قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز [ ج ٦ ]

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز [ ج ٦ ]

تحمیل

بصائر ذوي التمييز في لطائف الكتاب العزيز [ ج ٦ ]

59/418
*

١٣ ـ بصيرة

ذكر أيّوب عليه‌السلام

وأيّوب اسم أعجمىّ غير منصرف كسائر نظائره ، وقيل : عربىّ معناه الرّجّاع إلى الحقّ فى جميع أحواله من المحنة والبلاء ، والمنحة والرّخاء ، من آب يئوب أوبا وإيابا ، فهو آئب وأوّاب. وقيل : هو فى اللّغة العبرية معناه أيضا الرّجّاع إلى الله فى كلّ حال. وروينا فى الصّحيحين عن النبىّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «بينا أيّوب يغتسل عريانا خرّ عليه رجل جراد من ذهب ، فجعل يحثى فى ثوبه ، فناداه ربّه : يا أيّوب ألم أكن أغنيتك عمّا ترى؟ قال بلى يا ربّ ولكن لا غنى بى عن بركتك (١)» : ويروى أنّ أيّوب ناجى ربّه وقال : إلهى ما رأيت عريانا إلّا ألبسته ، ولا جائعا [إلا] أشبعته ، فلم ابتليتنى؟ فنودى صدقت ، ولكنّك لو أصبحت أسيرا فى يد عبد من عبيدى يحكّم فيك ما يريد لأصبحت فى بلاء أشدّ من هذا ، ولكنّك أصبحت فى يدى وأنا أرحم الرّاحمين. وقيل : لمّا اشتدّ البلاء بأيّوب قيل له لو دعوت الله حتّى يشفيك! فقال : قد أتى علىّ فى الرّخاء سبعون ، لأصبرنّ إلى أن يأتى علىّ فى البلاء سبعون ، فإن زاد البلاء على الرّخاء ، فحينئذ أدعو ربّى. وقيل : لمّا قدّم أيّوب فى البلاء جسمه قدّم الله فى الثّناء اسمه ، إشارة إلى أنّ أسماء جميع الأنبياء فى / أثناء قصصهم واسم أيّوب فى صدر قصّته.

وقد دعاه الله تعالى فى القرآن بأسماء : صابر (إِنَّا وَجَدْناهُ صابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ)(٢) ، أوّاب : (إِنَّهُ أَوَّابٌ)(٣) منادى : (إِذْ نادى رَبَّهُ)(٤) ، وهو أوّل من دعا الله بأرحم الرّاحمين.

وذكره الله تعالى باسمه فى كتابه العزيز قال تعالى : (كُلًّا هَدَيْنا وَنُوحاً) إلى قوله : (وَأَيُّوبَ)(٥) ، (وَأَيُّوبَ إِذْ نادى رَبَّهُ)(٦) ، (وَاذْكُرْ عَبْدَنا أَيُّوبَ)(٧) ،

__________________

(١) أخرجه الإمام أحمد فى مسنده والبخارى والنسائى عن ابى هريرة (الفتح الكبير) ، ورجل جراد : جماعة كثيرة منه.

(٢) الآية ٤٤ سورة ص.

(٣) الآية ٤٤ سورة ص.

(٤) الآيتان : ٨٣ سورة الأنبياء ، ٤١ سورة ص.

(٥) الآية ٨٤ من سورة الأنعام.

(٦) الآية ٨٣ سورة الأنبياء.

(٧) الآية ٤١ سورة ص.