وَمِلْءَ الأَرَضِيْنَ السَّبْعِ ، وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا ، وَمِلْءَ عَرْشِ رَبِّنَا الكَرِيْمِ ، وَمِيْزَانِ رَبِّنَا الغَفَّارِ ، وَمِدَادَ كَلِمَاتِ رَبِّنَا القَهَّارِ ، وَمِلءَ الجَنَّةِ وَمِلْءَ النَّارِ ، وَعَدَدَ الْمَاءِ وَالثّرَى ، وَعَدَدَ مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى.
اللَّهُمَّ وَاجْعَلْ صَلَوَاتِكَ وَبَرَكَاتِكَ وَمَنَّكَ وَمَغْفَرتَكَ وَرَحْمَتَكَ وَرِضْوَانَكَ وَفَضْلَكَ وَسَلاَمَتَكَ وَذِكْرَكَ وَنُوْرَكَ وَشَرَفَكَ وَنِعْمَتَكَ وَخِيَرَتَكَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ وَبَارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلَى إِبرَاهِيمَ وَآلِ إبرَاهِيْمَ ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مجِيدٌ ، اللّهُمَّ أعْطِ مُحَمَّداً الْوَسِيْلَةَ العُظْمَى ، وَكَرِيْمَ جَزائِكَ في العُقْبَى ، حَتَّى تُشَرِّفَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ يَا إِلهَ الهُدَى.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَعَلَى جَمِيعِ مَلاَئِكَتِكَ وَأَنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ ، سَلاَمٌ عَلَى جَبْرَئِيلَ وَميْكائِيْلَ وإِسْرَافِيلَ ، وَحَمَلَةِ العَرْشِ ، وَمَلاَئِكَتِكَ المُقَرّبِيْنَ ، وَالْكِرَامِ الكَاتِبيْنَ ، وَالكَرُّوبيِّيْنَ ، وَسَلاَمٌ عَلَى مَلاَئِكتِكَ أجْمَعِيْنَ ، وَسَلاَمٌ عَلَى أَبيْنَا آدَمَ ، وَعَلَى أُمِّنَا حَوَّاءَ ، وَسَلاَمٌ عَلَى النَّبيِّيْنَ أَجْمَعِيْنَ ، وَالصِّدِّيقِيْنَ وَالشُّهَدَاءِ والصَّالِحِيْنَ ، وَسَلاَمٌ عَلَى المُرْسَلِيْنَ أَجْمَعِيْنَ ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلّا
بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيْمِ ، وَحَسْبِيَ اللهُ وَنِعْمَ الوَكِيلُ ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ كثيراً.
من أدعية أميرالمومنين عليهالسلام
الأول : دعاء سُبْحَانَ اللهِ وَالحَمْدُ للهِ
قال السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى في فلاح السائل : ص ٣٥٦ : ومن المهمات الاقتداء بمولانا أميرالمؤمنين صلوات الله عليه وآله في الدعاء عقيب الخمس الصلوات ، فمن دعائه عقيب صلاة العصر :
سُبْحَانَ اللهِ وَالحَمْدُ للهِ وَلاَ إِلَهَ إِلّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلّا بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ ، سُبْحَانَ الله بِالغُدُوِّ وَالآصَالِ ، سُبْحَانَ اللهِ بِالعَشِيِّ وَالإبْكَارِ ، فَسُبْحَانَ اللهِ حِيْنَ تُمْسُونَ وَحِيْنَ تُصبِحُونَ ، وَلَهُ الْحَمْدُ في السَّمَواتِ وَالأَرْضِ ، وَعَشِيَّاً وَحِيْنَ تُظْهِرُوْنَ ، سُبْحَانَ رَبِّك رَبِّ العِزّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ، وَسَلاَمٌ عَلَى المُرْسَلِيْنَ ، وَالْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ ، سُبْحَانَ ذِي المُلْكِ وَالمَلَكُوتِ ، سُبْحَانَ ذِي العِزِّ وَالجَبَرُوتِ ، سُبْحَانَ الحَيِّ الَّذِي لاَ يَمُوتُ ، سُبْحَانَ القَائِم الدَّائِمِ ، سُبْحَانَ الله
الحَيِّ القَيُّومِ ، سُبْحَانَ العَلِيِّ الأَعْلَى ، سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ، سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ المَلائِكَةِ وَالرُّوْح.
اللَّهُمَّ إِنَّ ذَنْبي أمْسَى مُسْتَجِيرَاً بِعَفْوِكَ ، وَخِوْفِي أَمْسَى مُسْتَجِيْرَاً بِأمْنِكَ ، وفقرِي أَمْسَى مسْتَجِيْرَاً بِغِنَاكَ ، وَذُلِّي أَمْسَى مُسْتَجِيْرَاً بِعِزِّكَ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ ، وَاغْفِرْ لِي وارْحَمْنِي إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ، اللَّهُمَّ تَمَّ نُورُكَ فَهَدَيْتَ ، فَلَكَ الْحَمْدُ ، وَعَظُمَ حِلْمُكَ فَعَفَوْتَ ، فَلَكَ الْحَمْدُ ، وَجْهُكَ رَبَّنَا أَكْرَمُ الوُجُوهِ ، وَجَاهُكَ أَعْظَمُ الْجَاهِ ، وَعَطِيَّتُكَ أَفْضَلُ العَطَاءِ ، تُطَاعُ رَبَّنَا وَتَشْكُرُ ، وَتُعْصَى فَتَغْفِرُ ، وَتُجِيْبُ الْمُضْطَرَّ ، وَتَكْشِفُ الضُّرَّ ، وَتُنَجِّي مِنَ الْكَرْبِ ، وَتُغْنِي الفَقِيرَ ، وَتَشْفِي السَّقِيْمَ ، وَلاَ يُجَازِي آلاءَكَ أَحَدٌ ، وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.
