زيارات ذبيح آل محمد صلوات الله عليهم وسلّم العاشورائيّة

الشيخ حيدر تربتي الكربلائي

زيارات ذبيح آل محمد صلوات الله عليهم وسلّم العاشورائيّة

المؤلف:

الشيخ حيدر تربتي الكربلائي


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-2992-28-4
الصفحات: ٣٦٦

السَّلَامُ عَلَيکَ يا عَبْدَاللَّهِ بْنَ مُسْلِمِ بْنِ عَقِيلٍ ، فَمَا أکْرَمَ مَقَامَکَ ، فِي نُصْرَهِ ابْنِ عَمِّکَ ، وَمَا أحْسَنَ فَوْزَکَ ، عِنْدَ رَبِّکَ ، فَلَقَدْ (١) کَرُمَ فِعْلُکَ (٢) ، وَأُجِلَّ أمْرُکَ (٣) ، وَأُعْظِمَ فِي الْإسْلَامِ سَهْمُکَ (٤). رَأيتَ الِانْتِقَالَ إلَي رَبِّ الْعَالَمِينَ ، خَيراً مِنْ مُجَاوَرَهِ الْکَافِرِينَ ؛ وَلَمْ تَرَ شَيئاً لِلِانْتِقَالِ ، أکْرَمَ مِنَ الْجِهَادِ وَالْقِتَالِ ؛ فَکَافَحْتَ الْفَاسِقِينَ ، بِنَفْسٍ لَا تَخِيمُ عِنْدَ النَّاسِ (٥) وَيدٍ لَا تَلِينُ عِنْدَ الْمِرَاسِ ، حَتَّي قَتَلَکَ الْأعْدَاءُ ، مِنْ بَعْدِ أنْ رَوَّيتَ سَيفَکَ وَسِنَانَکَ ، مِنْ أوْلَادِ الْأحْزَابِ وَالطُّلَقَاءِ ، وَقَدْ عَضَّکَ السِّلَاحُ ، وَأثْبَتَکَ الْجِرَاحُ ، فَغَلَبْتَ عَلَي ذَاتِ نَفْسِکَ ، غَيرَ مُسَالِمٍ وَلَا مُسْتَأْسِرٍ ، فَأدْرَکْتَ مَا کُنْتَ تَتَمَنَّاهُ ، وَجَاوَزْتَ مَا کُنْتَ تَطْلُبُهُ وَتَهْوَاهُ ، فَهَنَّاکَ اللَّهُ بِمَا صِرْتَ إلَيهِ ، وَزَادَکَ مَا ابْتَغَيتَ الزِّيادَهَ عَلَيهِ.

السَّلَامُ عَلَيکَ يا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِي بْنِ أبِي طَالِبٍ وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ ، فَإنَّکَ الْغُرَّهُ الْوَاضِحَهُ ، وَاللُّمْعَهُ اللَّائِحَهُ ، ضَاعَفَ اللَّهُ رِضَاهُ عَنْکَ ، وَأحْسَنَ لَکَ ثَوَابَ مَا بَذَلْتَهُ مِنْکَ ، فَلَقَدْ وَاسَيتَ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ب» : وَلَقَدْ.

٢ ـ في «ب» : کَرَّمَ فِعْلَکَ.

٣ ـ في «ب» : أجَلَّ أمْرَکَ.

٤ ـ في «ب» : أعْظَمَ فِي الْإسْلَامِ سَهْمَکَ.

٥ ـ في «ب» : تَحِيمُ عِنْدَ الْبَأْسِ.

٣٠١

أخَاکَ وَبَذَلْتَ مُهْجَتَکَ فِي رِضَي رَبِّکَ.

السَّلَامُ عَلَيکَ يا عَبْدَ الرَّحْمَانِ بْنَ عَقِيلِ بْنِ أبِي طَالِبٍ وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ ، سَلَاماً يرَجِّيهِ الْبَيتُ الَّذِي أنْتَ فِيهِ أضَأْتَ ، وَالنُّورُ الَّذِي فِيهِ اسْتَضَأْتَ ، وَالشَّرَفُ الَّذِي فِيهِ اقْتَدَيتَ ، وَهَنَّاکَ اللَّهُ بِالْفَوْزِ الَّذِي إلَيهِ وَصَلْتَ ، وَبِالثَّوَابِ الَّذِي ادَّخَرْتَ. لَقَدْ عَظُمَتْ مُوَاسَاتُکَ بِنَفْسِکَ ، وَبَذَلْتَ (١) مُهْجَتَکَ فِي رِضَي رَبِّکَ وَنَبِيکَ وَأبِيکَ وَأخِيکَ ، فَفَازَ قِدْحُکَ ، وَزَادَ رِبْحُکَ ، حَتَّي مَضَيتَ شَهِيداً ، وَلَقِيتَ اللَّهَ سَعِيداً ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيکَ ، وَعَلَي أخِيکَ ، وَعَلَي إخْوَتِکَ ، الَّذِينَ أذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ ، وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً.

السَّلَامُ عَلَيکَ يا أبَا بَکْرِ بْنَ عَلِي بْنِ أبِي طَالِبٍ (٢) وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ ، مَا أحْسَنَ بَلَاءَکَ ، وَأزْکَي سَعْيکَ وَأسْعَدَکَ ، بِمَا نِلْتَ مِنَ الشَّرَفِ ، وَفُزْتَ بِهِ مِنَ الشَّهَادَهِ ، فَوَاسَيتَ أخَاکَ وَإمَامَکَ ، وَمَضَيتَ عَلَي يقِينِکَ ، حَتَّي لَقِيتَ رَبَّکَ ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيکَ ، وَضَاعَفَ اللَّهُ مَا أحْسَنَ بِهِ عَلَيکَ (٣).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ب» : وَبَذْلُکَ.

