ويروى أنّ الله تعالى أوحى إلى أيّوب بأنّ هذا البلاء قد اختاره سبعون نبيّا قبلك ، فما اخترته إلّا لك ، فلمّا أراد الله كشفه قال : (أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ)(١) حتّى زال عنه ما اختاره الله له. قال بعضهم :
استصحب الصّبر يوما ظلّ منكوبا |
|
إن كنت ذا قدرة أو كنت مغلوبا |
الصّبر للفرج المرجوّ منعرج |
|
الصّبر صبر أمرّ المرّ مقلوبا |
يعقوب فى أسف يرثى لصاحبه |
|
فالصّبر جاء به أعطاه يعقوبا |
أيّوب فى صبره يشكو مضرّته |
|
أشفى عليه الشفا فانتاب أيّوبا |
وكان أيّوب ببلاد حوران من الشّام ، وقبره فى قرية بقرب نوى (٢) ، عليه مشهد ومسجد وقرية موقوفة على مصالحه ، وعين جارية فيها قدم فى حجر يقولون إنّه أثر قدمه ، والناس يغتسلون من العين ويشربون متبرّكين ، ويقولون إنّها المذكورة فى القرآن ، وهناك صخرة عليها مشهد يقولون إنّه كان يستند إليها.
__________________
(١) الآية ٨٣ سورة الأنبياء.
(٢) فى معجم البلدان : من أعمال حوران وقيل هى قصبتها ، بينها وبين دمشق منزلان ، وهى منزل أيوب عليهالسلام.