الثاني : سُبْحَانَ اللهِ ذِي الطَّوْلِ وَالنِّعَمِ
قال نصر بن مزاحم في كتاب صفين : ص ١٣٤ : لما خرج علي عليهالسلاممن الكوفة إلى صفين ، وأتى دير أبي موسى ، صلى بها العصر فلما انصرف من الصلاة قال :
سُبْحَانَ اللهِ ذِي الطَّوْلِ وَالنِّعَمِ ، سُبْحَانَ ذِي القُدْرَةِ
وَالإفْضَالِ ، أَسْأَلُ اللَّهَ الرِّضَا بِقَضَائِهِ ، وَالْعَمَلَ بِطَاعَتِهِ ، وَالإِنَابَةَ إِلى أَمْرِهِ ، فَإِنَّه سَمِيعُ الدُّعَاءِ.
من أدعية الإمام موسى الكاظم عليهالسلام
الأول : الدعاء لمولانا الإمام المهدي عليهالسلام
قال السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى في فلاح السائل : ص ٣٥٣ ـ ٣٥٤ : ومن المهمات بعد صلاة العصر الاقتداء بمولانا موسى بن جعفر الكاظم صلوات الله عليهما في الدعاء لمولانا المهدي صلوات الله عليه .. عن يحيى بن الفضل النوفلي قال : دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام ببغداد حين فرغ من صلاة العصر ، فرفع يديه إلى السماء وسمعته يقول :
أَنْتَ اللهُ لا إِلَهَ إلّا أَنْتَ ، الأَوَّلُ وَالآخِرُ ، وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ، وَأَنْتَ اللهُ لاَ إلَهَ إلّا أَنْتَ ، إِلَيْكَ زِيَادَةُ الأَشْيَاءِ وَنُقْصَانُهَا ، وَأَنْتَ اللهُ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ ، خلقْتَ خَلْقَكَ بِغَيْرِ مَعُونَةٍ مِنْ غَيْرِكَ ، وَلاَ حَاجَةٍ إليهِمْ ، وَأَنْتَ اللهُ لا إِلَهَ إِلّا أَنْتَ ، مِنْكَ المَشيَّةُ ، وَإِلَيْكَ الْبَدَاءُ ، أَنْتَ اللهُ لا إِلَهَ إِلّا أَنْتَ ، قَبْلَ القَبْلِ وَخَالِقُ القَبْلِ ، وَأَنْتَ
اللهُ لاَ إِلَهَ إلّا أَنْتَ ، بَعْدَ البَعْدِ ، وَخَالِقُ البَعْدِ ، أَنْتَ اللهُ لاَ إِلَهَ إِلّا أَنْتَ ، تَمْحُو مَا تَشَاءُ وَتُثْبِتُ ، وَعِنْدَكَ أُمُّ الكِتَابِ.
أَنْتَ اللهُ لاَ إِلَهَ إِلّا أَنْتَ ، غَايَةُ كُلِّ شَيءٍ وَوَارِثُهُ ، أَنْتَ اللهُ لاَ إِلَهَ إِلّا أَنْتَ ، لاَ يَعْزُبُ عَنْكَ الدَّقِيْقُ وَلا الجَلِيلُ ، أَنْتَ اللهُ لا إِلَهَ إِلّا أنْتَ ، لاَ تَخْفَى عَلَيْكَ اللُّغَاتُ ، وَلاَ تَتَشَابَهُ عَلَيْكَ الأَصْوَاتُ ، كُلَّ يَوْمٍ أَنْتَ في شَأْن ، لاَ يَشْغَلُكَ شَأْنٌ عَنْ شَأْن ، عَالِمُ الْغَيْبِ وَأَخْفَى ، دَيَّانُ يَوْمِ الدِّينِ ، مُدَبِّرُ الأُمُورِ ، بَاعِثُ مَنْ في القُبُورِ ، مُحيِي العِظَامِ وَهِيَ رَمِيمٌ ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ المَكْنُونِ المَخْزُونِ الحَيِّ القَيُّومِ ، الَّذِي لاَ يَخِيْبُ مَنْ سَأَلَكَ بهِ ، أسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تُعَجِّلَ فَرَجَ المُنتقِمِ لَكَ مِنْ أعْدَائِكَ ، وَأَنْجِزْ لَهُ مَا وَعَدْتَهُ ، يَا ذا الْجَلاَلِ وَالإكْرَام.
قال : قلت : من المدعو له؟ قال : ذاك المهدي من آل محمد صلى الله عليه وآله ، ثم قال : بأبي المنتدح البطن ، المقرون الحاجبين ، أحمش الساقين ، بعيد مابين المنكبين ، أسمر اللون ، يعتوره مع سمرته صفرة من سهر الليل ، بأبي من ليله يرعى النجوم ساجداً وراكعاً ، بأبي من لا يأخذه في
الله لومة لائم ، مصباح الدجى ، بأبي القائم بأمر الله ، قلت : ومتى خروجه؟ قال : إذا رأيت العساكر بالأنبار على شاطىء الفرات والصراة ، ودجلة ، وهدم قنطرة الكوفة ، وإحراق بعض بيوتات الكوفة ، فإذا رأيت ذلك فإن الله يفعل ما يشاء ، لا غالب لأمر الله ولا معقب لحكمه.
