أدعية أهل البيت عليهم السلام في تعقيب الصلوات

الشيخ عبدالله حسن آل درويش

أدعية أهل البيت عليهم السلام في تعقيب الصلوات

المؤلف:

الشيخ عبدالله حسن آل درويش


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٠

الخاتمة

وفيها جملة من الأدعية والزيارات ، وهي كالتالي

أدعية وزيارات أيام الأسبوع

ونذكر هنا ماجاء في كل يوم من أيام الأسبوع بما يناسبه من الأدعية والزيارات الواردة ، أما الأدعية فهي من كتاب الصحيفة السجادية ، وأما الزيارات فهي من كتاب جمال الأسبوع لابن طاووس رحمه الله تعالى ، وهي كالتالي :

دعاء الإمام زين العابدين عليه‌السلام في يوم الأحد

بِسْمِ اللهِ الرَحْمَنِ الرَّحِيْمِ : بِسْمِ اللهِ الَّذِي لاَ أرْجُو إلّا فَضْلَهُ ، وَلاَ أخْشَى إلّا عَدْلَهُ ، وَلاَ أعْتَمِدُ إلّا قَوْلَهُ ، وَلاَ أتَمَسَّكُ

٢٨١

إلاَّ بِحَبْلِهِ. بِكَ أسْتَجِيرُ يَا ذَا العَفْوِ وَالرِّضْوَانِ مِنَ الظُّلْمِ وَالعُدْوَانِ ، وَمِنْ غِيَرِ الزَّمَانِ وَتَوَاتُرِ الأحْزَانِ وَطَوَارِقِ الحَدَثَانِ ، وَمِنِ انْقِضَاءِ المُدَّةِ قَبْلَ التَّأهُّبِ وَالعُدَّةِ ، وَإيَّاكَ أسْتَرْشِدُ لِمَا فيهِ الصَّلاَحُ وَالإصْلاَحُ ، وَبِكَ أسْتَعِينُ فيمَا يَقْتَرِنُ بِهِ النَّجَاحُ وَالإنْجَاحُ ، وَإيَّاكَ أرْغَبُ في لِبَاسِ العَافِيَةِ وَتَمَامِهَا ، وَشُمُولِ السَّلاَمَةِ وَدَوَامِهَا ، وَأعُوذُ بِكَ يَا رَبِّ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ ، وَأحْتَرِزُ بِسُلْطَانِكَ مِنْ جَوْرِ السَّلاَطِينِ.

فَتَقَبَّلْ مَا كَانَ مِنْ صَلاَتِي وًصَوْمِي ، وَاجْعَلْ غَدِي وَمَا بَعْدَهُ أفْضَلَ مِنْ سَاعَتِي وَيَوْمِي ، وَأَعِزَّنِي في عَشِيْرَتِي وَقَوْمِي ، وَاحْفَظْنِي في يَقَظَتِي ، وَنَوْمِي ، فَأَنْتَ اللهُ خَيْرٌ حَافِظاً وَأنْتَ أرْحَمُ الرَّاحِمِينَ.

اللَّهُمَّ إنِّي أبْرَأُ إلَيكَ في يَوْمِي هَذَا وَمَا بَعْدَهُ مِنَ الآحَادِ مِنَ الشِّرْكِ وَالإلْحَادِ ، وَأُخْلِصُ لَكَ دُعَائِي تَعَرُّضَاً لِلإجَابَةِ ، وَأُقِيمُ عَلَى طَاعَتِكَ رَجَاءً لِلإثَابَةِ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ خَيْرِ خَلْقِكَ ، الدَّاعِي إلَى حَقِّكَ ، وَأَعِزَّنِي بِعِزِّكَ الَّذِي لاَ يُضَامُ وَاحْفَظْنِي بِعَيْنِكَ الَّتِي لاَ تَنَامُ ، وَاخْتِمْ بِالانْقِطَاعِ إلَيْكَ أمْرِي ، وَبِالمَغْفِرَةِ عُمْرِي ، إنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ.

٢٨٢

زيارة أمير المؤمنين عليه‌السلام في يوم الأحد

قال السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى في جمال الأسبوع : زيارة أمير المؤمنين عليه‌السلام برواية من شاهد صاحب الزمان عليه‌السلام ، وهو يزور بها في اليقظة لا في النوم يوم الأحد وهو يوم أمير المؤمنين عليه‌السلام :

السَّلاَمُ عَلَى الشَّجَرَةِ النَّبَوِيَّةِ ، وَالدَّوْحَةِ الهَاشِمِيَّةِ المُضِيْئَةِ ، المُثْمِرَةِ بِالنُّبُوَّةِ ، المُوْنِعَةِ بالإمَامَةِ ، وَعَلَى ضَجِيْعَيْكَ آدَمَ وَنُوْحٍ ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى أهْلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِيْنَ الطَّاهِريْنَ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ وَعَلَى المَلاَئِكَةِ المُحْدِقِيْنَ بِكَ وَالْحَافِّيْنَ بِقَبْرِكَ يَا مَوْلاَيَ يَا أمِيرَ المُؤْمِنِيْنَ هَذَا يَوْمُ الأَحَدِ وَهُوَ يَوْمُكَ وَبِاسْمِكَ وَأَنَا ضَيْفُكَ فيهِ وَجَارُكَ ، فَأَضِفْنِي يَا مَوْلاَيَ وَأجِرْنِي فَإنَّكَ كَرِيمٌ تُحبُّ الضِّيَافَةَ وَمَأمُورٌ بِالإجَارَةِ فَافْعَلْ مَا رَغِبْتُ إلَيكَ فيهِ وَرَجَوْتُهُ مِنْكَ بِمَنْزِلَتِكَ وَآلِ بَيْتِكَ عِنْدَ اللهِ وَبِمَنْزِلَتِهِ عِنْدَكُمْ ، وَبِحَقِّ ابْنِ عَمِّكَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْكُمْ أجْمَعِيْنَ.