٢ ـ في «ب» : عَلَيهِ السَّلَامُ.

٣ ـ في «ب» : إلَيکَ.

٣٠٢

السَّلَامُ عَلَيکَ يا عُثْمَانَ بْنَ عَلِي بْنِ أبِي طَالِبٍ وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ ، فَمَا أجَلَّ قَدْرَکَ ، وَأطْيبَ ذِکْرَکَ ، وَأبْينَ أثَرَکَ ، وَأشْهَرَ خَيرَکَ ، وَأعْلَي مَدْحَکَ ، وَأعْظَمَ مَجْدَکَ.

فَهَنِيئاً لَکُمْ يا أهْلَ بَيتِ الرَّحْمَهِ ، وَمُخْتَلَفَ الْمَلَائِکَهِ ، وَمَفَاتِيحَ الْخَيرِ ، تَحِياتُ اللَّهِ غَادِيهً وَرَائِحَهً ، فِي کُلِّ يوْمٍ وَطَرْفَهِ عَينٍ وَلَمْحَهٍ ، وَصَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيکُمْ ، يا أنْصَارَ دِينِ اللَّهِ وَأنْصَارَ أهْلِ الْبَيتِ مِنْ مَوَالِيهِمْ وَأشْياعِهِمْ ، فَلَقَدْ (١) نِلْتُمُ الْفَوْزَ ، وَحُزْتُمُ الشَّرَفَ ، فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَهِ.

ياسَادَاتِي يا أهْلَ الْبَيتِ ، وَلِيکُمْ الزَّائِرُ (لَکُمُ) (٢) الْمُثْنِي عَلَيکُمْ ، بِمَا أوْلَاکُمُ اللهُ ، وَأنْتُمْ لَهُ أهْلٌ ، الْمُجِيبُ لَکُمْ بِسَائِرِ (٣) جَوَارِحِهِ ، يسْتَشْفِعُ بِکُمْ إلَي اللَّهِ رَبِّکُمْ وَرَبِّهِ ، فِي إحْياءِ قَلْبِهِ ، وَتَزْکِيهِ عَمَلِهِ ، وَإجَابَهِ دُعَائِهِ ، وَتَقَبُّلِ مَا يتَقَرَّبُ بِهِ ، وَالْمَعُونَهِ عَلَي أمْرِ دُنْياهُ وَآخِرَتِهِ ، فَقَدْ سَألَ اللَّهَ تَعَالَي ذَلِکَ ، وَتَوَسَّلَ إلَيهِ بِکُمْ ، وَهُوَ نِعْمَ الْمَسْئُولُ ، وَنِعْمَ الْمَوْلي وَنِعْمَ النَّصِيرُ.

ثُمَّ تُسَلِّمُ عَلَي الشُّهَدَاءِ مِنْ أصْحَابِ الْحُسَينِ عَلَيهِ وَعَلَيهِمُ السَّلَامُ وَتَسْتَقْبِلُ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ب» : وَلَقَدْ

٢ ـ في «ب».

٣ ـ في «ب» : سَايرُ.

٣٠٣

الْقِبْلَهَ وَتَقُولُ :

السَّلَامُ عَلَيکُمْ يا أنْصَارَ اللَّهِ ، وَأنْصَارَ رَسُولِهِ ، وَأنْصَارَ عَلِي بْنِ أبِي طَالِبٍ ، وَأنْصَارَ فَاطِمَهَ الزَّهْرَاءِ ، وَأنْصَارَ الْحَسَنِ وَالْحُسَينِ ، وَأنْصَارَ الْإسْلَامِ.

أشْهَدُ لَقَدْ نَصَحْتُمْ لِلَّهِ ، وَجَاهَدْتُمْ فِي سَبِيلِهِ ، فَجَزَاکُمُ اللَّهُ عَنِ الْإسْلَامِ وَأهْلِهِ ، أفْضَلَ الْجَزَاءِ ، فُزْتُمْ وَاللَّهِ فَوْزاً عَظِيماً ، (يا لَيتَنِي کُنْتُ مَعَکُمْ فَأفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً) (١). أشْهَدُ أنَّکُمْ أحْياءٌ عِنْدَ رَبِّکُمْ تُرْزَقُونَ ، وَأشْهَدُ أنَّکُمُ الشُّهَدَاءُ وَأنَّکُمُ السُّعَدَاءُ ، وَأنَّکُمْ فِي دَرَجَاتِ الْعُلَي ، وَالسَّلَامُ عَلَيکُمْ وَرَحْمَهُاللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ.

