نزهة القلوب في تفسير غريب القرآن العزيز

أبي بكر محمّد بن عزيز السجستاني

نزهة القلوب في تفسير غريب القرآن العزيز

المؤلف:

أبي بكر محمّد بن عزيز السجستاني


المحقق: الدكتور يوسف عبد الرحمن المرعشلي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ١
الصفحات: ٦٠٨

قيمة

كتاب نزهة القلوب

في تفسير غريب القرآن العزيز

توثيق نسبته واسمه ـ منهجه ـ مصادره ـ

رواته ـ مخطوطاته ـ طبعاته

توثيق نسبة الكتاب للسجستاني :

أجمعت المصادر التي ترجمت للإمام أبي بكر محمد بن عزيز السجستاني على نسبة هذا الكتاب إليه ، ولم يرتب بذلك أحد ، وقد بلغت مخطوطات الكتاب (٩٩) نسخة خطّية (١) ، وهو عدد كبير يدل على شهرته وانتشاره في كافة مكتبات العالم ، واعتماد الناس عليه ، حتى أصبح اسم السجستاني مقرونا بكتابه «غريب القرآن». وسنذكر أقوال الأئمة الذين نصّوا على الكتاب في مصادرهم حسب تقدّمهم في الزمن.

إن أقدم من نصّ على الكتاب ونسبه لأبي بكر السجستاني ، هو زميله ابن خالويه ، الحسين بن أحمد (ت ٣٧٠ ه‍ / ٩٨٠ م) وينقل لنا ابن خير الإشبيلي أنه قال (٢) : «كان ابن عزيز رجلا متواضعا ديّنا من غلمان ابن الأنباري ، وعمل هذا الكتاب في طول عمره ، ورأيته يصححه عليه ويجبره بالشيء فيزيده فيه» وهو تصريح من معاصر للمؤلف وزميل له عند شيخه لا يدع مجالا للشك بنسبته له. وقد ادّعى قوم الكتاب بعد وفاة السجستاني ، وفي ذلك يقول ابن خالويه (٢) : «وادّعاه قوم وكذبوا» فهو يؤكد نسبته للسجستاني ، وينفي أن تكون نسبته لغيره ممن ادّعاه من معاصريه بعد وفاة مؤلفه السجستاني.

__________________

(١) ذكرها سيزكين في تاريخ التراث العربي ١ / ٧٣ ـ ٧٥.

(٢) ابن خير ، فهرسة ما رواه عن شيوخه : ٦٣.

٢١

وممن ذكر الكتاب من معاصري السجستاني أيضا ، الحافظ أبو الحسن ، علي بن عمر الدارقطني (ت ٣٨٥ ه‍ / ٩٩٥ م) وقد نقل لنا الأئمة قوله في كتبهم (١).

ونسبه له أيضا الحافظ عبد الغني بن سعيد الأزدي المصري (ت ٤٠٩ ه‍ / ١٠١٨ م) في كتابه «المؤتلف والمختلف» (٢).

ونسبه له الخطيب البغدادي ، أحمد بن علي بن ثابت (ت ٤٦٣ ه‍ / ١٠٧٠ م) في «تاريخ بغداد» (٣). وفي «تلخيص المتشابه».

ونسبه له الأمير ابن ماكولا ، أبو نصر علي بن هبة الله (ت ٤٧٥ ه‍ / ١٠٨٢ م) في كتابه «الإكمال» (٤) فقال في مادة «العزيزي» : «ومحمد بن عزيز السجستاني صاحب غريب القرآن على حروف المعجم».

ونسبه له السمعاني عبد الكريم بن محمد (ت ٥٦٢ ه‍ / ١١٩٦ م) في «الأنساب» (٥) فقال : «وكتاب غريب القرآن للعزيزي».

ونسبه له ابن خير الإشبيلي ، محمد بن خير بن عمر الأموي (ت ٥٧٥ ه‍ / ١١٧٩ م) في «فهرسة ما رواه عن شيوخه» (٦) فقال في جملة ما رواه من كتب تفسير القرآن : «نزهة القلوب في تفسير غريب القرآن على حروف المعجم ، تأليف أبي بكر محمد بن عزيز السجستاني ...».

ونسبه له أبو البركات ابن الأنباري عبد الرحمن بن محمد (ت ٥٧٧ ه‍ / ١١٨١ م) في «نزهة الألباء» (٧) فقال : «وصنّف كتاب غريب القرآن».

__________________

(١) انظر قوله عند التجيبي في برنامجه : ٤٦ ، والصفدي في الوافي ٤ / ٩٥ ، والذهبي في المشتبه ٢ / ٤٦١ ، وابن حجر في تبصير المنتبه ٣ / ٩٤٨.

(٢) الأزدي ، المؤتلف والمختلف : ٩٨.

(٣) انظر تاريخ بغداد ١٠ / ٣٧٤ ، وتلخيص المتشابه في الرسم ١ / ٤٣١ وانظر ما ذكره التجيبي في برنامجه : ٤٨.

(٤) ابن ماكولا ، الإكمال ٧ / ٥.

(٥) السمعاني ، الأنساب ٨ / ٤٤٤.

(٦) ابن خير ، الفهرست : ٦١.

(٧) ابن الأنباري ، نزهة الألباء : ٢٣١.

٢٢

ونسبه له ابن نقطة محمد بن عبد الغني (ت ٦٢٩ ه‍ / ١٢٣١ م) في «المستدرك» (١).

ونسبه له ابن الأثير الجزري علي بن محمد (ت ٦٣٠ ه‍ / ١٢٣٣ م) في «اللباب في تهذيب الأنساب» (٢) فقال في مادة «العزيري» : «وهو مصنف كتاب غريب القرآن».

ونسبه له ابن النجار ، محمد بن محمود البغدادي (ت ٦٤٣ ه‍ / ١٢٤٥ م) ويذكر عن شيخه ابن الأخضر أنه شاهد الكتاب بخط يد السجستاني ، كما يذكر عن الحافظ ابن ناصر أنه شاهده بخط يد السجستاني (٣).

ونسبه له ابن الأبار محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي (ت ٦٥٨ ه‍ / ١٢٦٠ م) في «المعجم في أصحاب القاضي أبي علي الصدفي» (٤) وذكره في موضعين من الكتاب.

ونسبه له التجيبي ، القاسم بن يوسف السبتي (ت ٧٣٠ ه‍ / ١٣٢٩ م) في «برنامجه» (٥) فقال : «كتاب نزهة القلوب في تفسير غريب القرآن العزيز على حروف المعجم ، تصنيف أبي بكر محمد بن عزير السجستاني» وتبع المتأخرون هؤلاء في نسبة الكتاب للسجستاني.

توثيق اسم الكتاب :

اختلفت تسمية الكتاب عند أصحاب المصادر ـ كما رأينا ـ وفي نسخه الخطية الكثيرة ، فهو في بعضها : «غريب القرآن» وفي البعض الآخر : «نزهة القلوب في تفسير غريب القرآن على حروف المعجم» ولعلّ أصحاب التسمية الأولى ذهبوا إلى تسميته بموضوعه ، وهو شائع عند العلماء. وقد آثرنا التسمية الثانية لوجودها على بعض النسخ ، ولتصريح الأئمة بها.

