محمّد كرد علي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: مكتبة الثقافة الدينية
الطبعة: ١
ISBN: 977-341-344-6
الصفحات: ٢١٥
وبعد أن سار القطار من حمص إلى حلب ، ومن هناك ركب قائد الجيوش الإسلامية القطار إلى الإصلاحية ، وعاد إلى دار الخلافة العليا عن طريق بوزانتي في السكة الحديدية ، وقد أبقى في القلوب آثارا عظيمة من احترامه وإعظامه ، وزاد المعجبون بنبوغه وحسن بلائه في خدمة دولة الخلافة الإسلامية ، وكثر الداعون بطول بقائه والشاكرون بيض أياديه ، حفظه الله بدرا في سماء العلا منيرا ، وعاملا على إحياء الدولة ، بمنه تعالى وحسن توفيقه.
لاحقة
فاتنا بعض أشياء وقعت لنا أثناء تأليف الكتاب ؛ لأن من المواد التي طلبناها من أربابها لم تصلنا في أوقاتها ، مثال ذلك أننا ذكرنا صفحة ١٢ أن والي حلب استقبل وكيل قائدنا الأعظم أنور باشا في حلب ، والحال أنه ذهب إلى الإصلاحية للاستقبال ، ولم نذكر أن القائدين أنور باشا وجمال باشا زارا قلعة حلب في جملة ما زاراه ، وتجولا في معاهدها ، وقلعة حلب أهم ما يجب للطراء على الشهباء أن يمتعوا أنظارهم بموقعها وجلالة تاريخها.
وقد قدمت مدينة حلب لحضرة أنور باشا الأفخم تذكارا لأهلها ، وولائهم وهو مشلح «عباءة» صنع حلب ، فتكرم حضرته بقبول الهدية ، وأثنى على اختيار هذه الهدية ؛ لأنها من المصنوعات الوطنية ، وكان الحامل لها عن أهل حلب الشيخ كامل الغزي ، من أساتذة الشهباء ، وفكري بك وكيل رئيس بلديتها.
قالت جريدة «فرات» جريدة ولاية حلب الرسمية :
بر يوم تاريخي
قسم مخصو صمزده كوريله جكي اوزره حربيه ناظري وباش قوماندان وكيلي أنور باشا حضرتلريله بحريه ناظري ودردنجي أردوى همايون قومانداني أحمد جمال باشا حضرتلري جهار شنبه كوني أقشامي شهرمزه شرفمواصلت بيور مشلردر ، حميت دينية وغيرت ملية عثمانية نك برر تمثال ذي شان وشرفي أولمغله كسب تعارف أيتمش بولونان مشار إليهما حضراتنك شهرمزي تشريفلري أهالميزجه نه درجه لرده عظيم برحس شكران ومباهات أيلة تلقى
أيدلديكين ، بو مناسبتك طرف طرف أجرا أيدلمكده أولان شنلكلر وتظاهرات بك اعلا اثبات ايدر. حلبي بوكون بر عيد ملى مسراتنه صحنه تجلى قيلان بو آثار شوق وشادمانى حلبليرك استانبول اقاقتدن طلوع ايده جك اولان او ايكي نجم درخشانك تماشاى ديدارينه شدتله مشتاق بولونمقده اولدقلريني ده كوسترر. هر حالده حلب وسورية اهاليسى جهارشنبه كونكي قدوم ميمنت مقروني بويوك بر نعمت وبلند بر منت تلقى ابتمكده بك حقليدرلر. جونكه دين ودولتك اوج اعلاي اقباله اصعادي ، ملتك شوكت وحيثيتي اوعورنده هر ابتمش بولونان ايكي صاحب حماست وحميت قوماندان مكرمك شرف حضور لريله مفتخر ومباهي بولونمقده درلر.
حلب محيطني اليوم حال إشباعه كتيرن آثار شوق ومسرتك غليان صافيت انكيزينه باقملي كه مشار إليهما حضراتنك تعظيم وتبجيلنده اولديغي كبي شهرمز عناصر مختلفه سنك بو درجه صميميت وعلويتله يكدل ويكجهت أوله رق يكديكرينه صاردقلري هنوز كورلمه مشدي.
كذا تصادفات غريبه درندركه : حلب وجوراينه خيلي زماندي نبري ياغمرو ياغمديغي جهتله أهالي سنة آتيه محور لندن أنديشناك أيكن أنور وجمال باشالر حضراتنك مملكتمز ساحة سنة داخل اولدقلري جهارشنبه كوني صباحي أطارفي كثيف بلوطلر أحاطه أيدرك مبذولا باران. رحمت ياغمش وهركسك جهره سنده كي آثار كدرورت برر نور مسرته منقلب أولمشدر.
