غريب القرآن وتفسيره

أبي عبدالرحمن عبدالله بن يحيى بن المبارك اليزيدي

غريب القرآن وتفسيره

المؤلف:

أبي عبدالرحمن عبدالله بن يحيى بن المبارك اليزيدي


المحقق: محمّد سليم الحاج
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: عالم الكتب
الطبعة: ٠
الصفحات: ٥٠٤

٧٥ ـ سورة القيامة

٤ ـ (نُسَوِّيَ بَنانَهُ)(١) : أطرافه حتّى يكون كحافر حمار أو كخفّ بعير مصمتة.

٧ ـ (بَرِقَ الْبَصَرُ)(٢) : شقّ البصر.

٨ ـ (خَسَفَ الْقَمَرُ)(٣) : وكسفت الشمس. ذهب ضوؤه (٤).

١١ ـ (كَلَّا لا وَزَرَ)(٥) : لا ملجأ.

__________________

(١) نقدر على أن نسوي بنانه كما كانت وإن صغرت عظامها ، ومن قدر على جمع صغار العظام كان على جمع كبارها أقدر ، وهذا قول ابن قتيبة والزجاج. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٤١٨. وانظر الأنفال ٨ / آية ١٢.

(٢) قرأ أهل المدينة وأبان عن عاصم (برق) بفتح الراء والباقون بكسرها قال الفراء : العرب تقول برق البصر يبرق وبرق يبرق ، إذا رأى هولا يفزع منه و (برق) أكثر وأجود. وقال المفسرون : يشخص بصر الكافر يوم القيامة فلا يطرف لما يرى من العجائب التي كان يكذب بها في الدنيا. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٤١٨ ـ ٤١٩. وبرق : فزع وبهت وتحير. القرطبي ١٩ / ٩٦.

(٣) الخسوف في الدنيا إلى انجلاء بخلاف الآخرة ، فإنه لا يعود ضوؤه. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ٩٦.

(٤) ضوؤه في الأصل ضوءه.

(٥) يعني لا جبل ولا ملجأ بلغة توافق النبطية. ابن عباس ـ اللغات في القرآن ٥٠ وكان ـ

٤٠١

١٨ ـ (فَإِذا قَرَأْناهُ :) جمعناه (١) ومنه قولهم ما قرأت سلا قطّ.

٢٥ ـ (فاقِرَةٌ)(٢) : داهية.

٢٦ ـ (بَلَغَتِ التَّراقِيَ)(٣) : واحدها ترقوة.

٢٧ ـ (مَنْ راقٍ)(٤) : أي من يرقى.

٢٩ ـ (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ)(٥) : أي اشتدّ الأمر. وقال بعضهم

__________________

ـ ابن مسعود يقول : لا حصن. وقال السدي كانوا في الدنيا إذا فزعوا تحصنوا في الجبال ، فقال لهم الله : (لا وزر يعصمكم يومئذ مني). القرطبي ـ الجامع ١٩ / ٩٨.

(١) وأثبتناه في صدرك. والقراءة ضم الحروف والكلمات بعضها إلى بعض في الترتيل. الأصفهاني ـ المفردات ٤٠٢.

(٢) قال ابن قتيبة : إنه من فقارة الظهر كأنها تكسوه ، يقال : فقرت الرجل إذا كسرت فقاره ، كما يقال رأسته إذا ضربت رأسه وبطنته إذا ضربت بطنه. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٤٢٣.

(٣) العظام المكتنفة لنقرة النّحر عن يمين وشمال ، ويكنى ببلوغ النفس التراقي عن الإشفاء على الموت. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٤٢٤.

(٤) أي من يرقى روحه ، ملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب؟ رواه أبو الجوزاء عن ابن عباس. [وقيل] إنه قول أهله : هل من راق يرقيه بالرّقى؟ وهو مروي عن ابن عباس أيضا. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٤٢٤.

