غريب القرآن وتفسيره

أبي عبدالرحمن عبدالله بن يحيى بن المبارك اليزيدي

غريب القرآن وتفسيره

المؤلف:

أبي عبدالرحمن عبدالله بن يحيى بن المبارك اليزيدي


المحقق: محمّد سليم الحاج
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: عالم الكتب
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٤

١٠ ـ (أَثارَةٍ) [الأحقاف ٤] وقال اليزيدي «الأثارة البقية والأثرة مصدر أثره يأثره أي يذكره ويرويه ، ومنه «حديث مأثور» (١).

١١ ـ (بِجَبَّارٍ) [ق ٤٥] قال اليزيدي «لست بمسلط فتقهرهم على الإسلام (٢).

١٢ ـ (وَرْدَةً كَالدِّهانِ) [الرحمن ٣٧] انه جمع دهن والدهن تختلف ألوانه بخضرة وحمرة وصفرة. حكاه اليزيدي (٣).

١٣ ـ (بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) [النساء ٧٨] «والثالث المجصصة» قاله اليزيدي (٤).

__________________

(١) ابن الجوزي ـ زاد المسير ٧ / ٣٧٠.

(٢) المصدر نفسه ٨ / ٢٦.

(٣) المصدر نفسه ٨ / ١١٨.

(٤) المصدر نفسه ٢ / ١٣٧.

٢١

رواة الكتاب

إن أول ما يطالعنا في الورقة الأولى من المخطوط ما يلي : «كتاب غريب القرآن وتفسيره ، رواية أبي عبد الله محمد بن العباس بن محمد بن يحيى بن المبارك عن عمه الفضل بن محمد وعمه» فمن هو محمد بن العباس بن محمد بن يحيى؟ ومن هو الفضل بن محمد؟ ومن هو هذا «العم» الذي لم يذكر اسمه؟

إذا ما رجعنا إلى المصادر التي تحدثت عن يحيى اليزيدي وأسرته نجد أنه ولد ليحيى ستة من الذكور هم : محمد وإبراهيم وإسماعيل وعبد الله ويعقوب واسحق ، وقد ولد لمحمد بن يحيى إثنا عشر ذكرا نبغ منهم أحمد والعباس وجعفر والحسن والفضل وسليمان وعبيد الله (١) ، وراوية الكتاب هو محمد بن العباس بن محمد بن يحيى ، وهؤلاء جميعا أعمامه ، وقد ورد أن محمدا أخذ عن «عمّه الفضل وعمه. فمن هو هذا العم الآخر؟.

الثلاثة المشهورون الذين رووا عن عمهم عبد الله بن يحيى مؤلف الكتاب هم : العباس وعبد الله والفضل أولاد محمد بن يحيى ، فصاحب غاية النهاية في طبقات القراء (٢) يورد اسمي العباس وعبد الله من بين الذين رووا

__________________

(١) النديم ـ الفهرست ٥٦.

(٢) ابن الجزري ـ غاية النهاية ١ / ٤٦٣.

٢٢

عن عبد الله بن يحيى من أقاربه فيقول : «روى عنه القراءة ابنا أخيه العباس وعبد الله ابنا محمد بن أبي محمد. ويقول السمعاني : (١) «روى عنه ابن أخيه الفضل بن محمد» أما أبو الفرج فيذكر (٢) أن أكثر من روى عنهم محمد بن العباس بن محمد هما عماه «عبيد الله والفضل».

فالعباس والفضل وعبد الله أولاد محمد بن يحيى هم الذين رووا إذا عن عمهم عبد الله بن يحيى ، وعبيد الله والفضل هما اللذان أخذ عنهما ابن أخيهما محمد بن العباس بن محمد.

لذا فإننا نرجح أن يكون هذا «العم» الذي نبحث عنه والذي أخذ عنه محمد بن العباس بن محمد ، هو عبيد الله بن محمد بن يحيى اليزيدي.

١ ـ محمد بن العباس بن محمد بن يحيى اليزيدي : (٣) (٢٢٨ ه‍. ٣١٠ ه‍)

هو أبو عبد الله محمد بن العباس بن محمد بن يحيى اليزيدي البغدادي الراوية ولد سنة ٢٢٨ ه‍ ، كان إماما في النحو والأدب ونقل النوادر والأخبار وكلام العرب ، وكان صادقا ثقة فيما يرويه وينقله ، ذكيا حادّ البصيرة ، وقد حمل عنه كثير من طلبة العلم ورواته حتى قال صاحب الأغاني (٤) «سمعنا منه سماعا جمّا» روى عن أبيه العباس وعن ثعلب ، أما أكثر روايته فكانت عن عميه عبيد الله والفضل إذ نقل عنهما ما روياه عن أخيهما أحمد ، أبي جعفر ، وما رواه أحمد عن عمه إبراهيم بن يحيى. وتعتبر المعلومات الواردة في كتاب الأغاني عن اليزيديين مأخوذة عن أبي عبد الله. قال الأصفهاني (٥) «أما

__________________

(١) السمعاني ـ الانسان ٦٠٠.

(٢) الأصفهاني ـ الأغاني ١٨ / ٧٥.

