زيارات ذبيح آل محمد صلوات الله عليهم وسلّم العاشورائيّة

الشيخ حيدر تربتي الكربلائي

زيارات ذبيح آل محمد صلوات الله عليهم وسلّم العاشورائيّة

المؤلف:

الشيخ حيدر تربتي الكربلائي


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-2992-28-4
الصفحات: ٣٦٦

قال الإمام الصّادق صلوات الله عليه

وارحم تلک الصّرخة التي كانت لنا

٢٠١
٢٠٢

الزّياره الثّالثه

٢٠٣
٢٠٤

زيارة عاشوراء الثّالثة

عن الإمام أبي عبدالله جعفر الصّادق من عند رأس أميرالمؤمنين

صلوات الله عليهما برواية الشيخ المفيد قدّس سرّه

کتاب المزار لشيخ الطائفه الحقّه وفقيهها أبي عبد الله محمّد بن محمّد بن النعمان العکبري البغدادي المفيد قدّس سرّه المتوفّي سنه ٤١٣ ه. ق ـ علي ما نقله عنه العلامه محمّدباقر بن محمّد تقي المجلسي قدّس سرّهما المتوفّي سنه ١١١١ ه. ق ـ قال : أورد الشيخ المفيد رحمه الله هذه الزياره بأدني تغييرمع زيادات ، فنتببع لفظه لأنّه أسبق وأوثق ، قال رحمه الله :

تَتِمَّهٌ فِي ذِکْرِ زِيارَهِ مَوْلَانَا أبِي الْحَسَنِ أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَأبِي عَبْدِاللَّهِ الْحُسَينِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِمَا جَمِيعاً وَهِي مَرْوِيهٌ عَنْ أبِي عَبْدِاللَّهِ عَلَيهِ السَّلامُ : إذَا أرَدْتَ ذَلِکَ : فَقِفْ مُتَوَجِّهاً إلَي قَبْرِ أمِيرِالْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ وَقُلِ : السَّلَامُ عَلَيکَ يا رَسُولَ اللَّه ...

وَقُلْ : السَّلَامُ عَلَيکَ يا أمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، عَلَيکَ مِنِّي سَلَامُ اللَّهِ أبَداً مَا بَقِيتُ وَبَقِي اللَّيلُ وَالنَّهَارُ.

ثُمَّ أوْمِئْ إلَي الْحُسَينِ عَلَيهِ السَّلامُ وَقُلْ :

٢٠٥

السَّلَامُ عَلَيکَ يا أبَا عَبْدِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، أتَيتُکُمَا زَائِراً وَمُتَوَسِّلًا إلَي اللَّهِ تَعَالَي رَبِّي وَرَبِّکُمَا ، وَمُتَوَجِّهاً إلَي اللَّهِ بِکُمَا ، (وَ) (١) مُسْتَشْفِعاً بِکُمَا إلَي اللَّهِ فِي حَاجَتِي هَذِهِ ، فَاشْفَعَا لِي ، فَإنَّ لَکُمَا عِنْدَ اللَّهِ الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ وَالْجَاهَ الْوَجِيهَ وَالْمَنْزِلَ الرَّفِيعَ وَالْوَسِيلَهَ ، إنِّي أنْقَلِبُ عَنْکُمَا مُنْتَظِراً لِتَنَجُّزِ الْحَاجَهِ وَقَضَائِهَا وَنَجَاحِهَا مِنَ اللَّهِ بِشَفَاعَتِکُمَا لِي إلَي اللَّهِ فِي ذَلِکَ ، فَلَا أخِيبُ وَلَا يکُونُ مُنْقَلَبِي عَنْکُمَا مُنْقَلَباً خَاسِراً ، بَلْ يکُونُ مُنْقَلَبِي مُنْقَلَباً رَاجِحاً مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجَاباً لِي بِقَضَاءِ جَمِيعِ الْحَوَائِجِ ، فَاشْفَعَا لِي ، أنْقَلِبُ عَلَي مَا شَاءَ اللَّهُ ، لَاحَوْلَ وَقُوَّهَ إلَّا بِاللَّهِ ، مُفَوِّضاً أمْرِي إلَي اللَّهِ ، مُلْجِئاً ظَهْرِي إلَي اللَّهِ ، مُتَوَکِّلاً عَلَي اللَّهِ ، وَأقُولُ حَسْبِي اللَّهُ وَکَفَي ، سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ دَعَا لَيسَ وَرَاءَاللَّهِ وَوَرَاءَکُمْ يا سَادَتِي مُنْتَهًي مَا شَاءَ اللَّهُ رَبِّي کَانَ وَمَا لَمْ يشَأْ لَمْ يکُنْ.

يا سَيدِي يا أمِيرَالْمُؤْمِنِينَ وَمَوْلَاي وَأنْتَ يا أبَا عَبْدِ اللَّهِ ، سَلَامِي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «م».

