( مع مروان )
وفي رواية الشيخ المفيد في الإرشاد قال : « فبادر ابن عباس إلى مروان فقال له ارجع يا مروان من حيث جئت ، فإنّا ما نريد دفن صاحبنا عند رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) ، لكنا نريد أن نجدّد به عهداً بزيارته ثمّ نردّه إلى جدته فاطمة فندفنه عندها بوصيته بذلك ، ولو كان أوصى بدفنه مع النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) لعلمت أنك أقصر باعاً من ردّنا عن ذلك ، لكنه ( عليه السلام ) كان أعلم بالله وبرسوله وبحرمة قبره من أن يطرق عليه هدماً (١) كما طرق ذلك غيره ، ودخل بيته بغير إذنه.
ثمّ أقبل على عائشة وقال لها : واسوأتاه يوماً على بغل ويوماً على جمل ، تريدين أن تطفئ نور الله ، وتقاتلي أولياء الله ، إرجعي فقد كُفيتِ الّذي تخافين ، وبلغتِ ما تحبين ، والله منتصر لأهل هذا البيت ولو بعد حين » (٢).
عودة إلى الإشكال :
فقال الإربلي في كشف الغمة : « إنّي نقلت أنّ عبد الله بن عباس ( رضي الله عنه ) كان بدمشق وأخبره معاوية بموت الحسن ( عليه السلام ) : وجرى بينهما كلام أغلظ فيه ابن عباس ، وقال له : أصبحت سيّد قومك ، قال : أما والحسين بن عليّ حي فلا.
وقد أوردنا ها هنا انّه حدّثَ مروان وعائشة وقال لهما ما ذكرناه فيجب أن نحقق ، ولا يجوز أن يكون القائل غير عبد الله ، فإن ابن عباس إذا ورد هكذا لم يرد به إلاّ عبد الله ... اهـ » (٣).
____________________
(١) قارن مناقب ابن شهر آشوب ٣ / ٢٠٤ ط الحيدرية.
(٢) الإرشاد / ١٩٣ ط الحيدرية.
(٣) كشف الغمة ١ / ٥٤٨ منشورات الشريف الرضي.