بو وسيله أيلة حلب أهاليسي عيني زمانده محترم وسوكيلي قوماندانلرينه قاووشمق سعادتنه نائل أولدقدن باشقه جوقدنبري انتظار أيتد كلري مبذول
ياغمورلر هده نائل أولد قلرندن أيكي درلو مسترتله تلذذياب وكاميات أولمشلر ديمكدر. حتى شاعرك.
وأبيض يستسقي الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل
بيتني أهاليدن بك جوقلري بالوسيلة تخطر أيتكده أيديلر.
مشار إليهما حضراتنك حلبي تشريفلري سعد السعود موسمنه تصادف أيتمه سي ده سعادتلرط اجتماع واقتراننك استهلالي بر برائت عد أيدلسه روادر.
غزته مز ، ملت عثمانيه نك بحق ما به الافتخاري بولونان بوايكي بويوك كووطنبرور قوماندانه عرض تعظيمات وخوش آمدي يه شتاب ايله برابر جناب حلال مشكلات وقادر مطلق حضرتلرينك كنديلريني هر خصوصده توفيقات سبحانيه سنه مظهر بيورمسي تضرعاتني بوتون ملت اسلاميه وعثمانيه ايله تكرار ايلر. اه.
تعريب النبذة السابقة :
يوم تاريخي
طالما كانت تتوق نفوس الحلبيين ، وتتشوق لرؤية ذينك القمرين الباهرين ، بل النيرين الأكلمين اللذين هما من دار آفاق السعادة مشرقين ، ألا وهما الهمامان الكاملان المتجسمان من جوهر الحمية الدينية والغيرة الملية العثمانية ، حضرة صاحبي الدولة والإقبال أنور باشا ناظر الحربية ووكيل القائد العام ، وأحمد جمال باشا قائد الجيش الرابع ، حقق الله آمالهما ، وقرن بالتوفيق مسعاهما.
ذانك الرجلان اللذان اقتحما الأخطار ، وبذلا أنفسهما في سبيل رفع نير الذل والصغار ، وجاهدا في حق جهاده إعلاء لكلمة الدين ، ورفعا لمنار الإسلام والمسلمين ، فكان الحلبيون يعدون قدومهما عليهم نعمة عميمة ، ومنة من الله عظيمة ، فلما حقق الله آمالهم بتشريفهما ، ومتع أنظارهم بنور جمالهما هاجت في صدورهم عوامل الفرح والمسرة إلى درجة لم يسبق لها نظير في التاريخ ؛ بحيث أنساهم فرط جذلهم وابتهاجهم بتشريفهما جميع ما هم عليه من الشدة ؛ فأصبح كل واحد من الحلبيين المخلصين يود أن يظهر عواطف محبته إلى ذينك الرجلين العظيمين ، ولو بتقديم شطر عمره إليهما ، لو كان يجد إلى ذلك سبيل.
والحق يقال إننا لم نر ولم نسمع قط بأن سكان مدينة حلب على اختلاف عناصرهم وتباين أغراضهم قد اتفقت كلمتهم ، وتضافرت قلوبهم على محبة إنسان وإعظامه واحترامه ، كاتفاقهم في ذلك على محبة هذين الذاتين ، ومدحهما وإعظامهما ، والفرح بقدومهما.
ومن غرائب الصدف أن الغيث كان قد أمسك عن حلب مدة طويلة حتى بدأت أسعار الأقوات بالصعود ، وكاد اليأس والقنوط يستولي على النفوس ، فلما كان يوم الأربعاء ـ وهو اليوم الذي شرف فيه حضرة المشار إليهما ـ أصبح الجو متلبدا بالغيوم يسح طلا مرة ، ووابلا أخرى ، إلى أن كان مساء ذلك اليوم انهمرت السحب بالأمطار الغزيرة التي لم يسبق لها نظير في هذه السنة ، فنال الناس بذلك اليوم الأغر مسرتين عظيمتين ؛ مسرة من تهاطل المطر ، ومسرة من قدوم ذينك المحبوبين العظيمين ، واعتقدوا بأن الله سبحانه وتعالى إنما أنعم عليهم بهذا الغيث المدرار إيذانا ببركة هذين المخلصين ، وتنويها بيمن نقيبتهما ، وصار كثير من الناس يتمثلون بقول الشاعر :
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه |
|
ثمال اليتامى عصمة للأرامل |
وأغرب من هذا أن تشريف حضرتي المشار إليهما إلى حلب كان في نوء سعد السعود ، فقال الناس : لا شك أن هذا السعد قد اجتمعت فيه السعود جميعها فهو حقيق بأن يسمى بهذا الاسم.