٢٠٦

عَلَيکُمَا مُتَّصِلٌ مَا اتَّصَلَ اللَّيلُ وَالنَّهَارُ ، وَاصِلٌ إلَيکُمَا غَيرُ مَحْجُوبٍ عَنْکُمَا سَلَامِي إنْ شَاءَ اللَّهُ ، وَأسْألُهُ بِحَقِّکُمَا أنْ يشَاءَ ذَلِکَ وَيفْعَلَ فَإنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

أنْقَلِبُ يا سَيدَي عَنْکُمَا تَائِباً حَامِداً لِلَّهِ شَاکِراً رَاضِياً (رَاجِياً) (٢) مُسْتَيقِناً لِلْإجَابَهِ غَيرَ آيسٍ وَلَا قَانِطٍ ، عَائِداً رَاجِعاً إلَي زِيارَتِکُمَا غَيرَ رَاغِبٍ عَنْکُمَا بَلْ رَاجِعٌ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَي إلَيکُمَا ، يا سَادَاتِي رَغِبْتُ إلَيکُمَا بَعْدَ أنْ زَهِدَ فِيکُمَا وَفِي زِيارَتِکُمَا أهْلُ الدُّنْيا فَلَا يخَيبُنِي اللَّهُ فِيمَا رَجَوْتُ وَمَا أمَّلْتُ فِي زِيارَتِکُمَا ، إنَّهُ قَرِيبٌ مُجِيبٌ.

ثُمَّ اسْتَقْبِلْ (١) إلَي الْقِبْلَهِ وَقُلْ :

يا اللَّهُ يا اللَّهُ ، يا مُجِيبَ دَعْوَهِ الْمُضْطَرِّينَ ، وَيا کَاشِفَ کَرْبِ (٢) الْمَکْرُوبِينَ ، وَيا غِياثَ الْمُسْتَغِيثِينَ ، وَيا صَرِيخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ ، وَيا مَنْ هُوَ أقْرَبُ إلَي مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ.

يا مَنْ يحُولُ بَينَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ (وَيا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأعْلي وَبِالْاُفُقِ الْمُبِينِ) (٣) ، وَيا مَنْ هُوَ الرَّحْمَانُ الرَّحِيمُ ، يا مَنْ عَلَي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «م».

٢ ـ في «م» : إنفَتِلْ.

٣ ـ في «م».

٢٠٧

الْعَرْشِ اسْتَوي ، يا مَنْ يعْلَمُ خائِنَهَ الْأعْينِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ ، وَيا مَنْ لَا تَخْفَي عَلَيهِ خَافِيهٌ.

يا مَنْ لَا تَشْتَبِهُ عَلَيهِ الْأصْوَاتُ ، يا مَنْ لَا تُغَلِّطُهُ الْحَاجَاتُ ، يا مَنْ لَا يبْرِمُهُ إلْحَاحُ الْمُلِحِّينَ ، يا مُدْرِکَ کُلِّ فَوْتٍ ، يا جَامِعَ کُلِّ شَمْلٍ ، يا بَارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ ، يا مَنْ هُوَ کُلُّ يوْمٍ فِي شَأْنٍ ، يا قَاضِي الْحَاجَاتِ ، يا مُنَفِّسَ الْکُرُبَاتِ ، يا مُعْطِي السُؤُلَاتِ ، يا وَلِي الرَّغَبَاتِ ، يا کَافِي الْمُهِمَّاتِ ، يا مَنْ يکْفِي مِنْ کُلِّ شَي ءٍ وَلَا يکْفِي مِنْهُ شَي ءٌ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأرْضِ.

أسْألُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِي أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَبِحَقِّ فَاطِمَهَ بِنْتِ نَبِيکَ وَبِحَقِّ الْحَسَنِ وَالْحُسَينِ ، فَإنِّي بِهِمْ أتَوَجَّهُ إلَيکَ فِي مَقَامِي هَذَا ، وَبِهِمْ أتَوَسَّلُ وَبِهِمْ أسْتَشْفِعُ إلَيکَ ، وَبِحَقِّهِمْ أسْألُکَ وَأُقْسِمُ وَأعْزِمُ عَلَيکَ ، وَبِالشَّأْنِ الَّذِي لَهُمْ عِنْدَکَ ، وَبِالَّذِي فَضَّلْتَهُمْ عَلَي الْعَالَمِينَ ، وَبِاسْمِکَ الَّذِي جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ وَبِهِ خَصَصْتَهُمْ دُونَ الْعَالَمِينَ وَبِهِ أبَنْتَهُمْ وَأبَنْتَ فَضْلَهُمْ مِنْ کُلِّ فَضْلٍ ، حَتَّي فَاقَ فَضْلُهُمْ فَضْلَ الْعَالَمِينَ جَمِيعاً.

وَأسْألُکَ أنْ تُصَلِّي عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأنْ تَکْشِفَ عَنِّي غَمِّي

٢٠٨

وَهَمِّي وَکَرْبِي وَأنْ تَکْفِينِي الْمُهِمَّ مِنْ أمْرِي (١) وَتَقْضِي عَنِّي دَينِي وَتُجِيرَنِي مِنَ الْفَقْرِ وَالْفَاقَهِ وَتُغْنِينِي عَنِ الْمَسْألَهِ إلَي الْمَخْلُوقِينَ.

وَتَکْفِينِي هَمَّ مَنْ أخَافُ هَمَّهُ وَعُسْرَ مَنْ أخَافُ عُسْرَهُ وَحُزُونَهَ مَنْ أخَافُ حُزُونَتَهُ وَشَرَّ مَنْ أخَافُ شَرَّهُ وَمَکْرَ مَنْ أخَافُ مَکْرَهُ وَبَغْي مَنْ أخَافُ بَغْيهُ وَجَوْرَ مَنْ أخَافُ جَوْرَهُ وَسُلْطَانَ مَنْ أخَافُ سُلْطَانَهُ وَکَيدَ مَنْ أخَافُ کَيدَهُ ، وَاصْرِفْ عَنِّي کَيدَهُ وَمَکْرَهُ وَمَقْدُرَهَ مَنْ أخَافُ مَقْدُرَتَهُ عَلَي وَتَرُدَّ عَنِّي کَيدَ الْکَيدَهِ وَمَکْرَ الْمَکَرَهِ.

