تنقيح المقال

الشيخ محمّد رضا المامقاني

تنقيح المقال

المؤلف:

الشيخ محمّد رضا المامقاني


الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-319-543-4
الصفحات: ٣٩٢

مستوحشاً من الانفراد ، مع وضوح ما بنيت عليه من تعدّد الرجلين ـ راجعت زبر أواخر أصحابنا لعلّي أقف على موافق لي في ذلك ; فوجدت جمعاً جازمين بما جزمت به ، وآخرين محتملين له ، فحمدت الله تعالى على عدم الانفراد ، وعلى أني أوضحت الأمر على وجه لم أقف لأحد منهم على هذا الإيضاح .. إلى آخره.

وأقسى كلمة وجدناه له قدّس سرّه ما جاء في ترجمة عمرو بن عبدالله الجندعي(١) من قوله ـ بعد أن حكى عن ذخيرة الدارين في أنصار الحسين عليه السلام عن المحقق الآسترآبادي ، يعني الميرزا ـ في ترجمة الرجل ، وقوله : وبنو جندع بطن من همدان ، قال :

أقول : لم أقف في كلام الميرزا ممّا نسبه إليه على عين ولا أثر ..

ثم قال : وأكثر أنقال هذا السيد التقي من هذا القبيل ، ومنشأه كونه عاميّاً باشر ما ليس فنّه ..!

بل قال حول عمله في الضبط (٢) : .. وحيث إنّه كان خارجاً عن صناعتي التي نشأت عليها ، ولم تكن عندي العدّة المحتاج إليها .. من كتب الأنساب والنسب ; أصابني فيه تعب كثير ، وصرفت فيه من العمر القدر الخطير ، وبذلت فيه من الجهد حدّاً صار ـ ما زاد عنه ـ لي كالعسير ..

ثم قال : .. فإن وجدت فيه خللاً فليس ذلك من باب التقصير ; فالرجاء

__________________

(١) تنقيح المقال ٢/٣٣٣ [الطبعة الحجرية].

(٢) خاتمة التنقيح ٣/١٠٠ الفائدة العاشرة [من الطبعة الحجرية].

٢٦١

حينئذ من المطالع فيه إجراء قلم الإصلاح عليه بغير نكير بعد الفحص التامّ وانعام(١) النظر وتحقّق الخطأ من العبد الحقير.

ثم قال : وإنّ مثل العلوم الدينية مثل الجنازة يلزم المكلّفين التعاون عليها في غسل وكفن ودفن .. فكل منهم يأتي بما يسعه منها .. وإنّي قد أتيت بما تيّسر لي ، وعليك بإصلاح ما وجدته فاسداً بغير إسراف ولا تقتير ..

هذا والله! ـ ما عرفنا به شيخنا من التواضع والأدب ممّا ندر وجوده في الماضي فضلاً عن يومك هذا.

ثم إنّ الشيخ الجدّ قدّس سرّه في ترجمة هاشم بن حبّان أبو سعد المكاري(٢) ـ ردّاً على ابن داود حيث عدّ الرجل في الباب الأوّل ، وذكر وجوهاً ثلاثة ردّها الجدّ ـ قال : وبالجملة ; فقد قضت التجربة بأنّ الله تعالى ربّما يمتحن الجواد بالكبوة ـ كبوة لا يقوم بعدها ـ لئلاّ يتعبّد من بعده بأخذ قوله من دون برهان ، وهذه الكبوة من هذا الجواد من هذا القبيل ، والله الهادي إلى سواء السبيل.

وقال طاب رمسه أيضاً في ترجمة : خليد بن أوفى أبو الربيع الشامي(٣) : .. كما عثرت الآن ـ بدلالة المولى الوحيد قدّس سرّه ـ على رواية في باب طلب الرئاسة من الكافي .. إلى آخره.

__________________

(١) كذا ، ولعله : إمعان.

(٢) تنقيح المقال ٣/٢٨٨ [الطبعة الحجرية].

