تنقيح المقال

الشيخ محمّد رضا المامقاني

تنقيح المقال

المؤلف:

الشيخ محمّد رضا المامقاني


الموضوع : رجال الحديث
الناشر: مؤسسة آل البيت عليهم السلام لإحياء التراث ـ قم
المطبعة: الوفاء
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-319-543-4
الصفحات: ٣٩٢

(المتوفّى سنة ١٠١٣ ـ أو ١٠٢٣ هـ) في كتابه حاوي الأقوال ـ مع أنّه أوّل كتاب رتّب الرجال فيه على أربعة أقسام بحسب القسم الأصلية للحديث : الصحيح ، والموثّق ، والحسن ، والضعيف(٢) ـ والمولى خداويردي الأفشار(١) ، والمحقّق البحراني الشيخ سليمان الماحوزي (١٠٧٥ ـ ١١٢١ هـ) في كتاب بلغة المحدّثين .. وغيرهم في غيرها.

والعجب من قول الشيخ أبي علي الحائري في منتهى المقال (٣) : في مقام بيان برمجته لكتابه وعمله : .. ولم أذكر المجاهيل ، لعدم تعقل فائدة في ذكرهم!! (٤)

وقال(٥) : .. ثم إنّ علماء الفن ـ شكر الله سعيهم ـ قد اصطلحوا لمن ذكر في الرجال من غير جرح أو تعديل مهملاً ، ولمن لم يذكر أصلاً : مجهولاً ، وربّما قيل العكس.

__________________

(١) كما قاله غير واحد منهم الجدّ في خاتمة مقباس الهداية ٤/٣٧ ـ ٣٩ برقم ٢٧ ، والشيخ الطهراني في مصفى المقال : ٢٥١ ، وسيّد الأعيان فيه ٨/١٢٦ .. وغيرهم.

(٢) كما حكاه صاحب الذريعة عنه فيها ٢٣/١٣ ـ ١٤.

(٣) منتهى المقال : ٤ [الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ١/٥].

(٤) وقد تابعه جمع وقلّده آخرون ، ومن الأوّل شيخنا العلاّمة المجلسي رحمه الله في رجاله : ١٤٠ حيث قال : .. وترك المجاهيل لعدم الفائدة للتعرّض لها ..!

(٥) منتهى المقال : ٤ [الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ١/٦].

٢٤١

ثم قال : ولما لم نرَ ثمرة من الفرق كان إطلاق كل على الآخر جائزاً (١).

وحاصل استدلالهم في المقام بل عمدته أحد أمرين نصّ عليها في البلغة (٢) ، هما : لعدم الفائدة لنقله ، مع تأديته للتطويل.

وناقش المبنى الشيخ القديحي في زاد المجتهدين(٣) بقوله : أقول : لا يخفى أنّ إطلاقه رحمه الله لعدم الفائدة ـ من غير تقييد بالمهمّة أو المعتدّ بها ـ لعلّه غير سديد ، مع مخالفته القاعدة ، مع أنّ في ذكرهم زوائد فوائد ، ينتج منها كثير عوائد .. ثم عدّد بعض فوائدها وسنذكرها (٤).

__________________

(١) ونعم ما أفاده شيخنا النوري في خاتمته ٢/(٢٠)/١٣٨ عن كتاب منتهى المقال ، حيث قال : .. لاشتماله على تمام التعليقة لأُستاذه الأُستاذ الأكبر البهبهاني صار معروفاً ومرجعاً للعلماء .. وإلاّ ففيه من الأغلاط ما لا يخفى على نقدة هذا الفن ..

ثم قال : مع أنـّه أسقط عن الكتاب ذكر المجاهيل .. ثم أورد كلامه الآتي.

(٢) بلغة المحدّثين : ٣٢٠.

(٣) وهو شرح بلغة المحدّثين للشيخ أحمد القطيفي القديحي ، انظر منه ١/١١١.

(٤) يلزم مراجعة مستدركنا رقم (١٤٣) في مستدركات مقباس الهداية ٦/١٤ ـ ١٩ [الطبعة الأولى المحقّقة] حول المجهول موضوعاً وحكماً عند العامّة والخاصّة ، وما يفرّق به بين جهالة الراوي والرواية ، ومجهول العين ظاهراً وباطناً ، والمجهول باطناً المعبّر عنه بـ : المستور ، والمجهول عند المحدّثين.

وذكروا لسبب الجهالة أمرين ، فلاحظهما في المستدرك ، وكذا ما يرتفع به الجهالة ، كما أنّهم اختلفوا في حكم قبول روايته مطلقاً أو ردّها كذلك أو التفصيل ، مع ما هناك من تنبيهات نافعة ، لعلّ ما فيه ويسدّ الفراغ ، يشفي الغليل.

