطاعتهم ، فأقرّوا بذلك في الميثاق ، فقالت الملائكة عند إقرارهم بذلك : شهدنا عليكم يا بني آدم أن تقولوا يوم القيامة إنّا كنّا عن هذا غافلين » (٤).
____________
١ ـ الكافي ٢ / ٨.
٢ ـ الروم : ٣٠.
٣ ـ الكافي ٢ / ١٢.
٤ ـ تفسير العيّاشي ٢ / ٤١.