غريب القرآن وتفسيره

أبي عبدالرحمن عبدالله بن يحيى بن المبارك اليزيدي

غريب القرآن وتفسيره

المؤلف:

أبي عبدالرحمن عبدالله بن يحيى بن المبارك اليزيدي


المحقق: محمّد سليم الحاج
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: عالم الكتب
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٤

بسم الله الرحمن الرحيم

وما توفيقي إلا بالله

١ ـ سورة أم الكتاب

٢ ـ (الْعالَمِينَ)(١) : الخلق. واحدهم عالم.

٤ ـ (يَوْمِ الدِّينِ)(٢) : يوم الجزاء من ذلك قولهم : كما تدين تدان (٣).

٦ ـ (الصِّراطَ)(٤) : الطريق. وقال بعض المفسّرين هو كتاب الله عزوجل. وقال آخرون هو الإسلام.

__________________

(١) قال قتادة : العالمون جمع عالم وهو كل موجود سوى الله تعالى وقال ابن عباس : العالمون الجن والإنس. وقال الفراء وأبو عبيدة : العالم عبارة عمّن يعقل وهم أربع أمم : الإنس والجن والملائكة والشياطين ، ولا يقال للبهائم عالم. والقول الأول أصح هذه الأقوال لأنه شامل لكل مخلوق وموجود ، ودليله قوله تعالى : (قالَ فِرْعَوْنُ وَما رَبُّ الْعالَمِينَ ، قالَ رَبُّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا) [الشعراء ٢٦ / الآية ٢٣] القرطبي ـ الجامع ١ / ١٣٨ ـ ١٣٩. والعلمين في الأصل العلمين.

(٢) يوم القيامة سمي بذلك لأنه يوم الجزاء والحساب. ابن قتيبة ـ تفسير الغريب ٣٨ واليوم عبارة عن وقت طلوع الفجر إلى وقت غروب الشمس ، فاستعير فيما بين مبتدإ القيامة إلى وقت استقرار أهل الدارين فيهما. القرطبي ـ الجامع ١ / ١٤٣.

(٣) اي كما تجازي تجازى ، اي تجازى بفعلك وبحسب ما عملت. ابن منظور ـ اللسان (دين). والمثل ليزيد بن الصعق. ابن قتيبة ـ تفسير الغريب ٣٨.

(٤) حكى النقاش وابن الجوزي انه الطريق بلغة الروم. السيوطي ـ الإتقان ١ / ١٨٢.

٦١

٧ ـ (الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ)(١) : قالوا اليهود والنّصارى (٢).

__________________

(١) الغضب في اللغة الشدة ، ومعنى الغضب في صفة الله تعالى ارادة العقوبة. القرطبي ـ الجامع ١ / ١٥٠ والضلال العدول عن الطريق المستقيم ويضادّه الهداية. ويقال الضلال لكل عدول عن المنهج عمدا كان او سهوا يسيرا كان أو كثيرا. الأصفهاني ـ المفردات ٢٩٧.

(٢) ويؤكد هذا «ما أخرجه أحمد والترمذي عن عدي بن حبان قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «إن المغضوب عليهم هم اليهود ، وإن الضالين هم النصارى». الذهبي ـ التفسير والمفسرون ١ / ٤٥.

٦٢

٢ ـ سورة البقرة

١ ـ (الم)(١) : فما أشبهها من «ق» و «صاد» فواتح للسور.

__________________

(١) انها من المتشابه الذي لا يعلمه إلا الله. قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : لله عزوجل في كل كتاب سر ، وسر الله في القرآن أوائل السور ، وإلى هذا المعنى ذهب الشعبي وأبو صالح وابن زيد. وقال ابن عباس وعكرمة : انها حروف أقسم الله بها ـ وقال ابن قتيبة : ويجوز ان يكون أقسم بالحروف المقطعة كلها واقتصر على ذكر بعضها كما يقول القائل : تعلمت : ؛ أ ـ ب ـ ت ـ ث وهو يريد سائر الحروف ، وكما يقول : قرأت الحمد ويريد فاتحة الكتاب فيسميها بأول حرف منها ، وانما أقسم بحروف المعجم لشرفها ولأنها مباني كتبه المنزلة وبها يذكر ويوحد. قال ابن الانباري : وجواب القسم محذوف تقديره : وحروف المعجم لقد بيّن الله لكم السبيل ، وانهجت لكم الدلالات بالكتاب المنزل ، وانما حذف لعلم المخاطبين به ، ولأن في قوله (ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ) دليلا على الجواب. وقال الفراء وقطرب : انه أشار بما ذكر من الحروف إلى سائرها والمعنى انه لما كانت الحروف اصولا للكلام المؤلف اخبر أن هذا القرآن إنما هو مؤلف من هذه الحروف ، فإن قيل فقد علموا أنه حروف ، فما الفائدة في أعلامهم بهذا؟ فالجواب انه نبه بذلك على اعجازه ، فكأنه قال : هو من الحروف التي تؤلفون منها كلامكم ، فما بالكم تعجزون عن معارضته؟ فإن عجزتم فاعلموا انه ليس من قول محمد عليه‌السلام. وقال أبو روق عطية بن الحارث الهمذاني : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يجهر بالقراءة في الصلوات كلها ، وكان المشركون يصفقون ويصفرون ، فنزلت هذه الحروف المقطعة فسمعوها فبقوا متحيرين. وقال غيره : إنما خاطبهم بما لا يفهمون ليقبلوا على سماعه لأن النفوس تتطلع إلى ما غاب عنها معناه ، فإذا اقبلوا عليه خاطبهم بما يفهمون فصار ذلك كالوسيلة إلى الإبلاغ ، إلا انه لا بد له من معنى يعلمه غيرهم أو يكون معلوما عند ـ

٦٣

٢ / ٢ ٢ ـ (لا رَيْبَ فِيهِ) لا شكّ فيه.