(٥) يعني الشدة بالشدة بلغة قريش. ابن عباس ـ اللغات في القرآن ٥٠. يقال : مر في سوق القوم كثير واسوق كثيرة : يعني شدائد. ابن عباس ـ اللغات في القرآن ٥٣. وقال الضحاك وابن زيد : اجتمع عليه أمران شديدان : الناس يجهزون جسده والملائكة يجهزون روحه. والعرب لا تذكر الساق إلا في المحن والشدائد العظام ، ومنه قولهم : قامت الدنيا على ساق وقامت الحرب على ساق. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ١١٢ ـ ١١٣.

٤٠٢

هما الساقان إذا التفّتا عند الموت وفي الكفن. وقال بعضهم : أمر الدّنيا بأمر الآخرة.

٣٣ ـ (إِلى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى)(١) : يتبختر ونرى أنّ أصلها يتمطّط فقلبت كما قلبوا تظنّيت.

٣٤ ـ (أَوْلى لَكَ فَأَوْلى)(٢) : توعّد.

٣٦ ـ (أَنْ يُتْرَكَ سُدىً :) مهملا (٣) لا يؤمر ولا ينهى ويقال للجميع كما يقال للواحد.

__________________

(١) من المطا وهو الظهر ، والمعنى يلوي مطاه ، والتمطي يدل على قلة الإكتراث. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ١١٤. وقد ورد شرح هذا الجزء من الآية في الأصل بعد شرح المؤلف لقوله تعالى : (أَوْلى لَكَ فَأَوْلى) الآية ٣٤.

(٢) قال الزجاج : العرب تقول : أولى لفلان ، إذا دعت عليه بالمكروه ، ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٤٢٥. قال الأصمعي : «أولى» في كلام العرب معناه مقاربة الهلاك ، وأصله من الولي وهو القرب. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ١١٥.

(٣) يقال : أسديت الشيء إذا أهملته. ابن قتيبة ـ تفسير الغريب ٥٠١.

٤٠٣

٧٦ ـ سورة الدهر

١ ـ (هَلْ أَتى)(١) : قد أتى.

٢ ـ (أَمْشاجٍ :) أخلاط (٢) واحدها مشج ومشيج.

١٠ ـ (عَبُوساً قَمْطَرِيراً)(٣) : العبوس المقبّض ما بين العينين. والقمطرير والعصيب أشدّ ما يكون من الأيام وأطوله في البلاء.

__________________

(١) هل : تكون خبرا وتكون جحدا ، فهذا من الخبر ، لأنك تقول هل وعظتك؟ هل أعطيتك؟ فتقرره بأنك قد فعلت ذلك. والجحد أن تقول : وهل يقدر أحد على مثل هذا؟ وهذا قول المفسرين وأهل اللغة. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٤٢٧ ـ ٤٢٨.

(٢) عن ابن عباس قال : يختلط ماء الرجل وهو أبيض غليظ بماء المرأة وهو أصفر رقيق. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ١٢١.

(٣) قال ابن قتيبة : أي تعبس فيه الوجوه ، فجعله من صفة اليوم كقوله تعالى : (فِي يَوْمٍ عاصِفٍ) [ابراهيم ١٤ / آية ١٨] أراد عاصف الريح. وقال مجاهد وقتادة : القمطرير الذي يقلص الوجوه ويقبض الحياة ، وما بين الأعين من شدته. وقال الفراء هو الشديد ، يقال يوم قمطرير ويوم قماطر ، وأنشد في بعضهم :

بني عمنا هل تذكرون بلاءنا

عليكم إذا ما كان يوم قماطر.

ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٤٣٥.

٤٠٤

١٨ ـ (سَلْسَبِيلاً)(١) : شديد الجرية.

٢٨ ـ (أَسْرَهُمْ)(٢) : شدّة الخلق ، يقال للفرس إذا كان شديد الخلق شديد الأسر ، وكلّ شيء شددته من قتب أو خيط فهو مأسور. والترس مأسورة بالعقب.