(٣) تنقيح المقال ١/٣٠٢ (باب الخاء).

٢٦٢

بل كثيراً ما تجده يحاول توجيه خطأ الآخرين أو تبرير سهوهم ، فمثلاً يقول في ترجمة همّام بن عبدالرحمن البصري(١) : .. والظاهر أنّه نشأ من غلط نسختهما ، وعندي نسختان من الخلاصة مصحّحتان في كلتيهما : همام ـ بغير هاء في آخره ـ ..

وقال ـ أيضاً ـ في ترجمة علي بن محمّد بن فيروزان القمي(٢) : وحكى في التعليقة عن الوجيزة عدّه ممدوحاً حسناً .. ثم قال : ونسختي خالية من ذلك ، لاكني لاأثق بها في هذه الأسطر .. إلى آخره.

وغاية ما يقوله رحمه الله(٣) : وبالجملة ; فلم نفهم ـ للنظر ـ وجهاً ، وهو بما قال أدرى ..

وبعد كل هذا تراه يقول(٤) :

إنّي أرجو من المطالعين في هذا الكتاب أمرين :

أحدهما : أنّهم إذا عثروا على خطأ أو اشتباه يمرّون عليه قلم التعديل والإصلاح ، فإنّي وإن بالغت في إتقان أنقالي [كذا] وتصحيحها إلاّ أنّ البشرية لا تحظى في إبراز أثرها من السهو والاشتباه ، جلّ من لا يشتبه ولا يسهو ،

__________________

(١) تنقيح المقال ٣/٣٠٤ [الطبعة الحجرية].

(٢) تنقيح المقال ٢/٣٠٨ (من الطبعة الحجرية).

(٣) كما في ترجمة ياسر القمّي خادم الرضا عليه السلام في تنقيح المقال ٣/٣٠٧] الطبعة الحجرية [ردّاً لكلام الشيخ الصدوق رحمه الله في عيون أخبار الرضا (عليه السلام) ..

(٤) في التنبيه العاشر ممّا نبّه عليه في مدخل الكتاب ١/٣ [من الطبعة الحجرية] ، وقد سلف.

٢٦٣

والرجاء أن لا يبادروا إلى تغليط ما لم يفهمه الطالب وتغييره إلاّ بعد الجزم بالاشتباه ، فإنّي كثيراً ما وجدت من بادر إلى الحكم بغلطية ما لم يفهمه فغلّط الصحيح.

ثانيهما : أن لا يتركوا الدعاء لي حيّاً بالتوفيق وحسن الخاتمة ، وميّتاً بالاسترحام والترضّي ، لأ نّي تحمّلت في تصنيف هذا الكتاب من التعب ما لا يتحمله إلاّ العاشق الملحّ ، وإنّي طول عمري وإن لم يكن نصيبي من الدنيا إلاّ التعب في التحرير والحرمان من الأُنس والراحة ; إلاّ أنّ تصنيف هذا الكتاب صادف زمان الشيب وضعف القوى الجسمانية فأ ثّر في جسدي ما لو عثرت عليه لأخذتك الرقّة عليّ ، وذلك من فضل الباري على هذا الفقير إليه ..

وما توفيقي إلاّ به ، عليه توكّلت وإليه أنيب ..

وأساله بفضله وكرمه أن يثبّتني في ديوان المجاهدين في الدين بالقلم ، ويقبل صنيعي هذا ، ويعوّض عن هذا التعب بالراحة الدائمة .. إنّه ذو فضل عظيم ، وكرم جسيم ..

آمين آمين .. إذ هذا دعاؤنا دوماً .. ونسأل الله لنا وله الرحمة والرضوان ، وأن يجعل عملنا هذا خالصاً لوجهه الكريم ، ويمنّ علينا برضا موالينا عنّا خاصة إمام زماننا والحجّة علينا بقية الله الأعظم الحجّة المنتظر عجّل الله تعالى فرجه الشريف وجعلنا من كل مكروه فداه.