٢ / ٢ ٢ ـ (هُدىً لِلْمُتَّقِينَ)(١) : بيان من الضلالة.

٥ ـ (الْمُفْلِحُونَ)(٢) : كلّ من أصاب شيئا من الخير فقد أفلح والفعل الفلاح وهو أيضا البقاء.

٧ ـ (غِشاوَةٌ)(٣) : غطاء.

١٠ ـ (يُخادِعُونَ)(٤) : يظهرون خلاف ما في نفوسهم.

__________________

ـ المخاطبين. فهذا الكلام يعم جميع الحروف. ابن الجوزي ـ زاد المسير ١ / ٢٠ ـ ٢١ ـ ٢٢.

(١) اي رشدا لهم إلى الحق. ابن قتيبة ـ تفسير الغريب ٣٩ والمتقون المحترزون مما اتقوه. ابن الجوزي ـ زاد المسير ١ / ٢٣.

(٢) والفلح اصله في اللغة الشق والقطع وقد يستعمل في الفوز والبقاء وهو اصله أيضا في اللغة ومنه قول الرجل لامرأته «استفلحي بأمرك : معناه فوزي بأمرك. القرطبي ـ الجامع ١ / ١٨٢ فكأنه قيل للمؤمنين «مفلحون» لفوزهم بالبقاء في النعيم المقيم ، هذا هو الأصل ، ثم قيل ذلك لكل من عقل وحزم وتكاملت فيه خلال الخير ـ ابن قتيبة ـ تفسير الغريب ٣٩ ـ ٤٠ وقال الزجاج : المفلح الفائز بما فيه صلاح أمره. ابن الجوزي ـ. زاد المسير ١ / ٢٧.

(٣) يقال : غشّه بثوب اي غطّه ومنه قيل : غاشية السرج لأنها غطاء له. ابن قتيبة تفسير الغريب ٤٠.

(٤) قال أهل اللغة : اصل الخداع في كلام العرب الفساد حكاه ثعلب عن ابن الأعرابي ، اي هم يفسدون ايمانهم واعمالهم فيما بينهم وبين الله بالرياء. وقيل اصله الإخفاء ، تقول العرب : انخدع الضب في جحره. القرطبي ـ الجامع ١ / ١٩٦ فالخديعة الحيلة والمكر وسميت خديعة لأنها تكون في خفاء ، والمخدع بيت تختفي فيه المرأة. ابن الجوزي ـ زاد المسير ١ / ٢٩.

٦٤

٢ / ١٠ ١٠ ـ (فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ)(١) : أي شكّ ونفاق.

٢ / ١٠ ١٠ ـ (أَلِيمٌ)(٢) : موجع في معنى مؤلم.

١٥ ـ (يَمُدُّهُمْ)(٣) : يتركهم ويملي لهم.

٢ / ١٥ ١٥ ـ (فِي طُغْيانِهِمْ)(٤) : في عتوهم وكفرهم.

٢ / ١٥ ١٥ ـ (يَعْمَهُونَ)(٥) : يتحيّرون ويترددون. يقال رجل عمه وعامه.

١٩ ـ (أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّماءِ) : أي كمطر من السماء. من صاب يصوب.

__________________

(١) المرض عبارة مستعارة للفساد الذي في عقائدهم ، والمعنى قلوبهم مرضى لخلوها عن العصمة والتوفيق والرعاية والتأييد. القرطبي ـ الجامع ١ / ١٩٧.

(٢) حكى ابن الجوزي انه الموجع بالزنجية ، وقال شيدلة بالعبرانية. السيوطي ـ الإتقان ١ / ١٨٠.

(٣) وأصله الزيادة : قال يونس بن حبيب : يقال : مدّ لهم في الشر وأمدّ في الخير ، وحكي عن الأخفش : مددت له إذا تركته وامددته إذا اعطيته. القرطبي ـ الجامع ١ / ٢٠٩.

(٤) المعنى في الآية : يمدهم بطول العمر حتى يزيدوا في الطغيان فيزيد في عذابهم. القرطبي ـ الجامع ١ / ٢٠٩ والطغيان الزيادة على القدر والخروج عن حيز الإعتدال في الكثرة. ابن الجوزي ـ زاد المسير ١ / ٣٦ [ومنه قوله تعالى : (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ.) الحاقة ٦٩ / الآية ١١].

(٥) حكى أهل اللغة : عمه الرجل يعمه عموها وعمها فهو عمه وعامه إذا حار. ويقال رجل عامه وعمه أي حائر متردد وجمعه عمه ، والعمى في العين والعمه في القلب. وفي التنزيل (فَإِنَّها لا تَعْمَى الْأَبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) [الحج ٢٢ / الآية ٤٦] القرطبي ـ الجامع ١ / ٢٠٩ ـ ٢١٠.

٦٥

٢٢ ـ (أَنْداداً) : واحدهم ندّ ، ويقال نديد وهو شبيه.

٢٤ ـ (وَقُودُهَا) : حطبها. الوقود بالضمّ هو اللهب.

٢٥ ـ (مُتَشابِهاً)(١) : يشبه بعضه بعضا في اللون والطّعم.

٢ / ٢٥ ٢٥ ـ (أَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ)(٢) : واحدها زوج. الذكر والأنثى فيه سواء.

٢٦ ـ (فَما فَوْقَها)(٣) : أي فما دونها في الصغر.