__________________

(١) تقول العرب : هذا شراب سلس وسلسال وسلسل وسلسبيل بمعنى : أي طيب الطعم لذيذة. وفي الصحاح : وتسلسل الماء في الحلق : جرى ، وماء سلسل وسلسال : سهل الدخول في الحلق لعذوبته وصفائه. وقال الزجاج : السلسبيل في اللغة اسم لما كان في غاية السلاسة ، فكأن العين سميت بصفتها. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ١٤٢.

(٢) شددنا مفاصلهم وأوصالهم بعضها إلى بعض بالعروق والعصب ، واشتقاقه من الإسار وهو القدّ الذي يشد به الأقتاب ومنه الأسير لأنه يكتف بالإسار. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ١٥١ ـ ١٥٢.

٤٠٥

٧٧ ـ سورة والمرسلات

١ ـ (وَالْمُرْسَلاتِ عُرْفاً)(١) : قالوا الرياح وقالوا الرسل ترسل بالمعروف.

٢ ـ (فَالْعاصِفاتِ :) الريح (٢).

٣ ـ (وَالنَّاشِراتِ نَشْراً)(٣) : قالوا الريح وقالوا المطر.

١١ ـ (وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ)(٤) : وقّت لها وعد.

__________________

(١) قال ابن قتيبة : يريد أن الملائكة متتابعة بما ترسل به ، وأصله من عرف الفرس لأنه سطر مستو بعضه في إثر بعض فاستعير للقوم يتبع بعضهم بعضا. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٤٤٤.

(٢) وقيل الملائكة الموكلون بالرياح يعصفون بها. وقيل الملائكة تعصف بروح الكافر ، يقال عصف بالشيء : أي أباده وأهلكه. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ١٥٥.

(٣) قال الضحاك : إنها الصحف تنشر على الله بأعمال العباد. وقال الربيع : إنه البعث للقيامة تنشر فيه الأرواح. والنشر بمعنى الإحياء ، يقال : نشر الله الميت وأنشره أي أحياه. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ١٥٥.

(٤) قرأ أبو عمرو (وقتت) بواو مع تشديد القاف ، ووافقه أبو جعفر إلا أنه خفف القاف. وقرأ الباقون : أقتت بألف مكان الواو مع تشديد القاف. قال الزجاج : وقتت وأقتت بمعنى واحد ، فمن قرأ أقتت بالهمز فإنه أبدل الهمزة من الواو لانضمام الواو ، وكل واو انضمت وكانت ضمتها لازمة جاز أن تبدل منها همزة. وقال الفراء : الواو إذا كانت أول حرف وضمت همزت. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٤٤٧. والمعنى : جعل لها وقت

٤٠٦

٢٥ ـ (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفاتاً)(١) : أوعية. وقال بعضهم ظاهرها للأحياء وباطنها للموتى.

٢٧ ـ (شامِخاتٍ)(٢) : طوال.

٢٧ ـ (ماءً فُراتاً)(٣) : عذبا.

٣٣ ـ (جِمالَتٌ صُفْرٌ)(٤) : سود وقالوا إبل وقالوا قلوس سفن البحر يضمّ بعضها إلى بعض.

__________________

ـ وأجل للفصل والقضاء. وقال أبو علي : جعل يوم الدين والفصل لها وقتا. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ١٥٧. (١) قال اللغويون : الكفت في اللغة الضم. قال ابن قتيبة : يقال اكفت هذا إليك أي ضمّه. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٨ / ٤٤٩.

(٢) شمخ الجبل : علا وارتفع. ابن منظور ـ اللسان (شمخ) وشمخ الرجل بأنفه : تكبر. الرازي ـ مختار الصحاح (شمخ) وقد ورد تفسير الكلمتين (شامخات ـ ماء فراتا) الآية ٢٧ في الأصل بعد شرح المؤلف لقوله تعالى : (جِمالَتٌ صُفْرٌ) الآية ٣٣.

(٣) أنظر الفرقان ٢٥ / آية ٥٣.

(٤) أنظر البقرة ٢ / آية ٦٩.

٤٠٧

٧٨ ـ سورة عَمَّ يَتَساءَلُونَ

٢ ـ (عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ :) الخبر ، وقالوا هو القرآن (١).

