غريب القرآن وتفسيره

أبي عبدالرحمن عبدالله بن يحيى بن المبارك اليزيدي

غريب القرآن وتفسيره

المؤلف:

أبي عبدالرحمن عبدالله بن يحيى بن المبارك اليزيدي


المحقق: محمّد سليم الحاج
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: عالم الكتب
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٤

٦٧ ـ سورة تبارك

٣ ـ (مِنْ فُطُورٍ)(١) : من صدوع أي هل يرى فيه اختلاف يتفاوت منه شيء.

٤ ـ (خاسِئاً)(٢) : مبعدا.

٤ ـ (حَسِيرٌ)(٣) : معيى.

٨ ـ (تَمَيَّزُ)(٤) : تزيّل.

١٥ ـ (مَناكِبِها)(٥) : جوانبها.

١٦ ـ (تَمُورُ)(٦) : تتكفأ.

__________________

(١) ومنه يقال فطر ناب البعير إذا شق اللحم وظهر. ابن قتيبة ـ تفسير الغريب ٤٧٤ وانظر مريم ١٩ / آية ٩٠.

(٢) أنظر البقرة ٢ / آية ٦٥.

(٣) أنظر الأنبياء ٢١ / آية ١٩.

(٤) يعني تمزّق بلغة قريش. ابن عباس ـ اللغات في القرآن ٤٨ وقال سعيد بن جبير : يعني تتقطع وينفصل بعضها عن بعض. القرطبي ـ الجامع ١٨ / ٢١٢.

(٥) قال مجاهد : في أطرافها وطرقها وفجاجها. وأصل المنكب الجانب ومنه منكب الرجل ، القرطبي ـ الجامع ١٨ / ٢١٥.

(٦) أنظر الطور ٥٢ / آية ٩.

٣٨١

١٩ ـ (صافَّاتٍ :) باسطات أجنحتهنّ.

١٩ ـ (وَيَقْبِضْنَ)(١) : يضربن بأجنحتهنّ.

٢٧ ـ (زُلْفَةً)(٢) : قريبة.

٣٠ ـ (ماؤُكُمْ غَوْراً :) أي غائرا (٣) ويقال للإثنين والجميع كما يقال للواحد مياه غورا.

٣٠ ـ (بِماءٍ مَعِينٍ)(٤) : جار ظاهر.

__________________

(١) قال أبو جعفر النحاس : يقال للطائر إذا بسط جناحيه : صاف وإذا ضمهما فأصابا جنبه : قابض لأنه يقبضهما. قال الشاعر :

يبادر جنح الليل فهو موائل

يحثّ الجناح بالتبسط والقبض

القرطبي ـ الجامع ١٨ / ٢١٧.

(٢) أنظر هود ١١ / آية ١١٤.

(٣) ذاهبا في الأرض لا تناله الدلاء. القرطبي ـ الجامع ١٨ / ٢٢٢.

(٤) أنظر «المؤمنين» ٢٣ / آية ٥٠.

٣٨٢

٦٨ ـ سورة ن

٩ ـ (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ)(١) : أي تكفر فيكفرون. مدهن مكذّب وكافر.

١٣ ـ (عُتُلٍ)(٢) : الغليظ الجافي.

١٣ ـ (زَنِيمٍ)(٣) : الملصق بالقوم ليس منهم. وقال بعضهم هو المعروف بالشيء كالشاة تعرف بزنمتها ، قال بعضهم كالقرن.

٢٠ ـ (فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ) (٤) : ذهب ما فيها ، وقالوا اللّيل

__________________

(١) تلين لهم في دينك فيلينون في أديانهم. ابن قتيبة ـ تفسير الغريب ٤٧٨ وانظر الواقعة ٥٦ / آية ٨١ وقد ورد شرح هذه الآية في الأصل بعد شرح المؤلف لقوله تعالى : (زَنِيمٍ) الآية ١٣.

(٢) قال عكرمة : القوي في كفره ، وقال الفراء : الشديد الخصومة بالباطل. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٣٣٢.

(٣) ذكر الثعلبي عن شداد بن أوس : لا يدخل الجنة جوّاظ ولا جعظري ولا عتل زنيم ، سمعتهن من النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قلت : ما الجواظ؟ قال : الجمّاع المنّاع. قلت وما الجعظري؟ قال : الفظ الغليظ. قلت : وما العتل الزنيم؟ قال : الرحيب الجوف الوثير الخلق الأكول الشروب الغشوم الظلوم ، القرطبي ـ الجامع ١٨ / ٢٣٥.

