كان الطّعن على بعض الصّحابة رفضا فعمر بن الخطّاب أرفض النّاس وامام الرّوافض كلّهم.
ثمّ ما شاع واشتهر من قول عمر : كانت بيعة أبى بكر فلتة وقى الله شرّها فمن عاد الى مثلها فاقتلوه ، وهذا طعن فى العقد وقدح فى البيعة الأصليّة ثمّ ما نقل عنه من ذكر أبى بكر فى صلاته وقوله عن عبد الرّحمن : ابنه دويبّة ولهو خير من أبيه. ثمّ عمر القائل فى سعد بن عبادة وهو رئيس الأنصار وسيّدها : اقتلوا سعدا قتل الله سعدا ؛ اقتلوه فانّه منافق. وقد شتم أبا هريرة وطعن فى روايته وشتم خالد بن الوليد وطعن فى دينه وحكم بفسقه وبوجوب قتله ، وخوّن عمرو بن العاص ومعاوية بن أبى سفيان ونسبهما الى سرقة مال الفيء واقتطاعه وكان سريعا الى المساءة كثير الجبه والشّتم والسّبّ لكلّ أحد وقلّ أن يكون فى الصّحابة من سلم من معرّة لسانه أو يده ولذلك أبغضوه وملّوا أيّامه مع كثرة الفتوح فيها فهلاّ احترم عمر الصّحابة كما تحترمهم العامّة امّا ان يكون عمر مخطئا وامّا ان تكون العامّة على الخطأ ، فان قالوا : عمر ما شتم ولا ضرب ولا أساء الاّ الى عاص مستحقّ لذلك قيل لهم : فكأنّا نحن نقول : نّا نريد أن نبرأ ونعادى من لا يستحقّ البراءة والمعاداة ؛ كلاّ ما قلنا هذا ولا يقول هذا مسلم ولا عاقل وانّما غرضنا الّذي إليه نجرى بكلامنا هذا ان نوضح أنّ الصّحابة قوم من النّاس لهم ما للنّاس وعليهم ما عليهم ؛ من أساء منهم ذممناه ومن أحسن منهم حمدناه ، وليس لهم على غيرهم من المسلمين كبير فضل الاّ بمشاهدة الرّسول ومعاصرته لا غير ، بل ربّما كانت ذنوبهم أفحش من ذنوب غيرهم لأنّهم شاهدوا الاعلام والمعجزات فقربت اعتقاداتهم من الضّرورة ونحن لم نشاهد ذلك فكانت عقائدنا محض النّظر والفكر وبعرضيّة الشّبه والشّكوك فمعاصينا أخفّ لأنّا أعذر.
ثمّ نعود الى ما كنّا فيه فنقول :
وهذه عائشة أمّ المؤمنين خرجت بقميص رسول الله ـ صلىاللهعليهوآله ـ فقالت للنّاس : هذا قميص رسول الله لم يبل وعثمان قد أبلى سنّته. ثمّ تقول : اقتلوا