١٣ ـ (وَهَّاجاً)(٢) : الوقّاد.

١٦ ـ (أَلْفافاً)(٣) : ملتفة ، من الشجر ، واحدها لفّ ولفيف.

٢٤ ـ (بَرْداً وَلا شَراباً :) البرد النوم (٤).

٢٥ ـ (حَمِيماً)(٥) : ماء حارّا.

٢٥ ـ (وَغَسَّاقاً)(٦) : ما يغسق من جلود أهل النار ويسيل. وقال بعضهم الذي لا يستطاع من برده.

__________________

(١) ويقال يوم القيامة. ابن قتيبة ـ تفسير الغريب ٥٠٨.

(٢) الوهاج الذي له وهج ، يقال : وهج يهج وهجا ووهجا ووهجانا ، ويقال للجوهر إذا تلألأ توهج. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ١٧٢.

(٣) هذا الإلتفاف والإنضمام معناه أن الأشجار والبساتين تكون متقاربة. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ١٧٥ ، و [ألفافا] جمع الجمع ، كأن واحده «ألف ولفاء» وجمعه لفّ وجمع الجمع ألفاف. ابن قتيبة ـ تفسير الغريب ٥٠٩.

(٤) بلغة هذيل. ابن عباس ـ اللغات في القرآن ٥٠.

(٥) أنظر الرحمن ٥٥ / آية ٤٤.

(٦) أنظر ص ٣٨ / آية ٥٧.

٤٠٨

٢٦ ـ (جَزاءً وِفاقاً)(١) : ثوابا وفقا.

٣٤ ـ (كَأْساً دِهاقاً :) مملوءة (٢) قد أدهقت الشيء أي ملأته.

٣٦ ـ (عَطاءً حِساباً :) جزاء. وقال بعضهم كافيا ، يقال : أعطاني ما أحسبني أي كفاني.

__________________

(١) جوزوا جزاء وفاقا لأعمالهم ، على مقدارها ، فلا ذنب أعظم من الشرك ولا عذاب أعظم من النار. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٩ / ٩.

(٢) بلغة هذيل. ابن عباس ـ اللغات في القرآن ٥١. وروى مجاهد عن ابن عباس [أيضا] أنها المتتابعة. وقال عكرمة : إنها الصافية. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٩ / ١١.

٤٠٩

٧٩ ـ سورة والنازعات

١ ـ (وَالنَّازِعاتِ غَرْقاً)(١) تنزع يعني النّجوم تطلع ثمّ تغرق أي تغيب.

٢ ـ وهي (النَّاشِطاتِ نَشْطاً)(٢) : كالحمار ينشط من بلد إلى بلد. أي يحور ، والهموم تنشط صاحبها.

__________________

(١) الملائكة حين تنزع أرواح بني آدم ، فمنهم من تأخذ روحه بعسر فتغرق في نزعها ومنهم من تأخذ روحه بسهولة كأنما حلته من نشاط. ابن كثير ـ تفسير القرآن العظيم ٤ / ٤٦٦ وقال ابن مسعود : يريد أنفس الكفار ينزعها ملك الموت من أجسادهم ، من تحت كل شعرة ومن تحت الأظافر وأصول القدمين نزعا كالسّفود ينزع من الصوف الرطب ، ثم يغرقها ، أي يرجعها في أجسادهم ثم ينزعها ، فهذا عمله بالكفار. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ١٩٠.

(٢) إنها الملائكة تنشط أرواح المؤمنين بسرعة كما ينشط العقال من يد البعير إذا حل عنها. قاله ابن عباس. وقال الفراء : الذي سمعته من العرب : كما أنشط من عقال بألف. تقول : إذا ربطت الحبل في يد البعير نشطته فإذا حللته قلت أنشطته. [وقيل] إنها أنفس المؤمنين تنشط عند الموت للخروج ، وهذا مروي عن ابن عباس ، وبيانه أن المؤمن يرى منزله من الجنة قبل الموت فتنشط نفسه لذلك. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٩ / ١٥ والنشط بمعنى الجذب يقال : نشطت الدلو أنشطها بالكسر وأنشطها بالضم أي نزعتها. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ١٩٢.