(٣) ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ٤ / ٣٣٧ ـ ٣٣٨. القفطي ـ إنباه الرواة ٣ / ١٩٨ ـ ١٩٩.

(٤) الأصفهاني ـ الأغاني ١٨ / ٧٥.

(٥) الأصفهاني ـ الأغاني ١٨ / ٧٥.

٢٣

ما أذكر ههنا من أخبارهم فإني أخذته عن أبي عبد الله عن عميه عبيد الله والفضل».

وقد دعي في آخر عمره إلى تعليم أولاد المقتدر الخليفة العباسي فلقيه بعض أصحابه وطلب منه أن يقرئه فقال له «تجاوزت الأحصّ وشبيثا» (١) أي أنا في شغل عن ذلك.

وقد تصدر وصنف وأفاد ، ومن المؤلفات التي تركها : كتاب الخيل ، مناقب بني العباس ، الأمالي ، مختصر نحو ، وأخبار اليزيديين.

٢ ـ الفضل بن محمد بن يحيى اليزيدي (٢) :

أبو العباس ، متوفى سنة ثمان وسبعين ومائتين ، كان أديبا نحويا عالما فاضلا. حدث عن أبيه وعن إسحق بن إبراهيم الموصلي ومحمد بن سلام الجمحي وأبي عثمان المازني ومحمد بن صالح النطّاح. روى عنه ابن أخيه محمد بن العباس اليزيدي ، ومحمد بن موسى بن حمّاد البربري ومحمد بن عبد الملك التاريخي وعلي بن سليمان الأخفش وأبو عبد الله الحكيمي البغدادي.

٣ ـ عبيد الله بن محمد اليزيدي (٣) :

هو أبو القاسم ، عبيد الله بن محمد بن يحيى اليزيدي ، روى عن عمه ابراهيم بن يحيى وأخيه أحمد بن محمد عن جده أبي محمد اليزيدي عن أبي عمرو حروفه في القرآن ، حدث عنه ابن أخيه محمد بن العباس بن محمد اليزيدي وأحمد بن عثمان الآدمي وغيرهما. وكان ثقة ، مات في المحرم سنة أربع وثمانين ومائتين (٢٨٤ ه‍).

__________________

(١) موضعان بنجد من منازل ربيعة ، وهو مثل.

(٢) القفطي ـ إنباه الرواه ١ / ١٤١ و ٣ / ٧ ـ ٨.

(٣) الأصفهاني ـ الأغاني ١٨ / ٧٩ ـ ٩٢ والنديم ـ الفهرست ٥٦ ، محمد بن العباس اليزيدي مقدمة كتاب الأمالي.

٢٤

المؤلف : عبد الله بن يحيى اليزيدي (١)

١ ـ مولده ونشأته :

هو عبد الله بن يحيى بن المبارك ابن المغيرة العدوي (٢) اليزيدي (٣) أبو عبد الرحمن ، لم تذكر المصادر شيئا عن تاريخ ولادته ولا عن مكانها ، بل لقبته بالبغدادي ، وذكرت أنه توفي سنة ٢٣٧ ه‍ / ٨٥١ م. والسبب في هذا الغموض هو أن والده يحيى كان قد خرج مع إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بالبصرة ، ضد العباسيين ، ثم توارى عن الأنظار بعد إخماد ثورة إبراهيم التي انتهت بمقتله. ثم ظهر يحيى في بغداد بعد أن استتر أمره.

__________________

(١) النديم الفهرست ٥٦. القفطي ـ إنباه الرواة ٢ / ١٥١. السمعاني ـ الأنساب ٦٠٠ ، ابن الجزري ـ غاية النهاية في طبقات القراء ١ / ٤٦٣.

(٢) العدوي بفتح العين والدال المهملتين ، والواو ، هذه النسبة إلى عدي بن عبد مناة بن إد بن طابخة بن الياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان ، وهي قبيلة عربية مشهورة ، وكان أبوه يحيى من مواليهم ولم يكن منهم ، وكان جده المغيرة مولى لامرأة من بني عدي فنسب إليهم. ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ٦ / ١٨٩ ـ ١٩٠.

(٣) هذه النسبة إلى يزيد بن المنصور خال المهدي العباسي ، وكان والد عبد الله مصاحبا له ومؤدبا لأولاده فنسب إليه. ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ٦ / ١٨٣.

٢٥

وأغلب الظن أن عبد الله ولد في بغداد ، ذلك أن والده يحيى كان صغيرا عند اشتراكه بالثورة ، ولأن عبد الله هو رابع أولاد يحيى إذ سبقه محمد وإبراهيم واسماعيل.

وسواء أكانت ولادته في البصرة أو في بغداد ، فإنه نشأ في أحضان بيئة علمية كان لها أكبر الأثر في تكوين شخصيته ، إذ كانت هاتان المدينتان حاضرتي العلم والمعرفة في ذلك العصر. وقد قضى معظم حياته ، إن لم نقل كلها ، في بغداد وفي دار الخلافة بالذات ، ذلك أن والده يحيى كان مقربا إلى الخليفة هارون الرشيد الذي جعله مؤدبا لولده المأمون ، وقد بقي يحيى وأولاده «منقطعين إلى الرشيد وأولاده ، ولهم فيهم مدائح كثيرة جياد (١).