الثاني : دعاء تمَّ نُوْرُكَ فَهَدَيْتَ
ومن الأدعية أيضاً عن البلد الأمين : ص ١٩ ، ومصباح المتهجد : ص ٧٤ ، والكفعمي : ص ٣٤ وغيرهما : في تعقيب صلاة العصر تقول :
تمَّ نُوْرُكَ فَهَدَيْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ ، وَعَظُمَ حِلْمُكَ فَغَفَرْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ ، وَبَسَطْتَ يَدَكَ فَأَعْطَيْتَ فَلَكَ الْحَمْدُ ، وَجْهُكَ أكرَمُ الوُجُوهِ ، وَجَاهُكَ خَيْرُ الجَاهِ ، وَعَطِيَّتُكَ أَعْظَمُ الْعَطَايَا ، وَأَهْنَاهَا ، يُطاعُ رَبُّنَا فيشْكُرُ ، ويُعْصَى فيغْفِرُ ، يُجِيبُ الْمُضطَرَّ ، وَيَكْشِفُ الضُّرَّ ، وَيُنَجِّي مِنَ الكَرْبِ ، وَيَغْفِرُ مِنَ الذَّنْبِ ، ويُغْنِي الفَقِيرَ ، وَيَشْكُرُ اليسْيرَ ، لا يُجَازِي بِآلائِكَ أَحَدٌ ، وَلاَ يَبْلُغُ مِدْحَتَكَ قَوْلُ قِيلٍ.
ويقول أيضاً :
اللَّهُمَّ مُدَّ لِي أَيْسَرَ العَافِيَةِ ، وَاجْعَلْنِي في زُمْرَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ في العَاجِلَةِ وَالآجِلَةِ ، وَبَلِّغْ بِيَ الغَايَةَ ، وَاصْرِفْ عَنِّي العَاهَاتِ وَالآفَاتِ ، وَاقْضِ لِي بِالْحُسْنَى في أَمُوُرِي كُلِّها ، وَاعْزِمْ لِي بِالرَّشَاد ، وَلاَ تَكِلْنِي إِلى نَفْسِي أَبَداً يَا ذَا الجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ ، اللَّهُمَّ مُدَّ لِي في السِّعَةِ وَالدِّعَةِ ، وَجَنِّبْنِي مَا حَرَّمْتَهُ عَلَيَّ ، وَوَجِّهْ لِيْ بِالْعَافِيَةِ وَالسَّلاَمَةِ وَالْبَرَكَةِ ، وَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأَعْدَاءَ ، وَفَرِّجْ عَنِي الكُرُوبَ ، وَأَتِمْمْ عَلَيَّ نِعْمَتَكَ ، وَأَصْلِحْ لِيَ الْحَرْثَ في الإِصْلاَحِ لأَمْرِ آخِرَتِي وَدُنْيَايَ ، وَاجْعَلْنِي سَالِمَاً مِنْ كُلِّ سُوْءٍ ، مُعَافىً مِنَ الضَّرُورَةِ في مُنْتَهَى الشُّكْرِ وَالْعَافِيَةِ وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ.
ثم يقول :
اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْسٍ لاَ تَشْبَعُ ، وَمِنْ قَلْبٍ لاَ يَخْشَعُ ، وَمِنْ عِلْمٍ لاَ يَنْفَعُ ، وَمِنْ صَلاَةٍ لاَ تُرْفَعُ ، وَمِنْ دُعَاءٍ لاَ يُسْمَعُ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ اليُسْرَ بَعْدَ العُسْرِ ، وَالفَرَجَ بَعْدَ الكَرْبِ ، وَالرَّخَاءَ بَعْدَ الشِّدَّةِ ، اللَّهُمَّ مَا بِنَا مِنْ نِعْمَة فَمِنْكَ لاَ إِلَهَ إِلّا أَنْتَ أَستَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ.
الثالث : دعاء الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ
قال السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى في فلاح السائل : ص ٣٦٢ ـ ٣٦٤ : الدعاء بعد صلاة العصر :
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّيْنَ ، وَعَلَى آلِهِ الطَّاهِرِيْنَ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ في اللَّيْل إِذَا يَغشَى ، وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ في النَّهَار إِذَا تَجَلَّى ، وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ في الآخِرَةِ وَالأوْلَى ، وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ مَا لاَحَ الجَدِيْدَان ، وَمَا اطَّرَدَ الخَافِقانِ ، وَمَا حَدَا الْحَادِيَانِ ، وَمَا عَسْعَسَ ليلٌ وَمَا ادْلَهَمَّ ظَلامٌ ، وَمَا تَنَفَّسَ صُبْحٌ وَمَا أَضَاءَ فَجْرٌ.
اللَّهُمَّ اجعَلْ مُحَمَّدَاً خَطِيبَ وَفْدِ المُؤمِنيِنَ إِلَيْكَ ، وَالْمَكْسُوَّ حُلَلَ الأَمَانِ إِذَا وَقَفَ بَيْنَ يَدَيْكَ ، وَالنَّاطِقَ إِذَا خَرِسَتِ الأَلْسُنُ بِالثَّنَاءِ عَلَيْكَ ، اللَّهُمَّ أعْلِ مَنْزِلَتَهُ ، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ ، وَأَظْهِرْ حُجَّتَهُ ، وَتَقَبَّلْ شَفَاعَتَهُ ، وَابْعْثَةُ المَقَامَ المَحْمُودَ الَّذِي وَعَدْتَهُ ، وَاغْفِرْ لَهُ مَا أَحْدَثَ المُحْدِثُونَ مِنْ أُمَّتِهِ بَعْدَهُ ، اللَّهُمَّ بَلِّغْ رُوْحَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ مِنِّي التَّحِيَّةَ وَالسَّلاَمَ ، وَارْدُدْ عَلَيَّ مِنْهُمْ تَحِيَّةً كَثِيْرَةً
وَسَلاماً يَا ذَا الجَلالِ وَالإِكْرَامِ ، وَالفَضْلِ وَالإنْعَام.
اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ مُضِلاَّتِ الفِتَنِ ، مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ، وَالإثْم وَالبغْي بِغَير الحَقِّ ، وَأَنْ أُشْرِكَ بِكَ مَا لَمْ تُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً ، أَوْ أقُولَ عَلَيْكَ مَا لاَ أعْلَمُ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مُوْجِبَاتِ رَحْمَتِكَ ، وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ ، وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ ، وَالسَّلاَمَةَ مِنْ كُلِّ إثْمٍ ، وَأَسْأَلُكَ الفَوْزَ بِالْجَنَّةِ ، وَالنَّجَاةَ مِنَ النَّارِ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَل لِّي في صَلاَتِي وَدُعَائِي بَرَكَةً تُطَهِّرُ بِهَا قَلْبِي ، وَتَكْشِفُ بِهَا كَرْبِي ، وَتُؤْمِنُ بِهَا رَوْعَتِي ، وتغْفِرُ بِهَا ذَنْبي ، وَتُصْلِحُ بِهَا أَمْرِي ، وَتغْنِي بِهَا فقِري ، وَتُذهِبُ بِهَا ضُرِّي ، وَتُفَرِّجُ بِهَا هَمِّي ، وَتُسَلِّي بِهَا غَمِّي ، وتَشفِي بِهَا سُقْمِي ، وتُؤْمِنُ بِهَا خَوْفِي ، وَتَجْلُو بِهَا حُزْنِي ، وَتَقْضِي بِهَا دَيْنِي ، وتَجْمَعُ بِهَا شَمْلِي ، وَتُبيِّضُ بِهَا وَجْهِي ، وَاجْعَلْ مَا عِنْدَكَ خَيْرَاً لِي.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَلاَ تَدَعْ لِي ذَنْبَاً إِلّا غَفَرْتَهُ ، وَلاَ كَرْباً إِلّا كَشَفْتَهُ ، وَلاَ خَوْفاً إِلّا آمَنْتَهُ ، وَلاَ سُقماً إلّا شفَيْتَهُ ، وَلاَهَمَّاً إلّا فرَّجْتَهُ ، وَلاَ غَمَّاً إِلّا أَذهَبْتَهُ ، وَلاَ حُزْناً
إِلّا سَلَبْتَهُ ، وَلاَدَيْنَاً إِلّا قَضَيْتَهُ ، وَلاَ عَدُوَّاً إِلّا كَفَيْتَهُ ، وَلاَ حَاجَةً إِلّا قَضَيْتَهَا ، وَلاَ دَعْوَةً إِلّا أجَبْتَهَا ، وَلاَ مَسْأَلَةً إِلّا أعْطَيْتَهَا ، وَلاَ أَمَانَةً إِلّا أَدَّيْتَها ، وَلاَ فِتْنَةً إِلّا صَرَفْتَها.
اللَّهُمَّ اصْرِفْ عَنِّي مِنَ العَاهَاتِ وَالآفَاتِ والْبَلِيَّاتِ مَا أطُيْقُ وَمَا لاَ أُطِيْقُ صَرْفَهُ إِلّا بِكَ ، اللَّهُمَّ أَمْسَى ظُلْمِي مُسْتَجِيرَاً بِعَفْوِكَ ، وَأَمْسَتْ ذُنُوبي مُسْتَجِيْرَةً بِمَغْفِرَتِكَ ، وَأَمْسَى خَوْفِي مُسْتَجِيرَاً بِأَمَانِكَ ، وَأَمْسَى فَقْرِي مُسْتَجِيرَاً بِغِنَاكَ ، وَأَمْسَى ذُلِّي مُسْتَجِيرَاً بِعِزِّكَ ، وَأَمْسَى ضَعْفِي مُسْتَجِيرَاً بِقُوَّتِكَ ، وَأَمْسَى وَجْهِيَ الْبَالِي الْفَانِي مُسْتَجِيرَاً بِوَجْهِكَ الدَّائِمِ البَاقِي.
يَا كَائِناً قَبْلَ كُلِّ شَيءٍ ، وَيَا مُكَوِّنَ كُلِّ شيءٍ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَاصْرفْ عَنِّي وَعَن أَهْلِي وَمَالِي وَوُلْدِي وَأَهْلِ حُزَانَتِي وَإِخْوَانِي فيكَ شَرَّ كُلِّ ذِي شَرٍّ ، وَشَرَّ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ، وَشَيْطَانٍ مَرِيِدٍ ، وَسُلْطَانٍ جَائِرٍ ، وَعَدُوٍّ قَاهِرٍ ، وَحِاسِدٍ مُعَانِدٍ ، وَبَاغٍ مُرَاصِدٍ ، وَمِنَ شَرِّ السَّامَّةِ وَالهَامَّةِ ، وَمَا دَبَّ في اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، وَمِنْ شَرِّ فُسَّاقِ الْعَرَبِ وَالعَجَمِ ، وَفَسَقَةِ الجِنِّ وَالإِنْسِ ، وَأَعُوذُ بِدِرْعِكَ الحَصِيْنَةِ الَّتِي لاَتُرَامُ ، وأَسْأَلُكَ أَنْ لاَ
تُمِيْتَنِي غَمَّاً وَلاَ هَمَّاً وَلا مُتَرَدِّيَاً وَلاَ رَدْمَاً وَلا غَرَقاً وَلاَ حَرْقَاً وَلاَ عَطَشَاً وَلاَ صَبْرَاً وَلاَ قَوَدَاً وَلاَ أَكِيْلَ السَّبُعِ ، وَأَمِتْنِي عَلَى فِرَاشِي في عَافِيَةٍ ، أَوْ في الصَّفِّ الَّذِي نعَتَّ أهْلَهُ في كِتَابِكَ فَقُلْتَ : (كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ) مُقْبِلِيْنَ غَيْرَ مُدْبِرِيْنَ ، عَلَى طَاعَتِكَ وَطَاعَةِ رَسُولِكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ قَائِمَاً بِحَقِّكَ ، غَيْرَ جَاحِدٍ لآلاَئِكَ ، وَلاَ مُعَانِداً لأوْلِيَائِكَ ، وَلاَ مُوَالِيَاً لأَعْدَائِكَ ، يَا كَريْمُ.
