زيارات ذبيح آل محمد صلوات الله عليهم وسلّم العاشورائيّة

الشيخ حيدر تربتي الكربلائي

زيارات ذبيح آل محمد صلوات الله عليهم وسلّم العاشورائيّة

المؤلف:

الشيخ حيدر تربتي الكربلائي


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-2992-28-4
الصفحات: ٣٦٦

٣٣ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : هَبَطَ أرْبَعَهُ آلَافِ مَلَکٍ يرِيدُونَ الْقِتَالَ مَعَ الْحُسَينِ (ع) فَلَمْ يؤْذَنْ لَهُمْ فِي الْقِتَالِ ، فَرَجَعُوا فِي الِاسْتِئْمَارِ (١) فَهَبَطُوا وَقَدْ قُتِلَ الْحُسَينُ (٢) (ع) وَلُعِنَ قَاتِلُهُ وَمَنْ أعَانَ عَلَيهِ وَمَنْ شَرِکَ فِي دَمِهِ ، فَهُمْ عِنْدَ قَبْرِهِ شُعْثٌ غُبْرٌ يبْکُونَهُ إلَي يوْمِ الْقِيامَهِ ، رَئِيسُهُمْ مَلَکٌ يقَالُ لَهُ مَنْصُورٌ ، فَلَا يزُورُهُ زَائِرٌ إلَّا اسْتَقْبَلُوهُ وَلَا يوَدِّعُهُ مُوَدِّعٌ إلَّا شَيعُوهُ وَلَا يمْرَضُ إلَّا عَادُوهُ وَلَا يمُوتُ إلَّا صَلَّوْا عَلَي جِنَازَتِهِ وَاسْتَغْفَرُوا لَهُ بَعْدَ مَوْتِهِ فَکُلُّ هَؤُلَاءِ فِي الْأرْضِ ينْتَظِرُونَ قِيامَ الْقَائِمِ عجّل الله تعالى فرجه الشريف. (٣)

٣٤ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : وَکَّلَ اللَّهُ بِقَبْرِ الْحُسَينِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ أرْبَعَهَ آلَافِ مَلَکٍ شُعْثاً غُبْراً يبْکُونَهُ إلَي يوْمِ الْقِيامَهِ ، وَإتْيانُهُ تَعْدِلُ حَجَّهً وَعُمْرَهً وَقُبُورَ الشُّهَدَاءِ. (٤)

٣٥ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : وَکَّلَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَتَعَالَي بِقَبْرِ الْحُسَينِ (ع) سَبْعِينَ ألْفَ مَلَکٍ يصَلُّونَ عَلَيهِ کُلَّ يوْمٍ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «خ ل» : الإسْتِئْذَان.

٢ ـ في «خ ل» : رَحْمَهُ اللَّهِ عَلَيهِ.

٣ ـ کامل الزيارات : ٨٣ ب ٢٧ ح ٢ وص ١٩٢ ب ٧٧ ح ٩ ، الغيبه للنعماني : ٣١٠ ب ١٩ ح ٥ ، أمالي الصدوق : ٦٣٨ المجلس٩٢ ح ٧ ، الوسائل : ١٤ / ٤٢٧ ب ٣٧ ح ١٩٥٢٣ ، البحار : ٤٥ / ٢٢٦ ب ٤١ ح ٢١ وص ٢٢٠ ب ٤١ ح ٢ .

٤ ـ کامل الزيارات : ١٥٩ ب ٦٥ ح ٨ ، البحار : ٩٨ / ٤٠ ب ٥ ح ٦١.

٦١

شُعْثاً غُبْراً مِنْ يوْمَ قُتِلَ إلَي مَا شَاءَ اللَّهُ (يعْنِي بِذَلِکَ قِيامَ الْقَائِمِ عجّل الله تعالى فرجه الشريف) وَيدْعُونَ لِمَنْ زَارَهُ وَيقُولُونَ : يا رَبِّ هَؤُلَاءِ زُوَّارُ الْحُسَينِ (ع) افْعَلْ بِهِمْ وَافْعَلْ بِهِمْ (کَذَا وَکَذَا) (١).

٣٦ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : وَکَّلَ اللَّهُ بِقَبْرِ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي عليه السلام سَبْعِينَ ألْفَ مَلَکٍ يعْبُدُونَ اللَّهَ عِنْدَهُ ، الصَلَاهُ الْوَاحِدَهُ مِنْ صَلَاهِ أحَدِهِمْ تَعْدِلُ ألْفَ صَلَاهٍ مِنْ صَلَاهِ الْآدَمِيينَ ، يکُونُ ثَوَابُ صَلَاتِهِمْ لِزُوَّارِ قَبْرِ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي ، عَلَيهِمَا السَّلَامُ وَعَلَي قَاتِلِهِ لَعْنَهُ اللَّهِ وَالْمَلَائِکَهِ وَالنَّاسِ أجْمَعِينَ أبَدَ الْآبِدِينَ. (٢)

٣٧ ـ قَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : مَوْضِعُ قَبْرِ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِمَا مُنْذُ يوْمَ دُفِنَ فِيهِ رَوْضَهٌ مِنْ رِياضِ الْجَنَّهِ. (٣)

٣٨ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : مَوْضِعُ قَبْرِ الْحُسَينِ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ کامل الزيارات : ١١٩ ب ٤١ ح ٢ و ٤ ، الفقيه : ٢ / ٥٨١ ح ٣١٧٣ ، ثواب الأعمال : ٨٧ ، التّهذيب : ٦ / ٤٧ ب ١٦ ح ١٩ ، البحار : ٩٨ / ٥٤ ب ٩ ح ١٢ .

٢ ـ کامل الزيارات : ٨٦ ب ٢٧ ح ١٤ ص ١٢١ ب ٤٢ ح ١ و ٢ ، البحار : ٩٨ / ٥٥ ب ٩ ح ١٥ و ٢٣.

٣ ـ کامل الزيارات : ٢٧١ ب ٨٩ ح ١ ، الفقيه : ٢ / ٥٧٩ ح ٣١٦٥ وص ٦٠٠ ح ٣٢٠٧ ، البحار : ٩٨ / ١١٠ ب ١٥ ح ٢٣.