زيارة الزهراء عليها‌السلام :

السَّلاَمُ عَلَيْكِ يَا مُمْتَحَنَةُ ، امْتَحَنَكِ الَّذِي خَلَقَكِ ، فَوَجَدَكِ

٢٨٣

لِمَا امْتَحَنَكِ صَابِرَةً ، أنَا لَكِ مُصَدِّقٌ ، صَابِرٌ عَلَى مَا أتَى بِهِ أَبُوكِ وَوَصِيُّهُ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا ، وَأنَا أسْأَلُكِ إنْ كُنْتُ صَدَّقْتُكِ إلّا ألْحَقْتِنِي بِتَصْدِيقِي لَهُمَا لِتُسَرَّ نَفْسِي ، فَاشْهَدِي أنِّي طَاهِرٌ بِوِلاَيَتِكِ وَوِلاَيَةِ آلِ بَيْتِكِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ أجْمَعِيْنَ.

قال السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى : أقول : ووجدت في هذه الزيارة زيادة برواية أخرى ، وهي :

السَّلاَمُ عَلَيْكِ يَا مُمْتَحَنَةُ ، امْتَحَنَكِ الَّذِي خَلَقَكِ قَبْلَ أنْ يَخْلُقَكِ وَكُنْتِ لِمَا امْتَحَنَكِ بِهِ صَابِرَةً ، وَنَحْنُ لَكِ أوْلِيَاءُ مُصَدِّقُونَ وَلِكُلِّ مَا أَتَى بِهِ أبُوكِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ وَأَتَى بِهِ وَصِيُّهُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ مُسَلِّمُونَ ، وَنَحْنُ نَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ إذْ كُنَّا مُصَدِّقِيْنَ لَهُمْ أنْ تُلْحِقَنَا بِتَصْدِيْقِنَا بِالدَّرَجَةِ الْعَالِيَةِ لِنُبَشِّرَ أنْفُسَنَا بِأنَّا قَدْ طَهُرْنَا بِوِلاَيَتِهِمْ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ.

دعاء الإمام زين العابدين عليه‌السلام في يوم الإثنين

بِسْمِ اللهِ الرَحْمَنِ الرَّحِيْمِ : الحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يُشْهِدُ أحَدَاً حِيْنَ فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَلاَ اتَّخَذَ مُعِيناً حِيْنَ بَرَأَ النَّسَمَاتِ لَمْ يُشَارَكْ في الإلَهِيَّةِ ، وَلَمْ يُظَاهَرْ في الوَحْدَانِيَّةِ ،

٢٨٤

كَلَّتِ الألْسُنُ عَنْ غَايَةِ صِفَتِهِ ، وَانْحَسَرَتِ العُقُولُ عَنْ كُنْهِ مَعْرِفَتِهِ ، وَتَوَاضَعَتِ الجَبَابِرَةُ لِهَيْبَتِهِ ، وَعَنَتِ الوُجُوهُ لِخَشْيِتِهِ ، وَانْقَادَ كُلُّ عَظِيمٍ لِعَظَمَتِهِ ، فَلَكَ الحَمْدُ مُتَوَاتِرَاً مُتَّسِقَاً وَمُتَوَالِيَاً مُسْتَوسِقَاً وَصَلَوَاتُهُ عَلَى رَسُولِهِ أبَداً ، وَسَلاَمُهُ دَائِمَاً سَرْمَدَاً.

اللَّهُمَّ اجْعَلْ أوَّلَ يَوْمِي هَذَا صَلاَحَاً ، وَأوْسَطَهُ فَلاَحَاً ، وَآخِرَهُ نَجَاحَاً وَأعُوذُ بِكَ مِنْ يَوْمٍ أوَّلُهُ فَزَعٌ ، وَأوْسَطُهُ جَزَعٌ ، وَآخِرُهُ وَجَعٌ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أسْتَغْفِرُكَ لِكُلِّ نَذْرٍ نَذَرْتُهُ ، وَلِكُلِّ وَعْدٍ وَعَدْتُهُ ، وَلِكُلِّ عَهْدٍ عَاهَدْتُهُ ثُمَّ لَمْ أفِ لَكَ بِهِ ، وَأسْأَلُكَ في مَظَالِمِ عِبَادِكَ عنْدِي ، فَأيُّمَا عَبْدٍ مِنْ عَبِيدِكَ ، أوْ أمَةٍ مِنْ إمَائِكَ كَانَتْ لَهُ قِبَلِي مَظْلَمَةٌ ظَلَمْتُهَا إيَّاهُ في نَفْسِهِ أوْ في عِرْضِهِ أوْ في مَالِهِ أوْفِي أهْلِهِ وَوَلَدِهِ ، أوْ غِيْبَةٌ اغْتَبْتُهُ بِهَا ، أوْ تَحَامُلٌ عَلَيْهِ بِمَيْلٍ أوْ هَوَىً ، أوْ أنَفَةٍ أو حَميَّةٍ أوْ رِيَاءٍ أوْ عَصَبِيَّةٍ غَائِباً كانَ أوْ شَاهِدَاً ، وَحَيَّاً كَانَ أوْ مَيِّتَاً ، فَقَصُرَتْ يَدِي ، وَضَاقَ وُسْعِي عَنْ رَدِّهَا إلَيْهِ ، وَالتَّحَلُّلِ مِنْهُ.