اللَّهُمَّ اجْعَلْ دُعَائِي في المَرْفُوعِ المُسْتَجَابِ ، وَاجْعَلْنِي عِنْدَكَ وَجِيهاً في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ المُقَرَّبِيْنَ ، الَّذِينَ لاَ خَوفٌ عَلَيْهمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنوُنَ ، وَاغفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَمَا وَلَدَا ، وَمَا وَلَدْتُ وَمَا تَوَالدُوا مِنَ المُؤمِنِينَ وَالمُؤمِنَاتِ ، يَا خَيْرَ الغَافِرِيْنَ ، الْحَمْدُ للهِ الَّذِي قَضَى عَنِّي صَلاَةً كَانَتْ عَلَى المؤمِنينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً.
تعقيب صلاة المغرب
من أدعية النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم
الأول : دعاء للمغفرة
قال السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى في فلاح السائل : ص ٤٠٩ : ويقول أيضاً ، بعد صلاة المغرب ، وبعد صلاة الفجر : سُبْحَانَكَ لاَ إِلهَ إلّا أَنْتَ ، اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي كُلَّهَا جَمِيعاً ، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ كُلَّها جَميعاً إلّا أَنْتَ.
فقد روي عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليهالسلام ، يرفعه إلى النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، في حديث هذا المراد منه : أن العبد إذا قال ذلك ، قال الله عزوجل للكتبة : اكتبوا لعبدي المغفرة ، بمعرفته أنه لا يغفر الذنوب كلها جميعاً إلا أنا.
الثاني : دعاء من أفضل الأعمال
في وسائل الشيعة للحر العاملي : ج ٦ ص ٤٧٧ ح ٦ ، روي
عن عمر بن محمد ، عن أبي عبدالله عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من صلى الغداة فقال قبل أن ينقض ركبتيه ، عشر مرات :
لاَ إِلَهَ اللهُ وَحُدَهُ لاَ شَرِيْكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ ، وَلَهُ الْحَمْدُ ، يُحْيِي وَيُمِيْتُ ، وَيُمِيْتُ وَيُحْيِي ، وَهُوَ حَيٌّ لاَ يَمُوتُ ، بِيِدهِ الخَيْرُ ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ.
وفي المغرب مثلها ، لم يلق الله عزّوجلّ عبد بعمل أفضل من عمله إلاّ من جاء بمثل عمله.
من أدعية مولاتنا الصديقة فاطمة الزهراء عليهاالسلام
قال السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى في فلاح السائل ، ص ٤٢٠ ـ ٤٢٤ : ومن تعقيب فريضة المغرب أيضاً ما يختص بها مما روي عن مولاتنا فاطمة عليهاالسلام من الدعاء عقيب الخمس الصلوات وهو :
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي لا يُحْصِي مَدْحَهُ القَائِلُونَ ، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي لاَ يُحْصِي نَعْمَاءَهُ العَادُّوْنَ ، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي لاَ يُؤَدِّي حَقَّهُ المُجْتَهدُونَ ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ الأَوَّلُ وَالآخِرُ ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ
اللهُ الظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ، وَلاَ إِلَهَ إِلّا اللهُ الْمُحْيِي الْمُمِيْتُ ، وَاللهُ أَكْبَرُ ذُو الطَّوْلِ ، وَاللهُ أَكْبَرُ ذُو الْبَقَاءِ الدَّائِمِ ، وَالْحَمْدُ للهِ الَّذِي لاَ يُدْرِكُ الْعَالِمُونَ عِلْمَهُ ، وَلاَ يَسْتَخِفُّ الْجَاهِلُونَ حِلْمَهُ ، وَلاَ يَبْلُغُ الْمَادِحُونَ مِدْحَتَهُ ، وَلاَ يَصِفُ الْوَاصِفُونَ صِفَتَهُ ، وَلاَ يُحْسِنُ الْخَلْقُ نَعْتَهُ ، وَالْحَمْدُ للهِ ذِي الْمُلْكِ وَالْمَلَكُوتِ ، وَالْعَظَمَةِ وَالْجَبَرُوتِ ، وَالْعِزِّ وَالْكِبْرِيَاءِ ، وَالْبَهَاءِ وَالْجَلاَلِ ، وَالْمَهَابَةِ وَالْجَمَالِ ، وَالعِزَّةِ وَالقُدْرَةِ ، وَالحَوْلِ وَالقُوَّةِ ، وَالْمِنَّةِ وَالْغَلَبَةِ ، وَالْفَضْلِ وَالطَّوْلِ ، وَالْعَدْلِ وَالْحَقِّ ، وَالْخَلْقِ وَالْعَلاَءِ ، وَالرِّفْعَةِ وَالْمَجْدِ ، وَالْفَضِيلَةِ وَالْحِكْمَةِ ، وَالْغَنَاءِ وَالسِّعَةِ ، وَالْبَسْطِ وَالْقَبض ، وَالحِلْم وَالعِلْمِ ، وَالحُجَّةِ البَالِغَةِ ، وَالنِّعْمَةِ السَّابِغَةِ ، وَالثَّنَاءِ الحَسَنِ الجَميلِ ، وَالآلاءِ الكَرِيْمَةِ ، مَلِكِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ ، وَالجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَمَا فيهِنَّ تَبَارَكَ وَتَعَالَى.
