غريب القرآن وتفسيره

أبي عبدالرحمن عبدالله بن يحيى بن المبارك اليزيدي

غريب القرآن وتفسيره

المؤلف:

أبي عبدالرحمن عبدالله بن يحيى بن المبارك اليزيدي


المحقق: محمّد سليم الحاج
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: عالم الكتب
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٤

٣٨ ـ سورة ص

٣ ـ (وَلاتَ حِينَ مَناصٍ)(١) : لات بمعنى ليس. والمناص المفرّ ويقال أيضا ناص في البلاد أي ذهب فيها ، فيكون بمعنى ليس حين مطلب ولا مذهب.

١٥ ـ (مِنْ فَواقٍ)(٢) : من راحة بمعنى إفاقة ومن قرأ (مِنْ فَواقٍ) جعله من فواق الناقة ؛ ما بين الحلبتين وقال قوم هما واحد.

١٦ ـ (قِطَّنا)(٣) : نصيبنا من الآخرة.

__________________

(١) ليس حين فرار بلغة توافق النبطية. ابن عباس ـ اللغات في القرآن ٤٠ وقال عطاء : لات في لغة أهل اليمن بمعنى ليس. وقال أبو عبيدة : المناص هو المنجى والفوز. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٧ / ١٠٠.

(٢) قال ابن عباس : ما لها من ترداد ، والمعنى أن تلك الصيحة لا تكرر. وقال ابن جرير : مالها من فتور ولا انقطاع. وأصله من الإفاقة. في الرضاع إذا ارتضعت البهيمة أمها ثم تركتها حتى تنزل شيئا من اللبن فتلك الإفاقة وجاء عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال «العيادة قدر فواق الناقة» وقد قرأ حمزة وخلف والكسائي بضم الفاء ، وقرأ الباقون بفتحها ، وهي لغة جيدة عالية. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٧ / ١٠٧ ـ ١٠٨.

(٣) يعني كتابنا بلغة توافق لغة النبط. ابن عباس ـ اللغات في القرآن ٤٠ وقال الزجاج : القط النصيب وأصله الصحيفة يكتب للإنسان فيها شيء يصل إليه ، واشتقاقه من قططت أي قطعت ، فالنصيب هو القطعة من الشيء. وللمفسرين في هذا القول ـ

٣٢١

١٧ ـ (ذَا الْأَيْدِ) : ذا القوّة (١) وقوله (وَالسَّماءَ بَنَيْناها بِأَيْدٍ)(٢) (وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ)(٣) و (يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ)(٤).

١٧ ـ (أَوَّابٌ)(٥) : التواب وهو الرجاع.

٢٢ ـ (لا تُشْطِطْ)(٦) : لا تسرف.

٢٣ ـ (وَعَزَّنِي فِي الْخِطابِ) : غلبني أي صار أعزّ منّي.

٢٤ ـ (مِنَ الْخُلَطاءِ)(٧) : الشركاء.

٢٤ ـ (وَظَنَّ داوُدُ)(٨) : أيقن.

__________________

ـ قولان : أحدهما أنهم سألوه نصيبهم من الجنة قاله سعيد بن جبير. والثاني : سألوه نصيبهم من العذاب. قاله قتادة. وعلى جميع الأقوال ، إنما سألوا ذلك استهزاء لتكذيبهم بالقيامة. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٧ / ١٠٩.

(١) قال ابن عباس : هي القوة في العبادة. وفي الصحيحين من حديث عبد الله بن عمر قال : قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أحبّ الصيام إلى الله صيام داود ، كان يصوم يوما ويفطر يوما ، وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سدسه ابن الجوزي ـ زاد المسير ٧ / ١١٠.

(٢) الذاريات ٥١ / آية ٤٧.

(٣) البقرة ٢ / آية ٨٧ و ٢٥٣.

(٤) آل عمران ٣ / آية ١٣.

(٥) يعني المطيع بلغة كنانة وهذيل وقيس عيلان. ابن عباس ـ اللغات في القرآن ٤٠ وانظر الإسراء ١٧ / آية ٢٥.

(٦) أنظر الكهف ١٨ / آية ١٤.

(٧) الأصحاب. القرطبي ـ الجامع ١٥ / ١٧٨.

(٨) أنظر البقرة ٢ / آية ٤٦.

