٢١ ـ بصيرة
فى ذكر إلياس عليهالسلام
وإلياس اسم أعجمىّ كسائر أشكاله ، لا مجال للعربية فيه ، وإلياسين المذكور فى التّنزيل إشارة إلى إلياس وأتباعه ، والّذى يقرأ آل ياسين المراد إلياس وأتباعه أيضا لأن نسبه : إلياس بن ياسين (١) بن فنحاص (٢) بن عيزار بن هارون بن عمران ، وقيل : آل ياسين المراد به آل المصطفى صلىاللهعليهوسلم ، ولكن فيه ضعف من حيث المعنى ، فإنّه لا مناسبة بينه وبين ما قبله.
وكان إلياس من أنبياء بنى إسرائيل ، أرسل إلى قوم كانوا ببعلبكّ ، وكانوا يعبدون صنما سمّوه بعلا. وبلغ قومه فى إيذائه وجفائه الغاية ، وعاقبهم الله تعالى أنواعا من العقوبة ، وكانوا يلجئون إلى إلياس ، فكان يسأل الله لهم العفو فيأتيهم الفرج بدعائه إلى أن ملّ إلياس من أذاهم ونقض عهدهم ، فتضرّع إلى الله تعالى وسأله الخلاص من مقاساتهم فأذن له فى مفارقتهم ، وسلبه شهوة الطّعام والشراب حتى يطبع كطبع الملك ، فصار إنسيّا ملكيّا أرضيّا سماويّا ، شرقيّا غربيّا ، برّيّا بحريّا ، مثل أخيه الخضر.
وقد دعاه الله تعالى فى القرآن بخمسة أسماء : مؤمن (إِنَّهُ مِنْ عِبادِنَا الْمُؤْمِنِينَ)(٣) ، محسن (إِنَّا كَذلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ)(٤) ، إلياسين (سَلامٌ عَلى إِلْ ياسِينَ)(٥) ، إلياس ومرسل ، (وَإِنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ)(٦). قال :
يا من تنزّه عن صفات النّاس |
|
يا من بلذّة ذكره استئناسى |
ما كنت للذّكرى زمانا ناسى |
|
فى ذكركم قد ملت نحو الياس |
__________________
(١) ياسين : وكذا فى نهاية الأرب عن الثعلبى. وفيه ١٤ / ٥ عن الكسائى فى قصصه «سباسبا».
(٢) فى ا ، ب : فيحاص بالياء المثناة من تحت وما أثبت عن نهاية الأرب ١٤ / ١٥.
(٣) الآية ١٣٢ سورة الصافات
(٤) الآية ١٣١ سورة الصافات
(٥) الآية ١٣٠ سورة الصافات
(٦) الآية ١٢٤ سورة الصافات