زيارات ذبيح آل محمد صلوات الله عليهم وسلّم العاشورائيّة

الشيخ حيدر تربتي الكربلائي

زيارات ذبيح آل محمد صلوات الله عليهم وسلّم العاشورائيّة

المؤلف:

الشيخ حيدر تربتي الكربلائي


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-2992-28-4
الصفحات: ٣٦٦

يا سَيدِي (وَ) (١) سَلَامِي عَلَيکُمَا مُتَّصِلٌ مَا اتَّصَلَ اللَّيلُ وَالنَّهَارُ ، وَاصِلٌ إلَيکُمَا ذَلِکَ (٢) غَيرُ مَحْجُوبٍ عَنْکُمَا سَلَامِي إنْ شَاءَ اللَّهُ ، وَأسْألُهُ بِحَقِّکُمَا أنْ يشَاءَ ذَلِکَ وَيفْعَلَ فَإنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

إنْقَلَبْتُ يا سَيدَي عَنْکُمَا تَائِباً ، حَامِداً لِلَّهِ (تَعَالي) شَاکِراً رَاجِياً لِلْإجَابَهِ غَيرِ آيسٍ (٣) وَلَا قَانِطٍ آئِباً عَائِداً رَاجِعاً (٤) إلَي زِيارَتِکُمَا غَيرَ رَاغِبٍ عَنْکُمَا وَلَا عَنْ (٥) زِيارَتِکُمَا ، بَلْ رَاجِعٌ عَائِدٌ إنْ شَاءَ اللَّهُ ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّهَ إلَّا بِاللَّهِ الْعَلِي الْعَظِيمِ.

يا سَيدَي (٦) رَغِبْتُ إلَيکُمَا وَإلَي زِيارَتِکُمَا بَعْدَ أنْ زَهِدَ فِيکُمَا وَفِي زِيارَتِکُمَا أهْلُ الدُّنْيا ، فَلَا خَيبَنِي (٧) اللَّهُ مَا رَجَوْتُ وَمَا أمَّلْتُ فِي زِيارَتِکُمَا إنَّهُ قَرِيبٌ مُجِيبٌ.

قَالَ سَيفُ (بْنُ عَمِيرَهَ) : فَسَألْتُ صَفْوَانَ (٩) فَقُلْتُ لَهُ : إنَّ عَلْقَمَهَ (بْنَ مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِي) لَمْ يأْتِنَا بِهَذَا عَنْ أبِي جَعْفَرٍ عَلَيهِ السَّلامُ ، إنَّمَا أتَانَا بِدُعَاءِ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «خ ل» و «ش» و «ع» و «ب».

٢ ـ في «خ ل» ، «ش» ، «ع» و «ب» : ذَلِکَ إلَيکُمَا.

٣ ـ في «خ ل» : آئِسٍ.

٤ ـ في «خ ل» : رَاجِياً.

٥ ـ في «خ ل» : مِنْ.

٦ ـ في «خ ل» و «ع» و «ب» : سَادَتِي.

٧ ـ في «خ ل» : جَنَّبَنِي.

٨ ـ في «خ ل» : صَفْوَاناً.

٢٢١

الزِّيارَهِ!. فَقَالَ صَفْوَانُ : وَرَدْتُ مَعَ سَيدِي أبِي عَبْدِ اللَّهِ عَلَيهِ السَّلامُ إلَي هَذَا الْمَکَانِ فَفَعَلَ مِثْلَ الَّذِي فَعَلْنَاهُ فِي زِيارَتِنَا وَدَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ عِنْدَالْوَدَاعِ بَعْدَ أنْ صَلَّي کَمَا صَلَّينَا (هُ) وَوَدَّعَ کَمَا وَدَّعْنَا (هُ). ثُمَّ قَالَ لِي صَفْوَانُ قَالَ لِي أبُو عَبْدِ اللَّهِ (عَلَيهِ السَّلامُ) :

تَعَاهَدْ هَذِهِ الزِّيارَهَ وَادْعُ بِهَذَا الدُّعَاءِ وَزُرْ بِهِ فَإنِّي ضَامِنٌ عَلَي اللَّهِ (تَعَالَي) لِکُلِّ مَنْ زَارَ بِهَذِهِ الزِّيارَهِ وَدَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ مِنْ قُرْبٍ أوْ بُعْدٍ ، أنَّ زِيارَتَهُ مَقْبُولَهٌ وَسَعْيهُ مَشْکُورٌ وَسَلَامَهُ وَاصِلٌ غَيرُ مَحْجُوبٍ وَحَاجَتَهُ مَقْضِيهٌ مِنَ اللَّهِ (تَعَالَي) ، بَالِغاً مَا بَلَغَتْ وَلَا يخَيبُهُ (١).

يا صَفْوَانُ! وَجَدْتُ هَذِهِ الزِّيارَهَ مَضْمُونَهً بِهَذَا الضَّمَانِ عَنْ أبِي ، وَأبِي عَنْ أبِيهِ عَلِي بْنِ الْحُسَينِ (عَلَيهِمَا السَّلامُ) ، مَضْمُوناً بِهَذَا الضَّمَانِ عَنِ الْحُسَينِ ، وَالْحُسَينُ عَنْ أخِيهِ الْحَسَنِ مَضْمُوناً بِهَذَا الضَّمَانِ وَالْحَسَنُ عَنْ أبِيهِ أمِيرِالْمُؤْمِنِينَ (عَلَيهِمُ السَّلامُ) مَضْمُوناً بِهَذَا الضَّمَانِ وَأمِيرُالْمُؤْمِنِينَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ (وَسَلَّمَ) مَضْمُوناً بِهَذَا الضَّمَانِ (وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ) عَنْ جَبْرَئِيلَ عَلَيهِ السَّلَامُ مَضْمُوناً بِهَذَا الضَّمَانِ ، وَجَبْرَئِيلُ عَنِ اللَّهِ (٢) عَزَّ وَجَلَّ مَضْمُوناً بِهَذَا الضَّمَانِ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «خ ل» : تُجَنِّبُهُ ـ مُخَيبَهٌ.

