زيارات ذبيح آل محمد صلوات الله عليهم وسلّم العاشورائيّة

الشيخ حيدر تربتي الكربلائي

زيارات ذبيح آل محمد صلوات الله عليهم وسلّم العاشورائيّة

المؤلف:

الشيخ حيدر تربتي الكربلائي


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-2992-28-4
الصفحات: ٣٦٦

السَّلَامُ عَلَي يوسُفَ الَّذِي نَجَّاهُ اللَّهُ مِنَ الْجُبِّ بِعَظَمَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي مُوسَي الَّذِي فَلَقَ اللَّهُ لَهُ الْبَحْرَ بِقُدْرَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي هَارُونَ الَّذِي خَصَّهُ اللَّهُ بِنُبُوَّتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي شُعَيبٍ الَّذِي نَصَرَهُ اللَّهُ عَلَي أُمَّتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي دَاوُدَ الَّذِي تَابَ اللَّهُ عَلَيهِ مِنْ بَعْدِ خَطِيئَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي سُلَيمَانَ الَّذِي ذَلَّتْ لَهُ الْجِنُّ بِعِزَّتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي أيوبَ الَّذِي شَفَاهُ اللَّهُ مِنْ عِلَّتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي يونُسَ الَّذِي أنْجَزَ اللَّهُ لَهُ مَضْمُونَ عِدَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي زَکَرِيا الصَّابِرِ عَلَي مِحْنَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي عُزَيرٍ الَّذِي أحْياهُ اللَّهُ بَعْدَ مَيتَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي يحْيي الَّذِي أزْلَفَهُ اللَّهُ بِشَهَادَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي عِيسَي الَّذِي هُوَ رُوحُ اللَّهِ وَکَلِمَتُهُ ، السَّلَامُ عَلَي مُحَمَّدٍ حَبِيبِ اللَّهِ وَصَفْوَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي أمِيرِالْمُؤْمِنِينَ عَلِي بْنِ أبِي طَالِبٍ الْمَخْصُوصِ بِکَرَامَتِهِ وَ (بِ) أُخُوَّتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي فَاطِمَهَ الزَّهْرَاءِ ابْنَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي أبِي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ وَصِي أبِيهِ وَخَلِيفَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي الْحُسَينِ الَّذِي سَمَحَتْ نَفْسُهُ بِمُهْجَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي مَنْ أطَاعَ اللَّهَ فِي سِرِّهِ وَعَلَانِيتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي مَنْ جَعَلَ اللَّهُ الشِّفَاءَ فِي تُرْبَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي مَنِ الْإجَابَهُ تَحْتَ قُبَّتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي مَنِ الْأئِمَّهُ مِنْ ذُرِّيتِهِ.

السَّلَامُ عَلَي ابْنِ خَاتَمِ الْأنْبِياءِ ، السَّلَامُ عَلَي ابْنِ سَيدِ الْأوْصِياءِ ،

٢٨١

السَّلَامُ عَلَي ابْنِ فَاطِمَهَ الزَّهْرَاءِ ، السَّلَامُ عَلَي ابْنِ خَدِيجَهَ الْکُبْرَي ، السَّلَامُ عَلَي ابْنِ سِدْرَهِ الْمُنْتَهَي ، السَّلَامُ عَلَي ابْنِ جَنَّهِ الْمَأْوَي ، السَّلَامُ عَلَي ابْنِ زَمْزَمَ وَالصَّفَا. السَّلَامُ عَلَي الْمُرَمَّلِ بِالدِّمَاءِ ، السَّلَامُ عَلَي الْمَهْتُوکِ الْخِبَاءِ ، السَّلَامُ عَلَي خَامِسِ أصْحَابِ (١) الْکِسَاءِ ، السَّلَامُ عَلَي غَرِيبِ الْغُرَبَاءِ ، السَّلَامُ عَلَي شَهِيدِ الشُّهَدَاءِ ، السَّلَامُ عَلَي قَتِيلِ الْأدْعِياءِ ، السَّلَامُ عَلَي سَاکِنِ کَرْبَلَاءَ ، السَّلَامُ عَلَي مَنْ بَکَتْهُ مَلَائِکَهُ السَّمَاءِ ، السَّلَامُ عَلَي مَنْ ذُرِّيتُهُ الْأزْکِياءُ. السَّلَامُ عَلَي يعْسُوبِ الدِّينِ ، السَّلَامُ عَلَي مَنَازِلِ الْبَرَاهِينِ. السَّلَامُ عَلَي الْأئِمَّهِ السَّادَاتِ ، السَّلَامُ عَلَي الْجُيوبِ الْمُضَرَّجَاتِ ، السَّلَامُ عَلَي الشِّفَاهِ الذَّابِلَاتِ ، السَّلَامُ عَلَي النُّفُوسِ الْمُصْطَلَمَاتِ ، السَّلَامُ عَلَي الْأرْوَاحِ الْمُخْتَلَسَاتِ ، السَّلَامُ عَلَي الْأجْسَادِ الْعَارِياتِ ، السَّلَامُ عَلَي الْجُسُومِ الشَّاحِبَاتِ ، السَّلَامُ عَلَي الدِّمَاءِ السَّائِلاتِ ، السَّلَامُ عَلَي الْأعْضَاءِ الْمُقَطَّعَاتِ ، السَّلَامُ عَلَي الرُّءُوسِ الْمُشَالَاتِ ، السَّلَامُ عَلَي النِّسْوَهِ الْبَارِزَاتِ. السَّلَامُ عَلَي حُجَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ وَعَلَي آبَائِکَ الطَّاهِرِينَ الْمُسْتَشْهَدِينَ (٢).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ب».

٢ ـ في «ب» : السَّلَامُ عَلَيکَ وَعَلَي آبَائِکَ الطَّاهِرِينَ السَّلَامُ عَلَيکَ وَعَلَي أبْنَائِکَ الْمُسْتَشْهَدِينَ.

٢٨٢

السَّلَامُ عَلَيکَ وَعَلَي ذُرِّيتِکَ النَّاصِرِينَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ وَعَلَي الْمَلَائِکَهِ الْمُضَاجِعِينَ.

السَّلَامُ عَلَي الْقَتِيلِ الْمَظْلُومِ ، السَّلَامُ عَلَي أخِيهِ الْمَسْمُومِ ، السَّلَامُ عَلَي عَلِي الْکَبِيرِ ، السَّلَامُ عَلَي الرَّضِيعِ الصَّغِيرِ. السَّلَامُ عَلَي الْأبْدَانِ السَّلِيبَهِ ، السَّلَامُ عَلَي الْعِتْرَهِ الْغَرِيبَهِ. (السَّلَامُ عَلَي الْأئِمَّهِ السَّادَاتِ) (١) ، السَّلَامُ عَلَي الْمُجَدَّلِينَ فِي الْفَلَوَاتِ. السَّلَامُ عَلَي النَّازِحِينَ عَنِ الْأوْطَانِ ، السَّلَامُ عَلَي الْمَدْفُونِينَ بِلَا أکْفَانٍ ، السَّلَامُ عَلَي الرُّءُوسِ الْمُفَرِّقَهِ عَنِ الْأبْدَانِ.