٤١٠

٣ ـ (وَالسَّابِحاتِ)(١) : النجوم والشمس والقمر (كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ)(٢).

٧ ـ (الرَّادِفَةُ)(٣) : كلّ شيء جاء بعد شيء فهو يردفه.

١٠ ـ (الْحافِرَةِ)(٤) : قالوا : إلى الأرض وقالوا إلى الدنيا ويقال : رجع فلان في حافرته أي من حيث جاء على حافرته. وقالوا «النقد عند الحافرة» أي عند أوّل الكلام وعند أوّل المنطق والبيع.

١١ ـ (عِظاماً نَخِرَةً)(٥) : وناخرة بالية وقد يكون أن تنخر فيها الريح

__________________

(١) إنها الملائكة تسبح بأرواح المؤمنين ، قاله علي رضي الله عنه ، قال ابن السائب : يقبضون أرواح المؤمنين كالذي يسبح بالماء فأحيانا ينغمس وأحيانا يرتفع ، يسلونها سلّا رفيقا ثم يدعونها حتى تستريح. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٩ / ١٦.

(٢) الأنبياء ٢١ / آية ٣٣.

(٣) قال مجاهد : الرادفة هي : تنشق السماء وتحمل الأرض والجبال فتدك دكة واحدة ، وذلك بعد الزلزلة. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ١٩٥.

(٤) الحياة بعد الموت ، فالمعنى : نرجع أحياء بعد موتنا؟ وهذا قول ابن عباس. وقال مجاهد والخليل : إنها الأرض التي تحفر فيها قبورهم ، فسميت حافرة والمعنى محفورة ، فيكون المعنى : أئنا لمردودون إلى الأرض خلقا جديدا. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٩ / ١٨.

(٥) كذا قرأ الجمهور من أهل المدينة ومكة والشام والبصرة. وقرأ أبو عمرو وابنه عبد الله بن عباس وابن مسعود وابن الزبير وحمزة والكسائي وأبو بكر (ناخرة) بألف. قال أبو عمرو بن العلاء : الناخرة التي لم تنخر بعد أي لم تبل ولا بد أن تنخر. وقيل هما ـ

٤١١

نخيرا بالأرض.

١٤ ـ (بِالسَّاهِرَةِ)(١) : الفلاة ووجه الأرض.

٢٩ ـ (وَأَغْطَشَ لَيْلَها :) أظلم (٢) وكل أغطش لا يبصر.

٢٩ ـ (وَأَخْرَجَ ضُحاها)(٣) : ضوؤها (٤) بالنهار.

٣٠ ـ (دَحاها :) بسطها. يقال دحوت ودحيت والرجل يدحو (٥) بالكرة يقذفها. و (طَحاها)(٦) مثلها.

٤٢ ـ (أَيَّانَ مُرْساها)(٧) : متى قيامها إذا أرست.

__________________

ـ لغتان بمعنى. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ١٩٨ وقد ورد تفسير هذا الجزء من الآية في الأصل بعد شرح المؤلف لقوله تعالى : (بِالسَّاهِرَةِ) الآية ١٤.

(١) روى الضحاك عن ابن عباس : قال : أرض من فضة لم يعص الله جل ثناؤه عليها قط ، خلقها حينئذ. وقيل الساهرة : اسم الأرض السابعة يأتي بها الله تعالى فيحاسب عليها الخلائق وذلك حين تبدل الأرض غير الأرض. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ١٩٩ ـ ٢٠٠.

(٢) بلغة (أنمار) وأشعر. ابن عباس ـ اللغات في القرآن ٥١. قال الزجاج : يقال : غطش الليل وأغطش وغبش وأغبش وغسق وأغسق وغشي وأغشى ، كله بمعنى أظلم. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٩ / ٢٢.

(٣) أضاف الضحى إلى السماء كما أضاف إليها الليل ، لأن فيها سبب الظلام والضياء ، وهو غروب الشمس وطلوعها. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ٢٠٤.