٣٢٢

٣١ ـ (الصَّافِناتُ الْجِيادُ)(١) : الصافن الذي يجمع بين يديه ويثني طرف سنبك إحدى رجليه. والسنبك مقدّم الحافر. وبعضهم يقول : الصّافن الذي يجمع يديه.

٣٦ ـ (رُخاءً)(٢) : ليّنة رخوة.

٤١ ـ (بِنُصْبٍ)(٣) : أي ببلاء وشرّ.

٤٤ ـ (أَضْغاثُ) : الأسل (٤).

٤٥ ـ (أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ)(٥) : ؛ قالوا أولي النعم والبصائر.

__________________

(١) إنها القائمة سواء كانت على ثلاث أو غير ثلاث. قال الفراء : على هذا رأيت العرب ، وأشعارهم تدل على أنه القيام خاصة. وقال ابن قتيبة : الصافن في كلام العرب : الواقف من الخيل وغيرها. ومنه قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «من سرّه أن يقوم له الرجال صفونا فليتبوأ مقعده من النار». اي يديمون القيام له. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٧ / ١٢٧ ـ ١٢٨.

(٢) مطيعة. رواه العوفي عن ابن عباس وبه قال الحسن والضحاك. وقال ابن قتيبة : كأنها كانت تشتد إذا أراد وتلين إذا أراد. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٧ / ١٤٠.

(٣) قرأ الأكثرون بضم النون وسكون الصاد وقرأ الحسن وابن أبي عبلة وابن السميفع والجحدري ويعقوب بفتحهما. قال الفراء : هما كالرّشد والرّشد والحزن والحزن. وقال أبو عبيدة : إن النصب بتسكين الصاد : الشر وبتحريكها الإعياء. وقرأت عائشة ومجاهد وأبو عمران وأبو جعفر وشيبة وأبو عمارة عن حفص «بنصب» بضم النون والصاد جميعا. وقرأ ابو عبد الرحمن السّلمي وأبو الجوزاء وهبيرة عن حفص «بنصب» بفتح النون وسكون الصاد. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٧ / ١٤١ ـ ١٤٢.

(٤) الأسل : الشوك الطويل من شوك الشجر. الرازي ـ مختار الصحاح (أسل) وانظر يوسف ١٢ / آية ٤٤.

(٥) قرأ ابن مسعود والأعمش وابن أبي عبلة «أولى الأيد» بغير ياء. قال الفراء : ولها ـ

٣٢٣

يقال : لي عندك يد أي نعمة.

ومن قرأ (١) (الْأَيْدِ) بغير ياء فزعموا أنّه بمعنى القوّة (وَالْأَبْصارِ) : قالوا العقول أيضا.

٥٢ ـ (أَتْرابٌ)(٢) : أسنان واحدها ترب.

٥٧ ـ (غَسَّاقٌ) : يثقّل ويخفّف (٣) ، ويقال إنّها مثل القرحة التي تنفّطت وهو من لغة أهل الحجاز.

٥٨ ـ (مِنْ شَكْلِهِ) : من ضربه.

٥٩ ـ (فَوْجٌ)(٤) : فرقة.

__________________

ـ وجهان : أحدهما أن يكون القارىء لهذا أراد الأيدي فحذف الياء وهو صواب مثل الجوار والمناد. والثاني أن يكون من القوة والتأييد. من قوله : (وَأَيَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ) وانظر ص ٣٨ / آية ١٧.

(١) قرأ في الأصل قرى.

(٢) أي لدات تنشأن معا تشبيها في التساوي والتماثل بالترائب التي هي ضلوع الصدر. وقيل لأنهن في حال الصبا يلعبن بالتراب معا. الأصفهاني ـ المفردات ٧٤ وقد ورد تفسير هذه الكلمة في الأصل بعد شرح المؤلف لقوله تعالى : (بِنُصْبٍ) الآية ٤١.

(٣) قرأ حمزة والكسائي وخلف وحفص بالتشديد وقرأ الباقون بالتخفيف. روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس أنه الزمهرير. وقال مجاهد : الغساق لا يستطيعون أن يذوقوه من برده. وروى الضحاك عن ابن عباس : أنه ما يجري من صديد أهل النار. وقال أبو عبيدة : الغساق ما سال ، يقال غسقت العين والجرح. وقرأت عن شيخنا أبي منصور اللغوي عن ابن قتيبة قال : لم يكن أبو عبيدة يذهب إلى أن في القرآن شيئا من غير لغة العرب وكان يقول : هو اتفاق بين اللغتين ، وكان غيره يزعم أن الغساق البارد المنتن بلسان الترك. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٧ / ١٥٠ ـ ١٥١.