٢٤٢

أقول : ليتّهم ما أسقطوا هؤلاء ، وقد نصّ بعض أساطين الفن(١) بلزوم الفحص عن حال هؤلاء المحكوم عليهم بالجهالة حيث لم يحكموا بها ، بل نجد كثيراً ممّن حكم عليه بالجهالة أو الإهمال خرج منها إلى دائرة الحسن والمدح بل الصحّة أحياناً ، كما هو الملاحظ في كثير ممّا استدركه الشيخ المحقّق الوالد دام ظلّه على هذه الموسوعة ، وقد أظفنا عليه أضعاف مضاعفة ، خاصّة في حرف العين وما بعده من الحروف ، الذي نسأل الله لها الاتمام والطبع والنشر.

وفيه ; ـ غير ما مرّ ـ أنّ هذا يجاب عنه نقضاً بسيرة السلف الصالح من الرجاليين بدرج المجاهيل والضعفاء في رجالهم ، وعليك بأصحاب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من رجال الشيخ الطوسي رحمه الله وسائر أصحاب الأ ئمّة عليهم السلام ، وكذا رجال البرقي من القدماء .. وباقي كتبهم الرجالية فهارس لمؤ لّفات الأصحاب إلاّ أنّهم مع هذا تعرّضوا لأمثال هؤلاء.

وعلى كل ; فالمجهول من الرجال قسمان :

لغوي ; وهو من ليس معروف الحال ; إمّا لعدم ذكره رأساً ، أو لعدم مدحه وقدحه في كتب الرجال ، أو عدم إمكان معرفة حاله ، أو عدم وجود طريق للتثبّت والاستثبات فيه وعنه ومن حال من يروي عنه من الضعفاء ، أو عدم إمكان استعلام حاله من الطبقات والمشيخات أو الإجازات وكتب السير ..

__________________

(١) كما قاله السيّد الداماد في الرواشح السماوية : ١٠٤ ـ ١٠٧ الراشحة الثالثة عشر (الطبعة الحجرية : ٦٠ ـ ٦٣).

٢٤٣

وهذا لا يُعدّ جرحاً لو قيل بمجرّده ، نعم لو بحث وتثبّت وحكم عليه بذلك عُدّ جرحاً.

والمجهول الاصطلاحي ; وهو كل من وصفه أئمة الرجال بالجهالة وإن ذكروا اسمه ، ويحكم عليه بالتضعيف فيما لم يجد له مرجّحاً يرفعه أو قرينة تدفع الجهالة عنه. وثمّة فرق بين الجهالة في الراوي والجهالة في المروي ، كما يختلف الحال بين الجهل بالذات والجهل بالصفات ، فتدبّر.

وإليك مجملاً بعض الفوائد في ذكر المجاهيل ودرجهم .. مع العلم أنّ ما كل من كتب وصنّف رام الاختصار ، ولا انحصرت الفائدة بالإيجاز أو الاختزال ..!

منها : إنّ الاعتماد على حكم الغير بالجهالة أو الضعف إنّما تنفع لمن كان مكتف عن الطلب مقلّداً للغير وليس هو من أهل هذا الفنّ ، أو لحصول اطمئنان بقول القائل فيريح نفسه من جهد الاجتهاد ، إلاّ أنّ عند روّاد هذا الفن يحثّ الطالب على التحقيق والفحص عن أحوالهم والتدقيق فيحصل له قرائن حالية أو مقالية غفل عنها من سبقه .. سواء بتتبّع الأسانيد ، أو بملاحظة قوّة الرواية ، أو ملابسات تاريخية .. أو ما شابه ذلك ممّا يوجب له نوع وثوق واطمئنان بأحد الطرفين ; إذ كلّ ما هناك من حكم بالوثاقة أو الضعف أو الاعتماد والإهمال أو الجرح والتعديل فهو إنّما ناش من سبر أمثال هذه القرائن المذكورة في محلّها ، ولكل مجتهد نصيب .. خصوصاً عند مشهور الرجاليين القائلين بكونه يدور مدار الاطمئنان والوثوق الشخصي.

ومن هنا كان حكم بعضهم على رجل بالحسن ، وآخر على حديث

٢٤٤

بالصحّة ، وذاك بضعف له .. وتبعاً لذلك يكون الخبر الذي يرويه .. إذ تتعاكس الأحكام في الأخبار تبعاً لما يصل إليه اجتهاد الرجاليين في رجالات سند الحديث.

ومنها : معرفة أنّه من أي أصحاب الأئمة الأطياب ، وأنّ له مصنَّفاً أو كتاب ، ومن روى عنهم أو رووا عنه ليتميّز الاشتراك ، أو قلّته وكثرته في الأسماء أو الكنى والألقاب ; ولأنّ معرفة انتسابه لبعض الأئمة عليهم السلام أو الأجلّة أو انتساب بعض الأجلّة إليه أمر مطلوب لذوي الألباب ـ كما قاله في زاد المجتهدين(١) ـ.

