ثمّ رويتم عن ابن مسعود أنّ المعوّذتين ليستا من القرآن وأنّه لم يثبتهما فى مصحفه وأنتم تروون أنّه من جحد آية من كتاب الله عزّ وجلّ فهو كافر بالله وتقرّون أنّهما من القرآن ، فمرّة تقرّون على ابن مسعود أنّه جحد سورتين من كتاب الله وأنّه من جحد حرفا منه فقد كفر فكيف قبلتم أحاديث ابن مسعود فى الحلال والحرام والصّلاة والصّيام والفرائض والأحكام؟!
فان لم تكن المعوّذتان من القرآن لقد هلك الّذين أثبتوهما فى المصاحف ، ولئن كانتا من القرآن لقد هلك الّذين جحدوهما ولم يثبتوهما فى المصاحف ؛ [ ان كان ما رويتم عن ابن مسعود حقّا أنّه قال : ليس هما من القرآن (١) ] فليس لكم مخرج من أحد الوجهين فامّا ان يكون كذب فهلك وهلك من أخذ عنه الحلال والحرام ، [ وامّا ان يكون صدق فهلك من خالفه ] فأىّ وقيعة فى أصحاب رسول الله (ص) أشدّ من وقيعتكم فيهم اذا وقعتم؟! (٢)
وأخرى فانّكم تروون عنهم الكفر الصّراح مثل ما قد رويتم من جحودهم القرآن فلو أنّكم اذا وقعتم فيهم تنسبونهم الى ما هو دون الكفر كان الأمر أيسر وأسهل وأهون لكنّكم تعمدون الى أغلظ الأشياء وأعظمها عند الله فتنسبونهم إليها.
ذكر مخالفة عمر لأصحاب رسول الله
قاطبة وللنّبىّ (٣) ـ صلىاللهعليهوآله ـ خاصّة
قالت الشّيعة للمخالفين من أصحاب الحديث وأهل الرّأى : رويتم أنّ النّبيّ
__________________
(١) ما بين الحاصرتين ليس فى م.
(٢) فى غير م : « فأى وقيعة أشد من وقيعتكم وأنتم تنسبون الشيعة الى الوقيعة فيهم جرأة منكم وقلة حياء وقلة معرفة منكم بما تروون ».
(٣) فى الاصل : « والنبي » وليعلم أن العنوان وطرفا من أول العبارة المذكورة بعده فى م فقط.