جهتين مختلفتين ، ولا على وصفين متضادين ....
ثمّ إن ثبت تاريخيّاً أنّ هناك حصلت مبايعة قهرية ـ كمسح يد أبي بكر على يد أمير المؤمنين عليهالسلام المقبوضة ـ فلا تدلّ على شيء كما هو واضح ....
فثبت بما بيّناه أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام لم يبايع أبا بكر على شيء من الوجوه كما ذكرناه ) (١).
( علي البصريّ ـ البحرين ـ ٣١ سنة ـ طالب ثانوية )
س : هل بيعة العقبة الأُولى هي بيعة الشجرة؟ وما قصّة بيعة الشجرة؟
ج : كلاّ ، ليست بيعة العقبة الأُولى هي بيعة الشجرة.
لأنّ بيعة العقبة الأُولى ـ والتي يقال لها : بيعة النساء أيضاً ـ هي أوّل بيعة أخذها رسول الله صلىاللهعليهوآله من المسلمين الأنصار ، الذين أسلموا في المدينة المنوّرة ، وهم يزيدون على العشرة ، وكانت بيعتهم بمنى على الإسلام.
وقد أخبر عنها عبادة بن الصامت فقال : ( بايعنا رسول الله صلىاللهعليهوآله بيعة النساء ، وذلك قبل أن يفترض علينا الحرب ، على ألا نشرك بالله شيئاً ، ولا نسرق ، ولا نزني ، ولا نقتل أولادنا ، ولا نأتي ببهتان نفتريه من بين أيدينا وأرجلنا ، ولا نعصيه في معروف ) (٢).
وأمّا بيعة الشجرة ـ والتي يقال لها : بيعة الرضوان لقوله تعالى : ( لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا ) (٣) ـ هي البيعة الثالثة ، التي أخذها رسول الله صلىاللهعليهوآله من المسلمين ، وهم يزيدون على ألف وثلاثمائة ، وكانت بيعتهم تحت الشجرة
____________
١ ـ الفصول المختارة : ٥٦.
٢ ـ سبل الهدى والرشاد ٣ / ١٩٧.
٣ ـ الفتح : ١٨.