(٤) قال ابن عباس : كالرماد الأسود. وحكى ابن قتيبة : أصبحت وقد ذهب ما فيها من الثمر ، فكأنه قد صرم أي قطع وجذّ. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٣٣٦.

٣٨٣

انصرم من النهار ، والصبح صريم إذا انصرم من الليل.

٢٥ ـ (غَدَوْا عَلى حَرْدٍ)(١) : على منع ، وقالوا الحرد الغضب وقالوا القصد.

٢٨ ـ (قالَ أَوْسَطُهُمْ)(٢) : اعدلهم أمّة.

٤٢ ـ (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ)(٣) : والعرب تقول إذا اشتدّ الأمر والحرب : قد كشف الأمر عن ساقه وقد كشفت الحرب عن ساقها ، أي عن أمر عظيم منها.

٤٨ ـ (مَكْظُومٌ)(٤) : مثل كظيم من الغمّ.

٤٩ ـ (لَنُبِذَ بِالْعَراءِ)(٥) : لألقي بوجه الأرض.

__________________

(١) على أمر مجمع قد أسسوه بينهم. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٣٣٦ ويقال : حاردت السنة إذا لم يكن فيها مطر وحاردت الناقة إذا لم يكن لها لبن. ابن قتيبة ـ تفسير الغريب ٤٨٧.

(٢) أمثلهم وأعقلهم. القرطبي ـ الجامع ١٨ / ٢٤٤ وانظر البقرة ٢ / آية ١٤٣.

(٣) قال ابن قتيبة : وأصل هذا أن الرجل إذا وقع في أمر عظيم يحتاج إلى معاناته والجد فيه شمّر عن ساقه ، فاستعيرت الساق في موضع الشدّة. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٣٤١.

(٤) أنظر النحل ١٦ / آية ٥٨.

(٥) أنظر الصافات ٣٧ / آية ١٤٥.

٣٨٤

٥١ ـ (لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ)(١) : ليزيلونك وليرمون بك. يقال أزلقت شعره وزلقته أي حلقته من أصله.

__________________

(١) قال الفراء : ويعتانونك اى يصيبونك بأعينهم ، وذكر «أن الرجل من العرب كان يمثل على طريق الإبل إذا صدرت للماء فيصيب منها ما أراد بعينه حتى يهلكه. ولم يرد الله ـ عزوجل ـ في هذا الموضع أنهم يصيبونك بأعينهم كما يصيب العائن بعينه ما يستحسنه ويعجب منه ، وإنما أراد أنهم ينظرون إليك ـ إذا قرأت القرآن ـ نظرا شديدا بالعداوة والبغضاء ، يكاد يزلقك أي يسقطك. كما قال الشاعر :

يتقارضون إذا التقوا في منزل

نظرا يزيل مواطىء الأقدام

ابن قتيبة ـ تفسير الغريب ٤٨٢.

٣٨٥

٦٩ ـ سورة الحاقّة

١ ـ (الْحَاقَّةُ :) قالوا الساعة (١) ويقال والله أعلم من حقّ يحقّ أي وجب.

٥ ـ (فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ)(٢) : بطغيانهم ، وقالوا بالريح الطّاغية.

٧ ـ (سَخَّرَها)(٣) : أدامها ويقال دائمة.

٧ ـ (حُسُوماً)(٤) : متتابعة مشائيم ، ولا يقال للواحد.

__________________

(١) وسميت حاقة لأنها أحقت لأقوام الجنة وأحقت لأقوام النار ، وقيل سميت بذلك لأن فيها يصير كل إنسان حقيقا بجزاء عمله. القرطبي ـ الجامع ١٨ / ٢٥٧.

(٢) قال قتادة : أي بالصيحة الطاغية ، أي المجاوزة للحد ، أي لحد الصيحات ، من الهول. القرطبي ـ الجامع ١٨ / ٢٥٨.

(٣) أرسلها وسلطها ، والتسخير استعمال الشيء بالإقتدار. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٣٤٦.