__________________

(١) ابن نقطة ، المستدرك : ٧٠.

(٢) ابن الأثير ، اللباب ٢ / ٣٣٨.

(٣) الذهبي ، السير ١٥ / ٢١٦.

(٤) ابن الأبار ، المعجم في أصحاب القاضي الصدفي : ١٦٤ و ٢٨٠.

(٥) التجيبي ، برنامجه : ٤٦.

٢٣

منهج الكتاب :

صنّف السجستاني كتابه على حروف المعجم ، فابتدع بذلك منهجا جديدا للتأليف في غريب القرآن لم يسبق إليه ، إذ كان الأئمة قبله يصنّفون كتبهم على ترتيب السور والآيات في المصحف الشريف. وقد شقّ السجستاني بمنهجه في هذا الكتاب الطريق أمام كل الذين ألّفوا كتبهم في غريب القرآن على هذا المنهج. وكان كتابه أول معجم لألفاظ القرآن الكريم في وقت مبكر بدأت تظهر فيه المعاجم اللغوية ، ونرى أن نستعرض حركة التأليف المعجمي عند المسلمين في القرون الثلاثة الأولى لنتبيّن قيمة عمل السجستاني.

يعتبر الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت ١٧٥ ه‍ / ٧٩١ م) رائد التصنيف المعجمي ، وهو واضع كتاب «العين» أول معجم لغوي مرتّب على الحروف ، ثم تبعه أبو عمرو الشيباني (ت ٢٠٦ ه‍ / ٨٢١ م) فوضع كتاب «الجيم» ، وابن دريد (ت ٣٢١ ه‍ / ٩٣٣ م) فوضع «جمهرة اللغة» وتوالى التصنيف المعجمي بعد ذلك ، فوضع القالي (ت ٣٥٦ ه‍ / ٩٦٦ م) كتابه «البارع» ، والأزهري (ت ٣٧٠ ه‍ / ٩٨٠ م) كتابه «تهذيب اللغة» ، والصاحب بن عبّاد (ت ٣٨٥ ه‍ / ٩٩٥ م) كتابه «المحيط» ، وابن فارس (ت ٣٩٥ ه‍ / ١٠٠٤ م) كتابيه «مجمل اللغة» ومعجم مقاييس اللغة» ، والجوهري (ت ٣٩٨ ه‍ / ١٠٠٧ م) كتاب «الصحاح» ... وهذه هي أولى المعاجم.

وقد واكب التصنيف في معاجم اللغة نوع آخر من التصنيف على حروف المعجم ، وهو التصنيف في معاجم الرجال فقد ظهر كتاب «التاريخ الكبير» و «الضعفاء الصغير» للبخاري (ت ٢٥٦ ه‍ / ٨٦٩ م) في النصف الأول من القرن الثالث الهجري / العاشر الميلادي ، وتبعه ظهور كتاب «الضعفاء والمتروكين» للنسائي (ت ٣٠٣ ه‍ / ٩١٥ م) و «الضعفاء الكبير» للعقيلي (ت ٣٢٢ ه‍ / ٩٣٣ م) و «الجرح والتعديل» لابن أبي حاتم الرازي (ت ٣٢٧ ه‍ / ٩٤٨ م) و «المجروحين» لابن حبان (ت ٣٥٤ ه‍ / ٩٦٥ م) ...

وتنوّعت مناهج المؤلفين في هذه المعاجم ، فمنهم من رتّب كتابه على النظام العيني الذي ابتكره الخليل بن أحمد ، ومنهم من رتبه على النظام الألفبائي ـ المعروف حاليا ـ وقد مرّ النظام الألفبائي بمراحل كان يتطوّر خلالها حتى وصل إلى مراحله النهائية المعهودة اليوم ، ومنهم من رتّب كتابه على نظام التقفية. وسنعرض لمناهج التصنيف المعجمي المعروفة ، ونبيّن واضعيها ومناهجها ، ودور السجستاني فيها.

٢٤

مناهج ترتيب الحروف في العربية :

لترتيب الحروف في العربية ثلاثة مناهج : منهج الترتيب الأبجدي ، ومنهج الترتيب العيني ، ومنهج الترتيب الألفبائي.

أما منهج الترتيب الأبجدي : فهو منقول من الأبجديات القديمة التي كانت مستعملة قبل ظهور الإسلام عند أهل الكتابين اليهود والنصارى ، وقد ظل مستعملا في صدر الإسلام طوال قرن تقريبا إلى أن حلّ محلّه الترتيبان العيني والألفبائي ، ومع ذلك فإن المسلمين ظلوا يستعملون الترتيب الأبجدي في العدد والحساب والتاريخ ، ولكنهم لم يستعملوه في التصنيف المعجمي ، وكان عدد حروف هذا الترتيب (٢٢) حرفا فقط ، مجموعة في هذه الكلمات : «أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت» وقد ضمّ إليها المسلمون (٦) حروف تمتاز بوجودها في العربية خاصة دون سائر اللغات ، وهي مجموعة في هاتان الكلمتان : «ثخذ ضظغ» ، وسمّوها بالروادف.

وأما منهج الترتيب العيني : فواضعه الخليل بن أحمد الفراهيدي (ت ١٧٥ ه‍ / ٧٩١ م) وقد رتّب فيه الحروف العربية بحسب مخارجها من أقصى الحلق إلى الشفتين ، وصنف على ذلك كتابه «العين» فكان ترتيبها عنده هكذا :

ع ـ ح ـ ه ـ خ ـ غ ـ ق ـ ك ـ ج ـ ش ـ ض ـ ص ـ س ـ ز ـ ط ـ د ـ ت ـ ظ ـ ذ ـ ث ـ ر ـ ل ـ ن ـ ف ـ ب ـ م ـ ي ـ و ـ أ.

ثم عدّل سيبويه (ت ١٨٠ ه‍ / ٧٩٦ م) هذا النظام فأصبح هكذا :

ء ـ ه ـ ع ـ ح ـ خ ـ غ ـ ق ـ ك ـ ض ـ ج ـ ش ـ ل ـ ر ـ ن ـ ط ـ د ـ ت ـ ص ـ ز ـ س ـ ظ ـ ذ ـ ث ـ ف ـ ب ـ م ـ ي ـ ا ـ و.

وتبع الخليل في التصنيف على هذا المنهج الأزهريّ (ت ٣٧٠ ه‍ / ٩٨٠ م) في «تهذيب اللغة» ، وابن سيده (ت ٤٥٨ ه‍ / ١٠٦٥ م) في «المحكم» ، والصاحب بن عباد (ت ٣٨٥ ه‍ / ٩٩٥ م) في «المحيط» ، والقالي (ت ٣٥٦ ه‍ / ٩٦٦ م) في «البارع» ... ثم توقف التصنيف به لصعوبته ، وحل محله الترتيب الألفبائي.