٢٩ ـ (اسْتَوى إِلَى السَّماءِ)(٤) : عمد وقصد.

__________________

(١) اي يشبه بعضه بعضا في المناظر دون الطعوم. ابن قتيبة تفسير الغريب ٤٠ وقال ابن عباس : هذا على وجه التعجب ، وليس في الدنيا شيء مما في الجنة سوى الأسماء ، فكأنهم تعجبوا لما رأوه من حسن الثمرة وعظم خلقها. القرطبي ـ الجامع ١ / ٢٤٠.

(٢) قال الزجاج : ومطهرة أبلغ من طاهرة لأنه للتكثير. اي في الخلق فإنهن لا يحضن ولا يبلن ولا يأتين الخلاء ، وفي الخلق فإنهن لا يحسدن ولا يغرن ولا ينظرن إلى غير أزواجهنّ. ابن الجوزي ـ زاد المسير ١ / ٥٣ وقد ورد تفسيرها في الأصل بعد قوله تعالى : (فَما فَوْقَها).

(٣) لما ضرب الله المثل بالعنكبوت في سورة العنكبوت وبالذباب في سورة الحج قالت اليهود : ما هذه الأمثال التي لا تليق بالله عزوجل؟! فأنزل الله (إِنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلاً ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها) من الذباب والعنكبوت. ابن قتيبة ـ تفسير الغريب ٤٤ وقال ابن عباس وقتادة وابن جريج : فما فوقها في الكبر. وقال ابن قتيبة : قد يكون الفوق بمعنى دون وهو من الأضداد. ابن الجوزي ـ زاد المسير ١ / ٥٥.

(٤) كل من كان يعمل عملا فتركه ، بفراغ او غير فراغ ، وعمد لغيره فقد استوى له واستوى إليه. ابن قتيبة ـ تفسير الغريب ٤٥ [والمعنى] ارتفع وعلا ، وهذه الآية من ـ

٦٦

٣٠ ـ (يَسْفِكُ الدِّماءَ)(١) : يصبّها. سفك دمه أي صبّه.

٢ / ٣٠ ٣٠ ـ (نُسَبِّحُ)(٢) : نصلّي. تقول قد فرغت من سبحتي أي من صلاتي.

٢ / ٣٠ ٣٠ ـ (وَنُقَدِّسُ لَكَ) : نطّهر لك. والتقديس التطهير. وقالوا نقدّس لك نكبرك ونعظمك.

٣٢ ـ (سُبْحانَكَ)(٣) : تنزيه للربّ جل ثناؤه وتبرّؤ.

__________________

ـ المشكلات ، والناس فيها وفيما شاكلها على ثلاثة أوجه ، قال بعضهم نقرؤها ونؤمن بها ولا نفسرها ، وذهب إليه كثير من الأئمة ، وهذا كما روي عن مالك أن رجلا سأله عن قوله تعالى : (الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى) قال مالك : الإستواء غير مجهول والكيف غير معقول والإيمان به واجب والسؤال عنه بدعة وأراك رجل سوء! أخرجوه. وقال بعضهم نقرؤها ونفسرها على ما يحتمله ظاهر اللغة وهذا قول المشبهة. وقال بعضهم نقرؤها ونتأولها ونحيل حملها على ظاهرها. [وقال القرطبي] والقاعدة في هذه الآية ونحوها منع الحركة والنقلة. القرطبي ـ الجامع ١ / ٢٥٤ ـ ٢٥٥.

(١) لا يستعمل السفك إلا في الدم ، وقد يستعمل في نثر الكلام ، يقال : سفك الكلام إذا نثره. القرطبي ـ الجامع ١ / ٢٥٧ وقد وردت كلمة «الدماء» في الأصل غير مهموزة.

(٢) اي ننزهك عما لا يليق بصفاتك ، والتسبيح في كلامهم التنزيه من السوء على وجه التعظيم. وهو مشتق من السبح وهو الجري والذهاب ، فالمسبح جار في تنزيه الله تعالى وتبرئته من السوء. القرطبي ـ الجامع ١ / ٢٧٦ وقد وردت كلمة «نسبح» في الأصل بعد كلمة «نقدس».

(٣) اي تنزيها لك عن أن يعلم الغيب أحد سواك [وهذا هو معنى الآية (سُبْحانَكَ لا عِلْمَ ـ

٦٧

٣٥ ـ (وَكُلا مِنْها رَغَداً)(١) : الرغد الكثير الذي لا يعنّيك من ماء أو عيش أو كلأ. يقال قد ارغد فلان أي أصاب عيشا واسعا.

٣٦ ـ (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطانُ)(٢) : أي استزلهما.

٣٧ ـ (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ)(٣) : أي قبلها وأخذها عنه.

٤٥ ـ (الْخاشِعِينَ)(٤) : المخبتون المتواضعون.

٤٦ ـ (الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ) يوقنون (٥).

__________________

ـ لنا إلا ما علمتنا»] القرطبي ـ الجامع ١ / ٢٨٥ وقال الزجاج : لا اختلاف بين أهل اللغة أن التسبيح هو التنزيه لله تعالى عن كل سوء. ابن الجوزي ـ زاد المسير ١ / ٦٣.

(١) يعني الخصب بلغة طيء. ابن عباس ـ اللغات في القرآن ١٧.

(٢) حملهما على الخطأ. مكي ـ العمدة ٧٣ وقيل أن معنى أزلهما : : من زل عن المكان إذا تنحى. القرطبي ـ الجامع ١ / ٣١٢.

