تلطم الخدود ، وتشقّ الجيوب » (١) .
وقال في الجواهر : « وما يحكى من فعل الفاطميات كما في ذيل خبر ... بل ربما قيل إنّه متواتر » (٢) .
وفي اللهوف : « ولمّا رجع نساء الحسين عليهالسلام وعياله من الشام وبلغوا إلى العراق ، قالوا للدليل : مرّ بنا على طريق كربلاء .
فوصلوا إلى موضع المصرع ، فوجدوا جابر بن عبد الله الأنصاري ، وجماعة من بني هاشم ، ورجالاً من آل الرسول صلىاللهعليهوآله ، قد وردوا لزيارة قبر الحسين عليهالسلام ، فوافوا في وقت واحد ، وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم ، وأقاموا المآتم المقرحة للأكباد ، واجتمعت إليهم نساء ذلك السواد ، وأقاموا على ذلك أيّاماً » (٣) .
ومن المعلوم : إنّ الإمام السجّاد عليهالسلام كان معهم .
وروي في أحاديث كثيرة استحباب الجزع على الإمام الحسين عليهالسلام ، وفسّر الإمام الباقر عليهالسلام الجزع بقوله : « أشدّ الجزع الصراخ بالويل والعويل ، ولطم الوجه والصدر ... » (٤) .
وغيرها من الروايات ، أفبعد هذا يقال بالمنع من اللطم !! نعم إنّ ذلك مختصّ بالحسين عليهالسلام كما ذكر الفقهاء .
ولكن المانعين المدّعين لحرمة اللطم حاولوا إيراد أدلّة تدلّ على حرمة اللطم بالعنوان الثانوي ، منها :
١ ـ إنّه إلقاء في التهلكة : ( وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ) (٥) ، مع أنّ الآية ناظرة إلى التهلكة في الآخرة ، ولو سلّمنا فإنّه ليس فيما يفعله اللاطم تهلكة في الدنيا .
______________________
(١) تهذيب الأحكام ٨ / ٣٢٥ .
(٢) جواهر الكلام ٤ / ٣٧١ .
(٣) اللهوف في قتلى الطفوف : ١١٤ .
(٤) الكافي ٣ / ٢٢٢ .
(٥) البقرة : ١٩٥ .