٦٢

تُرْعَهٌ مِنْ تُرَعِ الْجَنَّهِ. (١)

٣٩ ـ قَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : إنَّ إلَي جَانِبِکُمْ قَبْراً مَا أتَاهُ مَکْرُوبٌ إلَّا نَفَّسَ اللَّهُ کُرْبَتَهُ وَقَضَي حَاجَتَهُ ، وَإنَّ عِنْدَهُ لَأرْبَعَهَ آلَافِ مَلَکٍ مُنْذُ قُبِضَ شُعْثاً غُبْراً يبْکُونَهُ إلَي يوْمِ الْقِيامَهِ ، فَمَنْ زَارَهُ شَيعُوهُ وَمَنْ مَرِضَ عَادُوهُ وَمَنْ مَاتَ اتَّبَعُوا جَنَازَتَهُ. (٢)

٤٠ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : إنَّ اللَّهَ وَکَّلَ بِالْحُسَينِ (ع) مَلَکاً فِي أرْبَعَهِ آلَافِ مَلَکٍ يبْکُونَهُ وَيسْتَغْفِرُونَ لِزُوَّارِهِ وَيدْعُونَ اللَّهَ لَهُمْ. (٣)

٤١ ـ قَالَ إسْحَاقُ بْنُ عَمَّارٍ قُلْتُ لِأبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) : جُعِلْتُ فِدَاکَ! يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ! کُنْتُ فِي الْحَيرَهِ لَيلَهَ عَرَفَهَ ، فَرَأيتُ نَحْواً مِنْ ثَلَاثَهِ آلَافٍ أوْ أرْبَعَهِ آلَافِ رَجُلٍ جَمِيلَهً وُجُوهُهُمْ ، طَيبَهً رِيحُهُمْ ، شَدِيدَهً بَياضُ ثِيابِهِمْ ، يصَلُّونَ اللَّيلَ أجْمَعَ ، فَلَقَدْکُنْتُ أُرِيدُ أنْ آتِي قَبْرَالْحُسَينِ (ع) وَأُقَبِّلَهُ وَأدْعُوَ بِدَعَوَاتِي ، فَمَا کُنْتُ أصِلُ إلَيهِ مِنْ کَثْرَهِ الْخَلْقِ ، فَلَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ سَجَدْتُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ کامل الزيارات : ٢٧١ ب ٨٩ ح ١ ، مزارالمفيد : ١٤٢ ب ٦١ ح ٥ ، الفقيه : ٢ / ٥٧٩ ح ٣١٦٦ وص ٦٠٠ ح ٣٢٨٠ بعضه وص ٥٧٩ ح ٣١٦٥ وص ٦٠٠ ح ٣٢٠٧ بعضه الآخر ، ثواب الأعمال : ٩٤ ، مصباح المتهجّد : ٧٣٢ ، جامع الأخبار : ٢٦ الفصل (١١) ، الوسائل : ١٤ / ٤١٦ ب ٣٧ ح ١٩٤٩٠ ، البحار : ٩٨ / ١١٠ ب ١٥ ح ٢٣ ، المستدرک : ١٠ / ٣٢٤ ب ٥١ ح ٨ .

٢ ـ کامل الزيارات : ١٩٠ ب ٧٧ ح ٣ ، البحار : ٩٨ / ٤٥ ب ٦ ح ٢ وص ٥٥ ب ٩ ح ٢٠.

٣ ـ کامل الزيارات : ٨٦ ب ٢٧ ح ١٥ ، البحار : ٩٨ / ٥٦ ب ٩ ح ٢٤.

٦٣

سَجْدَهً فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَلَمْ أرَ مِنْهُمْ أحَداً ، فَقَالَ لِي أبُو عَبْدِ اللَّهِ (ع) : أتَدْرِي مَنْ هَؤُلَاءِ؟ قُلْتُ : لَا جُعِلْتُ فِدَاکَ ، فَقَالَ : أخْبَرَنِي أبِي عَنْ أبِيهِ قَالَ مَرَّ بِالْحُسَينِ (ع) أرْبَعَهُ آلَافِ مَلَکٍ وَهُوَ يقْتَلُ ، فَعَرَجُوا إلَي السَّمَاءِ فَأوْحَي اللَّهُ إلَيهِمْ : يا مَعْشَرَ الْمَلَائِکَهِ مَرَرْتُمْ بِابْنِ حَبِيبِي وَصَفِيي مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وآله وَهُوَ يقْتَلُ وَيضْطَهَدُ مَظْلُوماً فَلَمْ تَنْصُرُوهُ؟ فَانْزِلُوا إلَي الْأرْضِ إلَي قَبْرِهِ فَابْکُوهُ شُعْثاً غُبْراً إلَي يوْمِ الْقِيامَهِ ، فَهُمْ عِنْدَهُ إلَي أنْ تَقُومَ القِيامَهَ (١). (٢)

٤٢ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : إنَّ لِلَّهِ مَلَائِکَهً مُوَکَّلِينَ بِقَبْرِ الْحُسَينِ (ع) ، فَإذَا هَمَّ بِزِيارَتِهِ الرَّجُلُ أعْطَاهُمُ اللَّهُ ذُنُوبَهُ فَإذَا خَطَا مَحَوْهَا ثُمَّ إذَا خَطَا ضَاعَفُوا لَهُ حَسَنَاتِهِ ، فَمَا تَزَالُ حَسَنَاتُهُ تُضَاعَفُ حَتَّي تُوجِبَ لَهُ الْجَنَّهَ ، ثُمَّ اکْتَنَفُوهُ وَقَدَّسُوهُ وَينَادُونَ مَلَائِکَهَ السَّمَاءِ أنْ : قَدِّسُوا زُوَّارَحَبِيبِ حَبِيبِ اللَّهِ ، فَإذَا اغْتَسَلُوا نَادَاهُمْ مُحَمَّدٌ صلّى الله عليه وآله : يا وَفْدَاللَّهِ أبْشِرُوا بِمُرَافَقَتِي فِي الْجَنَّهِ ، ثُمَّ نَادَاهُمْ أمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ (ع) : أنَا ضَامِنٌ لِقَضَاءِ حَوَائِجِکُمْ وَرَفْعِ الْبَلَاءِ عَنْکُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَهِ ، ثُمَّ الْتَقَاهُمُ (٣)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «خ ل» : السَّاعَهَ.

٢ ـ کامل الزيارات : ١١٥ ب ٣٩ ح ٥ و ٦ ، البحار : ٤٥ / ٤٠٧ ب ٥٠ ح ١٣ وج٩٨ / ٦١ ب ٩ ح ٣٤ .

٣ ـ في «خ ل» : اکْتَنَفَهُمُ.

٦٤

النَّبِي صلّى الله عليه وآله (وَعَلِي (ع)) (١) عَنْ أيمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ حَتَّي ينْصَرِفُوا إلَي أهَالِيهِمْ. (٢)

٤٣ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : کَأنِّي بِالْمَلَائِکَهِ وَاللَّهِ قَدْ إزْدَحَمُوا الْمُؤْمِنِينَ عَلَي قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) ، قَالَ قُلْتُ : فَيتَرَاءَوْنَ لَهُ؟ قَالَ : هَيهَاتَ هَيهَاتَ قَدْ لَزِمُوا وَاللَّهِ الْمُؤْمِنِينَ حَتَّي إنَّهُمْ لَيمْسَحُونَ وُجُوهَهُمْ بِأيدِيهِمْ ، قَالَ : وَينْزِلُ اللَّهُ عَلَي زُوَّارِ الْحُسَينِ غُدْوَهً وَعَشِيهً مِنْ طَعَامِ الْجَنَّهِ وَخُدَّامُهُمُ الْمَلَائِکَهُ ، لَا يسْألُ اللهَ عَبْدٌ حَاجَهً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيا وَالْآخِرَهِ إلَّا أعْطَاهَا إياهُ. قَالَ قُلْتُ : هَذِهِ وَاللَّهِ الْکَرَامَهُ قَالَ لِي : يا مُفَضَّلُ أزِيدُکَ؟ قُلْتُ : نَعَمْ سَيدِي قَالَ : کَأنِّي بِسَرِيرٍ مِنْ نُورٍ قَدْ وُضِعَ وَقَدْ ضُرِبَتْ عَلَيهِ قُبَّهٌ مِنْ ياقُوتَهٍ حَمْرَاءَ مُکَلَّلَهٌ بِالْجَوَاهِرِ وَکَأنِّي بِالْحُسَينِ (ع) جَالِسٌ عَلَي ذَلِکَ السَّرِيرِ وَحَوْلَهُ تِسْعُونَ ألْفَ قُبَّهٍ خَضْرَاءَ ، وَکَأنِّي بِالْمُؤْمِنِينَ يزُورُونَهُ وَيسَلِّمُونَ عَلَيهِ فَيقُولُ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ لَهُمْ : أوْلِيائِي سَلُونِي فَطَالَمَا أُوذِيتُمْ وَذُلِّلْتُمْ وَاضْطُهِدْتُمْ ،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ت».