٢٦٤

بعض ما كان يتمنّى طاب ثراه تحقيقه ، أو التأليف فيه :

هذا ; وإنّ ممّا كان يرغب في تحقيقه والقيام به (قدس سره) قبل رجاله ، هو ما ذكره طاب ثراه في النسخة الخطّية لمقباس الهداية ، في طبعته الأُولى ، ثم حذفها من مطبوع الكتاب ـ بطبعتيه ـ عند ترجمته لأبي علي الحائري برقم (٥٠) ، وتعريفه بكتابه : منتهى المقال ; حيث قال : وسأُعلّق عليه تعليقة مكمّلة له إن ساعدني سواعد التوفيق إن شاء الله تعالى ..

ولعلّ حذفها لإعراضه عن ذلك فيما بعد ، واستغنائه عنه بما جاء في موسوعته الرجالية : تنقيح المقال ..

كما أنّه من أُمنياته رحمه الله ما ذكره في فوائد التنقيح (١) خلال الفائدة الخامسة عشرة ـ بعد أن عرّف كتاب جامع الرواة وما له وفيه من المميّزات ـ قال : وأسأل الله تعالى أن يوفّقني لطبعه خدمة للدين بحقّ النبي وآله الغرّ الميامين صلوات الله عليهم أجمعين ..

كما وقد سمعت من أكثر من واحد أنّه كان من أمنيّاته طاب رمسه أن يوفق لتأليف كتاب جامع في الرجال ، وآخر تفسير جامعٌ ، وأيضاً مقتل للإمام الحسين عليه السلام صحيح ، فكان أن وفق للأول ، ولم يمهله الأجل للأخيرين ، ولعل مقتل السيد المقرم رحمه الله ـ الذي هو تلميذه ومن خواصه ـ يعد وليد رغبة الشيخ وتوجيهه.

__________________

(١) الفوائد الرجالية المطبوعة في أوّل تنقيح المقال ١/٢٠٢ [الطبعة الحجرية].

٢٦٥

بعض ما استعاره رحمه الله لغرض تأليف وتحقيق موسوعته الرجالية :

لقد استعار قدّس سرّه في تحقيق موسوعته الرجالية جملة من المؤلّفات الأُخر غير ما أدرجناه أوّلاً ، نذكر بعضها تبرّكاً ;

فمنها : الفوائد الرجالية ; للحاج المولى علي بن الميرزا خليل الطهراني النجفي ، وقد استعارها الشيخ الجد طاب ثراه من السيّد محسن القزويني الحلّي رحمه الله ، وهي نسخة ناقصة الأوّل ـ ضمن مجموعة ـ وقد كتب عليها بخطه أنّها (الفوائد) كما صرّح بذلك شيخنا الطهراني طاب ثراه في موسوعته (١).

ومنها : ماجاء في ترجمة عبد النبي الجزائري (٢) من قوله : .. ولا يبعد أن يكون هو صاحب كتاب حاوي الأقوال في معرفة الرجال ، ثم قال : وعندي نسخة منه بالاستعارة.

ومنها : ما قاله المصنّف في هامش مقباس الهداية (٣) عند ذكره لكتاب :

__________________

(١) الذريعة ١٦/٣٣٨ برقم ١٥٧٠.

(٢) تنقيح المقال ٢/٢٣٢ (من الطبعة الحجرية).

(٣) مقباس الهداية ٤/٣٤ [الطبعة المحقّقة الأُولى] ذيل ترجمة المرحوم الشيخ سليمان الماحوزي برقم (٢٢).

٢٦٦

معراج الكمال إلى معرفة الرجال .. رأيت هذا الكتاب وطالعته ونقلت مطالبه في التنقيح ، وهو كتاب نفيس ، ويا للأسف أنـّه لم يتمّ ، وإنّما هو في النسخة التي عثرت عليها إلى : بكر بن صالح.