وأما منهج الترتيب الألفبائي : فواضعه نصر بن عاصم الليثي (ت ٨٩ ه‍ / ٧٠٧ م)

٢٥

ويحيى بن يعمر (ت ١٢٩ ه‍ / ٧٤٦ م) زمن عبد الملك بن مروان ، وقد ابتكر المسلمون هذا المنهج في ترتيب الحروف ليكون خاصا بهم ، واستبدلوا به النظام الأبجدي القديم الخاص بأهل الكتابين ، وبوضعه تم استقرار وتطوير حروف العربية ، وأدخل عليها في الوقت نفسه النقط والإعجام أيضا ، واعتمد في رسمها أنواع الخطوط الأخرى سوى الكوفي الذي كانت تكتب به ، وتنتظم الحروف في هذا المنهج على النحو التالي :

أ ـ ب ـ ت ـ ث ـ ج ـ ح ـ خ ـ د ـ ذ ـ ر ـ ز ـ س ـ ش ـ ص ـ ض ـ ط ـ ظ ـ ع ـ غ ـ ف ـ ق ـ ك ـ ل ـ م ـ ن ـ ه ـ و ـ لا ـ ي.

أما المغاربة فيخالفون هذا الترتيب ، ويعتمدون الترتيب التالي :

أ ـ ب ـ ت ـ ث ـ ج ـ ح ـ خ ـ د ـ ذ ـ ر ـ ز ـ ط ـ ظ ـ ك ـ ل ـ م ـ ن ـ ص ـ ض ـ ع ـ غ ـ ف ـ ق ـ س ـ ش ـ ه ـ و ـ ي.

وممن ألّف معجمه على هذا المنهج : أبو عمر الشيباني (ت ٢٠٦ ه‍ / ٨٢١ م) في كتابه «الجيم» لكنه رتبه بحسب الحرف الأول فقط دون مراعاة للحرف الثاني فالثالث.

ومنهم من اتبع نظام التقفية ، وهو اعتماد أواخر الكلمات أساسا في ترتيب الكتاب عوضا عن أوائلها ، وأول من صنّف على هذا المنهج الجوهري (ت ٣٩٨ ه‍ / ١٠٠٧ م) في «الصحاح» واحتذى حذوه أكثر واضعي المعاجم كالفيروز آبادي (ت ٨١٧ ه‍ / ١٤١٤ م) في «القاموس المحيط» وابن منظور (ت ٧١١ ه‍ / ١٣١١ م) في «لسان العرب» والزبيدي (ت ١٢٠٥ ه‍ / ١٧٩٠ م) في «تاج العروس».

وكان مؤلّفو المعاجم على منهج الترتيب الألفبائي يلجأون إلى الاشتقاق ، وذلك برد الكلمات لأصلها الاشتقاقي ، وحذف الحروف الزوائد منها ، وإبقاء الأصلية ؛ فيجمعون بذلك تصاريف واشتقاقات الكلمة الواحدة في مكان واحد.

ما هو نظام الترتيب الذي اتّبعه السجستاني؟ :

اتّبع السجستاني في كتابه منهج الترتيب الألفبائي ، لكنه لم يلجأ للاشتقاق ، وإنما رتّب كلمات القرآن كما هي بزوائدها ، فهو مثلا يورد كلمة (أقاموا) [البقرة : ٢٧٧] على ظاهر لفظها في الألف المفتوحة ، ولا يضعها في «قوم» ضمن حرف القاف كما يفعل أصحاب المعاجم.

٢٦

ويحدثنا المؤلف في مقدمته عن المنهج الذي سلكه في كتابه فيقول : «وبعد ، فهذا تفسير غريب القرآن ، ألّف على حروف المعجم ليقرب تناوله ، ويسهل حفظه على من أراده».

ثم يبدأ كتابه بباب الهمزة المفتوحة فالمضمومة فالمكسورة معتمدا التدرج في قوة الحركات ثم يفتتح باب الباء المفتوحة فالمضمومة فالمسكورة ، وهكذا إلى آخر الحروف.

وهو يسرد الكلمات القرآنية الغريبة المتفقة البدايات تحت كل حرف على نسق ترتيب السور والآيات في القرآن الكريم ، حتى إذا فرغ منه افتتح بابا لحرف آخر وهكذا.

هذا هو منهج السجستاني في ترتيب كتابه ، وهو منهج فريد لم يسبق إليه في التصنيف المعجمي وإنما كان يستخدمه أصحاب معاجم الرجال كما رأينا ولا يحتاج من الكاشف فيه إلى أن يكون ملمّا بعلوم اللغة العربية من نحو وصرف واشتقاق.

مآخذ على ترتيب السجستاني :

لكن السجستاني لم يسلم من الاضطراب في تطبيق هذا المنهج ، إذ أنه يضع عددا كبيرا من الكلمات في غير مواضعها مما يوهم القارىء بعدم وجودها في الكتاب ، وهذا مما يضيّع الفائدة المرجوّة منه. ويعود الاضطراب في الكتاب لسهو المؤلف أحيانا ؛ كأن يضع كلمة تبدأ بالميم المضمومة ضمن الميم المفتوحة وأحيانا للتقديم والتأخير في الآيات والسور ، وأحيانا أخرى لاستشهاده بكلمات متجانسة يجمعها في مكان واحد ولا يضعها في أماكنها المقررة ، وأحيانا أخرى لاختلاف القراءات ، وهذه أمثلة لكل ذلك :

فهو يضع كلمة (ليواطئوا) [التوبة : ٣٧] في اللام المسكورة مع أنه التزم حذف الحروف من أوائل الكلمات كأل التعريف ، وحروف العطف وغيرها ، وكان حقّه أن يضعها في الياء المضمومة كما فعل في : (ليزلقونك) [القلم : ٥١] إذ أنه يضعها في الياء المضمومة.

ويضع كلمة (مقتحم معكم) [ص : ٥٩] في الميم المفتوحة.

ويضع كلمة (يحادد الله ورسوله) [التوبة : ٦٣] في الياء المفتوحة.

ويضع كلمة (يوم يكشف عن ساق) [القلم : ٤٢] في الياء المضمومة.

٢٧

وفي سرد الكلمات التي تشترك ببداياتها تحت الحرف الواحد ، لم يلتزم السجستاني بترتيب الكلمات حسب نسق السور والآيات في المصحف الشريف ، وهذه بعض الأمثلة على ذلك :

فهو من يضع كلمة : (يؤفكون) [المائدة : ٧٥] بعد التوبة.

ويضع عبارة : (يغاث النّاس) [يوسف : ٤٩] في هود.

ويضع كلمة : (يستعتبون) [الروم : ٥٧] بعد الزخرف.

وكثيرا ما يلجأ السجستاني لجمع الكلمات القرآنية الغريبة المتفقة في أصلها الإشتقاقي في موضع واحد على طريقة أصحاب المعاجم مستشهدا ومدللا على قوله ، وهذا مما يخرج به عن منهجه الذي اعتمده في الكتاب من اعتبار رسم الكلمة دون اشتقاقها ، وتتبع السور والآيات حسب تسلسلها ، ويضيّع على القارىء فرص العثور على كلماته المطلوبة ويضطره لقراءة الكتاب كله لجهله بمواضع هذه الكلمات ، خاصة إذا اختلفت بداياتها عن الكلمات الموضوعة معها. ومن الأمثلة على ذلك.

كلمة (تمنّى) [الحج : ٥٢] جاءت ضمن كلمة (أمانيّ) [البقرة : ٧٨].