(٤) الفوج الجماعة من الناس. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٧ / ١٥١.

٣٢٤

٣٩ ـ سورة الزمر

٥ ـ (يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهارِ)(١) : مثل يولج.

٦ ـ (فِي ظُلُماتٍ ثَلاثٍ) : قالوا في الصلب ثمّ في الرحم ثمّ في البطن (٢).

٨ ـ (خَوَّلَهُ نِعْمَةً) : ملّكه (٣).

٢١ ـ (ثُمَّ يَهِيجُ)(٤) : إذا ذوى (٥) الرطب كلّه فقد هاج. يقال : هاجت الأرض إذا ذوى ما فيها من الخضر.

__________________

(١) يدخل هذا على هذا. قال ابن قتيبة : وأصل التكوير : اللف ، ومنه كور العمامة. وقال غيره : التكوير طرح الشيء بعضه على بعض. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٧ / ١٦٣ وروي عن ابن عباس في معنى الآية : قال : ما نقص من الليل دخل في النهار وما نقص من النهار دخل في الليل. وقيل تكوّر الليل على النهار تغشيته إياه حتى يذهب ضوؤه ، وهذا قول قتادة. القرطبي ـ الجامع ١٥ / ٢٣٥.

(٢) ظلمة البطن وظلمة الرحم وظلمة المشيمة ، قاله ابن عباس وعكرمة ومجاهد وقتادة والضحاك. القرطبي ـ الجامع ١٥ / ٢٣٦ و (ثلث) في الأصل ثلث.

(٣) وأعطاه. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٧ / ١٦٥.

(٤) أي ييبس. قال الأصمعي : يقال للنبت إذا تم جفافه : قد هاج يهيج هيجا. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٧ / ١٧٢.

(٥) ذوى في الأصل ذوا.

٣٢٥

٢١ ـ (حُطاماً)(١) : ورفاتا واحد.

٢٩ ـ (مُتَشاكِسُونَ)(٢) : متضايقون ، والشكس الضيّق من الرجال.

٦٣ ـ (مَقالِيدُ)(٣) : المفاتيح (٤).

٧١ ـ (زُمَراً)(٥) : فرقا بعضهم على إثر بعض.

__________________

(١) قال أبو عبيدة : هو ما يبس فتحاتّ من النبات. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٧ / ١٧٢.

(٢) قال ابن قتيبة : اي مختلفون ، يتنازعون ويتشاحّون فيه. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٧ / ١٧٩.

(٣) واحدها مقليد ومقلاد وقيل جمع لا واحد له. ابو حيان الأندلسي ـ تحفة الأريب ٢٥٦.

(٤) وافقت لغة الفرس والأنباط والحبشة. ابن عباس ـ اللغات في القرآن ٤١ وقال السدي. [مقاليد] خزائن. القرطبي ـ الجامع ١٥ / ٢٧٤.

(٥) جمع زمرة وهي الجماعة القليلة ومنه قيل شاة زمرة قليلة الشعر ورجل زمر : قليل المروءة. الأصفهاني ـ المفردات ٢١٥ وقيل [المعنى] دفعا وزجرا بصوت كصوت المزمار. القرطبي ـ الجامع ١٥ / ٢٨٤.

٣٢٦

٤٠ ـ سورة المؤمن [غافر]

٣ ـ (ذِي الطَّوْلِ)(١) : التفضّل.

١١ ـ (أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ)(٢) : مثل قوله (كُنْتُمْ أَمْواتاً فَأَحْياكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ)(٣).

٤٥ ـ (حاقَ بهم) (٤) : نزل بهم.

__________________

(١) الطّول مأخوذ من الطول كأنه طال بإنعامه على غيره ، وقيل لأنه طالت مدة إنعامه. القرطبي ـ الجامع ١٥ / ٢٩٢ وانظر النساء ٤ / آية ٢٥.