ثُمَّ عُدْ إِلَي مَوْضِعِ رَأْسِ الْحُسَينِ عَلَيهِ السَّلَامُ (٢) وَاسْتَقْبِلِ الْقِبْلَهَ وَصَلِّ رَکْعَتَينِ صَلَاهَ الزِّيارَهِ ، تَقْرَأُ فِي الْأولَي الْحَمْدَ وَسُورَهَ الْأنْبِياءِ وَفِي الثَّانِيهِ الْحَمْدَ وَسُورَهَ الْحَشْرِ أَوْ مَا تَهَيأ لَکَ مِنَ الْقُرْآنِ فَإِذَا فَرَغْتَ مِنَ الصَّلَاهِ فَقُلْ :

سُبْحَانَ ذِي الْقُدْرَهِ وَالْجَبَرُوتِ ، سُبْحَانَ ذِي الْعِزَّهِ وَالْمَلَکُوتِ ، سُبْحَانَ الْمُسَبَّحِ لَهُ بِکُلِّ لِسَانٍ ، سُبْحَانَ الْمَعْبُودِ فِي کُلِّ أوَانٍ ، الْأوَّلُ وَالْآخِرُ ، وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ ، وَهُوَ بِکُلِّ شَي ءٍ عَلِيمٌ ، ذلِکُمُ اللَّهُ رَبُّکُمْ ، فَتَبارَکَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ ، لا إلهَ إلَّا هُوَ ، فَتَعالَي اللَّهُ عَمَّا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ب».

٢ ـ في «ب» : صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ.

٣٠٤

يشْرِکُونَ.

اللَّهُمَّ ثَبِّتْنِي عَلَي الْإقْرَارِ بِکَ ، وَاحْشُرْنِي عَلَيهِ ، وَألْحِقْنِي بِالْعَصَبَهِ الْمُعْتَقِدِينَ لَهُ ، الَّذِينَ لَمْ يعْتَرِضْهُمْ فِيکَ الرَّيبُ ، وَلَمْ يخَالِطْهُمُ الشَّکُّ ، الَّذِينَ أطَاعُوا نَبِيکَ وَوَازَرُوهُ ، وَعَاضَدُوهُ وَنَصَرُوهُ ، وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ ، وَلَمْ يکُنِ اتِّبَاعُهُمْ إياهُ طَلَبَ الدُّنْيا الْفَانِيهِ ، وَلَا انْحِرَافاً عَنِ الْآخِرَهِ الْبَاقِيهِ ، وَلَا حُبَّ الرِّئَاسَهِ وَالْإمْرَهِ ، وَلَا إيثَارَ الثَّرْوَهِ ، بَلْ تَاجَرُوا بِأمْوَالِهِمْ وَأنْفُسِهِمْ ، وَرَبِحُوا حِينَ خَسِرَ الْبَاخِلُونَ ، وَفَازُوا حِينَ خَابَ الْمُبْطِلُونَ ، وَأقَامُوا حُدُودَ مَا أمَرْتَ بِهِ ، مِنَ الْمَوَدَّهِ فِي ذَوِي الْقُرْبَي ، الَّتِي جَعَلْتَهَا أجْرَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّي اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ ، فِيمَا أدَّاهُ إلَينَا مِنَ الْهِدَايهِ إلَيکَ ، وَأرْشَدَنا إلَيهِ مِنَ التَّعَبُّدِ (١) ، وَتَمَسَّکُوا بِطَاعَتِهِمْ ، وَلَمْ يمِيلُوا إلَي غَيرِهِمْ.

اللَّهُمَّ إنِّي أُشْهِدُکَ أنِّي مَعَهُمْ وَفِيهِمْ وَبِهِمْ ، وَلَا أمِيلُ عَنْهُمْ وَلَا أنْحَرِفُ إلَي غَيرِهِمْ ، وَلَا أقُولُ لِمَنْ خَالَفَهُمْ ، هؤُلاءِ أهْدي مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ ، صَلَاهً تُرْضِيهِ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ب» زياده : لَکَ.

٣٠٥

وَتُحْظِيهِ ، وَتُبْلِغُهُ أقْصَي رِضَاهُ وَأمَانِيهِ ، وَعَلَي ابْنِ عَمِّهِ ، وَأخِيهِ الْمُهْتَدِي بِهِدَايتِهِ ، الْمُسْتَبْصِرِ بِمِشْکَاتِهِ ، الْقَائِمِ مَقَامَهُ فِي أُمَّتِهِ ، وَعَلَي الْأئِمَّهِ مِنْ ذُرِّيتِهِ ، الْحَسَنِ وَالْحُسَينِ وَعَلِي بْنِ الْحُسَينِ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِي وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَمُوسَي بْنِ جَعْفَرٍ وَعَلِي بْنِ مُوسَي وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِي وَعَلِي بْنِ مُحَمَّدٍ وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِي وَالْحُجَّهِ بْنِ الْحَسَنِ.

اللَّهُمَّ إنَّ هَذَا مَقَامٌ إنْ رَبِحَ فِيهِ الْقَائِمُ بِأهْلِ ذَلِکَ ، فَهُوَ مِنَ الْفَائِزِينَ ، وَإنْ خَسِرَ فَهُوَ مِنَ الْهَالِکِينَ.

اللَّهُمَّ إنِّي لَا أعْلَمُ شَيئاً يقَرِّبُنِي مِنْ رِضَاکَ ، فِي هَذَا الْمَقَامِ ، إلَّا التَّوْبَهَ مِنْ مَعَاصِيکَ ، وَالِاسْتِغْفَارَ مِنَ الذُّنُوبِ ، وَالتَّوَسُّلَ بِهَذَا الْإمَامِ الصِّدِّيقِ ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ. وَأنَا بِحَيثُ تَنْزِلُ الرَّحْمَهُ وَتُرَفْرِفُ الْمَلَائِکَهُ ، وَتَأْتِيهِ الْأنْبِياءُ ، وَتَغْشَاهُ الْأوْصِياءُ ، فَإنْ خِفْتُ مَعَ کَرْمِکَ وَمَعَ هَذِهِ الْوَسِيلَهِ إلَيکَ أنْ تُعَذِّبَنِي ، فَقَدْ ضَلَّ سَعْيي وَخَسِرَ عَمَلِي ، فَياحَسْرَهَ نَفْسِي وَإنْ لَمْ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي ، فَأنْتَ أرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.