٢ ـ کامل الزيارات : ١٣٢ ب ٤٩ ح ٣ وص ١٣٧ ب ٥٢ ح ٣ وص ١٥٢ ب ٦٢ ح ٣ ، ثواب الأعمال : ٩١ ، التّهذيب : ٦ / ٥٣ ب ١٧ ح ٣ ، جامع الأخبار : ٢٦ الفصل (١١) ، البحار : ٩٨ / ٦٤ ب ٩ ح ٥٠ وص ٦٥ ب ٩ ح ٥١ وص ١٤٧ ب ١٧ ح ٣٦.

٦٥

فَهَذَا يوْمٌ لَاتَسْألُونِّي حَاجَهً مِنْ حَوَائِجِ الدُّنْيا وَالْآخِرَهِ إلَّا قَضَيتُهَا لَکُمْ. فَيکُونُ أکْلُهُمْ وَشُرْبُهُمْ فِي الْجَنَّهِ ، فَهَذِهِ وَاللَّهِ الْکَرَامَهُ الَّتِي لَا انْقِضَاءَ لَهَا وَلَايدْرَکُ مُنْتَهَاهَا. (١)

٤٤ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُکَيرٍ : يا ابْنَ بُکَيرٍ! إنَّ اللَّهَ اخْتَارَ مِنْ بِقَاعِ الْأرْضِ سِتَّهً؛ الْبَيتَ الْحَرَامَ وَالْحَرَمَ وَمَقَابِرَ الْأنْبِياءِ وَمَقَابِرَ الْأوْصِياءِ وَمَقَاتِلَ الشُّهَدَاءِ وَالْمَسَاجِدَ الَّتِي يذْکَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ. يا ابْنَ بُکَيرٍ! هَلْ تَدْرِي مَا لِمَنْ زَارَ قَبْرَ أبِي عَبْدِاللَّهِ الْحُسَينِ (ع) إذْ جَهِلَهُ الْجَاهِلُ؟ مَا مِنْ صَبَاحٍ إلَّا وَعَلَي قَبْرِهِ هَاتِفٌ مِنَ الْمَلَائِکَهِ ينَادِي : يا طَالِبَ الْخَيرِ أقْبِلْ إلَي خَالِصَهِ اللَّهِ تَرْحَلْ بِالْکَرَامَهِ وَتَأْمَنِ النَّدَامَهَ ، يسْمَعُ أهْلُ الْمَشْرِقِ وَأهْلُ الْمَغْرِبِ إلَّا الثَّقَلَينِ وَلَايبْقَي فِي الْأرْضِ مَلَکٌ مِنَ الْحَفَظَهِ إلَّا عَطَفَ إلَيهِ عِنْدَ رُقَادِ الْعَبْدِ حَتَّي يسَبِّحَ اللَّهَ عِنْدَهُ وَيسْألَ اللَّهَ الرِّضَا عَنْهُ وَلَايبْقَي مَلَکٌ فِي الْهَوَاءِ يسْمَعُ الصَّوْتَ إلَّا أجَابَ بِالتَّقْدِيسِ لِلَّهِ تَعَالَي ، فَتَشْتَدُّ أصْوَاتُ الْمَلَائِکَهِ فَيجِيبُهُمْ أهْلُ السَّمَاءِ الدُّنْيا ، فَتَشْتَدُّ أصْوَاتُ الْمَلَائِکَهِ وَأهْلُ السَّمَاءِ الدُّنْيا ، حَتَّي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ــ کامل الزيارات : ١٣٥ ب ٥٠ ح ٣ ، البحار : ٩٨ / ٦٥ ب ٩ ح ٥٣.

٦٦

تَبْلُغَ أهْلَ السَّمَاءِ السَّابِعَهِ ، فَيسْمِعُ اللهُ أصْوَاتَهُمُ النَّبِيينَ (١) فَيتَرَحَّمُونَ وَيصَلُّونَ عَلَي الْحُسَينِ (ع) وَيدْعُونَ لِمَنْ زَارَهُ. (٢)

٤٥ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) لِمُفَضَّلِ بْنِ عَمْروٍ : کَمْ بَينَکَ وَبَينَ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع)؟ قَالَ قُلْتُ : بِأبِي أنْتَ وَأُمِّي يوْمٌ وَبَعْضُ يوْمٍ آخَرَ ، قَالَ : فَتَزُورُهُ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، قَالَ فَقَالَ : ألَا أُبَشِّرُکَ ألَا أُفَرِّحُکَ بِبَعْضِ ثَوَابِهِ؟ قُلْتُ : بَلَي جُعِلْتُ فِدَاکَ ، قَالَ فَقَالَ لِي : إنَّ الرَّجُلَ مِنْکُمْ لَيأْخُذُ فِي جِهَازِهِ وَيتَهَيأُ لِزِيارَتِهِ فَيتَبَاشَرُ بِهِ أهْلُ السَّمَاءِ ، فَإذَا خَرَجَ مِنْ بَابِ مَنْزِلِهِ رَاکِباً أوْ مَاشِياً وَکَّلَ اللَّهُ بِهِ أرْبَعَهَ آلَافِ مَلَکٍ مِنَ الْمَلَائِکَهِ يصَلُّونَ عَلَيهِ حَتَّي يوَافِي قَبْرَالْحُسَينِ (ع) ، يامُفَضَّلُ! إذَا أتَيتَ قَبْرَ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي (ع) فَقِفْ بِالْبَابِ وَقُلْ هَذِهِ الْکَلِمَاتِ ، فَإنَّ لَکَ بِکُلِّ کَلِمَهٍ کِفْلًا مِنْ رَحْمَهِ اللَّهِ. فَقُلْتُ : مَا هِي جُعِلْتُ فِدَاکَ؟ قَالَ : تَقُولُ : السَّلَامُ عَلَيکَ يا وَارِثَ آدَمَ صَفْوَهِ اللَّهِ ... السَّلَامُ عَلَيکَ وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ.

ثُمَّ تَسْعَي فَلَکَ بِکُلِّ قَدَمٍ رَفَعْتَهَا أوْ وَضَعْتَهَا کَثَوَابِ الْمُتَشَحِّطِ بِدَمِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَإذَا سَلَّمْتَ عَلَي الْقَبْرِ فَالْتَمِسْهُ بِيدِکَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «خ ل» : فَيسْمَعَ أصْوَاتَهُمُ النَّبِيونَ.

٢ ـ کامل الزيارات : ١٢٥ ب ٤٤ ح ٣ ، البحار : ٩٨ / ٦٦ ب ٩ ح ٥٧.