٢ ـ منزلته وأخلاقه :

كان أبو عبد الرحمن اليزيدي ذا طباع كريمة وسجايا جميلة ، حصيف الرأي ، راجح العقل ، جيّد الفطنة ، حليما وقورا مستقيما ، وكان كسائر أفراد أسرته ثقة صدوقا ذا تمكن في العلم والمعرفة وحسن التصرف في علوم العرب.

وكان أديبا نحويا لغويا مقرئا ، وكان متبحرا بالعلوم القرآنية خاصة ، حتى شهد له بذلك معاصروه واعترفوا بعلمه وفضله ، ويكفينا في هذا المجال أن نذكر شهادة ثعلب أحد أرباب اللغة والنحو والقرآن. كان ثعلب يقول : «ما رأيت في أصحاب الفراء أعلم من عبد الله بن أبي محمد اليزيدي ، وهو أبو عبد الرحمن ، وخاصة في القرآن ومسائله» (٢).

__________________

(١) الأصفهاني ـ الأغاني ١٨ / ٧٤.

(٢) السمعاني ـ الأنساب ٦٠٠.

٢٦

٣ ـ عصره وبيئته :

شهد الإمام اليزيدي النصف الثاني من القرن الثاني والثلث الأول من القرن الثالث للهجرة ، وفيهما نضجت العلوم واستقلت ، وتنوعت المعارف ، فظهر الكثير من الكتب في مختلف الموضوعات ، وخاصة في العلوم القرآنية ، وازدهر علم النحو فتركزت أسس المدرستين البصرية والكوفية ، كما ازدهر علم الكلام فتبلورت الفرق الدينية من جبرية وقدرية ومرجئة ومعتزلة وأشعرية ، واحتدم النقاش والجدل في مسائل دينية كثيرة لم يكن للسلف الصالح عهد بها.

ونشط التعليم الذي كان يبدأ عادة في الكتاتيب حيث يتعلم التلميذ مبادىء القراءة والكتابة وبعض سور القرآن الكريم وشيئا من الحساب وبعض الأشعار والأمثال. وكان بجانب معلمي أولاد العامة معلمون لأبناء الخاصة كان منهم اللغوي والإخباري والفقيه والمحدّث والمقرىء.

كما كان لأبناء الخلفاء والوزراء وكبار القادة معلمون خاصون كانت تدفع لهم الرواتب العالية فيعيشون في رفاه ورغد عيش ، من هؤلاء الكسائي مؤدب الأمين ويحيى اليزيدي مؤدب المأمون.

وكان عهد المأمون من أرقى عهود العلم والمعرفة في هذه الفترة ، فقد كان هو نفسه محبا للعلم ، ذا معرفة واسعة بالعلوم الدينية كالحديث والتفسير والفقه واللغة ، وقد لمس المأمون في الأمة شوقا إلى العلم والبحث فأنشأ بيت الحكمة الذي كان يضم مكتبة عظيمة ودارا لنسخ الكتب ودارا للتأليف ودارا للترجمة. وأغدق الأعطيات حتى أنه كان يدفع للناقل زنة ما ينقله ذهبا ، وكان مجلس المأمون ساحة للجدال والمناظرة ، إذ حول دار الخلافة في بغداد إلى ندوات علمية تتناول شتى صنوف المعرفة.

أما المساجد فكانت ساحات العلم الكبرى يأتي إليها الطلاب لينهلوا من معينها ، وكان لكل فرع من فروع المعرفة حلقة متخصصة ، فهنا فقيه وهناك

٢٧

محدث وهنالك قصاص ، وفي هذه الزاوية مفسر وفي الثانية نحوي وفي الثالثة متكلم. وكان كثير من الطلاب يتنقلون على أكثر من حلقة لينوعوا معارفهم.

في هذا الجو المتنوع الثقافات المشحون بالسعي لطلب المعرفة عاش الإمام أبو عبد الرحمن اليزيدي.

٤ ـ مؤلفاته :

ترك الإمام أبو عبد الرحمن اليزيدي عددا من المؤلفات تتناول موضوعات كانت شائعة في عصره ، إذ كان من الطبيعي مثلا أن يدلي أبو عبد الرحمن بدلوه فيؤلف في علم النحو ، ذلك أن هذا العلم كان في أوج إزدهاره حيث بدت معالم الخلاف جلية ظاهرة بين المدرستين الكوفية والبصرية وخصوصا على يد الفراء ـ رأس المدرسة الكوفية ـ الذي جسّد الخلاف لقدرته على الحجاج والجدل ، وكان اليزيدي أحد تلاميذ هذا الأستاذ الكبير.

كما ألف اليزيدي كتابا في علم الوقف والإبتداء وآخر في غريب القرآن ، وكانت شهرته تقوم ـ أكثر ما يكون ـ على العلوم القرآنية.