ثُمَّ قَبِّلِ الضَّرِيحَ وَقُلْ :

٣٠٦

(السَّلَامُ عَلَيکَ) (١) أيهَا الْإمَامُ الْکَرِيمُ ، وَابْنَ الرَّسُولِ الْکَرِيمِ ، أتَيتُکَ بِزِيارَهِ الْعَبْدِ لِمَوْلَاهُ ، الرَّاجِي فَضْلَهُ وَجَدْوَاهُ ، الْآمِلِ قَضَاءَ الْحَقِّ الَّذِي أظْهَرَهُ اللَّهُ لَکَ ، وَکَيفَ أقْضِي حَقَّکَ مَعَ عَجْزِي وَصِغَرِ جَدِّي ، وَجَلَالَهِ أمْرِکَ ، وَعَظِيمِ قَدْرِکَ ، وَهَلْ هِي إلَّا الْمُحَافَظَهُ عَلَي ذِکْرِکَ ، وَالصَّلَاهُ عَلَيکَ ، مَعَ أبِيکَ وَجَدِّکَ ، وَالْمُتَابَعَهُ لَکَ ، وَالْبَرَاءَهُ مِنْ أعْدَائِکَ وَالْمُنْحَرِفِينَ عَنْکَ.

فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ خَالَفَکَ فِي سِرِّهِ وَجَهْرِهِ ، وَمَنْ أجْلَبَ عَلَيکَ بِخَيلِهِ وَرَجِلِهِ ، وَمَنْ کَثَّرَ أعْدَاءَکَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ ، وَمَنْ سَرَّهُ مَاسَاءَکَ ، وَمَنْ أرْضَاهُ مَا أسْخَطَکَ ، وَمَنْ جَرَّدَ سَيفَهُ لِحَرْبِکَ ، وَمَنْ شَهَرَ نَفْسَهُ فِي مُعَادَاتِکَ ، وَمَنْ قَامَ فِي الْمَحَافِلِ بِذَمِّکَ ، وَمَنْ خَطَبَ فِي الْمَجَالِسِ بِلَوْمِکَ سِرّاً وَجَهْراً. اللَّهُمَّ جَدِّدْ عَلَيهِمُ اللَّعْنَهَ کَمَا جَدَّدْتَ الصَّلَاهَ عَلَيهِ ، اللَّهُمَّ لَا تَدَعْ لَهُمْ دِعَامَهً إلَّا قَصَمْتَهَا ، وَلَا کَلِمَهً مُجْتَمِعَهً إلَّا فَرَّقْتَهَا ، اللَّهُمَّ أرْسِلْ عَلَيهِمْ مِنَ الْحَقِّ يداً حَاصِدَهً ، تَصْرَعُ قَائِمَهُمْ ، وَتَهْشِمُ سُوقَهُمْ ، وَتَجْدَعُ مَعَاطِسَهُمْ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَعِتْرَتِهِ الطَّاهِرِينَ ، الَّذِينَ بِذِکْرِهِمْ ينْجَلِي الظَّلَامُ ، وَينْزِلُ الْغَمَامُ ، وَعَلَي أشْياعِهِمْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ب».

٣٠٧

وَمَوَالِيهِمْ وَأنْصَارِهِمْ ، وَاحْشُرْنِي مَعَهُمْ ، وَتَحْتَ لِوَائِهِمْ.

أيهَا الْإمَامُ الْکَرِيمُ ، اذْکُرْنِي بِحُرْمَهِ جَدِّکَ عِنْدَ رَبِّکَ ، ذِکْراً ينْصُرُنِي عَلَي مَنْ يبْغِي عَلَي ، وَيعَانِدُنِي فِيکَ ، وَيعَادِينِي مِنْ أجْلِکَ ، وَاشْفَعْ (١) لِي إلَي رَبِّکَ ، فِي إتْمَامِ النِّعْمَهِ لَدَي ، وَإسْبَاغِ الْعَافِيهِ عَلَي ، وَسَوْقِ الرِّزْقِ إلَي ، وَتُوَسِّعُهُ (٢) عَلَي ، لِأعُودَ بِالْفَضْلِ مِنْهُ عَلَي مُبْتَغِيهِ ، فَمَا أسْألُ مَعَ الْکَفَافِ ، إلَّا مَا أکْتَسِبُ بِهِ الثَّوَابَ ، فَإنَّهُ لَا ثَوَابَ لِمَنْ لَا يشَارِکُکَ فِي مَالِهِ ، وَلَا حَاجَهَ لِي فِيمَا يکْنَزُ فِي الْأرْضِ ، وَلَا ينْفَقُ فِي نَافِلَهٍ وَلَا فَرْضٍ.

اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُکَ وَأبْتَغِيهِ مِنْ لَدُنْکَ حَلَالًا طَيباً ، فَأعِنِّي عَلَي ذَلِکَ وَأقْدِرْنِي عَلَيهِ ، وَلَا تَبْتَلِينِي بِالْحَاجَهِ فَأتَعَرَّضَ بِالرِّزْقِ ، لِلْجِهَاتِ الَّتِي يقْبُحُ أمْرُهَا ، وَيلْزَمُنِي وِزْرُهَا.