فَأَسْأَلُكَ يَا مَنْ يَمْلِكُ الحَاجَاتِ وَهِيَ مُسْتَجِيْبَةٌ لِمَشِيِّتهِ وَمُسْرِعَةٌ إلَى إرَادَتِهِ أنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأنْ تُرْضِيَهُ عَنِّي بِمَا شِئْتَ ، وَتَهَبَ لِي مِنْ عِنْدِكَ رَحْمَةً إنَّهُ لاَ

٢٨٥

تَنْقُصُكَ المَغْفِرَةُ ، ولاَ تَضُرُّكَ المَوْهِبَةُ يَا أرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.

اللَّهُمَّ أَوْلِنِي في كُلِّ يَومِ اثْنَيْنِ نِعْمَتَيْنِ مِنْكَ ثِنْتَيْنِ ، سَعَادَةً في أوَّلِهِ بِطَاعَتِكَ ، وَنِعْمَةً في آخِرِهِ بِمَغْفِرَتِكَ ، يَا مَنْ هُوَ الإلَهُ ، وَلاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ سِوَاهُ.

زيارة الإمامين الحسنين عليهما‌السلام يوم الإثنين

قال السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى في جمال الأسبوع : يوم الإثنين وهو باسم الحسن والحسين صلوات الله عليهما.

زيارة أبي محمد الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما‌السلام من كتاب الشيخ محمد بن علي الطرازي :

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِيْنَ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا بْنَ أمِيرِ المُؤمِنِيْنَ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَابْنَ فَاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا حَبِيْبَ اللهِ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا صِفَوَةَ اللهِ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أمِيْنَ اللهِ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ الله ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا نُوْرَ اللهِ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا صِرَاطَ اللهِ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا بَيَانَ حُكْمِ اللهِ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا نَاصِرَ دِينِ اللهِ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أيُّها السَّيِّدُ الزَّكِيُّ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أيُّها البَرُّ الوَفِيُّ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أيُّها القَائِمُ الأمِينُ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ

٢٨٦

أيُّها العَالِمُ بِالتَّأوِيلِ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أيُّها الهَادِي المَهْدِيُّ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أيُّها الطَّاهِرُ الزَّكِيُّ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أيُّها التَّقِيُّ النَّقِيُّ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أيُّها الحَقُّ الحَقِيقُ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أيُّها الشَّهِيدُ الصَّدِّيقُ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ الحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ.

قال السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى : زيارة الحسين عليه‌السلام من غير كتاب الطرازي :

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا بْنَ رَسُولِ اللهِ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا بْنَ أمِيرِ المُؤْمِنِينَ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا بْنَ سَيِّدَةِ نِسَاءِ العَالَمِيْنَ ، أشْهَدُ أنَّكَ أقَمْتَ الصَّلَاةَ ، وَآتَيْتَ الزَّكَاةَ ، وَأمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ ، وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ ، وَعَبَدْتَ اللهَ مُخْلِصَاً ، وَجَاهَدْتَ في اللهِ حَقَّ جِهَادِهِ حَتَّى أَتَاكَ اليَقِيْنُ ، فَعَلَيْكَ السَّلاَمُ مِنِّي مَا بَقِيْتُ وَبَقِيَّ اللَّيلُ وَالنَّهَارُ وَعَلَى آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِيْنَ الطَّاهِرِيْنَ.

أنَا يَا مَوْلاَيَ مَوْلَىً لَكَ وَلِآلِ بَيْتِكَ ، سِلْمٌ لِمَنْ سَالَمَكُمْ ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حَارَبَكُمْ ، مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَجَهْرِكُمْ وَظَاهِرِكُمْ وَبَاطِنِكُمْ ، لَعَنَ اللهُ أعْدَاءَكُمْ مِنَ الأوَّلِيْنَ وَالآخِرِيْنَ ، وَأنَا أبْرَءُ إلَى اللهِ تَعَالَى مِنْهُمْ ، يَا مَوْلاَيَ يَا أبَا مُحَمَّدٍ ، يَا مَوْلاَيَ يَا أبَا

٢٨٧

عَبْدِ اللهِ ، هَذا يَوْمُ الاثْنَيْنِ وَهُوَ يَوْمُكُمَا وَبِاسْمِكُمَا ، وَأنَا فيهِ ضَيْفُكُمَا ، فَأضِيْفَانِي وَأحْسِنَا ضِيَافَتِي ، فَنِعْمَ مَنْ اسْتُضِيْفَ بِهِ أنْتُمَا وَأنَا مِنْ جِوَارِكُمَا فَأجِيْرَانِي ، فَإنَّكُمَا مَأمُورَانِ بِالضِّيَافَةِ وَالإجَارَةِ فَصَلَّى الله عَلَيْكُمَا وَآلِكُمَا الطَّيِّبِيْنَ.