السَّلَامُ عَلَي الْمُحْتَسِبِ الصَّابِرِ ، السَّلَامُ عَلَي الْمَظْلُومِ بِلَا نَاصِرٍ. السَّلَامُ عَلَي سَاکِنِ التُّرْبَهِ الزَّاکِيهِ ، السَّلَامُ عَلَي صَاحِبِ الْقُبَّهِ السَّامِيهِ. السَّلَامُ عَلَي مَنْ طَهَّرَهُ الْجَلِيلُ ، السَّلَامُ عَلَي مَنْ بَشَّرَ (٢) بِهِ جَبْرَئِيلُ ، السَّلَامُ عَلَي مَنْ نَاغَاهُ فِي الْمَهْدِ مِيکَائِيلُ. السَّلَامُ عَلَي مَنْ نُکِثَتْ ذِمَّتُهُ وَذِمَّهُ حَرَمِهِ ، السَّلَامُ عَلَي مَنِ انْتُهِکَتْ حُرْمَهُ الْإسْلَامِ فِي إرَاقَهِ دَمِهِ. السَّلَامُ عَلَي الْمُغَسَّلِ بِدَمِ الْجِرَاحِ ، السَّلَامُ عَلَي الْمُجَرَّعِ بِکَاسَاتِ مَرَارَاتِ الرِّمَاحِ ، السَّلَامُ عَلَي الْمُسْتَضَامِ الْمُسْتَبَاحِ. السَّلَامُ عَلَي الْمَهْجُورِ فِي الْوَرَي ، السَّلَامُ عَلَي الْمُنْفَرِدِ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ب».

٢ ـ في «ب» : افْتَخَرَ.

٢٨٣

بِالْعَرَاءِ ، السَّلَامُ عَلَي مَنْ تَوَلَّي دَفْنَهُ أهْلُ الْقُرَي. السَّلَامُ عَلَي الْمَقْطُوعِ الْوَتِينِ ، السَّلَامُ عَلَي الْمُحَامِي بِلَامُعِينٍ. السَّلَامُ عَلَي الشَّيبِ الْخَضِيبِ ، السَّلَامُ عَلَي الْخَدِّ التَّرِيبِ ، السَّلَامُ عَلَي الْبَدَنِ السَّلِيبِ ، السَّلَامُ عَلَي الثَّغْرِ الْمَقْرُوعِ بِالْقَضِيبِ. السَّلَامُ عَلَي الْوَدَجِ الْمَقْطُوعِ ، السَّلَامُ عَلَي الرَّأْسِ الْمَرْفُوعِ ، السَّلَامُ عَلَي الشِّلْوِ الْمَوْضُوعِ ، السَّلَامُ عَلَيکَ وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ.

ثُمَّ تَحَوَّلْ إلَي عِنْدِ الرَّأْسِ وَقُلْ :

السَّلَامُ عَلَيکَ يا أبَا عَبْدِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ سَيدِالْوَصِيينَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ خِيرَهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ فَاطِمَهَ الزَّهْرَاءِ سَيدَهِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ خَدِيجَهَ الْکُبْرَي (أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ) (١). السَّلَامُ عَلَيکَ يا مَنْ بَکَتْ فِي مُصَابِهِ السَّمَاوَاتُ الْعُلَي ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا مَنْ بَکَتْ لِفَقْدِهِ الْأرَضُونَ السُّفْلَي ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا حُجَّهَ اللَّهِ عَلَي أهْلِ الدُّنْيا ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا صَرِيعَ الدَّمْعَهِ السَّاکِبَهِ الْعَبْرَي ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا مُذِيبَ الْکَبِدِ الْحَرَّي. السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ يعْسُوبِ الدِّينِ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا عِصْمَهَ الْمُتَّقِينَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا عَلَمَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ب».

٢٨٤

الْمُهْتَدِينَ. السَّلَامُ عَلَيکَ يا حُجَّهَ اللَّهِ الْکُبْرَي.

السَّلَامُ عَلَي الْإمَامِ الْمَفْطُومِ مِنَ الزَّلَلِ ، الْمُبَرَّءِ مِنْ کُلِّ عَيبٍ وَخَطَلٍ. السَّلَامُ عَلَي ابْنِ الرَّسُولِ وَقُرَّهِ عَينِ الْبَتُولِ. السَّلَامُ عَلَي مَنْ (کَانَ) (٢) ينَاغِيهِ جَبْرَئِيلُ وَيلَاعِبُهُ مِيکَائِيلُ.

السَّلَامُ عَلَي التِّينِ وَالزَّيتُونِ ، السَّلَامُ عَلَي کِفَّتَي الْمِيزَانِ الْمَذْکُورِ فِي سُورَهِ الرَّحْمَانِ ، الْمُعَبَّرِ عَنْهُمَا بِاللُّؤْلُؤِ وَالْمَرْجَانِ ، السَّلَامُ عَلَي أُمَنَاءِ الْمُهَيمِن الْمَنَّانِ ، السَّلَامُ عَلَيکَ وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ.

السَّلَامُ عَلَي الْمَقْتُولِ الْمَظْلُومِ ، السَّلَامُ عَلَي الْمَمْنُوعِ مِنْ مَاءِ الْفُرَاتِ ، السَّلَامُ عَلَي سَيدِ السَّادَاتِ ، السَّلَامُ عَلَي قَائِدِ الْقَادَاتِ ، السَّلَامُ عَلَي حَبْلِ اللَّهِ الْمَتِينِ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا حُجَّهَ اللَّهِ وَابْنَ حُجَّتِهِ وَأبَا حُجَجِهِ.

أشْهَدُ لَقَدْ طَيبَ اللَّهُ بِکَ التُّرَابَ ، وَأوْضَحَ بِکَ الْکِتَابَ ، وَأعْظَمَ بِکَ الْمُصَابَ ، وَجَعَلَکَ وَجَدَّکَ وَأبَاکَ وَأُمَّکَ وَأخَاکَ (وَبَنِيکَ) (١) عِبْرَهً لِأُولِي الْألْبَابِ ، (يا ابْنَ الْمَيامِينِ الْأطْيابِ ، التَّالِينَ الْکِتَابَ. وَجَّهْتُ سَلَامِي إلَيکَ وَعَوَّلْتُ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِي بَعْدَ اللَّهِ عَلَيکَ ، مَا خَابَ مَنْ تَمَسَّکَ بِکَ وَلَجَأ إلَيکَ ، صَلَّي اللَّهُ عَلَيکَ ، وَجَعَلَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ب».

٢ ـ في «ب» : وأبْنَاءَکَ.

٢٨٥

أفْئِدَهً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إلَيکَ وَالسَّلَامُ عَلَيکَ وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ) (١).

السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ خِيرَهِ الْأخْيارِ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ عُنْصُرِ الْأبْرَارِ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ قَسِيمِ الْجَنَّهِ وَالنَّارِ. السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ بَقِيهِ النَّبِيينَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ صَالِحِ الْمُؤْمِنِينَ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ النَّبَإ الْعَظِيمِ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ.