٦٧

وَقُلْ : السَّلَامُ عَلَيکَ ياحُجَّهَ اللَّهِ فِي سَمَائِهِ وَأرْضِهِ ، ثُمَّ تَمْضِي إلَي صَلَاتِکَ وَلَکَ بِکُلِّ رَکْعَهٍ رَکَعْتَهَا عِنْدَهُ کَثَوَابِ مَنْ حَجَّ وَاعْتَمَرَ ألْفَ عُمْرَهٍ وَأعْتَقَ ألْفَ رَقَبَهٍ ، وَکَأنَّمَا وَقَفَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ألْفَ مَرَّهٍ مَعَ نَبِي مُرْسَلٍ ، فَإذَا انْقَلَبْتَ مِنْ عِنْدِ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) نَادَاکَ مُنَادٍ لَوْ سَمِعْتَ مَقَالَتَهُ لَأ قَمْتَ عُمُرَکَ عِنْدَ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) وَهُوَ يقُولُ : طُوبَي لَکَ أيهَا الْعَبْدُ قَدْ غَنِمْتَ وَسَلِمْتَ قَدْ غُفِرَ لَکَ مَا سَلَفَ فَاسْتَأْنِفِ الْعَمَلَ ، فَإنْ هُوَ مَاتَ مِنْ عَامِهِ أوْ فِي لَيلَتِهِ أوْ يوْمِهِ لَمْ يلِ قَبْضَ رُوحِهِ إلَّا اللَّهُ ، وَتُقْبِلُ الْمَلَائِکَهُ مَعَهُ وَيسْتَغْفِرُونَ لَهُ وَيصَلُّونَ عَلَيهِ حَتَّي يوَافِي مَنْزِلَهُ ، وَتَقُولُ الْمَلَائِکَهُ : يارَبِّ هَذَا عَبْدُکَ قَدْ وَافَي قَبْرَ ابْنِ نَبِيکَ صلّى الله عليه وآله وَقَدْ وَافَي مَنْزِلَهُ فَأينَ نَذْهَبُ؟ فَينََادِيهِمُ النِّدَاءُ مِنَ السَّمَاءِ : يا مَلَائِکَتِي قِفُوا بِبَابِ عَبْدِي فَسَبِّحُوا وَقَدِّسُوا وَاکْتُبُوا ذَلِکَ فِي حَسَنَاتِهِ إلَي يوْمِ يتَوَفَّي ، قَالَ : فَلَا يزَالُونَ بِبَابِهِ إلَي يوْمِ يتَوَفَّي يسَبِّحُونَ اللَّهَ وَيقَدِّسُونَهُ وَيکْتُبُونَ ذَلِکَ فِي حَسَنَاتِهِ وَإذَا تُوُفِّي شَهِدُوا جِنَازَتَهُ وَکَفَنَهُ وَغُسْلَهُ وَالصَّلَاهَ عَلَيهِ وَيقُولُونَ : رَبَّنَا وَکَّلْتَنَا بِبَابِ عَبْدِکَ وَقَدْ تُوُفِّي فَأينَ نَذْهَبُ؟ فَينَادِيهِمْ : يا مَلَائِکَتِي! قِفُوا بِقَبْرِ عَبْدِي فَسَبِّحُوا وَقَدِّسُوا وَاکْتُبُوا ذَلِکَ فِي

٦٨

حَسَنَاتِهِ إلَي يوْمِ الْقِيامَهِ. (١)

٤٦ ـ قَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : إنَّ إلَي جَانِبِکُمْ قَبْراً مَا أتَاهُ مَکْرُوبٌ إلَّا نَفَّسَ اللَّهُ کُرْبَتَهُ وَقَضَي حَاجَتَهُ ، وَإنَّ عِنْدَهُ أرْبَعَهُ آلَافِ مَلَکٍ مُنْذُ يوْمِ قُبِضَ شُعْثاً غُبْراً يبْکُونَهُ إلَي يوْمِ الْقِيامَهِ ، فَمَنْ زَارَهُ شَيعُوهُ إلَي مَأْمَنِهِ وَمَنْ مَرِضَ عَادُوهُ وَمَنْ مَاتَ اتَّبَعُوا جَنَازَتَهُ. (٢)

٤٧ ـ وَقَالَ الْإمَامُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) لِسَدِيرٍ : ياسَدِيرُ! تَزُورُ قَبْرَ الْحُسَينِ (ع) فِي کُلِّ يوْمٍ؟ قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاکَ لَا قَالَ : مَا أجْفَاکُمْ ، فَتَزُورُهُ فِي کُلِّ شَهْرٍ؟ قُلْتُ : لَا. قَالَ : فَتَزُورُهُ فِي کُلِّ سَنَهٍ؟ قُلْتُ : قَدْ يکُونُ ذَلِکَ. قَالَ : يا سَدِيرُ مَا أجْفَاکُمْ لِلْحُسَينِ (ع) ، أمَا عَلِمْتَ أنَّ لِلَّهِ تَبَارَکَ وَتَعَالَي ألْفَ ألْفِ مَلَکٍ شُعْثٍ غُبْرٍ يبْکُونَ وَيزُورُونَ وَلَايفْتُرُونَ وَمَا عَلَيکَ ياسَدِيرُ أنْ تَزُورَ قَبْرَ الْحُسَينِ (ع) فِي کُلِّ جُمْعَهٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ أوْ فِي کُلِّ يوْمٍ مَرَّهً ، قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاکَ بَينَنَا وَبَينَهُ فَرَاسِخُ کَثِيرَهٌ ، فَقَالَ لِي : إصْعَدْ فَوْقَ سَطْحِکَ ثُمَّ الْتَفِتْ يمْنَهً وَيسْرَهً ، ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَکَ إلَي السَّمَاءِ ، ثُمَّ تَنْحُو نَحْوَ الْقَبْرِ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ کامل الزيارات : ٢٠٥ ب ٧٩ ح ٥ وص ١٥٣ ب ٦٢ ح ٤ ، البحار : ٩٨ / ١٦٣ ب ١٨ ح ٨ .

٢ ـ کامل الزيارات : ١٦٧ ب ٦٩ ح ٢ ، المستدرک : ١٠ / ٢٣٨ ب ٢٦ ح ١٤.