(٤) ضوؤها في الأصل ضوءها.

(٥) يدحو في الأصل يدحوا.

(٦) الشمس ٩١ / آية ٦.

(٧) أنظر الأعراف ٧ / آية ١٨٧.

٤١٢

٨٠ ـ سورة عبس

٦ ـ (تَصَدَّى :) تعرّض له (١).

١٠ ـ (تَلَهَّى)(٢) : تغافل عنه.

١٧ ـ (قُتِلَ الْإِنْسانُ)(٣) : لعن. و (قاتَلَهُمُ اللهُ)(٤) من ذلك.

٢١ ـ (فَأَقْبَرَهُ :) جعل له قبرا (٥) يقال : قبرت الرجل إذا دفنته وأقبرته إذا جعلت له قبرا في الأرض.

٢٢ ـ (أَنْشَرَهُ)(٦) : أحياه ، ونشر الميت حيي هو.

__________________

(١) وتصغي لكلامه ، والتصدي الإصغاء وأصله تتصدد من الصّد وهو ما استقبلك وصار قبالتك ، يقال : داري صدد داره أي قبالتها. وقيل من الصدى وهو العطش ، اي تتعرض له كما يتعرض العطشان للماء. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ٢١٤ وقال الزجاج : الأصل تتصدى ، ولكن حذفت التاء الثانية لاجتماع التاءين. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٩ / ٢٨.

(٢) أي تعرض عنه بوجهك وتشغل بغيره وأصله تتلهى. يقال لهيت عن الشيء ألهى ، أي تشاغلت عنه. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ٢١٥.

(٣) روى الأعمش عن مجاهد قال : ما كان في القرآن «قتل الإنسان» فإنما عني به الكافر. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ٢١٧.

(٤) التوبة ٩ / آية ٣٠.

(٥) يوارى فيه إكراما ، ولم يجعله مما يلقى على وجه الأرض تأكله الطير. قاله الفراء. وقال أبو عبيدة : أمر أن يقبر. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ٢١٩.

(٦) أنظر الفرقان ٢٥ / آية ٤٠.

٤١٣

٣٠ ـ (حَدائِقَ غُلْباً)(١) : رياضا غلاظا. يقال رجل أغلب وامرأة غلباء إذا غلظت أعناقهما.

٣١ ـ (فاكِهَةً وَأَبًّا)(٢) : الأبّ كل مرعى للهوام.

٣٨ ـ (مُسْفِرَةٌ)(٣) : مشرقة.

٤١ ـ (قَتَرَةٌ)(٤) : غبرة.

__________________

(١) حدائق يعني بساتين ، والغلب الملتفة بلغة قريش وقيس عيلان. ابن عباس ـ اللغات في القرآن ٥١ وانظر النمل ٢٧ / آية ٦٠.

(٢) الأب : المرعى الذي لم يزرعه الناس مما تأكله الدواب والأنعام. الفيومي ـ المصباح المنير ١ / ١ والأب المرعى المتهيء للرعي والجز ، من قولهم : أبّ لكذا أي تهيأ. الأصفهاني ـ المفردات ٨.

(٣) أي مضيئة ، قد علمت حالها من الخير. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٩ / ٣٦.

(٤) أنظر يونس ١٠ / آية ٢٦.

٤١٤

٨١ ـ سورة إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ

١ ـ (كُوِّرَتْ)(١) : مثل تكوير العمامة ، تلفّ فتمحى (٢).

٢ ـ (انْكَدَرَتْ)(٣) : تساقطت وانصبّت.

٤ ـ (الْعِشارُ عُطِّلَتْ)(٤) : تخلت أي تخلى (٥) منها أهلها فلم تحلب ولم تضرر واحدها عشراء.

__________________

(١) غوّرت ، روي عن ابن عباس وسعيد بن جبير وابن الأنباري ، وهذا من قول الناس بالفارسية «كوربكرد» وقرأت على شيخنا أبي منصور اللغوي قال : هو بالفارسية «كوربور». ابن الجوزي ـ زاد المسير ٩ / ٣٨ وقال بعض المفسرين : كورت : أي ذهب ضوؤها. ابن قتيبة ـ تفسير الغريب ٥١٦.