وكان علم المنطق قد غزا العالم العربي نتيجة انتقال الفلسفة اليونانية إلى المسلمين عبر الترجمات التي قام بها النصارى من النساطرة (١). واليعاقبة (٢) ، فكان طبيعيا أن يترك اليزيدي كتابا في هذا الموضوع.

أما الكتب التي ألفها اليزيدي فهي : كتاب غريب القرآن ، كتاب الوقف والإبتداء ، مختصر في النحو ، وكتاب إقامة اللسان على صواب المنطق.

__________________

(١) النساطرة أتباع نسطوريوس (٤٤٠ م) بطريرك القسطنطينية ، القائل باقنومين إلهي وإنساني في المسيح.

(٢) اليعاقبة أتباع يعقوب البرادعي (ـ ٥٧٨ م) بطريرك انطاكية القائل بطبيعة إلهية واحدة في المسيح.

٢٨

٥ ـ شيوخه وتلاميذه :

أذكى الإسلام جذوة المعرفة في النفوس ، فكانت أول آية تنزلت على قلب محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم (اقْرَأْ)(١) وقد حضّ الرسول الكريم على طلب العلم جاعلا إياه فريضة على المسلمين فقال «طلب العلم فريضة على كل مسلم ، وإن طالب العلم يستغفر له كل شيء حتى الحيتان في البحر» (٢) وعمل المسلمون بهذه الفريضة فلم يمض قرن من الزمان حتى بلغت الحضارة العربية الإسلامية مبلغا عظيما.

وكان تشجيع الرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم منصبا ـ أكثر ما يكون ـ على دعوة المسلمين إلى تعلم القرآن الكريم وتعليمه فقال «خيركم من تعلّم القرآن وعلّمه» (٣) وهكذا أحس كل فرد في الأمة أن عليه واجبا مقدسا يتقرب بواسطته إلى الله تعالى ، فحمل رسالة الأخذ والعطاء فانتشرت حلقات العلم التي دار معظمها حول القرآن الكريم.

وصاحبنا الإمام اليزيدي كان ممن اقتبس من أنوار الأئمة ليحمل من بعد مشعل العلم والمعرفة.

ومن الذين أخذ عنهم الإمام عبد الله والده يحيى وأبو عمرو بن العلاء الذي حدث عنه نقلا عن أبيه. قال ابن الجزري (٤) «وأخذ القراءة عرضا ، وسماعا عن أبيه عن أبي عمرو وله عنه نسخة ، قال الحافظ الداني : وهو من أجلّ الناقلين عنه» كما أخذ عن ابن زياد الفراء ، قال ثعلب (٥) «ما رأيت في

__________________

(١) سورة العلق ٩٦ / ١.

(٢) رواه ابن عبد البر في العلم عن أنس. حديث صحيح. السيوطي الجامع الصغير ٢ / ١٣٢.

(٣) حديث صحيح ، للبخاري والترمذي ، كلاهما عن علي ، ولأحمد في مسنده وأبي داوود وللترمذي ولابن ماجة ، كلهم عن عثمان. السيوطي ـ الجامع الصغير ١ /؟؟؟ ٦٢.

(٤) ابن الجزري ـ غاية النهاية في طبقات القراء ١ / ٤٦٣.

(٥) السمعاني ـ الأنساب ٦٠٠.

٢٩

أصحاب الفراء أعلم من عبد الله بن أبي محمد ، اليزيدي ، وهو أبو عبد الرحمن ، وخاصة في القرآن ومسائله»

أما الذين أخذوا عنه فكثر ، أشهرهم ابن أخيه الفضل بن محمد اليزيدي (١) وأيضا ابنا أخيه العباس وعبد الله ابنا محمد بن أبي محمد ، وأحمد بن ابراهيم وراق خلق ، وجعفر بن محمد الآدمي وبكران بن أحمد (٢) وابو عمران موسى بن سلمة النحوي (٣).

ولنلق نظرة على سيرة شيوخه وتلاميذه.

شيوخه :

١ ـ يحيى اليزيدي : (٤)

أبو محمد ، يحيى بن المبارك بن المغيرة العدوي اليزيدي. نحوي ، لغوي ، مقرىء ، شاعر. كان بنوه في مثل مرتبته من العلم والمعرفة وحسن التصرف في علوم العرب. صاحب أبا عمرو بن العلاء وحدّث عنه وجوّد قراءته ، وهو الذي خلفه في القيام بالقراءة بعده. أخذ علم العربية وأخبار الناس عنه وعن الخليل بن أحمد وكتب العروض عن الخليل في بداية وضعه. وحدث في بغداد عن أبي عمرو وابن جريج وغيرهما ، كما أخذ عن يونس بن حبيب النحوي وأكابر البصريين.

روى عنه ابناه محمد وعبد الله وغيرهما من أبنائه وحفدته ، كما روى

__________________

(١) السمعاني ـ الأنساب ٦٠٠.

(٢) ابن الجزري ـ غاية النهاية في طبقات القراء ١ / ٤٦٣.

(٣) ابن الأنباري ـ نزهة الألباء في طبقات الأدباء ١٤٥.

(٤) ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ٦ / ١٨٣ ـ ١٩٠.

