٢ ـ روى البخاري في صحيحه ، في الباب المذكور ، بسنده عن أنس قال : « قنت رسول الله صلىاللهعليهوآله شهراً حين قتل القرّاء ، فما رأيت رسول الله حزن حزناً قط أشدّ منه » (١) .
فإذا جاز القنوت شهراً لإظهار الحزن عليهم ، جاز الجلوس لذلك ، ولنقتصر على هذا القدر من الروايات ، وإن أردتم التفصيل فعليكم بمراجعة كتاب « سيرتنا وسنّتنا » للعلّامة الأميني قدسسره .
وأمّا اللطم على الصدور ، فهو من حيث الأصل مباح شرعاً ، إذا كان القيام به لهدف مشروع ، وغرض عقلائي ، ولم يترتّب عليه ضرر كبير .
ودليلنا الشرعي على جوازه ما رواه الشيخ الطوسي عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : « وقد شققن الجيوب ، ولطمن الخدود ، الفاطميات على الحسين بن علي عليهماالسلام ، وعلى مثله تلطم الخدود ، وتشقّ الجيوب » (٢) ، وأيضاً ذكره الشهيد في الذكرى (٣) .
وهناك وجوه تدلّ على حسنه وصحّته ، نذكر أهمّها :
الأوّل : توقّع الثواب من الله سبحانه وتعالى والأجر ، حيث إنّ اللطم على الصدور هو مصداق من مصاديق إظهار الحزن ، وعلامة من علامات الحبّ والولاء الشديد لأهل البيت عليهمالسلام المظلومين وللإمام الحسين عليهالسلام ، الذي ضحّى بكلّ شيء من أجل الدين .
الثاني : تعظيم شعائر أهل البيت عليهمالسلام ، وتعزيز عظمتهم وتكريم مقامهم أمام الرأي العام .
الثالث : يرمز إلى تأييد الإمام الحسين عليهالسلام في ثورته المباركة ، وإعلان الثورة العاطفية على الظلم والظالمين ، والتعبير عن أعمق مشاعر الاستنكار
______________________
(١) صحيح البخاري ٢ / ٨٤ .
(٢) تهذيب الأحكام ٨ / ٣٢٥ .
(٣) الذكرى : ٧٢ .