قال : « علي وفاطمة وابناهما » (١) .
وفي رواية أُخرى عن ابن عباس أيضاً قال : « علي وفاطمة وولدهما » .
فالآية مع ضميمة الروايات المفسّرة لها أوجبت مودّة هؤلاء ـ علي وفاطمة وولدهما عليهمالسلام ـ وحيث إنّ هذا التوادّ على نحو الإطلاق من غير تحديد بوقت أو صفة فلابدّ أن يكون المؤمن دائماً موادّاً لأهل البيت عليهمالسلام .
والمودّة المطلقة تستلزم وجوب الاتباع والاقتداء وإلّا لم يكن لها معنىً ، لأنّه لو انفكت الموادّة في مورد واحد لكان ذلك خلاف ما تقدّم من الوجوب مطلقاً ، وهذا يستلزم الاتباع والاقتداء .
« موسى ... ـ ... »
س : كيف تحكمون بأنّ المستفاد من آية المودّة أنّها لتحكيم أمر العقيدة ، وترسيخ الدين ، والحال أنّ الظاهر من الآية هي مجرد إظهار الودّ والمحبّة ؟
ج : مضافاً إلى وجود دليل عقلي في المقام ، وهو أنّ التخصيص الثابت ـ استناداً إلى الأخبار الصحيحة والمتواترة ـ بحقّ أهل البيت عليهمالسلام في هذا الموضوع ، يدلّ بكلّ وضوح على أنّ هناك سبب خاصّ ، وهو تعظيم أمر الدين وتركيز قواعده ، وإلّا فلا دليل لاختصاص المودّة لقرابة دون قرابة .
مضافاً إلى هذا كلّه ، يمكننا معرفة الجواب من القرآن الكريم ، فقد وردت عدّة آيات تصرّح بأنّ الأجر المطلوب للنبيّ صلىاللهعليهوآله هو استمرارية وبقاء الدين (٢) .
ثمّ بمقارنة هذه الآيات بآية المودّة نعرف بأنّ المودّة المفروضة والمطلوبة هي في
______________________
(١) ذخائر العقبى : ٢٥ ، مجمع الزوائد ٧ / ١٠٣ ، المعجم الكبير ١١ / ٣٥١ ، شواهد التنزيل ٢ / ١٩١ و ١٩٤ ، الدرّ المنثور ٦ / ٧ ، ينابيع المودّة ٢ / ٣٢٥ و ٤٥٣ و ٣ / ١٣٧ .
(٢) يوسف : ١٠٤ ، الفرقان : ٥٧ ، سبأ : ٤٧ ، ص : ٨٦ ، الأنعام : ٩٠ .