النديم ـ الفهرست ٥٦.

الأصفهاني ـ الأغاني ١٨ / ٧٤ ـ ٧٥.

٣٠

عنه أبو القاسم بن سلام واسحاق بن ابراهيم الموصلي.

سكن بغداد فصحب يزيد بن المنصور خال المهدي العباسي ، وأدب أولاده فنسب إليه ، ثم اتصل بهارون الرشيد الذي جعله مؤدبا لولده المأمون في الوقت الذي كان فيه الكسائي يؤدب الأمين.

كان ثقة صدوقا صحيح الرواية ، وأحد القراء الفصحاء العالمين بلغات العرب.

قدم مكة وحدث بها ، وتوفي سنة ٢٠٢ ه‍. بخراسان ، وقيل بمرو وكان قد خرج من بغداد بصحبة المأمون ، وقيل مات بالبصرة ودفن فيها.

وقد ألف يحيى من الكتب : كتاب النوادر ، كتاب المقصور والممدود كتاب مختصر نحو ، كتاب النقط والشكل ، وله ديوان شعر.

٢ ـ أبو عمرو بن العلاء (١) :

هوزبان بن عمّار التميمي المازني البصري ، أبو عمرو ، ويلقب أبوه بالعلاء ، من أئمة اللغة والأدب وأحد القراء السبعة (٢) ولد بمكة سنة ٧٠ ه‍ وقيل ٦٨ ه‍ وقيل ٦٥ ه‍ ونشأ بالبصرة. أخذ النحو عن عبد الله بن اسحاق الحضرمي ، وروى القراءة عن سعيد بن جبير ومجاهد بن جبر ، ونصر بن عاصم الليثي أحد القراء الفصحاء. تلقى عنه يونس بن حبيب وغيره من مشايخ البصريين ، وروى الحديث عنه مؤرج السدوسي ، وخلفه يحيى اليزيدي في القيام بالقراءة. ويعتبر عبد الله بن يحيى اليزيدي «من أجل

__________________

(١) ابن خلكان ـ وفيات الأعيان ٣ / ٤٦٩. النديم ـ الفهرست ٣١.

(٢) وهم : عبد الله بن كثير ـ عبد الله اليحصبي المشهور بابن عامر ـ أبو عمرو بن العلاء ـ يعقوب بن اسحاق الحضرمي ـ حمزة بن حبيب الزيات ـ عاصم بن أبي النجود الأسدي ـ نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم.

٣١

الناقلين عنه» (١) كما قال الحافظ الداني.

قال أبو عبيدة : «كان أعلم الناس بالأدب والعربية والقرآن والشعر ، وكانت عامة أخباره عن أعراب أدركوا الجاهلية». مات بالكوفة سنة ١٥٤ ه‍ وقيل ١٥٩ ه‍ وقيل ١٥٦ ه‍.

٣ ـ الفراء (٢) :

أبو زكريا ، يحيى بن زياد الفراء ، مولى بني أسد ، لقب بالفراء لأنه كان «يفري الكلام» ولم يكن يعمل في صناعة الفراء. ولد في الكوفة سنة ١٤٤ ه‍ وانتقل إلى بغداد حيث عهد إليه المأمون بتربية ولديه ، وكان أكثر مقامه في بغداد ، فإذا كان آخر العام انتقل إلى أهله ومكث عندهم أربعين يوما يوزع عليهم الأعطيات ويبرهم.

كان إمام الكوفيين وأعلمهم بالنحو واللغة والأدب. قال ثعلب : «لو لا الفراء ما كانت اللغة» وبلغ من شهرته في علم النحو أن قيل عنه «الفراء أمير المؤمنين في النحو» كما كان عالما بأيام العرب وأخبارها عارفا بالنجوم والطب.

روى عنه الكثير ، منهم أبو جعفر محمد بن قادم ، وأبو محمد سلمة بن عاصم ، وأبو عبد الرحمن اليزيدي وهو أشهرهم ، فقد كان ثعلب يقول «ما رأيت في أصحاب الفراء أعلم من عبد الله بن أبي محمد اليزيدي وهو أبو عبد الرحمن ، وخاصة في القرآن ومسائله (٣).

توفي الفراء في طريق مكة سنة ٢٠٧ ه‍.

وقد ألف الكثير من الكتب نذكر منها : معاني القرآن ، المقصور

__________________

(١) ابن الجزري ـ غاية النهاية في طبقات القراء ١ / ٤٦٣.

(٢) النديم ـ الفهرست ٧٣ ـ ٧٤.

(٣) السمعاني ـ الأنساب ٦٠٠.

٣٢

والممدود ، المذكر والمؤنث ، ما تلحن به العامة ، الأيام والليالي ، آلة الكاتب ، مشكل اللغة ، كتاب المصادر في القرآن ، والجمع والتثنية في القرآن ...

