أدعية أهل البيت عليهم السلام في تعقيب الصلوات

الشيخ عبدالله حسن آل درويش

أدعية أهل البيت عليهم السلام في تعقيب الصلوات

المؤلف:

الشيخ عبدالله حسن آل درويش


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٠

عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلاَمُ مِلْتُ بِهَوَايَ وَإرَادَتِي وَمَحَبَّتِي ، فَفِي مِثْلِ سَفِيْنَةِ نُوحٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَاحْمِلْنِي ، وَمَعَ القَلِيْلِ فَنَجِّنِي وَفِيْمَنْ زَحْزَحْتَ عَنْ النَّارِ فَزَحْزِحْنِي ، وَفِيْمَن أكْرَمْتَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ فَأَكْرِمْنِي ، وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلَوَاتُكَ وَرَحْمَتُكَ وَرِضْوَانُكَ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّارِ فَأَعْتِقْنِي.

دعاء الإمام زين العابدين عليه‌السلام بعد عصر يوم الجمعة

روي عن أبي جعفر عليه‌السلام ، عن علي بن الحسين عليهما‌السلام (في عمل يوم الجمعة بعد العصر) :

اللَّهُمَّ إنَّكَ أنْهَجْتَ سَبِيْلَ الدِّلاَلَةِ بِأَعْلاَمِ الهِدَايَةِ بِمَنِّكَ عَلَى خَلْقِكَ ، وَأقَمْتَ لَهُمْ مَنَارَ القَصْدِ إلَى طَرِيقِ أَمْرِكَ بِمَعَادِنِ لُطْفِكَ وَتَوَلَّيْتَ أسْبَابَ الإنَابَةِ إلَيْكَ بِمُسْتَوْضَحَاتٍ مِنْ حُجَجِكَ ، قُدْرَةً مِنْكَ عَلَى اسْتِخْلاَصِ أَفَاضِلِ عِبَادِكَ ، وَحَضَّاً لَهُمْ عَلَى أدَاءِ مَضْمُونِ شُكْرِكَ ، وَجَعَلْتَ تِلْكَ الأسْبَابَ لِخَصَائِصَ مِنْ أهْلِ الإحْسَانِ عِنْدَكَ ، وَذَوِي الحِبَاءِ لَدَيْكَ ، تَفْضِيْلاً لأهْلِ المَنَازِلِ مِنْكَ ، وَتَعْلِيْمَاً أنَّ مَا أمَرْتَ بِهِ مِنْ ذَلِكَ مُبَرَّأٌ مِنَ الحَوْلِ وَالقُوَّةِ إلّا بِكَ ، وَشَاهِدَاً في إمْضَاءِ

٣٠١

الحُجَّةِ عَلَى عَدْلِكَ ، وَقوَامِ وُجُوبِ حُكْمِكَ.

اللَّهُمَّ وَقَدِ اسْتَشْفَعَتِ المَعْرِفَةُ بِذَلِكَ إلَيْكَ ، وَوَثِقَتْ بِفَضِيْلَتِهَا عِنْدَكَ وَقَدَّمَتِ الثِّقَةَ بِكَ وَسِيْلَةً في اسْتِنْجَازِ مَوْعُودِكَ ، وَالأَخْذِ بِصَالِحِ مَا نَدَبْتَ إلَيْهِ عِبَادَكَ ، وَانْتِجَاعاً بِهَا مَحَلَّ تَصْدِيقِكَ ، وَالإنْصَاتِ إلَى فَهْمِ غَبَاوَةِ الْفِطَنِ عَنْ تَوْحِيْدِكَ ، عِلْمَاً مِنِّي بِعَوَاقِبِ الخيرةِ في ذَلِكَ ، وَاسْتِرْشَادَاً لِبُرْهَانِ آيَاتِكَ ، وَاعْتَمَدْتُكَ حِرْزَاً وَاقِيَاً مِنْ دُوْنِكَ ، وَاسْتَنْجَدْتُ الاعْتِصَامَ بِكَ كَافِيَاً مِنْ أسْبَابِ خَلْقِكَ ، فَأرِنِي مُبَشِّرَاتٍ مِنْ إجَابَتِكَ تَفِي بِحُسْنِ الظَّنِّ بِكَ ، وَتَنْفِي عَوَارِضَ التُّهَمِ لِقَضَائِكَ ، فَإنَّهُ ضَمَانُكَ لِلْمُجْتَهِدِيْنَ وَوَفَاؤُكَ لِلرَّاغِبِيْنَ إلَيْكَ.

اللَّهُمَّ وَلاَ أَذِلَّنَّ عَلَى التَعَزُّزِ بِكَ ، وَلاَ أسْتَقْفِيَنَّ نَهْجَ الضَّلاَلَةِ عَنْكَ وَقَدْ أَمَّتْكَ رَكَائِبُ طَلِبَتِي ، وَأُنِيْخَتْ نَوَازِعُ الآمَالِ مِنِّي إلَيْكَ ، وَنَاجَاكَ عَزْمُ البَصَائِرِ لِي فيكَ.

اللَّهُمَّ وَلاَ أُسْلَبَنَّ عَوَائِدَ مِنَنِكَ غَيْرَ مُتَوَسِّمَاتٍ إلَى غَيْرِكَ ، اللَّهُمَّ وَجَدِّدْ لِي وُصْلَةَ الانْقِطَاعِ إلَيْكَ ، وَاصْدُدْ قُوَى سَبَبي عَنْ سِوَاكَ حَتَّى أفِرَّ عَنْ مَصَارِعِ الهَلَكَاتِ إلَيْكَ ، وَأَحُثَّ الرِّحْلَةَ

٣٠٢

إلَى إيْثَارِكَ بِاسْتِظْهَارِ الْيَقِيْنِ فيكَ ، فَإنَّهُ لاَ عُذْرَ لِمَنْ جَهِلَكَ بَعْدَ اسْتِعْلاَءِ الثَّنَاءِ عَلَيْكَ ، وَلاَ حُجَّةَ لِمَنِ اخْتَزَلَ عَنْ طَرِيْقِ العِلْمِ بِكَ مَعَ إزَاحَةِ اليَقِيْنِ مَوَاقِعَ الشُّكوكِ فيكَ ، وَلاَ يُبْلَغُ إلَى فَضَائِلِ القسمِ إلّا بِتَأْيِيْدِكَ وَتَسْدِيْدِكَ فَتَوَلَّنِي بِتَأْيِيْدٍ مِنْ عَوْنِكَ ، وَكَافِنِي عَلَيْهِ بِجَزِيْلِ عَطَائِكَ.

