زيارات ذبيح آل محمد صلوات الله عليهم وسلّم العاشورائيّة

الشيخ حيدر تربتي الكربلائي

زيارات ذبيح آل محمد صلوات الله عليهم وسلّم العاشورائيّة

المؤلف:

الشيخ حيدر تربتي الكربلائي


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: المؤلّف
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-2992-28-4
الصفحات: ٣٦٦

الْبَرَارِي وَالْفَلَوَاتِ ؛ أيدِيهِمْ مَغْلُولَهٌ إلَي الْأعْنَاقِ ، يطَافُ بِهِمْ فِي الْأسْوَاقِ ، فَالْوَيلُ لِلْعُصَاهِ الْفُسَّاقِ.

لَقَدْ قَتَلُوا بِقَتْلِکَ الْإسْلَامَ ، وَعَطَّلُوا الصَّلَاهَ وَالصِّيامَ ، وَنَقَضُوا السُّنَنَ وَالْأحْکَامَ ، وَهَدَمُوا قَوَاعِدَ الْإيمَانِ ، وَحَرَّفُوا آياتِ الْقُرْآنِ وَهَمْلَجُوا فِي الْبَغْي وَالْعُدْوَانِ. لَقَدْ أصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ مَوْتُوراً ، وَعَادَ کِتَابُ اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ مَهْجُوراً ، وَغُودِرَ الْحَقُّ إذْ قُهِرْتَ مَقْهُوراً وَفُقِدَ بِفَقْدِکَ التَّکْبِيرُ وَالتَّهْلِيلُ ، وَالتَّحْرِيمُ وَالتَّحْلِيل ، وَالتَّنْزِيلُ وَالتَّأْوِيلُ ، وَظَهَرَ بَعْدَکَ التَّغْييرُ وَالتَّبْدِيلُ ، وَالْإلْحَادُ وَالتَّعْطِيلُ ، وَالْأهْوَاءُ وَالْأضَالِيلُ ، وَالْفِتَنُ وَالْأبَاطِيلُ.

فَقَامَ نَاعِيکَ عِنْدَ قَبْرِ جَدِّکَ الرَّسُولِ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ ، فَنَعَاکَ إلَيهِ بِالدَّمْعِ الْهَطُولِ ، قَائِلًا : «يا رَسُولَ اللَّهِ! قُتِلَ سِبْطُکَ وَفَتَاکَ ، وَاسْتُبِيحَ أهْلُکَ وَحَمَاکَ ، وَسُبِيتْ بَعْدَکَ ذَرَارِيکَ ، وَوَقَعَ الْمَحْذُورُ بِعِتْرَتِکَ وَذَوِيکَ» ؛ فَانْزَعَجَ الرَّسُولُ ، وَبَکَي قَلْبُهُ الْمَهُولُ ، وَعَزَّاهُ بِکَ الْمَلَائِکَهُ وَالْأنْبِياءُ ، وَفُجِعَتْ بِکَ أُمُّکَ الزَّهْرَاءُ وَاخْتَلَفَتْ جُنُودُ الْمَلَائِکَهِ الْمُقَرَّبِينَ ، تُعَزِّي أبَاکَ أمِيرَالْمُؤْمِنِينَ ، وَأُقِيمَتْ لَکَ الْمَآتِمُ فِي أعْلَي عِلِّيينَ ، وَلَطَمَتْ

٢٦١

عَلَيکَ الْحُورُ الْعِينُ وَبَکَتِ السَّمَاءُ وَسُکَّانُهَا ، وَالْجِنَانُ وَخُزَّانُهَا ، وَالْهِضَابُ وَأقْطَارُهَا (١) ، وَالْبِحَارُ وَحِيتَانُهَا ، (وَمَکَّهَ وَبُنْيانُهَا) (٢) ، وَالْجِنَانُ وَوِلْدَانُهَا ؛ وَالْبَيتُ وَالْمَقَامُ وَالْمَشْعَرُ الْحَرَامُ ، وَالْحِلُّ وَالْإحْرَامُ.

اللَّهُمَّ فَبِحُرْمَهِ هَذَا الْمَکَانِ الْمُنِيفِ صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِمْ ، وَأدْخِلْنِي الْجَنَّهَ بِشَفَاعَتِهِمْ. اللَّهُمَّ (فَ) (٣) إنِّي أتَوَسَّلُ إلَيکَ ، يا أسْرَعَ الْحَاسِبِينَ ، وَيا أکْرَمَ الْأکْرَمِينَ وَيا أحْکَمَ الْحَاکِمِينَ ، بِمُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيينَ ، رَسُولِکَ إلَي الْعَالَمِينَ أجْمَعِينَ ، وَبِأخِيهِ وَابْنِ عَمِّهِ الْأنْزَعِ الْبَطِينِ ، الْعَالِمِ الْمَکِينِ ، عَلِي أمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَبِفَاطِمَهَ سَيدَهِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ، وَبِالْحَسَنِ الزَّکِي عِصْمَهِ الْمُتَّقِينَ ، وَبِأبِي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَينِ أکْرَمِ الْمُسْتَشْهَدِينَ ، وَبِأوْلَادِهِ الْمَقْتُولِينَ ، وَبِعِتْرَتِهِ الْمَظْلُومِينَ ، وَبِعَلِي بْنِ الْحُسَينِ زَينِ الْعَابِدِينَ ، وَبِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِي قِبْلَهِ الْأوَّابِينَ ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ أصْدَقِ الصَّادِقِينَ ، وَمُوسَي بْنِ جَعْفَرٍ مُظْهِرِ الْبَرَاهِينِ ، وَعَلِي بْنِ مُوسَي نَاصِرِ الدِّينِ ، وَمُحَمَّدِ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «م» : وَالْأرْضُ وَأقْطَارُهَ.

٢ ـ في «م».

٣ ـ في «م».