(٣) اي قبلها وأخذها كأن الله أوحى إليه أن يستغفره ويستقبله بكلام من عنده ففعل ذلك آدم «فتاب عليه» ابن قتيبة ـ تفسير الغريب ٤٦ وقيل معناه فهم وفطن وقيل معنى تلقى تلقن. القرطبي ـ الجامع ١ / ٣٢٣.

(٤) الخشوع هيئة في النفس يظهر منها في الجوارح سكون وتواضع. وقال قتادة : الخشوع في القلب وهو الخوف وغض البصر في الصلاة. القرطبي ـ الجامع ١ / ٣٧٤ والخشوع الضراعة وأكثر ما يستعمل الخشوع فيما يوجد على الجوارح الأصفهاني ـ المفردات ١٤٨.

(٥) وأصل الظن وقاعدته الشك مع ميل إلى أحد معتقديه وقد يوقع موقع اليقين ، كما في ـ

٦٨

٤٩ ـ (آلِ فِرْعَوْنَ)(١) : قومه وأهل دينه.

٤٩ ـ (يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ)(٢) : يولونكم.

٤٩ ـ (وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ)(٣) : أي نعمة عظيمة.

ويقال لي عنده بلاء عظيم أي نعمة ويد والبلاء في موضع آخر الاختبار ، من قوله : (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً)(٤).

__________________

ـ هذه الآية وغيرها ، ولكنه لا يوقع فيما قد خرج إلى الحس : لا تقول العرب في رجل مرئي حاضر : أظن هذا إنسانا. القرطبي ـ الجامع ١ / ٣٧٦.

(١) قومه واتباعه وأهل دينه ، وكذلك آل الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم من هو على دينه وملته في عصره وسائر الأعصار سواء كان نسيبا له أو لم يكن ، ومن لم يكن على دينه وملته فليس من آله ولا أهله وإن كان نسيبه وقريبه. ودليلنا قوله تعالى : (وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ) (أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذابِ) اي آل دينه ، إذ لم يكن له ابن ولا بنت ولا أب ولا عم ولا أخ ولا عصبة. ولأنه لا خلاف أن من ليس بمؤمن ولا بموحد فإنه ليس من آل محمد وان كان قريبا له ، ولأجل هذا يقال ان أبا جهل وأبا لهب ليسا من آله ولا من أهله وان كان بينهما وبين النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قرابة ، ولأجل هذا قال الله تعالى في ابن نوح : (إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صالِحٍ) القرطبي ـ الجامع ١ / ٣٨١ ـ ٣٨٢ وقد ورد تفسير (آلِ فِرْعَوْنَ) في الأصل بعد (وَفِي ذلِكُمْ بَلاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ).

(٢) قيل معناه : يذيقونكم ويلزمونكم إياه ، وقيل يديمون تعذيبكم ، والسوم الدوام ومنه سائمة الإبل لمداومتها الرعي. القرطبي ـ الجامع ١ / ٣٨٤.

(٣) اي في انجاء الله إياكم من آل فرعون نعمة عظيمة. ابن قتيبة تفسير الغريب ٤٨. وقال أبو الهيثم : البلاء يكون حسنا ويكون سيئا واصله المحنة ، والله عزوجل يبلو عبده بالصنع الجميل ليمتحن شكره ويبلوه بالبلوى التي يكرهها ليمتحن صبره ، فقيل للحسن بلاء وللسيء بلاء. القرطبي ـ الجامع ١ / ٣٨٧.

(٤) هود ١١ / الآية ٧. الملك ٦٧ / الآية ٢.

٦٩

٥٣ ـ (الْفُرْقانَ)(١) : ما فرق بين الحقّ والباطل.

٥٤ ـ (بارِئِكُمْ)(٢) : خالقكم يقال : برأ الله الخلق.

٥٧ ـ (الْمَنَ)(٣) : صمغة كانت تسقط فيجتنونها.

٥٧ ـ (وَالسَّلْوى)(٤) : طائر بعينه.

٥٨ ـ وقوله (حِطَّةٌ)(٥) : أي حطّ عنّا ذنوبنا.

٥٩ ـ (الرِّجْزُ)(٦) : العذاب والرجز والرّجس واحد.

__________________

(١) فرقانا مخرجا بلغة هذيل. السيوطي ـ الإتقان ١ / ١٧٦ والفرقان كلام الله تعالى لفرقه بين الحق والباطل في الإعتقاد والصدق والكذب في المقال ، والصالح والطالح في الأعمال. الأصفهاني ـ المفردات ٣٨٧.

(٢) البارىء الخالق وبينهما فرق ، وذلك ان البارىء هو المبدع المحدث والخالق هو المقدر الناقل من حال إلى حال ، واصل برأ من تبرى الشيء من الشيء وهو انفصاله منه ، فالخلق قد فصلوا من العدم إلى الوجود. القرطبي ـ الجامع ١ / ٤٠٢ ـ ٤٠٣.

(٣) المن شيء كالطل فيه حلاوة يسقط على الشجر. الأصفهاني ـ المفردات ٤٧٤.

(٤) والسلوى طائر. وقيل المن والسلوى كلاهما إشارة إلى ما أنعم الله به عليهم وهما بالذات شيء واحد ، لكن سمّاه منّا ، بحيث انه امتن به عليهم وسماه سلوى من حيث انه كان لهم به التسلي. الأصفهاني ـ المفردات ٤٧٤ ـ ٤٧٥.

(٥) قال ابن قتيبة : هي كلمة أمروا أن يقولوها في معنى الإستغفار ، من حططت ، أي حطّ عنا ذنوبنا. ابن الجوزي ـ زاد المسير ١ / ٨٥ [وذكر السيوطي ان معناها] قولوا صوابا بالزنجية السيوطي ـ الإتقان ١ / ١٨١.