(٢) تمحى في الأصل تمحا.

(٣) أي تناثرت وتهافتت. يقال : انكدر الطائر في الهواء إذا انقض. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٩ / ٣٨.

(٤) هي أنفس ما للعرب عندهم ، فلا يعطلونها إلا لإتيان ما يشغلهم عنها ، وإنما خوطبت العرب بأمر العشار لأن أكثر عيشهم ومالهم من الإبل ، ومعنى عطلت : سيّبت وأهملت لاشتغالهم عنها بأهوال القيامة. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٩ / ٣٨ ـ ٣٩ وفي حاشية المخطوط : الأصمعي : إذا بلغت الناقة في حملها عشرة أشهر قيل عشرت فهي عشراء.

(٥) تخلى في الأصل تخلا.

٤١٥

٨ ـ (الْمَوْؤُدَةُ)(١) : كانوا في الجاهليّة إذا ولدت لهم البنت دفنوها حيّة.

٨ ـ (سُئِلَتْ)(٢) : قالوا طلبت ممّن وأدها وقالوا يجوز أن يكون من السؤال.

١١ ـ (كُشِطَتْ :) وقشطت واحد (٣).

١٢ ـ (سُعِّرَتْ)(٤) : أوقدت.

١٣ ـ (أُزْلِفَتْ)(٥) وقرّبت ، يقال تزلّفوا تقرّبوا.

__________________

(١) سميت بذلك لما يطرح عليها من التراب فيؤودها اي يثقلها حتى تموت. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ٢٣٢.

(٢) ومعنى سؤالها تبكيت قاتليها في القيامة ، لأن جوابها : قتلت بغير ذنب. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٩ / ٤٠.

(٣) قراءة عبد الله [ابن مسعود] قشطت بالقاف وهكذا تقوله : قيس وتميم وأسد بالقاف وأما قريش فتقوله بالكاف ، والمعنى واحد. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٩ / ٤٠ والكشط : قلع عن شدة التزاق ، فالسماء تكشط كما يكشط الجلد عن الكبش وغيره القرطبي ـ الجامع ١٩ / ٢٣٥ وقد ورد تفسير هذه الكلمة في الأصل بعد شرح المؤلف لقوله تعالى : (سُعِّرَتْ) الآية ١٢.

(٤) قرأ نافع وحفص وابن ذكوان بالتشديد على التكثير لإيقاد جهنم مرة بعد مرة. وقرأ الباقون بالتخفيف. مكي ـ الكشف عن وجوه القراءات السبع ٢ / ٣٦٣ وفي الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال أوقد على النار ألف سنة حتى احمرت ، ثم أوقد عليها ألف سنة حتى ابيضت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت ، فهي سوداء مظلمة. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ٢٣٥.

(٥) أنظر هود ١١ / آية ١١٤.

٤١٦

١٥ ـ (بِالْخُنَّسِ الْجَوارِ الْكُنَّسِ :) واحدها كانس وخانس. النجوم : (١) يقال كنس وخنس إذا اختفى (٢) يخنس بالنهار ويظهر بالّليل. وقال بعضهم هي بقر الوحش.

١٧ ـ (عَسْعَسَ)(٣) : قال بعضهم إذا أقبلت ظلماؤه وقال آخرون إذا ولّى. ألا تراه قال (وَالصُّبْحِ إِذا تَنَفَّسَ.)

٢٤ ـ (بِضَنِينٍ)(٤) : بمتّهم وضنين بخيل.

__________________

(١) قال ابن قتيبة : وإنما سماها خنّسا لأنها تسير في البروج والمنازل كسير الشمس والقمر ، ثم تخنس أي ترجع ، بينا يرى أحدها في آخر البروج كرّ راجعا إلى أوله ، وسماها كنسا لأنها تكنس أي تسير كما تكنس الظباء. وقد وقف يعقوب على (الجواري) بالياء. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٩ / ٤٢.

