أولاً : بعد قرابة أربع سنوات مرّت على احتلال العراق ؛ ظهر جليّاً أنّ الهدف هو الاستيلاء على العراق شراكة بين الصليبيين والرافضة الصفويين ؛ تمكيناً لمطامعهم في المنطقة ، وحماية لليهود المحتلِّين ، وإقصاءً للنفوذ السنّي فيها ، ومحاصرة للسنّة في المنطقة كلّها ؛ لتشكيل هلال شيعي لا تخفى أطماعه ومخططاته ، وأصبح العراق بإسلامه وعروبته ، وبجغرافيته وتاريخه وثرواته ؛ يراد له أن يتبدد وينهب ، وأصبح إعلان التقسيم رسميّاً يتوقع في أية لحظة ، فللرافضة الجنوب وأهم محافظات الوسط ، وللأكراد الشمال ، وللسنّة ما بقي من أرض الوسط .
ولم تترك أحداث العراق للرافضة الاثني عشرية وأشياعهم من سائر فرق الباطنيّة من سربال ولا ستر ولا تقيّة ، فقد أظهر الله سرّهم علانية ، وفضحهم على رؤوس الأشهاد ؛ لمن كان له قلب وسلم من الهوى ؛ فقد سارعوا في هوى الصليبيين واحتضنوهم وحموا ظهورهم ، وتخندقوا جميعاً في حرب العراق وتقسيمه . لقد أثبتوا بصورة عملية كلّ ما كان مسطوراً عندهم في كتبهم ممّا كانوا يخادعون المسلمين بعكسه تقيّة ، ففي نشوة النصر لم يتمالكوا أنفسهم ، فظهرت أخلاقهم المرذولة ، وعقائدهم البغيضة ، فقالوا وفعلوا ما يشهد لهم بأنّهم أمّة واحدة مع تعدّد مذاهبهم وبلدانهم وأجناسهم ، وأنّ مايفعلونه في ديار أهل السنّة من بيعة وطاعة ومهادنة ، ما هو إلا مداراة ومصانعة حتى تتهيأ لهم الظروف .
وممّا يؤكد ما ذكرنا عن الرافضة من
حقائق ووقائع ، وأنّ عقائدهم التي يتنصّلون منها ظاهرياً هي عقائد يدينون بها علمياً وعملياً ، ويمارسون مقتضياتها كلّما سنحت لهم الفرصة . . ممّا يؤكد ذلك أنّهم يوظّفون كلّ مناسبة سياسية أو إعلامية لصالحهم ، فيحافظون على الوحدة المذهبية