الْحَمْدُ للهِ الَذِي عَلِمَ أَسْرَارَ الغُيُوبِ ، وَاطَّلَعَ عَلَى مَا تُجِنُّ القُلُوبُ ، فَلَيْسَ عَنْهُ مَذْهَبٌ وَلاَ مَهْرَبٌ ، وَالحَمْدُ للهِ المُتَكَبِّرِ في سُلْطَانِهِ ، العَزِيزِ في مَكَانِهِ ، المُتَجَبِّرِ في مُلْكِهِ ، الْقَويِّ في بَطْشِهِ ، الرَّفِيْعِ فَوْقَ عَرْشِهِ ، المُطَّلِع عَلَى خَلْقِهِ ، وَالْبَالِغ لِمَا أَرَادَ
مِن عِلْمِهِ ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي بِكلِمَاتِهِ قَامَتِ السَّمَوَاتُ الشِّدَادُ ، وَثَبَتَتِ الأَرَضُونَ المِهَادُ ، وَانْتَصَبَتِ الْجِبَالُ الرَّوَاسِيَ الأَوْتَادُ ، وَجَرَتِ الرِّيَاحُ اللَّوَاقِحُ ، وَسَارَ في جَوِّ السَّمَاءِ السَّحَابُ ، وَوَقَفَتْ عَلَى حُدُودِهَا الْبِحَارُ ، وَوَجِلَتِ الْقُلُوبُ مِنْ مَخَافَتِهِ ، وَانْقَمَعَتِ الأَرْبَابُ لِرُبُوبِيَّتِهِ ، تَبَارَكْتَ يَا مُحْصِيَ قَطْرِ الْمَطَرِ ، وَوَرَقِ الشَّجَرِ ، وَمُحْيِيَ أَجْسَادِ المَوْتَى لِلْحَشْرِ.
سُبْحَانَكَ يَا ذا الجَلاَلِ والإِكْرَامِ ، مَا فَعَلْتَ بِالْغَرِيبِ الفَقِيرِ إِذَا أَتَاكَ مُسْتَجِيْرَاً مُسْتَغِيْثاً ، مَا فَعَلْتَ بِمَنْ أَنَاخَ بِفِنَائِكَ وَتَعَرَّضَ لِرِضَاك وَغَدَا إِلَيْكَ ، فَجَثَا بَيْنَ يَدَيْكَ يَشْكُو إِلَيْكَ مَا لاَ يَخْفَى عَلَيْكَ ، فَلاَ يَكُونَنَّ يَا رَبِّ حَظِّي مِنْ دُعَائِيَ الحِرْمَانَ ، وَلاَ نَصِيْبِي مِمَّا أَرْجُو مِنْكَ الخِذْلاَنَ ، يَامَنْ لَمْ يَزُلْ وَلاَ يَزُولُ كَمَا لَمْ يَزَلْ قَائِمَاً عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ، يَا مَنْ جَعَلَ أَيَّامَ الدُّنْيَا تَزُولُ ، وَشُهُورَهَا تَحُولُ ، وَسِنِيَّهَا تدُورُ ، وَأَنْتَ الدَّائِمُ لاَ تُبْلِيْكَ الأَزْمَانُ ، وَلاَ تُغَيِّرُكَ الدُّهُورُ ، يَا مَنْ كُلُّ يَوْمٍ عِنْدَهُ جَدِيدٌ ، وَكُلُّ رِزْقٍ عِنْدَهُ عَتِيِدٌ ، لِلضَّعِيفِ وَالْقَوِيِّ وَالشَّدِيدِ ، قَسَمْتَ الأَرْزَاقَ بَيْنَ الخَلاَئِقِ ، فَسَوَّيْتَ بَيْنَ الذَّرَّةِ وَالعُصْفُورِ.
اللَّهُمَّ إِذا ضَاقَ الْمَقَامُ بِالنَّاسِ فَنَعُوذُ بِكَ مِنْ ضِيْق الْمَقَامِ ، اللَّهمَّ إِذَا طَال يَوْمُ القِيَامَةِ عَلَى المُجْرِمِينَ فَقَصِّرْ ذَلِكَ الْيَوْمَ عَلَيْنَا كَمَا بَيْنَ الصَّلاَةِ إلَى الصَّلاَةِ ، اللَّهُمَّ إِذَا أَدْنَيْتَ الشَّمْسَ مِنَ الجَمَاجِمِ ، فَكَانَ بَيْنَها وَبَيْنَ الجَمَاجِم مِقْدَارُ مِيْلٍ ، وَزيْدَ في حَرِّهَا حَرُّ عَشْرِ سِنيِنَ ، فَإِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تُظِلَّنَا بِالْغَمَامِ ، وَتَنْصِبَ لَنَا المَنَابِرَ ، وَالْكَرَاسِيَّ نَجْلِسُ عَلَيْهَا ، وَالنَّاسُ يَنْطَلِقُونَ في المَقَامِ ، آمِيْنَ رِبَّ العَالَمِيْنَ.
أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِحَقِّ هَذِهِ المَحَامِدِ إِلّا غَفَرْتَ لِي ، وَتَجَاوَزْتَ عَنِّي ، وَأَلْبَسْتَنِي العَافِيَةَ في بَدَنِي ، وَرَزَقْتَنِي السَّلاَمَةَ في ديْنِي ، فَإِنِّي أَسْأَلُكَ وَأَنَا وَاثِقٌ بِإجَابَتِكَ إِيَّايَ في مَسْأَلَتِي ، وَأَدْعُوكَ وَأَنَا عَالِمٌ بِاستمَاعِكَ دَعْوَتِي ، فَاسْتَمِعْ دُعَائِي ، وَلاَ تَقْطَعْ رَجَائِي ، وَلاَ تَرُدَّ ثَنَائِي ، وَلاَ تُخَيِّبْ دُعَائِي ، أَنَا مُحْتَاجٌ إِلَى رِضْوَانِكَ ، وَفَقِيرٌ إِلَى غُفْرَانِكَ ، وَأَسْأَلُكَ وَلاَ آيَسُ مِنْ رَحْمَتِكَ ، وَأَدْعُوكَ وَأَنَا غيرُ مُحْتَرِزٍ مِنْ سَخَطِكَ ، يَا رَبِّ وَاسْتَجِبْ لِي وَامْنُنْ عَلَيَّ بِعَفْوِكَ ، وَتَوَفَّنِي مُسْلِمَاً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِيْنَ ، رَبِّ لاَ تمنَعْنِي فَضْلَكَ يَا مَنَّانُ ، وَلاَ تَكِلْنِي إِلى نَفْسِي مَخْذُولاً يَا حَنَّانُ.
رَبِّ ارْحَمْ عِنْدَ فِرَاقِ الأَحِبَّةِ صَرْعَتِي ، وَعِنْدَ سُكُونِ القَبْرِ وُحْدَتِي ، وَفِي مَفَازَةِ القِيَامَةِ غُرْبَتِي ، وَبَيْنَ يَدَيْكَ مَوْقُوفاً لِلْحِسَابِ فَاقَتِي ، رَبِّ أَسْتَجيْرُ بِكَ مِنَ النَّارِ فَأَجِرْنِي ، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ فَأَعِذْنِي ، رَبِّ أَفْزَعُ إِلَيْكَ مِنَ النَّار فَأَبْعِدْنِي ، رَبِّ أَسْتَرْحِمُكَ مَكْرُوباً فَارْحَمْنِي ، رَبِّ أَسْتَغْفِرُكَ لِمَا جَهِلْتُ فَاغْفِرْ لِي ، رَبِّ قَدْ أَبْرَزَنِي الدُّعَاءُ لِلْحَاجَةِ إِلَيْكَ فَلاَ تُؤْيِسْنِي ، يَا كَرِيْمُ ذَا الآلاءِ وَالإحْسَانِ وَالتَّجَاوُزِ.
سَيِّدِي يَا بَرُّ يا رَحِيْمُ استَجِبْ بَيْنَ المُتَضَرِّعِيْنَ إِلَيْكَ دَعْوَتِي ، وَارْحَمْ مِنَ المُنْتَحِبِيْنَ بِالعوِيْلِ عَبْرَتِي ، وَاجْعَلْ في لِقَائِكَ يَوْمَ الخُرُوجِ مِنَ الدُّنْيَا رَاحَتِي ، وَاسْتُرْ بَيْنَ الأَمْوَاتِ يَا عَظِيْمَ الرَّجَاءِ عَوْرَتِي ، وَاعْطِفْ عَلَيَّ عِنْدَ التَّحوُّلِ وَحِيداً إِلَى حُفْرَتِي ، إِنَّكَ أَمَلِي وَمَوْضِعُ طَلِبَتِي ، وَالعَارِفُ بِمَا أُرِيْدُ في تَوْجِيهِ مَسْأَلَتِي ، فَاقْضِ يَا قَاضِيَ الحَاجَاتِ حَاجَتِي ، فَإلَيْكَ المُشْتَكَى وَأَنْتَ المُسْتَعَانُ وَالمُرْتَجَى ، أَفِرُّ إِلَيْكَ هَارِبَاً مِنَ الذُّنُوبِ فَاقْبَلْنِي ، وأَلْتَجِأُ مِنْ عَدْلِكَ إِلَى مَغْفِرَتِكَ فَأَدْرِكْنِي ، وَأَلْتَاذُ بِعَفْوِكَ مِن بَطْشِكَ فَامْنَعْنِي ، وَأَسْتَرْوِحُ رَحْمَتَكَ مِنْ عِقَابِكَ فَنَجِّنِي ،
وَأَطْلُبُ الْقُرْبَةَ مِنْكَ بِالإِسْلاَمِ فَقَرِّبْنِي ، وَمِنَ الفَزَعِ الأَكْبَرِ فَآمِنِّي ، وَفِي ظِلِّ عَرْشِكَ فَظَلِّلْنِي ، وَكِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِكَ فَهَبْ لِي ، وَمِنَ الدُّنْيَا سَالِمَاً فَنَجِّنِي ، وَمِنَ الظُّلُمَاتِ إِلى النُّورِ فَأَخْرِجْنِي ، وَيَوْمَ القِيَامَةِ فَبَيِّضْ وَجْهِي ، وَحِسَاباً يَسِيراً فَحَاسِبْنِي ، وَبِسَرَائِرِي فَلاَ تَفْضَحْنِي ، وَعَلَى بَلاَئِكَ فَصَبِّرْنِي ، وَكَمَا صَرَفْتَ عَنْ يُوسُفَ السُّوْءَ وَالْفَحْشَاءَ فَاصْرِفْهُ عَنِّي ، وَمَالاَ طَاقَةَ لِي بِهِ فَلاَ تُحَمِّلْنِي ، وَإلَى دَارِ السَّلاَمِ فَاهْدِنِي ، وَبِالْقُرْآنِ فَانْفَعْنِي ، وَبالْقَوْلِ الثَّابِتِ فَثَبِّتْنِي ، وَمِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم فَاحْفَظْنِي ، وَبِحَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ وَجَبَرُوتِكَ فَاعْصِمْنِي ، وَبِحِلْمِكَ وَعِلْمِكَ وَسِعَةِ رَحْمَتِكَ مِنْ جَهَنَّمَ فَنَجِّنِي ، وَجَنَّتَكَ الفِرْدَوسَ فَأَسْكَنِّي ، وَالنَّظَرَ إِلَى وَجْهِكَ فَارزُقْنِي ، وَبِنَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَأَلْحِقْنِي ، وَمِنَ الشَّيَاطِيْنِ وَأَوْلِيَائِهِمْ وَمِنْ شَرِّ كُلِّ ذِي شَرٍّ فَاكْفِنِي.