(٢) قال ابن مسعود وقتادة وابن عباس والضحاك : كانوا أمواتا في أصلاب آبائهم ثم أحياهم ثم أماتهم الموتة التي لا بد منها ، ثم أحياهم للبعث والقيامة : فهاتان حياتان وموتتان. القرطبي ـ الجامع ١٥ / ٢٩٧.

(٣) البقرة ٢ / آية ٢٨.

(٤) يعني وجب بلغة قريش واليمن. ابن عباس ـ اللغات في القرآن ٤١.

٣٢٧

٤١ ـ سورة السجدة [فصّلت]

٥ ـ (أَكِنَّةٍ)(١) : واحدها كنان.

٨ ـ (غَيْرُ مَمْنُونٍ) : غير مقطوع (٢) وقالوا غير محسوب.

١٠ ـ (أَقْواتَها)(٣) : واحدها قوت.

١٦ ـ (رِيحاً صَرْصَراً)(٤) : شديدة الصوت.

١٦ ـ (نَحِساتٍ)(٥) : ذات نحوس ، مشائيم.

__________________

(١) قال الزجاج هو الغطاء. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٣ / ١٨ وقد ورد شرح هذه الكلمة في الأصل بعد شرح المؤلف لقوله تعالى : (غَيْرُ مَمْنُونٍ) الآية ٨.

(٢) قال ابن عباس : مأخوذ من مننت الحبل إذا قطعته. وعن ابن عباس ومقاتل : غير منقوص. ومنه المنون لأنها تنقّص منّة الإنسان أي قوته. القرطبي ـ الجامع ١٥ / ٣٤١ وقد ورد شرح هذه الكلمة في الأصل بعد شرح المؤلف لقوله تعالى : (أَقْواتَها) الآية ١٠.

(٣) قال أبو عبيدة : هي الأرزاق وما يحتاج إليه. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٧ / ٢٤٤.

(٤) الصرصر : متكرر فيها البرد ، كما تقول : أقللت الشيء وقلقلته ، فأقللته بمعنى رفعته وقلقلته : كررت رفعه. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٧ / ٢٤٧ وانظر آل عمران ٣ / آية ١١٧. وقد ورد شرح هذا الجزء من الآية في الأصل بعد شرح المؤلف لقوله تعالى : (يُوزَعُونَ) الآية ١٩.

(٥) قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمر : نحسات» باسكان الحاء. وقرأ الباقون بكسرها. قال الزجاج : من كسر الحاء فواحدهن نحس ، ومن أسكنها فواحدهن نحس. ابن ـ

٣٢٨

١٧ ـ (الْهُونِ)(١) : أي الهوان.

١٩ ـ (يُوزَعُونَ)(٢) : يحبس أوّلهم على آخرهم.

٣٤ ـ (وَلِيٌّ حَمِيمٌ) : الحميم القريب (٣).

٤٧ ـ (مِنْ أَكْمامِها)(٤) : أوعيتها ، واحدها كمّة.

٤٨ ـ (مِنْ مَحِيصٍ)(٥) : يقال حاص عنه أي حاد عنه.

__________________

ـ الجوزي ـ زاد المسير ٧ / ٢٤٨. وقد ورد شرح هذه الكلمة في الأصل بعد شرح المؤلف لقوله تعالى : يُوزَعُونَ الآية ١٩.

(١) أنظر الأنعام ٦ / آية ٩٣. وردت هذه الكلمة في الأصل قبل الآية (١٩) مباشرة.

(٢) أنظر النحل ٢٧ / آية ١٧. وقد وردت هذه الكلمة في الأصل مقدمة عن موضعها.

(٣) القريب الذي تهتم لأمره. الرازي ـ مختار الصحاح (حمم).

(٤) قال ابن قتيبة : أي من المواضع التي كانت فيها مستترة. وغلاف كل شيء كمّه. وإنما قيل كم القميص من هذا. قال الزجاج : الأكمام ما غطى ، وكل شجرة تخرج ما هو مكمم فهي ذات أكمام ، وأكمام النخلة : ما غطى جمّارها من السّعف والليف والجذع ، وكل ما أخرجته النخلة فهو ذو أكمام ، فالطّلعة كمها قشرها ، ومن هذا قيل للقلنسوة كمّة لأنها تغطي الرأس ومن هذا : كما القميص لأنهما يغطيان اليدين. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٧ / ٢٦٥.

(٥) انظر النساء ٤ / آية ١٢١.