تلاميذه :

١ ـ أحمد بن إبراهيم وراق خلف (١) :

أحمد بن إبراهيم بن عثمان ، أبو العباس الوراق ، وراق خلف مشهور ، وهو أخو اسحاق الوراق راوي اختيار خلف. قرأ على خلف والقاسم بن سلام ، وروى القراءة عن خليفة بن خياط وهشام بن عمّار ، وعبد الله بن أبي محمد اليزيدي وإسماعيل بن أحمد الخوارزمي. وروى القراءة عنه أبو عبيد الله عبد الرحمن بن واقد وسلامة بن الحسين ومحمد بن أحمد ابن قطن وابن شنبوذ ومحمد بن عبد الله بن أبي مرّة فيما ذكر الهذلي ، وأحمد ابن محمد بن عيسى البصري ، والشهرزوري بقراءة الحسن بن عثمان البرزاطي عليه ، والصواب أنه قرأ على أخيه اسحاق كما قطع به أبو العلاء. توفي في حدود السبعين ومائتين أو نحو ذلك ، والله أعلم».

٢ ـ جعفر بن محمد الآدمي (٢) :

جعفر بن محمد ، أبو محمد الأصبهاني ، روى القراءة عن محمد بن سعدان وأبي عبد الرحمن عبد الله بن أبي محمد اليزيدي. روى القراءة عنه عبد الله بن أحمد بن سليمان الأصبهاني شيخ أبي الحسن بن شنبوذ.

٣ ـ بكران بن أحمد (٣) :

بكران بن أحمد بن سهل ، أبو محمد السراويلي ، ويقال له بكر

__________________

(١) ابن الجزري ـ غاية النهاية في طبقات القراء ١ / ٣٤.

(٢) ابن الجزري ـ غاية النهاية في طبقات القراء ١ / ١٩٨.

(٣) المصدر نفسه ١ / ١٧٨ ـ ١٧٩.

٣٣

السراويلي ، مقرىء متصدر ، نزل سرّ من رأى وأقرأ بها. قرأ على أبي عمر الدوري ، وأبي أيوب الخياط وجعفر بن حمدان سجادة ، وسليمان بن خلاد ، قرأ عليه جعفر بن أحمد بن عباد وابراهيم بن أحمد بن سلوقا وعمر بن أحمد الحبّال وأبو بكر الحلّال ، وشيوخ الحسن بن محمد الفحام. وقرأ عليه أيضا محمد بن الحسن بن الفرج الأنصاري.

٤ ـ أبو عمران موسى بن سلمة النحوي (١) :

قال ياقوت : من جلّة أصحاب الأصمعي وأعيانهم ، أملى ببغداد كتب الأصمعي وحملها الناس عنه ، وكان صديقا لأبي نؤاس يقول له : «كيف تذهب إلى الأصمعي وأنت أعلم منه»؟!

__________________

(١) السيوطي ـ بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة ٢ / ٣٠٦.

٣٤

قيمة كتاب اليزيدي ـ دراسة مقارنة

إن كتاب «غريب القرآن وتفسيره» للإمام اليزيدي ليس الكتاب الوحيد الذي ألف في هذا الموضوع ، بل سبق اليزيدي مؤلفون كثيرون مهدوا له السبيل ، نذكر منهم على سبيل المثال : أبان بن تغلب البكري والرؤاسي والكسائي ومؤرج السدوسي ومحمد بن المستنير والفراء وأبا عبيدة والأخفش وغيرهم ... وقد توكأ اليزيدي على ما كتبه هؤلاء وأفاد منه فائدة عظيمة.

ولم ينقطع التأليف في هذا الموضوع من بعده ، بل ظهر مؤلفون كثيرون منهم : محمد بن قادم وابن قتيبة وثعلب وابن كيسان والمفضل بن سلمة ومحمد بن جرير الطبري والزجاج ومكي بن أبي طالب والأصفهاني وأبو حيان الأندلسي ، وغيرهم كثير.

فهل كان لكتاب اليزيدي أثر في هذه الكتب أو بعضها؟ وما موقفه بين هذه المؤلفات؟ وما هو الأسلوب الذي انتهجه والجديد الذي قدّمه؟ ولتبيان ذلك ، لنعقد مقارنة بين كتابه وبعض هذه الكتب علّنا نخلص إلى نتيجة تبين قيمة هذا الكتاب.

٣٥

١ ـ بين «تفسير غريب القرآن» لابن قتيبة و «غريب القرآن وتفسيره» لليزيدي :

الملاحظة الأولى التي يلحظها قارىء كتاب ابن قتيبة هي أنه افتتحه بمقدمة بين فيها غرضه من تأليفه فقال : «وغرضنا الذي امتثلناه في كتابنا هذا أن نختصر ونكمل وأن نوضح ونجمل وان لا نستشهد على اللفظ المبتذل ولا نكثر الدلالة على الحرف المستعمل ، وأن لا نحشو كتابنا بالنحو والأحاديث والأسانيد» (١) ثم ابتدأ ب «باب اشتقاق أسماء الله تعالى وصفاته وإظهار معانيها» وثنى ب «باب تأويل حروف كثرت في الكتاب» وثلّث بشرح غريب سورة الفاتحة فالبقرة فآل عمران وهكذا حتى ختام المصحف الشريف وحسب تسلسل سوره ، وقد اتفق واليزيدي في هذه الناحية ، ولكن هذا الأخير لم يقدم لكتابه بأية مقدمة ، بل افتتحه مباشرة بقوله :

(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَما تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللهِ) وبعد ذلك بدأ بشرح غريب سورة الفاتحة التي قال عنها «سورة أم الكتاب».