اللَّهُمَّ وَمُدَّ لِي فِي الْعُمُرِ مَا دَامَتِ الْحَياهُ مَوْصُولَهً بِطَاعَتِکَ ، مَشْغُولَهً بِعِبَادَتِکَ ، فَإذَاصَارَتِ الْحَياهُ مَرْتَعَهً لِلشَّيطَانِ ، فَاقْبِضْنِي إلَيکَ قَبْلَ أنْ يسْبِقَ إلَي مَقْتُکَ ، وَيسْتَحْکَمَ عَلَي سَخَطُکَ.

اللَّهُمَ صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَيسِّرْ لِي الْعَوْدَ إلَي هَذَا الْمَشْهَدِ ، الَّذِي عَظَّمْتَ حُرْمَتَهُ فِي کُلِّ حَوْلٍ ، بَلْ فِي کُلِّ شَهْرٍ ، بَلْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ب» : فَاشْفَعْ.

٢ ـ في «ب» : وَتَوْسِيعِهِ.

٣٠٨

فِي کُلِّ أُسْبُوعٍ ، فَإنَّ زِيارَتَهُ فِي کُلِّ حَوْلٍ ، مَعَ قَبُولِکَ ذَلِکَ ، بَرَکَهٌ شَامِلَهٌ ، فَکَيفَ إذَا قَرُبَتِ الْمُدَّهُ ، وَتَلَاحَقَتِ الْقُدْرَهُ. اللَّهُمَّ إنَّهُ لَاعُذْرَ لِي فِي التَّأخُّرِ عَنْهُ وَالْإخْلَالِ بِزِيارَتِهِ ، مَعَ قُرْبِ الْمَسَافَهِ إلَّا الْمَخَاوِفُ الْحَائِلَهُ بَينِي وَبَينَهُ ، وَلَوْلَا ذَلِکَ لَتَقَطَّعَتْ نَفْسِي ، حَسْرَهً لِانْقِطَاعِي عَنْهُ ، أسَفاً عَلَي مَا يفُوتُنِي مِنْهُ.

اللَّهُمَّ يسِّرْ لِي الْإتْمَامَ ، وَأعِنِّي عَلَي تَأدِّيهِ ، وَمَا (١) أُضْمِرُهُ فِيهِ ، وَأرَاهُ أهْلَهُ وَمُسْتَوْجِبَهُ ، فَأنْتَ بِنِعْمَتِکَ الْهَادِي إلَيهِ ، وَالْمُعِينُ عَلَيهِ. اللَّهُمَّ فَتَقَبَّلْ فَرْضِي ، وَنَوَافِلِي وَزِيارَتِي ، وَاجْعَلْهَا زِيارَهً مُسْتَمِرَّهً ، وَعَادَهً مُسْتَقِرَّهً ، وَلَا تَجْعَلْ ذَلِکَ مُنْقَطِعَ التَّوَاتُرِ ، يا کَرِيمُ.

فَإذَا أَرَدْتَ الْوَدَاعَ فَصَلِّ رَکْعَتَينِ وَقُلْ :

السَّلَامُ عَلَيکَ يا خَيرَ الْأنَامِ ، لِأکْرَمِ إمَامٍ ، وَأکْرَمِ رَسُولٍ ، وَلِيکَ يوَدِّعُکَ ، تَوْدِيعَ غَيرِ قَالٍ (لِقُرْبِکَ) (٢) ، وَلَا سَئِمٍ لِلْمُقَامِ لَدَيکَ ، وَلَا مُؤْثِرٍ لِغَيرِکَ عَلَيکَ ، وَلَا مُنْصَرِفٍ لِمَا هُوَ أنْفَعُ لَهُ مِنْکَ ، تَوْدِيعَ مُتَأسِّفٍ عَلَي فِرَاقِکَ ، وَمُتَشَوِّقٍ إلَي عَوْدِ لِقَائِکَ ، وَدَاعَ مَنْ يعُدُّ الْأيامَ لِزِيارَتِکَ ، وَيؤْثِرُ الْغُدُوَّ وَالرَّوَاحَ إلَيکَ ، وَيتَلَهَّفُ عَلَي الْقُرْبِ مِنْکَ ، وَمُشَاهَدَهِ نَجْوَاکَ. صَلَّي اللَّهُ عَلَيکَ مَا اخْتَلَفَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ب» : تَأْدِيهِ مَا.

٢ ـ في «ب».

٣٠٩

الْجَدِيدَانِ ، وَتَنَاوَحَ الْعَصْرَانِ ، وَتَعَاقَبَ الْأيامُ.

ثُمَّ انْکَبَّ عَلَي الْقَبْرِ وَقُلْ :

يا مَوْلَاي مَا تَرْوَي النَّفْسُ مِنْ مُنَاجَاتِکَ ، وَلَا يقْنَعُ الْقَلْبُ إلَّا بِمُجَاوَرَتِکَ ، فَلَوْ عَذَرْتَنِي الْحَالَ الَّتِي وَرَائِي لَتَرَکْتُهَا ، وَلَا اسْتَبْدَلْتُ بِهَا جِوَارَکَ ، فَمَا أسْعَدَ مَنْ يغَادِيکَ وَيرَاوِحُکَ ، وَمَا أرْغَدَ عَيشَ مَنْ يمَسِّيکَ وَيصَبِّحُکَ.