دعاء الإمام زين العابدين عليه‌السلام في يوم الثلاثاء

بِسْمِ اللهِ الرَحْمَنِ الرَّحِيْمِ : الحَمْدُ للهِ ، وَالحَمْدُ حَقُّهُ كَمَا يَسْتَحقُّهُ حَمْدَاً كَثِيْرَاً ، وَأعُوذُ بِهِ مِنْ شَرِّ نَفْسِي إنَّ النَّفْسَ لأمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إلّا مَا رَحِمَ رَبِّي ، وَأعُوذُ بِهِ مِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ الَّذي يَزِيدُنِي ذَنْبَاً إلَى ذَنْبِي ، وَأحْتَرِزُ بِهِ مِنْ كُلِّ جَبَّارٍ فَاجِرٍ ، وَسُلْطَانٍ جَائِرٍ ، وَعَدُوٍّ قَاهِرٍ.

اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ جُنْدِكَ فَإنَّ جُنْدَكَ هُمُ الغَالِبُونَ ، وَاجْعَلْنِي مِنْ حِزْبِكَ فَإنَّ حِزْبَكَ هُمُ المُفْلِحُونَ ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أوْلِيَائِكَ فَإنَّ أوْلِيَاءَكَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ.

اللَّهُمَّ أصْلِحْ لِي دِيْنِي فَإنَّهُ عِصْمَةٌ أمْرِي ، وأصْلِحْ لِي آخِرَتِي فَإنَّهَا دَارُ مَقَرِّي ، وَإلَيْهَا مِنْ مُجَاوَرةِ اللِّئَامِ مَفَرِّي ، وَاجْعَلْ الحَيَاةَ زِيَادَةً لِي في كُلِّ خَيْرٍ ، وَالوَفَاةَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ شَرٍّ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيَّيْنَ وَتَمَامِ عِدَّةِ المُرْسَلِيْنَ ،

٢٨٨

وَعَلَى آلِهِ الطَّيِّبِيْنَ الطَّاهِرِيْنَ وَأصْحَابِهِ المُنْتَجَبِيْنَ ، وَهَبْ لِي في الثُّلاَثَاءِ ثَلاَثَاً : لاَ تَدَعْ لِي ذَنْبَاً إلّا غَفَرْتَهُ ، وَلاَ غَمَّاً إلّا أذْهَبْتَهُ ، وَلاَ عَدُوَّاً إلّا دَفَعْتَهُ ، بِبِسْمِ اللهِ خَيْرِ الأسْمَاءِ ، بِسْمِ اللهِ رَبِّ الأرْضِ وَالسَّمَاءِ ، أسْتَدْفِعُ كُلَّ مَكْرُوهٍ أَوَّلُهُ سَخَطُهُ ، وَأسْتَجْلِبُ كُلَّ مَحْبُوبٍ أوَّلُهُ رِضَاهُ ، فَاخْتِمْ لِي مِنْكَ بِالغُفْرَانِ يَا وَلِيَّ الإحْسَانِ.

زيارة الإمام زين العابدين والإمام الباقر والإمام الصادق عليهم‌السلام يوم الثلاثاء

قال السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى في جمال الأسبوع : يوم الثلاثاء وهو باسم علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد صلوات الله عليهم أجمعين ، زيارتهم عليهم‌السلام :

السَّلاَمُ عَلَيْكُم يَا خُزَّانَ عِلْمِ اللهِ ، السَّلاَمُ عَلَيْكُم يَا تَرَاجِمَةَ وَحْيِ اللهِ ، السَّلاَمُ عَلَيْكُم يَا أئِمَّةَ الهُدَى ، السَّلاَمُ عَلَيْكُم يَا أَعْلاَمَ التُّقَى ، السَّلاَمُ عَلَيْكُم يَا أوْلاَدَ رَسُولِ اللهِ ، أنَا عَارِفٌ بِحَقِّكُمْ مُسْتَبْصِرٌ بِشَأْنِكُمْ مُعَادٍ لأَعْدَائِكُمْ مُوَالٍ لأَوْلِيَائِكُمْ ، بِأَبِي أَنْتُمْ وَأُمِّي صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكُمْ ، اللَّهُمَّ إنِّي أَتَوَالَى آخِرَهُم كَمَا تَوَالَيْتُ أوَّلَهُمْ وَأبْرَأُ مِنْ كُلِّ وَلِيْجَةٍ دُوْنَهُمْ وَأَكْفُرُ بِالْجِبْتِ

٢٨٩

وَالطَّاغُوتِ وَاللاَّتِ وَالعُزَّى صَلَواتُ اللهِ عَلَيْكُمْ يَا مَوَالِيَّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا سَيِّدَ العَابِدِيْنَ وَسُلاَلَةَ الوَصِيِّيْنَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا بَاقِرَ عِلْمِ النَّبِيِّيْنَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يَا صَادِقَاً مُصَدَّقاً في القَوْلِ وَالفِعْلِ ، يَا مَوَالِيَّ هَذا يَوْمُكُمْ وَهُوَ يَوْمُ الثُّلاَثَاءِ وَأنَا فيهِ ضَيْفٌ لَكُمْ وَمُسْتَجِيْرٌ بِكُمْ فَأَضِيْفُونِي وَأَجِيْرُونِي بِمَنْزِلَةِ اللهِ عِنْدَكُمْ وَآلِ بَيْتِكُمُ الطَّيِّبِيْنَ الطَّاهِرِيْنَ.