(٤) قال الفراء : الحسوم التباع ، يقال في الشيء إذا تتابع فلم ينقطع أوله عن آخره : حسوم. وإنما أخذ ـ والله أعلم ـ من حسم الداء إذا كوي صاحبه ، لأنه يحمي ثم يكوي ثم يتابع الكيّ عليه.

وقال الضحاك كاملة ، فيكون المعنى : انها حسمت الليالي والأيام فاستوفتها على الكمال لأنها ظهرت مع طلوع الشمس وذهبت مع غروبها. وقال ابن زيد : إنها حسمتهم فلم تبق منهم أحدا. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٣٤٧.

٣٨٦

٨ ـ (مِنْ باقِيَةٍ)(١) : بقيّة.

٩ ـ (بِالْخاطِئَةِ)(٢) : بالخطأ ، وهو الإثم ومنه (لا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخاطِؤُنَ)(٣) : أي الآثمون.

١٠ ـ (أَخْذَةً رابِيَةً)(٤) : نامية زائدة من الربا.

١٢ ـ (وَتَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ)(٥) : من وعيت أي حفظت.

١٧ ـ (عَلى أَرْجائِها)(٦) : على جوانبها. الواحد رجا مقصور. ورجوان.

٢٠ ـ (إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلاقٍ حِسابِيَهْ)(٧) : علمت.

٢١ ـ (عِيشَةٍ راضِيَةٍ)(٨) : مرضيّة.

__________________

(١) أي أثر. ابن قتيبة ـ تفسير الغريب ٤٨٣.

(٢) قال الزجاج : الخاطئة الخطأ العظيم. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٣٤٧.

(٣) الحاقة ٦٩ / آية ٣٧.

(٤) أنظر الرعد ١٣ / آية ١٧.

(٥) أي تحفظها وتسمعها أذن حافظة لما جاء من عند الله. قال الزجاج : يقال لكل ما حفظته في غير نفسك «أوعيته» بالألف ، ولما حفظته في نفسك «وعيته» بغير ألف. وقال قتادة : الأذن الواعية أذن عقلت عن الله تعالى وانتفعت بما سمعت من كتاب الله عزوجل. القرطبي ـ الجامع ١٨ / ٢٦٣.

(٦) يعني نواحيها بلغة هذيل. ابن عباس ـ اللغات في القرآن ٤٨.

(٧) أنظر البقرة ٢ / آية ٤٦.

(٨) أي عيش يرضاه لا مكروه فيه ، وقيل ذات رضى ، أي يرضى بها صاحبها. القرطبي ـ الجامع ١٨ / ٢٧٠.

٣٨٧

٣٦ ـ (غِسْلِينٍ)(١) : كل شيء غسلته من جرح أو غيره فخرج منه شيء فهو غسلين.

٤٦ ـ (الْوَتِينَ)(٢) : نياط القلب.

٤٨ ـ (وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ) ٥٠ ـ (وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكافِرِينَ :) يعني القرآن.

__________________

(١) يعني الحار الذي قد انتهت شدته بلغة أزد شنوءة. ابن عباس ـ اللغات في القرآن ٤٨.

(٢) هو عرق يجري في الظهر حتى يتصل بالقلب فإذا انقطع بطلت القوى ومات صاحبه. وقال الزجاج : الوتين : عرق أبيض كأنه قصبة. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٣٥٥.

٣٨٨

٧٠ ـ سورة سأل سائل [المعارج]

١٠ ـ (حَمِيمٌ حَمِيماً)(١) : قريب قريبا ، وحامّة الرجل خاصّته.

١٣ ـ (وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ :) دون القبيلة. أدنى آبائه إليه.

١٦ ـ (نَزَّاعَةً لِلشَّوى)(٢) : واحدها شواة وهي الأطراف ، الأيدي والأرجل والرؤوس ، وشوا الفرس قوائمه ، وما لم يكن مقتلا فهو شوا ، وجلدة الرأس يقال لها شواة ، وشوا المال مهازيله.

١٩ ـ (هَلُوعاً)(٣) : جزوعا ، والهلاع أسوأ الجزع وهو مصدر.

__________________

(١) أنظر السجدة [فصلت] ٤١ / آية ٣٤.