٣٢٩

٤٢ ـ سورة حم عسق [الشورى]

٥ ـ (يَتَفَطَّرْنَ)(١) : يتشقّقن.

١١ ـ (يَذْرَؤُكُمْ)(٢) يخلقكم.

٢١ ـ (شَرَعُوا لَهُمْ)(٣) ابتدعوا لهم.

٢٣ ـ (ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ)(٤) معناها ينصر من النصر. وقال بعضهم يبشّر ويبشر معناهما واحد.

٣٢ ـ (الْجَوارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ) الجواري (٥) السفن (٦)

__________________

(١) أنظر مريم ١٩ / آية ٩٠.

(٢) أنظر الأنعام ٦ / آية ١٣٦.

(٣) شرع : نهج وأوضح وبين المسالك ، وقد شرع لهم يشرع شرعا أي سنّ. القرطبي ـ الجامع ١٦ / ١٠.

(٤) قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحمزة والكسائي «يبشر» بفتح الياء وسكون الباء وضم الشين. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٧ / ٢٨٣ قال : الأصفهاني : أبشرت الرجل وبشّرته : أخبرته بسارّ بسط بشرة وجهه : المفردات ٤٨.

(٥) قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو : الجواري ، بياء في الوصل إلا أن ابن كثير يقف أيضا بياء ، وأبو عمرو بغير ياء ، ويعقوب يوافق ابن كثير ، والباقون بغير ياء في الوصل والوقف. قال أبو علي : والقياس ما ذهب إليه ابن كثير ، ومن حذف ، فقد كثر حذف مثل هذا في كلامهم. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٧ / ٢٨٩.

(٦) السفن الجارية. سميت جارية لأنها تجري في الماء. والجارية هي المرأة الشابة ، سميت بذلك لأنها يجري فيها ماء الشباب. القرطبي ـ الجامع ١٦ / ٣٢.

٣٣٠

(كَالْأَعْلامِ)(١) الجبال.

٣٣ ـ (رَواكِدَ)(٢) سواكن.

٣٤ ـ (أَوْ يُوبِقْهُنَ) يهلكهنّ (٣).

__________________

(١) قال مجاهد : الأعلام القصور. وقال الخليل : كل شيء مرتفع عند العرب فهو علم. قالت الخنساء ترثي أخاها صخرا.

وإن صخرا لتأتم الهداة به

كأنه علم في رأسه نار.

القرطبي ـ الجامع ١٦ / ٣٢.

(٢) كل شيء ثابت في مكان فهو راكد. وركد الميزان استوى ، وركد القوم هدؤوا. القرطبي ـ الجامع ١٦ / ٣٢ ـ ٣٣.

(٣) والمراد أهل السفن. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٧ / ٢٨٩.

٣٣١

٤٣ ـ سورة الزخرف

٥ ـ (أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحاً)(١) : يقال : مرّ بنا فلان صفحا إذا مرّ ولم يقف.

١٣ ـ (وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ) أي ضابطين مطيقين (٢) : يقال فلان مقرن لفلان أي ضابط له. يقال أقرنت لك أي صرت لك قرنا.

١٥ ـ (جُزْءاً)(٣) : نصيبا.

__________________

(١) اي إعراضا. يقال : صفحت عن فلان إذا أعرضت عنه ، والأصل في ذلك أن توليه صفحة عنقك. قال كثيّر يصف امرأة :

صفوحا فلا تلقاك إلا بخيلة

فمن ملّ منها ذلك الوصل ملّت

اي معرضة بوجهها. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٧ / ٣٠٢ وقد ورد شرح هذا الجزء من الآية في الأصل في آخر ما شرح المؤلف من غريب هذه السورة.

(٢) وقيل مماثلين في الأيدي والقوة ، من قولهم : هو قرن فلان إذا كان مثله في القوة. القرطبي ـ الجامع ١٦ / ٦٦.

(٣) قال الزجاج والمبرد : الجزء هاهنا البنات. قال الماوردي : والجزء عند أهل العربية البنات ، يقال أجزأت المرأة إذا ولدت البنات. قال الشاعر

إن أجزأت حرّة يوما فلا عجب

قد تجزىء الحرة المذكار أحيانا

٣٣٢

١٨ ـ (يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ)(١) : الحلي يعني الجواري.