٢٦٢

بْنِ عَلِي قُدْوَهِ الْمُهْتَدِينَ ، وَعَلِي بْنِ مُحَمَّدٍ أزْهَدِ الزَّاهِدِينَ ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِي وَارِثِ الْمُسْتَخْلَفِينَ ، وَالْحُجَّهِ عَلَي الْخَلْقِ أجْمَعِينَ ، أنْ تُصَلِّي عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِينَ الْأبَرِّينَ ، آلِ طَهَ وَيس ، وَأنْ تَجْعَلَنِي فِي الْقِيامَهِ مِنَ الْآمِنِينَ الْمُطْمَئِنِّينَ ، الْفَائِزِينَ الْفَرِحِينَ الْمُسْتَبْشِرِينَ.

اللَّهُمَّ اکْتُبْنِي فِي الْمُسْلِمِينَ ، وَألْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ، وَاجْعَلْ لِي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ ، وَانْصُرْنِي عَلَي الْبَاغِينَ ، وَاکْفِنِي کَيدَ الْحَاسِدِينَ ، وَاصْرِفْ عَنِّي مَکْرَ الْمَاکِرِينَ ، وَاقْبِضْ عَنِّي أيدِي الظَّالِمِينَ ، وَاجْمَعْ بَينِي وَبَينَ السَّادَهِ الْمَيامِينِ ، فِي أعْلَي عِلِّيينَ ، مَعَ الَّذِينَ أنْعَمْتَ عَلَيهِمْ مِنَ النَّبِيينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ ، بِرَحْمَتِکَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللَّهُمَّ إنِّي أُقْسِمُ عَلَيکَ بِنَبِيکَ الْمَعْصُومِ ، وَبِحُکْمِکَ الْمَحْتُومِ ، وَنَهْيکَ الْمَکْتُومِ ، وَبِهَذَا الْقَبْرِ الْمَلْمُومِ ، الْمُوَسَّدِ فِي کَنَفِهِ الْإمَامُ الْمَعْصُومُ ، الْمَقْتُولُ الْمَظْلُومُ ، أنْ تَکْشِفَ مَا بِي مِنَ الْغُمُومِ ، وَتَصْرِفَ عَنِّي شَرَّ الْقَدَرِ الْمَحْتُومِ ، وَتُجِيرَنِي مِنَ النَّارِ ذَاتِ السَّمُومِ. اللَّهُمَّ جَلِّلْنِي بِنِعْمَتِکَ ، وَرَضِّنِي بِقِسْمِکَ ، وَتَغَمَّدْنِي بِجُودِکَ وَکَرَمِکَ ، وَبَاعِدْنِي مِنْ مَکْرِکَ وَنَقِمَتِکَ.

٢٦٣

اللَّهُمَّ اعْصِمْنِي مِنَ الزَّلَلِ ، وَسَدِّدْنِي فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ ، وَافْسَحْ لِي فِي مُدَّهِ الْأجَلِ ، وَاعْفِنِي مِنَ الْأوْجَاعِ وَالْعِلَلِ ، وَبَلِّغْنِي بِمَوَالِي ، وَبِفَضْلِکَ أفْضَلَ الْأمَلَ. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاقْبَلْ تَوْبَتِي ، وَارْحَمْ عَبْرَتِي (١) ، وَأقِلْنِي عَثْرَتِي ، وَنَفِّسْ کُرْبَتِي ، وَاغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي ، وَأصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيتِي.

اللَّهُمَّ لَا تَدَعْ لِي فِي هَذَا الْمَشْهَدِ الْمُعَظَّمِ ، وَالْمَحَلِّ الْمُکَرَّمِ ، ذَنْباً إلَّا غَفَرْتَهُ ، وَلَا عَيباً إلَّا سَتَرْتَهُ ، وَلَا غَمّاً إلَّا کَشَفْتَهُ ، وَلَا رِزْقاً إلَّا بَسَطْتَهُ ، وَلَا جَاهاً إلَّا عَمَّرْتَهُ ، وَلَا فَسَاداً إلَّا أصْلَحْتَهُ ، وَلَا أمَلًا إلَّا بَلَّغْتَهُ ، وَلَا دُعَاءً إلَّا أجَبْتَهُ ، وَلَا مُضَيقاً إلَّا فَرَّجْتَهُ ، وَلَا شَمْلًا إلَّا جَمَعْتَهُ ، وَلَا أمْراً إلَّا أتْمَمْتَهُ ، وَلَا مَالًا إلَّا کَثَّرْتَهُ ، وَلَاخُلُقاً إلَّا حَسَّنْتَهُ ، وَلَا إنْفَاقاً إلَّا أخْلَفْتَهُ ، وَلَا حَالًا إلَّا عَمَّرْتَهُ ، وَلَا حَسُوداً إلَّا قَمَعْتَهُ ، وَلَا عَدُوّاً إلَّا أرْدَيتَهُ ، وَلَا شَرّاً إلَّا کَفَيتَهُ ، وَلَا مَرَضاً إلَّا شَفَيتَهُ ، وَلَا بَعِيداً إلَّا أدْنَيتَهُ ، وَلَا شَعِثاً إلَّا لَمَمْتَهُ ، وَلَا سُؤَالًا إلَّا أعْطَيتَهُ.

اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُکَ خَيرَ الْعَاجِلَهِ ، وَثَوَابَ الْآجِلَهِ. اللَّهُمَّ أغْنِنِي بِحَلَالِکَ عَنِ الْحَرَامِ ، وَبِفَضْلِکَ عَنْ جَمِيعِ الْأنَامِ. اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُکَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «خ ل م» : حَيرَتِي

٢٦٤

عِلْماً نَافِعاً ، وَقَلْباً خَاشِعاً ، وَيقِيناً شَافِياً ، وَعَمَلًا زَاکِياً ، وَصَبْراً جَمِيلًا ، وَأجْراً جَزِيلًا. اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي شُکْرَ نِعْمَتِکَ عَلَي ، وَزِدْ فِي إحْسَانِکَ وَکَرَمِکَ إلَي ، وَاجْعَلْ قَوْلِي فِي النَّاسِ مَسْمُوعاً ، وَعَمَلِي عِنْدَکَ مَرْفُوعاً ، وَأثَرِي فِي الْخَيرَاتِ مَتْبُوعاً ، وَعَدُوِّي مَقْمُوعاً. اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الْأخْيارِ ، فِي آنَاءِ اللَّيلِ وَأطْرَافِ النَّهَارِ ، وَاکْفِنِي شَرَّ الْأشْرَارِ ، وَطَهِّرْنِي مِنَ الذُّنُوبِ وَالْأوْزَارِ ، وَأجِرْنِي مِنَ النَّارِ ، وَأحِلَّنِي (١) دَارَ الْقَرَارِ ، وَاغْفِرْ لِي وَلِجَمِيعِ إخْوَانِي فِيکَ وَأخَوَاتِي الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ، بِرَحْمَتِکَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

ثُمَّ تَوَجَّهْ إلَي الْقِبْلَهِ وَصَلَّ رَکْعَتَينِ وَاقْرَأْ فِي الْأوُلَي سُورَهَ الْأنْبِياءِ وَفِي الثَّانِيهِ الْحَشْرِ وَاقْنُتْ وَقُلْ :

لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ الْحَلِيمُ الْکَرِيمُ ، لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ الْعَلِي الْعَظِيمُ ، لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَالْأرَضِينَ السَّبْعِ ، وَمَا فِيهِنَّ وَمَابَينَهُنَّ خِلَافاً لِأعْدَائِهِ ، وَتَکْذِيباً لِمَنْ عَدَلَ بِهِ ، وَإقْرَاراً لِرُبُوبِيتِهِ ، وَخُضُوعاً (٢) لِعِزَّتِهِ ؛ الْأوَّلُ بِغَيرِ أوَّلٍ ، وَالْآخِرُ إلَي غَيرِ (٣) آخِرٍ ؛

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «م» : وَأدْخِلْنِي.

٢ ـ في «م» : وَخُشُوعَاً.

٣ ـ في «م» : بِغَيرِ آخِرٍ.

٢٦٥

الظَّاهِرُ عَلَي کُلِّ شَي ءٍ بِقُدْرَتِهِ ، الْبَاطِنُ دُونَ کُلِّ شَي ءٍ بِعِلْمِهِ وَلُطْفِهِ ؛ لَا تَقِفُ الْعُقُولُ عَلَي کُنْهِ عَظَمَتِهِ ، وَلَا تُدْرِکُ الْأوْهَامُ حَقِيقَهَ مَاهِيتِهِ ، وَلَا تَتَصَوَّرُ الْأنْفُسُ مَعَانِي کَيفِيتِهِ ؛ مُطَّلِعاً عَلَي الضَّمَائِرِ ، عَارِفاً بِالسَّرَائِرِ ، يعْلَمُ خَائِنَهَ الْأعْينِ ، وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ.

اللَّهُمَّ إنِّي أُشْهِدُکَ عَلَي تَصْدِيقِي رَسُولَکَ صَلَّي الله عَلَيهِ وَآلِهِ ، وَإيمَانِي بِهِ ، وَعِلْمِي بِمَنْزِلَتِهِ ، وَإنِّي أشْهَدُ أنَّهُ النَّبِي الَّذِي نَطَقَتِ الْحِکْمَهُ بِفَضْلِهِ ، وَبَشَّرَتِ الْأنْبِياءُ بِهِ ، وَدَعَتْ إلَي الْإقْرَارِ بِمَا جَاءَ بِهِ وَحَثَّتْ عَلَي تَصْدِيقِهِ بِقَوْلِهِ تَعَالَي : (الَّذِي يجِدُونَهُ مَکْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراهِ وَالْإنْجِيلِ يأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَينْهاهُمْ عَنِ الْمُنْکَرِ وَيحِلُّ لَهُمُ الطَّيباتِ وَيحَرِّمُ عَلَيهِمُ الْخَبائِثَ وَيضَعُ عَنْهُمْ إصْرَهُمْ وَالْأغْلالَ الَّتِي کانَتْ عَلَيهِمْ) (١). فَصَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ رَسُولِکَ إلَي الثَّقَلَينِ ، وَسَيدِ الْأنْبِياءِ الْمُصْطَفَينَ ، وَعَلَي أخِيهِ وَابْنِ عَمِّهِ ، الَّذَينِ لَمْ يشْرِکَا بِکَ طَرْفَهَ عَينٍ أبَداً ، وَعَلَي فَاطِمَهَ الزَّهْرَاءِ سَيدَهِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ، وَعَلَي سَيدَي شَبَابِ أهْلِ الْجَنَّهِ الْحَسَنِ وَالْحُسَينِ؛ صَلَاهً خَالِدَهَ الدَّوَامِ ، عَدَدَ قَطْرِ الرِّهَامِ ، وَزِنَهَ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ (٧) الأعراف : ١٥٦.

٢٦٦

الْجِبَالِ وَالْآکَامِ ، مَا أوْرَقَ السَّلَامُ ، وَاخْتَلَفَ الضِّياءُ وَالظَّلَامُ ، وَعَلَي آلِهِ الطَّاهِرِينَ ، الْأئِمَّهِ الْمُهْتَدِينَ ، الذَّائِدِينَ عَنِ الدِّينِ ، عَلِي وَمُحَمَّدٍ وَجَعْفَرٍ وَمُوسَي وَعَلِي وَمُحَمَّدٍ وَعَلِي وَالْحَسَنِ وَالْحُجَّهِ؛ الْقُوَّامِ بِالْقِسْطِ ، وَسُلَالَهِ السِّبْطِ.

اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُکَ بِحَقِّ هَذَا الْإمَامِ فَرَجاً قَرِيباً ، وَصَبْراً جَمِيلًا ، وَنَصْراً عَزِيزاً ، وَغِنًي عَنِ الْخَلْقِ ، وَثَبَاتاً فِي الْهُدَي ، وَالتَّوْفِيقِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَي ، وَرِزْقاً وَاسِعاً ، حَلَالًا طَيباً ، مَرِيئاً دَارَّاً ، سَائِغاً فَاضِلًا مُفْضِلًا ، صَبّاً صَبّاً ، مِنْ غَيرِ کَدٍّ وَلَا نَکَدٍ وَلَا مِنَّهٍ مِنْ أحَدٍ ، وَعَافِيهً مِنْ کُلِّ بَلَاءٍ وَسُقْمٍ وَمَرَضٍ ، وَالشُّکْرَ عَلَي الْعَافِيهِ وَالنَّعْمَاءِ ، وَإذَا جَاءَ الْمَوْتُ ، فَاقْبِضْنَا عَلَي أحْسَنِ مَا يکُونُ لَکَ طَاعَهً عَلَي مَا أمَرْتَنَا مُحَافِظِينَ ، حَتَّي تُؤَدِّينَا إلَي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ، بِرَحْمَتِکَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأوْحِشْنِي مِنَ الدُّنْيا ، وَآنِسْنِي بِالْآخِرَهِ ، فَإنَّهُ لَا يوحِشُ مِنَ الدُّنْيا إلَّا خَوْفُکَ ، وَلَا يؤْنِسُ بِالْآخِرَهِ إلَّا رَجَاؤُکَ.

اللَّهُمَّ لَکَ الْحُجَّهُ لَا عَلَيکَ ، وَإلَيکَ الْمُشْتَکَي لَا مِنْکَ ، فَصَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَأعِنِّي عَلَي نَفْسِي الظَّالِمَهِ الْعَاصِيهِ ، وَشَهْوَتِي

٢٦٧

الْغَالِبَهِ ، وَاخْتِمْ لِي (١) بِالْعَافِيهِ.

اللَّهُمَّ إنَّ اسْتِغْفَارِي إياکَ ، وَأنَا مُصِرٌّ عَلَي مَا نَهَيتَ قِلَّهُ حَياءٍ وَتَرْکِي الِاسْتِغْفَارَ ، مَعَ عِلْمِي بِسَعَهِ حِلْمِکَ تَضْييعٌ لِحَقِّ الرَّجَاءِ. اللَّهُمَّ إنَّ ذُنُوبِي تُؤْيسُنِي أنْ أرْجُوَکَ ، وَإنَّ عِلْمِي بِسَعَهِ رَحْمَتِکَ يمْنَعُنِي أنْ أخْشَاکَ ، فَصَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَصَدِّقْ رَجَائِي لَکَ ، وَکَذِّبْ خَوْفِي مِنْکَ ، وَکُنْ لِي عِنْدَ أحْسَنِ ظَنِّي بِکَ ، يا أکْرَمَ الْأکْرَمِينَ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأيدْنِي بِالْعِصْمَهِ ، وَأنْطِقْ لِسَانِي بِالْحِکْمَهِ ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ ينْدَمُ عَلَي مَا ضَيعَهُ فِي أمْسِهِ ، وَلَا يغْبَنُ حَظَّهُ فِي يوْمِهِ ، وَلَا يهُمُّ لِرِزْقِ غَدِهِ.

اللَّهُمَّ إنَّ الْغَنِي مَنِ اسْتَغْنَي بِکَ وَافْتَقَرَ إلَيکَ ، وَالْفَقِيرُ مَنِ اسْتَغْنَي بِخَلْقِکَ عَنْکَ ؛ فَصَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأغْنِنِي عَنْ خَلْقِکَ بِکَ ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ لَا يبْسُطُ کَفّاً إلَّا إلَيکَ.

اللَّهُمَّ إنَّ الشَّقِي مَنْ قَنَطَ وَأمَامَهُ التَّوْبَهُ وَوَرَاءَهُ الرَّحْمَهُ وَإنْ کُنْتُ ضَعِيفَ الْعَمَلِ ، فَإنِّي فِي رَحْمَتِکَ قَوِي الْأمَلِ ، فَهَبْ لِي ضَعْفَ عَمَلِي لِقُوَّهِ أمَلِي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في نسخه «م» زياده : بِالْعَفْوِ وَالْعَافِيهِ.

٢٦٨

اللَّهُمَّ إنْ کُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ مَا فِي عِبَادِکَ مَنْ هُوَ أقْسَي قَلْباً مِنِّي ، وَأعْظَمُ مِنِّي ذَنْباً ، فَإنِّي أعْلَمُ أنَّهُ لَا مَوْلَي أعْظَمُ مِنْکَ طَوْلًا ، وَأوْسَعُ رَحْمَهً وَعَفْواً ؛ فَيا مَنْ هُوَ أوْحَدُ فِي رَحْمَتِهِ ، اغْفِرْ لِمَنْ لَيسَ بِأوْحَدَ فِي خَطِيئَتِهِ.

اللَّهُمَّ إنَّکَ أمَرْتَنَا فَعَصَينَا ، وَنَهَيتَ فَمَا انْتَهَينَا ، وَذَکَرْتَ فَتَنَاسَينَا ، وَبَصَّرْتَ فَتَعَامَينَا ، وَحَذَّرْتَ (١) فَتَعَدَّينَا ، وَمَا کَانَ ذَلِکَ جَزَاءَ إحْسَانِکَ إلَينَا ، وَأنْتَ أعْلَمُ بِمَا أعْلَنَّا وَأخْفَينَا ، وَأخْبَرُ بِمَا نَأْتِي وَمَا أتَينَا ؛ فَصَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَلَا تُؤَاخِذْنَا بِمَا أخْطَأْنَا وَنَسِينَا ، وَهَبْ لَنَا حُقُوقَکَ لَدَينَا ، وَأتِمَّ إحْسَانَکَ إلَينَا ، وَأسْبِلْ رَحْمَتَکَ عَلَينَا.