(٢) قرأ الجمهور (نزاعة للشوى) بالرفع على معنى هي نزاعة. وقرأ عمر بن الخطاب وأبو رزين وأبو عبد الرحمن ومجاهد وعكرمة وابن أبي عبلة وحفص عن عاصم (نزاعة) بالنصب. قال الزجاج : وهذا على أنها حال مؤكدة. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٣٦٢.

(٣) يعني ضجورا بلغة خثعم. ابن عباس ـ اللغات في القرآن ٤٩ وقال أبو عبيدة : الهلوع هو الذي إذا مسه الخير لم يشكر وإذا مسه الضر لم يصبر. وقال ثعلب : قد فسر الله الهلوع ، وهو الذي إذا ناله الشر أظهر شدة الجزع وإذا ناله الخير بخل به ومنعه الناس. وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : شر ما أعطي العبد شح هالع وجبن خالع. القرطبي ـ الجامع ١٨ / ٢٩٠.

٣٨٩

٢٥ ـ (الْمَحْرُومِ)(١) : المحارف (٢) الذي ليس له في الإسلام نصيب ولا سهم.

٣٦ ـ (مُهْطِعِينَ)(٣) : مسرعين.

٣٧ ـ (عِزِينَ) واحدها عزة وهي جماعات مختلفة (٤).

٤٣ ـ (إِلى نُصُبٍ يُوفِضُونَ)(٥) إلى علم يستبقون.

__________________

(١) إنه المسلم الفقير المتعفف الذي لا يسأل الناس. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٣٢.

(٢) يقال : رجل محارف بفتح الراء أي محدود محروم وهو خلاف قولك مبارك ، وقد حورف كسب فلان إذا شدد عليه في معاشه كأنه ميل برزقه عنه. القرطبي ـ الجامع ١٧ / ٣٨.

(٣) أنظر إبراهيم ١٤ / آية ٤٣ ، وقد ورد شرح هذه الكلمة في الأصل بعد شرح المؤلف لقوله تعالى : عِزِينَ الآية ٣٧.

(٤) ومنه حديث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، إنه خرج على أصحابه فرآهم حلقا فقال : ما لي أراكم عزين ألا تصفون كما تصفّ الملائكة عند ربها؟ قالوا : وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال يتمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف. القرطبي ـ الجامع ١٨ / ٢٩٣.

(٥) قرأ ابن عامر وحفص عن عاصم بضم النون والصاد. قال ابن جرير : هو واحد الأنصاب وهي آلهتهم التي كانوا يعبدونها. فعلى هذا يكون المعنى كأنهم إلى آلهتهم التي كانوا يعبدونها يسرعون. وقرأ ابن كثير وعاصم ونافع وأبو عمرو وحمزة والكسائي بفتح النون وسكون الصاد ، وهي في معنى القراءة الأولى ، إلا أنه مصدر. قال ابن جرير : كأنهم إلى صنم منصوب يسرعون. وقرأ ابن عباس وأبو مجلز والنخعي (نصب) برفع النون وإسكان الصاد. وقرأ الحسن وأبو عثمان النهدي وعاصم الجحدري (إلى نصب) بفتح النون والصاد جميعا. قال ابن قتيبة : النصب : حجر ينصب أو صنم ، يقال نصب ونصب ونصب. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٣٦٦ ـ ٣٦٧. ويوفضون يسرعون بلغة قريش. ابن عباس ـ اللغات في القرآن ٤٩.

٣٩٠

٧١ ـ سورة نوح

٧ ـ (أَصَرُّوا)(١) : أقاموا عليه.

١٣ ـ (ما لَكُمْ لا تَرْجُونَ لِلَّهِ)(٢) : لا تبالون.

١٣ ـ (وَقاراً :) أي عظمة.

١٤ ـ (خَلَقَكُمْ أَطْواراً)(٣) : أقدارا نطفة ثمّ علقة ثمّ مضغة ثم عظما. يقال عدا فلان طوره أي قدره.

٢٠ ـ (فِجاجاً)(٤) : طرقا. واحدها فجّ.

٢٢ ـ (كُبَّاراً :)(٥) المعنى كبير. يقال كبير وكبّار.

__________________

(١) على كفرهم. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٣٧٠. من أصررت على الشيء إذا أقمت ودمت عليه ، أصر على فعله يصر إصرارا إذا عزم على أن يمضي فيه ولا يرجع. ابن منظور ـ اللسان (صرر).

