موت معاوية والبيعة ليزيد ، فقال ابن عمر : لا تفرقا جماعة المسلمين (١) وقدم هو وابن عباس المدينة (٢).
قال ابن الأثير : « فلمّا بايع الناس بايعا ».
إلاّ أنّ ابن كثير قال : « فلمّا جاءت البيعة من الأنصار بايع ابن عمر مع الناس ». ولم يذكر في هذا المقام (٣) عن ابن عباس شيئاً فهو أدق من ابن الأثير في تعبيره ، لذلك قلت وأحسب ان كتاب يزيد المشار إليه آنفاً اتى ابن عباس في ذلك الظرف لأنّه لم يبايع ليزيد.
خروج الحسين من المدينة إلى مكة وإقامته بها :
قال الدينوري في الأخبار الطوال : « ومضى ـ الحسين حتى وافى مكة ، فنزل شعب عليّ (٤) » (٥).
وقال ابن كثير في تاريخه : « فنزل الحسين دار العباس (٦) » (٧).
وحكى الخوارزمي في مقتل الحسين عن الإمام أحمد بن أعثم الكوفي قوله : « ولمّا دخل الحسين مكة فرح به أهلها فرحاً شديداً وجعلوا يختلفون إليه
____________________
(١) ومن هنا قلنا ان ابن عمر انّه راغب فيما زهد فيه غيره من المعارضة.
(٢) في طبقات ابن سعد ذكر عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة هو الّذي كان مع ابن عمر حين التقيا الحسين وابن الزبير بالابواء ، لكن في تاريخ دمشق وسير أعلام النبلاء وتاريخ ابن الأثير وابن كثير انّه ابن عباس ولعله تصحيف توارد عليه النسّاخ.
(٣) احترازاً عمّا ذكره في / ١٥١ من قوله : بايع ابن عمرو ابن عباس.
(٤) هو شعب أبي طالب ، ولا يزال يعرف حتى اليوم بشعب عليّ وبجانبه سوق الليل قارن أخبار مكة للأزرقي ٢ / ٢٣٣ تح ـ رشدي الصالح محسن ط الثانية سنة ١٣٨٥ هـ مطابع دار الثقافة مكة المكرمة.
(٥) الأخبار الطوال / ٢٢٩.
(٦) هي بالقرب من مولد النبيّ ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) وصارت لخالصة والدة الخيزران قارن / ن م.
(٧) تاريخ ابن كثير ٨ / ١٦٢.