(٦) قراءة الجماعة رجزا بكسر الراء ، وقرأ ابن محيصن بضمها. القرطبي ـ الجامع ١ / ٤١٧ [وذكر السيوطي] ان الرجز العذاب بلغة هذيل. الإتقان ١ / ١٧٦ ونقل عن أبي بكر الواسطي انه العذاب بلغه بلى. الإتقان ١ / ١٧٧ وذكر ابن عباس ان الرجز العذاب بلغة طيء. ابن عباس ـ اللغات في القرآن ١٧.

٧٠

٦٠ ـ (لا تَعْثَوْا) : لا تفسدوا من عثى يعثا عثوا (١) وهو أشدّ الفساد. ويقال عاث يعيث مثله.

٦١ ـ (الفوم) : قال المفسرون هو الخبز والحنطة ويجلّى عن أهل اللّغة أنّهم يقولون : فوّموا لنا اخبزوا (٢).

وقالوا : الفوم الحبوب. وقال آخرون الفوم هو الثوم بعينه إلّا أنّ العرب تبدل مكان الثّاء كما قالوا : جدف وجدث.

٦١ ـ (الذِّلَّةُ) : الصغار.

٦١ ـ (وَالْمَسْكَنَةُ)(٣) : الحاجة.

٦١ ـ (وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ)(٤) : أي رجعوا وقال الله (وَباؤُ بِغَضَبٍ)

__________________

(١) يقال : عثى يعثى عثيّا وعثا يعثو عثوا وعاث يعيث عيثا وعيوثا ومعاثا ، والأول لغة القرآن. ويقال عثّ يعثّ في المضاعف : أفسد ، ومنه العثّة وهي السوسة التي تلحس الصوف. القرطبي ـ الجامع ١ / ٤٢١.

(٢) قال الفراء : هي لغة قديمة. وقال بعضهم : الفوم الحمص : لغة شامية. القرطبي ـ الجامع ١ / ٤٢٦ وقال الواسطي هو الحنطة بالعبرية. السيوطي ـ الإتقان ١ / ١٨٢ وفي هامش المخطوط : الفوم الزرع أو الحنطة والسنبل هكذا قال ابو عبيدة وانشد :

وقال ربيئهم لما أتانا

بكفه فومة أو فومتان.

(٣) الفقر والفاقة ، قاله أبو العالية والسدي وابو عبيدة ، وروي عن السدي قال : هي فقر النفس ، وقال الزجاج : الخضوع. ابن الجوزي ـ زاد المسير ١ / ٩٠.

(٤) يعني استوجبوا بلغة جرهم. ابن عباس ـ اللغات في القرآن ١٧. وقد ورد تفسيرها في الأصل بعد قوله تعالى : (خاسِئِينَ) الآية ٦٥.

٧١

أي استحقوا الغضب من الله.

٦٢ ـ (الَّذِينَ هادُوا)(١) : تابوا.

٦٢ ـ (الصَّابِئِينَ)(٢) : ملّة من اليهود والنّصارى والمجوس لهم دين. يقال صبأت من دينك إلى دين آخر إذا خرجت منه ، ومن ذلك صبأت ثنيّته إذا طلعت.

٦٣ ـ (الطُّورَ)(٣) : جبل.

٦٥ ـ (خاسِئِينَ)(٤) : مبعدين ، يقال خسأته عني وخسأت الكلب أي باعدته ، وقال المفسرون صاغرين في معنى «مبعدين».

٦٨ ـ (إِنَّها بَقَرَةٌ لا فارِضٌ)(٥) : لا مسنة. كما يقال : «فرضت

__________________

(١) سموا بذلك لتوبتهم عن عبادة العجل. هاد : تاب والهائد : التائب. قال الشاعر :

إني امرؤ من حبه هائد

اي تائب. القرطبي ـ الجامع ١ / ٤٣٣

(٢) قال قتادة : هم قوم يعبدون الملائكة ويصلون إلى القبلة ويقرأون الزبور. ابن قتيبة ـ تفسير الغريب ٥١.

(٣) اسم للجبل الذي كلم الله عليه موسى عليه‌السلام. وقال مجاهد وقتادة اي جبل كان. القرطبي ـ الجامع ١ / ٤٣٦ وقد وافقت لغة العرب في هذا الحديث لغة السريانيين. ابن عباس ـ اللغات في القرآن ١٧ وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك انه بالنبطية. السيوطي ـ الإتقان ١ / ١٨٢.

(٤) يعني صاغرين بلغة كنانة. ابن عباس ـ اللغات في القرآن ١٧ ويكون الخاسيء بمعنى الصاغر القميء وهو الصاغر الذليل. القرطبي ـ الجامع ١ / ٣٤٣ واخسئوا اخزوا بلغة عذرة. السيوطي ـ الإتقان ١ / ١٧٧.

(٥) الفارض التي قد ولدت بطونا كثيرة فيتسع جوفها لذلك لأن معنى الفارض في اللغة الواسع. ويقال للشيء القديم فارض. القرطبي ـ الجامع ١ / ٤٤٨ ـ ٤٤٩.

٧٢

تفرض إذا أسنت» (١).

٦٨ ـ (وَلا بِكْرٌ)(٢) : أي لا صغيرة.

٦٩ ـ (بَقَرَةٌ صَفْراءُ)(٣) : قالوا سوداء. كقوله (جِمالَتٌ صُفْرٌ)(٤) أي سود.

٦٩ ـ (فاقِعٌ لَوْنُها)(٥) : أي ناصع.

__________________

(١) وردت هذه العبارة في الأصل بعد شرح المؤلف لقوله تعالى : (وَلا بِكْرٌ).