٢ ـ في «خ ل» : رَبِّهِ.

٢٢٢

وَقَدْ آلَي اللَّهُ عَلَي نَفْسِهِ عَزَّوَجَلَّ أنَّ مَنْ زَارَ الْحُسَينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) بِهَذِهِ الزِّيارَهِ مِنْ قُرْبٍ أوْ بُعْدٍ وَدَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ ، قَبِلْتُ مِنْهُ زِيارَتَهُ وَشَفَّعْتُهُ فِي مَسْألَتِهِ ، بَالِغاً مَا بَلَغَتْ (١) ، وَأعْطَيتُهُ سُؤْلَهُ ، ثُمَّ لَا ينْقَلِبُ عَنِّي خَائِباً وَأقْلِبُهُ مَسْرُوراً قَرِيراً عَينُهُ بِقَضَاءِ حَاجَتِهِ وَالْفَوْزِ بِالْجَنَّهِ وَالْعِتْقِ مِنَ النَّارِ وَشَفَّعْتُهُ فِي کُلِّ مَنْ يشْفَعُ (٢) خَلَا نَاصِبٍ لَنَا أهْلَ الْبَيتِ ، آلَي اللَّهُ (تَعَالَي) بِذَلِکَ عَلَي (٣) نَفْسِهِ ، وَأشْهَدَنَا بِمَا شَهِدَتْ (٤) بِهِ مَلَائِکَهُ مَلَکُوتِهِ (عَلَي ذَلِکَ).

ثُمَّ قَالَ جَبْرَئِيلُ : يا رَسُولَ اللَّهِ! أرْسَلَنِي (اللهُ) إلَيکَ سُرُوراً وَبُشْرَي (٥) لَکَ ، وَسُرُوراً وَبُشْرَي (٦) لِعَلِي (عَلَيهِ السَّلَامُ) ، وَفَاطِمَهَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَينِ وَ (إلَي) الْأئِمَّهِ مِنْ وُلْدِکَ إلَي يوْمِ الْقِيامَهِ.

فَدَامَ يامُحَمَّدُ سُرُورُکَ وَسُرُورُ عَلِي وَفَاطِمَهَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَينِ وَالْأئِمَّهِ (عَلَيهِمُ السَّلَامُ) وَشِيعَتِکُمْ إلَي يوْمِ الْبَعْثِ. (٧)

ثُمَّ قَالَ (٨) صَفْوَانُ : قَالَ لِي أبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيهِ السَّلَامُ :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «خ ل» : بَلَغ.

٢ ـ في «خ ل» : شَفَّعَ ـ وفي «خ ل» : لَهُ.

٣ ـ في «خ ل» : فِي.

٤ ـ في «خ ل» : شَهِدَ.

٥ ـ في «خ ل» : بُشْرَاً.

٦ ـ في «خ ل» : بُشْرَاً.

٧ ـ في «خ ل» : القِيامَهِ.

٨ ـ في «خ ل» : لِي.

٢٢٣

يا صَفْوَانُ! إذَا حَدَثَ لَکَ إلي اللهِ حَاجَهٌ ، فَزُرْ بِهَذِهِ الزِّيارَهِ مِنْ حَيثُ کُنْتَ وَادْعُ بِهَذَا الدُّعَاءِ ، وَسَلْ (١) رَبَّکَ حَاجَتَکَ ، تَأْتِکَ مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَيرُ مُخْلِفٍ وَعْدَهُ رَسُولَهُ (٢) صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ بِمَنِّهِ (وَرَحْمَتِهِ) وَالْحَمْدُ لِلَّهِ. (٣)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «خ ل» : أدْعُ.

٢ ـ في «خ ل» : وَرَسُولُهُ.

٣ ـ مصباح المتهجّد وسلاح المتعبّد الکبير : ص ٧١٨ والصّغير ، لشيخ الطّائفه الحقّه أبي جعفر محمّد بن الحسن الطّوسي المتوفّي سنه ٤٦٠ ه. ق. مصباح الزّائر للسّيدالجليل علي بن موسي بن طاووس الحسني قدّس سرّه المتوفّي سنه٦٦٤ه. ق : صص ٢٧٢ ـ ٢٧٧ ذکر الرّوايه والزّياره عن مصباح الطّوسي قدّس سرّه عن محمّد بن خالد الطّيالسي عن سيف بن عميره ... وروايه صفوان عن الصّادق (ع) والضّمان بإختلاف يسير ، وقد ذکرنا الزّيادات في هامش الزّياره بروايه المتهجّد ، فراجع. المزار في کيفيه زيارات النّبي والأئمّه الأطهار عليهم السلام لشيخ الفقهاء الشّهيد الأوّل محمّد بن مکي العاملي الجزيني قدّس سرّه المتوفّي سنه ٧٨٦ه. ق : ص ٥٥ : دعاء آخر يستحبّ أن يدعي به عقيب صلوه الزّياره لأميرالمؤمنين (ع) : يا اللّهُ يا اللّهُ يا اللّهُ ، يامُجِيبَ دَعْوَهِ الْمُضْطَرِّينَ .... (وذکره بتمامه کما في مصباح المتهجّد باختلاف يسير الي قوله : إنَّهُ قَرِيبٌ مُجِيبٌ ، وقد ذکرنا الزّيادات في هامش الزّياره بروايه المتهجّد ، فراجع).

