نعم سبب هذه الشبهة : هو ما كان يظهر على لسانه بين الحين والآخر من الكلمات ، فيها اعتراف بأحقّية أهل البيت عليهمالسلام للخلافة ، وكما تعلمون ، فإنّ الخلفاء كلّهم يعلمون بأنّ منصب الخلافة والإمامة ليس حقّاً لهم ، ولكن بعضهم كان يتجاهل هذا بالمرّة ، والبعض الآخر ـ ومنهم المأمون ـ كان يظهر على لسانه الحقّ .
« إبراهيم عبد الله ـ البحرين ـ ... »
قيمة كتاب سليم عند الإمامية :
س : ما هي قيمة كتاب سليم بن قيس الهلالي ؟ ولكم جزيل الشكر .
ج : قال عنه العلّامة آقا بزرك الطهراني قدسسره ما نصّه :
« سليم بن قيس الهلالي ، أبي صادق العامري ، الكوفي التابعي .
أدرك أمير المؤمنين علياً ، والحسن والحسين ، وعلي بن الحسين ، والباقر عليهمالسلام ، وتوفّي في حياة علي بن الحسين ، متستّراً عن الحجّاج أيّام إمارته ، هو من الأُصول القليلة ، التي أشرنا إلى أنّها ألّفت قبل عصر الصادق عليهالسلام .
قال أبو عبد الله محمّد بن إبراهيم بن جعفر النعماني في كتاب الغيبة : ليس بين جميع الشيعة ممّن حمل العلم ورواه عن الأئمّة عليهمالسلام خلاف في أنّ كتاب سليم ابن قيس الهلالي أصل من أكبر كتب الأُصول ، التي رواها أهل العلم ، وحملة حديث أهل البيت عليهمالسلام ، أقدمها لأنّ جميع ما اشتمل عليه هذا الأصل ، إنّما هو عن رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وأمير المؤمنين عليهالسلام ، والمقداد وسلمان الفارسي ، وأبي ذر ، ومن جرى مجراهم ، ممّن شهد رسول الله ، وأمير المؤمنين عليهالسلام ، وسمع منهما ، وهو من الأُصول التي ترجع الشيعة إليها ، وتعوّل عليها .
وروي عن أبي عبد الله الصادق عليهالسلام أنّه قال : « من لم يكن عنده من شيعتنا ومحبّينا كتاب سليم بن قيس الهلالي ، فليس عنده من أمرنا شيء ، ولا يعلم من أسبابنا شيئاً ، وهو أبجد الشيعة ، وهو سر من أسرار آل محمّد عليهمالسلام … » .