وكلمة : (يخزي) [التحريم : ٨] جاءت ضمن كلمة : (أخزيته) [آل عمران : ١٩٢].

و (ولا تزر وازرة وزر أخرى) [الأنعام : ١٦٤] جاءت ضمن كلمة : (أوزارهم) [الأنعام : ٣١].

وغير هذا كثير مستطرد في كتابه ، يطول ذكره.

ولقد كان اختلاف القراءات القرآنية التي يتغيّر ضبط أوائل الكلمات باختلافها سببا من أسباب اضطراب تصنيف الكتاب أيضا ، فأنّى للقارىء أن يدرك أن المؤلف قد وضع كلمة : (جثيّا) [مريم : ٦٨] في الجيم المضمومة لاعتماده قراءة (جثيّا) بضم الجيم التي قرأ بها نافع ، وابن كثير ، وأبو عمرو ، وابن عامر ، وأبو جعفر.

وأنّى له أن يدرك أن : (جبلّا) [يس : ٦٢] في الجيم المضمومة ، لاعتماد المؤلف قراءة (جبلّا) بضم الجيم.

٢٨

وهو يضع كلمة : (طوى) [طه : ١٢] في الطاء المضمومة لاعتماده قراءة (طوى) بضم الطاء.

ويضع كلمة : (عتيّا) [مريم : ٨] في العين المضمومة.

وكلمة : (العدوة) [الأنفال : ٤٢] في العين المكسورة.

وكلمة : (قسطاس) [الإسراء : ٣٥] في القاف المضمومة.

وكلمة : (مجراها) [هود : ٤١] في الميم المضمومة.

وكلمة : (نسيا منسيّا) [مريم : ٢٣] في النون المكسورة.

وغير هذا كثير ، مما يخرج بالكتاب عن أصل ترتيبه ومنهجه ، ويتعب القارىء في البحث فيه لاستخراج مسألته منه ، ولو أعيد ترتيب الكتاب على منهج العلماء الذين رتّبوا كتبهم حسب تسلسل الآيات والسور في المصحف الشريف لكان البحث فيه أسهل ، والنفع فيه أعم ، وقد قام الشيخ محمود خليل الحصري شيخ مقارىء الديار المصرية ـ رحمه‌الله ـ بهذا العمل ، وطبع كتابه مرتّبا في مصر. وأما نحن ، فقد حافظنا في هذا التحقيق على أصل ترتيب المؤلف للكتاب ، ويمكن للقارىء الرجوع للفهارس الفنية المتنوعة التي ألحقناها بالكتاب ليتوصل لمعرفة مقصوده.

قيمة الكتاب :

يتصف منهج السجستاني في كتابه بالأمور التالية :

١ ـ إنه يعتمد في كتابه على الكتب المصنّفة قبله ، وكان أكثر اعتماده على «غريب القرآن» للكسائي (ت ١٨٢ ه‍ / ٧٩٨ م) و «معاني القرآن» للفراء (ت ٢٠٧ ه‍ / ٨٢٢ م) و «مجاز القرآن» لأبي عبيدة (ت ٢١٠ ه‍ / ٨٢٥ م) و «تفسير غريب القرآن» لابن قتيبة (ت ٢٧٦ ه‍ / ٨٨٩ م) ، وهو ينقل من هذه الكتب كلمات وجمل وعبارات بنصّها أحيانا ، ويختصر معانيها ويصوغها بألفاظه وعباراته أحيانا أخرى ، ولا يخرج عن آراء هؤلاء الأئمة ، إلا نادرا ، وهو يصرّح بنقله أحيانا فيذكر أسماء الكسائي والفراء وأبي عبيدة ، ولا يصرّح بنقله عن ابن قتيبة مع أن معظم نقله عنه ؛ لأنه كان معاصرا له ، وترى الكلام حول مصادر السجستاني في الفصل التالي مفصّلا إن شاء الله.

٢٩

٢ ـ إنه يكثر من الشواهد القرآنية في تفسير الكلمات الغريبة ، وهو ما يسمّى تفسير القرآن بالقرآن ، أو التفسير بالمأثور ، وهذا المنهج في التفسير هو أول ما يلجأ إليه المفسّر ، فإن لم يجد تفسيره في القرآن بحث عنه في السنّة ، فإن لم يجده فيها لجأ لأقوال الصحابة والتابعين ، فإن لم يجده فيها لجأ لأقوال العرب وشعرهم ؛ ومن الأمثلة على الشواهد القرآنية في الكتاب قوله : (الرقيم) [الكهف : ٩] لوح كتب فيه خبر أصحاب الكهف ، ونصب على باب الكهف ، والرقيم الكتاب ، وهو «فعيل» بمعنى مفعول ، ومنه : (كتاب مرقوم) [المطففين : ٢٠] أي مكتوب.

٣ ـ إنه يهتم بإيراد القراءات القرآنية ؛ ويبين أوجه اختلاف المعاني باختلافها ، والقراءات كانت عمدة عند المفسّرين ؛ لأن بعضها يعيّن معنى البعض الآخر ، ومن الشواهد على ذلك قوله تعالى : (ورئيا) [مريم : ٧٤] بهمزة ساكنة قبل الياء ، ما رأيت عليه من شارة وهيئة و (ريّا) بغير همز يجوز أن يكون على المعنى الأول ، ويجوز أن يكون على الريّ ، أي منظرهم مرتو من النعمة ، و (زيّا) ـ بالزاي ـ يعني هيئة ومنظرا ، وقد قرئت بهذه الأوجه الثلاثة.

٤ ـ إنه يستشهد بالحديث الشريف في تفسير بعض كلمات وآيات القرآن ، وهو منهج التفسير بالمأثور كما رأينا ، ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى : (أمّة) [النحل : ١٢٠] رجل منفرد بدين لا يشركه فيه أحد ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يبعث زيد بن عمرو بن نفيل أمّة وحده». وقوله تعالى : (يطوّقون ما بخلوا به يوم القيامة) [آل عمران : ١٨٠] قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يأتي كنز أحدكم شجاعا أقرع له زبيبتان فيتطوّق في حلقه ويقول : أنا الزكاة التي منعتني ، ثم ينهشه».

٥ ـ إنه يلجأ لأقوال الصحابة إن لم يجد التفسير في القرآن ولا في الحديث ؛ لأن أقوال الصحابة لها حكم الحديث المرفوع عند بعض العلماء ، وجعلها الحاكم النيسابوري (ت ٤٠٥ ه‍ / ١٠١٤ م) حجّة في التفسير نظرا لما امتاز به الصحابة من معاصرة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومشاهدة نزول الوحي ومعرفة أسباب نزول الآي ، وتعلّمهم المباشر من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فكان فهمهم للقرآن أكثر من غيرهم. ومن الأمثلة على أقوالهم في الكتاب : قول ابن عباس في قوله تعالى : (كهيعص) [مريم : ١] إن «الكاف» من كاف ، و «الهاء» من هاد ، و «الياء» من حكيم ، و «العين» من عليم ، و «الصاد» من صادق.