اللَّهُمَّ إنَّا نَتَوَسَّلُ إلَيکَ بِهَذَا الصِّدِّيقِ الْإمَامِ ، وَنَسْألُکَ بِالْحَقِّ الَّذِي جَعَلْتَهُ لَهُ وَلِجَدِّهِ رَسُولِکَ ، وَلِأبَوَيهِ عَلِي وَفَاطِمَهَ أهْلِ بَيتِ الرَّحْمَهِ ؛ إدْرَارَ الرِّزْقِ الَّذِي بِهِ قِوَامُ حَياتِنَا ، وَصَلَاحُ أحْوَالِ عِيالِنَا ، فَأنْتَ الْکَرِيمُ الَّذِي تُعْطِي مِنْ سَعَهٍ وَتَمْنَعُ مِنْ قُدْرَهٍ ، وَنَحْنُ نَسْألُکَ مِنَ الرِّزْقِ مَا يکُونُ صَلَاحاً لِلدُّنْيا وَبَلَاغاً لِلْآخِرَهِ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَي مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدَينَا وَلِجَمِيعِ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في «م» : حَدَّدْتَ.

٢٦٩

الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ ، الْأحْياءِ مِنْهُمْ وَالْأمْوَاتِ ، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَهً ، وَفِي الْآخِرَهِ حَسَنَهً ، وَقِنا عَذابَ النَّارِ.

ثُمَّ تَرْکَعُ وَتَسْجُدُ وَتَجْلِسُ وَتَتَشَهَّدُ وَتُسَلِّمُ فَإِذَا سَبَّحْتَ فَعَفِّرْ خَدَّيک وَقُلْ : سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أکْبَرُ. أَرْبَعِينَ مَرَّهً وَاسْأَلِ اللَّهَ الْعِصْمَهَ وَالنَّجَاهَ وَالْمَغْفِرَهَ وَالتَّوْفِيقَ بِحُسْنِ (١) الْعَمَلِ وَالْقَبُولَ لِمَا تَتَقَرَّبُ بِهِ إِلَيهِ وَتَبْتَغِي بِهِ وَجْهَهُ. وَقِفْ عِنْدَ الرَّأْسِ ، ثُمَّ صَلِّ رَکْعَتَينِ عَلَي مَا تَقَدَّمَ ثُمَّ انْکَبَّ عَلَي الْقَبْرِ وَقُل :

زَادَ اللَّهُ فِي شَرَفِکُمْ وَالسَّلَامُ عَلَيکُمْ وَرَحْمَهُ اللَّهِ وَبَرَکَاتُهُ.

وَادْعُ لِنَفْسِکَ وَلِوَالِدَيکَ وَلِمَنْ أرَدْتَ (وَأنْصَرِفْ إنْ شَاءَ اللهُ تَعَالي) (٢). (٣)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ في نسخه «م» : لِحُسْنِ

٢ ـ في «م».

٣ ـ کتاب المزار ، لشيخ الطّائفة الحقّة وفقيهها أبي عبدالله محمّد بن محمّد بن النعمان العكبري البغدادي المفيد المتوفّى سنة ٤١٣ هـ. ق ، على ما نقله عنه العلّامة محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسيّ قدّس سرّهما المتوفّى سنة ١١١١ هـ. ق ، قال المجلسي قدّس سرّه في البحار : ٩٨ / ٣١٧ ـ ٣٢٧ ح ٨ : قال الشّيخ المفيد قدّس الله روحه في مزار المفيد بعد ايراد الزّيارة التي نقلناها من المصباح ما هذا لفظه.

مناسك المزار ، منسوب الى الشّيخ المفيد قدّس سرّه ، يوجد في مكتبة السّيّد الفقيد آية الله المرعشي قدّس سرّه كتاب خطّي برقم ٢٤٥ و «مناسك المزار» في الصّفحات ١١٦ ـ ١٧٨. ليس

٢٧٠

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

إسم المؤلّف واضحاً ، لكنّه يروى في أكثر الرّوايات عن الشيخ ابن قولويه قدّس سرّه بلا واسطة. أوّل الكتاب : مناسك المزار ، بسم الله الرّحمان الرّحيم وبه نستعين قل الحمد لله وسلامٌ على عباده ... أمّا بعد ، فإنّي قد اعتزمت وبالله التّوفيق على ترتيب مناسك زيارة الامامين أميرالمؤمنين والحسين عليهما السّلام ونهاية الكتاب : زيارة الامام الرّضا عليه السّلام برواية عليّ بن حسن بن عليّ بن فضّال وإسم الكاتب : حسين بن عليّ بن حسن البحراني في مدينة جردن بتاريخ ١٩ / رمضان / ٩٧١ هـ ق. وزيارة عاشوراء الصّادرة من النّاحية المقدّسة ، تبدأ في الصفحة ١٣٩ السّطر السّادس : زيارة اُخرى له عليه السلام : تقف على باب قبّته وأنت على غسل وتقول : اللّهمّ إليك توجّهت ... وفي الصفحة ١٤٠ السّطر العاشر : تدخل القبّة وتقف على القبر وتقول : السّلام على آدم صفوة الله من خليقته ... وتنتهي الزّيارة في الصفحة ١٤٣ وليست الزّيارة في مزار المفيد المطبوع.

المزار الكبير للشّيخ أبي عبدالله محمّد بن جعفر المشهديّ قدّس سرّه المتوّفى سنة ٥٩٥ هـ. ق قال في الصفحات ٤٩٦ ـ ٥١٣ الحديث ٩ : زيارة اُخرى في يوم عاشوراء ممّا خرج من الناحية إلى أحد الابواب ، تقف عليه وتقول : السّلام على آدم صفوة الله من خليقته ... كما مرّ برواية الشيخ المفيد قدّس سرّه باختلاف ذكرناه برمز «م». توجد نسخه خطّيه منه في مکتبه آيه الله المرعشي قدّس سرّه برقم٤٩٠٣ والزّياره النّاحيه في الصّفحات ٧١٨ ـ ٧٤٤ ، وقال في مقدمه کتابه ص ٢٧ : أمّا بعد ، فانّي قد جمعت في کتابي هذا من فنون الزّيارات للمشاهد المشرّفات وما ورد في التّرغيب في المساجد المبارکات والأدعيه المختارات وما يدعي به عقيب الصّلوات ومايناجي به القديم تعالي من لذيذ الدّعوات في الخلوات ومايلجأ إليه من الأدعيه عند المهمّات ممّا اتّصلت به من ثقات الرّواه الي السّادات. (تأمّل في کلامه جيداً : ممّا اتّصلت به من ثقات الرّواه الي السّادات).