٢٢٤

قال سيّد الكونين

حسين منّي وأنا من حسين

٢٢٥
٢٢٦

الزّياره الرّابعه

٢٢٧
٢٢٨

زيارة عاشوراء الرّابعة

برواية عبدالله ابن سنان

عن الإمام أبي عبدالله جعفر الصّادق (ع)

على ما نقله الشّيخ الطّوسي قدّس سرّه

قال الشّيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطّوسي قدّس سرّه : زياره أخري في يوم عاشوراء ، روي عبدالله بن سنان قال : دَخَلْتُ عَلَي سَيدِي أبِي عَبْدِاللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيهِمَا السَّلَامُ فِي يوْمِ عَاشُورَاءَ ، فَألْقَيتُهُ کَاسِفَ اللَّوْنِ ، ظَاهِرَ الْحُزْنِ وَدُمُوعُهُ تَنْحَدِرُ مِنْ عَينَيهِ کَاللُّؤْلُؤِ الْمُتَسَاقِطِ ، فَقُلْتُ : ياابْنَ رَسُولِ اللَّهِ! مِمَّ بُکَاؤُکَ ، لَا أبْکَي اللَّهُ عَينَيکَ؟ فَقَالَ لِي :

أوَ فِي غَفْلَهٍ أنْتَ؟ أمَا عَلِمْتَ أنَّ الْحُسَينَ بْنَ عَلِي عَلَيهِ السَّلَامُ أُصِيبَ فِي مِثْلِ هَذَا الْيوْمِ؟

فَقُلْتُ : يا سَيدِي! فَمَا قَوْلُکَ فِي صَوْمِهِ؟ فَقَالَ لِي :

صُمْهُ مِنْ غَيرِ تَبْييتٍ وَأفْطِرْهُ مِنْ غَيرِ تَشْمِيتٍ ، وَلَا تَجْعَلْهُ يوْمَ صَوْمٍ کَمُلاً ، وَلْيکُنْ إفْطَارُکَ بَعْدَ صَلَاهِ الْعَصْرِ بِسَاعَهٍ عَلَي شَرْبَهٍ مِنْ مَاءٍ ، فَإنَّهُ فِي مِثْلِ ذَلِکَ الْوَقْتِ مِنْ ذَلِکَ الْيوْمِ ، تَجَلَّتِ الْهَيجَاءُ عَنْ آلِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ) (١) ، وَانْکَشَفَتِ الْمَلْحَمَهُ عَنْهُمْ ، وَفِي الْأرْضِ مِنْهُمْ ثَلَاثُونَ صَرِيعاً فِي مَوَالِيهِمْ ، يعِزُّ عَلَي رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ) (٢)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ب».

٢ ـ في «ب».

٢٢٩

مَصْرَعُهُمْ ، وَلَوْ کَانَ فِي الدُّنْيا يوْمَئِذٍ حَياً ، لَکَانَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ (وَآلِهِ) (١) هُوَ الْمُعَزَّي بِهِمْ.

قَالَ : وَبَکَي أبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيهِ السَّلَامُ حَتَّي اخْضَلَّتْ لِحْيتُهُ بِدُمُوعِهِ ، ثُمَّ قَالَ :

إنَّ اللَّهَ جَلَّ ذِکْرُهُ (٢) لَمَّا خَلَقَ النُّورَ ، خَلَقَهُ يوْمَ الْجُمُعَهِ فِي تَقْدِيرِهِ فِي أوَّلِ يوْمِ شَهْرٍ مِنْ رَمَضَانَ ، وَخَلَقَ الظُّلْمَهَ فِي يوْمِ الْأرْبِعَاءِ ، يوْمَ عَاشُورَاءَ فِي مِثْلِ ذَلِکَ (اليوم) (٣) ، يعْنِي يوْمَ الْعَاشِرِ مِنْ شَهْرِ الْمُحَرَّمِ فِي تَقْدِيرِهِ ، وَجَعَلَ لِکُلٍ مِنْهُمَا شِرْعَهً وَمِنْهَاجاً.

يا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ سِنَانٍ! إنَّ أفْضَلَ مَا تَأْتِي بِهِ فِي هَذَا الْيوْمِ : أنْ تَعْمِدَ إلَي ثِيابٍ طَاهِرَهٍ فَتَلْبَسَهَا وَتَتَسَلَّبَ.

قَالَ : وَمَا التَّسَلُّبُ؟ قَالَ :

تُحَلِّلُ أزْرَارَکَ ، وَتَکْشِفُ عَنْ ذِرَاعَيکَ کَهَيئَهِ أصْحَابِ الْمَصَائِبِ ، ثُمَّ تَخْرُجُ إلَي أرْضٍ مُقْفِرَهٍ أوْ مَکَانٍ لَا يرَاکَ بِهِ أحَدٌ أوْ تَعْمِدُ إلَي مَنْزِلٍ لَکَ خَالٍ أوْ فِي خَلْوَهٍ ، مُنْذُ حِينِ يرْتَفِعُ النَّهَارُ ، فَتُصَلِّي أرْبَعَ رَکَعَاتٍ ، تُحْسِنُ رُکُوعَهَا وَسُجُودَهَا وَخُشُوعَهَا ، وَتُسَلِّمُ بَينَ کُلِّ رَکْعَتَينِ ، تَقْرَأُ فِي الرَّکْعَهِ الْأُولَي سُورَهَ الْحَمْدِ وَقُلْ يا أيهَا الْکَافِرُونَ وَفِي الثَّانِيهِ الْحَمْدَ وَقُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ ،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ب» و «م».