(٢) الرجاء هنا بمعنى الخوف ، أي أيّ عذر لكم في ترك الخوف من الله. القرطبي ـ الجامع ١٨ / ٣٠٣.

(٣) يعني ألوانا بلغة هذيل. ابن عباس ـ اللغات في القرآن ٤٩. وقيل صبيانا ثم شبابا ثم شيوخا وضعفاء ثم أقوياء. القرطبي ـ الجامع ١٨ / ٣٠٣.

(٤) أنظر الأنبياء ٢١ / آية ٣١.

(٥) قال المبرد : كبّارا بالتشديد للمبالغة. وقرأ ابن محيصن وحميد ومجاهد (كبارا) ـ

٣٩١

٢٣ ـ (لا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُواعاً وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً)(١) : يعني أصناما كانت لهم في الجاهلية.

٢٦ ـ (دَيَّاراً)(٢) : أحدا يقال ليس بها ديّار.

__________________

ـ بالتخفيف. القرطبي ـ الجامع ١٨ / ٣٠٧. وقرأ ابن يعمر وأبو الجوزاء (كبارا) بكسر الكاف مع تخفيف الباء. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٣٧٣. تقول : كبير وكبار وكبّار وكريم وكرام وكرّام. وطويل وطوال وطوّال ، ابن الجوزي ـ زاد المسير ٧ / ١٠٣.

(١) جاء في التفسير أن هذه أسماء قوم صالحين كانوا بين آدم ونوح ، ونشأ قوم بعدهم يأخذون بأخذهم في العبادة ، فقال لهم إبليس : لو صورتم صورهم كان أنشط لكم وأشوق للعبادة ، ففعلوا. ثم نشأ قوم بعدهم فقال لهم إبليس : إن الذين من قبلكم كانوا يعبدونهم فعبدوهم ، وكان ابتداء عبادة الأوثان من ذلك الوقت. وقيل إنما هي أسماء لأولاد آدم ، مات منهم واحد فجاء الشيطان فقال : هل لكم أن أصور لكم صورته فتذكرونه بها؟ فصورها. ثم مات آخر فصور لهم صورته إلى أن صور خمسة ، ثم طال الزمان وتركوا عبادة الله ، فقال لهم الشيطان : ما لكم لا تعبدون شيئا؟ فقالوا لمن نعبد؟ فقال : هذه آلهتكم وآلهة آبائكم ، ألا ترونها مصورة في مصلاكم؟ فعبدوها. وقال الزجاج : هذه الأصنام كانت لقوم نوح ، ثم صارت إلى العرب فكان ودّ لكلب وسواع لهمدان ويغوث لبني غطيف وهم حي من مراد. وقيل لما جاء الطوفان غطى هذه الأصنام وطمّها بالتراب ، فلما ظهرت بعد الطوفان صارت إلى هؤلاء المذكورين. قال الواقدي : كان ود على صورة رجل وسواع على صورة امرأة ويغوث على صورة أسد ويعوق على صورة فرس ونسر على صور النسر من الطير. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٣٧٣ ـ ٣٧٤.

(٢) وهو من الدار ، أي ليس بها نازل دار. ابن قتيبة ـ تفسير الغريب ٤٨٨. قال الزجاج : أصلها «ديوار» فيعال ، فقلبت الواو باء وأدغمت إحداهما بالأخرى. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٣٧٥.

٣٩٢

٧٢ ـ سورة الجنّ

٣ ـ (تَعالى جَدُّ رَبِّنا)(١) : علا ملك ربّنا وسلطانه.

١١ ـ (كُنَّا طَرائِقَ قِدَداً)(٢) : واحد الطرائق طريقة ، وواحد القدد قدّة. أي ضروبا وأجناسا.

١٦ ـ (ماءً غَدَقاً)(٣) : الغدق الكثير.

١٧ ـ (لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ)(٤) : لنخبرهم حتّى يرجعوا إلى ما فرض عليهم.

١٧ ـ (عَذاباً صَعَداً :) قالوا شقّة من العذاب وقالوا جبل في جهنّم.

__________________

(١) الجد في اللغة العظمة والجلال. وعن مجاهد : ذكره. وقال مالك والحسن وعكرمة : غناه ، ومنه قيل للحظ جد ، ورجل مجدود أي محظوظ. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ٨.