وفيه ما لا يخفى ، إذ هو أعمّ من المدّعى ، وكذا قوله :

ومنها : إنّه قد ينضمّ لجهالة السند إرسال فيضعّف من جهتين ، وقد لا يعلم إلاّ بالتنبيه على تينيك الصفتين.

إذ فيه : إنّه خروج عمّا نحن فيه ، وضعف الضميمة لا يصحّح الأصل ، والبحث في آحاد الرجال هو موضوع هذا العلم كما لا يخفى .. وغير ذلك.

ونعم ما أفاده شيخنا النوري رحمه الله في خاتمة مستدركه (٢) : .. وكتابه هذا لاشتماله على تمام التعليقة لأُستاذه ـ الاُستاذ الأكبر البهبهاني ـ صار معروفاً ومرجعاً للعلماء .. وإلاّ ففيه من الأغلاط ما لا يخفى على نقدة هذا

__________________

(١) زاد المجتهدين ١/١١١.

(٢) خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٢٠/(٢)/١٣٨ ، وحكاه عنه ـ مختصراً ومختزلاً ـ ولم ينسبه سيّد الأعيان فيه ٩/١٢٤.

٢٤٥

الفن ، مع أنّه أسقط عن الكتاب ذكر المجاهيل ، قال : لعدم تعقّل فائدة في ذكرهم .. وكذا ذكر مؤلّفات الرواة في الأُصول والكتاب.

ثم قال : وبذلك بدا النقص في كتابه مضافاً إلى سقطاته ، ومع ذلك قال ـ في جملة كلامه ـ : لئلاّ يحتاج الناظر في هذا الكتاب إلى كتاب آخر من كتب الفن (١)!!

ثم قال : وسنشير ـ إن شاء الله تعالى ـ في بعض الفوائد الآتية إلى بعض ما ذكر في الكتب والمجاهيل من الفوائد ..

وقال المولى أبو علي الحائري في منتهى المقال (٢) : ثم إنّ علماء الفن ـ شكر الله سعيهم ـ قد اصطلحوا لمن ذكر في الرجال من غير جرح أو تعديل (مهملاً) ، ولمن لم يذكر أصلاً (مجهولاً). وقال : وربّما قيل العكس.

ثم قال : ولم نَر ثمرة في الفرق ; كان إطلاق كل على الآخر جائزاً.

هذا ; مع أنّه يمكن أن يتصوّر لدرج المجهولين من الرجال فوائد كثيرة اُخرى ، منها : أوّلا : ما تعارف عليه علماء الرجال ـ من أوّل يوم ألّفت فيه كتب الرجال إلى يومنا هذا وما بعده ـ على درج أسمائهم .. وكانت هذه سيرة مستمرّة غالباً ، كما سلف أن قلناه.

ثانياً : ربّما يظهر للناظر أمارة الوثوق بالمجهول ، فلو لم يذكر تنتفي

__________________

(١) قاله الشيخ أبو علي في منتهى المقال : ٢ [الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ١/٦] ، ولم أجد هذه العبارة فيه ، وقد ذكر الأولى فقط هناك.

(٢) منتهى المقال : ٢ [الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ١/٦].

٢٤٦

الفائدة غالباً.

ثالثاً : ربّما كان الاسم مشتركاً بين المجهول وغيره ، فمع عدم ذكره لا يعلم الاشتراك.

رابعاً : إنّ الفائدة في ذكره هي الفائدة في ذكر الموثّق والممدوح والمقدوح وغيرها ، فلو لم يذكر لم تعلم صفته لمن يريد البحث عن سند الرواية ، كما لا تعلم صفة غيره لو لم يذكر .. كما أفاده شيخنا النوري في مستدركه (١).

هذا ; وهناك كلمات سمعتها ـ أو اسمعنيها البعض ـ على الكتاب كان الأحرى أن لا أدرجها في وريقاتي وأقول لها ولهم (سلاماً) .. لولا خشيتي أن يغتّر بها البعض ، أو يتلقّفها الجهّال ، وأنا أقسم أنّ من قالها ـ حسداً أو جهلاً ـ لم يسعه أن يقرء جلّ الكتاب فضلاً عن سبره ، وللطرفة أذكر بعضها ..

منها : إنّ الكتاب لم يتفرّد بتأليفه الشيخ وإنّما أعانه .. فلان ، واستعان بكتاب فلان ..!

وهذا يتمّ لو كان هذا الكتاب أوّل تأليفه وآخره ، ويصحّ عنه من لا يعرف أسلوبه وقلمه ، مع أنّ هذا يجري في كل مؤلّف .. ويمكن أن يقال عن كل تصنيف .. ثم من هذا وذاك .. ولماذا لم يعرف لنا أو نعرفه ..؟!

