وقيل للإمام الصادق عليهالسلام : ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا؟! قال عليهالسلام : ( لأنّكم تدعون من لا تعرفونه ) (١).
الثاني عشر : العمل بما تقتضيه المعرفة :
على الداعي أن يعمل بما تقتضيه المعرفة لخالقه ، بأنّ يفي بعهد الله ويطيع أوامره ، وهما من أهمّ الشروط في استجابة الدعاء.
قال رجل للإمام الصادق عليهالسلام : يقول الله : ( ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ) (٢) ، وإنَّا ندعو فلا يُستجاب لنا؟! فقال عليهالسلام : ( إنّكم لا تفون لله بعهده ، فإنّه تعالى يقول : ( وَأَوْفُواْ بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ ) (٣) ، والله لو وفيتم لله سبحانه لوفى لكم ) (٤).
الثالث عشر : الإقبال على الله تعالى :
من أهمّ آداب الدعاء هو أن يقبل الداعي على الله سبحانه بقلبه ، وعواطفه ، ووجوده ، وأن لا يدعو بلسانه وقلبه مشغول بشؤون الدنيا.
فهناك اختلاف كبير بين مجرّد قراءة الدعاء ، وبين الدعاء الحقيقيّ ـ الذي ينسجم فيه اللسان انسجاماً تامّاً مع القلب ـ فَتَهتَزُّ له الروح ، وتحصل فيه الحاجة في قلب الإنسان ومشاعره.
قال الإمام الصادق عليهالسلام : ( إنّ الله عزّ وجلّ لا يستجيب دعاء بظهر قلبٍ ساهٍ ؛ فإذا دعوت فأقبل بقلبك ، ثمّ استيقن بالإجابة ) (٥).
الرابع عشر : الاضطرار إلى الله سبحانه :
لابدّ للداعي أن يتوجّه إلى الله تعالى توجّه المضطرّ الذي لا يرجو غيره ، وأن
____________
١ ـ التوحيد : ٢٨٩.
٢ ـ غافر : ٦٠.
٣ ـ البقرة : ٤٠.
٤ ـ بحار الأنوار ٦٦ / ٣٤١.
٥ ـ الكافي ٢ / ٤٧٣.