البحار : ٩٨ / ٣٢٨ ح ٩ـ عن المزارالکبير وفيه : فظهر أنّ هذه الزّياره منقوله مرويه

٢٧١

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ويحتمل أن لا تکون مختصّه بيوم عاشوراء کما فعله السّيد المرتضي قدّس سرّه. وأمّا الإختلاف الواقع بين تلک الزّياره وبين ما نسب إلي السّيد المرتضي فلعلّه مبني علي إختلاف الرّوايات والأظهر أنّ السّيد أخذ هذه الزّياره وأضاف إليها من قبل نفسه ما أضاف. وفي روايتي المفيد والمزار الکبير بعد قوله : الْمَخْصُوصِ بِأُخُوَّتِهِ ، قوله : ألسَّلَامُ عَلَي صَاحِبِ ألْقُبَّهِ ألسَّامِيهِ ، والظّاهر أنّه سقط من النّساخ الزّياره الّتي ألحقناها من روايه السّيد رحمه الله.

ولأهمّيه الزياره ذکرها کثير من العلماء ، منهم : المجلسي قدّس سرّه في تحفه الزّائر : ٣ ، ابراهيم بن محسن الفيض الکاشاني قدّس سرّه في الصّحيفه المهدويه : ٢٠٣ وخاتمه المحدّثين الحاج ميرزا حسين النّوري الطبرسي قدّس سرّه في مستدرک الوسائل : ١٠ / ٣٣٥ ب ٥٣ ح ١٦عن المزار الکبير لإبن المشهدي وقال : ورواه المفيد في مزاره ، آيه الله السيد محمّدهادي الميلاني قدّس سرّه في قادتنا کيف نعرفهم : ٦ / ١١٥ ، مجيزنا الشّيخ العلّامه اسماعيل المعزّي الملايري أيده الله تعالي في جامع الأحاديث الشّيعه ط الأوّل : ١٥ / ٤٠٥ ح ١٦ والسّيد محمود الدّهسرخي أيده الله تعالي في رمز المصيبه : ٣ / ١٠.

٢٧٢

قائم آل محمّد صلوات االه عليهم وسلّم عند الظهور

الا يا اهل العالم!

إنّ جدّي الحسين قتلوه عطشاناً

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ إلزام الناصب في إثبات الحجه الغائب : ٢ / ٢٤٦ : في الموائد : إذا ظهر القائم عجّل الله تعالى فرجه الشريف قام بين الرکن والمقام وينادي بنداءات خمسه : الأوّل : أَلا يا أَهْلَ الْعالَمْ! أَنَا الْإِمَامُ الْقَائِمُ. الثّاني : أَلا يا أَهْلَ الْعَالَمْ! أَنَا الصَّمْصَامُ الْمُنْتَقِمُ. الثّالث : أَلا يا أَهْلَ الْعَالَمْ! إِنَّ جَدِّي الْحُسَينَ (ع) قَتَلُوهُ عَطْشَاناً. الرّابع : أَلا يا أَهْلَ الْعَالَمْ! إِنَّ جَدِّي الْحُسَينَ (ع) طَرَحُوهُ عُرْياناً. الخامس : أَلا يا أَهْلَ الْعَالَمْ! إِنَّ جَدِّي الْحُسَينَ (ع) سَحَقُوهُ عُدْوَاناً.

٢٧٣
٢٧٤

زيارة عاشوراء الخامسة

الصّادره من النّاحيه المقدّسه عجّل اللّه فرجه الشّريف

بروايه الشّريف المرتضي قدّس سرّه

قال السّيد الجليل علي بن موسي بن طاووس الحسني قدّس سرّه : زياره ثانيه بألفاظ شافيه ، يذکر فيها بعض مصائب يوم الطّف ، يزار بها ، يزار بها الحسين صلوات الله عليه وسلامه ، زار بها المرتضي علم الهدي رضوان الله عليه ، وسأذکرها علي الوصف الّذي أشار هو إليه ، قال :

إذا أردت الخروج من بيتک فقل :

اللَّهُمَّ إلَيکَ تَوَجَّهْتُ ، وَعَلَيکَ تَوَکَّلْتُ ، وَبِکَ اسْتَعَنْتُ ، وَوَجْهَکَ طَلَبْتُ ، وَلِزِيارَهِ ابْنِ نَبِيکَ أرَدْتُ ، وَلِرِضْوَانِکَ تَعَرَّضْتُ.

اللَّهُمَّ احْفَظْنِي فِي سَفَرِي وَحَضَرِي ، وَمِنْ بَينِ يدَي وَمِنْ خَلْفِي ، وَعَنْ يمِينِي وَعَنْ شِمَالِي ، وَمِنْ فَوْقِي وَمِنْ تَحْتِي ، وَأعُوذُ بِعَظَمَتِکَ مِنْ شَرِّ کُلِّ ذِي شَرٍّ.

اللَّهُمَّ احْفَظْنِي بِمَا حَفِظْتَ بِهِ کِتَابَکَ الْمُنَزَلَ ، عَلَي نَبِيکَ الْمُرْسَلِ ، يا مَنْ قَالَ ، وَهُوَ أصْدَقُ الْقَائِلِينَ : (إنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّکْرَ

٢٧٥

وَإنَّا لَهُ لَحافِظُونَ) (١).