اللَّهُمَّ أُثْنِي عَلَيْكَ أحْسَنَ الثَّنَاءِ ، وَلأَنَّ بَلاَءَكَ عِنْدِي أحْسَنُ البَلاَءِ ، أوْقَرْتَنِي نِعَمَاً وَأوْقَرْتُ نَفْسِي ذُنُوبَاً ، كَمْ مِنْ نِعْمَةٍ أسْبَغْتَهَا عَلَيَّ لَمْ أُؤَدِّ شُكْرَهَا ، وَكَمْ مِنْ خَطِيْئَةٍ أحْصَيْتَهَا عَلَيَّ أسْتَحيِي مِنْ ذِكْرِهَا ، وَأَخَافُ جَزَاءَهَا ، إنْ تَعْفُ لِي عَنْها فَأَهْلُ ذَلِكَ أنْتَ ، وَإنْ تُعَاقِبْنِي عَلَيْهَا فَأَهْلُ ذَلِكَ أَنَا.

اللَّهُمَّ فَارْحَمْ نِدَائِي إذَا نَادَيْتُكَ ، وَأَقْبِلْ عَلَيَّ إذَا نَاجَيْتُكَ ، فَإنِّي أعْتَرِفُ لَكَ بِذُنُوبِي ، وَأذْكُرُ لَكَ حَاجَتِي ، وَأشْكُو إلَيْكَ مَسْكَنَتِي وَفَاقَتِي وَقَسْوَةَ قَلْبِي وَمَيْلَ نَفْسِي ، فَإنَّكَ قُلْتَ : (فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ) وَهَا أنَا ذَا يَا إلَهِي قَدِ اسْتَجَرْتُ بِكَ ، وَقَعَدْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ مُسْتَكِيْنَاً ، مُتَضَرِّعَاً إلَيْكَ ، رَاجِيَاً لِمَا عِنْدَكَ ، تَرَانِي وَتَعْلَمُ مَا في نَفْسِي ، وَتَسْمَعُ كَلاَمِي ،

٣٠٣

وَتَعْرِفُ حَاجَتِي وَمَسْكَنَتِي وَحَالِي وَمُنْقَلَبِي وَمَثْوَايَ وَمَا أُرِيْدُ أنْ أبْتَدِئَ فيهِ مِنْ مَنْطِقِي ، وَالَّذِي أرْجُو مِنْكَ في عَاقِبَةِ أمْرِي ، وَأنْتَ مُحْصٍ لِمَا أُرِيْدُ التَّفَوُّهَ بِهِ مِنْ مَقَالِي ، جَرَتْ مَقَادِيْرُكَ بِأسْبَابِي وَمَا يَكُونُ مِنِّي في سَرِيْرَتِي وَعَلاَنِيَتِي ، وَأنْتَ مُتِمٌّ لِي مَا أخَذْتَ عَلَيْهِ مِيْثَاقِي ، وَبِيَدِكَ لاَ بِيَدِ غَيْرِكَ زِيَادَتِي وَنُقْصَانِي.

فَأَحَقُّ مَا أُقَدِّمُ إلَيْكَ قَبْلَ الذِّكْرِ لِحَاجَتِي ، والتَّفَوُّهِ بِطَلِبَتِي ، شَهَادَتِي بِوَحْدَانِيَّتِكَ ، وَإقْرَارِي بِرُبُوبِيَّتِكَ الَّتِي ضَلَّتْ عَنْهَا الآرَاءُ ، وَتَاهَتْ فيهَا العُقُولُ ، وَقَصُرَتْ دُوْنَهَا الأوْهَامُ ، وَكَلَّتْ عَنْهَا الأحْلاَمُ وَانْقَطَعَ دُوْنَ كُنْهِ مَعْرِفَتِهَا مَنْطِقُ الخَلاَئِقِ ، وَكَلَّتِ الألْسُنُ عَنْ غَايَةِ وَصْفِهَا فَلَيْسَ لأَحَدٍ أنْ يَبْلُغَ شَيْئَاً مِنْ وَصْفِكَ ، وَيَعْرِفَ شَيْئاً مِنْ نَعْتِكَ إلّا مَا حَدَّدْتَهُ وَوَصَفْتَهُ وَوَقَفْتَهُ عَلَيْهِ وَبَلَّغْتَهُ إيَّاهُ ، فَأنَا مُقِرٌّ بِأنِّي لاَ أبْلُغُ مَا أنْتَ أهْلُهُ مِنْ تَعْظِيمِ جَلاَلِكَ ، وَتَقْدِيْسِ مَجْدِكَ ، وَتَمْجِيْدِكَ وَكَرَمِكَ ، وَالثَّنَاءِ عَلَيْكَ ، وَالمَدْحِ لَكَ ، وَالذِّكْرِ لآلاَئِكَ ، وَالحَمْدِ لَكَ عَلَى بَلاَئِكَ ، وَالشُّكْرِ لَكَ عَلَى نَعْمَائِكَ ، وَذَلِكَ مَا تَكِلُّ الألْسُنُ عَنْ صِفَتِهِ ، وَتَعْجَزُ الأبْدَانُ عَنْ أدَاءِ شُكْرِهِ ، وَإقْرَارِي لَكَ بِمَا احْتَطَبْتُ

٣٠٤

عَلَى نَفْسِي ، مِنْ مُوْبِقَاتِ الذُّنُوبِ الَّتِي قَدْ أوْبَقَتْنِي ، وَأخْلَقَتْ عِنْدَكَ وَجْهِي ، ولِكَبِيْرِ خَطِيْئَتِي ، وَعَظِيْمِ جُرْمِي.