أشْهَدُ أنَّکَ حُجَّهُ اللَّهِ فِي أرْضِهِ ، وَأشْهَدُ أنَّ الَّذِينَ خَالَفُوکَ ، وَأنَّ الَّذِينَ قَتَلُوکَ ، وَالَّذِينَ خَذَلُوکَ ، وَأنَّ الَّذِينَ جَحَدُوا حَقَّکَ ، وَمَنَعُوکَ إرْثَکَ ، مَلْعُونُونَ عَلَي لِسَانِ النَّبِي الْأُمِّي ، وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَري ، لَعَنَ اللَّهُ الظَّالِمِينَ لَکُمْ مِنَ الْأوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ ، وَضَاعَفَ عَلَيهِمُ (٣) الْعَذَابَ الْألِيمَ ، عَذَاباً لَا يعَذِّبُهُ أحَداً مِنَ الْعَالَمِينَ.

ثُمَّ انْکَبَّ عَلَي الضَّرِيحِ وَقَبِّلِ التُّرْبَهَ وَقُلْ :

السَّلَامُ عَلَيکَ يا أوَّلَ مَظْلُومٍ انْتُهِکَ دَمُهُ ، وَضُيعَتْ فِيهِ حُرْمَهُ الْإسْلَامِ. فَلَعَنَ اللَّهُ أُمَّهً أسَّسَتْ أسَاسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِعَلَيکُمْ أهْلَ الْبَيتِ. أشْهَدُ أنِّي سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمْتَ ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حَارَبْتَ ، مُبْطِلٌ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ب».

٢ ـ في «ب» : ضَاعَفَ لَهُمُ.

٢٨٦

لِمَا أبْطَلْتَ ، مُحَقِّقٌ لِمَا حَقَّقْتَ ، فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّي وَرَبِّکَ فِي خَلَاصِ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ ، وَقَضَاءِ حَوَائِجِي فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَهِ. صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيکَ وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ.

ثُمَّ تَحَوَّلُ إلَي جَانِبِ الْقَبْرِ وَتَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَهَ وَتَرْفَعُ يدَيکَ وَتَقُولُ :

اللَّهُمَّ إنَّ اسْتِغْفَارِي إياکَ ، وَأنَا مُصِرٌّ عَلَي مَا نَهَيتَ قِلَّهَ حَياءٍ ، وَتَرْکِي الِاسْتِغْفَارَ ، مَعَ عِلْمِي بِسَعَهِ حِلْمِکَ تَضْييعٌ لِحَقِّ الرَّجَاءِ.

اللَّهُمَّ إنَّ ذُنُوبِي تُؤْيسُنِي أنْ أرْجُوکَ ، وَإنَّ عِلْمِي بِسَعَهِ رَحْمَتِکَ يؤْمِنُنِي أنْ أخْشَاکَ. فَصَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَحَقِّقْ رَجَائِي لَکَ ، وَکَذِّبْ خَوْفِي مِنْکَ ، وَکُنْ لِي عِنْدَ أحْسَنِ ظَنِّي بِکَ ، يا أکْرَمَ الْأکْرَمِينَ. وَأيدْنِي بِالْعِصْمَهِ ، وَأنْطِقْ لِسَانِي بِالْحِکْمَهِ ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ ينْدَمُ عَلَي مَا صَنَعَهُ فِي أمْسِهِ.

اللَّهُمَّ إنَّ الْغَنِي مَنِ اسْتَغْنَي عَنْ خَلْقِکَ بِکَ ، فَصَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأغْنِنِي يا رَبِّ عَنْ خَلْقِکَ ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ لَا يبْسُطُ کَفَّهُ إلَّا إلَيکَ.

اللَّهُمَّ إنَّ الشَّقِي مَنْ قَنَطَ وَأمَامَهُ التَّوْبَهُ وَخَلْفَهُ الرَّحْمَهُ ، وَإنْ کُنْتُ ضَعِيفَ الْعَمَلِ ، فَإنِّي فِي رَحْمَتِکَ قَوِي الْأمَلِ ، فَهَبْ لِي ضَعْفَ عَمَلِي لِقُوَّهِ أمَلِي.

اللَّهُمَّ أمَرْتَ فَعَصَينَا ، وَنَهَيتَ فَمَا انْتَهَينَا ، وَذَکَّرْتَ فَتَنَاسَينَا ،

٢٨٧

وَبَصَّرْتَ فَتَعَامَينَا ، وَحَذَّرْتَ فَتَعَدَّينَا ، وَمَا کَانَ ذَلِکَ جَزَاءَ إحْسَانِکَ إلَينَا ، وَأنْتَ أعْلَمُ بِمَا أعْلَنَّا وَمَا أخْفَينَا ، وَأخْبَرُ بِمَا نَأْتِي وَمَا أتَينَا. فَصَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَلَا تُؤَاخِذْنَا بِمَا أخْطَأْنَا فِيهِ وَنَسِينَا ، وَهَبْ لَنَا حُقُوقَکَ لَدَينَا ، وَتَمِّمْ إحْسَانَکَ إلَينَا ، وَأسْبِغْ رَحْمَتَکَ عَلَينَا.

إنَّا نَتَوَسَّلُ إلَيکَ بِهَذَا الصِّدِّيقِ الْإمَامِ ، وَنَسْألُکَ بِالْحَقِّ الَّذِي جَعَلْتَهُ لَهُ ، وَلِجَدِّهِ رَسُولِکَ ، وَلِأبَوَيهِ عَلِي وَفَاطِمَهَ أهْلِ بَيتِ الرَّحْمَهِ ، إدْرَارَ الرِّزْقِ الَّذِي بِهِ قِوَامُ حَياتِنَا ، وَصَلَاحُ أحْوَالِ عِيالِنَا. فَأنْتَ الْکَرِيمُ الَّذِي تُعْطِي مِنْ سَعَهٍ ، وَتَمْنَعُ عَنْ قُدْرَهٍ ، وَنَحْنُ نَسْألُکَ مِنَ الْخَيرِ مَا يکُونُ صَلَاحاً لِلدُّنْيا ، وَبَلَاغاً لِلْآخِرَهِ ، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَهً ، وَفِي الْآخِرَهِ حَسَنَهً ، وَقِنا عَذابَ النَّارِ. ثُمَّ تَحَوَّلْ إلَي عِنْدِ الرِّجْلَينِ وَقُلْ :