اللَّهُمَّ مَنْ أرَادَنِي بِسُوءٍ فَأرِدْهُ ، وَمَنْ کَادَنِي فَکِدْهُ ، وَاصْرِفْ عَنِّي کَيدَهُ وَبَأْسَهُ وَأمَانِيهُ ، وَامْنَعْهُ عَنِّي کَيفَ شِئْتَ وَأنَّي شِئْتَ.

اللَّهُمَّ اشْغَلْهُ عَنِّي بِفَقْرٍ لَا تَجْبُرُهُ وَبَلَاءٍ لَا تَسْتُرُهُ وَبِفَاقَهٍ لَاتَسُدُّهَا وَبِسُقْمٍ لَا تُعَافِيهِ وَبِذُلٍّ لَا تُعِزُّهُ وَمَسْکَنَهٍ لَا تَجْبُرُهَا.

اللَّهُمَّ اجْعَلِ الذُّلَّ نُصْبَ عَينَيهِ وَأدْخِلِ (عَلَيهِ) الْفَقْرَ فِي مَنْزِلِهِ وَالسُّقْمَ فِي بَدَنِهِ حَتَّي تَشْغَلَهُ عَنِّي بِشُغُلٍ شَاغِلٍ لَا فَرَاغَ لَهُ ،

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «م» : أمُورِي.

٢ ـ في «م».

٢٠٩

وَأنْسِهِ ذِکْرِي کَمَا أنْسَيتَهُ ذِکْرَکَ ، وَخُذْ عَنِّي بِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسَانِهِ وَيدِهِ وَرِجْلِهِ وَقَلْبِهِ وَجَمِيعِ جَوَارِحِهِ ، وَأدْخِلْ عَلَيهِ فِي جَمِيعِ ذَلِکَ السُّقْمَ وَلَا تَشْفِهِ حَتَّي تَجْعَلَ لَهُ ذَلِکَ شُغُلًا شَاغِلًا عَنِّي وَعَنْ ذِکْرِي ، وَاکْفِنِي يا کَافِي مَا لَا يکْفِي سِوَاکَ. يا مُفَرِّجَ مَنْ لَا مُفَرِّجَ لَهُ سِوَاکَ ، وَمُغِيثَ مِنْ لَا مُغِيثَ لَهُ سِوَاکَ ، وَجَارَ مَنْ لَا جَارَ لَهُ سِوَاکَ ، وَمَلْجَأ مَنْ لَا مَلْجَأ لَهُ غَيرُکَ ، أنْتَ ثِقَتِي وَرَجَائِي وَمَفْزَعِي وَمَهْرَبِي وَمَلْجَئِي وَمَنْجَاي ، فَبِکَ أسْتَفْتِحُ وَبِکَ أسْتَنْجِحُ وَبِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أتَوَجَّهُ إلَيکَ وَأتَوَسَّلُ وَأتَشَفَّعُ.

يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ ، وَلَکَ الْحَمْدُ وَلَکَ الْمِنَّهُ وَإلَيکَ الْمُشْتَکَي وَأنْتَ الْمُسْتَعَانُ. فَأسْألُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أنْ تُصَلِّي عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأنْ تَکْشِفَ عَنِّي غَمِّي وَهَمِّي وَکَرْبِي فِي مَقَامِي هَذَا کَمَا کَشَفْتَ عَنْ نَبِيکَ غَمَّهُ وَکَرْبَهُ وَهَمَّهُ وَکَفَيتَهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ ، فَاکْشِفْ عَنِّي کَمَا کَشَفْتَ عَنْهُ وَفَرِّجْ عَنِّي کَمَا فَرَّجْتَ عَنْهُ ، وَاکْفِنِي کَمَا کَفَيتَهُ ، وَاصْرِفْ عَنِّي هَوْلَ مَا أخَافُ هَوْلَهُ وَمَئُونَهَ مَنْ أخَافُ مَئُونَتَهُ وَهَمَّ مَنْ أخَافُ هَمَّهُ بِلَا مَئُونَهٍ عَلَي نَفْسِي مِنْ ذَلِکَ ، وَاصْرِفْنِي بِقَضَاءِ حَاجَتِي وَکِفَايهِ مَا

٢١٠

أهَمَّنِي هَمُّهُ مِنْ أمْرِ دُنْياي وَآخِرَتِي يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

ثُمَّ تَلْتَفِتُ إلَي أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيهِ السَّلَامُ وَتَقُولُ :

السَّلَامُ عَلَيکَ يا أمِيرَالْمُؤْمِنِينَ وَالسَّلَامُ عَلَي أبِي عَبْدِاللَّهِ الْحُسَينِ مَا بَقِيتُ وَبَقِي اللَّيلُ وَالنَّهَارُ وَلَا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَالْعَهْدِ مِنِّي لِزِيارَتِکُمَا وَلَا فَرَّقَ اللَّهُ بَينِي وَبَينَکُمَا.

ثُمَّ تَنْصَرِفُ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ رواه المفيد قدّس سرّه في مزاره (المخطوط) : ٢١ وليس في المطبوع ، بحارالانوار : ٩٧ / ٣٠٥ ح ٢٣.