هَرَبْتُ إلَيْكَ رَبِّي ، وَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْكَ مَوْلاَي ، وَتَضَرَّعْتُ إلَيْكَ سَيِّدِي لأُقِرَّ لَكَ بِوَحْدَانِيَّتِكَ ، وَبِوُجُودِ رُبُوبِيَّتِكَ ، وَأُثْنِيَ عَلَيْكَ بِمَا أثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ ، وَأصِفَكَ بِمَا يَلِيْقُ بِكَ مِنْ صِفَاتِكَ ، وَأَذْكُرَ مَا أنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ مِنْ مَعْرِفَتِكَ ، وَأَعْتَرِفَ لَكَ بِذُنُوبِي وَأسْتَغْفِرَكَ لِخَطِيْئَتِي ، وَأسْأَلَكَ التَّوْبَةَ مِنْهَا إلَيْكَ ، وَالعَوْدَ مِنْكَ عَلَيَّ بِالْمَغْفِرَةِ لَهَا ، فَإنَّكَ قُلْتَ : (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً) وَقُلْتَ : (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ).

إلَهِي إلَيْكَ اعْتَمَدْتُ لِقَضَاءِ حَاجَتِي ، وَبِكَ أنْزَلْتُ اليَوْمَ فَقْرِي وَفَاقَتِي ، الْتِمَاسَاً مِنِّي لِرَحْمَتِكَ ، وَرَجَاءً مِنِّي لِعَفْوِكَ ، فَإنِّي لِرَحْمَتِكَ وَعَفْوِكَ أرْجَى مِنِّي لِعَمَلِي ، وَرَحْمَتُكَ وَعَفْوُكَ أوْسَعُ مِنْ ذُنُوبِي ، فَتَوَلَّ اليَوْمَ قَضَاءَ حَاجَتِي بِقُدْرَتِكَ عَلَى ذَلِكَ وَتَيْسِيْرِ ذَلِكَ عَلَيْكَ ، فَإنِّي لَمْ أَرَ خَيْرَاً قَطُّ إلّا مِنْكَ ، وَلَمْ يَصْرِفْ عَنِّي سُوْءَاً قَطُّ أحَدٌ غَيْرُكَ ، فَارْحَمْنِي سَيِّدِي يَوْمَ

٣٠٥

يُفْرِدُنِي النَّاسُ في حُفْرَتِي ، وَأُفْضِي إلَيْكَ بِعَمَلِي ، فَقَدْ قُلْتَ سَيِّدِي : (وَلَقَدْ نَادَانَا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجِيبُونَ) أجَلْ وَعِزَّتِكَ سَيِّدِي لَنِعْمَ المُجِيْبُ أنْتَ ، وَلَنِعْمَ المَدْعُوُّ أنْتَ ، وَلَنِعْمَ المُسْتَعَانُ أنْتَ ، وَلَنِعْمَ الرَّبُّ أنْتَ ، وَلَنِعْمَ الْقَادِرُ أنْتَ ، وَلَنِعْمَ الخَالِقُ أنْتَ ، وَلَنِعْمَ المُبْدئُ أنْتَ ، وَلَنِعْمَ المُعِيْدُ أنْتَ ، وَلَنِعْمَ المُسْتَغَاثُ أنْتَ ، وَلَنِعْمَ الصَّرِيْخُ أنْتَ.

فَأَسْألُكَ يَا صَرِيْخَ المَكْرُوبِيْنَ ، وَيَا غِيَاثَ المُسْتَغِيْثِيْنَ ، وَيَا وَلِيَّ المُؤْمِنِيْنَ ، وَالفَعَّالَ لِمَا يُرِيْدُ ، يَا كَرِيْمُ يَا كَرِيْمُ يَا كَرِيْمُ أنْ تُكْرِمَنِي في مَقَامِي هَذَا وَفِيْمَا بَعْدَهُ كَرَامَةً لاَ تُهِيْنُنِي بَعْدَهَا أبَدَاً ، وَأنْ تَجْعَلَ أفْضَلَ جَائِزَتِكَ اليَوْمَ فَكَاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ وَالفَوْزَ بِالجَنَّةِ ، وَأنْ تَصْرِفَ عَنِّي شَرَّ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ، وَشَرَّ كُلِّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ ، وَشَرَّ كُلِّ ضَعِيفٍ مِنْ خَلْقِكَ أوْ شَدِيدٍ ، وَشَرَّ كُلِّ قَرِيبٍ أوْ بَعِيدٍ ، وَشَرَّ كُلِّ مَنْ ذَرَأْتَهُ وَبَرَأْتَهُ وَأنْشَأْتَهُ وَابْتَدَعْتَهُ ، وَمِنْ شَرِّ الصَّوَاعِقِ وَالبَرْدِ وَالرِّيْحِ وَالمَطَرِ ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَابَّةٍ صَغِيْرَةٍ أوْ كَبِيْرَةٍ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إنَّ رَبِّي عَلَى صَرَاطٍْ مُسْتَقِيمٍ. (الصحيفة السجادية : ٥٦٠ ـ ٥٦٧).

٣٠٦

دعاء السمات

قال الشيخ الطوسي رحمه الله تعالى في (مصباح المتهجد) : ص ٤١٦ ـ ٤١٩ : دعاء السمات مروي عن العمري : يستحب الدعاء به آخر ساعة من نهار يوم الجمعة :

اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ العَظِيمِ الأعْظَمِ الأعْظَمِ الأعَزِّ الأجَلِّ الأكْرَمِ الَّذِي إذَا دُعِيْتَ بهِ عَلَى مَغَالِقِ أبْوَابِ السَّمَاءِ لِلفَتْحِ بِالرَّحْمَةِ انْفَتَحَتْ ، وَإذَا دُعِيْتَ بِهِ عَلَى مَضَائِقِ أَبْوَابِ الأرْضِ لِلْفَرَجِ انْفَرَجَتْ ، وَإذَا دُعِيْتَ بِهِ عَلَى العُسْرِ لِلْيُسْرِ تَيَسَّرَتْ ، وَإذَا دُعِيْتَ بِهِ عَلَى الأمْوَاتِ لِلنُّشُورِ انْتَشَرَتْ ، وَإذَا دُعِيْتَ بِهِ عَلَى كَشْفِ البَأسَاءِ وَالضَّرَّاءِ انْكَشَفَتْ ، وَبِجَلاَلِ وَجْهَكِ الكَرِيْمِ أكْرَمِ الوُجُوهِ وَأعَزِّ الوُجُوهِ الَّذِي عَنَتْ لَهُ الوُجُوهُ ، وَخَضَعَتْ لَهُ الرِّقَابُ ، وَخَشَعَتْ لَهُ الأصْوَاتُ ، وَوَجِلَتْ لَهُ القُلُوبُ مِنْ مَخَافَتِكَ ، وَبِقُوَّتِكَ الَّتِي تُمْسِكُ السَّمَاءَ أنْ تَقَعَ عَلَى الأرْضِ إلّا بِإذْنِكَ وَتُمْسِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ أنْ تَزُولاَ ، وَبِمَشِيَّتِكَ الَّتِي دَانَ لَهَا العَالَمُونَ ، وَبِكَلِمَتِكَ الَّتِي خَلَقْتَ بِهَا السَّمَواتِ وَالأرْضَ ، وَبِحِكْمَتِكَ

