معاوية ، وروايته كما حكاها لنا الأربلي وصلت إلينا مبتورة السند مع نقص في المتن ـ لأنّه حديث طويل ـ أخذ منه الأربلي موضع الحاجة ، ومع ذلك كلّه فهي ـ الرواية ـ ذات فائدة كبيرة ، ويكفي ما ورد فيها من خبر المحاقة إلى آخر الرواية.
أمّا رواية حُميد الشهيد في الحدائق الوردية فقد شاركت الأولى في عدم ذكر الاسناد إلاّ انها تميّزت بذكر الأبيات الأربعة الّتي قالها ابن عباس في رثاء الإمام الحسن ( عليه السلام ). وبقية الرواية تساوق رواية الزبير بن بكار وتقاربها في تفاصيلها ، بل تتفق معها في جل نصوص المحاورة.
أمّا ما ذكره ابن قتيبة واليعقوبي وابن عبد ربه والزمخشري فهؤلاء كلّهم ذكروا ما عندهم مرسلاً وباختصار ، سوى ابن عبد ربه فقد تزيّد في روايته ذكر تعزية يزيد بن معاوية وقول ابن عباس وقد اتبعه بصره : إذا ذهب آل حرب ذهب الحلم من الناس (؟) وهذه شنشنة أموية تميّز بها ابن عبد ربه الأموي الهوى والولاء فهو صاحب الأرجوزة الّتي ذكر فيها الخلفاء ولم يذكر معهم الإمام أمير المؤمنين ولا ابنه الإمام الحسن ( عليهما السلام ) ، مع ذكره للمروانيين والساقطين. فلا غرابة منه ، لكن الغرابة من الخوارزمي روى ذلك في كتابه مقتل الحسين ( عليه السلام ) وان ذكره مرسلاً وأشعر بتمريضه حيث قال : ( وقيل ). بينما ذكر بعده في الخبر الثاني من مروياته مرسلاً قول ابن عباس : والله لا أقيم ببلدة يُشمت فيها بموت ابن رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، وهذا ما لم أقف عليه عند غيره من قبل ، بل قرأنا ما ذكره حُميد الشهيد بعكس ذلك حيث أراد سكنى الشام ومجاورة معاوية فأبى عليه ، وإذا صحّ ذلك فقد أراد أن يقيم ليفسد أهل الشام على معاوية ، وقد مرّ شاهد ذلك في روايتي الزبير بن بكار