السَّلَامُ عَلَيکَ يا أبَا عَبْدِ اللَّهِ ، وَعَلَي مَلَائِکَهِ اللَّهِ الْمُرَفْرَفِينَ حَوْلَ قُبَّتِکَ ، الْحَافِّينَ بِتُرْبَتِکَ ، الطَّائِفِينَ بِعَرْصَتِکَ ، الْوَارِدِينَ لِزِيارَتِکَ. السَّلَامُ عَلَيکَ ، فَإنِّي قَصَدْتُ إلَيکَ ، وَرَجَوْتُ الْفَوْزَ لَدَيکَ. السَّلَامُ عَلَيکَ سَلَامَ الْعَارِفِ بِحُرْمَتِکَ ، الْمُخْلِصِ فِي وَلَايتِکَ ، الْمُتَقَرِّبِ إلَي اللَّهِ بِمَحَبَّتِکَ ، الْبَرِي ءِ مِنْ أعْدَائِکَ ، سَلَامَ مَنْ قَلْبُهُ بِمُصَابِکَ مَقْرُوحٌ ، وَدَمْعُهُ عِنْدَ ذِکْرِکَ مَسْفُوحٌ ، سَلَامَ الْمَفْجُوعِ

٢٨٨

الْمَحْزُونِ ، الْوَالِهِ الْمِسْکِينِ. سَلَامَ مَنْ لَوْ کَانَ مَعَکَ بِالطُّفُوفِ ، لَوَقَاکَ بِنَفْسِهِ مِنْ حَدِّ السُّيوفِ ، وَبَذَلَ حُشَاشَتَهُ دُونَکَ لِلْحُتُوفِ؛ وَجَاهَدَ بَينَ يدَيکَ ، وَنَصَرَکَ عَلَي مَنْ بَغَي عَلَيکَ وَفَدَاکَ بِرُوحِهِ وَجَسَدِهِ وَمَالِهِ وَوُلْدِهِ ، وَرُوحُهُ لِرُوحِکَ الْفِدَاءُ ، وَأهْلُهُ لِأهْلِکَ وِقَاءٌ.

فَلَئِنْ أخَّرَتْنِي الدُّهُورُ ، وَعَاقَنِي عَنْ نُصْرَتِکَ الْمَقْدُورُ ، وَلَمْ أکُنْ لِمَنْ حَارَبَکَ مُحَارِباً ، وَلِمَنْ نَصَبَ لَکَ الْعَدَاوَهَ مُنَاصِباً ، فَلَأنْدُبَنَّکَ صَبَاحاً وَمَسَاءً وَلَأبْکِينَّ عَلَيکَ بَدَلَ الدُّمُوعِ دَماً ، حَسْرَهً عَلَيکَ ، وَتَأسُّفاً وَتَحَسُّراً عَلَي مَا دَهَاکَ ، وَتَلَهُّفاً حَتَّي أمُوتَ بِلَوْعَهِ الْمُصَابِ ، وَغُصَّهِ الِاکْتِئَابِ.

وَأشْهَدُ أنَّکَ قَدْ أقَمْتَ الصَّلَاهَ ، وَآتَيتَ الزَّکَاهَ ، وَأمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَيتَ عَنِ الْمُنْکَرِ وَالْعُدْوَانِ ، وَأطَعْتَ اللَّهَ وَمَا عَصَيتَهُ ، وَتَمَسَّکْتَ بِحَبْلِهِ فَارْتَضَيتَهُ ، وَخَشِيتَهُ وَرَاقَبْتَهُ وَاسْتَحْييتَهُ وَسَنَنْتَ السُّنَنَ وَأطْفَأْتَ الْفِتَنَ ، وَدَعَوْتَ إلَي الرَّشَادِ وَأوْضَحْتَ سُبُلَ السَّدَادِ ، وَجَاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقَّ الْجِهَادِ؛ وَکُنْتَ لِلَّهِ طَائِعاً ، وَلِجَدِّکَ مُحَمَّدٍ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ تَابِعاً وَلِقَوْلِ أبِيکَ سَامِعاً ، وَإلَي وَصِيهِ أخِيکَ مُسَارِعاً ، وَلِعِمَادِ الدِّينِ رَافِعاً ، وَلِلطُّغْيانِ

٢٨٩

قَامِعاً ، وَلِلطُّغَاهِ مُقَارِعاً ، وَلِلْأُمَّهِ نَاصِحاً ، وَفِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ سَابِحاً ، وَلِلْفُسَّاقِ مُکَافِحاً ، وَبِحُجَجِ اللَّهِ قَائِماً ، وَلِلْإسْلَامِ عَاصِماً ، وَلِلْمُسْلِمِينَ رَاحِماً وَلِلْحَقِّ نَاصِراً وَعِنْدَ الْبَلَاءِ صَابِراً وَلِلدِّينِ کَالِئاً ، وَعَنْ حَوْزَتِهِ مُرَامِياً ، وَعَنِ الشَّرِيعَهِ مُحَامِياً. تَحُوطُ الْهُدَي وَتَنْصُرُهُ ، وَتَبْسُطُ الْعَدْلَ وَتَنْشُرُهُ ، وَتَنْصُرُ الدِّينَ وَتُظْهِرُهُ ، وَتَکُفُّ الْعَابِثَ وَتَزْجُرُهُ. تَأْخُذُ لِلدَّنِي مِنَ الشَّرِيفِ ، وَتُسَاوِي فِي الْحُکْمِ بَينَ الْقَوِي وَالضَّعِيفِ. کُنْتَ رَبِيعَ الْأيتَامِ ، وَعِصْمَهَ الْأنَامِ ، وَعِزَّ الْإسْلَامِ ، وَمَعْدِنَ الْأحْکَامِ ، وَحَلِيفَ الْإنْعَامِ ، سَالِکاً (١) طَرِيقَهَ جَدِّکَ وَأبِيکَ ، مُشْبِهاً فِي الْوَصِيهِ لِأخِيکَ. وَفِي الذِّمَمِ رَضِي الشِّيمِ ، (ظَاهِرَ الْکَرَمِ) (٢) ، مُجْتَهِداً فِي الْعِبَادَهِ فِي حِنْدِسِ الظُّلَمِ. قَوِيمَ الطَّرَائِقِ ، عَظِيمَ السَّوَابِقِ ، شَرِيفَ النَّسَبِ ، مُنِيفَ الْحَسَبِ ، رَفِيعَ الرُّتَبِ ، کَثِيرَ الْمَنَاقِبِ ، مَحْمُودَ الضَّرَائِبِ ، جَزِيلَ الْمَوَاهِبِ. حَلِيماً شَدِيداً ، عَلِيماً رَشِيداً ، إمَاماً شَهِيداً ، أوَّأهاً مُنِيباً ، جَوَاداً مُثِيباً ، حَبِيباً مَهِيباً.

کُنْتَ لِلرَّسُولِ وَلَداً ، وَلِلْقُرْآنِ سَنَداً ، وَلِلْأُمَّهِ عَضُداً ، وَفِي الطَّاعَهِ مُجْتَهِداً ، حَافِظاً لِلْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ ، نَاکِباً عَنْ سَبِيلِ الْفُسَّاقِ. تَتَأوَّهُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ب» : فِي.

٢ ـ في «ب».