٣٠٧

الَّتِي صَنَعْتَ بِهَا العَجَائِبَ ، وَخَلَقْتَ بِهَا الظُّلْمَةَ وَجَعَلْتَهَا لَيْلاً وَجَعَلْتَ اللَّيْلَ سَكَناً ، وَخَلَقْتَ بِهَا النُّورَ وَجَعَلْتَهُ نَهَارَاً ، وَجَعَلْتَ النَّهَارَ نُشُورَاً مُبْصِرَاً ، وَخَلَقْتَ بِهَا الشَّمْسَ وَجَعَلْتَ الشَّمْسَ ضِيَاءً ، وَخَلَقْتَ بِهَا القَمَرَ وَجَعَلْتَ القَمَرَ نُورَاً ، وَخَلَقْتَ بِهَا الكَوَاكِبَ وَجَعَلْتَهَا نُجُومَاً وَبُرُوجَاً وَمَصَابِيْحَ وَزِيْنَةً وَرُجُومَاً ، وَجَعَلْتَ لَهَا مَشَارِقَ وَمَغَارِبَ ، وَجَعَلْتَ لَهَا مَطَالِعَ وَمَجَارِيَ ، وَجَعَلْتَ لَهَا فَلَكاً وَمَسَابِحَ ، وَقَدَّرْتَهَا في السَّمَاءِ مَنَازِلَ فَأَحْسَنْتَ تَقْدِيْرَهَا ، وَصَوَّرْتَهَا فَأَحْسَنْتَ تَصْوِيرَهَا ، وَأحْصَيْتَهَا بِأَسْمَائِكَ إحْصَاءً ، وَدَبَّرْتَهَا بِحِكْمَتِكَ تَدْبِيْرَاً ، وَأحْسَنْتَ تَدْبِيْرَهَا ، وَسَخَّرْتَهَا بِسُلْطَانِ اللَّيْلِ وَسُلْطَانِ النَّهَارِ ، وَالسَّاعَاتِ وَعَرَّفْتَ بِهَا عَدَدَ السِّنِينَ وَالحِسَابَ ، وَجَعَلْتَ رُؤْيَتَها لِجَمِيْعِ النَّاسِ مَرْأَىً وَاحِداً.

وَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِمَجْدِكَ الَّذِي كلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ مَوْسَى بْنَ عِمْرَانَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ في المُقَدَّسِيْنَ ، فَوْقَ إحْسَاسِ الكَرُّوبِيِّيْنَ ، فَوْقَ غَمَائِمِ النُّورِ ، فَوْقَ تَابُوتِ الشَّهَادَةِ ، في عَمُودِ النَّارِ ، وَفِي طُورِ سَيْنَاءِ ، وَفِي جَبَلِ حُورِيْتَ (حُوْرِيثَ) في

٣٠٨

الوَادِي المُقَدَّسِ في البُقْعَةِ المُبَارَكَةِ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الأيْمَنِ مِنَ الشَّجَرَةِ ، وَفِي أرْضِ مِصْرَ بِتِسْعِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ ، وَيَوْمَ فَرَقْتَ لِبَني إسْرَائِيلَ البَحْرَ ، وَفِي المُنْبَجِسَاتِ الَّتِي صَنَعْتَ بِهَا العَجَائِبَ في بَحْرِ سُوْفٍ ، وَعَقَدْتَ مَاءَ البَحْرِ في قَلْبِ الغَمْرِ كَالْحِجَارَةِ ، وَجَاوَزْتَ بِبَنِي إسْرَائِيلَ البَحْرَ ، وَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ الحُسْنَى عَلَيْهِمْ بِمَا صَبَرُوا ، وَأوْرَثْتَهُمْ مَشَارِقَ الأرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتي بَارَكْتَ فيهَا لِلْعَالَمِيْنَ ، وَأغْرَقْتَ فِرْعُوْنَ وَجُنُودَهُ وَمَرَاكِبَهُ في الْيَمِّ.

وَبِاسْمِكَ العَظِيْمِ الأعْظَمِ الأعْظَمِ الأعَزِّ الأجَلِّ الأكْرَمِ وَبِمَجْدِكَ الَّذِي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِمُوْسَى كَلِيْمِكَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ في طُورِ سَيْنَاءَ ، وَلإبْرَاهِيْمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ خَلِيلِكَ مِنْ قَبْلُ في مَسْجِدِ الْخَيْفِ ، وَلإسْحقَ صَفِيِّكَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ في بِئْرِ شِيَع ، وَلِيَعْقُوبَ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ في بَيْتِ إيْل ، وَأوْفَيْتَ لإبْرَاهِيْمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِمِيْثَاقِكَ ، وَلإسْحَقَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِحَلْفِكَ ، وَلِيَعْقُوبَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِشَهَادَتِكَ ، وَلِلْمُؤْمِنِينَ بِوَعْدِكَ ، وَللدَّاعِيْنَ بِأَسْمَائِكَ فَأَجَبْتَ ، وَبِمَجْدِكَ الَّذِي ظَهَرَ لِمُوْسَى