بل هو يصرّح بالجميل ، ويراعي الأدب فيمن ينقل عنه أو يستفيد منه ، بل لا تجد له مورداً واحداً لا يذكر من أين أخذه وكيف جاء به.

__________________

(١) خاتمة مستدرك وسائل الشيعة ٢٠/(٢)/١٣٨ ، وحكاه عنه مجملا في أعيان الشيعة ٩/١٢٤.

٢٤٧

بل هو يقرّ بفضل كل من أعانه واستفاد منه ; فمثلاً يقول في مقباس الهداية (١) بعد أن قال ـ في لفظ الكوفي ـ : فإني وجدت بعض القاصرين يزعم دلالته على نوع ذمّ ، ولم أفهم وجهه .. إلى أن قال : ولقد راجعت اُستاد الفن اليوم الشيخ الورع الزكي الشيخ علي الخاقاني فوجدته كما أقول مخطّئاً للزعم المذكور ..

وقال في ترجمة أحمد بن إسحاق بن عمار الساباطي(٢) : .. ثم إنّه بعد أيّام نبهني بعض الفضلاء الأخّلاء ـ أدام الله تعالى تأييده ، وكثّر من أهل العلم أمثاله ـ على تعرّض حجّة الإسلام ـ وصفاً ولقباً ـ الحاج السيّد محمّد باقر الشفتي الرشتي الأصفهاني عطّر الله مرقده لإسحاق بن عمّار .. إلى آخره.

وكذا قوله قدّس سرّه في كتابه مقباس الهداية (٣) ـ عند تعداده لعلماء الرجال في الخاتمة ـ بقوله : .. وإن شئت العثور على أزيد من ذلك فراجع مصفى المقال في مصنّفي الرجال للفاضل التقي النقي ثقة الإسلام والمسلمين الشيخ آغا بزرك الطهراني مقيم سامراء أدام الله تعالى تأييده ، فإنّه .. إلى آخره.

__________________

(١) مقباس الهداية ٣ / ١٨ ـ ١٩ [الطبعة المحقّقة الأولى] في لفظ (الكوفي) ذيل الألفاظ التي لا تفيد مدحاً ولا قدحاً.

(٢) تنقيح المقال ١ / ١١٩ [الطبعة الحجرية ، وفي المحقّقة ٩ / ١٦٠ ذيل رقم (١٩٨٩)].

(٣) مقباس الهداية ٤ / ٨٥ [الطبعة المحقّقة الأولى ـ الهامش ١].

٢٤٨

فها هو الشيخ آغا بزرك الطهراني يصرّح في النقباء(١) في ترجمة الشيخ عبد الحسين الحلّي ما نصّه :

 .. وحدّثني العلاّمة الشيخ عبد الله المامقاني أيّام اشتغاله بتأليف كتابه تنقيح المقال في علم الرجال ، أنّ المترجم له كان أعظم مساعد ومعاضد له على جمع وتأليف كتابه المذكور ..

وكرّر ذلك في كتابه مصفى المقال(٢) حيث قال في ترجمة الحلّي : لقد كتب في أحوال الرواة والرجال تحقيقات رشيقة وأنظار عالية في عدّة كراريس وأعطاها للحاج شيخ عبد الله المامقاني ، وأدرج هو جميع نظريّاته في كتابه المطبوع. وقد قال لي شفاهاً في سامراء في السفر الأخيرة [كذا] : إنّ صاحب الترجمة أعظم مساعد لي في تأليف الرجال ..

أقول : لقد سمعت من أكثر من واحد أنّ المرحوم الشيخ عبد الحسين الحلّي رحمه الله كان من كُتّاب الشيخ وأصحابه المقرّبين مع ثلّة من الأعلام من تلامذة الشيخ وأصحابه كالسيّد سعيد الحكيم (البصري) ، والسيّد عبد الرزاق المقرّم (الخطيب) .. على اختلاف مراتبهم العلمية والعملية ـ ومع هذا فإنّه يصرّح بأ نّه استفاد منه ، وهو يشير في التنقيح إلى موارد من ذلك .. نعم قد استعان بهم مقابلةً وكتابةً .. لا تحقيقاً وتصنيفاً .. وإلاّ لأشار لذلك كما فعله في غيرهم ..

__________________

(١) طبقات أعلام الشيعة (نقباء البشر) ٣/١٠٩٩ برقم ١٥٧٥.

(٢) مصفى المقال في مصنّفي علم الرجال (عمود) : ٢٢٠ ـ ٢٢١.

٢٤٩

وها هو الشيخ الجدّ قدّس سرّه يشكر كل من أعانه في الكتاب فيقول(١) : .. وأعانني جمع من أتقياء المعاصرين أيّدهم الله تعالى ببذل كل منهم ما عنده من الكتب الرجالية .. عمدتهم صاحب المكتبة العظمى شيخ مشايخ الجعفرية على الإطلاق العلاّمة الصفي الشيخ علي نجل حضرة كاشف الغطاء أعلى الله مقامهما .. إلى آخره.