المزار الكبير للشيخ أبي عبدالله محمّد بن جعفر المشهدي ٥١٠ ـ ٥٩٥ هـ ق : ٢١٤ ـ ٢٢٥ ح ٥ : زيارة اخرى لاميرالمومنين والحسين بن علي صلوات الله عليهما : روى محمّد بن خالد الطّيالسيّ عن سيف بن عميره قال : خرجت مع صفوان به مهران الجمّال وجماعه من أصحابنا إلي الغري بعد ما ورد أبوعبدالله عليه السّلام ، فزرنا أميرالمؤمنين عليه السّلام ، فلمّا فرغنا من الزّياره ، صرف صفوان وجهه إلي ناحيه أبي عبدالله عليه السّلام وقال : نزور الحسين بن علي عليهما السّلام من هذا المکان من عند رأس أميرالمؤمنين عليه السّلام وقال صفوان : وردت مع سيدي أبي عبدالله الصّادق جعفر بن محمّد صلوات الله عليه ، ففعل مثل هذا ودعا بهذا الدّعاء بعد أن صلّي وودّع ، ثمّ قال لي : ياصَفْوَانُ! تَعَاهَدْ هَذِهِ الزِّيارَهَ ، وَادْعُ بِهَذَا الدُّعَاءِ وَزُرْهُمَا بِهَذِهِ الزِّيارَهِ ، فَإنِّي ضَامِنٌ عَلَي اللَّهِ لِکُلِّ مَنْ زَارَهُمَا بِهَذِهِ الزِّيارَهِ وَدَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ مِنْ قُرْبٍ أوْ بُعْدٍ أنَّ : زِيارَتَهُ مَقْبُولَهٌ وَأنَّ سَعْيهُ مَشْکُورٌ وَسَلَامَهُ وَاصِلٌ غَيرُ مَحْجُوبٍ

٢١١

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وَحَاجَتَهُ مَقْضِيهٌ مِنَ اللَّهِ ، بَالِغاً مَا بَلَغَتْ ، وَأنَّ اللَّهَ يجِيبُهُ. يا صَفْوَانُ! وَجَدْتُ هَذِهِ الزِّيارَهَ مَضْمُونهً بِهَذَا الضَّمَانِ عَنْ أبِي ، وَأبِي عَنْ أبِيهِ عَلِي بْنِ الْحُسَينِ ، وَعَلِي بْنُ الْحُسَينِ عَنْ أبِيهِ الْحُسَينِ ، وَالْحُسَينُ عَنْ أخِيهِ الْحَسَنِ ، عَنْ أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، مَضْمُوناً بِهَذَا الضَّمَانِ ، وَأمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ ، عَنْ جَبْرَئِيلَ عَلَيهِ السَّلَامُ ، مَضْمُوناً بِهَذَا الضَّمَانِ. قَدْ آلَي اللَّهُ عَلَي نَفْسِهِ عَزَّ وَجَلَّ أنَّ مَنْ زَارَ الْحُسَينَ بْنَ عَلِي عَلَيهِمَا السَّلَامُ بِهَذِهِ الزِّيارَهِ مِنْ قُرْبٍ أوْ بُعْدٍ فِي يوْمِ عَاشُورَاءَ وَدَعَا بِهَذَا الدُّعَاءِ : قَبِلْتُ زِيارَتَهُ وَشَفَّعْتُهُ فِي مَسْألَتِهِ بَالِغاً مَا بَلَغَ ، وَأعْطَيتُهُ سُؤْلَهُ ، ثُمَّ لَا ينْقَلِبُ عَنِّي خَائِباً وَأقْلِبُهُ مَسْرُوراً قَرِيراً عَينُهُ بِقَضَاءِ حَوَائِجِهِ وَالْفَوْزِ بِالْجَنَّهِ وَالْعِتْقِ مِنَ النَّارِ وَشَفَّعْتُهُ فِي کُلِّ مَنْ شَفَّعَ لَهُ ، مَا خَلَا النَّاصِبَ لَنَا أهْلَ الْبَيتِ ، آلَي اللَّهُ بِذَلِکَ عَلَي نَفْسِهِ وَأشْهَدَ مَلَائِکَتَهُ عَلَي ذَلِکَ. وَقَالَ جَبْرَئِيلُ : يا مُحَمَّدُ! إنَّ اللَّهَ أرْسَلَنِي إلَيکَ مُبَشِّراً لَکَ ، وَلِعَلِي ، وَفَاطِمَهَ ، وَالْحَسَنِ ، وَالْحُسَينِ ، وَالْأئِمَّهِ مِنْ وُلْدِکَ ، إلَي يوْمِ الْقِيامَهِ ، فَدَامَ سُرُورُکَ يامُحَمَّدُ ، وَسُرُورُ عَلِي وَفَاطِمَهَ وَالْحَسَنِ وَالْحُسَينِ وَالْأئِمَّهِ وَشِيعَتِکُمْ إلَي يوْمِ الْبَعْثِ. وَقَالَ صَفْوَانُ قَالَ أبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَيهِ السَّلَامُ : ياصَفْوَانُ! إذَا حَدَثَ لَکَ إلَي اللَّهِ حَاجَهٌ ، فَزُرْهُ بِهَذِهِ الزِّيارَهِ مِنْ حَيثُ کُنْتَ ، وَادْعُ بِهَذَا الدُّعَاءِ ، وَسَلْ رَبَّکَ حَاجَتَکَ ، تَأْتِکَ مِنَ اللَّهِ ، وَاللَّهُ غَيرُ مُخْلِفٍ مَا وَعَدَهُ وَرَسُولُهُ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ بِمَنِّهِ وَالْحَمْدُلِلَّهِ. وهذه الزّياره : السَّلَامُ عَلَيکَ يا رَسُولَ اللَّهِ .... وساقها إلي آخر ما أورده المجلسي عن المفيد رحمه الله بإختلاف في بعض الألفاظ ، وقد ذکرنا الزّيادات في هامش الزّياره بروايه المفيد والمتهجّد ، البحار : ٩٧ / ٣١ح ٢٤.