٣٠٩

ابْنِ عِمْرَانَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَلَى قُبَّةِ الرُّمَّانِ (وَبِآيَاتِكَ الَّتِي وَقَعَتْ) عَلَى أرْضِ مِصْرَ بِمَجْدِ الْعِزَّةِ وَالغَلَبَةِ ، بِآيَاتٍ عَزِيْزَةٍ ، وَبِسُلْطَانِ القُوَّةِ ، وَبِعِزَّةِ القُدْرَةِ ، وَبِشَأَنِ الكَلِمَةِ التَّامَّةِ ، وَبِكَلِمَاتِكَ الَّتِي تَفَضَّلْتَ بِهَا عَلَى أهْلِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَأهْلِ الدُنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَبِرَحْمَتِكَ الَّتِي مَننْتَ بِهَا عَلَى جَمِيْعِ خَلْقِكَ ، وَبِاسْتِطَاعَتِكَ الَّتِي أقَمْتَ بِهَا عَلَى العَالَمِيْنَ ، وَبِنُوْرِكَ الَّذِي قَدْ خَرَّ مِنْ فَزَعِهِ طُورُ سَيْنَاءَ ، وَبِعِلْمِكَ وَجَلاَلِكَ وَكِبْرِيَائِكَ وَعِزَّتِكَ وَجَبَرُوتِكَ الَّتِي لَمْ تَسْتَقِلَّهَا الأرْضُ وَانْخَفَضَتْ لَهَا السَّمَاوَاتُ ، وَانْزَجَرَ لَهَا العُمْقُ الأكْبَرُ ، وَرَكَدَتْ لَهَا البِحَارُ وَالأنْهَارُ ، وَخَضَعَتْ لَهَا الجِبَالُ ، وَسَكَنَتْ لَهَا الأرْضُ بِمَنَاكِبِهَا ، وَاسْتَسْلَمَتْ لَهَا الخَلاَئِقُ كُلُّها ، وَخَفَقَتْ لَهَا الرِّيَاحُ في جَرَيَانِهَا ، وَخَمَدَتْ لَهَا النِّيْرَانُ في أوْطَانِهَا ، وَبِسُلْطَانِكَ الَّذِي عُرِفَتْ لَكَ بِهِ الغَلَبَةُ دَهْرَ الدُّهُورِ ، وَحُمِدْتَ بِهِ في السَّمَاوَاتِ والأرَضِيْنَ ، وَبِكَلِمَتِكَ كَلِمَةِ الصِّدْقِ الَّتِي سَبَقَتْ لأَبِيْنَا آدَمَ وَذُرِّيَّتِهِ بِالرَّحْمَةِ.

وَأسْأَلُكَ بِكَلِمَتِكَ الَّتِي غَلَبَتْ كُلَّ شَيءٍ ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ

٣١٠

الَّذِي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِلْجَبَلِ فَجَعَلْتَهُ دَكَّاً وَخَرَّ مُوْسَى صَعِقَاً ، وَبِمَجْدِكَ الَّذِي ظَهَرَ عَلَى طُورِ سَيْنَاءَ فَكَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ مُوْسَى بْنَ عِمْرَانَ ، وَبِطَلْعَتِكَ في سَاعِيْرَ ، وَظُهُورِكَ في جَبَلِ فَارَانَ ، بِرَبَوَاتِ المُقَدَّسِيْنَ ، وَجُنُودِ المَلاَئِكَةِ الصَّافِّيْنَ ، وَخُشُوعِ المَلائِكَةِ المُسَبِّحِيْنَ ، وَبِبَرَكَاتِكَ الَّتِي بَارَكْتَ فيهَا عَلَى إبْرَاهِيْمَ خَلِيْلِكَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ في أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، وَبَارَكْتَ لإسْحَقَ صَفِيِّكَ في أُمَّةِ عِيْسَى عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ ، وَبَارَكْتَ لِيَعْقُوبَ إسْرَائِيلِكَ في أُمَّةِ مُوْسَى عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ ، وَبَارَكْتَ لِحَبِيْبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ في عِتْرَتِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَأُمَّتِهِ.

اللَّهُمَّ وَكَمَا غِبْنَا عَنْ ذَلِكَ وَلَمْ نَشْهَدْهُ وَآمَنَّا بِهِ وَلَمْ نَرَهُ صِدْقاً وَعَدْلاً أنْ تُصَلِّي عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأنْ تُبَارِكَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَتَرَحَّمَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، كَأفْضَلِ مَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلَى إبْرَاهِيْمَ وَآلِ إبْرَاهِيْمَ إنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، فَعَّالٌ لِمَا تُرِيدُ ، وأنْتَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ شَهِيدٌ.

٣١١

ثم تذكر ماتريد ، ثم تقول :

اللَّهُمَّ بِحَقِّ هَذَا الدُّعَاءِ ، وَبِحَقِّ هَذِهِ الأسْمَاءِ الَّتِي لاَ يَعْلَمُ تفْسِيْرَهَا وَلاَ يَعْلَمُ بَاطِنَها غَيْرُكَ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَافْعَلْ بِي مَا أنْتَ أهْلُهُ ، وَلاَ تَفْعَلْ بِي مَا أنَا أهْلُهُ ، وَاغْفِرْ لِي مِنْ ذُنُوبِي مَا تَقَدَّمَ مِنْهَا وَمَا تَأَخَّرَ ، وَوَسِّعْ عَلَيَّ مِنْ حَلاَلِ رِزْقِكَ ، وَاكْفِنِي مَؤُونَةَ إنْسَانِ سَوْءٍ ، وَجَارِ سَوْءٍ ، وَقَرِيْنِ سَوْءٍ ، وَسُلْطَانِ سَوْءٍ ، إنَّكَ عَلَى مَا تَشَاءُ قَديرٌ ، وَبِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ ، آمِيْنَ رَبَّ العَالَمِيْنَ.

وعن مصباح السيد ابن باقي أنه قال : قل بعد دعاء السمات :

اللَّهُمَّ بِحَقِّ هَذا الدُّعَاءِ وَبِحَقِّ هَذِهِ الأسْمَاءِ ، الَّتِي لاَ يَعْلَمُ تَفْسيرَهَا وَلاَ تأوْيلَهَا ، وَلاَ بَاطِنَها ولاَ ظاهِرَهَا غَيْرُك ، أنْ تُصلِّي عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن تُرزُقَنِي خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، ثم اطلب حاجتك وقل :

وَافْعَلْ بِي مَأ أنْتَ أهْلُهُ وَلاَ تَفْعَلْ بِي مَا أنَا أهْلُهُ وَانْتَقِمْ لِي مِنْ فُلاَن بْنِ فُلان ، وسمِّ عَدُوَّكَ ، وَاغْفِرْ لِي مِنْ ذُنُوبِي مَا تَقَدَّمَ مِنها وَمَا تَأخَّر ، وَلِوالِدَيَّ وَلِجَمِيعِ المُؤْمِنينَ وَالمُؤْمِناتِ ،