٣٠

٦ ـ إنه يلجأ لأقوال التابعين إن لم يجد التفسير في القرآن والحديث وأقوال الصحابة ؛ لأنّ التابعين تلقّوا علومهم عن الصحابة الذين تلقّوا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأقوالهم أولى من أقوال غيرهم ، لقربهم من عهد النبوة والوحي ، وفهمهم لروح الشريعة ، ومن أمثلة أقوال التابعين في الكتاب قوله تعالى : (نعمّركم ما يتذكّر فيه من تذكّر وجاءكم النذير) [فاطر : ٣٧] قال قتادة (ت ١١٧ ه‍ / ٧٣٥ م) : احتج عليهم بطول العمر ، وبالرسول صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٧ ـ إنه يلجأ للاستشهاد بالشعر العربي إذا لم يجد التفسير في القرآن والحديث وأقوال الصحابة والتابعين ؛ لأن الشعر ديوان العرب ، وفيه تفسير معاني كتاب الله تعالى ، والقرآن نزل بلسان عربي مبين ، ومن الأمثلة على ذلك في الكتاب قوله تعالى : (والسّماء ذات الرّجع) [الطارق : ١١] أي تبتدىء بالمطر ثم ترجع به في كل عام ، وقال أبو عبيدة : الرجع الماء ، وأنشد للمتنخّل يصف السيف :

أبيض كالرجع الرسوب إذا

ما ساخ في محتفل يختلي

٨ ـ إنه يلجأ لأقوال أئمة اللغة والأدب في القرنين الثاني والثالث الهجريين / التاسع والعاشر الميلاديين ، إذا لم يجد التفسير في القرآن والحديث وأقوال الصحابة والتابعين ، للدلالة على تبيان معنى غامض ، أو اشتقاق كلمة ، أو بيان أصلها ، أو إعرابها ، ومن الأمثلة على ذلك : قوله تعالى : (مسكين) [البقرة : ١٨٤] أي «مفعيل» من السكون ، وهو الذي سكّنه الفقر ، أي قلّل حركته ، قال يونس : المسكين الذي لا شيء له ، والفقير الذي له بعض ما يقيمه. وقال الأصمعي : بل المسكين أحسن حالا من الفقير ؛ لأن الله عزوجل قال : (أمّا السّفينة فكانت لمساكين يعملون في البحر) [الكهف : ٧٩] فأخبر أن المسكين له سفينة من سفن البحر ، وهي تساوي جملة.

٩ ـ وأخيرا ، ما هو موقف السجستاني من مدرستي البصرة والكوفة؟ وإلى أي المدرستين كان ينتمي؟ ورأي من كان يختار؟

كان السجستاني من تلاميذ ابن الأنباري الكوفي (ت ٣٢٨ ه‍ / ٩٣٩ م) ولكنه كان يعيش معه في بغداد ، عقب انتقال مركز الخلافة إليها ، واستقطابها أعلام مدرستي البصرة والكوفة ، وانصهار الجميع في مدرسة جديدة للغة والأدب سمّيت فيما بعد بمدرسة بغداد ،

٣١

ونرى بوضوح تردّد أسماء أعلام مدرسة الكوفة في غريب السجستاني كالكسائي ، وثعلب ، والمبرّد ، ولكننا مع ذلك نرى أقوال أبي عبيدة البصري تحتل الحيّز الأكبر من الكتاب ، حتى إن بعضهم اعتبر غريب السجستاني مختصرا لمجاز القرآن (١) ، وهنا يظهر دور السجستاني في الترجيح بين أقوال المدرستين واختيار أفضل ما عندهما من تفسير غريب القرآن ليضعه في كتابه ، كما يظهر لنا أن انتمائه لمدرسة الكوفة لم يمنعه من الأخذ عن البصريين ، وأنه كان متجرّدا يتحرّى الصواب في كتابه ، وهذا مما رفع من قيمة الكتاب ، وجعله في مصافّ المصادر المختارة من مصادر غريب القرآن ، ومن أمثلة استشهاده بأقوال المدرستين قوله تعالى : (التوراة) [آل عمران : ٣] معناه الضياء والنور. وقال البصريون : أصلها وورية «فوعلة» من ورى الزند ووري ـ لغتان ـ إذا خرجت ناره ، ولكن الواو الأولى قلبت تاء ، كما قلبت في (تولج) [آل عمران : ٢٧] وأصله وولج من ولج أي دخل ، والياء قلبت ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها. وقال الكوفيون : توراة أصلها تورية على «تفعلة» إلا أن الياء قلبت ألفا لتحرّكها وانفتاح ما قبلها.

مصادر السجستاني في غريب القرآن :

اعتمد السجستاني في تأليف كتابه على مصادر غريب القرآن التي كانت قبله ، وعلى مصادر أخرى في التفسير والقراءات وإعراب القرآن ، واللغة ، كما نقل وحدّث عن زملائه ومعاصريه ، كأبي عمرو الزاهد ، وابن خالويه وكان يعرض ما كتبه على شيخه ابن الأنباري فيحرره له وينقحه ، واستمر في هذا المنهج خمسة عشر عاما حتى فرغ من تأليف كتابه.

ولم يصرح السجستاني في مقدمته ، ولا في داخل كتابه بأيّ من أسماء المصادر التي استقى منها معلوماته ، لكننا نجد فيه أسماء أعلام الصحابة والتابعين ، وأئمة التفسير والغريب ، والقراءات ، واللغة ، والإعراب ، والمتتبّع للكتاب يلمح بوضوح اعتماد السجستاني على المصادر التالية :

١ ـ غريب القرآن : لعلي بن حمزة الكسائي (ت ١٨٩ ه‍ / ٨٠٤ م) إمام النحو في

__________________

(١) سيزكين ، تاريخ التراث العربي ١ / ٧٣.

٣٢

الكوفة ، وأحد القراء السبعة المشهورين وهو يروي من كتاب الكسائي بإسناده إليه ، ومن أمثلة نقله عنه : قوله تعالى : (تعولوا) [النساء : ٣] تجوروا وتميلوا ... قال أبو عمرو : أخبرنا ثعلب ، عن علي بن صالح صاحب المصلّى ، عن الكسائي قال : من العرب من يقول : عال يعول إذا كثر عياله.

٢ ـ معاني القرآن : للفراء ، يحيى بن زياد ، أبي زكريا (ت ٢٠٧ ه‍ / ٨٢٢ م) من أئمة النحو في الكوفة أيضا ، وكتابه من أكبر الكتب المؤلفة في هذا الشأن ، وهو حافل بمسائل التفسير ، والنحو ، والإعراب ، والقراءات ، واللغة ، ويعتمد عليه السجستاني اعتمادا كبيرا وينقل عنه في كثير من المواضع ومن أمثلة نقله عنه : قوله تعالى : (وثيابك فطهّر) [المدّثر : ٤] قال الفراء : معناه وعملك فأصلح (١).