دعاء الإمام زين العابدين عليه‌السلام في يوم الأربعاء

بِسْمِ اللهِ الرَحْمَنِ الرَّحِيْمِ : الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ لِبَاسَاً ، وَالنَّومَ سُبَاتَاً ، وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورَاً لَكَ الحَمْدُ أنْ بَعَثْتَنِي مِنْ مَرْقَدِي وَلَوْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ سَرْمَداً حَمْدَاً دَائِمَاً لاَ يَنْقَطِعُ أبَدَاً ، وَلاَ يُحْصِي لَهُ الخَلاَئِقُ عَدَدَاً. اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أنْ خَلَقْتَ فَسَوَّيْتَ وَقَدَّرْتَ وَقَضَيْتَ ، وَأمَتَّ وَأحْيَيْتَ ، وَأمْرَضْتَ وَشَفَيْتَ ، وَعَافَيْتَ وَأبْلَيْتَ ، وَعَلَى العَرْشِ اسْتَوَيْتَ وَعَلَى المُلْكِ احْتَوَيْتَ.

أدْعُوكَ دُعَاءَ مَنْ ضَعُفَتْ وَسِيلَتُهُ ، وَانْقَطَعَتْ حِيْلَتُهُ ، وَاقْتَرَبَ أجَلُهُ وَتَدَانَى في الدُّنْيَا أمَلُهُ ، وَاشْتَدَّتْ إلَى رَحْمَتِكَ فَاقَتُهُ ، وَعَظُمَتْ لِتَفْرِيْطِهِ حَسْرَتُهُ ، وَكَثُرَتْ زَلَّتُهُ وَعَثْرَتُهُ ، وَخَلُصَتْ

٢٩٠

لِوَجْهِكَ تَوْبَتُهُ ، فَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ خَاتَمِ النَّبِيِّيْنَ ، وَعَلَى أهْلِ بَيْتِهِ الطَّيِّبِيْنَ الطَّاهِرِيْنَ ، وَارْزُقْنِي شَفَاعَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، وَلاَ تَحْرِمْنِي صُحْبَتَهُ إنَّكَ أنْتَ أرْحَمُ الرَّاحِمِيْنَ.

اللَّهُمَّ اقْضِ لِي في الأرْبِعَاءِ أرْبَعَاً : اجْعَلْ قُوَّتِي في طَاعَتِكَ وَنَشَاطِي في عِبَادَتِكَ ، وَرَغْبَتِي في ثَوَابِكَ ، وَزُهْدِي فيمَا يُوْجِبُ لِي ألِيْمَ عِقَابِكَ ، إنَّكَ لِطِيفٌ لِمَا تَشَاءُ.

زيارة الإمام الكاظم والإمام الرضا والإمام الجواد والإمام الهادي عليهم‌السلام يوم الأربعاء

قال السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى في جمال الأسبوع : يوم الأربعاء وهو باسم موسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وعلي بن محمد صلوات الله عليهم أجمعين ، زيارتهم عليهم‌السلام :

السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ يَا أوْلِيَاءَ اللهِ ، السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ يَا حُجَجَ اللهِ ، السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ يَا نُوْرَ اللهِ في ظُلُمَاتِ الأرْضِ ، السَّلاَمُ علَيْكُمْ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَعَلَى آلِ بَيْتِكُمُ الطَّيِّبِيْنَ الطَّاهِرِيْنَ ، بِأَبِي أنْتُمْ وَأُمِّي لَقَدْ عَبَدْتُمُ اللهَ مُخْلِصِيْنَ ، وَجَاهَدْتُمْ في اللهِ

٢٩١

حَقَّ جِهَادِهِ حَتَّى أتَاكُمُ اليَقِيْنُ فَلَعَنَ اللهُ أعْدَاءَكُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالأنْسِ أجْمَعِيْنَ ، وَأنَا أبْرَءُ إلَى اللهِ وَإلَيْكُمْ مِنْهُمْ ، يَا مَوْلاَيَ يَا أبَا إبْرَاهِيْمَ مُوْسَى بْنَ جَعْفَرٍ ، يَا مَوْلاَيَ يَا أبَا الحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُوْسَى ، يَا مَوْلاَيَ يَا أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ، يَا مَوْلاَيَ يَا أبَاَ الحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ ، أنَا مَوْلَىً لَكُمْ مُؤْمِنٌ بِسِرِّكُمْ وَجَهْرِكُمْ مُتَضَيِّفٌ بِكُمْ في يَوْمِكُمْ هَذَا وَهُوَ يَوْمُ الأرْبِعَاءِ وَمُسْتَجِيْرٌ بِكُمْ ، فَأَضِيْفُونِي وَأَجِيْرُونِي بِآلِ بَيْتِكُمُ الطَّيِّبِيْنَ الطَّاهِرِيْنَ.