٢١٢

زياره عاشوراء الثّالثه

عن الإمام أبي عبداللّه جعفر الصّادق

من عند رأس أميرالمؤمنين صلوات اللّه عليهما

بروايه الشّيخ الطّوسي قدّس سرّه

قال شيخ الطّائفه الحقّه أبوجعفر محمّد بن الحسن الطّوسي قدّس سرّه : وروي محمّد بن خالد الطّيالسي عن سيف بن عميره قال خرجت مع صفوان بن مهران الجمّال و (عندنا) جماعه من أصحابنا إلي الغري بعد ما خرج أبو عبد الله (الصّادق) عليه السّلام ، وجهه إلي ناحيه أبي عبد الله الحسين عليه السّلام فقال لنا : تزورون الحسين عليه السّلام من هذا المکان من عند رأس أمير المؤمنين عليه السّلام (١) ، من هاهنا أومئ إليه أبو عبد الله الصّادق عليه السّلام (٢) وأنا معه.

قال : فدعا صفوان بالزّياره الّتي رواها علقمه بن محمّد الحضرمي عن أبي جعفر عليه السّلام في يوم عاشورا (ء) ، ثمّ صلّي رکعتين عند رأس أمير المؤمنين (عليه السّلام) وودّع في دبرهما (٣) أميرالمؤمنين (عليه السّلام) وأومئ إلي الحسين (عليه السّلام) بالسّلام (٤) منصرفا وجهه (٥) نحوه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «خ ل» : صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيهِ.

٢ ـ في «خ ل» : بِالسَّلَامِ.

٣ ـ في «خ ل» : دُبُرِهَا.

٤ ـ في «خ ل» : بِالتَّسْلِيمِ.

٥ ـ في «خ ل» : بِوَجْهِهِ.

٢١٣

وودّع وکان (١) فيما دعا في دبرهما : (٢)

يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ ، يا مُجِيبَ دَعْوَهِ الْمُضْطَرِّينَ ، (وَ) يا کَاشِفَ کُرَبِ (٣) الْمَکْرُوبِينَ ، (وَ) (٤) يا غِياثَ الْمُسْتَغِيثِينَ ، (وَ) (٥) يا صَرِيخَ الْمُسْتَصْرِخِينَ ، يا مَنْ هُوَ أقْرَبُ إلَي مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ، (وَ) (٦) يا مَنْ يحُولُ بَينَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ ، وَيا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأعْلَي وَبِالْأُفُقِ الْمُبِينِ ، وَيا مَنْ هُوَ الرَّحْمَانُ الرَّحِيمُ عَلَي الْعَرْشِ اسْتَوي ، (وَ) (٧) يا مَنْ (٨) يعْلَمُ خائِنَهَ الْأعْينِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ ، (وَ) (٩) يا مَنْ لَا تَخْفَي (١٠) عَلَيهِ خَافِيهٌ ، (وَ) (١١) يا مَنْ لَا تَشْتَبِهُ عَلَيهِ الْأصْوَاتُ ، (وَ) (١٢) يا مَنْ لَا تُغَلِّطُهُ (١٣) الْحَاجَاتُ ، (وَ) (١٤) يا مَنْ لَا يبْرِمُهُ إلْحَاحُ الْمُلِحِّينَ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «خ ل» : فَکَانَ.

٢ ـ في «خ ل» : دُبُرِهَا.

٣ ـ في «خ ل» : کُرُوبِ.

٤ ـ في «خ ل» و «ش» و «ع».

٥ ـ في «خ ل» و «ش» و «ع» و «ب».

٦ ـ في «خ ل» و «ش» و «ع» و «ب».

٧ ـ في «خ ل» و «ش» و «ع» و «ب».

٨ ـ في «ش» : هُوَ.

٩ ـ في «خ ل» و «ش» و «ع» و «ب».

١٠ ـ في «خ ل» : لَا يخْفَي.

١١ ـ في «خ ل» و «ب».

١٢ ـ في «خ ل» و «ش» و «ب».

١٣ ـ في «خ ل» : لَا تُغَلِّظُهُ لَا تُغَالِطُهُ.

١٤ ـ في «خ ل» و «ش» و «ع» و «ب».

٢١٤

(وَ) يا مُدْرِکَ کُلِّ فَوْتٍ وَيا جَامِعَ کُلِّ شَمْلٍ وَيا بَارِئَ النُّفُوسِ (١) بَعْدَ الْمَوْتِ ، يا مَنْ هُوَ کُلُّ يوْمٍ فِي شَأْنٍ ، يا قَاضِي الْحَاجَاتِ ، يا مُنَفِّسَ الْکُرُبَاتِ ، يا مُعْطِي السُّؤُالَاتِ (٢) ، يا وَلِي الرَّغَبَاتِ ، يا کَافِي الْمُهِمَّاتِ ، يا مَنْ يکْفِي مِنْ کُلِّ شَي ءٍ وَلَا يکْفِي مِنْهُ شَي ءٌ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأرْضِ.

أسْألُکَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ (خَاتِمِ الْنَّبِيينَ) (نَبِيکَ) (٣) وَ (بِحَقِّ) عَلِي (٤) (أميرِ الْمُؤْمِنينَ) (٥) (وَصِي نَبِيکَ) (٦) وَبِحَقِّ فَاطِمَهَ (الزَّهْرَاءِ) (٧) بِنْتِ نَبِيکَ وَبِحَقِّ الْحَسَنِ وَالْحُسَينِ (وَالتِّسْعَهِ مِنْ وُلْدِ الْحُسَينِ) (٨) (عَلِي وَمُحَمَّدٍ وَجَعْفَرٍ وَمُوسي وَعَلِي وَمُحَمَّدٍ وَعَلِي وَالْحَسَنِ وَالْحُجَّهِ) (٩) (عَلَيهِمُ السَّلَامُ) (١٠) ، فَإنِّي بِهِمْ أتَوَجَّهُ إلَيکَ فِي مَقَامِي هَذَا وَبِهِمْ أتَوَسَّلُ وَبِهِمْ أتَشَفَّعُ (١١) إلَيکَ ، وَبِحَقِّهِمْ أسْألُکَ وَأُقْسِمُ وَأعْزِمُ عَلَيکَ ، وَبِالشَّأْنِ الَّذِي لَهُمْ عِنْدَکَ ، وَبِالْقَدْرِ الَّذِي لَهُمْ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «خ ل» : مِن.

٢ ـ في «خ ل» : السُّؤآلات السُّولات.

٣ ـ في «ش».

٤ ـ في أکثر النّسخ : وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَعَلِي.

٥ ـ في «خ ل» و «ش».

٦ ـ في «خ ل» و «ش».

٧ ـ في «ش».

٨ ـ في «ع».

٩ ـ في «ش».

١٠ ـ في «ش» و «ع».

١١ ـ في «خ ل» و «ز» : أسْتَشْفِعُ.

٢١٥

عِنْدَکَ ، وَبِالَّذِي فَضَّلْتَهُمْ عَلَي الْعَالَمِينَ ، وَبِاسْمِکَ الَّذِي جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ ، وَبِهِ خَصَصْتَهُمْ (١) دُونَ الْعَالَمِينَ ، وَبِهِ أبَنْتَهُمْ وَأبَنْتَ (٢) فَضْلَهُمْ مِنْ (٣) فَضْلِ الْعَالَمِينَ حَتَّي فَاقَ فَضْلُهُمْ فَضْلَ الْعَالَمِينَ جَمِيعَاً ، أسْألُکَ أنْ تُصَلِّي عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأنْ تَکْشِفَ عَنِّي غَمِّي وَهَمِّي (٤) وَکَرْبِي وَتَکْفِينِي الْمُهِمَّ مِنْ أُمُورِي (٥) وَتَقْضِي عَنِّي دَينِي (٦) ، وَتُجِيرَنِي (٧) مِنَ الْفَقْر وَتُجِيرَنِي (٨) مِنَ الْفَاقَهِ ، وَتُغْنِينِي عَنِ الْمَسْألَهِ إلَي الْمَخْلُوقِينَ (٩). وَتَکْفِينِي هَمَّ مَنْ أخَافُ هَمَّهُ وَجَوْرَ مَنْ أخَافُ جَوْرَهُ وَعُسْرَ مَنْ أخَافُ عُسْرَهُ وَحُزُونَهَ مَنْ أخَافُ حُزُونَتَهُ وَشَرَّ مَنْ (١٠) أخَافُ شَرَّهُ وَمَکْرَ مَنْ (١١) أخَافُ مَکْرَهُ وَبَغْي مَنْ أخَافُ بَغْيهُ (وَجَوْرَ مَنْ أخَافُ جَوْرَهُ) (١٢) وَسُلْطَانَ مَنْ أخَافُ سُلْطَانَهُ وَکَيدَ مَنْ أخَافُ کَيدَهُ وَمَقْدُرَهَ مَنْ (١٣) أخَافُ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «خ ل» : خَصَّصْتَهُمْ.

٢ ـ في «ش» : أثَبتَهُمْ وَأثَبْتَ.

٣ ـ في «خ ل» : عَنْ.

٤ ـ في «خ ل» : هَمِّي وَغَمِّي.

٥ ـ في «خ ل» : أمْرِي.

٦ ـ في «خ ل» : ديوني.

٧ ـ في «خ ل» : تَجْبُرَنِي.

٨ ـ في «خ ل» و «ع» : تَجْبُرَنِي.

٩ ـ في «خ ل» : لِلْمَخلُوقِينَ.

١٠ ـ في «خ ل» و «ش» و «ع» : مَا.

١١ ـ في «ب» : مَا.

١٢ ـ في «خ ل» و «ش» و «ع» و «ب».

١٣ ـ في «ب» : مَا.

٢١٦

مَقْدُرَتَهُ (١) عَلَي وَتَرُدَّ عَنِّي کَيدَ الْکَيدَهِ وَمَکْرَ الْمَکَرَهِ.