وَإذَا بَلَغْتَ الْمَنْزِلَ تَقُولُ :

(رَبِّ أنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبارَکاً وَأنْتَ خَيرُ الْمُنْزِلِينَ) (٢) (رَبِّ أدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْکَ سُلْطاناً نَصِيراً) (٣).

اللَّهُ أکْبَرُ اللَّهُ أکْبَرُ اللَّهُ أکْبَرُ ، اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُکَ خَيرَ هَذِهِ الْبُقْعَهِ الْمُبَارَکَهِ ، وَخَيرَ أهْلِهَا ، وَأعُوذُ بِکَ مِنْ شَرِّهَا ، وَشَرِّ أهْلِهَا.

اللَّهُمَّ حَبِّبْنِي إلَي خَلْقِکَ ، وَأفِضْ عَلَي مِنْ سَعَهِ رِزْقِکَ ، وَوَفِّقْنِي لِلْقِيامِ بِأدَاءِ حَقِّکَ ، بِرَحْمَتِکَ وَرِضْوَانِکَ ، وَمَنِّکَ وَإحْسَانِکَ ، يا کَرِيمُ.

فَإذَا رَأيتَ الْقُبَّهَ فَقُلْ (٤) :

(الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلي عِبادِهِ الَّذِينَ اصْطَفي آللَّهُ خَيرٌ أمَّا يشْرِکُونَ) (٥) (وَسَلامٌ عَلَي الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ) (٦) (وَسَلَامٌ عَلَي آلِ يس * إنَّا کَذلِکَ نَجْزِي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ (١٥) الحجر : ١٠.

٢ ـ (٢٣) المؤمنون : ٣٠.

٣ ـ (١٧) الإسراء : ٨١.

٤ ـ في «ب» : فَإذَا رَأي الْقُبَّهَ فَيقُولُ.

٥ ـ (٢٧) النمل : ٦٠.

٦ ـ (٣٧) الصافّات : ١٨٢ ـ ١٨٣.

٢٧٦

الْمُحْسِنِينَ) (١) وَالسَّلَامُ عَلَي الطَّيبِينَ الطَّاهِرِينَ ، الْأوْصِياءِ الصَّادِقِينَ ، الْقَائِمِينَ بِأمْرِ اللَّهِ ، وَحُجَجِهِ الدَّاعِينَ إلَي سَبِيلِ اللَّهِ ، الْمُجَاهِدِينَ فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ ، وَالنَّاصِحِينَ لِجَمِيعِ عِبَادِهِ ، الْمُسْتَخْلَفِينَ فِي بِلَادِهِ ، الْمُرْشِدِينَ إلَي هِدَايتِهِ وَرَشَادِهِ (٢) ، إنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

فَإذَا قَرُبْتَ مِنَ الْمَشْهَدِ تَقُولُ : (٣)

اللَّهُمَّ إلَيکَ قَصَدَ الْقَاصِدُونَ ، وَفِي فَضْلِکَ طَمَعَ الرَّاغِبُونَ ، وَبِکَ اعْتَصَمَ الْمُعْتَصِمُونَ ، وَعَلَيکَ تَوَکَّلَ الْمُتَوَکِّلُونَ ، وَقَدْ قَصَدْتُکَ وَافِداً ، وَإلَي سِبْطِ نَبِيکَ وَارِداً ، وَبِرَحْمَتِکَ طَامِعاً ، وَلِعِزَّتِکَ خَاضِعاً ، وَلِوُلَاهِ أمْرِکَ طَائِعاً ، وَلِأمْرِهِمْ مُتَابِعاً ، وَبِکَ وَبِمَنِّکَ عَائِذاً ، وَبِقَبْرِ وَلِيکَ مُتَمَسِّکاً ، وَبِحَبْلِکَ مُعْتَصِماً.

اللَّهُمَّ ثَبِّتْنِي عَلَي مَحَبَّهِ أوْلِيائِکَ ، وَلَا تَقْطَعْ أثَرِي عَنْ زِيارَتِهِمْ ، وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِمْ ، وَأدْخِلْنِي الْجَنَّهَ بِشَفَاعَتِهِمْ.

فَإذَا بَلَغْتَ مَوْضِعَ الْقَتْلِ فَقُلْ : (٤)

(أُذِنَ لِلَّذِينَ يقاتَلُونَ بِأنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإنَّ اللَّهَ عَلي نَصْرِهِمْ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ (٣٧) الصافات : ١٣١ و ١٣٢.

٢ ـ في «ب» : إرْشَادِهِ.

٣ ـ في «ب» : فَإذَا رَأي الْقُبَّهَ فَيقُولُ.

٤ ـ في «ب» : فَإذَا بَلَغَ مَوْضِعَ الْقَتْلِ يقُولُ.

٢٧٧

لَقَدِيرٌ) (١) (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أمْواتاً بَلْ أحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ ألَّا خَوْفٌ عَلَيهِمْ وَلا هُمْ يحْزَنُونَ * يسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَهٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأنَّ اللَّهَ لا يضِيعُ أجْرَ الْمُؤْمِنِينَ) (٢) (قُلِ اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالْأرْضِ عالِمَ الْغَيبِ وَالشَّهادَهِ أنْتَ تَحْکُمُ بَينَ عِبادِکَ فِي ما کانُوا فِيهِ يخْتَلِفُونَ) (٣) (وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غافِلًا عَمَّا يعْمَلُ الظَّالِمُونَ إنَّما يؤَخِّرُهُمْ لِيوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأبْصارُ * مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُؤُسِهِمْ لا يرْتَدُّ إلَيهِمْ طَرْفُهُمْ وَأفْئِدَتُهُمْ هَواءٌ * وَأنْذِرِ النَّاسَ يوْمَ يأْتِيهِمُ الْعَذابُ فَيقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنا أخِّرْنا إلي أجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَکَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ * أوَلَمْ تَکُونُوا أقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ ما لَکُمْ مِنْ زَوالٍ * وَسَکَنْتُمْ فِي مَساکِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ وَتَبَينَ لَکُمْ کَيفَ فَعَلْنا بِهِمْ وَضَرَبْنا لَکُمُ الْأمْثالَ * وَقَدْ مَکَرُوا مَکْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَکْرُهُمْ وَإنْ کانَ مَکْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبالُ * فَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ (٢٢) الحج : ٤٠.