اللَّهُمَّ احْرُسْ هَذِهِ الْآثَارَ مِنَ الدُّرُوسِ ، وَأدِمْ لَهَا مَا هِي عَلَيهِ مِنَ الْأُنْسِ وَالْبَرَکَاتِ وَالسُّعُودِ ، وَمُوَاصَلَهِ مَا کَرَّمْتَهَا بِهِ مِنْ زُوَّارِ الْأنْبِياءِ ، وَالْمَلَائِکَهِ وَالْوَافِدِينَ إلَيهَا فِي کُلِّ يوْمٍ وَسَاعَهٍ ، وَاعْمُرِ الطَّرِيقَ بِالزَّائِرِينَ لَهَا ، وَآمِنْ سُبُلَهَا إلَيهَا. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَلَا تَجْعَلْهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِهِمْ ، وَإتْيانِ مَشَاهِدِهِمْ ، إنَّکَ وَلِي الْإجَابَهِ يا کَرِيمُ. (١)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ کتاب المصباح ، لفقيه أهل البيت وسيد فقهاء الشّيعه أبي القاسم علي بن الحسين بن موسي بن محمد بن موسي بن أبراهيم بن الإمام موسي الکاظم (ع) المشتهر بالسّيد المرتضي علم الهدي قدّس سرّه المتوفّي سنه ٤٣٩ ه. ق علي ما نقله عنه السّيد الجليل علي بن موسي بن طاووس قدّس سرّه في مصباح الزّائر : ٢٢١ ـ ٢٤٤.

المزار القديم لِ ...؟ قال خاتمه المحدّثين ميرزا حسين النوري الطّبرسي المتوفّي سنه ١٣٢٠ ه. ق في المستدرک : ١٠ / ٣٣٥ ب ٥٣ ح ١٧ ـ المزار القديم ، زياره أخري تختصّ بالحسين عليه السّلام وهي مرويه بأسانيد وهي أوّل زياره زار بها المرتضي

٣١٠

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

علم الهدي رضوان الله عليه الحسين عليه السّلام وساق الزّياره وذکر مثل ما روي في المزار الکبير وفي الزّيارتين إختلاف کثير ، انتهي. ، توجد نسخه المزار القديم لِ ...؟ قال خاتمه المحدّثين ميرزا حسين النوري الطّبرسي المتوفّي سنه ١٣٢٠ ه. ق في المستدرک : ١٠ / ٣٣٥ ب ٥٣ ح ١٧ ـ المزار القديم ، زياره أخري تختصّ بالحسين عليه السّلام وهي مرويه بأسانيد وهي أوّل زياره زار بها المرتضي علم الهدي رضوان الله عليه الحسين عليه السّلام وساق الزّياره وذکر مثل ما روي في المزار الکبير وفي الزّيارتين إختلاف کثير ، انتهي. ، توجد نسخه خطّيه في مکتبه آيهالله المرعشي برقم٤٦٢ الصّفحه ١٤٦ منها هذه العباره : زياره أُخري تختصّ بالحسين صلوات الله عليه وهي مرويه بأسانيد مختلفه وهي أوّل زيارهٍ زار بها المرتضي علم الهدي رضوان الله عليه ... فإذا بلغت المقتل ، فقل : أُذِنَ للّذِينَ يقَاتَلُونَ ... وفي الصّفحه١٤٧ السّطر الثّامن : السَّلَامُ عَلَي آدَمَ صَفْوَهِ اللهِ مِنْ خَلِيقَتِهِ ... ، البحار : ٩٨ / ٢٣١ ـ ٢٤٩ ح ٣٨ ـ قال : زياره أخري له صلوات الله عليه أوردها السّيد وغيره والظّاهر أنّه من تأليف السّيد المرتضي رضي الله عنه.

٣١١
٣١٢

قال الحسين لأخيه العباس صلوات الله عليهما

يا عبّاس

ارکب بنفسي أنت يا أخي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ الإرشاد : ٢ / ٩٠ ـ قال له العبّاس بن علي رحمه الله عليه : يا أَخِي أَتَاکَ الْقَوْمُ ، فنهض ثمّ قال : ياعَبَّاسُ! إرْکَبْ بِنَفْسُي أنْتَ يا أَخِي ، حَتَّي تَلْقَاهُمْ وَتَقُولَ لَهُمْ مَا لَکُمْ وَمَا بَدَا لَکُمْ وَتَسْأَلَهُمْ عَمَّا جَاءَ بِهِمْ ، فأتاهم العبّاس في نحو من عشرين فارساً منهم (فيهم) زهير بن القين وحبيب بن مظاهر ... روضه الواعظين ط١ : ١٥٧ ، إعلام الوري : ٢٣٧ الفصل٤ ، مثيرالأحزان : ٥٣ ، البحار : ٤٤ / ٣٩١ ب ٣٧ ، العوالم : ١٧ / ٢٤٢ ، الدّمعه السّاکبه٤ / ٢٦٧ ، معالي السّبطين : ١ / ٣٣١.

تاريخ الأمم والملوک : ٥ / ٤١٨ ، تجارب الأمم : ٢ / ٤١٨ ، المنتظم : ٥ / ٣٣٧ ، الکامل في التّاريخ : ٣ / ٢٨٤ ، نهايه الإرب : ٢٠ / ٤٣٢.