قصيدة الشيخ كامل الغزي
في المأدبة التي أدبتها بلدية حلب لحضرة أنور باشا وجمال باشا
على الطائر الميمون أقبلت أنور |
|
وفي نجح مسعاك الأحاديث تؤثر |
تردت بك الشهباء أفخر حلة |
|
وأضحت على كل الممالك تفخر |
لك المنزل المعمور فينا وإنما |
|
غدا في قلوب المؤمنين يعمر |
نظمت من الإسلام أسنى قلادة |
|
وكادت وايم الحق لولاك تنثر |
وخضت لحفظ الملك كل مخوفة |
|
وجدت بنفس فضلها ليس يحصر |
فهيهات أن تنسى الليالي ثناءكم |
|
وفيه الكرام الكاتبون تذكر |
وكيف ترى الأيام محو سطوره |
|
وفي كل صدر مؤمن منه أسطر |
فيا معشر الإسلام بالفوز أيقنوا |
|
وبالفتح والنصر المؤزر أبشروا |
فهذا الذي ما زال يسهر ليله |
|
إلى أن غدا صبح الأماني يسفر |
وهذا الذي ما زال يظهر للتوى |
|
إلى أن أتاح الله ما هو مضمر |
ومد على الإسلام منه سرادق |
|
يصان بها دين الحنيفي وينصر |
فأنورنا في يمن طلعته نرى الم |
|
آرب مهما عسرت تتيسر |
له همة فوق الثريا محلها |
|
وعزة نفس عندها الدهر يحقر |
وفطنته كادت تناجي قلوبنا |
|
فتعلم منها ما تكن وتضمر |
وما قهر الأعداء بأس جيوشنا |
|
ولكن منه الحزم والعزم يقهر |
وما النار إغريقية مثل ناره |
|
إذا ما غدت من فكره تتسعر |
تشق عباب الدردنيل إلى حشا |
|
أساطيل أعداء عتوا وتكبروا |
فعاثت بها حتى اضمحلت وأصبحت |
|
نفوسهمو بعد التكبر تصغر |
وعما قريب يحبط الله سعيهم |
|
ونربح مصرا والعراق ويخسروا |
أيا واحدا صحت جموع صفاته |
|
وأعداؤه جمع ولكن مكسر |
أراني مهما قلت فيك من الثنا |
|
فإني عما تستحق مقصر |
وكيف أوفي مدحكم وجميلكم |
|
على عالم الإسلام ما ليس يحصر |
وساعتكم عدل لسبعين حجة |
|
وأجركم عند المهيمن أوفر |
فلا زالت الأقدار طوع مرامكم |
|
ودامت أياديكم مدى الدهر تشكر |
قصيدة الأستاذ محمد بدر الدين أفندي النعساني
أستاذ الأدبيات العربية في المكتب السلطاني بحلب
كسعيكما فليسع من يطلب المجدا |
|
فمن حاد عن نهجيكما أخطأ القصدا |
أعزما إلى حزم ورأيا إلى هدى |
|
لقد جزتما من طاقة البشر الحدا |
تداركتما الملك العظيم على شفا |
|
فأحكمتما في رفع بيانه العقدا |
فأصبح مأمولا وقد كان آملا |
|
وحفت به الأقيال تسأله الودا |
وملك بني عثمان جسم وأنتما |
|
له الروح لا ذقنا لكم أبدا فقدا |
واحر بجسم كنتما فيه روحه |
|
إذا عرت الأجسام أن يلبس الخلدا |
رأى المجد رأيا فيكما فاصطفاكما |
|
فأنعم بما أولى وأكرم بما أبدى |
ولم يك فيما قد أتاه محابيا |
|
ولكن رأى في ذلك القصد والرشدا |
أأنور لا ننسى مواقفك التي |
|
تشيب على أهوالها الأسد الوردا |
مواقف أعشى كل رأي ظلامها |
|
فكنت برأي الفرد نيرها الفردا |
فهل لك نفس غير نفسك هذه |
|
فأرخصت فيها السوم إذ تشتري الحمدا |
فأي يد تحصي أياديك جمة |
|
لقد ضل من أحصى النجوم ومن عدا |
رأيتك في أجبال برقة قائما |
|