٦٩

فَتَقُولُ : السَّلَامُ عَلَيکَ ياأبَاعَبْدِاللَّهِ السَّلَامُ عَلَيکَ وَرَحْمَهُاللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ تُکْتَبُ لَکَ بِذَلِکَ زَوْرَهٌ وَالزَّوْرَهُ حَجَّهٌ وَعُمْرَهٌ. قَالَ سَدِيرٌ : فَرُبَّمَا فَعَلْتُ ذَلِکَ فِي الشَّهْرِ أکْثَرَ مِنْ عِشْرِينَ مَرَّهً. (١)

٤٨ ـ عَنْ أبِي عَبْدِ اللَّهِ (ع) قَالَ : حُرْمَهُ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) فَرْسَخٌ فِي فَرْسَخٍ مِنْ أرْبَعَهِ جَوَانِبِهِ. (٢)

٤٩ ـ قَالَ أبُوعَبْدِاللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : حَرِيمُ قَبْرِالْحُسَينِ (ع) فَرْسَخٌ فِي فَرْسَخٍ فِي فَرْسَخٍ فِي فَرْسَخٍ. (٣)

٥٠ ـ عَنْ عَبْدِاللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أبَاعَبْدِاللَّهِ (ع) يقُولُ : قَبْرُ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي عليه السلام عِشْرُونَ ذِرَاعاً فِي عِشْرِينَ ذِرَاعاً مُکَسَّراً رَوْضَهٌ مِنْ رِياضِ الْجَنَّهِ وَفِيهِ (٤) مِعْرَاجُ الْمَلَائِکَهِ إلَي السَّمَاءِ ، وَلَيسَ مِنْ مَلَکٍ مُقَرَّبٍ وَلَا نَبِي مُرْسَلٍ إلَّا وَهُوَ يسْألُ اللَّهَ تعالي أنْ يزُورَهُ ، فَفَوْجٌ يهْبِطُ وَفَوْجٌ يصْعَدُ. (٥)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ کامل الزيارات : ٢٨٧ ب ٩٦ ح ٣ وص ٢٩١ ب ٩٧ ح ٤ و ٩ ، الفقيه : ٢ / ٥٩٩ ح ٣٢٠٣ ، التّهذيب : ٦ / ١١٦ ح ٢١ ، جامع الأخبار : ٢٦ الفصل (١) ، البحار : ٩٨ / ٣٦٦ ب ٣٢ ح ٤ ، مستدرک الوسائل : ١٠ / ٣٠٧ ب ٤٦ ح ٣.

٢ ـ کامل الزيارات : ٢٧١ ب ٨٩ ح ٢ ، مزار المفيد : ١٤٠ ب ٦١ ح ٢ ومصباح المتهجّد : ٧٣١ وفيهما : جَوَانِبِ الْقَبْرِ ، البحار : ٩٨ / ١١١ ب ١٥ ح ٢٥.

٣ ـ کامل الزيارات : ٢٨٢ ب ٩٣ ح ٩ ، البحار : ٩٨ / ١١٤ ب ١٥ ح ٣٥.

٤ ـ في «خ ل» : مِنْهُ.

٥ ـ کامل الزيارات : ١١٢ ب ٣٨ ح ٣ وص ١١٤ ب ٨٩ ح ٤ مثله وفيه : قَبْرَالْحُسَينِ (ع) ... مِنْهُ مِعْرَاجٌ

٧٠

٥١ ـ قَالَ أبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : مِنْ مَخْزُونِ عِلْمِ اللَّهِ الْإتْمَامُ فِي أرْبَعِ مَوَاطِنَ حَرَمِ اللَّهِ وَحَرَمِ رَسُولِهِ وَحَرَمِ أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَحَرَمِ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي (١) عليه السلام.

٥٢ ـ عَنْ أبِي بَصِيرٍ عَنْ أبِي عَبْدِاللَّهِ (ع) قَالَ سَمِعْتُهُ يقُولُ : تَتِمُّ الصَّلَاهُ فِي أرْبَعَهِ مَوَاطِنَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صلّى الله عليه وآله

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إلَي السَّمَاءِ ... يزُورُالْحُسَينَ (ع) فَفَوْجٌ ... وح ٥ ، مزارالمفيد : ١٤١ب ٦١ ح ٤ ومصباح المتهجّد : ٧٣٢ ، التّهذيب : ٦ / ٧٢ ب ٢٢ ح ٤ الي قوله : الجَنَّهِ ، روضه الواعظين : ٢ / ٤١١ الي قوله : الجَنَّهِ ، البحار : ٩٨ / ٦٠ ب ٩ ح ٣٣ وص ١٠٦ ب ١٥ ح ١ و ٢٩.

قال شيخ الطائفه الطوسي في التهذيب : ٦ / ٧٢ : وَلَيسَ فِي هَذِهِ الْأخْبَارِ تَنَاقُضٌ وَلَا تَضَادٌّ وَإنَّمَا وَرَدَتْ عَلَي التَّرْتِيبِ فِي الْفَضْلِ وَکَانَ الْخَبَرُ الْأوَّلُ غَايهً فِيمَنْ يحُوزُ ثَوَابَ الْمَشْهَدِ إذَا حَصَلَ فِيمَا بَينَهُ وَبَينَ الْقَبْرِ عَلَي خَمْسَهِ فَرَاسِخَ ثُمَّ الَّذِي يزِيدُ عَلَيهِ فِي الْفَضْلِ مَنْ حَصَلَ عَلَي فَرْسَخٍ ثُمَّ الَّذِي حَصَلَ عَلَي خَمْسَهٍ وَعِشْرِينَ ذِرَاعاً ثُمَّ مَنْ حَصَلَ عَلَي عِشْرِينَ ذِرَاعاً وَإذَا کَانَ الْمُرَادُ بِهَا مَا ذَکَرْنَاهُ لَمْ تَتَنَاقَضْ وَلَمْ تَتَضَادَّ وَالَّذِي يدُلُّ عَلَي أنَّ الْمُرَادَ بِهَذِهِ الْأخْبَارِ مَا أشَرْنَا إلَيهِ مِنَ الْفَضْلِ وَالْبَرَکَهِ.

وقال في مصباح المتهجد : ٧٣٢ : والوجه في هذه الأخبار ترتّب هذه المواضع في الفضل فالأقصرخمس فراسخ وأدناه في المشهد فرسخ وأشرف الفرسخ خمس وعشرون ذراعا وأشرف الخمس وعشرين ذراعا عشرون ذراعا وأشرف العشرين ما شرف به وهو الجدث نفسه.

١ ـ کامل الزيارات : ٢٤٩ ب ٨٢ ح ٥ ، الخصال : ١ / ٢٥٢ ، التّهذيب : ٥ / ٤٣٠ ب ٢٦ ح ٣ ، الإستبصار : ٢ / ٣٣٤ ب ٢٢٩ ح ١ ، الوسائل : ٨ / ٥٢٤ ب ٢٥ ح ١١٣٤٣ ، البحار : ٨٦ / ٧٧ ب ٢ ح ٢.

٧١

وَمَسْجِدِ الْکُوفَهِ وَحَرَمِ الْحُسَينِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ. (١)

٥٣ ـ وَقَالَ الصَّادِقُ (ع) : مِنَ الْأمْرِ الْمَذْخُورِ إتْمَامُ الصَّلَاهِ فِي أرْبَعَهِ مَوَاطِنَ بِمَکَّهَ وَالْمَدِينَهِ وَمَسْجِدِ الْکُوفَهِ وَحَائِرِ (٢) الْحُسَينِ (ع). (٣)

٥٤ ـ عَنْ أبِي عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ (ع) قَالَ : تَتِمُّ الصَّلَاهُ فِي ثَلَاثَهِ مَوَاطِنَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ صلّى الله عليه وآله وَعِنْدَ قَبْرِالْحُسَينِ (ع). (٤)

٥٥ ـ قَالَ أبُو عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ (ع) : تُتَمُّ الصَّلَاهُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِ الرَّسُولِ وَمَسْجِدِ الْکُوفَهِ وَحَرَمِ الْحُسَينِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ. (٥)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ الکافي : ٤ / ٥٨٦ ح ٢ ـ ٣ و ٥ ، کامل الزيارت : ٢٤٩ ب ٨٢ ح ٣ ، مزار المفيد : ١٣٦ ب ٦٠ ح ١ ، التّهذيب : ٥ / ٤٣١ ب ٢٦ ح ١٤٣ وص ٤٣٢ ب ٢٦ ح ١٤ ، الإستبصار : ٢ / ٣٣٥ ب ٢٢٩ ح ٤ ـ ٦ ، مصباح المتهجّد : ٧٣١ ، الوسائل : ٨ / ٥٢٨ ب ٢٥ ح ١١٣٥٦ وص ٥٣١ ح ١١٣٦٧ ، البحار : ٨٦ / ٧٦ ب ٢ وج٩٨ / ٨٣ ب ١١ ح ١٢ .