اللَّهُمَّ مَنْ أرَادَنِي (بِسُوءٍ) (٢) فَأرِدْهُ ، وَمَنْ کَادَنِي فَکِدْهُ (٣) ، وَاصْرِفْ عَنِّي کَيدَهُ وَمَکْرَهُ وَبَأْسَهُ وَأمَانِيهُ ، وَامْنَعْهُ عَنِّي کَيفَ شِئْتَ وَأنَّي شِئْتَ. اللَّهُمَّ اشْغَلْهُ عَنِّي بِفَقْرٍ لَا تَجْبُرُهُ وَبِبَلَاءٍ لَا تَسْتُرُهُ وَبِفَاقَه لَا تَسُدُّهَا وَبِسُقْمٍ (٤) لَا تُعَافِيهِ ، وَذُلٍّ لَا تُعِزُّهُ ، وَبِمَسْکَنَهٍ (٥) لَا تَجْبُرُهَا.

اللَّهُمَّ اضْرِبْ بِالذُّلِّ نَصْبَ (٦) عَينَيهِ وَأدْخِلْ عَلَيهِ الْفَقْرَ فِي مَنْزِلِهِ وَالْعِلَّهَ وَالسُّقْمَ (٧) فِي بَدَنِهِ ، حَتَّي تَشْغَلَهُ (٨) عَنِّي بِشُغْلٍ (٩) شَاغِلٍ (١٠) لَا فَرَاغَ لَهُ وَأنْسِهِ ذِکْرِي کَمَا أنْسَيتَهُ ذِکْرَکَ وَخُذْ عَنِّي بِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسَانِهِ وَيدِهِ وَرِجْلِهِ وَقَلْبِهِ وَجَمِيعِ جَوَارِحِهِ ، وَأدْخِلْ عَلَيهِ فِي جَمِيعِ ذَلِکَ السُّقْمَ وَلَا تَشْفِهِ حَتَّي تَجْعَلَ ذَلِکَ لَهُ شُغُلًا شَاغِلًا بِهِ عَنِّي وَعَنْ ذِکْرِي ، وَاکْفِنِي يا کَافِي مَا لَا يکْفِي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «خ ل» و «ش» و «ع» و «ب» زياده : بَلَاءَ مَقْدُرَتِهِ.

٢ ـ في «خ ل» و «ش» و «ع».

٣ ـ في «خ ل» : فَأ کِدْه.

٤ ـ في «خ ل» : بِسَقَمٍ.

٥ ـ في «خ ل» : مَسْکَنَهٍ.

٦ ـ في «خ ل» : بَينَ.

٧ ـ في «خ ل» : الْغَمَّ.

٨ ـ في «ش» : يشْغَلَهُ.

٩ ـ في «خ ل» : بِشُغُلٍ.

١٠ ـ في «خ ل» : وَ.

٢١٧

سِوَاکَ ، فَإنَّکَ الْکَافِي (١) لَا کَافِي سِوَاکَ ، وَمُفَرِّجٌ لَا مُفَرِّجَ سِوَاکَ ، وَمُغِيثٌ (٢) لَا مُغِيثَ سِوَاکَ ، وَجَارٌ لَاجَارَ سِوَاکَ ، خَابَ (٣) مَنْ کَانَ جَارُهُ (٤) سِوَاکَ وَمُغِيثُهُ (٥) سِوَاکَ وَمَفْزَعُهُ إلَي سِوَاکَ وَمَهْرَبُهُ إلَي سِوَاکَ وَمَلْجَأُهُ إلَي غَيرِکَ (٦) وَمَنْجَاهُ مِنْ مَخْلُوقٍ غَيرِکَ ، فَأنْتَ (٧) ثِقَتِي وَرَجَائِي وَمَفْزَعِي وَمَهْرَبِي وَمَلْجَئِي (وَمَنْجَاي) ، فَبِکَ أسْتَفْتِحُ وَبِکَ أسْتَنْجِحُ وَبِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أتَوَجَّهُ إلَيکَ وَأتَوَسَّلُ وَأتَشَفَّعُ (٨).

فَأسْألُکَ يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ ، فَلَکَ الشُّکْرُ وَلَکَ الْحَمْدُ (٩) وَإلَيکَ الْمُشْتَکَي وَأنْتَ الْمُسْتَعَانُ.

فَأسْألُکَ يا اللَّهُ يا اللَّهُ يا اللَّهُ ، بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، أنْ تُصَلِّي عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأنْ تَکْشِفَ عَنِّي غَمِّي وَهَمِّي وَکَرْبِي فِي مَقَامِي هَذَا کَمَا کَشَفْتَ عَنْ نَبِيکَ هَمَّهُ وَغَمَّهُ وَکَرْبَهُ وَکَفَيتَهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ ، فَاکْشِفْ عَنِّي کَمَا کَشَفْتَ عَنْهُ وَفَرِّجْ عَنِّي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «خ ل» : وَ.

٢ ـ في «خ ل» : وَ.

٣ ـ في «خ ل» : جَارَ.

٤ ـ في «خ ل» : رَجَاؤُهُ.

٥ ـ في «خ ل» : مُعِينُهُ.

٦ ـ في «خ ل» : سِوَاکَ.

٧ ـ في «خ ل» : أنْتَ.

٨ ـ في «خ ل» : أسْتَشْفِعُ أشْفَعُ.

٩ ـ في «خ ل» : فَلَکَ الْحَمْدُ وَلَکَ الشُّکْرُ.