اللَّهُمَّ وَأعْدَائِي وَمَنْ كَادَنِي إِنْ أَتَوا بَرَّاً فَجَبِّنْ شَجْعَهُمْ ، فُضَّ جُمُوعَهُمْ ، كلِّلْ سِلاَحَهُمْ ، عَرْقِبْ دَوَابَّهُمْ ، سَلِّطْ عَلَيْهِمُ العَوَاصِفَ وَالْقَوَاصِفَ أَبَدَاً حَتَّى تُصْلِيَهُمُ النَّارِ ، أَنْزِلْهُمْ مِنْ صَيَاصِيهِمْ ، وَأَمْكِنَّا مِنْ نَوَاصِيهِمْ آمِيْنَ رَبَّ الْعَالَمِيْنَ.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، صَلاَةً يَشْهَدُ الأَوَّلُوْنَ مَعَ الأَبْرَارِ ، وَسَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ ، وَخَاتَمِ النَّبِيِّيْنَ ، وَقَائِدِ الخَيْرِ ، وَمِفْتَاحِ الرَّحْمَةِ ، اللَّهُمَّ رَبَّ الْبَيْتِ الحَرَامِ ، وَالشَّهْرِ الحَرَامِ ، وَرَبَّ المَشْعَرِ الحَرَامِ ، وَرَبَّ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ ، وَرَبَّ الحِلِّ وَالْحَرَامِ ، وبَلِّغْ رُوْحَ مُحَمَّدٍ مِنَّا التَّحِيَّةَ وَالسَّلاَمَ ، سَلاَمٌ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله ، سَلاَمٌ عَلَيْكَ يَا أَمِيْنَ اللهِ ، سَلاَمٌ عَلَيْكَ يَا مُحَمَّدُ بنَ عَبْدِاللهِ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ ، فَهُوَ كَمَا وَصَفْتَهُ بِالمُؤْمِنِيْنَ رَؤُوفٌ رَحِيْمٌ ، اللَّهُمَّ أَعْطِهِ أَفضْلَ مَا سَأَلَكَ وَأَفْضَلَ مَا سُئِلْتَ لَهُ ، وَأَفْضَلَ مَا أَنْتَ مَسْئُولٌ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، آمِيْنَ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ.
من أدعية أميرالمؤمنين صلوات الله عليه
الأول : لدفع البلاء
في مستدرك الوسائل للنوري : ج ٥ ص ١٠١ ح ٧ ، روي عن إسماعيل بن همام ، عن أبي الحسن ـ يعني الإمام الرضا عليهالسلام قال : قال أميرالمؤمنين عليهالسلام : من قال :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلّا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ ، سبع مرات. وهو ثاني رجله بعد المغرب قبل أن يتكلم ،
وبعد الصبح قبل أن يتكلم ، صرف الله تعالى عنه سبعين نوعاً من أنواع البلاء ، أدناها الجذام والبرص والسلطان والشيطان.
الثاني : الْحَمْدُ للهِ الَّذِي يُوْلِجُ اللَّيْلَ في النَّهَارِ
عن نصر بن مزاحم في كتاب صفين : ص ١٣٤ ، عن أبي الحسين زيد بن علي ، عن آبائه عليهمالسلام قال : خرج علي عليهالسلاموهو يريد صفين ـ إلى أن قال ـ : ثم خرج حتى نزل على شاطىء النرس ، بين موضع حمام أبي بردة وحمام عمر ، فصلى بالناس المغرب ، فلما انصرف قال :
الْحَمْدُ للهِ الَّذِي يُوْلِجُ اللَّيْلَ في النَّهَارِ ، وَيُوْلِجُ النَّهَارَ في اللَّيْلِ ، الْحَمْدُ للهِ كُلَّمَا وَقَبَ لَيْلٌ وَغَسَقَ ، وَالْحَمْدُ للهِ كُلَّما لاحَ نَجْمٌ وَخَفَقَ.
الثالث : اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنِّي مَا كَانَ صَالِحَاً
قال السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى في فلاح السائل : ص ٤١٩ : ومن تعقيب فريضة المغرب ما يختص بها ماروي عن مولانا أميرالمؤمنين عليهالسلام من الدعاء عقيب الخمس المفروضات فمنها بعد صلاة المغرب :