٣ ـ مجاز القرآن : لأبي عبيدة ، معمر بن المثنى البصري (ت ٢٠٧ ه‍ / ٨٢٥ م) وهو من أهم مصادر السجستاني في كتابه ، وينقل عنه كثيرا ، ويصرح بذلك أحيانا ، ويخفي تصريحه في معظم الأحيان ، حتى إن الباحث المعاصر الدكتور محمد فؤاد سيزكين يقول في كتابه «تاريخ التراث العربي» (٢) عند الكلام عن السجستاني وكتابه «وبمقارنة هذا الكتاب بكتاب مجاز القرآن لأبي عبيدة ، يتّضح لنا أن هذا الكتاب الذي نال شهرة كبيرة ليس في حقيقة الأمر إلّا مختصرا غير منهجي من كتاب مجاز القرآن. وربما كان السبب في شهرة هذا الكتاب أن المؤلف قد أدرك قيمة كتاب أبي عبيدة ، وعدّه معينا لا ينضب في تفسير القرآن فقام بتيسير استعماله بترتيب المواد المختارة منه ترتيبا أبجديا».

ولسنا نوافق الأستاذ في هذا الوصف المبالغ فيه ، فليس الكتاب كما يقول مختصرا غير منهجي من كتاب «المجاز» وإنما كان «المجاز» مصدرا من أهم مصادر السجستاني ، أكثر من النقل عنه ، كما أكثر من النقل عن غيره كالفراء وابن قتيبة ، فلماذا لا يعتبر مختصرا من كتابيهما أيضا ، وكذلك فإن السجستاني يخالف أقوال أبي عبيدة في كثير من مسائل الغريب ويأخذ بقول الفراء ، فهو لم يكن مجرّد ناقل فقط ، وإنما كان خبيرا بما

__________________

(١) الفراء ، معاني القرآن ٣ / ٢٠٠.

(٢) سيزكين ، تاريخ التراث العربي ١ / ٧٣.

٣٣

ينقل ، يختار ما يراه صوابا من آراء الأئمة المتقدمين على السواء. ومن أمثلة نقله عن أبي عبيدة : قوله تعالى : (خمط) [سبأ : ١٦] قال أبو عبيدة الخمط كل شجر ذي شوك (١). وقال غيره : الخمط شجر الأراك ، وأكله ثمره.

٤ ـ تفسير غريب القرآن وتأويل مشكل القرآن : وكلاهما لابن قتيبة ، عبد الله بن مسلم ، أبو محمد (ت ٢٧٦ ه‍ / ٨٨٩ م) ويكثر السجستاني النقل في كتابه منهما ، ونادرا ما يصرح باسم ابن قتيبة ، وقد تتبّعت كلمات الكتابين ، فوجدت السجستاني ينقل أقوال ابن قتيبة بحرفيّتها في معظم الكتاب ، ويختصر عباراته أحيانا ليصوغها بأسلوبه. ومن أمثلة نقله عنه : قوله تعالى : (صفراء فاقع لونها) [البقرة : ٦٩] قال أبو محمد ، قال أبو عبد الله النمري ، قال أبو رياش : من جعل الأصفر أسود فقد أخطأ ، وأنشدنا بين ذي الرّمّة ، وهو :

كحلاء في برج صفراء في نعج

كأنها فضة قد مسّها ذهب

قال : أفتراه وصف صفراء بهذه الصفة (٢).

٥ ـ غريب القرآن : لثعلب ، أحمد بن يحيى ، أبو العباس (ت ٢٩١ ه‍ / ٩٠٣ م) وهو ينقل عنه مباشرة من كتابه أحيانا ، وأحيانا أخرى بواسطة زميله أبي عمر محمد بن عبد الواحد ، المعروف بغلام ثعلب (ت ٣٤٤ ه‍ / ٩٥٥ م) ، ومن أمثلة نقله عنه : قوله تعالى : (ربّانيون) [آل عمران : ٧٩] قال أبو عمر عن ثعلب : العرب تقول رجل ربّاني وربيّ إذا كان عالما عاملا.

٦ ـ ياقوتة الصراط في غريب القرآن : لأبي عمر محمد بن عبد الواحد المعروف بغلام ثعلب (ت ٣٤٤ ه‍ / ٩٥٥ م) ويكثر السجستاني من النقل عنه ، ويصرح باسمه بقوله : قال أبو عمر. ومن الأمثلة على ذلك : قوله تعالى : (الراسخون في العلم) [آل عمران : ٧] قال أبو عمر : سمعت المبرد وثعلبا يقولان : المتذاكرون بالعلم ، وقالا : لا يذاكر بالعلم إلا حافظ.

__________________

(١) أبو عبيدة ، المجاز ٢ / ١٤٧.

(٢) ابن قتيبة ، تفسير الغريب : ٥٣ ، والمعاني الكبير ١ / ٣٦١ ، مع بعض التصرف في نقل السجستاني.

٣٤

رواة الكتاب :

روى هذا الكتاب عن السجستاني ثلاثة من الرجال ، ذكرهم السمعاني (ت ٥٦٢ ه‍ / ١١٦٦ م) في «الأنساب» (١) ، وابن خير الإشبيلي (ت ٥٧٥ ه‍ / ١١٧٩ م) في «فهرسة ما رواه عن شيوخه» (٢) بأسانيده إليهم ، وذكرهم ابن الأنباري (ت ٥٧٥ ه‍ / ١١٧٩ م) في «نزهة الألباء» (٣) ، والتجيبي (ت ٧٣٠ ه‍ / ١٣٢٩ م) في «برنامجه» (٤) ، والذهبي (ت ٧٤٨ ه‍ / ١٣٤٧ م) في «السير» (٥) وهم :

١ ـ أبو عمرو ، عثمان بن أحمد بن سمعان الرزاز (ت ٣٦٧ ه‍ / ٩٩٧ م).

٢ ـ أبو أحمد ، عبد الله بن الحسين بن حسنون المقرىء السامري (ت ٣٨٦ ه‍ / ٩٩٦ م).

٣ ـ أبو عبد الله ، عبيد الله بن محمد بن حمدان بن بطة (ت ٣٨٧ ه‍ / ٩٩٧ م).

أما أبو عمرو الرزاز ، فقد ترجم له ابن الجزري (ت ٨٣٣ ه‍ / ١٤٢٩ م) في «طبقات القراء» (٦) فقال : «عثمان بن أحمد بن سمعان ، أبو عمرو الرزاز البغدادي ، يعرف بالنجاشي. مقرىء متصدر معروف. أخذ القراءة عرضا عن : أبي بكر يوسف بن يعقوب الواسطي ، وأحمد بن سهل الأشناني ، وموسى بن عبيد الله. عرض عليه : عبد الباقي بن الحسن ، وأبو عبد الله محمد بن الحسين الكارزيني ، ومحمد بن جعفر الخزاعي. قال القاضي أسد : توفي في المحرّم سنة سبع وستين وثلاثمائة».

وأما ابن حسنون فقد ترجم له ابن الجزري أيضا فقال : «عبد الله بن الحسين بن حسنون أبو أحمد السامري البغدادي ، نزيل مصر ، المقرىء اللغوي ، مسند القرّاء في زمانه. ولد سنة خمس أو ست وتسعين ومائتين ـ الشك منه ـ قال الداني : أخذ القراءة عرضا عن

__________________

(١) السمعاني ، الأنساب ٨ / ٤٤٥.

(٢) ابن خير ، فهرسة ما رواه عن شيوخه : ٦١.

(٣) ابن الأنباري ، نزهة الألباء : ٢٣١.

