زيارات ذبيح آل محمد صلوات الله عليهم وسلّم العاشورائيّة

الشيخ حيدر تربتي الكربلائي

زيارات ذبيح آل محمد صلوات الله عليهم وسلّم العاشورائيّة

المؤلف:

الشيخ حيدر تربتي الكربلائي


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-2992-28-4
الصفحات: ٣٦٦

قال سيّد الاحرار صلوات الله عليه

أنا الحسين بن علي آليت أن لا أنثنى أحمى عيالات أبي أمضي على دين النبيّ (١)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ بحارالأنوار : ٤٥ / ٤٩.

١٦١
١٦٢

زيارات ذبيح آل محمّد صلوات الله عليهم وسلّم

العاشورائيّة

١٦٣
١٦٤

الزّياره الأولي

١٦٥
١٦٦

زيارة عاشوراء الأولى

عن الإمام أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر صلوات الله عليهما

برواية الشّيخ ابن قولويه قدّس سره

قال شيخ الطّائفه الحقّه وفقيهها المقدّم أبو القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه القمّي قدّس سرّه المتوفّي سنه٣٦٧ ه. ق (١) :

حدّثني حکيم بن داود بن حکيم وغيره ، عن محمّد بن موسي الهمداني عن محمّد بن خالد الطّيالسي عن سيف بن عميره وصالح بن عقبه جميعا عن علقمه بن محمّد الحضرمي؛

ومحمّد بن إسماعيل عن صالح بن عقبه عن مالک الجهني (٢)

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ جعلنا الأصل المطبوعه مع تصحيحات العلّامه الفقيد عبدالحسين الأميني التّبريزي قدّس سرّه صاحب الموسوعه العظيمه الفريده «الغدير» ، في المطبعه المرتضويه ـ النّجف الأشرف سنه ١٣٥٦ وقابلنا الزّياره مع نسخ مطبوعه أُخري له ومع البحار ونسخ خطّيه منه بواسطه کتاب اللؤلؤ النّضيد وغيره.

٢ ـ قال الشّيخ ابن قولويه القمي قدّس سرّه في مقدّمه کتابه الشّريف ، کامل الزّيارات : ٣ ـ ٤ : ... وأنا مبين لک أطال الله بقاک ما أثاب الله به الزّائر لنبيه وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين بالآثار الوارده عنهم صلّى الله عليه وآله علي رغم من أنکر فضلهم ذلک وجحده وأباه وعادي عليه وبالله أستعين علي ذلک وعليه أتوکّل وهوحسبي في الأمور کلّها ونعم الوکيل. وإنما دعاني إلي تصنيف کتابي هذا مسألتک وتردادک القول علي مرّهً بعد أخري ، تسألني ذلک ولعلمي بما فيه لي من المثوبه والتّقرب إلي الله تبارک وتعالي وإلي رسوله وإلي علي وفاطمه والأئمّه صلوات الله عليهم أجمعين وإلي جميع المؤمنين ببثّه فيهم ونشره في إخواني المؤمنين علي جملته فأشغلت الفکر

١٦٧

عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام قال :

مَنْ زَارَ الْحُسَينَ عَلَيهِ السَّلَامُ يوْمَ عَاشُورَاءَ مِنَ الْمُحَرَّمِ حَتَّي يظَلَّ عِنْدَهُ بَاکِياً ، لَقِي اللَّهَ تَعالي يوْمَ الْقِيامَهِ بِثَوَابِ ألْفَي (١) ألْفِ حَجَّهٍ وَألْفَي (٢) ألْفِ عُمْرَهٍ وَألْفَي ألْفِ غَزْوَهٍ وَثَوَابُ کُلِّ حَجَّهٍ وَعُمْرَهٍ وَغَزْوَهٍ کَثَوَابِ مَنْ حَجَّ وَاعْتَمَرَ وَغَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّي اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَمَعَ الْأئِمَّهِ الرَّاشِدِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِمْ أجْمَعينَ.