ومنها : ما قاله في مقباس الهداية (١) : .. ومن غريب ما عثرت عليه أنّي استعرت من جامع المقال نسختين متّحدتين من البدء إلى الختام إلاّ أنّ في إحداهما في البدء والختام : فخرالدين بن محمّد علي النجفي ، وختامه مؤرّخ بـ : سابع جمادى الآخرة سنة ألف وثلاث وخمسين.

وفي الأُخرى ; بدل : فخرالدين بن محمّد علي النجفي : فخرالدين بن محمّد الخراساني ، وختامه مؤرّخ بألف وثمان وتسعين ، والثانية طبق الأُولى لم يزد عليها حرفاً إلاّ أنّه ألحق بالفائدة الثانية عشرة .. إلى آخره.

ومنها : ما جاء على أحد مجلّدات وسائل الشيعة ; التي هي بخطّ المحدّث صاحب الوسائل (رحمه الله) ، ونصّ كلامه هو : بسمه تعالى ; عارية من جناب ملاذ الأنام الشيخ ضياء الدين النوري ، أضاء الله به الدين ونوّره به ، حرّره عبد الله المامقاني في ٢٠ ربيع الأول سنة ١٣٢٤ .. وقد مرّت صورتها في أوّل الكتاب.

ومنها : ما قاله رحمه الله في تنقيح المقال (٢) : .. وهذا المتن الذي ذكرناه

__________________

(١) مقباس الهداية ٤/٥٣ [الطبعة الاولى المحققة].

(٢) تنقيح المقال ٣/١٦٣ (الطبعة الحجرية) ترجمة محمّد بن علي الهاشمي.

٢٦٧

هو الموجود في نسخة من الكافي مصحّحة مقابلة مع الفاضل المجلسي رحمه الله عليها الإجازة بخطّه الشريف ، وكذا ما عثرنا عليه من بقية نسخ أُصول الكافي .. إلى آخره.

ومنها : قواعد الأحكام فيما قرّر لقاطبة الأنام ، لملا لطف الله اللاريجاني المازندراني ، وقد جاء على الورقة الأولى منه بخط الشيخ عبدالله رحمه الله أنّه استعاره ، من ولد المؤلّف سنة ١٣٢٤(١) ، ولعله لغير موسوعته هذه.

وقد سلف منا استعارته لبلغة المحدّثين ، وحاوي الأقوال ، والمعراج .. وغيرها من كتب الرجال فضلاً عن كتب الأخبار والأنساب .. وغيرهما.

وأخيراً ; لا بأس إن نعرّج مجملاً إلى عمل شيخنا الوالد دام ظله في هذه الموسوعة .. ولا نرى ضرورة في التفصيل ، إذ (لا شهادة بعد عيان) .. و(ينبئك مظهري عن مخبري ..) ، فهو بعد أن ضبط المتن ، وقابلناه أكثر من مرّة ، وخرّجت المصادر المعتمدة عند المصنّف قدّس سرّه ، وزاد عليها ما وجده في غيرها من الخاصّة والعامّة ، وتأكّد من المنقول بمقابلته على أكثر من طبعة أو نسخة .. وغير ذلك .. فقد زاد على كل ذلك أن أدرج للتراجم

__________________

(١) كما جاء في فهرست نسخة هايى خطي دار العلم (النجف الأشرف). (معرف ميراث مخطوط ٤٩) صفحة : ١٠٧ برقم (٩١).

٢٦٨

المهمّة حقل خاصّ ذكر فيه مصادر تلك الترجمة ، كما وختم كل التراجم بـ (حصيلة البحث) التي عنوان آخر لما قام به المصنّف طاب ثراه في كتابه (نتائج التنقيح) ..

كما وقد تعرّض أيّده الله وحفظه إلى بعض ما أورده بعض المعاصرين على هذه الموسوعة وأجاب عن ذلك بما هو مقتض له.

ثم إنّه كان لي الشرف ـ كل الشرف ـ في متابعته في الاستدراك والتعليق والتصحيح ; حيث غالب ما استدركه عليه كان ممّا وفقني الله له ، وهذا مايظهر جلياً في مقارنة المسودة لكتاب التي هي بخط الشيخ الوالد ـ وما خرج من الكتاب ..

