قائمة الکتاب
المقدمة
نظرية المعرفة والمعارف البشرية
الفصل الأول
تعريف المعرفة
الجهة السادسة ـ لزوم الوحدة بين الصورة ومُدْرِكها
٣٠الفصل الثاني
أقسام المعرفة
الفصل الثالث
قيمة المعرفة
مناهج تقييم المعرفة :
خاتمة المطاف في قيمة المعرفة
الفصل الرابع
أدوات المعرفة
أدوات المعرفة
الفصل الخامس
مراحل المعرفة
الفصل السادس
ملاك الحقيقة
الفصل السابع
معيار تمييز الحقائق عن الأوهام
الفصل الثامن
حدود المعرفة
الفصل التاسع
مجّرد المعرفة
الفصل العاشر
«المعرفة» والمقولات العشر
الفصل الحادي عشر
شرائط المعرفة وموانعها
الفصل الثاني عشر
ما هي الصلة بين الحكمة النظرية والحكمة العملية؟
خاتمة المطاف
ثبات المعرفة وتطورها
الفهارس
إعدادات
نظريّة المعرفة
نظريّة المعرفة
المؤلف :الشيخ حسن محمد مكي العاملي
الموضوع :الفلسفة والمنطق
الناشر :المركز العالمي للدّراسات الإسلامية
الصفحات :400
تحمیل
الجهة السادسة ـ لزوم الوحدة بين الصورة ومُدْرِكها
من الأُمور الّتي تلاحظ على تعريف العلم بانعكاس الخارج في الذهن ، أنّ العلم لا يتحقق بنفس الانعكاس فقط ، وإلّا يلزم تسمية انعكاس الصور الخارجية في المرآة وعلى صفحة الماء ، علماً ، مع أنّه ليس بعلم قطعاً ، وإنّما يتحقق العلم باتّحاد الصورة الحاصلة في النفس مع مدرِكها (بالكسر) ، سواء أقلنا إنّ تلك الصورة أمر مادي ، كما عليه الماديّون ، أو إنَّها أمر مجرّدٌ عن الجسم والجسمانيات. ولو لا تلك الوحدة ، للزم أن لا يتحقق هناك علم ، ولا يتّصف الإنسان بالعالمية ، والخارج بالمعلومية.
وبعبارة أُخرى : لا بُدّ في تحقق العلم من اتحاد بين المدرِك (بالكسر) والمعلوم بالذات ، ويُعَدّ وجود الصورة العقلية ـ عند ذاك ـ من مراتب وجود النفس المُدْرِكة. فمآل اتّحاد العاقل والمعقول إلى اتّحاد وجود الصورة الذهنية مع النفس في مرتبة من مراتب وجودها.
وإيضاحاً للمقصود نقول : إنّا إذا أردنا أن نتعقل مفهوم شيء من الأشياء ، كالشجرة ، فلا بدّ من وجود أشياء :
١. النفس المدرِكة (بالكسر) العاقلة.
٢. ماهية النفس المدرِكة (بالكسر).
٣. المعقول بالذات ، أعني وجود الشجر المعقول بالقوة العاقلة.
٤. ماهية المعقول بالذات.
٥. المعقول بالعرض ، أعني وجود الشجر الخارجي.
٦. ماهية ذلك المعقول بالعرض.
والمراد من اتّحاد العاقل والمعقول ، بكلمة موجَزَة ، هو اتّحاد الثالث مع الأوّل ، بمعنى أنّ الإنسان المدرك يتكامل بتلك الصُّوَر العلمية ، وتُعَدُّ من مراتب وجوده ، كما أنّ الأعراض كذلك بالنسبة إلى الجواهر الخارجية ، ولا يراد من اتّحادهما ، اتّحاد ماهية العقل ـ أي النفس الإنسانية ـ مع ماهية المعقول بالذات ، إذ من المعلوم أنّا اذا تعقلنا شجرة ، لا تصير ماهية الإنسان المدرِك عينَ ماهية الشجرة ، وإذا تعقلنا حجراً ، لا تصير ماهيتنا عين ماهية الحجر. وإنّما المراد ـ كما