ويتفق ابن قتيبة واليزيدي في ذكرهما للقراءات القرآنية وتبيان معانيها ، غير أن ابن قتيبة ، بعكس اليزيدي ، ينسب القراءات أحيانا إلى أصحابها والآراء إلى قائليها ، ويفيض في الشرح بحيث يبدو كتابه أكثر اسهابا وتفصيلا. ولنأخذ آية من سورة البقرة وأخرى من آل عمران ولنر رأي كل من المؤلفين.

(كَيْفَ نُنْشِزُها) البقرة ٢٥٩.

ـ المعنى عند ابن قتيبة : بالراء أي نحييها ، يقال أنشر الله الميت فنشر وقال (ثم إذا شاء أنشره) ومن قرأ (ننشزها) بالزاي ، أراد نحرك بعضها إلى بعض ونزعجه ، ومنه يقال : نشز الشيء ونشزت المرأة على زوجها. وقرأ الحسن «ننشزها» كأنه من النشر عن الطي ، أو على أنه يجوز : أنشر الله الميت ونشره» إذا أحياه.

__________________

(١) ابن قتيبة ـ مقدمة تفسير غريب القرآن ٣.

٣٦

ـ المعنى عند اليزيدي : من قرأها بالزاي فهي نرفع بعضها إلى بعض ومن قرأها بالراء فهو نحييها. يقال : أنشر الله الموتى فنشروا.

(وَما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَ) آل عمران ١٦١.

ـ المعنى عند ابن قتيبة : أي يخون في الغنائم (وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِما غَلَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ) معناه قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «لا أعرفن أحدكم يأتي يوم القيامة على عنقه شاة لها ثغاء ، لا أعرفن كذا ، لا أعرفن كذا فيقول : يا محمد ، فأقول لا أملك لك شيئا ، قد بلّغت» يريد : أنّ من غلّ شاة أو بقرة أو ثوبا أو غير ذلك أتى يوم القيامة يحمله.

ومن قرأ «يغلّ» أراد يخان ، ويجوز أن يكون في معنى يلفى خائنا يقال : أغللت فلانا ، أي وجدته غالّا ، كما يقال : أحمقته : وجدته أحمق ، وأحمدته : وجدته محمودا. وقال الفراء : من قرأ «يغلّ» أراد يخوّن ، ولو كان المراد هذا المعنى لقيل : يغلّل كما يقال : يفسّق ويخوّن ويفجّر.

ـ المعنى عند اليزيدي : يخون ، وذلك أنهم اتهموا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. ومن قرأ «يغلّ» فهو يخان ، والمعنى أن بعض القوم خان.

ويتفق المؤلفان أيضا على الإستشهاد بالآيات الكريمة والأحاديث النبوية والشعر ، ولكن كتاب ابن قتيبة أغنى ، فبينما يستشهد اليزيدي بأقل من عشرة من الأبيات وعشرة من الأحاديث ، فإننا نرى أن هذا العدد ضئيل إذا ما قورن بما استشهد به ابن قتيبة.

والملاحظ أيضا أن الكلمات الغريبة عند ابن قتيبة أكثر منها عند اليزيدي ، ويبدو ذلك بمقارنة بسيطة ، ففي سورة البقرة مثلا هناك ما يزيد على الثمانين والمائة من الكلمات عدها ابن قتيبة من الغريب وشرحها ، بينما أغفلها اليزيدي وبالمقابل هناك حوالي ثلاثين كلمة ذكرها اليزيدي وأهملها ابن قتيبة.

٣٧

٢ ـ بين «العمدة في غريب القرآن» لمكي بن أبي طالب و «غريب القرآن وتفسيره» لليزيدي

كتاب العمدة في غريب القرآن لمكي بن أبي طالب إذا ما قارناه بكتاب غريب القرآن وتفسيره لليزيدي ، نجد أن كلا المؤلفين قد ابتدأ كتابه من دون مقدمة متبعا في شرحه تسلسل سور المصحف الشريف ، مبتدئا بسورة الفاتحة فالبقرة فآل عمران ، منتهيا بسورة «الناس» خاتمة سور القرآن الكريم.

والملاحظ أن هناك كلمات عدها اليزيدي من الغريب بينما أغفلها مكي والعكس أيضا صحيح. ومما يلفت النظر أن كتاب اليزيدي أكثر تفصيلا واسهابا من كتاب مكي الذي يشرح الكلمة الغريبة بكلمة أو كلمتين ، بينما يعمد الأول إلى التفصيل والإستشهاد أحيانا بالشعر وأقوال العرب ، والإستعانة بآية أو حديث للزيادة في توضيح معنى الكلمة التي هو بصدد شرحها.

أضف إلى ذلك أن هناك كثيرا من المعاني قد أخذها مكي عن اليزيدي. ولتبيان كل ذلك نعقد مقارنة بين بعض الكلمات الغريبة من سورة البقرة في كلا الكتابين.