دعاء الإمام زين العابدين عليه‌السلام في يوم الخميس

بِسْمِ اللهِ الرَحْمَنِ الرَّحِيْمِ : الحَمْدُ للهِ الَّذِي أذْهَبَ اللِّيْلَ مُظْلِمَاً بِقُدْرَتِهِ ، وَجَاءَ بِالنَّهَارِ مُبْصِرَاً بِرَحْمَتِهِ ، وَكَسَانِي ضِيَاءَهُ ، وَآتَانِي نِعْمَتَهُ ، اللَّهُمَّ فَكَمَا أبْقَيْتَنِي لَهُ فَأَبْقِنِي لأمْثَالِهِ وَصَلِّ عَلَى النَّبِيَّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَلاَ تَفْجَعْنِي فيهِ وَفِي غَيْرِهِ مِنَ اللَّيَالِي وَالأيَّامِ بِارتِكَابِ المَحَارِمِ ، وَاكْتِسَابِ المَآثِمِ ، وَارْزُقْنِي خَيْرَهُ ، وَخَيْرَ مَا فيهِ ، وَخَيْرَ مَا بَعْدَهُ ، وَاصْرِفْ عَنِّي شَرَّهُ ، وَشَرَّ مَا فيهِ ، وَشَرَّ مَا بَعْدَهُ ، اللَّهُمَّ إنِّي بِذِمَّةِ الإسْلاَمِ أتَوَسَّلُ إلَيْكَ ، وَبِحُرْمَةِ القُرْآنِ أَعْتَمِدُ عَلَيْكَ ، وَبِمُحَمَّدٍ المُصْطَفَى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ أسْتَشْفِعُ لَدَيْكَ ، فَاعْرِفِ اللَّهُمَّ ذِمَّتِيَ

٢٩٢

الَّتِي رَجَوْتُ بِهَا قَضَاءَ حَاجَتِي يَا أرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.

اللَّهُمَّ اقْضِ لِي في الخَمِيسِ خَمْسَاً ، لاَ يَتَّسِعُ لَهَا إلّا كَرَمُكَ ، وَلاَ يُطِيقُهَا إلّا نِعَمُكَ : سَلاَمَةً أقْوَى بِهَا عَلَى طَاعَتِكَ ، وَعِبَادَةً أسْتَحِقُّ بِهَا جَزِيْلَ مَثُوبَتِكَ ، وَسَعَةً في الْحَالِ مِنَ الرِّزْقِ الحَلاَلِ ، وَأنْ تُؤْمِنَنِي في مَوَاقِفِ الخَوْفِ بِأمْنِكَ ، وَتَجْعَلَنِي مِنْ طَوَارِقِ الهُمُومِ وَالغُمُومِ في حِصْنِكَ ، صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَاجْعَلْ تَوَسُّلِي بِهِ شَافِعَاً يَوْمَ القِيَامَةِ نَافِعَاً ، إنَّكَ أنْتَ أرْحَمُ الرَّاحِمِيْنَ.

زيارة الإمام العسكري عليه‌السلام في يوم الخميس

قال السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى في جمال الأسبوع : يوم الخميس وهو يوم الحسن بن علي صاحب العسكر صلوات الله عليه ، زيارته :

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَلِيَّ اللهِ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللهِ وَخَالِصَتَهُ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا إمَامَ المُؤْمِنِيْنَ وَوَارِثَ المُرْسَلِيْنَ وَحُجَّةَ رَبِّ العَالَمِيْنَ ، صَلَّى اللهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِيْنَ الطَّاهِرِيْنَ ، يَا مَوْلاَيَ يَا أبَا مُحَمَّدٍ الحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ، أنَا مَوْلَىً

٢٩٣

لَكَ وَلآلِ بَيْتِكَ ، وَهَذَا يَوْمُكَ وَهُوَ يَوْمُ الخَمِيْسِ ، وَأنَا ضَيْفُكَ فيهِ وَمُسْتَجِيرٌ بِكَ فيهِ ، فَأَحْسِنْ ضِيَافَتِي وإجَارَتِي بِحَقِّ آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِيْنَ الطَّاهِرِيْنَ.

دعاء الإمام زين العابدين عليه‌السلام في يوم الجمعة

بِسْمِ اللهِ الرَحْمَنِ الرَّحِيْمِ : الحَمْدُ للهِ الأوَّلِ قَبْلَ الإنْشَاءِ وَالإحْيَاءِ ، وَالآخِرِ بَعْدَ فَنَاءِ الأشْيَاءِ ، العَلِيمِ الَّذِي لاَ يَنْسَى مَنْ ذَكَرَهُ ، وَلاَ يَنْقُصُ مَنْ شَكَرَهُ ، وَلاَ يَخِيْبُ مَنْ دَعَاهُ ، وَلاَ يَقْطَعُ رَجَاءَ مَنْ رَجَاهُ.