٢ ـ في «ب» : عَزَّ وَجَلَّ.

٣ ـ في «ب».

٢٣٠

ثُمَّ تُصَلِّي رَکْعَتَينِ اُخْرَيينِ تَقْرَأُ فِي (الرَّکْعَهِ) (١) الْأُولَي الْحَمْدَ وَسُورَهَ الْأحْزَابِ وَفِي الثَّانِيهِ الْحَمْدَ وَ (سُورَهَ) (٢) إذَا جَاءَکَ الْمُنَافِقُونَ أوْ مَا تَيسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ، ثُمَّ تُسَلِّمُ وَتُحَوِّلُ وَجْهَکَ نَحْوَ قَبْرِ الْحُسَينِ عَلَيهِ السَّلَامُ وَمَضْجَعِهِ ، فَتُمَثِّلُ لِنَفْسِکَ مَصْرَعَهُ ، وَمَنْ کَانَ مَعَهُ مِنْ وُلْدِهِ وَأهْلِهِ ، وَتُسَلِّمُ وَتُصَلِّي عَلَيهِ ، وَتَلْعَنُ قَاتِلِيهِ ، فَتَبَرَّأُ مِنْ أفْعَالِهِمْ ، يرْفَعُ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ لَکَ بِذَلِکَ فِي الْجَنَّهِ مِنَ الدَّرَجَاتِ ، وَيحُطُّ عَنْکَ مِنَ السَّيئَاتِ.

ثُمَّ تَسْعَي مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي أنْتَ فِيهِ ، إنْ کَانَ صَحْرَاءَ أوْ فَضَاءً أوْ أي شَي ءٍ کَانَ خُطُوَاتٍ تَقُولُ فِي ذَلِکَ : إنَّا لِلَّهِ وَإنَّا إلَيهِ راجِعُونَ ، رِضًي بِقَضَاءِ اللهِِ وَتَسْلِيماً لِأمْرِهِ ، وَلْيکُنْ عَلَيکَ فِي ذَلِکَ الْکَآبَهُ وَالْحُزْنُ ، وَأکْثِرْ مِنْ ذِکْرِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ ، وَالْإسْتِرْجَاعِ فِي ذَلِکَ ، فَإذَا فَرَغْتَ مِنْ سَعْيکَ وَفِعْلِکَ هَذَا ، فَقِفْ فِي مَوْضِعِکَ الَّذِي صَلَّيتَ فِيهِ. ثُمَّ قُلِ :

اللَّهُمَّ عَذِّبِ الْفَجَرَهَ ، الَّذِينَ شَاقُّوا رَسُولَکَ ، وَحَارَبُوا أوْلِياءَکَ ، وَعَبَدُوا غَيرَکَ ، وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَکَ ، وَالْعَنِ الْقَادَهَ وَالْأتْبَاعَ وَمَنْ کَانَ مِنْهُمْ ، فَخَبَّ (٣) وَأوْضَعَ مَعَهُمْ ، أوْ رَضِي بِفِعْلِهِمْ ، لَعْناً کَثِيراً.

اللَّهُمَّ وَعَجِّلْ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْ صَلَوَاتِکَ عَلَيهِمْ ،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ب».

٢ ـ في «ب».

٣ ـ في «م» : مُحِبَّاً.

٢٣١

وَاسْتَنْقِذْهُمْ مِنْ أيدِي الْمُنَافِقِينَ (١) الْمُضِلِّينَ وَالْکَفَرَهِ الْجَاحِدِينَ ، وَافْتَحْ لَهُمْ فَتْحاً يسِيراً ، وَأتِحْ لَهُمْ رَوْحاً وَفَرَجاً قَرِيباً وَاجْعَلْ لَهُمْ مِنْ لَدُنْکَ عَلَي عَدُوِّکَ وَعَدُوِّهِمْ سُلْطَاناً نَصِيراً.

ثُمَّ ارْفَعْ يدَيکَ وَاقْنُتْ بِهَذَا الدُّعَاءِ وَقُلْ وَأنْتَ تُومِئُ إلَي أعْدَاءِ آلِ مُحَمَّدٍ صَلّي اللهُ عَلَيهِ وَعَلَيهِمْ (٢) :

