وقال : « وكان ابن عباس بالشام فدخل عليه ـ معاوية ـ وقال له : يا بن عباس هل تدري ما حدث في أهل بيتك؟ قال : لا أدري ما حدث إلاّ أنّي اراك مستبشراً ومن يطيف بك ، وقد بلغني تكبيرك وسجودك. قال : مات الحسن. قال : إنّا لله رحم الله أبا محمّد ـ ثلاثاً ـ ثمّ قال : والله يا معاوية إنّه لا يسد جسده حفرتك ولا يزيد يومه في عمرك ، ولئن كنّا أصبنا بالحسن لقد أصبنا بإمام المتقين ، وخاتم النبيين ، فسكن الله تلك العبرة ، وجبر تلك المصيبة ، وكان الله الخلف علينا من بعده » (١).
ثامناً : ما رواه الموفق بن أحمد المكي اخطب خوارزم ( ت ٥٦٨ هـ ) في كتابه مقتل الحسين ، قال :
« ( وقيل ) لمّا أتى معاوية نعيه الحسن ـ بعث إلى ابن عباس وهو لا يعلم الخبر ، فقال له هل عندك خبر من بالمدينة؟ قال : لا. قال معاوية : أتاني نعي الحسن وأظهر سروراً ، فقال ابن عباس : إذن لا يُنسأ في أجلك ، ولا يسدّ حفرتك.
قال : أحسبه ترك صبية صغاراً؟ قال : كلنا كان صغيراً فكبُر.
قال : وأحسبَه بلغ الستين؟ قال : أبمثل مولده يجهل.
قال معاوية : لو قال قائل انك أصبحت سيّد قومك؟ قال : أما وأبو عبد الله الحسين حيّ فلا.
فلمّا كان من غد أتى يزيد بن معاوية ابن عباس وهو في المسجد يُعزّى فجلس بين يديه جلسة المعزي وأظهر حزنه ، فلمّا نهض اتبعه ابن عباس بصره وقال : إذا ذهب آل حرب ذهب حلم قريش (؟).
____________________
(١) نفس المصدر / ٢٠٩.