من وراء الثوب. مضافا إلى اعتضاده بما دلّ على تعظيم الشعائر وتأيّده بفتوى الجماعة.
ومنها : مسّ الكتب السماويّة المنسوخة. وذكره الشهيد ولم نجد مستنده.
وكأنّه لقضية التعظيم.
وحينئذ يمكن التسرية إلى الأدعية المأثورة كالصحيفة السجاديّة بل كتب الأحاديث.
ومنها : كتابة القرآن ؛ لصحيحة عليّ بن جعفر المتقدّمة في الوضوء بعد حملها على الكراهة لعدم قائل بمضمونها ، وعدم صراحتها إلى (١) الحرمة. ويمكن إلحاق كتابة الأدعية المأثورة به ، وكذا الاخبار المأثورة.
ومنها : الخضاب عنده ، كما في التذكرة (٢). وحكي عليه الشهرة في كلام بعض الأصحاب. وبه نصّ الشيخان (٣) والسيد والفاضلان (٤) وغيرهم (٥).
وكذا يكره الجنابة وهو مختضب للنصوص المستفيضة الدالّة عليها. وفي الخبر بعد النهي عن الأمرين إجراء الحكم في الطامث ، التعليل بأنّ الشيطان يحضرهما عند ذلك.
وفي خبر آخر : « من اختضب وهو جنب أو أجنب في خضابه لم يؤمن عليه أن يصيبه الشيطان بسوء » (٦).
وفي غير واحد من الأخبار نفي البأس عنه محمول على انتفاء الحرمة ، فلا يدلّ على انتفاء الكراهة.
نعم ، قد يستثنى من الأخير ما إذا تمّ لون الخضاب وأخذ مأخذه ؛ لرواية أبي سعيد النهي عن الأمرين : « أفلا أدلك على شيء تفعله؟ » قلت : بلى ، قال : « إذا اختضبت بالحناء وأخذ
__________________
(١) في ( د ) : « في ».
(٢) تذكرة الفقهاء ١ / ٢٤٣.
(٣) المبسوط ١ / ٢٩ ، مصباح المتهجد : ١٠ ، المقنعة : ٥٨.
(٤) المعتبر ١ / ١٩٢ ، شرائع الإسلام ١ / ٢٢ ، تحرير الأحكام ١ / ٩٢.
(٥) الذكرى ١ / ٢٧٤.
(٦) وسائل الشيعة ٢ / ٢٢٣ ، باب جواز خضاب الجنب والحائض والنفساء وجنابة المختضب ح ١٠.