٢٩٠

تَأوُّهَ الْمَجْهُودِ ، طَوِيلَ الرُّکُوعِ وَالسُّجُودِ. زَاهِداً فِي الدُّنْيا إذْ زُهِدَ الرَّاحِلُ عَنْهَا (١) ، نَاظِراً إلَيهَا بِعَينِ الْمُسْتَوْحِشِ مِنْهَا. آمَالُکَ عَنْهَا مَکْفُوفَهٌ ، وَهِمَّتُکَ عَنْ زِينَتِهَا مَصْرُوفَهٌ ، وَلِحَاظُکَ عَنْ بَهْجَتِهَا مَطْرُوفَهٌ ، وَرَغْبَتُکَ فِي الْآخِرَهِ مَعْرُوفَهٌ. حَتَّي إذَا الْجَوْرُ مَدَّ بَاعَهُ ، وَأسْفَرَ الظُّلْمُ قِنَاعَهُ ، وَدَعَا الْغَي أتْبَاعَهُ ؛ وَأنْتَ فِي حَرَمِ جَدِّکَ قَاطِنٌ ، وَلِلظَّالِمِينَ مُبَاينٌ ؛جَلِيسُ الْبَيتِ وَالْمِحْرَابِ ، مُعْتَزِلٌ عَنِ اللَّذَّاتِ وَالْأحْبَابِ ؛ تُنْکِرُ الْمُنْکَرَ بِقَلْبِکَ وَلِسَانِکَ ، عَلَي حَسَبِ طَاقَتِکَ وَإمْکَانِکَ. ثُمَّ اقْتَضَاکَ الْعِلْمُ لِلْإنْکَار ، وَأرَدْتَ أنْ تُجَاهِدَ الکُفَّارَ (٢). فَسِرْتَ فِي أوْلَادِکَ وَأهَالِيکَ وَشِيعَتِکَ وَمَوَالِيکَ وَصَدَعْتَ بِالْحَقِّ وَالْبَينَهِ وَدَعَوْتَ إلَي اللَّهِ بِالْحِکْمَهِ وَالْمَوْعِظَهِ الْحَسَنَهِ. وَأمَرْتَ بِإقَامَهِ الْحُدُودِ ، وَطَاعَهِ الْمَعْبُودِ؛ وَنَهَيتَ عَنِ الْخِيانَهِ وَالطُّغْيانِ ، فَوَاجَهُوکَ بِالظُّلْمِ وَالْعُدْوَانِ. فَجَاهَدْتَهُمْ بَعْدَ الْإيعَادِ إلَيهِمْ ، وَتَأْکِيدِ الْحُجَّهِ عَلَيهِمْ. فَنَکَثُوا ذِمَامَکَ وَبَيعَتَکَ ، وَأسْخَطُوا رَبَّکَ ، وَأغْضَبُوا جَدَّکَ ، وَأنْذَرُوکَ بِالْحَرْب ، فَثَبَتَّ لِلطَّعْنِ وَالضَّرْبِ وَطَحْطَحْتَ جُنُودَ الْکُفَّارِ وَشَرَّدْتَ جُيوشَ الْأشْرَارِ وَاقْتَحَمْتَ قَسْطَلَ الْغُبَارِ ، مُجَالِداً بِذِي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ب» : زُهْدَ الرَّاحِلِ عَنْهَا.

٢ ـ في «ب» : وَألْزَمَکَ أنْ تُجَاهِدَ الْکُفَّارَ.

٢٩١

الْفَقَارِ ، کَأنَّکَ عَلِي الْمُخْتَارُ.

فَلَمَّا رَأوْکَ ثَابِتَ الْجَأْشِ ، غَيرَ خَائِفٍ وَلَا خَاشٍ ، نَصَبُوا لَکَ غَوَائِلَ مَکْرِهِمْ ، وَقَاتَلُوکَ بِکَيدِهِمْ وَشَرِّهِمْ ؛ وَأجْلَبَ اللَّعِينُ عَلَيکَ جُنُودَهُ ، وَمَنَعُوکَ الْمَاءَ وَوُرُودَهُ ؛ وَنَاجَزُوکَ الْقِتَالَ ، وَعَاجَلُوکَ النِّزَالَ ، وَرَشَقُوکَ بِالسِّهَامِ ، وَبَسَطُوا إلَيکَ الْأکُفَّ لِلِاصْطِلَامِ ، وَلَمْ يرْعَوْا لَکَ الذِّمَامَ ، وَلَا رَاقَبُوا فِيکَ الْأنَامَ (١) ، وَفِي قَتْلِهِمْ أوْلِياءَکَ ، وَنَهْبِهِمْ رِحَالَکَ ، وَأنْتَ مُقَدَّمٌ فِي الْهَبَوَاتِ ، مُحْتَمِلُ لِلْأذِياتِ (٢) ، وَقَدْ عَجِبَتْ مِنْ صَبْرِکَ مَلَائِکَهُ السَّمَاوَاتِ ، وَأحْدَقُوا بِکَ مِنْ کُلِّ الْجِهَاتِ ، وَأثْخَنُوکَ بِالْجِرَاحِ ، وَحَالُوا بَينَکَ وَبَينَ مَاءِ الْفُرَاتِ. وَلَمْ يبْقَ لَکَ نَاصِرٌ ، وَأنْتَ مُحْتَسِبٌ صَابِرٌ ، تَذُبُّ عَنْ نِسْوَانِکَ وَأوْلَادِکَ ، فَهَوَيتَ إلَي الْأرْضِ طَرِيحاً ، ظَمْآنَ جَرِيحاً ، تَطَؤُکَ الْخُيولُ بِحَوَافِرِهَا ، وَتَعْلُوکَ الطُّغَاهُ (٣) بِبَواتِرِهَ؛ قَدْ رَشَحَ لِلْمَوْتِ جَبِينُکَ ، وَاخْتَلَفَتْ بِالِانْبِسَاطِ وَالِانْقِبَاضِ شِمَالُکَ وَيمِينُکَ ، تُدِيرُ طَرَفاً مُنْکَسِراً إلَي رَحْلِکَ ، وَقَدْ شُغِلْتَ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «خ ل ز» : الآثَامَ

٢ ـ في «خ ل ز» : لِإيذَاتِ.

٣ ـ في «خ ل ز» : البُغَاهُ.

٢٩٢

بِنَفْسِکَ عَنْ وُلْدِکَ وَأهْلِکَ؛ وَأسْرَعَ فَرَسُکَ شَارِداً ، وَأتَي (٢) خِيامَکَ قَاصِداً ، مُحَمْحِماً بَاکِياً؛ فَلَمَّا رَأينَ النِّسَاءُ جَوَادَکَ مَخْزِياً ، وَأبْصَرْنَ سَرْجَکَ مَلْوِياً (٣) ، بَرَزْنَ مِنَ الْخُدُورِ ، لِلشُّعُورِ نَاشِرَاتٍ ، وَلِلْخُدُودِ لَاطِمَاتٍ ، وَلِلْوُجُوهِ سَافِرَاتٍ ، وَبِالْعَوِيلِ دَاعِياتٍ ، وَبَعْدَ الْعِزِّ مُذَلَّلَاتٍ ، وَإلَي مَصْرَعِکَ مُبَادِرَاتٍ ؛ وَشِمْرٌ جَالِسٌ عَلَي صَدْرِکَ ، مُولِغٌ سَيفَهُ فِي نَحْرِکَ ، قَابِضٌ شَيبَتَکَ بِيدِهِ ، ذَابِحٌ لَکَ بِمُهَنَّدِهِ ؛ وَقَدْ سَکَنَتْ حَوَاسُّکَ ، وَخَمَدَتْ أنْفَاسُکَ ، وَوَرَدَ عَلَي الْقَنَاهِ رَأْسُکَ ، وَسُبِي أهْلُکَ کَالعَبِيدِ ، وَصُفِّدُوا فِي الْحَدِيدِ. فَوْقَ أقْتَابِ الْمَطِياتِ ، تَلْفَحُ وُجُوهَهُمْ حَرُورُالْهَاجِرَاتِ ، يسَاقُونَ فِي الْفَلَوَاتِ ؛