(٢) اختفى في الأصل اختفا.

(٣) [قال] المبرد : هو من الأضداد ، والمعنيان يرجعان إلى شيء واحد وهو ابتداء الظلام في أوله وإدباره في آخره. وقال الماوردي : وأصل العس الإمتلاء ، ومنه قيل للقدح الكبير عسّ لامتلائه بما فيه ، فأطلق على إقبال الليل لابتداء امتلائه ، وأطلق على إدباره لانتهاء امتلائه على ظلامه لاستكمال امتلائه به. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ٢٣٨ ـ ٢٣٩.

(٤) قرأ ابن كثير وأبو عمرو والكسائي ورويش «بظنين» بالظاء وقرأ الباقون بالضاد. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٩ / ٤٤ و (ضنين) بخيل بلغة قريش و (ظنين) متهم بلغة هذيل. ابن عباس ـ اللغات في القرآن ٥١.

٤١٧

٨٢ ـ سورة إذا السماء انفطرت

١ ـ (انْفَطَرَتْ)(١) : انشقّت.

٤ ـ (بُعْثِرَتْ)(٢) : أثيرت. يقال بعثرت حوضي هدمته ، جعلت أسفله أعلاه.

١٨ ـ (ثُمَّ ما أَدْراكَ ما يَوْمُ الدِّينِ :) توعّد.

__________________

(١) أنظر مريم ١٩ / آية ٩٠.

(٢) قال ابن قتيبة : قلبت وأخرج ما فيها ، يقال بعثرت المتاع وبحترته. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٩ / ٤٦.

٤١٨

٨٣ ـ سورة «وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ»

١ ـ (لِلْمُطَفِّفِينَ :)(١) الذي لا يوفي.

١٤ ـ (بَلْ رانَ)(٢) أي غلب والرّين الصدأ يقال إنّ القلب ليسودّ من الذنوب. ويقال لكلّ مغرق في هوى أو شكر أو عشق قد ران به.

٢٣ ـ (الْأَرائِكِ)(٣) : السرر في الحجال.

٢٥ ـ (رَحِيقٍ :) الخمر الصافية.

__________________

(١) قال أهل اللغة : المطفف مأخوذ من الطفيف وهو القليل ، والمطفف هو المقل حق صاحبه بنقصانه عن الحق في كيل أو وزن. وقال الزجاج : إنما قيل للفاعل من هذا مطفف لأنه لا يكاد يسرق من الميزان والمكيال إلا الشيء الطفيف الخفيف. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ٢٥١.

(٢) ران على قلبه الذنب ، يرين رينا إذا غشي على قلبه ، ويقال غان يغين غينا ، والغين كالغيم الرقيق. وفي الحديث «إنه ليغان على قلبي» قال المفسرون : لما كثرت معاصيهم وذنوبهم أحاطت بقلوبهم. قال الحسن : هو الذنب على الذنب حتى يعمى القلب. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٩ / ٥٥ ـ ٥٦.

(٣) أنظر الكهف ١٨ / آية ٣١ ، وقد ورد شرح هذه الكلمة في الأصل بعد شرح المؤلف لقوله تعالى : (خِتامُهُ مِسْكٌ) الآية ٢٦.

٤١٩

٢٦ ـ (خِتامُهُ مِسْكٌ)(١) : خاتمته ، آخره.

٣٦ ـ (هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ)(٢) : هل جزي.

__________________

(١) قال ابن مسعود ومجاهد : خلطه مسك ، وقال ابن عباس : إنّ ختمه الذي يختم به الإناء مسك. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٩ / ٥٩.

(٢) أي هل جوزوا وأثيبوا على استهزائهم بالمؤمنين في الدنيا؟ وهذا الإستفهام بمعنى التقرير. ابن الجوزي ـ زاد المسير ٩ / ٦١ وهو من ثاب ، أي رجع ، فالثواب ما يرجع على العبد في مقابلة عمله. القرطبي ـ الجامع ١٩ / ٢٦٨.

٤٢٠