كل ذلك بعد ما هو الملاحظ على كتب الرجال عموماً ، والمتقدم منها خصوصاً إهمالها لذكر كثير ممّن تضمنته الأسانيد من الرواة ، وعدم تعرضها ـ ولو بالاسم ـ لهم ، وبيان طبقتهم وشيوخهم الذين رووا عنهم ، ومن تحمل عنهم أو روى .. مع أنّ الغرض الأصل من الرجال هو البحث عن أسانيد الروايات بأشخاصها ، والمفروض من علم الرجال هو أن يتكفل استقراء ذلك تاماً لا ناقصاً .. ولو كان بنحو نسخة بدل.

 ومن الضروري التنبيه على إن هذا المجلّدين المسرد ثد سلّم للطبع أيّام حياة شيخي المفدى الوالد؛ أي قبل خمس سنوات ، ولم يمكن طبعه ـ مع الأسف ـ إلاّ بعد هذا التأخير ، فكان من هنا تجد تعبيري عنه تارة (دام ظله) واخرى (قدس سره).

٢٦٩

هذا؛ وما توفيقنا إلاّ بالله ولا نبتغي إلاّ رضاه ورضوانه وارضاه موالينا عنّا ـ خاصّة بقيّة الله الأعظم أرواحنا لتراب مقدمه الفداء ـ بلطفه وامتنانه بحقّ محمّد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين .. عليه توكّلنا وهو حسبنا ونعم الوكيل. وآخر دعوانا أن الحمدلله ربّ العالمين.

٢٧٠

ملحقات المسرد

٢٧١
٢٧٢

القسم المتبقّي من كتاب

مخزن المعاني

(المخطوط)

وهو غير المطبوع على الحجر

وخُرّج محققاً

٢٧٣
٢٧٤

الأمر الثاني (١)

بيان زوجاتي ومن ولد لي

قد تزوّجت الليلة السادسة عشرة من ذي القعدة من سنة ألف وثلاثمائة وعشرة ببنت الشيخ العالم العلم ، والفاضل العيلم ، الحاج مولى أحمد قدّس سرّه ابن الشيخ مولى عبد الله ـ المدعو بـ : بابا ـ الكوزه كناني قدّس سرّهما (٢) ، فولدت لي منها خمس بنات وولدان ، ومات منهم بنتان

__________________

(١) انظر الصورة : رقم (٣٧) و(٣٨) و(٣٩).

أقول : الملاحظ في مسودّة كتاب مخزن المعاني عند تذييله للكتاب أنّه قال : تذييل : يتضمّن اُموراً ;

الأوّل : إنّ من جملة منن الله الباري جلّ شأنه عليّ أنّ حضرة الشيخ الوالد أنار الله برهانه .. إلى آخره.

إلاّ أنّ عند طبع الكتاب ارتأى المصنّف الجدّ طاب رمسه حذف الأ ُمور الثلاثة والاقتصار على الأوّل منها فحسب ، كما في الطبعة المحقّقة من الكتاب صفحة : ١٩٧.

وعليه ; فهذا هو : الأمر الثاني من الثلاث ، وهو : في بيان زوجاته (رحمه الله) وولده ..

والأمر الثالث : في نقل بعض أحلامه الغريبة التي رأها خلال عمره ..

(٢) .. وهو النجفي التبريزي ، كان عالماً ورعاً ، تقياً مجتهداً ، أديباً صالحاً ، تتلمذ على

٢٧٥

والولدان ، وبقيت إلى الآن ثلاث بنات ، حفظهنّ الله بحفظه.