٢٢ ـ (آباءَنا عَلى أُمَّةٍ)(٢) : أي على استقامة ، وقرئت (أُمَّةٍ) بهذا المعنى ، أي على حال.

٢٦ ـ (إِنَّنِي بَراءٌ) : البراء والخلاء لا يجمعان ولا يؤنّثان لأنّهما مصدران بلغة العلويّة يجعلون الواحد والإثنين والثلاثة (٣) من الذكر والأنثى على لفظ واحد ، وأهل نجد يقولون أنا بريء وهي بريئة ونحن براء للجميع.

٣٦ ـ (وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمنِ)(٤) : يعرض عنه. يتعاشى

__________________

ـ أما الزمخشري فقال : ومن بدع التفاسير تفسير الجزء بالإناث ، وادعاء الجزء في لغة العرب اسم للإناث ما هو إلا كذب على العرب ووضع مستحدث متحول ، ولم يقنعهم ذلك حتى اشتقوا منه : أجزأت المرأة. ثم صنعوا بيتا : إن أجزأت حره يوما فلا عجب. القرطبي ـ الجامع ١٦ / ٦٩.

(١) اي في الزينة. القرطبي ـ الجامع ١٦ / ٧١ وقال المفسرون : والمراد بذلك البنات فإنهن ربين في الحلي. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٧ / ٣٠٦.

(٢) أي على طريقة ومذهب ، قاله عمر بن عبد العزيز ، وكان يقرأ هو ومجاهد وقتادة «على إمة» بكسر الألف. قال الجوهري : والإمة بالكسر النعمة والإمة أيضا لغة في الأمة ، وهي الطريقة والدين. القرطبي ـ الجامع ١٦ / ٧٤ وانظر البقرة ٢ / آية ٢١٣.

(٣) الثلاثة في الأصل الثلثة.

(٤) قرأ ابن عباس وعكرمة «ومن يعش» بفتح الشين ، ومعناه يعمى يقال : عشي يعشى عشى إذا عمي. وقرأ الباقون بالضم من عشا يعشو إذا لحقه ما يلحق الأعشى. قال الخليل. العشو هو النظر ببصر ضعيف وأنشد :

متى تأته تعشو إلى ضوء ناره

تجد خير نار عندها خير موقد

٣٣٣

والعشى ضعف البصر.

٥٧ ـ (يَصِدُّونَ) اي يضجون وقالوا يكذبون (١) يصدّون ويصدّون (٢) بمعنى الإعراض لغتان ويقال يصدّون يعدلون.

٧١ ـ (أَكْوابٍ)(٣) : واحدها كوب وهي الأباريق التي لا خراطيم لها.

__________________

ـ والعشواء : الناقة التي لا تبصر أمامها ، فهي تخبط بيديها كل شيء ، وركب فلان العشواء : إذا خبط أمره على غير بصيرة. القرطبي ـ الجامع ١٦ / ٨٩. يتعاشى في الأصل يتعاشا.

(١) وقال ابن عباس : يضحكون. القرطبي ـ الجامع ١٦ / ١٠٣.

(٢) قرأ ابن عامر ونافع والكسائي بضم الصاد. وكسرها الباقون. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٧ / ٣٢٤.

(٣) حكى ابن الجوزي انها الأكواز بالنبطية. وأخرج ابن جرير عن الضحاك : انها جرار ليست لها عرى. السيوطي ـ الإتقان ١ / ١٨٠.

٣٣٤

٤٤ ـ سورة الدخان

٤ ـ (يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)(١) : أي يقضى.

١٠ ـ (بِدُخانٍ)(٢) : قال بعض الناس : الدخان الجدب والسنون التي دعا فيها النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم على مضر فقال «الّلهم اشدد وطأتك على مضر» (٣) وقال بعضهم لم تكن بعد.

__________________

(١) اي يفصل. ابن قتيبة ـ تفسير الغريب ٤٠٢.

(٢) روي عن ابن عباس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : إن الدخان يجيء فيأخذ بأنفاس الكفار ، ويأخذ المؤمنين منه كهيئة الزكام. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٧ / ٣٩٩ وفي صحيح مسلم عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال : اطلع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم علينا ونحن نتذاكر ، فقال : ما تذكرون؟ قالوا نذكر الساعة. قال : إنها لن تقوم حتى تروا قبلها عشر آيات ، فذكر الدخان والدجال والدابة وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسى بن مريم وخروج يأجوج ومأجوج وثلاثة خسوف : خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب ، وآخر ذلك نار تخرج من اليمن تطرد الناس إلى محشرهم. القرطبي ـ الجامع ١٦ / ١٣٠ ـ ١٣١.