قَالَ قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاکَ! فَمَا لِمَنْ کَانَ فِي بُعْدِ الْبِلَادِ وَأقَاصِيهَا وَلَمْ يمْکِنْهُ الْمَصِيرُ (٣) إلَيهِ فِي ذَلِکَ الْيوْمِ؟ قَالَ :

إذَا کَانَ ذَلِکَ الْيوْمُ ، بَرَزَ إلَي الصَّحْرَاءِ أوْ صَعِدَ سَطْحاً مُرْتَفِعاً فِي دَارِهِ ، وَأوْمَئَ إلَيهِ بِالسَّلَامَ وَاجْتَهَدَ عَلَي قَاتِلِهِ بِالدُّعَاءِ وَصَلَّي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فيه وصرفت الهمّ إليه وسألت الله تبارک وتعالي العون عليه حتّي أخرجته وجمعته عن الأئمّه صلوات الله عليهم أجمعين من أحاديثهم ولم أخرج فيه حديثا روي عن غيرهم إذا کان فيما روينا عنهم من حديثهم صلوات الله عليهم کفايه عن حديث غيرهم وقدعلمنا أنّا لا نحيط بجميع ما روي عنهم في هذا المعني ولا في غيره؛ لکن ماوقع لنا من جهه الثّقات من أصحابنا رحمهم الله برحمته ولا أخرجت فيه حديثا روي عن الشّذّاذ من الرّجال يؤثر ذلک عنهم عن المذکورين غير المعروفين بالرّوايه المشهورين بالحديث والعلم وسمّيته کتاب کامل الزّيارات وفضلها وثواب ذلک و... (تأمّل في کلامه قدّس سرّه).

١ ـ في «خ ل» : ألْفِ.

٢ ـ في «خ ل» : ألْفِ.

٣ ـ في «خ ل» : ألْمَسِيرُ.

١٦٨

بَعْدَهُ رَکْعَتَينِ ، يفْعَلُ ذَلِکَ فِي صَدْرِ النَّهَارِ قَبْلَ الزَّوَالِ ، ثُمَّ لْينْدُبِ الْحُسَينَ عَلَيهِ السَّلَامُ وَيبْکِيهِ وَيأْمُرُ مَنْ فِي دَارِهِ بِالْبُکَاءِ عَلَيهِ وَيقِيمُ فِي دَارِهِ مُصِيبَتَهُ بِإظْهَارِ الْجَزَعِ عَلَيهِ وَيتَلَاقَوْنَ بِالْبُکَاءِ بَعْضُهُمْ بَعْضاً في البُيوتِ وَلِيعَزِّ بَعْضُهُمْ بَعْضاً بِمُصَابِ الْحُسَينِ عَلَيهِ السَّلَامُ ، فَأنَا ضَامِنٌ لَهُمْ إذَا فَعَلُوا ذَلِکَ عَلَي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ جَمِيعَ هَذَا الثَّوَابِ.

فَقُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاکَ! وَأنْتَ الضَّامِنُ لَهُمْ إذَا فَعَلُوا ذَلِکَ وَالزَّعِيمُ بِهِ؟قَالَ : أنَا الضَّامِنُ لَهُمْ ذَلِکَ وَالزَّعِيمُ لِمَنْ فَعَلَ ذَلِکَ.

قَالَ قُلْتُ : فَکَيفَ يعَزِّي بَعْضُهُمْ بَعْضاً؟ قَالَ :

يقُولُونَ"عَظَّمَ اللَّهُ أُجُورَنَا بِمُصَابِنَا بِالْحُسَينِ عَلَيهِ السَّلَامُ وَجَعَلَنَا وَإياکُمْ مِنَ الطَّالِبِينَ بِثَأْرِهِ مَعَ وَلِيهِ الْإمَامِ الْمَهْدِي مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صلّى الله عليه وآله "فَإنِ اسْتَطَعْتَ أنْ لَا تَنْتَشِرَ يوْمَکَ فِي حَاجَهٍ فَافْعَلْ ، فَإنَّهُ يوْمٌ نَحْسٌ لَا تُقْضَي فِيهِ حَاجَهٌ (١) وَإنْ قُضِيتْ لَمْ يبَارَکْ لَهُ فِيهَا وَلَمْ يرَ رُشْداً ، وَلَا تَدَّخِرَنَّ لِمَنْزِلِکَ شَيئاً ، فَإنَّهُ مَنِ ادَّخَرَ لِمَنْزِلِهِ شَيئاً فِي ذَلِکَ الْيوْمِ ، لَمْ يبَارَکْ لَهُ فِيمَا يدَّخِرُهُ وَلَا يبَارَکُ لَهُ فِي أهْلِهِ. فَمَنْ فَعَلَ ذَلِکَ کُتِبَ لَهُ ثَوَابُ ألْفِ ألْفِ حَجَّهٍ وَألْفِ ألْفِ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ب» : حَاجَهُ مُؤمِنٍ.