اللَّهُمَّ إنَّ کَثِيراً مِنَ الْأُمَّهِ نَاصَبَتِ الْمُسْتَحْفَظِينَ مِنَ الْأئِمَّهِ ، وَکَفَرَتْ بِالْکَلِمَهِ ، وَعَکَفَتْ عَلَي الْقَادَهِ الظَّلَمَهِ ، وَهَجَرَتِ الْکِتَابَ وَالسُّنَّهَ وَعَدَلَتْ عَنِ الْحَبْلَينِ اللَّذَينِ أمَرْتَ بِطَاعَتِهِمَا وَالتَّمَسُّکِ بِهِمَا ، فَأمَاتَتِ الْحَقَّ ، وَجَارَتْ (٣) عَنِ الْقَصْدِ ، وَمَالَأتِ الْأحْزَابَ ، وَحَرَّفَتِ الْکِتَابَ ، وَکَفَرَتْ بِالْحَقِّ لَمَّا جَاءَهَا ، وَتَمَسَّکَتْ بِالْبَاطِلِ لَمَّا اعْتَرَضَهَا ، وَضَيعَتْ حَقَّکَ ، وَأضَلَّتْ خَلْقَکَ ، وَقَتَلَتْ أوْلَادَ نَبِيکَ وَخِيرَهَ عِبَادِکَ وَحَمَلَهَ عِلْمِکَ وَوَرَثَهَ حِکْمَتِکَ وَوَحْيکَ. اللَّهُمَّ فَزَلْزِلْ أقْدَامَ أعْدَائِکَ وَأعْدَاءِ رَسُولِکَ وَأهْلَ بَيتِ رَسُولِکَ ، اللَّهُمَّ وَأخْرِبْ دِيارَهُمْ ، وَافْلُلْ سِلَاحَهُمْ ، وَخَالِفْ بَينَ کَلِمَتِهِمْ ، وَفُتَّ فِي أعْضَادِهِمْ ، وَأوْهِنْ کَيدَهُمْ ، وَاضْرِبْهُمْ بِسَيفِکَ الْقَاطِعِ ، وَارْمِهِمْ بِحَجَرِکَ الدَّامِغِ ، وَطُمَّهُمْ بِالْبَلَاءِ طَمّاً ، وَقُمَّهُمْ بِالْعَذَابِ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ب» : وَ.

٢ ـ في «ب» : صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ.

٣ ـ في «ب» و «م» : حَادَتْ.

٢٣٢

قَمّاً ، وَعَذِّبْهُمْ عَذَاباً نُکْراً ، وَخُذْهُمْ بِالسِّنِينَ وَالْمَثُلَاتِ الَّتِي أهْلَکْتَ بِهَا أعْدَاءَکَ ، إنَّکَ ذُو نَقِمَهٍ مِنَ الْمُجْرِمِينَ.

اللَّهُمَّ إنَّ سُنَّتَکَ ضَائِعَهٌ ، وَأحْکَامَکَ مُعَطَّلَهٌ ، وَعِتْرَهَ نَبِيکَ فِي الْأرْضِ هَائِمَهٌ. اللَّهُمَّ فَأعِزَّ (١) الْحَقَّ وَأهْلَهُ ، وَاقْمَعِ الْبَاطِلَ وَأهْلَهُ ، وَمُنَّ عَلَينَا بِالنَّجَاهِ ، وَاهْدِنَا إلَي الْإيمَانِ ، وَعَجِّلْ فَرَجَنَا وَانْظِمْهُ بِفَرَجِ أوْلِيائِکَ ، وَاجْعَلْهُمْ لَنَا وُدّاً وَاجْعَلْنَا لَهُمْ وَفْداً.

اللَّهُمَّ وَأهْلِکْ مَنْ جَعَلَ يوْمَ قَتْلِ ابْنِ نَبِيکَ وَخِيرَتِکَ (مِنْ خَلْقِکَ) (٢) عِيداً ، وَاسْتَهَلَّ بِهِ فَرَحاً وَمَرَحاً ، وَخُذْ آخِرَهُمْ کَمَا أخَذْتَ أوَّلَهُمْ ، وَأضْعِفِ اللَّهُمَّ الْعَذَابَ وَالتَّنْکِيلَ عَلَي ظَالِمِي أهْلِ بَيتِ نَبِيکَ ، وَأهْلِکْ أشْياعَهُمْ وَقَادَتَهُمْ ، وَأبِرْ حُمَاتَهُمْ وَجَمَاعَتَهُمْ.

اللَّهُمَّ وَضَاعِفْ صَلَوَاتِکَ وَرَحْمَتَکَ وَبَرَکَاتِکَ عَلَي عِتْرَهِ نَبِيکَ ، الْعِتْرَهِ الضَّائِعَهِ الْخَائِفَهِ الْمُسْتَذَلَّهِ ، بَقِيهٍ مِنَ الشَّجَرَهِ الطَّيبَهِ الزَّاکِيهِ الْمُبَارَکَهِ ، وَأعْلِ اللَّهُمَّ کَلِمَتَهُمْ ، وَأفْلِجْ حُجَّتَهُمْ ، وَاکْشِفِ الْبَلَاءَ وَاللَّأْوَاءَ وَحَنَادِسَ الْأبَاطِيلِ وَالْعَمَي (٣) عَنْهُمْ ، وَثَبِّتْ قُلُوبَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ب» : فَأعِنِ.

٢ ـ في «م».

٣ ـ في «م» : وَالْغَمَّاءَ.

٢٣٣

شِيعَتِهِمْ وَحِزْبِکَ عَلَي طَاعَتِهِمْ (١) وَوَلَايتِهِمْ وَنُصْرَتِهِمْ وَمُوَالَاتِهِمْ ، وَأعِنْهُمْ وَامْنَحْهُمُ الصَّبْرَ عَلَي الْأذَي فِيکَ.