(٢) قال الفراء : فرقا مختلفة أهواؤنا. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٣٨٠. والقدد نحو من الطرائق وهو توكيد لها ، يقال لكل طريق قدّة. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ١٥.

(٣) أي غزيرا ، ومنه غدقت عينه تغدق. الأصفهاني ـ المفردات ٣٥٨.

(٤) أنظر طه ٢٠ / آية ٤٠.

٣٩٣

١٩ ـ (كادُوا يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَداً)(١) : جماعات واحدها لبدة وقالوا ركاما.

٢٢ ـ (مُلْتَحَداً)(٢) : قالوا ملجأ.

٢٥ ـ (أَمَداً)(٣) : غاية.

__________________

(١) قال مجاهد : جماعات ، وهو من تلبد الشيء على الشيء أي تجمع ، ومنه اللّبد الذي يفرش لتراكم صوفه ، وكل شيء ألصقته إلصاقا شديدا فقد لبدته. ويقال للشعر الذي على ظهر الأسد لبدة ، ويقال للجراد الكثير لبد. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ٢٣ ـ ٢٤. وقال الزجاج : والمعنى : كاد يركب بعضهم بعضا. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٣٨٣.

(٢) أنظر الكهف ١٨ / آية ٢٧. وقد ورد شرح هذه الكلمة في الأصل بعد شرح المؤلف لقوله تعالى : أَمَداً الآية ٢٥.

(٣) أنظر الكهف ١٨ / آية ١٢.

٣٩٤

٧٣ ـ سورة المزّمل

١ ـ (الْمُزَّمِّلُ)(١) : المتزمّل بثيابه.

٦ ـ (إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ)(٢) : القيام باللّيل. يقال نشأ من نومه أي قام.

٦ ـ (أَشَدُّ وَطْئاً)(٣) : يواطىء بسمعه وقلبه ، من المواطأة ، لأن

__________________

(١) يقال : تزمل وتدثر بثوبه إذا تغطى ، وزمّل غيره إذا غطاه ، وكل شيء لفّف فقد زمل ودثّر. وفي خطابه بهذا الإسم فائدتان : إحداهما : الملاطفة ، فإن العرب إذا قصدت ملاطفة المخاطب وترك المعاتبة سموه باسم مشتق من حالته التي هو عليها. قال عليه‌السلام لحذيفة : «قم يا نومان» وكان نائما ، ملاطفا له. والفائدة الثانية : تنبيه لكل متزمل راقد ليله لينتبه إلى قيام الليل وذكر الله تعالى فيه. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ٣٢ ـ ٣٣.

(٢) قال ابن مسعود وابن عباس : هي قيام الليل بلسان الحبشة. وروى ابن أبي مليكة عن ابن عباس أنه قال : «الليل كله ناشئة ، وإلى هذا ذهب اللغويون ، قال ابن قتيبة : ناشئة الليل ساعاته الناشئة ، من نشأت إذا ابتدأت. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٣٩١.

(٣) قرأه أبو عمرو وابن عامر بكسر الواو وفتح الطاء والمد وقرأ الباقون بفتح الواو واسكان الطاء من غير مد ، وكلهم همز. وحجة من مده أنه جعله «مصدر» واطأ وطاء ، وعلى معنى أشد موافقة من السمع للقلب ، وقال الفراء في معنى هذه القراءة : هي أشد علاجا ، فهي أعظم أجرا لصعوبة مفارقة الراحة بالنوم. وحجة من لم يمده أنه جعله «مصدر» وطىء يطأ وطأ. على معنى هي أشد على الإنسان من القيام بالنهار ، لأن ـ

٣٩٥

القراءة بعد هدي من اللّيل أفهم له. «وقال بعضهم أشدّ ركوبا لأنّ كلّ شيء تعمله بالليل من سير أو صلاة فهو أشدّ. ومن قرأ : أشدّ وطاء : فراشا أي مهادا. انه يفترش اللّيل» (١).

٦ ـ (وَأَقْوَمُ قِيلاً :) أثبت قراءة (٢).

٧ ـ (سَبْحاً طَوِيلاً)(٣) : متقلبا طويلا.