١٦٩

عُمْرَهٍ وَألْفِ ألْفِ غَزْوَهٍ کُلُّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ وَکَانَ لَهُ ثَوَابُ مُصِيبَهِ کُلِّ نَبِي وَرَسُولٍ وَصِدِّيقٍ وَشَهِيدٍ مَاتَ أوْ قُتِلَ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ الدُّنْيا إلَي أنْ تَقُومَ السَّاعَهُ.

قَالَ صَالِحُ بْنُ عُقْبَهَ الْجُهَنِي وَسَيفُ بْنُ عَمِيرَهَ : قَالَ عَلْقَمَهُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِي : فَقُلْتُ لِأبي جَعْفَرٍ عَلَيهِ السَّلَامُ : عَلِّمْنِي دُعَاءً أدْعُو بِهِ فِي ذَلِکَ الْيوْمِ إذَا أنَا زُرْتُهُ مِنْ قَرِيبٍ وَدُعَاءً أدْعُو بِهِ إذَا لَمْ أزُرْهُ مِنْ قَرِيبٍ ، وَأوْمَأْتُ إلَيهِ مِنْ بُعْدِ الْبِلَادِ وَمِنْ سَطْحِ دَارِي بِالْسَّلامِ. قَالَ : فَقَالَ :

يا عَلْقَمَهُ! إذَا أنْتَ صَلَّيتَ الرَّکْعَتَينِ بَعْدَ أنْ تُومِئَ إلَيهِ بِالسَّلَامِ وَقُلْتَ عِنْدَ الْإيمَاءِ إلَيهِ وَبَعْدَ الرَّکْعَتَينِ هَذَا الْقَوْلَ ، فَإنَّکَ إذَا قُلْتَ ذَلِکَ ، فَقَدْ دَعَوْتَ بِمَا يدْعُو بِهِ مَنْ زَارَهُ مِنَ الْمَلَائِکَهِ ، وَکَتَبَ اللَّهُ لَکَ بِهَا ألْفَ ألْفِ حَسَنَهٍ وَمَحَا عَنْکَ ألْفَ ألْفِ سَيئَهٍ وَرَفَعَ لَکَ مِائَهَ ألْفِ ألْفِ دَرَجَهٍ وَکُنْتَ مِمَّنِ اسْتُشْهِدَ مَعَ الْحُسَينِ بْنِ عَلِي عَلَيهِمَاالسَّلأمُ حَتَّي تُشَارِکَهُمْ فِي دَرَجَاتِهِمْ ، وَلَا تُعْرَفُ إلَّا فِي الشُّهَدَاءِ الَّذِينَ اسْتُشْهِدُوا مَعَهُ ، وَکُتِبَ لَکَ ثَوَابُ کُلِّ نَبِي وَرَسُولٍ وَزِيارَهِ (کُلِّ) (١) مَنْ زَارَ الْحُسَينَ بْنَ عَلِي عَلَيهِمَاالسَّلأمُ مُنْذُ يوْمَ قُتِلَ (صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيهِ ، تَقُولُ) (٢) :

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ب».

٢ ـ في «ب».

١٧٠

السَّلَامُ عَلَيکَ يا أبَا عَبْدِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا خِيرَهَ اللَّهِ وَابْنَ خِيرَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَابْنَ سَيدِ الْوَصِيينَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ فَاطِمَهَ سَيدَهِ نِساءِ الْعالَمينَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ثَارَ اللَّهِ وَابْنَ ثَارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ وَعَلَي الْأرْوَاحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنَائِکَ وَأناخَتْ بِرَحْلِکَ ، عَلَيکُمْ مِنِّي جَمِيعاً سَلَامُ اللَّهِ أبَداً مَا بَقِيتُ وَبَقِي اللَّيلُ وَالنَّهَارُ.

يا أبَا عَبْدِ اللَّهِ لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزيهُ وَجَلَّتِ الْمُصِيبَهُ بِکَ عَلَينَا وَعَلَي جَمِيعِ أهْلِ السَّمَاوَاتِ وَالْأرْضِ ، فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّهً أسَّسَتْ أسَاسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيکُمْ أهْلَ الْبَيتِ ، وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّهً دَفَعَتْکُمْ عَنْ مَقَامِکُمْ وَأزَالَتْکُمْ عَنْ مَرَاتِبِکُمُ الَّتِي رَتَّبَکُمُ اللَّهُ فِيهَا ، وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّهً قَتَلَتْکُمْ ، وَلَعَنَ اللَّهُ الْمُمَهِّدِينَ لَهُمْ بِالتَّمْکِينِ مِنْ قِتَالِکُمْ (١) بَرِئْتُ إلَي اللهِ وَإلَيکُمْ مِنْهُمْ وَمِنْ أشْياعِهِمْ وَأتْباعِهِمْ.