٢ ـ في «ک» : الْحَائِرِ.

٣ ـ کامل الزيارات : ٢٤٩ ب ٨٢ ح ٤ ، الفقيه : ١ / ٤٤٢ ح ١٢٨٣ ، الوسائل : ٨ / ٥٣١ ب ٢٥ ح ١١٣٦٨و ١١٣٧١ ، البحار : ٨٦ / ٧٧ ب ٢ ح ٢ .

٤ ـ الکافي : ٤ / ٥٨٦ ح ٤ ، کامل الزيارات : ٢٤٩ ب ٨٢ ح ٢ ، الوسائل : ٨ / ٥٣٠ ب ٢٥ ح ١١٣٦٤ ، البحار : ٨٦ / ٧٦ ب ٢ ، المستدرک : ٦ / ٥٤٥ ب ١٨ ح ٤ .

٥ ـ کامل الزيارات : ٢٥٠ ب ٨٢ ح ٨ ، مزار المفيد : ١٣٧ ب ٦٠ ح ٣ ، التّهذيب : ٥ / ٤٣١ ب ٢٦ ح ١٤٤ ، مصباح المتهجّد : ٧٣١ ، الوسائل : ٨ / ٥٣٠ ب ٢٥ ح ١١٣٦٥ ، البحار : ٨٦ / ٧٨ ب ٢ ، المستدرک : ٦ / ٥٤٥.

٧٢

٥٦ ـ وَفِي خَبَرٍ آخَرَ : فِي حَرَمِ اللَّهِ وَحَرَمِ رَسُولِهِ وَحَرَمِ أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَحَرَمِ الْحُسَين عليه السلام (١).

٥٧ ـ عَنِ الْإمَامِ الصَّادِقِ (ع) أنَّهُ قَالَ : إنَّ حَرَمَ الْحُسَينِ (ع) الَّذِي اشْتَرَاهُ أرْبَعَهُ أمْيالٍ فِي أرْبَعَهِ أمْيالٍ ، فَهُوَ حَلَالٌ لِوُلْدِهِ وَمَوَالِيهِ حَرَامٌ عَلَي غَيرِهِمْ مِمَّنْ خَالَفَهُمْ ، وَفِيهِ الْبَرَکَهُ. (٢)

٥٨ ـ رُوِي : أنَّ الْحُسَينَ (ع) اشْتَرَي النَّوَاحِي الَّتِي فِيهَا قَبْرُهُ مِنْ أهْلِ نَينَوَي وَالْغَاضِرِيهِ بِسِتِّينَ ألْفِ دِرْهَمٍ وَتَصَدَّقَ بِهَا عَلَيهِمْ وَشَرَطَ أنْ يرْشِدُوا إلَي قَبْرِهِ وَيضَيفُوا مَنْ زَارَهُ ثَلَاثَهَ أيامٍ ... (٣).

الإمام أبو الحسن الرّضا (ع)

٥٩ ـ قَالَ (ع) فِي أوَّلِ يوْمٍ مِنَ الْمُحَرَّمِ لِإبْنِ شَبِيبٍ : يا ابْنَ شَبِيبٍ! ... وَلَقَدْ نَزَلَ إلَي الْأرْضِ مِنَ الْمَلَائِکَهِ أرْبَعَهُ آلَافٍ لِنَصْرِهِ فَوَجَدُوهُ قَدْ قُتِلَ ، فَهُمْ عِنْدَ قَبْرِهِ شُعْثٌ غُبْرٌ إلَي أنْ يقُومَ الْقَائِمُ ، فَيکُونُونَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ب ١٨ ح ٥.

١ ـ مصباح المتهجّد : ٧٣١ ، البحار : ٨٦ / ٧٨ ب ٢ .

٢ ـ المستدرک : ١٠ / ٣٢١ ح ٦ ـ الشيخ البهائي في الكشكول ، عن خطّ جدّه محمّد بن عليّ الجباعيّ نقلاً من خطّ ابن طاوس نقلاً من كتاب الزيارات لمحمّد بن أحمد بن داود القميّ ورواه الشيخ الطريحي في مجمع البحرين ، عنه عليه السلام مثله.

٣ ـ المستدرک : ١٠ / ٣٢١ ح ٧ ـ ومن ـ کشکول الشيخ البهائيّ.

٧٣

مِنْ أنْصَارِهِ وَشِعَارُهُمْ : يا لَثَارَاتِ الْحُسَينِ ... (١).

الإمام أبو الحسن علي الهادي (ع)

٦٠ ـ عَنْ أبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِي قَالَ : بَعَثَ إلَي أبُو الْحَسَنِ (ع) فِي مَرَضِهِ وَإلَي مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَهَ فَسَبَقَنِي إلَيهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَهَ وَأخْبَرَنِي مُحَمَّدٌ مَا زَالَ الْإمَامُ أبُوالْحَسَنِ عَلِي بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَادِي (ع) يقُولُ : إبْعَثُوا إلَي الْحَيرِ ، ابْعَثُوا إلَي الْحَيرِ. فَقُلْتُ لِمُحَمَّدٍ : ألَا قُلْتَ لَهُ أنَا أذْهَبُ إلَي الْحَيرِ؟ ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَيهِ وَقُلْتُ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاکَ أنَا أذْهَبُ إلَي الْحَيرِ ، فَقَالَ : انْظُرُوا فِي ذَاکَ ، ثُمَّ قَالَ لِي : إنَّ مُحَمَّداً لَيسَ لَهُ سِرٌّ مِنْ زَيدِ بْنِ عَلِي وَأنَا أکْرَهُ أنْ يسْمَعَ ذَلِکَ ، قَالَ : فَذَکَرْتُ ذَلِکَ لِعَلِي بْنِ بِلَالٍ ، فَقَالَ : مَا کَانَ يصْنَعُ بِالْحَيرِ وَهُوَ الْحَيرُ؟! فَقَدِمْتُ الْعَسْکَرَ فَدَخَلْتُ عَلَيهِ فَقَالَ لِي : اجْلِسْ حِينَ أرَدْتُ الْقِيامَ ، فَلَمَّا رَأيتُهُ أنِسَ بِي ذَکَرْتُ لَهُ قَوْلَ عَلِي بْنِ بِلَالٍ فَقَالَ (ع) لِي : ألَا قُلْتَ لَهُ إنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله کَانَ يطُوفُ بِالْبَيتِ وَيقَبِّلُ الْحَجَرَ وَحُرْمَهُ النَّبِي وَالْمُؤْمِنِ أعْظَمُ مِنْ حُرْمَهِ الْبَيتِ ، وَأمَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أنْ يقِفَ بِعَرَفَهَ وَإنَّمَا هِي مَوَاطِنُ يحِبُّ اللَّهُ أنْ يذْکَرَ فِيهَا ، فَأنَا أُحِبُّ أنْ يدْعَي اللَّهُ لِي حَيثُ يحِبُّ اللَّهُ أنْ يدْعَي فِيهَا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ الأمالي للصدوق : ١٢٩ المجلس٢٧ ح ٥ ، عيون اخبار الرّضا (ع) : ١ / ٢٩٩ ب ٢٨ ح ٥٨ ، إقبال الأعمال : ٥٤٤ ، البحار : ٤٤ / ٢٨٥ ب ٣٤ ح ٢٣ وج٩٨ / ١٠٢ ب ١٤ ح ٣.