٣١٢

وَوَسِّعْ عَلَيَّ مِنْ حَلالِ رِزْقِكَ وَاكْفِنِي مَؤوُنَةَ إنْسانِ سَوْءٍ ، وَجارِ سَوْءٍ ، وَسُلْطَانِ سَوْءٍ ، وَقَرِينِ سَوْءٍ ، وَيَوْمِ سَوءٍ ، وَساعَةِ سَوْءٍ ، وَانْتَقِمْ لِي مِمَّنْ يَكِيدُنِي ، وَمِمَّنْ يَبْغي عَلَيَّ ، وَيُريدُ بي وبأهْلِي وَأوْلاَدِي وَإخْوانِي وَجِيرَانِي وَقَراباتِي مِنَ المُؤْمِنينَ وَالمُؤْمِناتِ ظُلْماً إنَّكَ عَلَى ما تَشاءُ قَدِيرٌ ، وَبِكُلِّ شَيءٍ عَلِيمٌ ، آمينَ رَبَّ العَالَمِين. ثمّ قل :

اللَّهُمَّ بِحَقِّ هَذا الدُّعاءِ تَفَضَّلْ عَلَى فُقَراءِ المُؤْمِنينَ وَالمُؤمِناتِ بِالغنى والثَّروةِ ، وَعَلَى مَرْضى المُؤْمِنينَ وَالمُؤْمِناتِ بِالشِّفاءِ وَالصِّحَّةِ ، وَعَلَى أحْيَاءِ المُؤْمِنينَ وَالمُؤْمِناتِ بِاللُّطْفِ وَالكَرَامَةِ ، وعَلَى أمْوَاتِ المُؤْمِنينَ وَالمُؤْمِناتِ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ ، وَعَلَى مُسافِرِي المُؤْمِنينَ وَالمُؤْمِناتِ بِالرَدِّ إلى أوْطانِهِم سالِمِينَ غانِمِينَ ، بِرَحْمَتِكَ يَا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَعِتْرَتِهِ الطَّاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثيرَاً.

وقال الشيخ ابن فهد : يُستحبّ أن تقول بعد دعاء السمات :

اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ بِحُرْمَةِ هَذا الدُّعَاءِ ، وَبِمَا فاتَ مِنْهُ مِنَ

٣١٣

الأسْمَاءِ ، وَبِمَا يَشتَمِلُ عَلَيْهِ مِنَ التَّفْسيرِ وَالتَّدْبيرِ الَّذي لا يُحيطُ بِهِ إلّا أنْتَ ، أنْ تَفْعَلَ بِي كَذا وَكَذا ، وتذكر حاجتك عوض كذا وكذا.

دعاء الإمام زين العابدين عليه‌السلام في يوم السبت

بِسْمِ اللهِ الرَحْمَنِ الرَّحِيْمِ : بِسْمِ اللهِ كَلِمَةِ المُعْتَصِمِيْنَ وَمَقَالَةِ المُتَحَرِّزِيْنَ وَأعُوذُ باللهِ تَعَالَى مِنْ جَوْرِ الجَائِرِينَ ، وَكَيْدِ الحَاسِدِيْنَ ، وَبَغْي الظَّالِمِيْنَ وَأحْمَدُهُ فَوْقَ حَمْدِ الحَامِدِيْنَ. اللَّهُمَّ أنْتَ الوَاحِدُ بَلاَ شَرِيْكٍ ، وَالمَلِكُ بِلاَ تَمْلِيكٍ ، لاَ تُضَادُّ في حُكْمِكَ ، وَلاَ تُنَازَعُ في مُلْكِكَ ، أسْأَلُكَ أنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ ، وَأنْ تُوزِعَنِي مِنْ شُكْرِ نُعْمَاكَ مَا تَبْلُغُ بِي غَايَةَ رِضَاكَ ، وَأنْ تُعِيْنَنِي عَلَى طَاعَتِكَ ، وَلُزُومِ عِبَادَتِكَ وَاسْتِحْقَاقِ مَثُوبَتِكَ بِلُطْفِ عِنَايَتِكَ ، وَتَرْحَمَنِي بِصَدِّي عَنْ مَعَاصِيْكَ مَا أحْيَيْتَنِي ، وَتُوَفِّقَنِي لَمَا يَنْفَعُنِي مَا أبْقَيْتَنِي ، وَأن تَشْرَحَ بِكِتَابِكَ صَدْرِي ، وَتَحُطَّ بِتِلاَوَتِهِ وِزْرِي وَتَمْنَحَنِي السَّلاَمَةَ في دِيْنِي وَنَفْسِي ، وَلاَ تُوْحِشَ بِي أهْلَ أُنْسي وَتُتِمَّ إحْسَانَكَ فيمَا بَقِيَ مِنْ عُمْرِي كَمَا أحْسَنْتَ فيمَا مَضَى مِنْهُ يَا أرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.

٣١٤

زيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في يوم السبت

قال السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى في جمال الأسبوع ، ص ٣٧ : ذكر زيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في يومه وهو يوم السبت :

أَشْهَدُ أنْ لاَ إلَهَ إلّا اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أنَّكَ رَسُولُهُ وَأنَّكَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ وَأشْهَدُ أنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ رِسَالاَتِ رَبِّكَ وَنَصَحْتَ لأُمَّتِكَ وَجَاهَدْتَ في سَبِيلِ اللهِ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ ، وَأدَّيْتَ الَّذِي عَلَيْكَ مِنَ الحَقِّ ، وَأنَّكَ قَدْ رَؤُفْتَ بِالْمُؤْمِنِيْنَ وَغَلُظْتَ عَلَى الكَافِرِيْنَ وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصَاً حَتَّى أَتَاكَ اليَقِينُ ، فَبَلَغَ اللهُ بِكَ أشْرَفَ مَحَلِّ المُكَرَّمِيْنَ ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي اسْتَنْقَذَنَا بِكَ مِنَ الشِّرْكِ وَالضَّلاَلِ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَصَلَواتِ مَلاَئِكَتِكَ المُقَرَّبِيْنَ وَأنْبِيَائِكَ المُرْسَلِيْنَ وَعِبَادِكَ الصَّالِحِيْنَ وَأهْلِ السَّمَوَاتِ وَالأَرَضِيْنَ وَمَنْ سَبَّحَ لَكَ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ مِنَ الأوَّلِيْنَ وَالآخِرِيْنَ عَلَى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ وَنَبِيَّكَ وَأَمِيْنِكَ وَنَجِيْبِكَ وَحَبِيْبِكَ وَصَفِيِّكَ وَصِفْوَتِكَ وَخَالِصَتِكَ وَخِيَرَتِكَ

٣١٥

مِنْ خَلْقِكَ وَأعْطِهِ الْفَضْلَ وَالفَضِيْلَةَ وَالوَسِيْلَةَ وَالدَّرَجَةَ الرَّفِيْعَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامَاً مَحْمُودَاً يَغْبِطُهُ بِهِ الأَوَّلُونَ وَالآخِرُونَ.