يا أبَا عَبْدِ اللَّهِ ، إنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَکُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَکُمْ إلَي يوْمِ الْقِيامَهِ ، فَلَعَنَ اللَّهُ آلَ زِيادٍ وَآلَ مَرْوَانَ ، وَلَعَنَ اللَّهُ بَنِي أُمَيهَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «خ ل» : قِتَالِکَ.

١٧١

قَاطِبَهً ، وَلَعَنَ اللَّهُ ابْنَ مَرْجَانَهَ ، وَلَعَنَ اللَّهُ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ ، وَلَعَنَ اللَّهُ شِمْراً (١) ، وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّهً أسْرَجَتْ وَألْجَمَتْ وَتَهَيأتْ لِقِتَالِکَ. يا أبَا عَبْدِ اللَّهِ بِأبي أنْتَ وَأُمِّي ، لَقَدْ عَظُمَ مُصَابي بِکَ ، فَأسْألُ اللَّهَ الَّذِي أکْرَمَ مَقَامَکَ أنْ يکْرِمَنِي بِکَ ، وَيرْزُقَنِي طَلَبَ ثَارِکَ مَعَ إمَامٍ مَنْصُورٍ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ.

اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي وَجِيهاً عِنْدَکَ بِالْحُسَينِ (٢) فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَهِ.

يا سَيدِي يا أبَا عَبْدِ اللَّهِ إنِّي أتَقَرَّبُ إلَي اللَّهِ تَعالي وَإلَي رَسُولِهِ وَإلَي أمِيرِالْمُؤْمِنِينَ وَإلَي فَاطِمَهَ وَإلَي الْحَسَنِ وَإلَيکَ صَلَّي اللَّهُ عَلَيکَ وَسَلَّمَ وَعَلَيهِمْ بِمُوَالَاتِکَ يا أبَا عَبْدِ اللَّهِ وَبِالْبَرَاءَهِ مِنْ أعْدائِکَ وَمِمَّنْ قَاتَلَکَ وَنَصَبَ لَکَ الْحَرْبَ ، وَمِنْ جَمِيعِ أعْدَائِکُمْ ، وَبِالْبَرَاءَهِ مِمَّنْ أسَّسَ الْجَوْرَ وَبَنَي عَلَيهِ بُنْيانَهُ وَأجْرَي ظُلْمَهُ وَجَوْرَهُ عَلَيکُمْ وَعَلَي أشْياعِکُمْ ، بَرِئْتُ إلَي اللَّهِ وَإلَيکُمْ مِنْهُمْ ، وَأتَقَرَّبُ إلَي اللَّهِ ثُمَّ إلَيکُمْ بِمُوَالَاتِکُمْ وَمُوَالَاهِ وَلِيکُمْ ، وَبِالْبَرَائَهِ مِنْ أعْدَائِکُمْ وَمِنَ النَّاصِبِينَ لَکُمُ الْحَرْبَ ، وَالْبَرَاءَهِ مِنْ أشْياعِهِمْ وَأتْبَاعِهِمْ.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ شمراً.

٢ ـ في «خ ل» و «ب» : بِالْحُسَينِ عِنْدَکَ.

١٧٢

إنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَکُمْ وَحَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَکُمْ وَوَلي (١) لِمَنْ والاکُمْ وَعَدُوٌ لِمَنْ عاداکُم ، فَأسْألُ اللَّهَ الَّذِي أکْرَمَنِي بِمَعْرِفَتِکُمْ وَمَعْرِفَهِ أوْلِيائِکُمْ ، وَرَزَقَنِي الْبَرَاءَهَ مِنْ أعْدَائِکُمْ ، أنْ يجْعَلَنِي مَعَکُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَهِ ، وَأنْ يثَبِّتَ لِي عِنْدَکُمْ قَدَمَ صِدْقٍ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَهِ ، وَأسْألُهُ أنْ يبَلِّغَنِي الْمَقَامَ الْمَحْمُودَ لَکُمْ عِنْدَاللَّهِ ، وَأنْ يرْزُقَنِي طَلَبَ ثَارِکُمْ مَعَ إمَامٍ مَهْدِي نَاطِقٍ لَکُمْ.