٢ ـ (٣) آل عمران : ١٧٠ ـ ١٧٢.

٣ ـ (٣١) الزمر : ٤٧.

٢٧٨

ذُو انتِقامٍ) (١) (وَسَيعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أي مُنْقَلَبٍ ينْقَلِبُونَ) (٢) (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللَّهَ عَلَيهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضي نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ ينْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) (٣).

عِنْدَ اللَّهِ نَحْتَسِبُ مُصِيبَتَنَا ، فِي سِبْطِ نَبِينَا وَسَيدِنَا وَإمَامِنَا.

أعْزِزْ عَلَينَا يا أبَا عَبْدِ اللَّهِ بِمَصْرَعِکَ هَذَا فَرِيداً وَحِيداً ، قَتِيلًا غَرِيباً عَنِ الْأوْطَانِ ، بَعِيداً عَنِ الْأهْلِ وَالْإخْوَانَ ، مَسْلُوبَ الثِّيابِ ، مُعَفَّراً فِي التُّرَابِ. قَدْ نُحِرَ نَحْرُکَ ، وَخُسِفَ صَدْرُکَ وَاسْتُبِيحَ حَرِيمُکَ ، وَذُبِحَ فَطِيمُکَ ، وَسُبِي أهْلُکَ وَانْتُهِبَ رَحْلُکَ ؛ تَقَلَّبُ يمِيناً وَشِمَالًا ، وَتَتَجَرَّعُ مِنَ الْغُصَصِ أهْوَالًا ، لَهْفِي عَلَيکَ ، (وَأنْتَ) (٤) لَهْفَانٌ ، وَأنْتَ مُجَدَّلٌ عَلَي الرَّمْضَاءِ ، ظَمْآنٌ لَا تَسْتَطِيعُ خِطَاباً ، وَلَا تَرُدُّ جَوَاباً ، قَدْ فُجِعَتْ بِکَ نِسْوَانُکَ وَوُلْدُکَ ، وَاحْتُزَّ رَأْسُکَ مِنْ جَسَدِکَ.

لَقَدْ صُرِعَ بِمَصْرَعِکَ الْإسْلَامُ ، وَتَعَطَّلَتِ الْحُدُودُ وَالْأحْکَامُ ، وَأظْلَمَتِ الْأيامُ ، وَانْکَسَفَتِ الشَّمْسُ وَأظْلَمَ الْقَمَرُ وَاحْتُبِسَ الْغَيثُ وَالْمَطَرُ وَاهْتُزَّ الْعَرْشُ وَالسَّمَاءُ ، وَاقْشَعَرَّتِ الْأرْضُ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١ ـ (١٤) الإبراهيم : ٤٣ ـ ٤٩

٢ ـ (٢٦) الشعراء : ٢٢٨.

٣ ـ (٣٣) الأحزاب : ٢٤.

٤ ـ في «ب».

٢٧٩

وَالْبَطْحَاءُ ، وَشَمِلَ الْبَلَاءُ ، وَاخْتَلَفَتِ الْأهْوَاءُ ؛ وَفُجِعَ بِکَ الرَّسُولُ ، وَأُزْعِجَتِ الْبَتُولُ ، وَطَاشَتِ الْعُقُولُ.

فَلَعْنَهُ اللَّهِ عَلَي مَنْ جَارَعَلَيکَ وَظَلَمَکَ ، وَمَنَعَکَ الْمَاءَ وَاهْتَضَمَکَ ، وَغَدَرَ بِکَ وَخَذَلَکَ ، وَألَبَّ عَلَيکَ وَقَتَلَکَ ، وَنَکَثَ بَيعَتَکَ وَعَهْدَکَ (وَوَعْدَکَ) ، وَأخْلَفَ مِيثَاقَکَ وَوَعْدَکَ ، وَأعَانَ عَلَيکَ ضِدَّکَ ، وَأغْضَبَ بِفِعَالِهِ جَدَّکَ.

وَسَلَامُ اللَّهِ وَرِضْوَانُهُ وَبَرَکَاتُهُ وَتَحِياتُهُ عَلَيکَ ، وَعَلَي الْأزْکِياءِ مِنَ ذُرِّيتِکَ ، وَالنُّجَبَاءِ مِنْ عِتْرَتِکَ ، إنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

ثُمَّ تَدْخُلْ القُبَّهَ الشَّرِيفَهَ وَتَقِفُ عَلَي الْقَبْرِ الشَّرِيفِ وَتَقُولُ :

السَّلَامُ عَلَي آدَمَ صَفْوَهِ اللَّهِ فِي خَلِيقَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي شَيثٍ وَلِي اللَّهِ وَخِيرَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي إدْرِيسَ الْقَائِمِ لِلَّهِ بِحُجَّتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي نُوحٍ الْمُجَابِ فِي دَعْوَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي هُودٍ الْمُؤَيدِ مِنَ اللَّهِ بِمَعُونَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي صَالِحٍ الَّذِي تَوَّجَهُ اللَّهُ بِکَرَامَتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي إبْرَاهِيمَ الَّذِي حَبَاهُ اللَّهُ بِخَلَّتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي إسْمَاعِيلَ الَّذِي فَدَاهُ اللَّهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ مِنْ جَنَّتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي إسْحَاقَ الَّذِي جَعَلَ اللَّهُ النُّبُوَّهَ فِي ذُرِّيتِهِ ، السَّلَامُ عَلَي يعْقُوبَ الَّذِي رَدَّ اللَّهُ عَلَيهِ بَصَرَهُ بِرَحْمَتِهِ ،

٢٨٠