(٢) العذراء. وقيل التي ولدت بطنا واحدا. ابن منظور ـ اللسان (بكر).

(٣) جمهور المفسرين : إنها صفراء اللون من الصفرة المعروفة. القرطبي الجامع ١ / ٤٥٠ وقال ابن قتيبة : وقد ذهب قوم إلى أن الصفراء السوداء وهذا غلط في نعوت البقر ، وانما يكون ذلك في نعوت الإبل ، يقال بعير أصفر أي أسود ، وذلك ان السود من الإبل يشوب سوادها صفرة ، ومما يدلك على انه أراد الصفرة بعينها قوله «فاقع لونها» والعرب لا تقول أسود فاقع ـ فيما أعلم ـ انما تقول : أسود حالك واحمر قاني وأصفر فاقع. ابن قتيبة ـ تفسير الغريب ٥٤ ـ ٥٥.

(٤) المرسلات ٧٧ / آية ٣٣. قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وابن عامر وابو بكر عن عاصم «جمالات» بألف وكسر الجيم. وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم «جمالة» على التوحيد ، وقرأ رويس عن يعقوب «جمالات» بضم الجيم. وقرأ أبو رزين وحميد وأبو حيوة «جمالة» برفع الجيم على التوحيد. قال الزجاج : من قرأ جمالات بالكسر فهو جمع جمال كما تقول : بيوت وبيوتات وهو جمع الجمع. ومن قرأ جمالات بالضم فهو جمع جمالة. ومن قرأ «جمالة» فهو جمع جمل وجمالة كما قيل حجر وحجارة ، وقرئت جمالة على ما فسرنا في جمالات بالضم. والصفر هنا السود : يقال للإبل التي هي سود تضرب إلى الصفرة : ابل أصفر وقال الفراء : الصفر سود الإبل ، لا يرى الأسود من الإبل إلا وهو مشرب بصفرة ، فلذلك سمت العرب سود الإبل صفرا كما سموا الظباء أدما لما يعلوها من الظلمة في بياضها. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٤٥١.

(٥) يقال : فقع يفقع فقوعا إذا خلصت صفرته. القرطبي ـ الجامع ١ / ٤٥١.

٧٣

٧١ ـ (لا شِيَةَ فِيها)(١) : لا لون فيها سوى لون جلدها. وقال بعضهم هي صفراء حتّى ظلفها وقرنها أصفران.

٧٢ ـ (فَادَّارَأْتُمْ فِيها)(٢) : أي اختلفتم فيها.

٧٣ ـ (وَيُرِيكُمْ آياتِهِ) : أي عجائبه. يقال اجعل بيني وبينك آية أي علامة. والآية من القرآن كلام متّصل إلى انقطاعه.

٧٤ ـ (قَسَتْ قُلُوبُكُمْ)(٣) : جفت وعست ، وعتت مثلها.

٧٨ ـ (الْأَمانِيُ)(٤) : الامنيّة في المعنى التلاوة ، ويقال للحديث المفتعل. قيل لبعضهم في حديث رواه : هذا حديث تمنيته أم حديث رويته. أي افتعلته.

٨٠ ـ (عِنْدَ اللهِ عَهْداً) : أي وعدا.

__________________

(١) قال الزجاج : الوشي في اللغة خلط لون بلون. يقال وشيت الثوب أشيه وشيا. ابن الجوزي ـ زاد المسير ١ / ٩٩ وذكر السيوطي ان معنى «لاشية» لا وضح بلغة أزد شنوءة. السيوطي ـ الإتقان ١ / ١٧٦.

(٢) اصل ادارأتم تدارأتم فادغمت التاء في الدال وادخلت الألف ليسلم السكون للدال الأولى. ابن قتيبة ـ تفسير الغريب ٥٤ وقد وردت في الأصل «فادّرأتم».

(٣) عبارة عن خلوها من الإنابة والإذعان لآيات الله تعالى : القرطبي ـ الجامع ١ / ٤٦٢ وقسوة القلب ذهاب اللين والرحمة والخشوع منه. ابن الجوزي ـ زاد المسير ١ / ١٠٢.

(٤) الأكاذيب. قال ابن عباس : إلا أمانيّ : يريد : إلا قولا يقولونه بأفواههم كذبا. وهذا قول مجاهد واختيار الفراء. ابن الجوزي ـ زاد المسير ١ / ١٠٥.

٧٤

٨٣ ـ (الْمِيثاقَ)(١) : العهد.

٨٧ ـ (وَقَفَّيْنا) : أردفنا من قفا أثره يقفو (٢).

٨٧ ـ (وَأَيَّدْناهُ) : قوّيناه. يقال رجل ذو أيد ، ومنه (وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ)(٣) أي بقوّة.

٨٨ ـ (قُلُوبُنا غُلْفٌ)(٤) : أي في أغطية. ومنه قلب أغلف (٥) ورجل أغلف إذا كان غير مختون.

٨٨ ـ (لَعَنَهُمُ اللهُ)(٦) : اطردهم الله وابعدهم ، يقال ذئب لعين أي مطرود.

٨٩ ـ (يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا)(٧) : يستنصرون بتمنّيهم أن

__________________

(١) قال مكي هو الميثاق الذي أخذ عليهم حين اخرجوا من صلب آدم كالذر. وقيل هو ميثاق أخذ عليهم وهم عقلاء في حياتهم على ألسنة أنبيائهم وهو قوله : (لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللهَ) القرطبي ـ الجامع ٢ / ١٢.

(٢) يقفو في الأصل يقفوا.

(٣) الذاريات ٥١ / آية ٤٧.