(٤) التجيبي ، برنامجه : ٤٦.

(٥) الذهبي ، سير أعلام النبلاء ١٥ / ٢١٦.

(٦) ابن الجزري ، غاية النهاية في طبقات القراء ١ / ٥٠١.

٣٥

محمد بن حمدون الحذاء و... قال الداني : مشهور ضابط ثقة مأمون ... توفي بمصر ليلة السبت ودفن يوم السبت لثمان بقين من المحرّم سنة ست وثمانين وثلاثمائة» (١).

وأما ابن بطة (٢) ، عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان ، أبو عبد الله العكبري ، فهو رجل عالم بالحديث ، وفقيه من كبار فقهاء الحنابلة ، وقد ترجم له القاضي أبو يعلى (ت ٤٥٨ ه‍ / ١٠٦٥ م) في «طبقات الحنابلة» واستفاض في ذكر سيرته ومناقبه. ويحدثنا الخطيب البغدادي (ت ٤٦٣ ه‍ / ١٠٧٠ م) في «تاريخ بغداد» عن روايته لغريب السجستاني فيقول : «شاهدت عند حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق نسخة من كتاب محمد بن عزيز في غريب القرآن وعليها سماع ابن السوسنجردي من ابن بطة عن ابن عزيز». ويتابع الخطيب : «أخبرني الأزهري قال : مات ابن بطة في المحرّم من سنة سبع وثمانين وثلاثمائة ... وكان شيخا صالحا مستجاب الدعوة».

دعوى عدم رواية الكتاب عن مؤلفه :

يقول ابن خالويه ، أبو عبد الله الحسين بن أحمد (ت ٣٧٠ ه‍ / ٩٧٠ م) فيما ينقله عنه ابن خير في «فهرسة ما رواه عن شيوخه» (٣) : «وعمل هذا الكتاب في طول عمره ، ورأيته يصححه على شيخه ابن الأنباري ويجبره بالشيء فيزيده فيه ، وادّعاه قوم وكذبوا. ومات صانعه ولم يسمع منه ، فقرأته على أبي عمر تصحيحا».

ويقول ابن خير في موضع آخر (٤) عن ابن خالويه أيضا ، لكن من رواية أبي عمرو الداني المقرىء (ت ٤٤٤ ه‍ / ١٠٥٢ م) قال سمعت فارس بن أحمد الضرير المقرىء يقول : قال الحسين بن خالويه : «كان أبو بكر بن عزيز معنا عند أبي بكر بن الأنباري ، فلما ألّف كتابه في غريب القرآن ابتدأ بقراءته على سبيل التصحيح على أبي بكر ابن الأنباري ، فمات ابن عزيز ولم تكمل قراءته على أبي بكر».

__________________

(١) ابن الجزري ، طبقات القراء ١ / ٤١٥.

(٢) ترجم له أبو يعلى في طبقات الحنابلة ٢ / ١٤٤ ، والخطيب في تاريخ بغداد ١٠ / ٣٧١ ، والعليمي في المنهج الأحمد ٢ / ٨١.

(٣) ابن خير ، فهرسة ما رواه عن شيوخه : ٦١.

(٤) المصدر نفسه.

٣٦

ويقول الخطيب البغدادي (١) : «سألت حمزة بن محمد بن طاهر الدقاق عن سماع ابن بطة عن ابن عزيز ، فأنكر أن يكون ابن بطة سمع الكتاب من ابن عزيز وقال : ادعى سماعه ورواه».

إن هذا الحكم الصادر من ابن خالويه والخطيب يناقض ما ذكره سائر الأئمة الذين ترجموا للسجستاني وأثبتوا رواية الكتاب عن مؤلفه من طريق ثلاثة من الرجال ، ووجه الجمع بين هذين القولين ـ والله أعلم ـ أن يؤوّل كلام ابن خالويه ، ويحمل على محمل المبالغة في وصف طول المدّة التي استغرق السجستاني فيها تأليف كتابه الصغير هذا ، إلى درجة أنه مات ولم يكمل قراءته على شيخه! وليس على محمل نفي قراءة السجستاني كتابه على أحد.

ثم لو أن السجستاني روى هذا الكتاب على الثلاثة المتقدمين دون علم ابن خالويه ، لم يكن لابن خالويه أن ينفي أمرا لا يعلمه ، اللهم إلّا أن يتكلم بحدود معرفته وعلمه ، فلا نستطيع نحن اليوم إنكار أمر أثبته العلماء في كتبهم ، ونصّت عليه المصادر لعدم معرفة ابن خالويه به. وأما ما نقله الخطيب عن حمزة فهو ادّعاء باطل لا دليل وراءه ، وإنما قامت الأدلة على خلافه.

مخطوطات الكتاب وطبعاته :

بلغت مخطوطات الكتاب (٩٩) نسخة ، وهو عدد كبير جدا يدل على شهرته وانتشاره ، وتتوزع هذه النسخ في مكتبات العالم ، وسنذكر أماكن وجودها كما نصّ عليها المستشرق الألماني كارل بروكلمان في «تاريخ الأدب العربي» (٢) والدكتور محمد فؤاد سيزكين في «تاريخ التراث العربي» (٣) :

١ ـ ٣ ـ يوجد منه ثلاث نسخ في برلين. الأولى تحمل الرقم (٦٨٤) وتقع في (٩٩) ورقة ، كتبت حوالي سنة (٩٠٠ ه‍ / ١٤٩٤ م) والثانية والثالثة تحملان الرقمين (٦٨٥) و (٦٩٤).

__________________

(١) الخطيب البغدادي ، تاريخ بغداد ١٠ / ٣٧٤.

(٢) BrocI.G.A.L.S ١ : ٣٨١.

(٣) سيزكين ، تاريخ التراث العربي ١ / ٧٣ ـ ٧٥.

٣٧

٤ ـ ونسخة في جوتا ، رقم (٥٢٣) تقع في (١٢٧) ورقة.

٥ ـ ونسخة في هامبورغ ، مخطوطات شرقية : ٦٥ ، تقع في (٦٧) ورقة ، كتبت في القرن الحادي عشر الهجري. رقمها في الكتالوج : (٣٩).

٦ ـ ونسخة في هيدلبرج ، مخطوطات عربية ، رقم (٢٧٥) تقع في (٩٠) ورقة ، كتبت سنة (٩٥٢ ه‍ / ١٥٤٥ م).

٧ ـ ٩ ـ وثلاث نسخ في الأسكوريال : الأولى تحمل الرقم (١٣٢٦) وتقع في (١٦٧) ورقة ، والثانية تحمل الرقم (١٢٨٩) وتقع في (٥٠) ورقة والثالثة تحمل الرقم (١٤٣٦٠) وتقع في (١١٦) ورقة كتبت في القرن العاشر الهجري / السابع عشر الميلادي.

١٠ ـ ونسخة في غرناطة ، رقم (٥) Sacro Monte.

١١ ـ ونسخة في الفاتيكان ، مجموعة فيدا ، رقم (٨٣٥) تقع في (٨٩) ورقة ، كتبت في القرن العاشر الهجري.

١٢ ـ ونسخة في روما ، مكتبة فيكتور عمانوئيل ، رقم (٣١).

