الأوّل : ما يذكره من الردّ على السيّد المرتضى ، ودِفاعه عن خلافة الخلفاء الثلاثة ، وأنّها خلافة شرعية ، قول لا يقوله شيعي ، فضلاً عن أن يقوله مغالي في علي عليهالسلام ، فهل أنّ المغالي في علي عليهالسلام يدفع الخلافة عنه إلى غيره ؟ أو يثبتها له بمقتضى غلوّه ؟ راجع بداية « شرح نهج البلاغة » تجد هذا الكلام .
الثاني : تصريحه بأنّه ليس بشيعي وإمامي ، وذلك عندما قال في معرض شرحه على الخطبة الشقشقية ، بعد أن ذكر : « أمّا الإمامية من الشيعة فتجري هذه الألفاظ على ظواهرها ، وتذهب إلى أنّ النبيّ صلىاللهعليهوآله نصّ على أمير المؤمنين عليهالسلام ، وأنّه غصب حقّه .
وأمّا أصحابنا ... » (١) .
فلاحظ هنا : ذكر نفسه وأصحابه مقابل الإمامية ، بل تبرّأ من قول الإمامية ، فأين الغلوّ ؟ بل أين التشيّع ؟ فضلاً عن الغلوّ .
الثالث : قوله : « وتزعم الشيعة أنّ رسول الله ... ، وهذا عندي غير منقدح » (٢) .
فلو كان شيعياً ، لما أخرج نفسه عن معتقد الإمامية وقال : « وهذا عندي غير منقدح » .
الرابع : قوله : « فإن قلت : هذا نصّ صريح في الإمامة ، فما الذي تصنع المعتزلة بذلك » ؟
قلت : يجوز أن يريد أنّه إمامهم ـ أي علي عليهالسلام ـ في الفتاوى والأحكام الشرعية ، لا في الخلافة (٣) .
فهنا ابن أبي الحديد ، يدفع قول من يقول بأنّ خلافة علي عليهالسلام بالنصّ ، مع أنّ نكران النصّ على إمامة علي ليس من معتقدات الشيعة ، فضلاً عن الغلاة .
وهناك الكثير من تلك القرائن ، فراجع شرح النهج ، وخصوصاً في الأجزاء الأربعة الأول .
______________________
(١) شرح نهج البلاغة ١ / ١٥٧ .
(٢) المصدر السابق ١ / ١٦١ .
(٣) المصدر السابق ٣ / ٩٨ .