وأمّا استعانته بالكتب والمكتبات(٢) .. فلا أحسبه إلاّ جهلاً في التأليف وموضوعه ، وهو بعد كل هذا يقرّ في المقدّمة(٣) أنّه قد استفاد من مكتبة الشيخ علي كاشف الغطاء ، كما قال رحمه الله في الأمر الأوّل ممّا نبّه عليه .. وذكرناه توّاً ..

فكان وليد ذاك اجتماع مجموعة وافية من المصادر التي سردها كلاًّ في أوّل مقدّمته(٤) ، وذكرنا نصّ كلامه .. فأين إقراره بالاستعانة بالغير ، وهل استعارة كتاب من الآخرين يدّل على مشاركة في التأليف .. إنْ هذا إلاّ اختلاق

__________________

(١) تنقيح المقال ١/١ من الطبعة الحجرية.

(٢) سنذكر جملة من المصادر والكتب التي استعارها طاب ثراه فضلاً عمّا كان عنده أو أدرجه في مقدّمة كتابه ، وسلف منّا الكثير ..

(٣) تنقيح المقال ١/١ من الطبعة الحجرية ، وقد أوردنا نصّها سابقاً.

(٤) قال رحمه الله : الثاني : إنّي لم أبق شيئاً من الكتب الرجالية التي نالته يدي إلاّ ونقلت المهم ممّا فيه .. ثم عدّد لنا كل ما اعتمده من الكتب .. وبكل أمانة ودقّة من النقل مباشرة أو بالواسطة ، وقد أسلفنا نصّ عبارته وعلّقنا عليها ، وأوردنا لها شواهد جمّة.

٢٥٠

وجهل .. غفر الله لنا ولهم ولأعلامنا الماضيين ، وعصمنا ممّا وقع به غيرنا .. بحقّ سيّد المرسلين وآله الميامين سلام الله عليهم أجمعين.

وأيضاً : ممّا يشكل على الشيخ الجدّ طاب رمسه التعرّض إلى الكثرة الكاثرة من الصحابة ، إذ لا حاجة لذلك ، وهذا ما قاله لي أحد من يدّعي التخصّص في هذا الفن .. إلاّ أنّ مراجعة التنبيه الثامن من ديباجة الكتاب (١) تكفي للردّ على ذلك ، حيث صرّح بذلك فقال : .. ثم إنّي رأيت أنّ الصحابة ـ لعدم بنائنا على ما عليه العامّة من عدالة جميعهم ـ لا فائدة في عنوان واحد منهم بعد واحد مستقلاًّ ، فاقتصرت ـ بعد ذلك ـ على ذكر من تثبت وثاقته أو حسنه منهم في طي الأسماء واختصرت بتذييل كل قسم من الأسماء بذكر المسمّين بذلك الاسم من الصحابة نسقاً بعنوان (التذييل) وبيان جهالتهم .. إلى آخره ..

ولا أعلم ألا يكفي لمن يتوخّى من كتابه أن يكون جامعاً مانعاً مثل هذا التوجيه لعمله ..! مع أنّ المسألة من صغريات بحث درج المجاهيل وعدّهم ، وقد سلف.

ومنها : إنّه قد أخذ من البعض ولم يشر إلى ذلك خصوصاً مشتركات الكاظمي ..!

وأقول : شهد الله! لا أقول هذا محاباةً أو مجاملةً .. إلاّ أنّي لا أعرف ممّن

__________________

(١) تنقيح المقال ١ / ٢ من [الطبعة الحجرية].

٢٥١

ألفّ إلى يومي هذا أكثر حيطة وأمانة في النقل من المؤ لّف قدّس سرّه ، وهذه شهادة جاءت بعد سبر الكتاب أكثر من خمس مرّات من أوّله إلى آخره عدا مراجعاتي المتكرّرة له خلال عملي .. وسأورد أمثلة لذلك في باب أدب الشيخ طاب رمسه ودقّته ..

كما أنّ توريق الكتاب ـ خاصّة باب الضبط منه ـ يهديك إلى سخافة هذا القول ومخالفته للوجدان ; حيث ما من مورد نقله رحمه الله من المشتركات إلاّ ونصّ عليه باسمه واستخرجناه فى ذيله ..! وأتحدّى القائل وغيره أن يذكر لي ـ ولو مورداً واحداً ـ ممّا نقله الشيخ عن المشتركات ولم ينصّ فيه على اسمه ونقله ..! إلاّ أن يكون ذلك على نحو التوارد.

وممّا أورد على شيخنا طاب ثراه ـ أيضاً ـ أنّه لم يكن رجالياً ، بل فقيهاً أُصولياً ، وأقحم نفسه في هذا الفن ..!!