٨ ـ (تَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً :) في العبادة. ومنه العذراء البتول لتركها الزوج وانقطاعها إلى الله عزوجل. وقال المفسرون (٤) (وَتَبَتَّلْ

__________________

ـ الليل للدعة والسكون ، وهذا في المعنى كقول الفراء في القراءة الأولى. وقيل معناه : هي أثبت قياما. قال المفسرون : قيام الليل أثبت في الخير وأحفظ للقلب من قيام النهار ، لأن النهار يضطرب فيه الناس بمعايشهم ، والليل أخلى للقلب وأثبت في القيام. وكثير من المفسرين على أن معنى «أشد وطأ» أشد مكابدة واحتمالا ، من قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم «اللهم أشدد وطأتك على مضر». مكي ـ الكشف عن وجوه القراءات السبع ٢ / ٣٤٤ ـ ٣٤٥.

(١) الكلام الذي بين مزدوجين ورد في الأصل بعد شرح المؤلف لقوله تعالى : (وَأَقْوَمُ قِيلاً) الآية ٦.

(٢) لأن المصلي يفهم ما يقرأ ويسلم من كثير من الخطأ. مكي ـ الكشف عن وجوه القراءات السبع ٢ / ٣٤٤.

(٣) أي تصرفا في حوائجك وإقبالا وإدبارا وذهابا ومجيئا. والسبح الجري والدوران ومنه السابح في الماء لتقلبه بيديه ورجليه. وفرس سابح شديد الجري. وعن ابن عباس وعطاء : يعني فراغا طويلا لنومك وراحتك فاجعل ناشئة الليل لعبادتك. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ٤٢.

(٤) في الحاشية : بعض المفسرين.

٣٩٦

إِلَيْهِ تَبْتِيلاً) أخلص إليه إخلاصا ومنه أيضا هي لك هبة بتّة بتلة» (١).

١٢ ـ (أَنْكالاً :) واحدها نكل ونكل وهو القيد (٢).

١٤ ـ (مَهِيلاً)(٣) : يقال هلت عليه التراب أهيله.

١٦ ـ (أَخْذاً وَبِيلاً :) شديدا (٤) «يقال كلأ مستوبل أي وخيم لا يستمرا» (٥).

١٨ ـ (مُنْفَطِرٌ بِهِ)(٦) : متشقّقة.

__________________

(١) أي منقطعة عن صاحبها ، أي قطع ملكه عنها بالكلية. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ٤٤.

(٢) وسمي نكلا لأنه ينكل به. وجاء عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : إن الله يحب النّكل على النّكل» بالتحريك. قيل : وما النكل؟ قال الرجل القوي المجرب على الفرس القوي المجرب. ذكره الماوردي. قال ومن ذلك سمي القيد نكلا لقوته. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ٤٦.

(٣) قال الفراء : المهيل الذي تحرك أسفله فينهال عليك من أعلاه ، والعرب تقول : مهيل ومهيول ومكيل ومكيول. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٣٩٣. وقد ورد شرح هذه الكلمة في الأصل بعد شرح المؤلف لقوله تعالى : (مُنْفَطِرٌ بِهِ). الآية ١٨.

(٤) بلغة حمير. ابن عباس ـ اللغات في القرآن ٤٩. وقال الزجاج. الوبيل : الثقيل الغليظ جدا ومنه قيل للمطر العظيم وابل. قال مقاتل : والمراد بهذا الأخذ الوبيل : الغرق ، وهذا تخويف لكفار مكة أن ينزل بهم العذاب لتكذيبهم كما نزل بفرعون. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٣٩٤.

(٥) الكلام الذي بين مزدوجين ورد بعد شرح المؤلف لقوله تعالى : (مَهِيلاً) الآية ١٤.

(٦) أنظر مريم ١٩ / آية ٩٠.

٣٩٧

٧٤ ـ سورة المدّثر

١ ـ (الْمُدَّثِّرُ :)(١) الذي يتدثّر بثوبه.

٤ ـ (وَثِيابَكَ فَطَهِّرْ :)(٢) أي نفسك فطهر من الإثم. والعرب تقول : فلان دنس الثياب يريدون عيبه في نفسه ، وفلان نقيّ الثوب والجيب يريدون مدحته.

٥ ـ (وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ)(٣) : قالوا الأوثان وقالوا الإثم ، والرجز والرجس واحد.

__________________

(١) انظر المزمل ٧٣ / الآية الأولى.