اللَّهُمَّ إنِّي أُشْهِدُكَ وَكَفَى بِكَ شَهِيْدَاً ، وَأُشْهِدُ جَمِيْعَ مَلاَئِكَتِكَ وَسُكَّانَ سَمَاوَاتِكَ وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ ، وَمَنْ بَعَثْتَ مِنْ أنْبِيَائِكَ وَرُسُلِكَ ، وَأنْشَأتَ مِنْ أصْنَافِ خَلْقِكَ ، أنِّي أشْهَدُ أنَّكَ أنْتَ اللهُ لاَ إلَهَ إلّا أنْتَ وَحْدَك لاَ شَرِيْكَ لَكَ وَلاَ عَدِيلَ ، وَلاَخُلْفَ لِقَوْلِكَ وَلاَ تَبْدِيْلَ ، وَأنَّ مُحَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ ، أدَّى مَا حَمَّلْتَهُ إلى العِبَادِ ، وَجَاهَدَ في اللهِ عَزَّوَجَلَّ حَقَّ الجِهَادِ ، وَأنَّهُ بَشَّرَ بِمَا هُوَ حَقٌّ مِنَ الثَّوَابِ ، وَأنْذَرَ بِمَا هُوَ صِدْقٌ مِنَ العِقَابِ.

اللَّهُمَّ ثَبِّتْنِي عَلَى دِيْنِكَ مَا أحْيَيْتَنِي ، وَلاَ تُزِغْ قَلْبِي بَعْدَ إذْ هَدَيْتَنِي ، وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إنَّكَ أنْتَ الوَهَّابُ ،

٢٩٤

صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي مِنْ أتْبَاعِهِ وَشِيْعِتِهِ ، وَاحْشُرْنِي في زُمْرَتِهِ ، وَوَفِّقْنِي لأدَاءِ فَرضِ الجُمُعَاتِ ، وَمَا أوْجَبْتَ عَلَيَّ فيهَا مِنَ الطَّاعَاتِ ، وَقَسَمْتَ لأهْلِهَا مِنَ العَطَاءِ في يَوْمِ الجَزَاءِ ، إنَّكَ أنْتَ العَزِيْزُ الحَكِيْمُ.

زيارة الإمام الحجة عليه‌السلام في يوم الجمعة

قال السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى في جمال الأسبوع : يوم الجمعة وهو يوم صاحب الزمان صلوات الله عليه وباسمه ، وهو اليوم الذي يظهر فيه عجل الله فرجه ، أقول متمثلاً وأشير إليهم صلوات الله عليهم :

محبكم وإن قبضت حياتي

وزائركم وإن عقرت ركابي

السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللهِ في أرْضِهِ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا عَيْنَ اللهِ في خَلْقِهِ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا نُوْرَ اللهِ الَّذِي يَهْتَدِي بِهِ الْمُهتَدُونَ وَيُفَرَّجُ بِهِ عَنِ المُؤْمِنِيْنَ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أيَّهُا المُهَذَّبُ الخَائِفُ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ أيُّهَا الوَلِيُّ النَّاصِحُ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا سَفِيْنَةَِ النَّجَاةِ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا عَيْنَ الحَيَاةِ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ صَلَّى الله عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبِيْنَ الطَّاهِرِيْنَ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ عَجَّلَ اللهُ لَكَ

٢٩٥

مَا وَعَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وظُهُورِ الأَمْرِ ، السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا مَوْلاَيَ أنَا مَوْلاَكَ عَارِفٌ بأولِكَ وآخرِكَ ، أتَقَرَّبُ إلَى اللهِ بِكَ وَبِآلِ بَيْتِكَ ، وَأنْتَظِرُ ظُهُورَكَ وَظُهُورَ الحَقِّ عَلَى يَدَيْكَ ، وَأسْأَلُ اللهَ أنْ يُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأنْ يَجْعَلَنِي مِنَ المُنْتَظِرِيْنَ لَكَ ، وَالتَّابِعِيْنَ وَالنَّاصِرِيْنَ لَكَ عَلَى أعْدَائِكَ ، وَالمُسْتَشْهَدِيْنَ بَيْنَ يَدَيْكَ في جُمْلَةِ أوْلِيَائِكَ ، يَا مَوْلاَي يَا صَاحِبَ الزَّمَانِ صَلَوَاتُ اللهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ بَيْتِكَ ، هَذَا يَوْمُ الجُمُعَةِ وَهُوَ يَوْمُكَ المُتَوَقَّعُ فيهِ ظُهُورُكَ وَالفَرَجُ فيهِ لِلْمُؤْمِنِيْنَ عَلَى يَدِكَ وَقَتْلُ الكَافِرِيْنَ بِسَيْفِكَ ، وَأنَا يَا مَوْلاَيَ فيهِ ضَيْفُكَ وَجَارُكَ ، وَأنْتَ يَا مَوْلاَي كَرِيمٌ مِنْ أوْلاَدِ الكِرَامِ وَمَأمُورٌ بِالضِّيَافَةِ والإجَارَةِ ، فَأضِفْنِي وَأجِرْنِي ، صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْكَ وَعَلَى أهْلِ بَيْتِكَ الطَّاهِريْنَ.