وفيه : أوّلاً : إنّ هذا ممّا يضحك الثكلى ـ وشرّ البلية ما يضحك ـ أن يقال هذا ممّن يدّعي العلم بل زيادة ، ويكفي كتابه لردّه ، ولو سلّمنا فقبول الكلّ وإقرارهم به كاف في ردّه.

وثانياً : إنّه يصرّح قدّس سرّه في أوّل ديباجة كتاب التنقيح (١) بل من أوّل الأمور التي يتعرّض لها فيقول : إنّي منذ ست عشرة سنة ـ عند تصنيف

مقباس الهداية ـ قد وعدت الإخوان أن أصنّف كتاباً في علم الرجال .. إلى

__________________

(١) تنقيح المقال ١ /٣ [الطبعة الحجرية].

٢٥٢

آخره ، فراجعه. ألا تكفي لفقيه متبحّر هذه المدّة كي يتخصّص؟! ومن ولدته أُمّه وهو رجالي؟!

م إنّه صرّح هو رحمه الله أنّه كان له قصاصات في الرجال و .. مع أنّا لا نعرف فقيهاً بالمعنى الأخصّ إلاّ وله إلمام بالرجال إن لم يكن له اجتهاد ونظر فيه ، بل المفروض كونه صاحب مبنىً فيه لا مقلّداً .. و ..

ملحوظة :

ذكر الشيخ محمّد أمين الإمامي الخوئي في كتابه مرآة الشرق(١) ذيل ترجمة المولى علي العلياري أنّ من كتبه : بهجة الآمال في معرفة أحوال الرجال من الإمامية ، في خمسة أجزاء كبار ، ثم قال : وكان كتابه هذا عند الشيخ عبد الله المامقاني في تأليفه كتاب منتهى [كذا]المقال في أحوال الرجال ..

وهذا غريب جداً ; حيث من أين له هذا؟! إذ لو كان لأشار له الشيخ الجد قدّس سرّه في مصادره ، أو نقل عنه أو ناقشه ـ خلال موسوعته ـ في مطالبه .. ولا نعرف منه مثل هذا ، خصوصاً أنّ في الكتاب مباني ومطالب رجالية تتنافى مع مبنى الشيخ الجد أعلى الله مقامه كان الأولى ـ لو كان عنده ـ أن يناقشها أو يشير إليها .. والعلم عند الله.

__________________

(١) مرآة الشرق ٢ / ٩٤٩ ـ ٩٨٠.

٢٥٣

ولعله من هنا قال في أول ديباجة كتابه ـ كما مرّ منا ـ : .. وكانت عندي عدّة كتب رجالية راجعتها مراراً فلم أجد فيها شيئاً فتركتها.

٢٥٤

ولنختم الخاتمة بالحديث عن :

أدب الشيخ المامقاني طاب رمسه ودقّته

ممّا يؤسف له حقّاً أنّا نجد الكثير ممّن سبرنا مؤلّفاتهم أو راجعناها ينقل عن الغير كثيراً ـ قد تصل إلى صفحات ـ ثم لا يشير إلى ذلك ، بل قد يوحي ضمناً أنّه صاحب الفكرة والسبّاق لها ، متجاهلاً من سواه ، غاضّاً ـ بل متعدّياً ـ على من عداه .. وهم بعد هذا في مقام آخر ما منهم إلاّ وتزل أقلامهم ويخرجون من طورهم وهم في مقام النقد والبحث ، ولا نودّ وضع النقاط على الحروف .. والعجيب أنّا وجدنا لمن يؤاخذ الغير ويحصي زلاّته وسقطاته يقع أكثر من غيره في أمثال ..! ما صدر ممّن نقدهم وحاكمهم ..

بل تراه ـ رحمه الله وإرضاه ـ لا يأبى أن يقرّ بالخطأ أو السهو فيما لو انكشف له ذلك ، وقد ذكرنا نماذج جمّة سابقاً ، ومنها ما قاله في ترجمة ثابت بن زيد (١) : .. هذا منّي اشتباه!

__________________

(١) تنقيح المقال ١ /١٩٢ برقم ١٥٧ [من الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحققة ١٣ / ٢٩٠ برقم (٣٣٩٧)].

٢٥٥

ثم قال : فاشتباهي ناش من انضمام قصور عبارة الشيخ رحمه الله إلى قصوري وغفلتي ..