إحداها : عيال قرّة العين السيّد الفاضل السديد السيّد محمّد هادي عميد الدين ابن أُختي .. (١) ولدت لساعتين إلاّ ربعاً مضتا من ثاني شهر صفر سنة ألف وثلاثمائة وست عشرة ، وزوّجتها منه في سابع شهر رجب سنة ألف

__________________

السيّد حسين الترك الكوه كمري ، والفاضل الإيرواني ، والشيخ محمّد حسن المامقاني .. بل يُعّد من خواص الأخير ; ولذا صاهره على بنته ، نسب إليه تأسيس حزب المشروطة في الغري! له جملة مؤلّفات طبع منها في تبريز سنة ١٣٠٣ : هداية الموحّدين في أُصول الدين ، مرتّب على مقدّمة وخمس هدايات وخاتمة ، وطبع الجزء الثالث منه سنة ١٣١٧ هـ.

أسلفنا ترجمته في مخزن المعاني ٠/٢٥٩ ـ ٢٦٠ ، ولاحظ : ريحانة الأدب ٣/٣٩٤ ـ ٣٩٥ برقم ٦١٦ ، سخنوران آذربايجان ١/١٣٢ ، دانشمندان آذربايجان : ٣١ .. وغيرها.

(١) .. وهو ابن السيّد جعفر بن السيّد أحمد بن السيّد مرتضى الحسيني ، المولود في السابع من شهر محرّم الحرام سَنةَ ١٣١٣ هـ في النجف الأشرف من كريمة الشيخ محمّد حسن المامقاني ، توفّي عنه والده المقدّس رحمه الله وهو ابن السادسة عشرة من عمره ، فتكفّل به وبإخوته خاله الشيخ الجدّ طاب رمسه وزوّجه كبرى بناته.

توفّي رحمه الله في يوم الجمعة الثلاثين من شهر رجب المرجّب في سنة ١٣٩٥هـ ، ودفن في جوار الروضة الرضوية المباركة على قاطنها آلاف السلام والتحية.

أسلفت ترجمته مختصراً في كتابنا مخزن المعاني ٠/٤١٥ ـ ٤١٧ ، ولا نرى ضرورة في إعادتها وما أوردنا لها من مصادر.

٢٧٦

وثلاثمائة وإحدى وثلاثين (١).

الثانية : فاطمة ; ولدت لنصف ساعة قبل غروب ثاني عشر محرّم الحرام سنة ألف وثلاثمائة وتسع عشرة ، وقد تزوّجها السيّد الحسيب ، والفاضل اللبيب ، السيّد ضياء الدين دام عزّه (٢) ، نجل حجّة الإسلام السيّد شريف (٣)

__________________

(١) اسمها : بلقيس خانم ، أعقبت منه ولدين وبنتاً ; هما العالمان الجليلان : المرحوم السيّد نور الدين (١٣٣٥ ـ ١٤٢٥ هـ) ، والمرحوم السيّد عباس (١٣٤٢ ـ ١٤٠٣ هـ) ، وبنت واحدة هي زوجة السيد حسن الموسوي (واحد العين) رحمه الله.

وقد توفّيت رحمها الله في دارنا في النجف الأشرف ، ودفنت في مقبرتنا ، وتولّى شؤونها شيخنا الوالد دام ظله.

(٢) كان رحمه الله من العلماء الأعلام الأجلاّء ، ومن عمد تلامذة الميرزا النائيني والسيّد الإصفهاني والآقا ضياء العراقي رحمهم الله .. وغيرهم.

ولد في النجف الأشرف وتوفّي في الكاظمية التي هاجر إليها ، وكان يقيم الجماعة في الصحن الكاظمي عليهما السلام ، ولا نعلم على التحديد سنين ولادته وقد توفّي في الكاظمية وحمل جثمانه إلى كربلاء المقدسة ، ودفن في مقبرة الميرزا محمّد تقي الشيرازي ، وذلك في سنة ١٣٨٣هـ ، كما لا نملك معلومات كثيرة عنه ، سوى أنّه له بعض الحواشي والمؤلّفات لا علم لنا بأسمائها وتعدادها ، وكان يُعدّ من أعلام الحوزة في وقتها ، ترك من الذرية ثمان ; من الأولاد أربعة ، ومن البنات مثلها.