وَأسْألُ اللَّهَ بِحَقِّکُمْ وَبِالشَّأْنِ الَّذِي لَکُمْ عِنْدَهُ أنْ يعْطِينِي بِمُصَابي بِکُمْ أفْضَلَ مَا أعْطَي مُصَاباً بِمُصِيبَهٍ (٢) ، أقُولُ إنَّا لِلَّهِ وَإنَّا إلَيهِ راجِعُونَ ، يا لَهَا مِنْ مُصِيبَهٍ ، مَا أعْظَمَهَا وَأعْظَمَ رَزِيتَهَا فِي الْإسْلَامِ وَفِي جَمِيعِ أهْلِ السَّمَاوَاتِ وَالْأرْضِ (٣).

اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي فِي مَقَامِي هَذَا مِمَّنْ تَنَالُهُ مِنْکَ صَلَوَاتٌ وَرَحْمَهٌ وَمَغْفِرَهٌ. اللَّهُمَّ اجْعَلْ مَحْياي مَحْيا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَمَمَاتِي مَمَاتَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ.

اللَّهُمَّ إنَّ هَذَا يوْمٌ تَنَزَّلَتْ (٤) فِيهِ اللَّعْنَهُ عَلَي آلِ زِيادٍ وَآلِ أُمَيهَ وَابْنِ آکِلَهِ الْأکْبَادِ ، اللَّعِينِ بْنِ اللَّعِينِ عَلَي لِسَانِ نَبِيکَ فِي کُلِّ مَوْطِنٍ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «خ ل» و «ب» : مُوَالٍ.

٢ ـ في «خ ل» : بِمُصِيبَتِهِ.

٣ ـ في «خ ل» و «ب» : بِالَّلعْنِ.

٤ ـ في «خ ل» : تَنَزَّلُ.

١٧٣

وَمَوْقِفٍ وَقَفَ فِيهِ نَبِيکَ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ. اللَّهُمَّ الْعَنْ أبَاسُفْيانَ وَمُعَاوِيهَ وَعَلَي يزِيدَ بْنِ مُعَاوِيهَ اللَّعْنَهُ أبَدَ الْآبِدِينَ. اللَّهُمَّ فَضَاعِفْ عَلَيهِمُ اللَّعْنَهَ أبَداً لِقَتْلِهِمْ الْحُسَينَ عَلَيهِ السَّلامُ. اللَّهُمَّ إنِّي أتَقَرَّبُ إلَيکَ فِي هَذَا الْيوْمِ فِي مَوْقِفِي هَذَا وَأيامِ حَياتِي بِالْبَرَاءَهِ مِنْهُمْ وَاللَّعنَهِ (١) عَلَيهِمْ وَبِالْمُوَالَاهِ لِنَبِيکَ مُحَمَّدٍ وَأهْلِ بَيتِ نَبِيکَ صَلَّي الله عَلَيهِ وَعَلَيهِمْ أجْمَعينَ.

ثُمَّ تَقُولُ مِائَهَ مَرَّهٍ :

اللَّهُمَّ الْعَنْ أوَّلَ ظَالِمٍ ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ (٢) وَآخِرَ تَابِعٍ لَهُ عَلَي ذَلِکَ. اللَّهُمَّ الْعَنِ الْعِصَابَهَ الَّتِي حَارَبَتِ (٣) الْحُسَينَ (عَلَيهِ السَّلَامُ) (٤) وَشَايعَتْ وَبَايعَتْ (٥) أعْدائَهُ عَلَي قَتْلِهِ وَقَتْلِ أنْصَارِهِ ، اللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ جَمِيعاً.

ثُمَّ قُلْ مِائَهَ مَرَّهٍ :

السَّلَامُ عَلَيکَ يا أبَا عَبْدِ اللَّهِ وَعَلَي الْأرْوَاحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنَائِکَ وَأنَاخَتْ بِرَحْلِکَ ، عَلَيکُمْ مِنِّي سَلَامُ اللَّهِ أبَداً مَا بَقِيتُ وَبَقِي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «خ ل» و «ب» : بالّلعن.