(٤) قال مجاهد «غلف» عليها غشاوة. وقلب أغلف مستور عن الفهم والتمييز. القرطبي ـ الجامع ٢ / ٢٥ يقال : غلّفت السيف والقارورة والرحل والسرج : جعلت لها غلافا. الأصفهاني ـ المفردات ٣٦٤.

(٥) وردت عبارة «قلب أغلف» في الأصل بعد عبارة «رجل أغلف» وقد قدمناها منعا لاضطراب المعنى.

(٦) اللعن الطرد والإبعاد على سبيل السخط وذلك من الله تعالى في الآخرة عقوبة ، وفي الدنيا انقطاع من قبول رحمته وتوفيقه. الأصفهاني ـ المفردات ٤٥١.

(٧) يستعلمون خبره من الناس مرة ويستنبطونه من الكتب مرة وقيل يطلبون من الله بذكره ـ

٧٥

يبعث الله عزوجل محمدا صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٩٠ ـ (بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ) : معناه باعوا وللعرب في شروا واشتروا مذهبان. الأكثر أن يكونوا بشروا باعوا (١) واشتروا ابتاعوا. وربما جعلوهما جميعا في معنى باعوا. وكذلك البيع : يقال بعت الثوب أي أخرجته من يدي وبعته اشتريته. وحكي عن بعض العرب أنه قال : بع لي تمرا بدرهم أي اشتر. وقال الشاعر : (٢)

ويأتيك بالأخبار من لم تبع له

بتاتا ولم تضرب له رأس موعد (٣)

وقال الراجز :

إذا الثريا طلعت عشايا

فبع لراعي غنم كسايا (٤)

أي اشتر.

__________________

ـ الظفر وقيل كانوا يقولون إنا لننصر بمحمد عليه‌السلام على عبدة الأوثان. الأصفهاني ـ المفردات ٣٧١.

(١) بلغة هذيل. السيوطي ـ الإتقان ١ / ١٧٦.

(٢) البيت لطرفة بن العبد انظر ابن منظور اللسان مادة (بيع) وديوان طرفة بن العبد ٤١.

(٣) البتات كساء المسافر وأداته.

ولم تضرب له : اي لم تبين. يقول : سينقل إليك الأخبار من لم تشتر له متاع المسافر ولم تبين له وقتا لنقل الأخبار إليك. الزوزني شرح المعلقات السبع ٩٧.

(٤) في اللسان لابن منظور غير منسوب ونص البيت في اللسان مادة (بيع).

إذا الثريا طلعت عشاء

فبع لراعي غنم كساء

٧٦

٩١ ـ (وَيَكْفُرُونَ بِما وَراءَهُ)(١) : بما بعده.

٩٣ ـ (وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ)(٢) : أي سقوه حتّى غلب عليهم.

٩٦ ـ (بِمُزَحْزِحِهِ)(٣) : بمبعده.

٩٧ ـ (مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ) : أي لما كان قبله.

١٠٠ ـ (نَبَذَ فَرِيقٌ)(٤) : تركه فريق.

١٠٢ ـ (مِنْ خَلاقٍ)(٥) : من نصيب خير.

__________________

(١) بما سواه عن الفراء. وقال الجوهري : وراء بمعنى خلف وقد تكون بمعنى قدام وهي من الأضداد. القرطبي ـ الجامع ٢ / ٢٩.

(٢) اي حب العجل. ابن قتيبة ـ تفسير الغريب ٥٨ والمعنى جعلت قلوبهم تشربه ، وهذا تشبيه ومجاز عبارة عن تمكن أمر العجل في قلوبهم ، يقال اشرب قلبه حب كذا. وإنما عبر عن حب العجل بالشرب دون الأكل لأن شرب الماء يتغلغل في الأعضاء حتى يصل إلى باطنها والطعام مجاور لها غير متغلغل فيها. القرطبي ـ الجامع ٢ / ٣١ ـ ٣٢.

(٣) اي بمباعده من العذاب طول عمره ، لأن عمره ينقضي وإن طال ويصير إلى عذاب الله. ابن قتيبة ـ تفسير الغريب ٥٨.

(٤) النبذ إلقاء الشيء وطرحه لقلة الإعتداد به ، ولذلك يقال : نبذته نبذ النعل الخلق. الأصفهاني ـ المفردات ٤٨٠.

(٥) عن ابن عباس أن نافعا ابن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله تعالى : ـ خلاق ـ قال نصيب. قال وهل تعرف العرب ذلك؟ قال نعم أما سمعت قول أمية بن أبي الصلت : يدعون بالويل فيما لا خلاف لهم إلا سرابيل من قطر وأغلال. السيوطي ـ الإتقان ١ / ١٦٤.

٧٧

١٠٢ ـ (شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ)(١) : باعوا به أنفسهم.

١٠٣ ـ (لَمَثُوبَةٌ) من الثواب (٢).

١٠٤ ـ (راعِنا)(٣) : من راعيت إذا لم تنوّن. ويقال أرعني سمعك أي استمع لي.

ومن نوّن (راعِنا)(٤) جعله من الرعونة أي لا تقولوا راعنا من القول أي حمتا وهو الإرعاء والمراعاة.

١٠٤ ـ (وَقُولُوا انْظُرْنا)(٥) : أي انتظرنا. (وَانْظُرْنا)(٦) : أي أخّرنا. من ذلك قال : (أَنْظِرْنِي إِلى يَوْمِ يُبْعَثُونَ)(٧).

__________________

(١) انظر البقرة ٢ / آية ٩٠.

(٢) والثواب والأجرهما الجزاء على العمل. ابن قتيبة ـ تفسير الغريب ٦٠.