أيدِيهِمْ مَغْلُولَهٌ إلَي الْأعْنَاقِ يطَافُ بِهِمْ فِي الْأسْوَاقِ فَالْوَيلُ لِلْعُصَاهِ الْفُسَّاقِ. لَقَدْ قَتَلُوا بِقَتْلِکَ الْإسْلَامَ ، وَعَطَّلُوا الصَّلَاهَ وَالصِّيامَ ، وَنَقَضُوا السُّنَنَ وَالْأحْکَامَ ، وَهَدَمُوا قَوَاعِدَ الْإيمَانِ ، وَحَرَّفُوا آياتِ الْقُرْآنِ ، وَهَمْلَجُوا فِي الْبَغْي وَالْعُدْوَانِ.

لَقَدْ أصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ مِنْ أجْلِکَ مَوْتُوراً ، وَعَادَ کِتَابُ اللَّهِ مَهْجُوراً وَغُودِرَ الْحَقُّ إذْ قُهِرْتَ مَقْهُوراً ؛ وَفُقِدَ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ز» : إلي.

٢ ـ في «خ ل ز» : مَنْکُوبَاً.

٢٩٣

بِفَقْدِکَ التَّکْبِيرُ وَالتَّهْلِيلُ ، وَالتَّحْرِيمُ وَالتَّحْلِيلُ ، وَالتَّنْزِيلُ وَالتَّأْوِيلُ ، وَظَهَرَ بَعْدَکَ التَّغْييرُ وَالتَّبْدِيلُ ، وَالْإلْحَادُ وَالتَّعْطِيلُ ، وَالْأهْوَاءُ وَالْأضَالِيلُ ، وَالْفِتَنُ وَالْأبَاطِيلُ. وَقَامَ نَاعِيکَ عِنْدَ قَبْرِ جَدِّکَ الرَّسُولِ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ ، فَنَعَاکَ إلَيهِ بِالدَّمْعِ الْهَطُولِ ، قَائِلًا : «يا رَسُولَ اللَّهِ! قُتِلَ سِبْطُکَ وَفَتَاکَ ، وَاسْتُبِيحَ أهْلُکَ وَحِمَاکَ ، وَسُبِي بَعْدَکَ ذَرَارِيکَ ، وَوَقَعَ الْمَحْذُورُ بِعِتْرَتِکَ وَبَنِيکَ» ؛ فَنَزَعَ الرَّسُولُ الرِّدَاءَ ، وَعَزَّاهُ بِکَ الْمَلَائِکَهُ وَالْأنْبِياءُ ، وَفُجِعَتْ بِکَ أُمُّکَ فَاطِمَهُ الزَّهْرَاءُ ، وَاخْتَلَفَتْ جُنُودُ الْمَلَائِکَهِ الْمُقَرَّبِينَ ، تُعَزِّي أبَاکَ أمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَأُقِيمَتْ عَلَيکَ الْمَآتِمُ فِي أعْلَي عِلِّيينَ ، تَلْطِمُ عَلَيکَ فِيهَا الْحُورُ الْعِينُ ؛ وَتَبْکِيکَ السَّمَاوَاتُ وَسُکَّانُهَا ، وَالْجِبَالُ وَخُزَّانُهَا وَالسَّحَابُ وَأقْطَارُهَا ، وَالْأرْضُ وَقِيعَانُهَا ، وَالْبِحَارُ وَحِيتَانُهَا ، وَمَکَّهُ وَبُنْيانُهَا ، وَالْجِنَانُ وَوِلْدَانُهَا ، وَالْبَيتُ وَالْمَقَامُ وَالْمَشْعَرُ الْحَرَامُ ، وَالْحَطِيمُ وَزَمْزَمُ ، وَالْمِنْبَرُ الْمُعَظَّمُ ، وَالنُّجُومُ الطَّوَالِعُ ، وَالْبُرُوقُ اللَّوَامِعُ ، وَالرُّعُودُ الْقَعَاقِعُ ، وَالرِّياحُ الزَّعَازِعُ وَالْأفْلَاکُ الرَّوَافِعُ.

فَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَکَ وَسَلَبَکَ ، وَاهْتَضَمَکَ وَغَصَبَکَ ، وَبَايعَکَ

٢٩٤

وَاعْتَزَلَکَ (١) ، وَحَارَبَکَ وَسَاقَکَ ، وَجَهَّزَ الْجُيوشَ إلَيکَ ، وَوَثَّبَ الظَّلَمَهُ عَلَيکَ. أبْرَأُ إلَي اللَّهِ سُبْحَانَهُ مِنَ الْآمِرِ وَالْفَاعِلِ وَالْغَاشِمِ وَالْخَاذِلِ.

اللَّهُمَّ فَثَبِّتْنِي عَلَي الْإخْلَاصِ وَالْوَلَاءِ وَالتَّمَسُّکِ بِحَبْلِ أهْلِ الْکِسَاءِ وَانْفَعْنِي بِمَوَدَّتِهِمْ ، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِمْ ، وَأدْخِلْنِي الْجَنَّهَ بِشَفَاعَتِهِمْ ، إنَّکَ وَلِي ذَلِکَ ، يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

ذِکْرُ زِيارَهِ عَلِي بْنِ الْحُسَينِ عَلَيهِ السَّلَامُ :

ثُمَّ تَحَوَّلْ إِلَي عِنْدِ رِجْلَي الْحُسَينِ وَقِفْ (٢) عَلَي عَلِي بْنِ الْحُسَينِ عَلَيهِمَا السَّلَامُ وَقُلِ :

السَّلَامُ عَلَيکَ أيهَا الصِّدِّيقُ ، الطَّيبُ الطَّاهِرُ ، (وَ) (٣) الزَّکِي الْحَبِيبُ الْمُقَرَّبُ ، وَابْنُ رَيحَانَهِ رَسُولِ اللَّهِ (صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ) (٤) ، السَّلَامُ عَلَيکَ مِنْ شَهِيدٍ مُحْتَسِبٍ وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ.