٢١٨

کَمَا فَرَّجْتَ عَنْهُ ، وَاکْفِنِي کَمَا کَفَيتَهُ وَاصْرِفْ عَنِّي هَوْلَ مَا أخَافُ هَوْلَهُ ، وَمَؤُنَهَ مَا أخَافُ مَؤُنَتَهُ ، وَهَمَّ مَا أخَافُ هَمَّهُ ، بِلَا مَؤُنَهٍ عَلَي نَفْسِي مِنْ ذَلِکَ ، وَاصْرِفْنِي بِقَضَاءِ حَوَائِجِي وَکِفَايهِ مَا أهَمَّنِي (١) هَمُّهُ مِنْ أمْرِ آخِرَتِي وَدُنْياي.

يا أمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَيا أبَا عَبْدِ اللهِ عَلَيکُمَا (٢) مِنِّي سَلَامُ اللَّهِ أبَداً (مَا بَقِيتُ وَ) (٣) مَا بَقِي اللَّيلُ وَالنَّهَارُ وَلَا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِکُمَا وَلَا فَرَّقَ اللهُ بَينِي وَبَينَکُمَا.

اللَّهُمَّ أحْينِي حَياهَ (٤) مُحَمَّدٍ (صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ) (٥) وَذُرِّيتِهِ (٦) ، وَأمِتْنِي مَمَاتَهُمْ وَتَوَفَّنِي عَلَي مِلَّتِهِمْ وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِمْ وَلَا تُفَرِّقْ بَينِي وَبَينَهُمْ طَرْفَهَ عَينٍ أبَداً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَهِ.

يا أمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَيا أبَا عَبْدِ اللَّهِ (٧) أتَيتُکُمَا زَائِراً وَمُتَوَسِّلًا إلَي اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّکُمَا ، وَمُتَوَجِّهاً إلَيهِ بِکُمَا ، وَمُسْتَشْفِعاً (بِکُمَا) (٨) إلَي اللَّهِ تَعَالي فِي حَاجَتِي هَذِهِ ، فَاشْفَعَا لِي فَإنَّ لَکُمَا عِنْدَاللَّهِ الْمَقَامَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «خ ل» : هَمَّنِي.

٢ ـ في «خ ل» : عَلَيکَ.

٣ ـ في «خ ل» و «ع».

٤ ـ في «خ ل» و «ش» : مَحْيا.

٥ ـ في «ع».

٦ ـ في «خ ل» : آلِ مُحَمَّدٍ.

٧ ـ في «ب» و «ع» : قَصَدْتُکُمَا بِقَلْبِي

٨ ـ في «خ ل» و «ش» و «ع» و «ب».

٢١٩

الْمَحْمُودَ وَالْجَاهَ الْوَجِيهَ وَالْمَنْزِلَ الرَّفِيعَ وَالْوَسِيلَهَ ، إنِّي (١) أنْقَلِبُ عَنْکُمَا (٢) مُنْتَظِراً لِتَنَجُّزِ الْحَاجَهِ وَقَضَائِهَا وَنَجَاحِهَا مِنَ اللَّهِ بِشَفَاعَتِکُمَا لِي إلَي اللَّهِ ، فِي ذَلِکَ فَلَا اُخَيبُ (٣) وَلَا يکُونُ مُنْقَلَبِي مُنْقَلَباً خَائِباً خَاسِراً ، بَلْ يکُونُ مُنْقَلَبِي مُنْقَلَباً رَاجِحاً (٤) مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجَاباً (٥) بِقَضَاءِ جَمِيعِ الحَوَائِجِ (٦) ، وَتَشْفَّعَا لِي إلَي اللَّهِ ، أنْقَلِبُ (٧) عَلَي مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَاحَوْلَ وَلَاقُوَّهَ إلَّا بِاللَّهِ ، وَمُفَوِّضاً أمْرِي إلَي اللَّهِ ، مُلْجِئاً ظَهْرِي إلَي اللَّهِ (٨) ، مُتَوَکِّلًا عَلَي اللَّهِ ، وَأقُولُ حَسْبِي اللَّهُ وَکَفَي (٩) ، سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ دَعَا لَيسَ (لِي) وَرَاءَ اللَّهِ وَوَرَاءَکُمْ. يا سَادَتِي مُنْتَهَي مَا شَاءَ رَبِّي (١٠) کَانَ وَمَا لَمْ يشَأْ لَمْ يکُنْ وَلَاحَوْلَ وَلَا قُوَّهَ إلَّا بِاللَّهِ ، أسْتَوْدِعُکُمَا اللَّهَ وَلَا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنِّي إلَيکُمَا.

انْصَرَفْتُ يا سَيدِي يا أمِيرَالْمُؤْمِنِينَ وَمَوْلَاي وَأنْتَ يا أبَاعَبْدِاللَّهِ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «خ ل» : إنَّنِي.

٢ ـ في «خ ل» : مِنْکُمَا.

٣ ـ في «خ ل» : أخِيبُ.

٤ ـ في «خ ل» و «ش» و «ع» : رَاجِياً.

٥ ـ في «خ ل» و «ش» : لِي.

٦ ـ في «ل» و «ع» و «ب» : حَوَائِجِي.

٧ ـ في «خ ل» و «ب» و «ع» : إنْقَلَبْتُ.

٨ ـ في «خ ل» و «ش» و «ب» : وَ.

٩ ـ في «خ ل» : وَ.

١٠ ـ في «خ ل» : اللهُ.

٢٢٠