وَاجْعَلْ لَهُمْ أياماً مَشْهُودَهً ، وَأوْقَاتاً (مَحْمُودَهً مَسْعُودَهً) (٢) ، تُوشِکُ فِيهَا فَرَجَهُمْ ، وَتُوجِبُ فِيهَا تَمْکِينَهُمْ وَنَصْرَهُمْ ، کَمَا ضَمِنْتَ لِأوْلِيائِکَ فِي کِتَابِکَ الْمُنْزَلِ ، فَإنَّکَ قُلْتَ وَقَوْلُکَ الْحَقُّ : (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأرْضِ کَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيمَکِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَي لَهُمْ وَلَيبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أمْناً (يعْبُدُونَنِي لايشْرِکُونَ بِي شَيئاً) (٣)). (٤)

اللَّهُمَّ فَاکْشِفْ غُمَّتَهُمْ (٥) ، يا مَنْ لَا يمْلِکُ کَشْفَ الضُّرِّ (٦) إلَّا هُوَ ، (يا وَاحِدُ) (٧) ، يا أحَدُ ، يا حَي يا قَيومُ ، وَأنَا يا إلَهِي عَبْدُکَ الْخَائِفُ مِنْکَ ، وَالرَّاجِعُ إلَيکَ ، السَّائِلُ لَکَ ، الْمُقْبِلُ عَلَيکَ ، اللَّاجِئُ إلَي فِنَائِکَ ، الْعَالِمُ بِأنَّهُ (٨) لَا مَلْجَأ مِنْکَ إلَّا إلَيکَ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ب» : طَاعَتِکَ.

٢ ـ في «م» : مَسْعُودَهً.

٣ ـ ليس في «م» و «ق» و «ز».

٤ ـ (٢٤) النور : ٥٦.

٥ ـ في «م» : عَنْهُمْ.

٦ ـ في «م» : لَا يکْشِفُ الضُّرَّ.

٧ ـ في «ب».

٨ ـ في «م» : بِکَ فَإنَّهُ.

٢٣٤

اللَّهُمَّ فَتَقَبَّلْ (١) دُعَائِي وَاسْتَمِعْ يا إلَهِي عَلَانِيتِي وَنَجْوَاي ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ رَضِيتَ عَمَلَهُ ، وَقَبِلْتَ نُسُکَهُ ، وَنَجَّيتَهُ بِرَحْمَتِکَ ، إنَّکَ أنْتَ الْعَزِيزُ (الحَکِيمُ) (٢) الْکَرِيمُ (الْوَهّابُ).

اللَّهُمَّ وَصَلِّ أوَّلًا وَآخِراً عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبَارِکْ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَارْحَمْ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ ، بِأکْمَلِ وَأفْضَلِ مَاصَلَّيتَ وَبَارَکْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلَي أنْبِيائِکَ وَرُسُلِکَ وَمَلَائِکَتِکَ وَحَمَلَهِ عَرْشِکَ بِلَا إلَهَ إلَّا أنْتَ.

اللَّهُمَّ وَلَا تُفَرِّقْ بَينِي وَبَينَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُکَ عَلَيهِ وَعَلَيهِمْ ، وَاجْعَلْنِي يا مَوْلَاي (٣) مِنْ شِيعَهِ مُحَمَّدٍ وَعَلِي وَفَاطِمَهَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَينِ وَذُرِّيتِهِمُ الطَّاهِرَهِ الْمُنْتَجَبَهِ ، وَهَبْ (٤) لِي التَّمَسُّکَ بِحَبْلِهِمْ وَالرِّضَا بِسَبِيلِهِمْ ، وَالْأخْذَ بِطَرِيقَتِهِمْ ، إنَّکَ جَوَادٌ کَرِيمٌ.

ثُمَّ عَفِّرْ وَجْهَکَ فِي (٥) الْأرْضِ وَقُلْ :

يا مَنْ يحْکُمُ مَا يشَاءُ ، وَيفْعَلُ ما يرِيدُ ، أنْتَ حَکَمْتَ ، فَلَکَ الْحَمْدُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ب» : فَتَقَبَّلِ اللَّهُمَّ.

٢ ـ في «م».

٣ ـ في «م» : يا إلَهِي.

٤ ـ في «م» : هَيئْ.

٥ ـ في «م» : عَلَي.

٢٣٥

مَحْمُوداً مَشْکُوراً ، فَعَجِّلْ (١) يا مَوْلَاي فَرَجَهُمْ وَفَرِّجْنَا (٢) بِهِمْ ، فَإنَّکَ ضَمِنْتَ إعْزَازَهُمْ بَعْدَ الذِّلَّهِ ، وَتَکْثِيرَهُمْ بَعْدَ الْقِلَّهِ ، وَإظْهَارَهُمْ بَعْدَ الْخُمُولِ ، يا أصْدَقَ الصَّادِقِينَ وَيا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. فَأسْألُکَ يا إلَهِي وَسَيدِي مُتَضَرِّعاً إلَيکَ بِجُودِکَ وَکَرَمِکَ ، بَسْطَ أمَلِي ، وَالتَّجَاوُزَ عَنِّي ، وَقَبُولَ قَلِيلِ عَمَلِي وَکَثِيرِهِ ، وَالزِّيادَهَ فِي أيامِي وَتَبْلِيغِي ذَلِکَ الْمَشْهَدَ ، وَأنْ تَجْعَلَنِي مِمَّنْ يدْعَي فَيجِيبُ إلَي طَاعَتِهِمْ وَمُوَالَاتِهِمْ وَنَصْرِهِمْ (٣) ، وَتُرِينِي ذَلِکَ قَرِيباً سَرِيعاً فِي عَافِيهٍ ، إنَّکَ عَلَي کُلِّ شَي ءٍ قَدِيرٌ.

ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَکَ (٤) إلَي السَّمَاءِ وَقُلْ :

أعُوذُ بِکَ (مِنْ) (٥) أنْ أکُونَ مِنَ الَّذِينَ لَا يرْجُونَ أيامَکَ ، فَأعِذْنِي يا إلَهِي بِرَحْمَتِکَ مِنْ ذَلِکَ.

