منها : ما رواه البخاري عن قتيبة ،
ومسلم عن أبي بكر بن أبي شيبة ، ويحيى بن يحيى ، عن أبي معاوية به »
.
فينبغي أن تلتفت : إنّ هذا الخبر مع هذه
التأكيدات في السند إنّما يثبت إمامة رسول الله صلىاللهعليهوآله
، واقتداء أبو بكر به صلىاللهعليهوآله
.
ودعوى أنّ أبا بكر كان إمام الناس لا
يعقل ، إذ يعني ذلك أنّ هناك إمامين في صلاة واحدة شخصية .
وقال ابن كثير : « وقال البخاري : ...
عن عائشة أنّها قالت : إنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله
قال في مرضه : «
مروا أبا بكر فليصلِ بالناس »
، قال ابن شهاب : فأخبرني عبيد الله بن عبد الله عن عائشة أنّها قالت : لقد عاودت رسول الله صلىاللهعليهوآله
في ذلك ، وما حملني على معاودته إلّا أنّي خشيت أن يتشاءم الناس بأبي بكر ، وإلّا أنّي علمت أنّه لن يقوم مقامه أحد إلّا تشاءم الناس به ، فأحببت أن يعدل ذلك رسول الله صلىاللهعليهوآله
عن أبي بكر إلى غيره »
.
ملاحظة : أترى أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله كان يريد أن يتشاءم
به الناس ، وعائشة لا تريد ذلك ؟!
ورويت قصّة الصلاة بطريق آخر مختلف عمّا
تقدّم ، مع فيما تقدّم من التباين والاختلاف .
عن عبيد الله بن عبد الله قال : دخلت
على عائشة فقلت : ألا تحدّثيني عن مرض رسول الله صلىاللهعليهوآله
؟ فقالت : بلى ، ثقل برسول الله صلىاللهعليهوآله
وجعه فقال : «
أصلى الناس » ؟
قلنا : لا ، هم ينتظرونك يا رسول الله ،
فقال : «
صبّوا إليّ ماءً في المخضب »
، ففعلنا ، قالت : فاغتسل ، ثمّ ذهب لينوء فأُغمي عليه ، ثمّ أفاق ، فقال : « أصلى الناس » ؟
______________________