اللَّهُمَّ إنَّكَ قُلْتَ : (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذ ظَّلَمُواْ أَنفُسَهُمْ جَآؤُوكَ فَاسْتَغْفَرُواْ اللّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللّهَ تَوَّاباً رَّحِيماً) إلَهِي فَقَدْ أتَيْتُ نَبِيَّكَ مُسْتَغْفِرَاً تَائِبَاً مِنْ ذُنُوبِي ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاغْفِرْهَا لِي ، يَا سَيِّدَنَا أتَوَجَّهُ بِكَ وَبِأَهْلِ بَيْتِكَ إلَى اللهِ تَعَالَى رَبِّكَ وَرَبِّي لِيَغْفِرَ لِي.

ثم استرجع ، أي قل : إنَّا للَّهِ وإنَّا إليهِ راجِعُون ، وقل : أُصِبْنَا بِكَ يَا حَبِيْبَ قُلُوبِنَا فَمَا أعْظَمَ المُصِيْبَةَ بِكَ حَيْثُ انْقَطَعَ عَنَّا الْوَحْيُ وَحَيْثُ فَقَدْنَاكَ فَإنَّا للهِ وَإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ ، يَا سَيِّدَنَا يَا رَسُولَ اللهِ صَلَواتُ اللهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِيْنَ الطَّاهِرِيْنَ ، هَذَا يَوْمُ السَّبْتِ وَهُوَ يَوْمُكَ وَأنَا فيهِ ضَيْفُكَ وَجَارُكَ ، فَأضِفْنِي وَأجِرْنِي فَإنَّكَ كَرِيمٌ تُحِبُّ الضِّيَافَةَ وَمَأْمُورٌ بِالإجَارَةِ ، فَأَضِفْنِي وَأحْسِنْ ضِيَافَتِي وَأجِرْنَا وَأحْسِنْ إجَارَتَنَا بِمَنْزِلَةِ اللهِ عِنْدَكَ وَعِنْدَ آلِ بَيْتِكَ وَبِمَنْزِلَتِهِمْ عِنْدَهُ وَبِمَا اسْتَوْدَعَكُمُ اللهُ مِنْ عِلْمِهِ فَإنَّهُ أكْرَمُ الأكْرَمِيْنَ.

٣١٦

دعاء كميل بن زياد

وهو دعاء أمير المؤمنين علي عليه‌السلام الذي علّمه كميل ابن زياد رضي‌الله‌عنه ، قال الشيخ عبّاس القمّي رحمه الله تعالى في مفاتيح الجنان : وهو من الدعوات المعروفة ، قال العلاّمة المجلسي رحمه‌الله : إنّه أفضل الأدعية ، وهو دعاء الخضر عليه‌السلام وقد علَّمه أمير المؤمنين عليه‌السلام كُمَيْلاً وهو من خواصِّ أصحابه ، ويُدعى به في ليلة النصف مِن شعبان وليلة الجمعة ، ويُجدي في كفاية شرِّ الأعداء ، وفي فتح باب الرزق ، وفي غفران الذنوب. وقد رواه الشيخ والسيّد كلاهما قُدِّس سرُّهما قال : وأنا أرويه عن كتاب مصباح المتهجّد : ص ٨٤٤ ـ ٨٥٠ ، وهو هذا الدعاء :

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ ، وَبِقُوَّتِكَ الَّتِي قَهَرْتَ بِها كُلَّ شَيْءٍ ، وَخَضَعَ لَها كُلُّ شَيْءٍ ، وَذَلَّ لَها كُلُّ شَيْءٍ ، وَبِجَبَرُوتِكَ الَّتِي غَلَبْتَ بِها كُلَّ شَيْءٍ ، وَبِعِزَّتِكَ الَّتِي لاَ يَقُومُ لَها شَيْءٌ ، وَبِعَظَمَتِكَ الَّتِي مَلأَتْ كُلَّ شَيْءٍ ، وَبِسُلْطانِكَ الَّذِي عَلاَ كُلَّ شَيْءٍ ، وَبِوَجْهِكَ الْباقِي

٣١٧

بَعْدَ فَنَاءِ كُلِّ شَيْءٍ ، وَبِأَسْمَائِكَ الَّتِي مَلأَتْ أَرْكَانَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَبِعِلْمِكَ الَّذِي أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَضَاءَ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ ، يَا نُورُ يَا قُدُّوسُ ، يَا أَوَّلَ الأَوَّلِينَ ، وَيَا آخِرَ الاْخِرِينَ.

اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ الْعِصَمَ اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ النِّقَمَ. اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ. اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ الدُّعَاءَ اللّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُنْزِلُ الْبَلاَءَ. اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ ، وَكُلَّ خَطِيئَةٍ أَخْطَأْتُها.

اللّهُمَّ إِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِذِكْرِكَ ، وَأَسْتَشْفِعُ بِكَ إِلَى نَفْسِكَ ، وَأَسْأَلُكَ بِجُودِكَ أَنْ تُدْنِيَنِي مِنْ قُرْبِكَ ، وَأَنْ تُوزِعَنِي شُكْرَكَ ، وَأَنْ تُلْهِمَنِي ذِكْرَكَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ سُؤَالَ خَاضِعٍ مُتَذَلِّل خَاشِعٍ ، أَنْ تُسامِحَنِي وَتَرْحَمَنِي ، وَتَجْعَلَنِي بِقَسْمِكَ رَاضِياً قانِعاً ، وَفِي جَمِيعِ الأَحْوَالِ مُتَواضِعاً. اللّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ سُؤَالَ مَنِ اشْتَدَّتْ فَاقَتُهُ ، وَأَ نْزَلَ بِكَ عِنْدَ الشَّدائِدِ حَاجَتَهُ ، وَعَظُمَ فيمَا عِنْدَكَ رَغْبَـتُهُ.