(٢) لا تلبسها على معصية وغدر. قال الشاعر :

وإني بحمد الله لا ثوب فاجر

لبست ، ولا من غدرة أتقنع

وروى هذا المعنى عكرمة عن ابن عباس. وقال سعيد بن جبير «وقلبك فطهر» ويشهد له قول امرىء القيس :

فإن تك قد ساءتك مني خليقة

فسلّي ثيابي من ثيابك تنسل

أي قلبي من قلبك. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٤٠١. وقد ورد شرح هذه الآية في الأصل بعد شرح المؤلف لقوله تعالى : (نُقِرَ فِي النَّاقُورِ) الآية ٨.

(٣) قرأ الحسن وأبو جعفر وعاصم ويعقوب وابن محيصن وابن السميفع «والرّجز» بضم الراء ، والباقون بكسرها. قال الزجاج : ومعنى القراءتين واحد. ابن الجوزي ـ زاد

٣٩٨

٨ ـ (نُقِرَ فِي النَّاقُورِ)(١) : نفخ في الصّور.

٩ ـ (عَسِيرٌ :) شديد وكذلك عصيب.

١٢ ـ (مالاً مَمْدُوداً)(٢) : كثيرا.

٢٢ ـ (وَبَسَرَ)(٣) : الباسر الكالح.

٢٩ ـ (لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ)(٤) : مغيّرة للجلود. يقال لوّحته الشمس إذا غيّرته (لِلْبَشَرِ :) جمع بشرة.

٣٣ ـ (وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ)(٥) : أي تبع النهار. يقال جاء دبري من إذا

__________________

ـ المسير ٨ / ٤٠١. وأصل الرجز العذاب فسميت الأوثان رجزا لأنها تؤدي إلى العذاب ابن قتيبة ـ تفسير الغريب ٤٩٥. وقد ورد شرح هذه الآية في الأصل بعد شرح المؤلف لقوله تعالى : (عَسِيرٌ) الآية ٩.

(١) «أول نفخة» ابن قتيبة ـ تفسير الغريب ٤٩٦ ، [وهو مأخوذ] من النقر ، والنقر في كلام العرب الصوت. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ٧٠.

(٢) قال ابن قتيبة : دائما. وقال الزجاج : غير منقطع. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٤٠٤. وانظر الأعراف ٧ / آية ٢٠٢. وقد ورد تفسير هذا الجزء من الآية في الأصل بعد شرح المؤلف لقوله تعالى : (وَبَسَرَ)الآية ٢٢.

(٣) قيل إن ظهور العبوس في الوجه بعد المحاورة وظهور البسور في الوجه قبل المحاورة ، والعرب تقول : وجه باسر بيّن البسور إذا تغير واسود. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ٧٦.

(٤) يعني حرّاقة بلغة قريش. ابن عباس ـ اللغات في القرآن ٥٠. وذكر السيوطي أنها كذلك بلغة أزدشنوءة. الإتقان ١ / ١٧٦.

(٥) قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر والكسائي وأبو بكر عن عاصم (إذا أدبر) وقرأ نافع وحمزة وحفص والفضل عن عاصم ويعقوب «إذ» بسكون الذال من غير ألف بعدها ـ

٣٩٩

جاء خلفي. ومن قرأ إذا أدبر فمعناه إذا ولّى.

٥٠ ـ (مُسْتَنْفِرَةٌ)(١) : نافرة ومستنفرة مذعورة.

٥١ ـ (مِنْ قَسْوَرَةٍ ،) من الأسد (٢) وقال القسورة قناص الرماة ، وقال بعضهم عصب الرجال.

__________________

ـ (أدبر) بسكون الدال بهمزة قبلها. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٤٠٩. وقرأ الباقون (إذا) بألف و (دبر) بغير ألف وهما لغتان بمعنى ، يقال دبر وأدبر. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ٨٤.

(١) قرأ أبو جعفر ونافع وابن عامر والمفضل عن عاصم بفتح الفاء والباقون بكسرها. قال الفراء : أهل الحجاز يقولون : حمر مستنفرة ، وناس من العرب يكسرون الفاء ، والفتح أكثر في كلام العرب. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٤١٢.

(٢) بلغة قريش ولغة أزدشنوءة. ابن عباس ـ اللغات في القرآن ٥٠.

٤٠٠