٣١٣
٣١٤

زياره أبي الفضل العبّاس (ع)

٣١٥
٣١٦

١ ـ قال شيخ الطّائفه الحقّه وفقيهها المقدّم أبوالقاسم جعفر بن محمّد بن قولويه القمّي قدّس سرّه المتوفّي سنه ٣٦٧ه. ق : حدّثني أبوعبدالرّحمان محمّد بن أحمد بن الحسين العسکري بالعسکر عن الحسن بن علي بن مهزيار عن أبيه عن علي بن مهزيار عن محمّد بن أبي عمير عن محمّد بن مروان عن أبي حمزه الثّمالي قال قال الصّادق (ع) : إذَا أرَدْتَ زِيارَهَ قَبْرِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَلِي (ع) وَهُوَ عَلَي شَطِّ الْفُرَاتِ بِحِذَاءِ الْحَايرِ فَقِفْ عَلَي بَابِ السَّقِيفَهِ وَقُلْ :

سَلَامُ اللَّهِ وَسَلَامُ مَلَائِکَتِهِ الْمُقَرَّبِينَ وَأنْبِيائِهِ الْمُرْسَلِينَ وَعِبَادِهِ الصَّالِحِينَ وَجَمِيعِ الشُّهَدَاءِ وَالصِّدِّيقِينَ ، وَالزَّاکِياتِ الطَّيبَاتِ فِيمَا تَغْتَدِي وَتَرُوحُ ، عَلَيکَ يا ابْنَ أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (وَرَحْمَهُ اللهِ وَبَرَکَاتُهُ) (١) ، أشْهَدُ لَکَ بِالتَّسْلِيمِ وَالتَّصْدِيقِ وَالْوَفَاءِ وَالنَّصِيحَهِ ، لِخَلَفِ النَّبِي (صَلَّي اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ) (٢) الْمُرْسَلِ وَالسِّبْطِ الْمُنْتَجَبِ وَالدَّلِيلِ الْعَالِمِ وَالْوَصِي الْمُبَلِّغِ وَالْمَظْلُومِ الْمُهْتَضَمِ (٣) ، فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنْ رَسُولِهِ وَعَنْ أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ (وَعَنْ فَاطِمَهَ) (٤) وَعَنِ الْحَسَنِ وَالْحُسَينِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِمْ ، أفْضَلَ الْجَزَاءِ بِمَا

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ت».

٢ ـ في «ف» ، «ج» ، «ت» ، «م» ، «ز» و «ش».

٣ ـ في «ج» ، «م» و «ش» المضطهد.

٤ ـ في «خ ل ف» ، «ج» و «ش».

٣١٧

صَبَرْتَ وَاحْتَسَبْتَ وَأعَنْتَ ، فَنِعْمَ عُقْبَي الدَّارِ ، لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَکَ (وَلَعَنَ اللهُ مَنْ ظَلَمَکْ) (١) وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ جَهِلَ حَقَّکَ وَاسْتَخَفَّ بِحُرْمَتِکَ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ حَالَ بَينَکَ وَبَينَ مَاءِ الْفُرَاتِ. أشْهَدُ أنَّکَ قُتِلْتَ مَظْلُوماً وَأنَّ اللَّهَ مُنْجِزٌ لَکُمْ (ثَأْرَ) (٢) مَا وَعَدَکُمْ ، جِئْتُکَ يا ابْنَ أمِيرِالْمُؤْمِنِينَ وَافِداً إلَيکُمْ ، وَقَلْبِي مُسَلِّمٌ لَکُمْ (وَتَابِعٌ) (٣) ، وَأنَا لَکُمْ تَابِعٌ ، وَنُصْرَتِي لَکُمْ مُعَدَّهٌ ، حَتَّي يحْکُمَ اللَّهُ (بِأمْرِهِ) (٤) وَهُوَ خَيرُ الْحاکِمِينَ ، فَمَعَکُمْ مَعَکُمْ لَا مَعَ عَدُوِّکُمْ ، إنِّي بِکُمْ وَبِإيابِکُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَبِمَنْ خَالَفَکُمْ وَقَتَلَکُمْ مِنَ الْکَافِرِينَ ، قَتَلَ اللَّهُ أُمَّهً قَتَلَتْکُمْ بِالْأيدِي وَالْألْسُنِ.

ثُمَّ ادْخُلْ وَانْکَبَّ عَلَي الْقَبْرِ وَقُلْ (وَأنْتَ مُسْتَقْبِلُ الْقِبْلَهَ) (٥) :

السَّلَامُ عَلَيکَ أيهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الْمُطِيعُ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَينِ عَلَيهِمُ السَّلَامُ (صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيهِمْ) (٦) ، (وَالْحَمْدُ للهِ وَسَلَامٌ عَلَي عِبَادِهِ الّذِينَ اصْطَفَي مُحَمَّدٍ وَآلِهِ) (٧) ،

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «خ ل ف».

٢ ـ في «ز».

٣ ـ في «ت

٤ ـ في «ف» و «ز».

٥ ـ في «ت».

٦ ـ في «ف» ، «ت» ، «م» و «ز».

٧ ـ في «ت».

