٢٠ ـ بصيرة
فى ذكر الخضر عليهالسلام
وفيه لغتان : فتح الخاء وكسر الضّاد ، وكسر الخاء وسكون الضّاد (١) ، وهو لقب له ، واسمه : بليا ، بفتح الباء الموحدة وسكون اللام بعدها مثنّاة تحتيّة ، ابن ملكان ، بفتح الميم وسكون اللّام ، ابن فالغ بن عابر بن شالخ بن ارفخشذ بن سام بن نوح. وكان أبوه من الملوك. واختلفوا فى سبب تلقيبه بالخضر ، فقال الأكثرون : لأنّه جلس على فروة بيضاء فصارت خضراء ، والفروة وجه الأرض ، وقيل الهشيم من النّبات. وقيل لأنه كان إذا صلّى اخضرّ ما حوله. والصّحيح الأول لما فى الحديث الصحيح من سند (٢) البخارى «إنّما سمّى الخضر خضرا لأنّه جلس على فروة بيضاء فإذا هى تهتزّ تحته خضراء» (٣) ، وهذا نصّ صريح فى سبب تلقيبه. وكنية الخضر : أبو العبّاس ، وهو صاحب موسى النبىّ عليهالسلام الذى سأل السبيل إلى لقائه ، وقد أنبأ الله عزوجل ، فى كتابه بقوله (فَوَجَدا عَبْداً مِنْ عِبادِنا آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً)(٤) ، وأخبر الله تعالى فى باقى الآيات بتلك العجائب والغرائب. وموسى الّذى صحبه هو موسى بنى إسرائيل كليم الله تعالى ، كما جاء به الحديث المشهور فى صحيحى البخارى ومسلم.
واختلف العلماء فى حياة الخضر وفى نبوّته ، فقال الأكثرون : هو حىّ موجود بين أظهرنا ، وذلك مجمع عليه عند المشايخ والصّوفية وأهل الصّلاح والمعرفة ، وحكاياتهم فى رويته والاجتماع به والأخذ منه وسؤاله وجوابه ووجوده فى المواضع الشريفة ومواطن الخير أكثر من أن تحصر ، وأشهر من أن تذكر. قال الشيخ أبو عمرو بن الصّلاح فى فتاويه : هو حىّ عند جماهير العلماء والصّالحين والعامّة معهم فى ذلك ، وإنّما شذّ بإنكاره بعض المحدّثين (٥) ، قال : هو نبىّ ، واختلف فى كونه مرسلا. وقال أبو القاسم القشيرىّ
__________________
(١) وزاد القسطلانى فى شرح البخارى لغة ثالثة وهو فتح الخاء مع سكون الضاد تبعا للحافظ ابن حجر.
(٢) فى ا وب : عند
(٣) أخرجه الشيخان وأحمد فى مسنده والترمذى عن أبى هريرة (الفتح الكبير).
(٤) الآية ٦٥ سورة الكهف
(٥) منهم البخارى وابن المبارك والحربى وابن الجوزى (تاج)