(٣) هو : السيّد محمّد شريف بن السيد محمّد طاهر الحسيني التويسركاني ، المتوفّى سنة ١٣٢٢ هـ ، كان فقيهاً أُصولياً ، ومجتهداً جليلا ، ومن خيرة ملازمي أبحاث الميرزا علي الخليلي ، والشيخ الكاظمي ، والسيّد علي بحر العلوم ، والسيّد حسين الكوه كمري .. وغيرهم قدّس الله أسرارهم ، وتصدّى للتدريس في النجف الأشرف ، ثم هاجر إلى

٢٧٧

التويسركاني قدّس سرّه (١).

والثالثة : اسمها اسم أُمّي : محترم بيگم ، ولقبها : بيوك خانم ، ولدت لسبع ساعات ونصف مضين من ليلة الغدير من سنة ألف وثلاثمائة وخمس وعشرين (٢).

وتوفّيت والدتهنّ مغرب ليلة خامس عشر من جمادى الأول من شهور سنة ألف وثلاثمائة وتسع وعشرين ، ودفنتها في مقبرتنا وفاءً لها تحت

__________________

سامرّاء وتوفّي فيها ، ولم يعقّب سوى ولديه : السيّد ضياء الدين ، والسيّد علي نقي .. وكلاهما أصهار الشيخ الجدّ (رحمه الله) على بنتيه الثانية والرابعة .. وقد ترجمه شيخنا الطهراني في الطبقات (نقباء البشر) ٢/٨٣٦ ، وكذا في معجم رجال الفكر ١/٣٢٤ ، ومعجم المؤلّفين ١٠/٦٨ ، وشخصيّت شيخ أنصاري : ٣٧٤ .. وغيرها ، وأسلفنا ترجمته مجملا في مخزن المعاني ٠/٤١٧ ـ ٤١٨ ، وعنه أخذنا هذا.

(١) في الخطّيّة هنا زيادة : نزيل سامراء ، والظاهر أنّه قد خطّ عليها في الأصل.

(٢) وهي زوجة المرحوم الشيخ موسى الأسدي (أسد الله) التستري الكاظمي ، عالم فاضل تقي ، حضر بحث الخارج على أبي زوجته مع جمع من أعلام وقته ، وكان الناظر على وصيّته رحمه الله ، والمباشر لإتمام طباعة التنقيح بعد أن طبع مجلّدين منه في حياته وبعض الثالث ، وباشر رحمه الله إتمامه .. كما صرّح بذلك شيخنا الطهراني قدّس سرّه في طبقاته (نقباء البشر) ٣/١١٩٩ عن تنقيح المقال قال عن الشيخ الجدّ طاب رمسه : .. توفّي قبل إتمامه ; فأتمّه صهره الفاضل الشيخ موسى آل أسد الله التستري الكاظمي.

وقد أنجب من المرحومة ولداً وابنتين ، وقد توفّي في أثناء الصلاة حين السجود في الحرم الرضوي سلام الله عليه حيث كان زائراً ، ودفن في المشهد المقدّس .. وقد أسلفنا ترجمته في المخزن ٠/٤١٩ ـ ٤٢٠.

٢٧٨

رجل أبيها الذي دفنته فيها إجابة لالتماسها ، حيث توفّي هو رحمه الله في خامس ربيع الأول سنة ألف وثلاثمائة وسبع وعشرين (١) في الكاظمين عليهما السلام ، ونقلت جنازته إلى النجف الأشرف ، فدفنته في مقبرتنا في الطبقة الفوقانية (٢).

وقد كانت لي عند وفاة تلك المرحومة زوجة قد تزوّجت بها قبل فوتها بسنة تقريباً بالتماس منها ، فخرجت عقيمة وارتحلت (*) إلى دار البقاء بعدها بسنة ونصف تقريباً.