اللّهُمَّ عَظُمَ سُلْطَانُكَ ، وَعَلاَ مَكَانُكَ ، وَخَفِيَ مَكْرُكَ ، وَظَهَرَ

٣١٨

أَمْرُكَ ، وَغَلَبَ قَهْرُكَ ، وَجَرَتْ قُدْرَتُكَ ، وَلاَ يُمْكِنُ الْفِرارُ مِنْ حُكُومَتِكَ. اللّهُمَّ لاَ أَجِدُ لِذُنُوبِي غَافِراً ، وَلاَ لِقَبائِحِي سَاتِراً ، وَلاَ لِشَيْءٍ مِنْ عَمَلِيَ الْقَبِيحِ بِالْحَسَنِ مُبَدِّلاً غَيْرَكَ ، لاَ إِلهَ إِلّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ ، ظَلَمْتُ نَفْسِي ، وَتَجَرَّأْتُ بِجَهْلِي ، وَسَكَنْتُ إِلَى قَدِيمِ ذِكْرِكَ لِي وَمَنِّكَ عَلَيَّ. اللّهُمَّ مَوْلاَيَ كَمْ مِنْ قَبِيحٍ سَتَرْتَهُ ، وَكَمْ مِنْ فَادِحٍ مِنَ الْبَلاَءِ أَقَلْتَهُ ، وَكَمْ مِنْ عِثَارٍ وَقَيْتَهُ ، وَكَمْ مِنْ مَكْرُوهٍ دَفَعْتَهُ ، وَكَمْ مِنْ ثَنَاءٍ جَمِيلٍ لَسْتُ أَهْلاً لَهُ نَشَرْتَهُ.

اللّهُمَّ عَظُمَ بَلاَئِي ، وَأَ فْرَطَ بِي سُوءُ حالِي ، وَقَصُرَتْ بِي أَعْمالِي ، وَقَعَدَتْ بِي أَغْلالِي ، وَحَبَسَنِي عَنْ نَفْعِي بُعْدُ آمالِي ، وَخَدَعَتْنِي الدُّنْيا بِغُرُورِها ، وَنَفْسِي بِجِنايَتِها ، وَمِطالِي يَا سَيِّدِي فَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ أَنْ لاَ يَحْجُبَ عَنْكَ دُعائِي سُوءُ عَمَلِي وَفِعالِي ، وَلاَ تَفْضَحْنِي بِخَفِيِّ مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنْ سِرِّي ، وَلاَ تُعاجِلْنِي بِالْعُقُوبَةِ عَلى مَا عَمِلْتُهُ في خَلَواتِي مِنْ سُوءِ فِعْلِي وَإِساءَتِي ، وَدَوامِ تَفْرِيطِي وَجَهالَتِي ، وَكَثْرَةِ شَهَواتِي وَغَفْلَتِي.

وَكُنِ اللّهُمَّ بِعِزَّتِكَ لِي في كُلِّ الأَحْوالِ رَؤُوفاً ، وَعَلَيَّ في

٣١٩

جَمِيعِ الأُمُورِ عَطُوفاً. إِلهِي وَرَبِّي مَنْ لِي غَيْرُكَ أَسْأَلُهُ كَشْفَ ضُرِّي ، وَالنَّظَرَ في أَمْرِي. إِلهِي وَمَوْلايَ أَجْرَيْتَ عَلَيَّ حُكْماً اتَّبَعْتُ فيهِ هَوى نَفْسِي ، وَلَمْ أَحْتَرِسْ فيهِ مِنْ تَزْيِينِ عَدُوِّي ، فَغَرَّنِي بِمَا أَهْوى وَأَسْعَدَهُ عَلَى ذلِكَ الْقَضاءُ ، فَتَجاوَزْتُ بِما جَرى عَلَيَّ مِنْ ذلِكَ بَعْضَ حُدُودِكَ ، وَخالَفْتُ بَعْضَ أَوامِرِكَ ، فَلَكَ الحُجَّةُ عَلَيَّ في جَمِيعِ ذلِكَ وَلاَ حُجَّةَ لِي فيما جَرى عَلَيَّ فيهِ قَضَاؤُكَ ، وَأَلْزَمَنِي حُكْمُكَ وَبَلاؤُكَ ، وَقَدْ أَتَيْتُكَ يَا إِلهِي بَعْدَ تَقْصِيرِي وَإِسْرافِي عَلى نَفْسِي ، مُعْتَذِراً نادِماً مُنْكَسِراً مُسْتَقِيلاً مُسْتَغْفِراً مُنِيباً مُقِرّاً مُذْعِناً مُعْتَرِفاً ، لاَ أَجِدُ مَفَرّاً مِمَّا كَانَ مِنِّي وَلاَ مَفْزَعاً أَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ في أَمْرِي ، غَيْرَ قَبُولِكَ عُذْرِي وَإِدْخالِكَ إِيَّايَ في سَعَةٍ مِنْ رَحْمَتِكَ.

اللّهُمَّ فَاقْبَلْ عُذْرِي ، وَارْحَمْ شِدَّةَ ضُرِّي ، وَفُكَّنِي مِنْ شَدِّ وَثاقِي يَا رَبِّ ارْحَمْ ضَعْفَ بَدَنِي ، وَرِقَّةَ جِلْدِي ، وَدِقَّةَ عَظْمِي ، يَا مَنْ بَدَأَ خَلْقِي وَذِكْرِي وَتَرْبِيَتِي وَبِرِّي وَتَغْذِيَتِي ، هَبْنِي لاِبْتِداءِ كَرَمِكَ وَسالِفِ بِرِّكَ بِي. يَا إِلهِي وَسَيِّدِي وَرَبِّي ، أَتُراكَ مُعَذِّبِي بِنَارِكَ بَعْدَ تَوْحِيدِكَ ، وَبَعْدَمَا انْطَوى عَلَيْهِ قَلْبِي مِنْ مَعْرِفَتِكَ ،

٣٢٠