٢ ـ في «خ ل» : ظَلَمَ آلَ مُحَمَّدٍ حُقُوقَهُمْ.

٣ ـ في «خ ل» و «ش» و «ع» : جاهدت.

٤ ـ في «ب».

٥ ـ في «خ ل» : تَابَعَتْ ـ تَايعَتْ.

١٧٤

اللَّيلُ وَالنَّهَارُ ، وَلَا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِکُمْ.

السَّلَامُ عَلَي الْحُسَينِ وَعَلَي عَلِي بْنِ الْحُسَينِ وَعَلَي أصْحَابِ الْحُسَينِ ، صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِمْ أجْمَعِينَ.

ثُمَّ تَقُولُ مَرَّهً وَاحِدَهً :

اللَّهُمَّ خُصَّ أنْتَ أوَّلَ ظَالِمٍ ظَلَمَ آلَ نَبِيکَ بِاللَّعْنِ ، ثُمَّ الْعَنْ أعْدَاءَ آلِ مُحَمَّدٍ مِنَ الْأوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ. اللَّهُمَّ الْعَنْ يزِيدَ وَأبَاهُ وَالْعَنْ عُبَيدَاللَّهِ بْنِ زِيادٍ وَآلَ مَرْوَانَ وَبَنِي أُمَيهَ قَاطِبَهً إلَي يوْمِ الْقِيامَهِ.

ثُمَّ تَسْجُدُ سَجْدَهً تَقُولُ فِيهَا :

اللَّهُمَّ لَکَ الْحَمْدُ حَمْدَ الشَّاکِرِينَ عَلَي مُصَابِهِمْ ، الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَي عَظِيمِ مُصابي وَرَزِيتِي فِيهِمْ.

اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي شَفَاعَهَ الْحُسَينِ يوْمَ الْوُرُودِ ، وَثَبِّتْ لِي قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَکَ مَعَ الْحُسَينِ وَأصْحَابِ الْحُسَينِ ، الَّذِينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الْحُسَينِ (١) صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِمْ أجْمَعِينَ.

قَالَ عَلْقَمَهُ : قالَ أبُوجَعْفَرٍ الباقِرُ عَلَيهِ السَّلامُ :

يا عَلْقَمَهُ! إنِ اسْتَطَعْتَ أنْ تَزُورَهُ فِي کُلِّ يوْمٍ بِهَذِهِ الزِّيارَهِ مِنْ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «خ ل» : عَلَيهِ السَّلامُ.

١٧٥

دَهْرِکَ فَافْعَلْ ، فَلَکَ ثَوَابُ جَمِيعِ ذَلِکَ إنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَي. (١)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ کامل الزّيارات : ١٧٤ ـ ١٧٩ ح ٨ ، البحار : ٩٨ / ٢٩٠ ب ٢٤ ح ١.

١٧٦

زيارة عاشوراء الاولى

عن الامام أبي جعفر محمّد بن عليّ الباقر صلوات الله عليهما

برواية الشّيخ الطّوسي قدّس سرّه

قال شيخ الطّائفه الحقّه أبوجعفر محمّد بن الحسن الطّوسي قدّس سرّه المتوفّي سنه٤٦٠ه. ق :

شرح زياره أبي عبد الله الحسين عليه السّلام في يوم عاشوراء من قرب أو بعد.

روي محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن صالح بن عقبه عن أبي جعفر عليه السّلام قال :

مَنْ زَارَ الْحُسَينَ بْنَ عَلِي عَلَيهِمَا السَّلامُ فِي يوْمِ عَاشُورَا مِنَ الْمُحَرَّمِ حَتَّي يظَلَّ عِنْدَهُ بَاکِياً ، ألْقَي اللَّهَ عَزَّوَجَلَّ يوْمَ يلْقاهُ بِثَوَابِ ألْفَي حَجَّهٍ وَألْفَي عُمْرَهٍ وَألْفَي غَزْوَهٍ وَثَوَابُ کُلِّ غَزْوَهٍ وَحَجَّهٍ وَعُمْرَهٍ کَثَوَابِ مَنْ حَجَّ وَاعْتَمَرَ وَغَزَي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ وَمَعَ الْأئِمَّهِ الرَّاشِدِينَ.

