١٩ ـ بصيرة
فى ذكر السامرىّ
وكان رجلا من بنى إسرائيل ، وكان غريبا بينهم ، ويقال إنّه كان من أهل كرمان (١) ، وقيل : من باجرمى (٢) وكان اسمه ميخا (٣) ، وقيل موسى (٤) بن ظفر ، وقيل له السّامرىّ نسبة إلى قبيلة كبيرة من بنى إسرائيل اسمها سامرة (٥) ، وكانت صنعته الصّياغة ، وصحب قوما كانوا يعبدون العجل وكانت محبّته فى قلبه. ولمّا غرق فرعون وخرجت بنو إسرائيل من البحر سالمين مرّوا على قوم من عبدة العجل فقالوا لموسى : (اجْعَلْ لَنا إِلهاً كَما لَهُمْ آلِهَةٌ)(٦) ومن هنا طمع السّامرىّ فى أن يدعوهم إلى عبادة العجل ، وتذكّر أنّ اليوم الّذى كان جبريل مقدّمة جنود فرعون ليدخلهم فى البحر ، كان على فرس الحيوان (٧) ، فرأى السّامرىّ طرف حافر فرسه ، فقبض من أثر وطئه قبضة تراب وجعله فى صرّة ، وكان معه إلى اليوم الذى طرح بنو إسرائيل ذهبهم وحليّهم ، ووقعت فيها النار وذابت ، فألقى السّامرىّ تلك التّربة على ذلك الذهب الذّائب وقال : كن عجلا / فصار عجلا جسدا له خوار ، وكان ذلك العجل سبب فتنة بنى إسرائيل. وفى بعض الآثار النبويّة : «إنّ لكلّ أمّة فتنة ، وإنّ فتنة أمّتى وعجلها المال (٨)».
__________________
(١) ولاية بين فارس ومكران وسجستان وخراسان. والكاف منها مفتوحة وربما كسرت والفتح أشهر بالصحة (ياقوت)
(٢) فى ا ، ب : (ماجرما) بالجيم ، وما أثبت من قصص الأنبياء للثعلبى ونهاية الأرب ١٣ / ٢٢٣ ، وباجرما» قرية من أعمال البليخ قرب الرقة من أرض الجزيرة.
(٣) فى قصص الأنبياء للثعلبى : منجى بالنون قبل الجيم وفى ا ، ب : ميجا بالجيم بعد الياء وما أثبت عن نهاية الأرب ١٣ / ٢٢٣.
(٤) ذكره السهيلى فى كتابه الأعلام.
(٥) فى شرح القاموس أن اسم هذه القبيلة «سامر» بدون هاء.
(٦) الآية ١٣٨ سورة الأعراف
(٧) فى نهاية الأرب «فرس الحياة» ، وهما بمعنى.
(٨) أخرجه الترمذى والحاكم فى مستدركه عن كعب بن عياض (الفتح الكبير).