(٣) حديث صحيح أخرجه البخاري في صحيحه ، كتاب الأذان الباب (١٢٨) وفي كتاب الإستسقاء ، الباب الثاني ، وفي كتاب الجهاد ، الباب (٩٨) وفي كتاب الأنبياء ، الباب (١٩) وفي كتاب التفسير ، الباب الثالث والرابع. كما أخرجه الإمام مسلم في صحيحه ، كتاب المساجد ، الحديث (٢٩٤ ـ ٢٩٥) وأخرجه أيضا أبو داوود في كتاب الوتر (الباب العاشر) وأخرجه النسائي في كتاب التطبيق ، الباب (٢٧) وأخرجه الدارمي في سننه ، كتاب الصلاة ، الباب (٢١٦).

٣٣٥

١٦ ـ (الْبَطْشَةَ الْكُبْرى)(١) : يقال انها يوم بدر فكانوا ينظرون إلى شبيه بالدخان بين السماء والأرض. وقال بعضهم يكون في يوم القيامة.

٢٤ ـ (رَهْواً)(٢) : اي ساكنا وجاءت الخيل رهوا ويقال اره على نفسك اي ارفق بها.

٤٥ ـ سورة الجاثية

٢٨ ـ (كُلَّ أُمَّةٍ جاثِيَةً)(٣) : اي على الركب.

__________________

(١) قال الماوردي : يحتمل أنها قيام الساعة لأنها خاتمة بطشاته في الدنيا. القرطبي ـ الجامع ١٦ / ١٣٤ والطبش الأخذ بقوة. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٧ / ٣٤٢.

(٢) طريقا يابسا. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٧ / ٣٤٤ وقال أبو القاسم اي سهلا دمثا بلغة النبط ، وقال الواسطي : أي ساكنا بالسريانية السيوطي ـ الإتقان ١ / ١٨١.

(٣) قال الماوردي : يحتمل أنها قيام الساعة لأنها خاتمة بطشاته في الدنيا. القرطبي ـ الجامع ١٦ / ١٣٤ والطبش الأخذ بقوة. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٧ / ٣٤٢.

٣٣٦

٤٦ ـ سورة الأحقاف

٤ ـ (أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ)(١) : أي بقيّة. ومن قرأ أثرة (٢) فهو مصدر أثره يأثره : يذكره ويرويه. وحديث مأثور من ذلك.

٩ ـ (بِدْعاً)(٣) : اي بديعا والمعنى ما كنت أولهم. والعرب تقول : ما هذا مني ببدع.

١٥ ـ (كُرْهاً)(٤) : وقال بعضهم كرها. والكره ما كرهته والكره ما

__________________

(١) قراءة العامة «أو أثارة» بألف بعد التاء. القرطبي ـ الجامع ١٦ / ١٧٩.

(٢) قرأ ابن مسعود وأبو رزين وأيوب السختياني ويعقوب «أثرة» بفتح التاء مثل شجرة. وقرأ أبي بن كعب وأبو عبد الرحمن السّلمي والحسن وقتادة والضحاك وابن يعمر «أثرة» بسكون التاء من غير ألف بوزن «نظرة» وقال الفراء : قرئت أثارة وأثرة ، وهي لغات : ومعنى الكل بقية من علم ويقال : أو شيء مأثور من كتب الأولين. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٧ / ٣٦٩.

(٣) البدع والبديع من كل شيء : المبتدأ. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٧ / ٣٧١ وانظر البقرة ٢ / ١١٧.

(٤) قراءة العامة بفتح الكاف واختاره أبو عبيد ، قال : وكذلك لفظ الكره في كل القرآن بالفتح إلا التي في سورة البقرة : (كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ) لأن ذلك اسم وهذه كلها مصادر. وقرأ الكوفيون : كرها بالضم. قيل هما لغتان مثل الضّعف والضّعف والشّهد والشّهد ، قاله الكسائي ، وكذلك هو عند جميع البصريين. وقال الكسائي والفراء في الفرق بينهما. إن الكره بالضم ما حمل الإنسان على نفسه وبالفتح ما حمل على غيره : اي قهرا وغصبا. القرطبي ـ الجامع ١٦ / ١٩٣.