٧٤

(وَالْحَايرُ مِنْ تِلْکَ الْمَوَاضِعِ) (١). وَذَکَرَ عَنْهُ أنَّهُ قَالَ (وَلَمْ أحْفَظْ عَنْهُ) قَالَ : إنَّمَا هَذِهِ مَوَاضِعُ يحِبُّ اللَّهُ أنْ يتَعَبَّدَ لَهُ فِيهَا فَأنَا أُحِبُّ أنْ يدْعَي لِي حَيثُ يحِبُّ اللَّهُ أنْ يعْبَدَ هَلَّاقُلْتَ لَهُ کَذَا (وَکَذَا)؟! (٢)

٦١ ـ وَقَالَ الْإمَامُ الْهَادِي (ع) لِأبِي هَاشِمِ الْجَعْفَرِي : ياأبَاهَاشِمٍ! إبْعَثْ رَجُلًا مِنْ مَوَالِينَا إلَي الْحَائِرِ يدْعُو اللَّهَ لِي ، فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ فَاسْتَقْبَلَنِي عَلِي بْنُ بِلَالٍ فَأعْلَمْتُهُ مَا قَالَ لِي وَسَألْتُهُ أنْ يکُونَ الرَّجُلَ الَّذِي يخْرُجُ ، فَقَالَ : السَّمْعَ وَالطَّاعَهَ وَلَکِنَّنِي أقُولُ إنَّهُ أفْضَلُ مِنَ الْحَائِرِ إذَا کَانَ بِمَنْزَلَهِ مَنْ فِي الْحَائِرِوَ دُعَاؤُهُ لِنَفْسِهِ أفْضَلُ مِنْ دُعَائِي لَهُ بِالْحَائِرِ. فَأعْلَمْتُهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ مَا قَالَ فَقَالَ لِي : قُلْ لَهُ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله أفْضَلَ مِنَ الْبَيتِ وَالْحَجَرِ وَکَانَ يطُوفُ بِالْبَيتِ وَيسْتَلِمُ الْحَجَرَ ، وَإنَّ لِلَّهِ تَبَارَکَ وَتَعَالَي بِقَاعاً يحِبُّ أنْ يدْعَي فِيهَا فَيسْتَجِيبَ لِمَنْ دَعَاهُ وَالْحَائِرُ مِنْهَا. (٣)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ك».

٢ ـ الکافي : ٤ / ٥٦٧ ح ٣ ، الوسائل : ١٤ / ٥٣٧ ح ١٩٧٧٥.

٣ ـ کامل الزيارات : ٢٧٤ ب ٩٠ ح ١ ـ ٣ ، البحار : ٩٨ / ١١٣ ب ١٥ ح ٣٤ ، المستدرک : ١٠ / ٣٤٦ ب ٥٩ ح ٢.

٧٥

عن أهل بيت العصمه والطّهاره عليهم السلام

٦٢ ـ أنَّ اللَّهَ عَوَّضَ الْحُسَينَ (ع) مِنْ قَتْلِهِ أرْبَعَ خِصَالٍ ، جَعَلَ الشِّفَاءَ فِي تُرْبَتِهِ وَإجَابَهَ الدُّعَاءِ تَحْتَ قُبَّتِهِ وَالْأئِمَّهَ مِنْ ذُرِّيتِهِ وَأنْ لَا تُعَدَّ أيامُ زَائِرِيهِ مِنْ أعْمَارِهِمْ. (١)

بعض الشّيعه

٦٣ ـ قَالَ الْحُسَينُ بْنُ أبِي حَمْزَهَ : خَرَجْتُ فِي آخِرِ زَمَنِ بَنِي أُمَيهَ وَأنَا أُرِيدُ قَبْرَ الْحُسَينِ (ع) فَانْتَهَيتُ إلَي الْغَاضِرِيهِ حَتَّي إذَا نَامَ النَّاسُ اغْتَسَلْتُ ثُمَّ أقْبَلْتُ أُرِيدُ الْقَبْرَ حَتَّي إذَا کُنْتُ عَلَي بَابِ الْحَائِرِ خَرَجَ إلَي رَجُلٌ جَمِيلُ الْوَجْهِ طَيبُ الرِّيحِ شَدِيدُ بَياضِ الثِّيابِ ، فَقَالَ : انْصَرِفْ فَإنَّکَ لَا تَصِلُ. فَانْصَرَفْتُ إلَي شَاطِئِ الْفُرَاتِ فَأنِسْتُ بِهِ حَتَّي إذَا کَانَ نِصْفُ اللَّيلِ اغْتَسَلْتُ ثُمَّ أقْبَلْتُ أُرِيدُ الْقَبْرَ فَلَمَّا انْتَهَيتُ إلَي بَابِ الْحَائِرِ خَرَجَ إلَي الرَّجُلُ بِعَينِهِ فَقَالَ : يا هَذَا انْصَرِفْ فَإنَّکَ لَا تَصِلُ ، فَانْصَرَفْتُ. فَلَمَّا کَانَ آخِرُ اللَّيلِ اغْتَسَلْتُ ثُمَّ أقْبَلْتُ أُرِيدُ الْقَبْرَ فَلَمَّا انْتَهَيتُ إلَي بَابِ الْحَائِرِ خَرَجَ إلَي ذَلِکَ الرَّجُلُ فَقَالَ : ياهَذَا إنَّکَ لَاتَصِلُ ، فَقُلْتُ : فَلِمَ لَا أصِلُ إلَي ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وآله وَسَيدِ شَبَابِ أهْلِ الْجَنَّهِ وَقَدْ جِئْتُ أمْشِي مِنَ الْکُوفَهِ وَهِي لَيلَهُ الْجُمُعَهِ وَأخَافُ أنْ أُصْبِحَ هَاهُنَا وَتَقْتُلَنِي مَسْلَحَهُ بَنِي أُمَيهَ؟ فَقَالَ : انْصَرِفْ فَإنَّکَ لَا تَصِلُ. فَقُلْتُ : وَلِمَ لَا أصِلُ؟ فَقَالَ : إنَّ مُوسَي بْنَ عِمْرَانَ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ فِي زِيارَهِ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) فَأذِنَ لَهُ فَأتَاهُ وَهُوَ فِي سَبْعِينَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ عدّه الدّاعي : ٤٨ ، الوسائل : ١٤ / ٥٣٧ ب ٧٦ ح ١٩٧٧٣.