فَإنَّ هَذَا أفْضَلُ يا ابْنَ سِنَانٍ مِنْ کَذَا وَکَذَا حَجَّهً وَکَذَا وَکَذَا عُمْرَهً ، (تَ) تَطَوَّعُهَا وَتُنْفِقُ فِيهَا مَالَکَ وَتَنْصِبُ (٦) فِيهَا بَدَنَکَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «م» : فَفَرِّجْ.

٢ ـ في «خ ل» : فَرَجَنَا.

٣ ـ في «م» : يدَکَ.

٤ ـ في «ب».

٥ ـ في «م» : تُتْعِبُ.

٦ ـ في «خ ل» : يوقِيهِ.

٢٣٦

وَتُفَارِقُ فِيهَا أهْلَکَ وَوَلَدَکَ. وَاعْلَمْ أنَّ اللَّهَ تَعَالَي يعْطِي مَنْ صَلَّي هَذِهِ الصَّلَاهَ فِي هَذَا الْيوْمِ وَدَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ مُخْلِصاً وَعَمِلَ هَذَا الْعَمَلَ مُوقِناً مُصَدِّقاً عَشْرَ خِصَالٍ ، مِنْهَا : أنْ يقِيهُ (١) اللَّهُ مِيتَهَ السَّوْءِ ، وَيؤْمِنَهُ مِنَ الْمَکَارِهِ وَالْفَقْرِ ، وَلَا يظْهِرَ عَلَيهِ عَدُوّاً إلَي أنْ يمُوتَ ، وَيقِيهُ اللَّهُ مِنَ الْجُنُونِ وَالْجُذَامِ وَالْبَرَصِ فِي نَفْسِهِ وَوُلْدِهِ إلَي أرْبَعَهِ أعْقَابٍ لَهُ ، وَلَا يجْعَلَ لِلشَّيطَانِ وَلَا لِأوْلِيائِهِ عَلَيهِ وَلَا عَلَي نَسْلِهِ إلَي أرْبَعَهِ أعْقَابٍ سَبِيلًا.

قَالَ ابْنُ سِنَانٍ : فَانْصَرَفْتُ وَأنَا أقُولُ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي مَنَّ عَلَي بِمَعْرِفَتِکُمْ وَحُبِّکُمْ ، وَأسْألُهُ الْمَعُونَهَ عَلَي الْمُفْتَرَضِ (٢) عَلَي مِنْ طَاعَتِکُمْ ، بِمَنِّهِ وَرَحْمَتِه. (٣)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «خ ل» : المُفَرَّضِ.

٢ ـ عن الإمام الصّادق (ع) بروايه السّيد بن طاووس قدّس سرّه.

٣ ـ مصباح المتهجّد وسلاح المتعبّد الکبير لشيخ الطّائفه الحقّه أبي جعفر محمّد بن الحسن الطوسي قدّس سرّه المتوفّي سنه ٤٦٠ ه. ق. المزار الکبير للشّيخ أبي عبد الله محمّد بن جعفر المشهدي قدّس سرّه ٥١٠ ـ ٥٩٥ ه. ق : ص ٤٧٣ ح ٦ : زياره أبي عبدالله الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء أخبرنا الشّيخ الفقيه العالم عماد الدّين محمّد بن أبي القاسم الطّبري قراءه عليه وانا اسمع في شهور سنه ثلاث وخمسين وخمسمائه بمشهد مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، عن الشيخ المفيد أبي علي الحسن بن محمد ، عن والده الشيخ أبي جعفر رضي الله عنه ، عن الشيخ المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ، عن ابن قولويه وأبي جعفر بن بابويه ، عن محمد بن يعقوب الکليني ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي

٢٣٧

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عمير ، عن عبد الله بن سنان ، قال : دخلت علي سيدي أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهما السلام في يوم عاشوراء ... (ورواه کما في مصباح المتهجّد وفيه بعض الإختلاف ونحن قابلنا المصباح معه ، وذکرنا الزّيادات في هوامش الزّياره بروايه المتهجّد ، فراجع) ، البحار : ٩٨ / ٣٠٣ ح ٤.

٢٣٨

زيارة عاشوراء الرّابعة

برواية عبدالله بن سنان

عن الامام أبي عبدالله جعفر الصّادق عليه السلام

على ما نقله السيّد بن طاووس قدّس سرّه

قال سيد الجليل علي بن موسي بن طاووس الحسني قدّس سرّه المتوفّي سنه٦٦٤ : فيما نذکره من ألفاظ الزّياره المنصوص عليها يوم عاشوراء ، فمن ذلک ما رويناه بإسنادنا إلي عبدالله بن جعفر الحميري ، قال حدّثنا الحسن بن علي الکوفي عن الحسن بن محمّد الحضرمي عن عبدالله بن سنان قال : دَخَلْتُ عَلَي مَوْلَاي أبِي عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَيهِ السَّلَامُ يوْمَ عَاشُورَاءَ ، وَهُوَ مُتَغَيرُ اللَّوْنِ ، وَدُمُوعُهُ تَنْحَدِرُ عَلَي خَدَّيهِ کَاللُّؤْلُؤِ ، فَقُلْتُ لَهُ : يا سَيدِي! مِمَّا بُکَاؤُکَ ، لَا أبْکَي اللَّهُ عَينَيکَ؟ فَقَالَ لِي :