يزين لك الأقدام خطب بها اشتدا |
جمعت قلوبا فرّق الجهل بينها |
|
وألفت منها في مجاهلها جندا |
فكنت لهم في ظلمة الليل بدرهم |
|
وكنت هجير اليوم ظلّا بها مدا |
لطمت بأيديهم وجوه عدوهم |
|
فأجفل إجفال الظليم إذا ندا |
فلو كان للطليان قلب لحاربوا |
|
به اليوم حربا يفلق الحجر الصلدا |
ولكن سلبت القوم أمس قلوبهم |
|
فما أن يرى من بعدها جندهم جلدا |
ولو كنت يوما بالتناسخ قائلا |
|
لقلت ابن سرح في صحابته ردا |
وليت فروقا أعطيت فيك حكمها |
|
فضمت عليك الجفن وادعت الجحدا |
ألست الذي دافعت عنها عدوها |
|
وأرشفتها أمنا على قلبها بردا؟ |
رددت إليها حصنها وحدودها |
|
وكانت ولا حصنا يقيها ولا حدا |
رفيقك في العليا جمال وإنما |
|
يعيبكما أن لا نرى لكما ندا |
أتى سوريا والخوف ملق جرانه |
|
بها فساقها من طمأنينة شهدا |
فقرت قلوب غاب عنها قرارها |
|
ونامت عيون طالما شكت السهدا |
أقام جنود الله في كل مخرم |
|
وقام بحسن الرأي من دونهم سدا |
تحامت أساطيل العدو ثغورها |
|
وذلك أقصى جهد من فقد الجهدا |
يرى كتشنر أن القناة حصينة |
|
لقد تم فيها الدست فلينظر الهندا |
تبين ما قسويل أن حصونه |
|
وإن عظمت جدّا ستبقى لهم لحدا |
فكاتب هاميلتون يطلب رأيه |
|
فأخبره أن الفرار لهم أجدى |
مضى الوعد إن الله ناصر دينه |
|
وحاشا إله الناس أن يخلف الوعدا |
صهر الخليفة رفعت إلى معالي صاحب الدولة والإقبال الداما وأنور باشا بمناسبة تشريفه مدينة زحلة من نجيب أفندي حبيب ليان اللبناني
|
هم بنو والد الأحرار مدحتهم |
|
أما تراهم إلى الأحرار قد ثأروا |
جاءوا إليك ببشرى عم (١) أنورهم |
|
أبي الفتوح «رشاد» من له غرر |
هنأت مولاي بالعم الذي خضعت |
|
له الممالك والتيجان والأسر |
هل فوق فخرك فخر والشعوب لها |
|
باسم الوزير مجال فيه تفتخر؟ |
حبيب مدحت قد وليت مرتبة |
|
لا ابن الوليد تولاها ولا عمر |
هذي صفاتك لا عجم لا عرب |
|
ضاهاك فيها ولا بدو ولا حضر |
صعدت كالنسر لا صدتك كارثة |
|
ولا ثناك بإدراك العلى خطر |
وكم تلقتك أهوال وكم رجعت |
|
وصدرك الرحب يقظان لها حذر |
حياة مثلك في التاريخ خالدة |
|
بحسنها صفحات المجد تزدهر |
ما قلت يا ترك هذي الحرب فاحتشدوا |
|
إلا وجاوبك الجرمان والمجر |
وقام من حولك الأبطال تحرسهم |
|
من «الجمال» عيون دأبها السهر |
لو أنصفته بحور وهو «ناظرها» |
|
لم يبق عن شخصه في قلبها درر |
تنمو صبابتنا فيه ولا عجب |
|
فللجمال على ألبابنا صور |
قصيدة أمين عالي بك من أساتذة
مدارس بيروت الأميرية
بوبوك أنور ابن ئون وبد
اى بويوك كون ، ارتق ئو كون ، أنور كلدى ، ايشته دو كون. مزده سكا ، سه وينج بكا ، فخر اوكا بوتون سوزلر ، اوني سويلر. جونكه ملت مردي سور. بوتون كوزلر اوني كوزله ر ، جونكه وطن ظفر ايستر. بوتون ارلر ، اوني ئوزله
__________________
(١) والأصل حمي ، ولكن تعمد وضعها الناظم إجادة.