٣٣٧

أكرهت عليه.

١٥ ـ (أَوْزِعْنِي)(١) : ألهمني.

٢١ ـ (بِالْأَحْقافِ)(٢) : أحقاف الرمل ، واحده حقف وإنّما حقّفه اعوجاجه.

٢٢ ـ (أَجِئْتَنا لِتَأْفِكَنا)(٣) : اي لتصرفنا.

٢٤ ـ (هذا عارِضٌ) : العارض السحاب (٤).

__________________

(١) أنظر النمل ٢٧ / آية ١٩.

(٢) يعني الرمل بلغة حضرموت وتغلب. ابن عباس ـ اللغات في القرآن ٤٣. قال الخليل : الأحقاف الرمال العظام. وقال ابن جرير : هو ما استطال من الرمل ولم يبلغ أن يكون جبلا. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٧ / ٣٨٣.

(٣) أنظر المائدة ٥ / آية ٧٥.

(٤) سمي بذلك لأنه يبدو في عرض السماء. وقال الجوهري : والعارض السحاب يعترض في الأفق. القرطبي ـ الجامع ١٦ / ٢٠٥.

٣٣٨

٤٧ ـ سورة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم

٢ ـ (وَأَصْلَحَ بالَهُمْ) : أي حالهم (١).

٦ ـ (عَرَّفَها لَهُمْ)(٢) : بيّنها لهم وعرّفهم منازلهم.

١٥ ـ (غَيْرِ آسِنٍ)(٣) : أي متغيّر الريح.

١٨ ـ (أَشْراطُها)(٤) أعلامها ، واحدها شرط وإنّما هو مقدّماتها.

٢٥ ـ (سَوَّلَ لَهُمْ)(٥) : زيّن لهم.

٣٠ ـ (فِي لَحْنِ الْقَوْلِ) : أي في فحواه ومعناه ، وفلان ألحن

__________________

(١) بلغة هذيل. ابن عباس ـ اللغات في القرآن ٤٣ وقال مجاهد : شأنهم. القرطبي ـ الجامع ١٦ / ٢٢٤ وقد ورد شرح هذا الجزء من الآية في آخر ما شرح المؤلف من غريب هذه السورة.

(٢) قال ابن عباس : طيّبها لهم بأنواع الملاذ ، مأخوذ من العرف وهو الرائحة الطيبة ، وطعام معرف أي مطيّب. القرطبي ـ الجامع ١٦ / ٢٣١ وفي حاشية المخطوط : الدار زينتها وطيبتها. والعرف الرائحة.

(٣) يعني منتن ، رفعا بلغة تميم. ومنتن بالكسر بلغة أهل الحجاز. ابن عباس ـ اللغات في القرآن ٤٣.

(٤) أي أماراتها وعلاماتها ، وقيل أشراط الساعة أسبابها. القرطبي ـ الجامع ١٦ / ٢٤٠.

(٥) أنظر يوسف ١٢ / آية ١٨.

٣٣٩

بحجّته من فلان أي أفطن (١).

٣٥ ـ (فَلا تَهِنُوا)(٢) : أي لا تضعفوا ، من وهن يهن.

٣٥ ـ (يَتِرَكُمْ أَعْمالَكُمْ) : أي لا ينقصكم (٣) ولا يظلمكم (٤) وترني حقّي أي ظلمني.

٣٧ ـ (فَيُحْفِكُمْ تَبْخَلُوا)(٥) يقال أحفاني بالمسألة وألحف بمعنى أحفى (٦).

__________________

(١) ومنه قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إنكم تختصمون إلي ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض أي أذهب بها في الجواب لقوته على تصريف الكلام. القرطبي ـ الجامع ١٦ / ٢٥٢.

(٢) أنظر آل عمران ٣ / آية ١٣٩.

(٣) بلغة حمير. ابن عباس ـ اللغات في القرآن ٤٣.

(٤) يظلمكم في الأصل نظلمكم.

(٥) قال ابن قتيبة : يلحّ عليكم بما يوجبه في أموالكم. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٧ / ٤١٤.

(٦) المسألة في الأصل المسئلة وأحفى في الأصل أحفا.

٣٤٠