أمَا عَلِمْتَ أنَّ فِي مِثْلِ هَذَا الْيوْمِ أُصِيبَ الْحُسَينُ عَلَيهِ السَّلَامُ؟

فَقُلْتُ : بَلَي يا سَيدِي ، وَإنَّمَا أتَيتُکَ مُقْتَبِسٌ مِنْکَ فِيهِ عِلْماً ، وَمُسْتَفِيدٌ مِنْکَ ، لِتُفِيدَنِي فِيهِ. قَالَ : سَلْ عَمَّا بَدَا لَکَ وَعَمَّا شِئْتَ. فَقُلْتُ : مَا تَقُولُ يا سَيدِي فِي صَوْمِهِ؟ قَالَ :

صُمْهُ مِنْ غَيرِ تَتْبيتٍ وَأفْطِرْهُ مِنْ غَيرِ تَشْمِيتٍ ، وَلَا تَجْعَلْهُ يوْماً کَامِلًا ، وَلَکِنْ أفْطِرْ بَعْدَ الْعَصْرِ بِسَاعَهٍ وَلَوْ بِشَرْبَهٍ مِنْ مَاءٍ ، فَإنَّ فِي ذَلِکَ الْوَقْتِ مِنْ ذَلِکَ الْيوْمِ ، تَجَلَّتِ الْهَيجَاءُ عَنْ آلِ الرَّسُولِ عَلَيهِ وَعَلَيهِمُ السَّلَامُ ، وَانْکَشَفَتِ الْمَلْحَمَهُ عَنْهُمْ ، وَفِي الْأرْضِ مِنْهُمْ ثَلَاثُونَ صَرِيعاً ، يعَزُّ عَلَي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ مَصْرَعُهُمْ.

٢٣٩

قَالَ : ثُمَّ بَکَي بُکَاءً شَدِيداً حَتَّي اخْضَلَّتْ لِحْيتُهُ بِالدُّمُوعِ ، وَقَالَ :

أتَدْرِي أي يوْمٍ کَانَ ذَلِکَ الْيوْمُ؟ قُلْتُ : أنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِنِّي يا مَوْلَاي. قَالَ :

إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَ النُّورَ يوْمَ الْجُمُعَهِ فِي أوَّلِ يوْمٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَخَلَقَ الظُّلْمَهَ فِي يوْمِ الْأرْبِعَاءِ يوْمَ عَاشُورَاءَ ، وَجَعَلَ لِکُلٍ مِنْهُمَا شِرْعَهً وَمِنْهَاجاً.

ياعَبْدَاللَّهِ بْنَ سِنَانٍ! أفْضَلُ مَاتَأْتِي بِهِ هَذَا الْيوْمَ أنْ : تَعْمِدَ إلَي ثِيابٍ طَاهِرَهٍ فَتَلْبَسَهَا وَتُحِلَّ أزْرَارَکَ وَتَکْشِفَ عَنْ ذِرَاعَيکَ وَعَنْ سَاقَيکَ ، ثُمَي تَخْرُجَ إلَي أرْضٍ مُقْفِرَهٍ حَيثُ لَا يرَاکَ أحَدٌ ، أوْ فِي دَارِکَ ، حِينَ يرْتَفِعُ النَّهَارُ ، وَتُصَلِّي أرْبَعَ رَکَعَاتٍ ، تُسَلِّمُ بَينَ کُلِّ رَکْعَتَينِ ، تَقْرَأُ فِي الرَّکْعَهِ الْأُولَي سُورَهَ الْحَمْدِ وَقُلْ يا أيهَا الْکَافِرُونَ وَفِي الثَّانِيهِ سُورَهَ الْحَمْدِوَ قُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ ، وَفِي الثَّالِثَهِ سُورَهَ الْحَمْدِ وَسُورَهَ الْأحْزَابِ وَفِي الرَّابِعَهِ الْحَمْدَ وَالْمُنَافِقِينَ ، ثُمَّ تُسَلِّمُ وَتُحَوِّلُ وَجْهَکَ نَحْوَ قَبْرِ أبِي عَبْدِاللَّهِ عَلَيهِ السَّلَامُ وَتُمَثِّلُ بَينَ يدَيکَ مَصْرَعَهُ ، وَتُفْرِغُ ذِهْنَکَ وَجَمِيعَ بَدَنِکَ ، وَتَجْمَعُ لَهُ عَقْلَکَ ، ثُمَّ تَلْعَنُ قَاتِلَهُ ألْفَ مَرَّهٍ ، يکْتَبُ لَکَ بِکُلِّ لَعْنَهٍ ألْفُ حَسَنَهٍ وَيمْحَي عَنْکَ ألْفُ سَيئَهٍ ، وَيرْفَعُ لَکَ ألْفُ دَرَجَهٍ فِي الْجَنَّهِ ، ثُمَّ تَسْعَي مِنَ الْمَوْضِعِ الَّذِي صَلَّيتَ فِيهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ وَأنْتَ تَقُولُ فِي کُلِّ مَرَّهٍ مِنْ سَعْيکَ :

إنَّا لِلَّهِ وَإنَّا إلَيهِ راجِعُونَ رِضًا بِقَضَاءِ اللَّهِ وَتَسْلِيماً لِأمْرِهِ ، سَبْعَ مَرَّاتٍ وَأنْتَ فِي کُلِّ ذَلِکَ عَلَيکَ الْکَآبَهُ وَالْحَزَنُ ، ثَاکِلًا حَزِيناً مُتَأسِّفاً. فَإذَا

٢٤٠