مَا أکْرَمَ مَقَامَکَ ، وَأشْرَفَ مُنْقَلَبَکَ ، أشْهَدُ لَقَدْ شَکَرَ اللَّهُ سَعْيکَ ، وَأجْزَلَ ثَوَابَکَ. وَألْحَقَکَ بِالذِّرْوَهِ الْعَالِيهِ ، حَيثُ الشَّرَفُ کُلُّ الشَّرَفِ ، فِي الْغُرَفِ السَّامِيهِ ، فِي الْجَنَّهِ فَوْقَ الْغُرَفِ ، کَمَا مَنَّ عَلَيکَ مِنْ قَبْلُ ، وَجَعَلَکَ مِنْ أهْلِ الْبَيتِ ، الَّذِينَ أذْهَبَ اللَّهُ عَنْهُمُ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ب» : فَاعْتَزَلَکَ

٢ ـ في «ب» : فَقِفْ.

٣ ـ في «ب».

٤ ـ في «ب».

٢٩٥

الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطْهِيراً. وَاللَّهِ مَا ضَرَّکَ الْقَوْمُ بِمَا نَالُوا مِنْکَ وَمِنْ أبِيکَ الطَّاهِرِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيکُمَا ، وَلَا ثَلَمُوا مَنْزِلَتَکُمَا مِنَ الْبَيتِ الْمُقَدَّسِ ، وَلَا وَهَنْتُمَا بِمَا أصَابَکُمَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، وَلَا مِلْتُمَا إلَي الْعَيشِ فِي الدُّنْيا ، وَلَا تَکَرَّهْتُمَا مُبَاشَرَهَ الْمَنَايا ، إذْ کُنْتُمَا قَدْ رَأيتُمَا مَنَازِلَکُمَا فِي الْجَنَّهِ ، قَبْلَ أنْ تَصِيرَا إلَيهَا ، فَاخْتَرْتُمَاهَا قَبْلَ أنْ تَنْتَقِلَا إلَيهَا ، فَسُرِرْتُمْ وَسَرَرْتُمْ.

فَهَنِيئاً لَکُمْ يا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ التَّمَسُّکُ مِنَ النَّبِي صَلَّي اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ ، بِالسَّيدِ السَّابِقِ ، حَمْزَهَ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَقَدِمْتُمَا عَلَيهِ ، وَقَدْ أُلْحِقْتُمَا بِأوْثَقِ عُرْوَهٍ ، وَأقْوَي سَبَبٍ.

صَلَّي اللَّهُ عَلَيکَ أيهَا الصِّدِّيقُ الشَّهِيدُ الْمُکَرَّمُ ، وَالسَّيدُ الْمُقَدَّمُ ، الَّذِي عَاشَ سَعِيداً ، وَمَاتَ شَهِيداً ، وَذَهَبَ فَقِيداً ، فَلَمْ تَتَمَتَّعْ مِنَ الدُّنْيا إلَّا بِالْعَمَلِ الصَّالِحِ ، وَلَمْ تَتَشَاغَلْ إلَّا بِالْمَتْجَرِ الرَّابِحِ. أشْهَدُ أنَّکَ مِنَ الْفَرِحِينَ (بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أنْ لَا خَوْفٌ عَلَيهِمْ وَلا هُمْ يحْزَنُونَ) (١) وَتِلْکَ مَنْزِلَهُ کُلِّ شَهِيدٍ ، (فَکَيفَ) (٢) مَنْزِلَهُ الْحَبِيبِ إلَي اللَّهِ ، الْقَرِيبِ إلَي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّي اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ ، زَادَکَ اللَّهُ مِنْ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ (٣) آل عمران : ١٧١.

٢ ـ في «ب».

٢٩٦

فَضْلِهِ فِي کُلِّ لَفْظَهٍ وَلَحْظَهٍ ، وَسُکُونٍ وَحَرَکَهٍ ، مَزِيداً يغْبِطُ وَيسْعَدُ أهْلُ عِلِّيينَ بِهِ.

يا کَرِيمَ النَّفْسِ ، يا کَرِيمَ الْأبِ ، يا کَرِيمَ الْجَدِّ ، إلَي أنْ يتَنَاهَي (١) ، رَفَعَکُمُ اللَّهُ مِنْ أنْ يقَالَ : رَحِمَکُمُ اللَّهُ ، وَافْتَقَرَ إلَي ذَلِکَ غَيرُکُمْ مِنْ کُلِّ مَنْ خَلَقَ اللَّهُ.

ثُمَّ تَقُولُ :

صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيکُمْ وَرِضْوَانُهُ وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ ، فَاشْفَعْ لِي أيهَا السَّيدُ الطَّاهِرُ ، إلَي رَبِّکَ فِي حَطِّ الْأثْقَالِ عَنْ ظَهْرِي ، وَتَخْفِيفِهَا عَنِّي ، وَارْحَمْ ذُلِّي وَخُضُوعِي لَکَ ، وَلِلسَّيدِ أبِيکَ صَلَّي اللَّهُ عَلَيکُمَا.

ثُمَّ انْکَبَّ عَلَي الْقَبْرِ وَقُلْ :

زَادَ اللَّهُ فِي شَرَفِکُمْ فِي الْآخِرَهِ کَمَا شَرَّفَکُمْ فِي الدُّنْيا ، وَأسْعَدَکُمْ کَمَا أسْعَدَ بِکُمْ ، وَأشْهَدُ أنَّکُمْ أعْلَامُ الدِّينِ ، وَنُجُومُ الْعَالَمِينَ.

زِيارَهُ الشُّهَدَاءِ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَيهِم :

ثُمَّ تَتَوَجَّهُ إِلَي الْبَيتِ الَّذِي عِنْدَ رِجْلَي عَلِي بْنِ الْحُسَينِ عَلَيهِمَا السَّلَامُ وَتَقُولُ :

السَّلَامُ عَلَيکَ يا أبَا عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَينَ ، سَلَاماً لَا يفْنَي أمَدُهُ ، وَلَا ينْقَطِعُ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ب» : تَتَنَاهَي.

٢٩٧

مَدَدُهُ ، سَلَاماً تَسْتَوْجِبُهُ بِاجْتِهَادِکَ ، وَتَسْتَحِقُّهُ بِجِهَادِکَ ، عِشْتَ حَمِيداً ، وَذَهَبْتَ فَقِيداً.

لَمْ يمِلْ بِکَ حُبُّ الشَّهَوَاتِ ، وَلَمْ يدَنِّسْکَ طَمَعُ النَّزِهَاتِ ، حَتَّي کَشَفَتْ لَکَ الدُّنْيا عَنْ عُيوبِهَا ، وَرَأيتَ سُوءَ عَوَاقِبِهَا (١) ، وَقُبْحَ مَصِيرِهَا ، فَبِعْتَهَا بِالدَّارِ الْآخِرَهِ ، وَشَرَيتَ نَفْسَکَ شِرَاءَ الْمُتَاجِرَهِ؛ فَأرْبَحْتَهَا أکْرَمَ الْأرْبَاحِ ، وَلَحِقْتَ بِهَا (الَّذِينَ أنْعَمَ اللَّهُ عَلَيهِمْ مِنَ النَّبِيينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِکَ رَفِيقاً * ذلِکَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَکَفَي بِاللَّهِ عَلِيماً) (٢).