١٣ ـ ونسخة في نابولي ، رقم (٢١).

١٤ ـ ونسخة في الامبروزياناN.E.F. ، المتحف رقم (٢٦).

١٥ ـ ٢٠ ـ وست نسخ في المتحف البريطاني : (١) ١١٨٨ ، وإضافات رقم (٢٣٥٤) تقع في (٩٦) ورقة ، كتبت سنة (١٠١٦ ه‍ / ١٦٠٧ م). وملحق (١٣٠) ، (١٣١). ومخطوطات شرقية رقم (٣٠٦٣) تقع في (١٠٣) ورقات كتبت في القرن الخامس الهجري / الثاني عشر الميلادي. ورقم (٣٠٦٤) تقع في (٦٣) ورقة ، كتبت سنة (٦٨٠ ه‍ / ١٢٨١ م).

٢١ ـ ٢٣ ـ وثلاث نسخ في أياصوفيا : رقم (٤٢٦) تقع في (١١٩) ورقة ، كتبت سنة (٥٣٩ ه‍ / ١١٤٤ م). ورقم (٤٢٧) تقع في (٩٥) ورقة ، كتبت سنة (٨٥٥ ه‍ / ١٤٥١ م). ونسخة رقم (٤٢٨) تقع في (١٢٩) ورقة ، كتبت في القرن التاسع الهجري / السادس عشر الميلادي.

٣٨

٢٤ ـ ٢٥ ـ ونسختان في كوبرلي : رقم (٢٠٦) تقع في (١٢٢) ورقة. من الورقة ١ ـ ١٢٢ أ ، كتبت في القرن العاشر الهجري / السابع عشر الميلادي. والثانية برقم (٢٠٧) تقع في (١٤٣) ورقة ، كتبت سنة (٥٩٢ ه‍ / ١١٩٥ م).

٢٦ ـ ونسخة في أوبسالا رقم (٣٨٨) تقع في (٦٣) ورقة ، كتبت سنة (٨٩٩ ه‍ / ١٤٩٣ م).

٢٧ ـ ونسخة في الزيتونة بتونس ١ / ٩٢ ، رقم (٢٢٧) تقع في (٥٩) ورقة ، كتبت سنة (١١٣٩ ه‍ / ١٧٢٦ م).

٢٧ ـ ونسخة بدار الكتب بالقاهرة ١ / ٤٠ ، تفسير (٦٦٦).

٢٩ ـ ونسخة في بنكيپور (٨ / ٢١ ص ١٧٤ ، رقم (١٤٨٣) ، تقع في (١٢٢) ورقة ، مخطوط قديم جدا.

٣٠ ـ ونسخة في المكتب الهندي رقم (٣٧٩٤) تقع في (١٢٢) ورقة ضمن مجموع من (٢٤ ـ ١٤٦) ، كتبت سنة (٨٥٢ ه‍ / ١٤٤٨ م) انظر كتالوج ٢ / ١١٧٥.

٣١ ـ ونسخة في الموصل ١٢٦ / ٨٢.

٣٢ ـ ٣٥ ـ وأربع نسخ في سراي أحمد الثالث : الأولى برقم (١٣٣) وتقع في (٨٩) ورقة ، كتبت سنة (٧٢٩ ه‍ / ١٣٢٨ م). والثانية برقم (١٠٢) تقع في (١٩٢) ورقة ، كتبت في القرن السابع الهجري / الرابع عشر الميلادي. والثالثة برقم (١٠٣) تقع في (١١٨) ورقة ، كتبت سنة (٧٢٧ ه‍ / ١٣٢٦ م). والرابعة برقم (١٠٧٥) تقع في (١٣٥) ورقة ، كتبت سنة (٨٢٤ ه‍ / ١٤٢١ م).

٣٦ ـ ٣٧ ـ ونسختان في شهيد علي : الأولى برقم (١٣٣) كتبت سنة (٥٩٧ ه‍ / ١٢٠٠ م) والثانية برقم (١٣٤) كتبت سنة (٥٥٤ ه‍ / ١١٥٩ م).

٣٨ ـ ونسخة في وهبي رقم (١٩٧٦).

٣٩ ـ ٤٠ ـ ونسختان في فيض الله ، رقم ٢١٣ / ٢ و ٢١٥ / ١.

٤١ ـ ٤٢ ـ ونسختان في رشيد برقم (١٠٥) و (١٠٦).

٣٩

٤٣ ـ ٤٥ ـ وثلاث نسخ في نور عثمانية : رقم (٥٥٦ / ١) و (٥٨٧) و (٥٨٨ / ١) كتبت سنة (٧٢١ ه‍ / ١٣٢١ م).

٤٦ ـ ٤٨ ـ وثلاث نسخ في الفاتح : رقم (٢٨٩) و (٦٤٦) و (٥٢٥٢ / ٢).

٤٩ ـ ٥٣ ـ وخمس نسخ في أسعد : (٣٦ / ٢) و (١٠٥) و (١٠٦) و (١٠٧) و (٣٦١٠ / ١).

٥٤ ـ ٥٥ ـ ونسختان في حاجي محمود : (٢٤١ / ٣) و (٢٢٤).

٥٦ ـ ونسخة في جار الله (٢٠٢٥).

٥٧ ـ ٥٨ ـ ونسختان في لا له لي : (١٩٠) و (٣٦٥٥ / ١).

٥٩ ـ ونسخة في داماد إبراهيم (١٢٦).

٦٠ ـ ونسخة في كوبريلي (٢١ / ١) ضمن مجموع الأوراق (١ ـ ٩٩).

٦١ ـ ٦٣ ـ وثلاث نسخ في بايزيد : (٥٢٦) كتبت سنة (٨٧١ ه‍ / ١٤٦٦ م) و (٥٥٠) كتبت سنة (٨٣٧ ه‍ / ١٤٣٣ م) و (٦١٦).

٦٤ ـ ٦٩ ـ وست نسخ في مكتبة جامعة استنبول ـ مخطوطات عربية : (١٥) و (١٢٠٦) و (٢٢٥٨) و (٣٩٠١) كتبت سنة (٥٥٢ ه‍ / ١١٥٧ م) و (٣٩٠٨).

٧٠ ـ ونسخة في سراي الأمانة : (٥٥٩) كتبت سنة (٦٦٣ ه‍ / ١٢٦٤ م) ،

٧١ ـ ٧٢ ـ ونسختان في قرة جلبي : (١١) و (١٢).

٧٣ ـ ونسخة في مانيسا : (١٦٢) تقع في (٦٧) ورقة ، كتبت سنة (٧٠٤ ه‍ / ١٣٠٤ م).

٧٤ ـ وثلاث نسخ في بروسة ، حسين جلبي : رقم (٢١) كتبت سنة (٥٩٤ ه‍ / ١١٩٧ م) ، ورقم (١٦١) كتبت سنة (٧٩٢ ه‍ / ١٣٨٩ م) ورقم (١٦٧) كتبت سنة (٧٧٦ ه‍ / ١٣٧٤ م).

٧٥ ـ ونسخة في صائب بأنقرة رقم (٥٣٩٦ ـ ٧).

٤٠