قال : بلى ، قام من عندي جبرائيل قبل ، فحدّثني أنّ الحسين يقتل بشطّ الفرات ، قال : فقال : هل لك أنّ أشمّك من ترتبه ؟ قال : قلت : نعم ، فمدّ يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها ، فلم أملك عيني أنْ فاضتا » (١) .
وهناك روايات كثيرة في هذا الباب ، مثل رواية أُمّ الفضل ... قالت : « فدخلت يوماً إلى رسول الله صلىاللهعليهوآله فوضعته ـ أي الحسين ـ في حجره ، ثمّ حانت منّي التفاتة فإذا عينا رسول الله صلىاللهعليهوآله تهريقان من الدموع ، قالت : فقلت : يا نبيّ الله بأبي أنت وأُمّي مالك ؟ قال : « أتاني جبرائيل عليهالسلام فأخبرني أنّ أُمّتي ستقتل ابني هذا » ، فقلت : هذا ؟ فقال : « نعم ، وأتاني بتربة من تربته حمراء » .
قال الحاكم النيسابوري : « هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه » (٢) ، فلماذا تنقم وتنزعج من البكاء والتأثّر على مقتل الحسين ؟!
يا أخي : إنّ الحسين سيّد شباب أهل الجنّة ، وريحانة رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وابنه وحامل نسله ونسبه وسببه وإسلامه ، وضحّى بنفسه وأعزّ ما عنده من أخوة وأولاد ، وأهل بيت وأصحاب مؤمنين ، ونساء أهل البيت ، وعانوا ما عانوا من عطش وتقتيل وتمثيل وسبي وتخويف ... وعندنا أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله وفاطمة وعلي والحسن عليهمالسلام أفضل من الحسين عليهالسلام ، وكلّهم أفضل من الأنبياء والرسل والملائكة ، ولكن تختصّ مصيبة الحسين عليهالسلام ومقتله بأشياء عظيمة توجب الاهتمام والإحياء والاقتداء به عليهالسلام .
« السيّد علي ـ الكويت ـ ١٧ سنة »
س : إنّ بعض العلماء يشكّك في قضية البكاء على الحسين ، وأنّه لا يغفر الذنوب ؟ وفّقكم الله لخدمة الدين ، وشكراً .
______________________
(١) مسند أحمد ١ / ٨٥ .
(٢) المستدرك على الصحيحين ٣ / ١٧٧ .