وللحق نقول : إنّا وجدنا شيخنا طاب ثراه ـ مع كثرة تآليفه ، وسعة تصانيفه ، وغزارة علمه ـ يمتاز بالأدب الرفيع ، والقلم النزيه ، والموضوعية العلمية ، والاعتراف للغير بما لهم وإليهم .. وإليك نماذج من ذلك من كتابنا هذا ولا غرض لنا فعلاً بغيره من مؤ لّفاته الفقهية والأُصولية وغيرهما كالمقباس مثلاً :

فها هو في موسوعته الرجالية (١) يقول ـ مخاطباً المرحوم السيّد محمّد باقر الشفتي المعروف بـ : حجّة الإسلام ـ : .. وليت السيّد قدّس سرّه حيّاً لأقصده وأقبّل يده وأقول : ما هكذا تورد يا سعد الإبل ..!

وقال قبل ذلك : وليته في الحياة حتّى أتشرّف إلى محضره الشريف وأستفسر عن استفادة ذلك ..

كما وقد ناقش الجدّ طاب رمسه مفصّلاً الشيخ الكاظمي ـ صاحب هداية المحدّثين رحمه الله ـ في ترجمة الحسين بن عثمان بن زياد (٢) ..

وقال في نهاية البحث : وبالجملة ; فلم أقف على شاهد لما ذكره

__________________

(١) تنقيح المقال ١/١١٩ برقم ٧١٢ [الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحققة ٩/١٦٤ تحت رقم (١٩٨٩)] في ترجمة إسحاق بن عمّار الساباطي.

(٢) تنقيح المقال ١/٣٣٥ [الطبعة الحجرية ، وفي الطبعة المحقّقة ٢٢/٢٤٢ ـ ٢٤٥ برقم (٦٢٦٨)].

٢٥٦

الكاظمي ولا محقّق واحد ، بل خبير واحد ولو كان غير محقّق من أهل الفن نطق بذلك أو احتمله ..

ثم قال : وظنّي أنّه وجد ما صدر من العلاّمة فزعم أنّ المحقّقين عليه ..! غفر الله تعالى له ولنا ولجميع محبّي أهل بيت الرحمة صلوات الله عليهم [آمين].

وقال في ذيل ترجمة محمّد بن جعفر بن محمّد بن عون الأسدي (١) ـ في مقام ردّ الوحيد البهبهاني قدّس سرّه ـ : يقول مصنّف هذا الكتاب عبدالله المامقاني : لا أرضى من المولى الوحيد قدّس سرّه بهذا التعبير ; لأ نّي أحاشي النجاشي من أن يرمي شخصاً بالوهم .. كما اُحاشي الوحيد رحمه الله عن كون ما صدر منه بالنسبة إلى صاحب الحدائق في كربلاء المشرّفة لداع نفساني .. إلى آخره.

وأيضاً ; ردّ المولى الوحيد رحمه الله في ترجمة علي بن محمّد القاشاني (٢) بقوله : وأنت خبير بأ نّه من غرائب الكلام ، وما كنت لأوثر صدور مثله من مثله ..!

وقال في ترجمة أبي الحسين بن علي الخواتيمي(٣) ـ ردّاً على ما في التحرير الطاوسي ـ ما نصّه : وكيف غفل في باب الكنى عمّا ذكره في باب

__________________

(١) تنقيح المقال ٢/٩٥ (حرف الميم ، من الطبعة الحجرية).

(٢) تنقيح المقال ٢/٣٠٨ (حرف العين من الطبعة الحجرية).

(٣) تنقيح المقال ٣/١٢ (باب الكنى ، من الطبعة الحجرية).

٢٥٧

الأسماء ، مع صغر حجم الكتاب وعدم الفصل الكثير بين الموضعين ..!؟

ثم قال : وذلك وأمثاله رحمة من الله سبحانه لنا حتّى لا يُستغرب الاشتباه منّا مع غاية سعة كتبنا!

وقال في ترجمة علي بن إسماعيل السندي (١) ـ في دفاع المولى التفرشي في النقد عن العلاّمة ـ : .. واعتذار الناقد عنه بأنّ نسخة الكشي كانت عندي كانت مبدلة السندي بـ : السري لايجدي ; لأنّ غلط النسخة لاينبغي أن يذهله عن الفرق الواضح بينهما ، ثم قال : إلاّ أنّ جلّ من لا يسهو ، أسهاه حتى يكون ذلك عذراً لأمثالي في اشتباهاتنا.

وقال في ذيل ترجمة علي بن حسان الواسطي أبو الحسين القصير(٢) ـ بعد مناقشة كلام العلاّمة المجلسي رحمه الله ـ : وبالجملة ; فكلما ازددت في كلام الفاضل المجلسي رحمه الله تدبّراً إزددت حيرة وتفكّراً .. ثم قال : وما أسهاه الله تعالى من أمثاله إلاّ لطفاً حتى لا نيأس من أنفسنا إذا سهونا.

وجاء في ترجمة محمّد بن علي بن حمزة الطوسي رحمه الله في التنقيح (٣) ـ فيما حكاه عن السيّد صدرالدين وعلّق عليه ـ بقوله : انظر ـ يرحمك الله! ـ إلى اشتباه هذا النيقد الجليل كيف التبس عليه الأمر فذكر في اسم صاحب الوسيلة الاحتمالات الباردة التي سمعتها.