قَالَ : قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاکَ! فَمَا لِمَنْ کَانَ فِي بَعيدِ الْبِلَادِ وَأقَاصِيهِ وَلَمْ يمْکِنْهُ الْمَصِيرُ إلَيهِ فِي ذَلِکَ الْيوْمِ؟ قَالَ :

إذَا کَانَ کَذَلِکَ ، بَرَزَ إلَي الصَّحْرَاءِ أوَ صَعِدَ سَطْحاً مُرْتَفِعاً فِي دَارِهِ وَأوْمَأ إلَيهِ بِالسَّلَامِ وَاجْتَهَدَ فِي الدُّعَاءِ عَلَي قَاتِلِهِ ، وَصَلَّي مِنْ بَعْدُ رَکْعَتَينِ وَلِيکُنْ ذَلِکَ فِي صَدْرِ النَّهَارِ قَبْلَ أنْ تَزُولَ الشَّمْسُ ،

١٧٧

ثُمَّ لْينْدُبِ الْحُسَينَ عَلَيهِ السَّلامُ وَيبْکِيهِ وَيأْمُرُ مَنْ فِي دَارِهِ مِمَّنْ لا يتَّقِيهِ بِالْبُکَاءِ عَلَيهِ ، وَيقِيمُ فِي دَارِهِ ألمُصِيبَهَ بِإظْهَارِ الْجَزَعِ عَلَيهِ وَلِيعَزِّ (فِيهَ) بَعْضُهُمْ بَعْضاً بِمُصَابِهِمْ بِالْحُسَينِ عَلَيهِ السَّلامُ ، وَأنَا الضَّامِنُ لَهُمْ إذَا فَعَلُوا ذَلِکَ عَلَي اللَّهِ (١) تَعالَي جَمِيعَ ذَلِکَ.

قُلْتُ : جُعِلْتُ فِدَاکَ! أنْتَ الضَّامِنُ (ذَلِکَ) لَهُمْ وَالزَّعِيمُ؟ قَالَ :

أنَا الضَّامِنُ وَأنَا الزَّعِيمُ لِمَنْ فَعَلَ ذَلِکَ.

قُلْتُ : فَکَيفَ يعَزِّي بَعْضُنَا بَعْضاً؟ قَالَ :

تَقُولُونَ "أعْظَمَ اللَّهُ أُجُورَنَا (وَأجُورَکُمْ) بِمُصَابِنَا بِالْحُسَينِ عَلَيهِ السَّلامُ وَجَعَلَنَا وَإياکُمْ مِنَ الطَّالِبِينَ بِثَارِهِ مَعَ وَلِيهِ الْإمَامِ الْمَهْدِي مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيهِمُ السَّلامُ".

وَإنِ اسْتَطَعْتَ أنْ لَا تَنْتَشِرَ يوْمَکَ فِي حَاجَهٍ فَافْعَلْ ، فَإنَّهُ يوْمٌ نَحْسٌ لَا تُقْضَي (٢) فِيهِ حَاجَهُ مُؤْمِنٍ ، فَإنْ قُضِيتْ لَمْ يبَارَکُ لَهُ (فِيهَا) وَلَمْ يرَ فِيهَا رُشْداً وَلَا يدَّخِرَنَّ أحَدُکُمْ لِمَنْزِلِهِ فِيهِ شَيئاً ، فَمَنِ ادَّخَرَ فِي ذَلِکَ الْيوْمِ شَيئاً لَمْ يبَارَکْ لَهُ فِيمَا ادَّخَرَهُ وَلَمْ يبَارَکْ لَهُ فِي أهْلِهِ ، فَإذَا فَعَلُوا ذَلِکَ کَتَبَ اللَّهُ تَعَالَي لَهُمْ ثَوَابَ ألْفِ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «خ ل» عَزَّوَجَلَّ.

٢ ـ في «خ ل» : لَا يقْضَي.

١٧٨

حَجَّهٍ وَألْفِ عُمْرَهٍ وَألْفِ غَزْوَهٍ کُلُّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ وَکَانَ لَهُ أجْرُ (١) وَثَوَابُ مُصِيبَهِ کُلِّ نَبِي وَرَسُولٍ وَوَصِي وَصِدِّيقٍ وَشَهِيدٍ مَاتَ أوْ قُتِلَ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ الدُّنْيا إلَي أنْ تَقُومَ السَّاعَهُ.

