الحسين عليهالسلام : أدركته رحمة الله حيث أنسى الحديث (١).
وفي الكافي بإسناده عن جابر قال : قال أبو جعفر عليهالسلام قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن حديث آل محمد صعب مستصعب لا يؤمن إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد امتحن قلبه للإيمان ، فما ورد عليكم من حديث آل محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم فلانت له قلوبكم وعرفتموه فاقبلوه وما اشمأزت منه قلوبكم وأنكرتموه فردوه إلى الله وإلى الرسول وإلى العالم من آل محمد وإنما الهلاك أن يحدث أحدكم بشيء منه لا يحتمله فيقول : والله ما كان هذا والله ما كان هذا ، والإنكار هو الكفر (٢).
محمد بن يعقوب بإسناده عن مسعدة بن صدقة ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ذكرت التقية يوماً عند علي بن الحسين عليهالسلام فقال : والله لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله ولقد آخا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بينهما ، فما ظنّك بسائر الخلق ، إن علم العلماء صعب مستصعب ، لا يحتمله إلا نبي مرسل أو ملك مقرب أو عبد مؤمن امتحن قلبه للإيمان ، فقال : وإنما صار سلمان من العلماء لأنه امرء منا أهل البيت ، فلذلك نسبته إلى العلماء (٣).
وقد ورد عنهم عليهالسلام لا تقولوا فينا رباً وقولوا ما شئتم ولن تبلغوا. إلى غير ذلك من الأخبار والأحاديث المستفيضة المتواترة التي دلت على عظمة منزلتهم عند خالقهم فكيف سمحت لأولئك عقولهم أن يذكروا مقامهم العلي ونور فضلهم الجالي ..؟!
كيفما كان سوف نفصل في قسمين :
الأول : في حد الغلو الذي عرفته فيما سبق وهو القدر المتيقن كالمختصات بالباري سبحانه فتنسب لغيره ، أو المختصات بالنبي فتنسب إلى الأئمة عليهمالسلام فهذا التجاوز عن الحد الطبيعي نطلق عليه بالغلو ، وسيأتي التفصيل قريباً إن شاء الله.
__________________
(١) الخرائج والجرائح ٢٤٧ ، بحار ٢٥ | ٣٧٩.
(٢) أصول الكافي ١ | ٤٠١.
(٣) الكافي ١ | ٤٠١.