رقم الآية

اللفظة الغريبة

المعنى عند مكي

المعنى عند اليزيدي

٢

لا ريب فيه

لا شك فيه

لا شك فيه

٢

 هدى

 بيان

 بيان من الضلالة

٧

 غشاوة

 غطاء

 غطاء

١٥

 يعمهون

 يتحيرون

 يتحيرون ويترددون ، يقال رجل عمه وعامه

٢٥

 متشابها

 في اللون والطعم

 يشبه بعضه بعضا في اللون والطعم

٢٩

 استوى

 عمد

 عمد وقصد

٣٠

 نسبّح

 نصلي

 نصلي ، تقول قد فرغت من سبحتي أي من صلاتي

٣٧

 فتلقى

 قبل

 أي قبلها وأخذها عنه.

٤٩

 يسومونكم

 يولونكم

 يولونكم.

٣٨

رقم الآية

اللفظة الغريبة

المعنى عند مكي

المعنى عند اليزيدي

٥٧

 المنّ

 صمغة

 صمغة كانت تسقط فيجتنونها.

٥٧

 السلوى

 طائر

 طائر بعينه.

٥٨

 حطة

 حط ذنوبنا

 أي حطّ عنا ذنوبنا.

٦٠

 لا تعثوا

 تفسدوا

 لا تفسدوا ، من عثا يعثا عثوا وهو أشدّ الفساد ، ويقال عاث يعيث عيثا.

٦١

 المسكنة

 الحاجة

 الحاجة.

٦٥

 خاسئين

 مباعدين

 مبعدين ، يقال خسأته عني وخسأت الكلب أي باعدته ، وقال المفسرون صاغرين في معنى مبعدين

٦٩

 فاقع لونها

 ناصع

 أي ناصع.

٧٨

 الأماني

 الأمنية التلاوة

 الأمنية في المعنى التلاوة ، ويقال للحديث المفتعل ، قيل لبعضهم في حديث رواه : هذا حديث تمنيته أم حديث رويته أي افتعلته.

٩٠

 اشتروا

 ابتاعوا

 معناه باعوا ، وللعرب في شروا واشتروا مذهبان : الأكثر أن يكونوا بشروا باعوا واشتروا ابتاعوا ، وربما جعلوهما جميعا في معنى باعوا ، وكذلك البيع ، يقال بعت الثوب أي أخرجته من يدي وبعته اشتريته وحكي عن بعض العرب أنه قال : بع لي تمرا بدرهم أي اشتر وقال الشاعر :

ويأتيك بالأخبار من لم تبع له * بتاتا ولم تضرب له رأس موعد

وقال الراجز :

إذا الثريا طلعت عشايا * فبع لراعي غنم كسايا

أي اشتر

١٢٨

 وأرنا

 علّمنا

 أي علمنا ، وقوله تعالى (وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا) أي يعلم الذين ظلموا.

١٦٦

 الأسباب

 الحبال

 الوصلات التي كانوا يتواصلون عليها في الدنيا. والسبب الحبل ، وكل شيء بين اثنين من عهد أو رحم فهو سبب ومنه قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي».

٣٩

٣ ـ بين المفردات للراغب الأصفهاني وغريب القرآن وتفسيره لليزيدي :

ذكرنا أن اليزيدي لم يقدم لكتابه بأية مقدمة ، ولكن الراغب الأصفهاني افتتح كتابه بمقدمة بين فيها أهمية العمل الذي يقوم به ، وهو تحقيق الألفاظ المفردة فبيان معانيها ، لأن معنى اللفظة المفردة هو الأساس الذي لا غنى عنه لإدراك معاني القرآن الكريم. يقول الراغب (١) «إن أول ما يحتاج أن يشتغل به من علوم القرآن العلوم اللفظية ، ومن العلوم اللفظية تحقيق الألفاظ المفردة ، فتحصيل معاني مفردات ألفاظ القرآن في كونه من أوائل المعاون لمن يريد أن يدرك معانيه كتحصيل اللّبن في كونه من أول المعاون في بناء ما يريد أن يبنيه».

وقد رتب الراغب كتابه على حروف المعجم ، عكس اليزيدي الذي رتّبه حسب تسلسل سور القرآن الكريم. قال الراغب (٢) «وقد استخرت الله تعالى في إملاء كتاب مستوفى ، فيه مفردات ألفاظ القرآن على حروف التهجّي ، فنقدم ما أوله الألف ثم الباء على ترتيب حروف المعجم ، معتبرا فيه أوائل حروفه الأصلية دون الزوائد».

ويعتبر كتاب المفردات من أكثر كتب الغريب فائدة ، ومن أهم المراجع للمشتغلين بدراسة القرآن الكريم. قال السيوطي (٣) : «ومن أحسنها

__________________

(١) الراغب الأصفهاني ـ مقدمة كتاب المفردات في غريب القرآن ٦.

(٢) الراغب الأصفهاني ـ مقدمة كتاب «المفردات في غريب القرآن ٦.

(٣) السيوطي ـ الإتقان ١ / ٤٩.

٤٠