قَالَ صَالِحُ بْنُ عُقْبَهَ وَسَيفُ بْنُ عَمِيرَهَ : قَالَ عَلْقَمَهُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَضْرَمِي : قُلْتُ لِأبي جَعْفَرٍ عَلَيهِ السَّلامُ : عَلِّمْنِي دُعَاءً أدْعُو بِهِ ذَلِکَ الْيوْمِ إذَا أنَا زُرْتُهُ مِنْ قَرْبٍ وَدُعَاءً أدْعُو بِهِ إذَا لَمْ أزُرْهُ مِنْ قَرْبٍ وَأوْمَأْتُ مِنْ بُعْدِ الْبِلَادِ وَمِنْ دَارِي بِالْسَّلامِ (٢) إلَيهِ. قَالَ : فَقَالَ لِي :

يا عَلْقَمَهُ! إذَا أنْتَ صَلَّيتَ الرَّکْعَتَينِ بَعْدَ أنْ تُومِئَ إلَيهِ بِالسَّلَامِ ، فَقُلْ عِنْدَ الْإيمَاءِ إلَيهِ مِنْ بَعْدَ التَّکْبِيرِ هَذَا الْقَوْلَ ، فَإنَّکَ إذَا قُلْتَ ذَلِکَ ، فَقَدْ دَعَوْتَ بِمَا يدْعُوا بِهِ زُوَّارُهُ مِنَ الْمَلَائِکَهِ ، وَکَتَبَ اللَّهُ لَکَ مِئَهَ ألْفَ ألْفِ دَرَجَهٍ وَکُنْتَ کَمَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَ الْحُسَينِ عَلَيهِ السَّلامُ حَتَّي تُشَارِکَهُمْ فِي دَرَجَاتِهِمْ ، ثُمَّ لَا تُعْرَفُ إلَّا فِي الشُّهَدَاءِ الَّذِينَ اسْتُشْهِدُوا مَعَهُ ، وَکُتِبَ لَکَ ثَوَابَ زِيارَهِ کُلِّ نَبِي وَکُلِّ رَسُولٍ وَزِيارَهِ کُلِّ مَنْ زَارَ الْحُسَينَ عَلَيهِ السَّلامُ مُنْذُ يوْمَ قُتِلَ عَلَيهِ السَّلامُ وَعَلَي أهْلِ بَيتِهِ.

الزِّيارَهُ ، تَقُولُ :

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «خ ل» : وَکَانَ لَهُ کَثَوَابِ.

٢ ـ في «خ ل» : بِالتَّسْلِيمِ.

١٧٩

السَّلَامُ عَلَيکَ يا أبَا عَبْدِ اللَّهِ ، (السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ) ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ وَابْنَ سَيدِ الْوَصِيينَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ فَاطِمَهَ (الزَّهْرَاءِ) سَيدَهِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ثَارَ اللَّهِ وَابْنَ ثَارِهِ وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ وَعَلَي الْأرْوَاحِ الَّتِي حَلَّتْ بِفِنَائِکَ (وَأنَاخَتْ بِرَحْلِکَ) (١) ، عَلَيکُمْ مِنِّي جَمِيعاً سَلَامُ اللَّهِ أبَداً مَابَقِيتُ وَبَقِي اللَّيلُ وَالنَّهَارُ.

يا أبَا عَبْدِ اللَّهِ لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيهُ وَجَلَّتْ وَعَظُمَتِ الْمُصِيبَهُ بِکَ (٢) عَلَينَا وَعَلَي جَمِيعِ أهْلِ الْإسْلَامِ ، وَجَلَّتْ وَعَظُمَتْ مُصِيبَتُکَ فِي السَّمَاوَاتِ عَلَي جَمِيعِ أهْلِ السَّمَاوَاتِ.

فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّهً أسَّسَتْ أسَاسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيکُمْ أهْلَ الْبَيتِ ، وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّهً دَفَعَتْکُمْ عَنْ مَقَامِکُمْ وَأزَالَتْکُمْ عَنْ مَرَاتِبِکُمُ الَّتِي رَتَّبَکُمُ اللَّهُ فِيهَا ، وَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّهً قَتَلَتْکُمْ ، وَلَعَنَ اللَّهُ الْمُمَهِّدِينَ لَهُمْ بِالتَّمْکِينِ مِنْ قِتَالِکُمْ ، بَرِئْتُ إلَي اللَّهِ وَإلَيکُمْ مِنْهُمْ وَمِنْ أشْياعِهِمْ وَأتْبَاعِهِمْ وَأوْلِيائِهِمْ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «خ ل» و «ش».

٢ ـ في «خ ل» : بِکُمْ.

١٨٠