ثم قال : وذلك وأمثاله من اشتباهات الأعاظم برهان عدم عصمتهم ،

__________________

(١) تنقيح المقال ١/٢٧٠ (من الطبعة الحجرية).

(٢) تنقيح المقال ٢/٢٧٥ (من الطبعة الحجرية).

(٣) تنقيح المقال ٣/١٥٥ ـ ١٥٦ [الطبعة الحجرية].

٢٥٨

وعذر لنا في اشتباهاتنا .. إلى آخره.

ونقل الشيخ الجدّ رحمه الله في موسوعته الرجالية خلال ترجمة محمّد بن عبدالله بن المطّلب الشيباني(١) كلمات الشيخ ابن داود في الرجل ، ثم ناقشها وقال : وهذا وأمثاله ممّا يقلّل الاعتماد على كلمات أمثال هذا الشيخ الجليل ..

ثم قال : وليت شعري إذا كان هو وأمثاله في كتبهم الصغيرة غفلوا مثل هذه الغفلة العظيمة فلا علينا إن نسينا أو أخطأنا في مصنّفاتنا الكبيرة .. إلاّ أنّ زلّة المتقدّم مغفورة دون المتأخّر.

وقال ـ بعد نقله كلام الميرزا في ترجمة أبو خالد القمّاط(٢) ـ : .. وتصفّحت الكشي فلم أقف ممّا نقله على عين ولا أثر ولا أتّهم في ذلك إلاّ نظري ، فإنّ الميرزا ـ لغاية ضبطه ـ يطمأنّ بنقله ، سيما بعد صحّة نسخة المنهج التي عندي إلى الغاية ..

ثم قال : وقد عثرت بعد فضل التتبّع على أنّ ذلك سهو من قلمه ، وإنّ الذي يظهر من الكشي .. إلى آخره.

وقال في ترجمة محمّد بن عبدالرحمن بن أبي ليلى القاضي (٣) ـ في ما علّق به السيّد صدرالدين رحمه الله على كلام الشيخ أبي علي الحائري في منتهى المقال .. حيث نقله وناقشه مفصّلاً ، وممّا قال : لهم أفهم معنى قول السيّد

__________________

(١) تنقيح المقال ٣/١٤٦ [الطبعة الحجرية].

(٢) تنقيح المقال ٣/١٤ [باب الكنى ، من الطبعة الحجرية].

(٣) تنقيح المقال ٣/١٣٧ [من الطبعة الحجرية].

٢٥٩

رحمه الله أنّ مجرّد القضاء ليس مخّلاً بالعدالة .. ثم قال : وليت شعري اذا كان القضاء من قبل بني أميّة وبني العبّاس والتولي لهم ليس مخلّاً بالعدالة ، فأي ذنب مخلّ بالعدالة؟! .. وأي قاضِ هو في النار غيره؟! إلى آخر کلامه ـ.

ثم قال : وأمّا ما ذكره من قضاء تتبّع الأخبار بأنّ ابن ليلى كان يقضي بما بلغه عن الصادقين عليهما السلام ويحكم بذلك ... فكلام من لا يلتفت إلى نكات الكلام ، أو يلتفت ويتعمد التعمية ..!

ثم قال : وأنّي اُحاشي خدم السيّد المعظّم له عن كل منهما .. إلى آخر کلامه.

وقال في ترجمة نصر بن قابوس اللخمي القابوسي(١) ـ حيث ناقش العلاّمة وابن داود رحمهما الله في رجاليهما ـ فقال : أقول : شكر الله تعالى سعيهما في فتحهما لنا باب المناقشة فيما لم يقم عليه برهان من أقوالهما ; فإنّه إذا لم يقبلا شهادة الشيخ رحمه الله بكون الرجل وكيلاً عن الصادق عليه السلام عشرين سنة .. لم نلتزم بقبول قولهما فيما لم يقم عليه برهان من بعض مقالاتهما المتقدّمة والآتية في التراجم ..

ثم قال : وليت شعري كيف يمكن ردّ شهادة الشيخ المسطورة مع كونه من أهل الخبرة ، وكونه محل وثوق وطمأنينة ..؟! إلى آخره.

وهو رحمه الله ـ بعد أن أورد ترجمة ضافية لأبي بصير يحيى بن أبي القاسم الأسدي(٢) ذكر في تذييله عليها ما نصّه ـ : إنّي بعد ما ذكرت ذلك كلّه ـ وكنت

__________________

(١) تنقيح المقال ٣/٢٦٩ [الطبعة الحجرية].

(٢) تنقيح المقال ٣/٣١١ [الطبعة الحجرية].

٢٦٠