وتزوّجت في مرضها ببنت الأعزّ الأمجد سلطان الذاكرين

__________________

(١) هذا ما نصّ عليه غالب من ترجم له ، كما في المصادر السالفة عنه ، إلاّ أنـّه قد جاء في المجموعة الرجالية الخطّية لشيخنا الطهراني المصوّرة في مكتبة إحياء التراث الإسلامي في قم تحت رقم ١٠٥٩ : إنّ وفاته رحمه الله سنة ١٣٢٦ ، وقال : ودفن في مقبرة الشيخ محمّد حسن المامقاني ، وهذا ينافي ما صرح به هو رحمه الله في طبقاته (نقباء البشر) (١/١٠٩ برقم ٢٤٤) ، وكذا في ذريعته (٢٥/١٩٧ برقم ٢٢٣) ..!

وقد تردّد السيّد الأمين في الأعيان ٢/٤٨٩ [١/١١٠] في وفاته بين سنتي ١٣٢٦ و ١٣٢٧ .. والأغرب ما جاء في معجم الرجال ٣/١٠٩٩ من أنـّه مات ٥ ربيع الأوّل ١٣٢١ هـ!

(٢) المقصود بالعبارة أنـّه قد دفن في سرداب المقبرة في اللحد الفوقاني ، حيث إنّ سرداب المقبرة ذو طابقين من اللحود ، وكان يحوي (٢٤) لحداً ، أضاف لها شيخنا الوالد دام ظلّه بعد ذلك ثمان لحود لولده .. والكلّ هدّم من قبل الطغمة البعثية الفاسدة.

(*) توفّيت عصر يوم عشرين من شهر رمضان من سنة ألف وثلاثمائة وثلاثين ، رحمة الله عليها .. [منه (قدس سره)].

٢٧٩

الأردكاني ، ليلة الحادي عشر من ربيع الأوّل من سنة الألف والثلاثمائة والثلاثين [كذا].

فلمّا توفّت المريضة لم يمكنني البقاء على بنت سلطان الذاكرين وجدتها (١) ـ لقلة معرفتها ـ فتزوّجت ببنت (*) جناب الأجلّ الأكرم ، والأفخم الأعظم ، الفاضل التقي الميرزا صادق (٢) نجل المرحوم المبرور الميرزا خليل قدّس سرّه ، في ثاني عشر ذي القعدة ، من شهور سنة ألف وثلاثمائة وثلاثين ، وأُمّها : بنت الساكن في دار السرور حجّة الإسلام المبرور ، الحاج ميرزا حسين ابن المبرور الميرزا خليل (٣) قدّس سرّهما ..

__________________

(١) الكلمة مشوّشة في الأصل ، والمعنى واضح.

انظر : الصورة رقم (٣٧).

(*) وقد ولدت في السابع والعشرين من شهر شعبان سنة ألف وثلاثمائة و إحدى عشرة .. [منه (قدس سره)].

(٢) هو : الميرزا صادق الخليلي ابن الميرزا باقر بن الميرزا خليل الطهراني النجفي (١٢٧٩/ ١٢٨٠ ـ ١٣٤٣) فاضل كامل بارع ، طبيب حاذق ماهر .. على حد تعبير شيخنا في النقباء ، من تلامذه آغا رضا الهمداني وغيره فقهاً وأُصولا ، له جملة آثار طبّية .. وغيرها ، توفّي يوم الأربعاء ١٥ جمادى الثانية.

وقد ذكر في الأعيان : إنّ وفاته سنة ١٢٧٩ هـ ، في ٣ جمادى الأولى!

انظر عنه : طبقات أعلام الشيعة (نقباء البشر) ٢/٨٦١ برقم ١٣٩٢ ، أعيان الشيعة ٧/٣٥٩ ، ماضي النجف وحاضرها ٢/٢٣٣ ـ ٢٣٥ برقم ١٢ .. وغيرها.

(٣) هو : الشيخ ميرزا حسين ابن الميرزا خليل بن علي بن إبراهيم الطهراني النجفي

٢٨٠