٧٦

ألْفَ ، فَانْصَرِفْ فَإذَا عَرَجُوا إلَي السَّمَاءِ فَتَعَالَ. فَانْصَرَفْتُ ، وَجِئْتُ إلَي شَاطِئِ الْفُرَاتِ حَتَّي إذَا طَلَعَ الْفَجْرُ اغْتَسَلْتُ وَجِئْتُ فَدَخَلْتُ فَلَمْ أرَ عِنْدَهُ أحَداً فَصَلَّيتُ عِنْدَهُ الْفَجْرَ وَخَرَجْتُ إلَي الْکُوفَهِ. (١)

٦٤ ـ عَنِ الْحُسَينِ بْنِ بِنْتِ أبِي حَمْزَهَ الثُّمَالِي قَالَ : خَرَجْتُ فِي آخِرِ زَمَانِ بَنِي مَرْوَانَ إلَي قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) مُسْتَخْفِياً مِنْ أهْلِ الشَّامِ حَتَّي انْتَهَيتُ إلَي کَرْبَلَاءَ فَاخْتَفَيتُ فِي نَاحِيهِ الْقَرْيهِ حَتَّي إذَا ذَهَبَ مِنَ اللَّيلِ نِصْفُهُ أقْبَلْتُ نَحْوَ الْقَبْرِ فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ أقْبَلَ نَحْوِي رَجُلٌ فَقَالَ لِي : انْصَرِفْ مَأْجُوراً فَإنَّکَ لَا تَصِلُ إلَيهِ. فَرَجَعْتُ فَزِعاً ، حَتَّي إذَا کَادَ يطْلُعُ الْفَجْرُ أقْبَلْتُ نَحْوَهُ حَتَّي إذَا دَنَوْتُ مِنْهُ خَرَجَ إلَي الرَّجُلُ فَقَالَ لِي : يا هَذَا إنَّکَ لَاتَصِلُ إلَيهِ ، فَقُلْتُ لَهُ : عَافَاکَ اللَّهُ وَلِمَ لَا أصِلُ إلَيهِ وَقَدْ أقْبَلْتُ مِنَ الْکُوفَهِ أُرِيدُ زِيارَتَهُ فَلَا تَحُلْ بَينِي وَبَينَهُ عَافَاکَ اللَّهُ وَأنَا أخَافُ أنْ أُصْبِحَ فَيقْتُلُونِّي أهْلُ الشَّامِ إنْ أدْرَکُونِي هَاهُنَا. قَالَ فَقَالَ لِي : اصْبِرْ قَلِيلًا فَإنَّ مُوسَي بْنَ عِمْرَانَ (ع) سَألَ اللَّهَ أنْ يأْذَنَ لَهُ فِي زِيارَهِ قَبْرِ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي عليه السلام فَأذِنَ لَهُ فَهَبَطَ مِنَ السَّمَاءِ فِي سَبْعِينَ ألْفِ مَلَکٍ فَهُمْ بِحَضْرَتِهِ مِنْ أوَّلِ اللَّيلِ ينْتَظِرُونَ طُلُوعَ الْفَجْرِ َّ يعْرُجُونَ إلَي السَّمَاءِ. قَالَ فَقُلْتُ : فَمَنْ أنْتَ عَافَاکَ اللَّهُ؟ قَالَ : أنَا مِنَ الْمَلَائِکَهِ الَّذِينَ أُمِرُوا بِحَرَسِ قَبْرِ الْحُسَينِ (ع) وَالِاسْتِغْفَارِ لِزُوَّارِهِ. فَانْصَرَفْتُ وَقَدْ کَادَ أنْ يطِيرَ عَقْلِي لِمَا سَمِعْتُ مِنْهُ. قَالَ : فَأقْبَلْتُ لَمَّا طَلَعَ الْفَجْرُ نَحْوَهُ فَلَمْ يحُلْ بَينِي وَبَينَهُ أحَدٌ فَدَنَوْتُ مِنَ الْقَبْرِ وَسَلَّمْتُ عَلَيهِ وَدَعَوْتُ اللَّهَ عَلَي قَتَلَتِهِ وَصَلَّيتُ الصُّبْحَ وَأقْبَلْتُ مُسْرِعاً

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ البحار : ٩٨ / ٥٧ ب ٩ ح ٢٥ ، إقبال الأعمال : ٥٦٨ الفصل ١٢.

٧٧

مَخَافَهَ أهْلِ الشَّامِ. (١)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ کامل الزيارات : ١١١ ب ٣٨ ح ٢ ، البحار : ٩٨ / ٥٩ ب ٩ ح ٢٩.

٧٨

قال رسول الله صلّى الله عليه وآله

فديت من فديته بإبني ابراهيم (١)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ مناقب إبن شهرآشوب : ٤ / ٨١ تفسير النّقّاش بإسناده عن سفيان الثّوري ، عن قابوس بن أبي ظبيان ، عن أبيه عن ابن عبّاسٍ ، قال کنت عند النّبي صلّى الله عليه وآله وعلي فخذه الأيسر ابنه إبراهيم وعلي فخذه الأيمن الحسين بن علي وهو تارهً يقبّل هذا وتارهً يقبّل هذا ، إذ هبط جبرئيل بوحي من ربّ العالمين ، فلمّا سرّي عنه قال : أتَانِي جَبْرَئِيلُ مِنْ رَبِّي فَقَالَ : يا مُحَمَّدُ! إنَّ رَبَّکَ يقْرَأُ عَلَيکَ السَّلَامَ ، وَيقُولُ : لَسْتُ أجْمَعُهُمَا فَافْدِ أحَدَهُمَا بِصَاحِبِهِ. فَنَظَرَ النَّبِي صلّى الله عليه وآله إلَي إبْرَاهِيمَ فَبَکَي وَنَظَرَإلَي الْحُسَينِ فَبَکَي ، وقال : إنَّ إبْرَاهِيمَ أُمُّهُ أمَهٌ وَمَتَي مَاتَ لَمْ يحْزَنْ عَلَيهِ غَيرِي ، وَأُمُّ الْحُسَينِ فَاطِمَهُ وَأبُوهُ عَلِي ابْنُ عَمِّي لَحْمِي وَدَمِي ، وَمَتَي مَاتَ حَزِنَتِ ابْنَتِي وَحَزِنَ ابْنُ عَمِّي وَحَزِنْتُ أنَا عَلَيهِ ، وَأنَا أُؤْثِرُ حُزْنِي عَلَي حُزْنِهِمَا ، يا جَبْرَئِيلُ ، يقْبَضُ إبْرَاهِيمُ ، فَدَيتُهُ لِلْحُسَينِ. قال : فقبض بعد ثلاث. فکان النّبي صلّى الله عليه وآله إذا رأي الحسين مقبلاً قبّله وضمّه إلي صدره ورشف ثناياه و.... الطرائف : ١ / ٢٠٢ ح ٢٨٩ : من الجمع بين الصّحاح السته عن سفيان مثله ، کشف اليقين : ٣٢١ ، مثير الأحزان : ٢١ کلّهم عن العامّه عن إبن عبّاس مثله.

٧٩
٨٠