٣١٨

السَّلَامُ عَلَيکَ وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ (وَمَغْفِرَتُهُ) (١) وَرِضْوَانُهُ وَعَلَي رُوحِکَ وَبَدَنِکَ. أشْهَدُ وَأُشْهِدُ اللَّهَ أنَّکَ مَضَيتَ عَلَي مَا مَضَي بِهِ (٢) الْبَدْرِيونَ (وَ) (٣) الْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، الْمُنَاصِحُونَ لَهُ فِي جِهَادِ أعْدَائِهِ ، (وَ) (٤) الْمُبَالِغُونَ فِي نُصْرَهِ أوْلِيائِهِ ، الذَّابُّونَ عَنْ أحِبَّائِهِ ، فَجَزَاکَ اللَّهُ أفْضَلَ الْجَزَاءِ وَأکْثَرَ الْجَزَاءِ وَأوْفَرَ الْجَزَاءِ ، وَأوْفَي جَزَاءِ أحَدٍ مِمَّنْ وَفَي بَيعَتَهُ ، وَاسْتَجَابَ لَهُ دَعْوَتَهُ ، وَأطَاعَ وُلَاهَ أمْرِهِ ، وَأشْهَدُ أنَّکَ قَدْ بَالَغْتَ فِي النَّصِيحَهِ ، وَأعْطَيتَ غَايهَ الْمَجْهُودِ ، فَبَعَثَکَ اللَّهُ فِي الشُّهَدَاءِ ، وَجَعَلَ رُوحَکَ مَعَ أرْوَاحِ الشُّهَدَاءِ (٥) ، وَأعْطَاکَ مِنْ جِنَانِهِ أفْسَحَهَا مَنْزِلًا وَأفْضَلَهَا غُرَفاً ، وَرَفَعَ ذِکْرَکَ فِي عِلِّيينَ (٦) ، وَحَشَرَکَ مَعَ النَّبِيينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ ، وَحَسُنَ أُولئِکَ رَفِيقاً ، أشْهَدُ أنَّکَ لَمْ تَهِنْ وَلَمْ تَنْکُلْ ، وَ (أشْهَدُ) (٧) أنَّکَ مَضَيتَ عَلَي بَصِيرَهٍ مِنْ أمْرِکَ ، مُقْتَدِياً بِالصَّالِحِينَ وَمُتَّبِعاً لِلنَّبِيينَ ، فَجَمَعَ اللَّهُ بَينَنَا وَبَينَکَ وَبَينَ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ف» ، «ج» ، «ت» ، «ز» و «ش».

٢ ـ في «ت» ، «ز» و «ش» : عَلَيهِ

٣ ـ في «ف» ، «ج» ، «م» ، «ز» و «ش».

٤ ـ في «ش».

٥ ـ في «ف» ، «ج» ، «ت» ، «م» ، «ز» ، «ش» : السُّعَدَاءِ.

٦ ـ في «ف» ، «ج» ، «ت» ، «م» : الْعِلِيينَ وفي «خ ل» : الْعَالَمِينَ.

٧ ـ في «ج» و «ش».

٣١٩

رَسُولِهِ (صَلَّي اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ) (١) وَأوْلِيائِهِ (٢) فِي مَنَازِلِ الْمُخْبِتِينَ (٣) ، فَإنَّهُ أرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (وَالسَّلَامُ عَلَيکَ وَرَحْمَهُ اللهِ وَبَرَکَاتُهُ) (٤). (٥)

٢ ـ (٦) ثُمَّ انْحَرِفْ إلَي عِنْدِ الرَّأْسِ فَصَلِّ رَکْعَتَينِ ثُمَّ صَلِّ بَعْدَهُمَا مَا بَدَا لَکَ وَادْعُ اللَّهَ کَثِيراً وَقُلْ عَقِيبَ الرَّکَعَاتِ (الصَّلَاهِ) (٧) :

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَلَا تَدَعْ لِي فِي هَذَا الْمَکَانِ الْمُکَرَّمِ وَالْمَشْهَدِ الْمُعَظَّمِ ذَنْباً إلَّا غَفَرْتَهُ وَلَا هَمّاً إلَّا فَرَّجْتَهُ وَلَا کَرْبَاً إلّا کَشَفْتَهُ وَلَامَرَضاً إلَّا شَفَيتَهُ وَلَا عَيباً إلَّا سَتَرْتَهُ وَلَا رِزْقاً إلَّا بَسَطْتَهُ وَلَا خَوْفاً إلَّا آمَنْتَهُ وَلَا شَمْلًا إلَّا جَمَعْتَهُ وَلَا غَائِباً إلَّا حَفِظْتَهُ وَأدَّيتَهُ (أدْنَيتَهُ) وَلَا حَاجَهً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيا وَالْآخِرَهِ لَکَ فِيهَا رِضًي وَلِي فِيهَا صَلَاحٌ إلَّا قَضَيتَهَا يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ت».

٢ ـ في «خ ل ش» : أوْصِيائِهِ

٣ ـ في «ج» ، «م» و «ش» : الْمُحْسِنِينَ

٤ ـ في «ش».

٥ ـ کامل الزيارات : ٢٥٦ ب٨٥ ح١ ، وقابلنا الزياره مع المصادر : مزار المفيد : ١٢١ ـ ١٢٣ : ثمّ امش حتّي تأتي شهد العبّاس بن علي عليهما السلام فإذا أتيت فقف علي باب السّقيفه وقل : سَلَامُ اللَّهِ ... (کما في کامل الزيارات) ، مصباح المتهجد : ٦٦٨ ، التّهذيب : ٦ / ٥٤ ب ١٨ ح ١ ، المزارالکبير : ٣٨٨ ، مصباح الزّائر : ٢١٣ ، مزار الشّهيد : ١٣١ ، البحار : ٩٨ / ٢١٧ ح ٣٣ و ٢٧٧ب ٢٠ح ١.

٦ ـ قال شيخ الطّائفه الحقّه وفقيهها أبوعبْدالله محمّد بن محمّد بن النّعْمان العکبري البغدادي المفيد قدّس سرّه المتوفّي سنه ٤١٣ ه. ق :.

٧ ـ في «ز».

٣٢٠