(٣) كان المسلمون يقولون لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «راعنا وارعنا سمعك. وكان اليهود يقولون راعنا وهي بلغتهم سب لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالرعونة وينوون بها السب ، فأمر الله المؤمنين ألا يقولوها لئلا يقولها اليهود ، وأن يجعلوا مكانها «انظرنا» أي انتظرنا. ابن قتيبة ـ تفسير الغريب ٦٠.

(٤) قرأ الجمهور بلا تنوين. ابن الجوزي زاد المسير ١ / ١٢٦ وقرىء شاذا بالتنوين. العكبري ـ إملاء ما من به الرحمن ١ / ٥٦.

(٥) اقبل علينا وتأنّ بنا. وقال مجاهد : فهّمنا وبيّن لنا ، وقيل انتظرنا وتأنّ بنا. القرطبي ـ الجامع ٢ / ٦٠.

(٦) قرأ الأعمش وغيره «انظرنا» بقطع الألف وكسر الظاء بمعنى امهلنا وأخرنا حتى نفهم عنك ونتلقى منك. القرطبي ـ الجامع ٢ / ٦٠.

(٧) الأعراف ٧ / آية ١٤.

٧٨

١٠٦ ـ (ما نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِها)(١) : نؤخرها ومنه البيع بنسيئة أي بتأخير ، ومنه نسأ الله في أجلك.

ومن قال : (نُنْسِها)(٢) : فمعناه نتركها من النسيان ومنه (نَسُوا اللهَ فَنَسِيَهُمْ)(٣).

١٠٨ ـ (سَواءَ السَّبِيلِ)(٤) : وسطه وقصده ومثله (فِي سَواءِ الْجَحِيمِ)(٥).

١١٠ ـ (آتُوا الزَّكاةَ) : أي اعطوا.

١١٥ ـ (فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ)(٦) : قبلة الله.

__________________

(١) قرأ أبو عمرو وابن كثير بفتح النون والسين والهمز ، ربه قرأ عمرو ابن عباس وعطاء ومجاهد وأبي بن كعب وعبيد بن عمير والنخعي وابن محيصن ، من التأخير ، أي نؤخر نسخ لفظها. القرطبي ـ الجامع ٢ / ٦٧.

(٢) من النسيان الذي بمعنى الترك. والذي عليه أكثر أهل اللغة والنظر أن معنى «ننسها» نبح لكم تركها. وقد اختار هذه القراءة أبو عبيد وأبو حاتم. القرطبي ـ الجامع ٢ / ٦٨ وقرأ سعد بن أبي وقاص «تنسها» بتاء مفتوحة ونون. وقرأ سعيد بن المسيب والضحاك «تنسها» بضم التاء. ابن الجوزي ـ زاد المسير ١ / ١٢٨.

(٣) التوبة ٩ / آية ٦٧.

(٤) أي ذهب عن قصد الطريق وسمته ، أي طريق طاعة الله عزوجل. القرطبي ـ الجامع ٢ / ٧٠.

(٥) الصافات ٣٧ / آية ٥٥ ، الدخان ٤٤ / آية ٤٧.

(٦) ذلك راجع إلى الوجود ، والعبارة عنه بالوجه من مجاز الكلام ، إذ كان الوجه أظهر الأعضاء في الشاهد وأجلها قدرا. وقال ابن فورك : قد تذكر صفة الشيء والمراد بها الموصوف توسعا ، كما ـ

٧٩

قال مجاهد (١) : قبلة الله أين ما كنت من شرق أو غرب فاستقبلها.

١١٦ ـ (كُلٌّ لَهُ قانِتُونَ)(٢) : أي كلّ يقرّ بأنّه له عبد بالقول. وقانتات مطيعات.

١١٧ ـ (بَدِيعُ السَّماواتِ)(٣) : مبتدعها.

١١٧ ـ (إِذا قَضى أَمْراً)(٤) : أحكم أمرا.

__________________

ـ يقول القائل : رأيت علم فلان ونظرت إلى علمه ، وإنما يريد بذلك : رأيت العالم ونظرت إلى العالم ، وكذلك إذا ذكر الوجه هنا والمراد من له الوجه أي الوجود ، وقيل المعنى فثم رضا الله وثوابه. القرطبي ـ الجامع ٢ / ٨٣ ـ ٨٤ وقد أورد المؤلف شرح هذا الجزء من الآية بعد شرحه لقوله تعالى «هُوَ مُوَلِّيها» الآية ١٤٨.

(١) هو مجاهد بن جبر ، أبو الحجاج المكي مولى بني مخزوم ، تابعي مفسر من أهل مكة. قال الذهبي : شيخ القراء والمفسرين. أخذ التفسير عن ابن عباس. ولد سنة ٢١ ه‍ وتوفي سنة ١٠٤ ه‍ ، ويقال إنه مات وهو ساجد. الزركلي ـ الأعلام ٥ / ٢٧٨.

(٢) القنوت لزوم الطاعة مع الخضوع. الأصفهاني ـ المفردات ٤١٣ والمشهور في اللغة والإستعمال أن القنوت : الدعاء في القيام ، فالقانت القائم بأمر الله ، ويجوز أن يقع في جميع الطاعة لأنه إن لم يكن قيام على الرجلين فهو قيام بالنية. ابن الجوزي ـ زاد المسير ١ / ١٣٥.

(٣) قال الخطابي : البديع فعيل بمعنى مفعل ومعناه : أنه فطر الخلق مخترعا لا على مثال سبق. ابن الجوزي ـ زاد المسير ١ / ١٣٦.

(٤) قضاء الشيء إحكامه وإمضاؤه والفراغ منه. قال الأزهري : قضى في اللغة على وجوه ـ

٨٠