السَّلَامُ عَلَي الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِي وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ حَبِيبِ اللَّهِ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ رَيحَانَهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ ، السَّلَامُ عَلَيکَ مِنْ حَبِيبٍ لَمْ يقْضِ مِنَ الدُّنْيا وَطَراً ، وَلَمْ يشْفِ مِنْ أعْدَاءِ اللَّهِ صَدْراً ، حَتَّي عَاجَلَهُ الْأجَلُ ، وَفَاتَهُ الْأمَلُ ، وَهَنِيئاً (٣) لَکَ يا حَبِيبَ حَبِيبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّي اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ ، مَا أسْعَدَ جَدَّکَ ، وَأنْجَزَ (٤) مَجْدَکَ ، وَأحْسَنَ مُنْقَلَبَکَ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ب» : عَاقِبَتِهَا.

٢ ـ (٤) النساء : ٧٠ ـ ٧١.

٣ ـ في «ب» : فَهَنِيئاً.

٤ ـ في «ب» : أفْخَرَ.

٢٩٨

السَّلَامُ عَلَيکَ يا عَوْنَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أبِي طَالِبٍ ، السَّلَامُ عَلَيکَ يا ابْنَ النَّاشِي فِي حِجْرِ رَسُولِ اللَّهِ ، وَالْمُقْتَدِي بِأخْلَاقِ رَسُولِ اللَّهِ ، وَالذَّابِّ عَنْ حَرِيمِ رَسُولِ اللَّهِ صَبِياً ، وَالذَّائِدِ عَنْ حَرَمِ رَسُولِ اللَّهِ. مُبَاشِراً لِلْحُتُوفِ ، مُجَاهِداً بِالسُّيوفِ ، قَبْلَ أنْ يقْوَي جِسْمُهُ ، وَيشْتَدَّ عَظْمُهُ ، وَيبْلُغَ أشُدَّهُ. مَا زِلْتَ مِنَ العُلَا (١) مُنْذُ يفَعْتَ ، تَطْلُبُ الْغَايهَ الْقُصْوَي فِي الْخَيرِ مُنْذُ تَرَعْرَعْتَ ، حَتَّي رَأيتَ أنْ تَنَالَ الْحَظَّ السَّنِي فِي الْآخِرَهِ ، بِبَذْلِ الْجِهَادِ ، وَالْقِتَالِ لِأعْدَاءِاللَّهِ (٢). فَتَقَرَّبْتَ وَالْمَنَايا دَانِيهٌ ، وَزَحَفْتَ وَالنَّفْسُ مُطْمَئِنَّهٌ طَيبَهٌ. تَلَقَّي بِوَجْهِکَ بَوَادِرَ السِّهَامِ ، وَتُبَاشِرُ بِمُهْجَتِکَ حَدَّ الْحُسَامِ ، حَتَّي وَفَدْتَ إلَي اللَّهِ تَعَالَي بِأحْسَنِ عَمَلٍ وَأرْشَدِ سَعْي إلَي أکْرَمِ مُنْقَلَبٍ ، وَتَلَقَّاکَ مَا أعَدَّهُ لَکَ مِنَ النَّعِيمِ الْمُقِيمِ ، الَّذِي يزِيدُ وَلَا يبِيدُ ، وَالْخَيرِ الَّذِي يتَجَدَّدُ ، وَلَا ينْفَدُ ، فَصَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيکَ تَتْرَي ، تَتَّبِعُ أُخْرَاهُنَّ الْأُولَي.

السَّلَامُ عَلَيکَ يا عَبْدَ الرَّحْمَانِ بْنَ عَقِيلِ بْنِ أبِي طَالِبٍ ، صِنْوَ الْوَصِي أمِيرِالْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيهِ وَآلِهِ ، عَلَيکَ وَعَلَي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ب» : مِنَ العَلَاءِ.

٢ ـ في «ب» : بِبَذْلِ نَفْسِکَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْقِتَالِ لِأعْدَاءِ اللَّهِ.

٢٩٩

أبِيکَ مَا دَجَي لَيلٌ وَأضَاءَ نَهَارٌ ، وَمَا طَلَعَ هِلَالٌ وَمَا أخْفَاهُ سِرَارٌ. وَجَزَاکَ اللَّهُ عَنِ ابْنِ عَمِّکَ وَالْإسْلَامِ ، أحْسَنَ مَا جَازي (١) الْأبْرَارَ الْأخْيارَ ، الَّذِينَ نَابَذُوا الْفُجَّارَ وَجَاهَدُوا الْکُفَّارَ ، فَصَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيکَ يا خَيرَ ابْنِ عَمٍّ لِخَيرِ ابْنِ عَمٍّ ، زَادَکَ اللَّهُ فِيمَا آتَاکَ ، حَتَّي تَبْلُغَ رِضَاکَ ، کَمَا بَلَغْتَ غَايهَ رِضَاهُ ، وَجَاوَزَ بِکَ أفْضَلَ مَا کُنْتَ تَتَمَنَّاهُ.

السَّلَامُ عَلَيکَ يا جَعْفَرَ بْنَ عَقِيلِ بْنِ أبِي طَالِبٍ ، سَلَاماً يقْضِي حَقَّکَ ، فِي نَسَبِکِ وَقَرَابَتِکَ ، وَقَدْرِکَ فِي مَنْزِلَتِکَ وَعَمَلِکَ فِي مُوَاسَاتِکَ وَمُسَاهَمَتِکَ ابْنَ عَمِّکَ بِنَفْسِکَ ، وَمُبَالَغَتِکَ فِي مُوَاسَاتِهِ ؛ حَتَّي شَرِبْتَ بِکَأْسِهِ ، وَحَلَلْتَ مَحَلَّهُ فِي رَمْسِهِ ، وَاسْتَوْجَبْتَ ثَوَابَ مَنْ بَايعَ اللَّهُ فِي نَفْسِهِ. فَاسْتَبْشَرَ بِبَيعِهِ الَّذِي بَايعَهُ بِهِ ، وَذلِکَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ. فَاجْتَمَعَ لَکَ مَا وَعَدَکَ اللَّهُ بِهِ مِنَ النَّعِيمِ ، بِحَقِّ الْمُبَالَغَهِ (٢) إلَي مَا أوْجَبَهُ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ لَکَ ، بِحَقِّ النَّسَبِ وَالْمُشَارَکَهِ ، فَفُزْتَ فَوْزَينِ ، لَا ينَالُهُمَا إلَّا مَنْ کَانَ مِثْلَکَ فِي قَرَابَتِهِ وَمَکَانَتِهِ (٣) ، وَبَذَلَ مَالَهُ وَمُهْجَتَهُ ، لِنُصْرَهِ إمَامِهِ وَابْنِ عَمِّهِ ، فَزَادَکَ اللَّهُ حُبّاً وَکَرَامَهً ، حَتَّي تَنْتَهِي إلَي أعْلَي عِلِّيينَ ، فِي جِوَارِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «ب» : جَزَي.

٢ ـ في «ب» : الْمُبَايعَهِ.

٣ ـ في «ب» : مُکَارَمَتِهِ.

٣٠٠