قال سيدنا رضي الدين ركن الإسلام أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاووس رحمه الله تعالى : أنا أتمثل بعد هذه الزيارة وأقول بالإشارة :

نزيلك حيث ما اتجهت ركابي

وضيفك حيث كنت من البلادِ

٢٩٦

زيارة أخرى (السلام على الحق الجديد ...)

قال العلامة المجلسي رحمه‌الله في البحار : ج ٩٩ ص ١٠١ : زيارة أخرى مستحسنة يزار بها صلوات الله عليه وسلامه ، تقول :

السَّلاَمُ عَلَى الحَقِّ الجَدِيْدِ ، وَالعَالِمِ الَّذِي عِلْمُهُ لاَ يَبِيْدُ ، السَّلاَمُ عَلَى مُحْيِي المُؤْمِنِينَ ، وَمُبِيْرِ الكَافِرِيْنَ ، السَّلاَمُ عَلَى مَهْدِيِّ الأُمَمِ ، وَجَامِعِ الكَلِمِ ، السَّلاَمُ عَلَى خَلَفِ السَّلَفِ ، وَصَاحِبِ الشَّرَفِ ، السَّلاَمُ عَلَى حُجَّةِ المَعْبُودِ ، وَكَلِمَةِ المَحْمُودِ ، السَّلاَمُ عَلَى مُعِزِّ الأوْلِيَاءِ ، وَمُذِلِّ الأعْدَاءِ ، السَّلاَمُ عَلَى وَارِثِ الأنْبِيَاءِ ، وَخَاتِمِ الأوْصِيَاءِ.

السَّلاَمُ عَلَى القَائِمِ المُنْتَظَرِ ، وَالْعَدْلِ المُشْتَهَرِ ، السَّلاَمُ عَلَى السَّيْفِ الشَّاهِرِ ، وَالقَمَرِ الزَّاهِرِ ، وَالنُّورِ البَاهِرِ ، السَّلاَمُ عَلَى شَمْسِ الظَّلاَمِ ، وَبَدْرِ التَّمَامِ ، السَّلاَمُ عَلَى رَبِيْعِ الأنَامِ ، وَنَضْرَةِ الأيَّامِ ، السَّلاَمُ عَلَى صَاحِبِ الصَّمْصَامِ ، وَفَلاَّقِ الهَامِ ، السَّلاَمُ عَلَى صَاحِبِ الدِّيْنِ المَأثُورِ ، وَالكِتَابِ المَسْطُورِ ، السَّلاَمُ عَلَى بَقِيَّةِ اللهِ في بِلادِهِ ، وَحُجَّتِهِ عَلَى عِبَادِهِ ، المُنْتَهَى إلَيْهِ مَوَارِيثُ الأنْبِيَاءِ ، وَلَدَيْهِ مَوْجُودٌ آثَارُ الأصْفِيَاءِ ، المُؤْتَمَنِ عَلَى السِّرِّ ، وَالوَلِيِّ لِلأمْرِ.

٢٩٧

السَّلاَمُ عَلَى المَهْدِيِّ ، الَّذِي وَعَدَ اللهُ عَزَّوَجَلَّ بِهِ الأُمَمَ ، أنْ يَجْمَعَ بِهِ الكَلِمَ وَيَلُمَّ بِهِ الشَّعَثَ ، وَيَمْلأَ بِهِ الأرْضَ قِسْطَاً وَعَدْلاً ، وَيُمَكِّنَ لَهُ ، وَيُنْجِزَ بِهِ وَعْدَ المُؤْمِنِينَ.

أشْهَدُ يَا مَوْلاَيَ أنَّكَ وَالأئِمَّةَ مِنْ آبَائِكَ ، أئِمَّتِي وَمَوَالِيَّ ، في الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَادُ ، أسْأَلُكَ يَا مَوْلاَيَ أنْ تَسْأَلَ اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى في صَلاَحِ شأْنِي ، وَقَضَاءِ حَوَائِجِي ، وَغُفْرَانِ ذُنُوبِي ، وَالأَخْذِ بِيَدِي في دِيْنِي وَدُنْيَايَ وَآخِرَتِي لِي وَلإِخْوَانِيَ وَأخَوَاتِيَ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ كَافَّةً ، إنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ.

دعاء الإمام زين العابدين عليه‌السلام بعد ظهر يوم الجمعة

من الصحيفة السجادية : روي عن أبي جعفر ، عن علي ابن الحسينعليهم‌السلام ، مِن عمل يوم الجمعة الدعاء بعد الظهر :

اللَّهُمَّ اشْتَرِ مِنِّي نَفْسِيَ المَوْقُوفَةَ عَلَيْكَ ، المَحْبُوسَةَ لأَمْرِكَ بِالْجَنَّةِ مَعَ مَعْصُومٍ مِنْ عِتْرَةِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، مَحْزُونٍ لِظُلاَمَتِهِ ، مَنْسُوبٍ بِوِلاَدَتِهِ ، تَمْلأُ بِهِ الأَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطَاً كَمَا

٢٩٨

مُلِئَتْ ظُلْمَاً وَجَوْرَاً ، وَلاَ تَجْعَلْنِي مِمَّنْ تَقَدَّمَ فَمَرَقَ ، أوْ تَأَخَّرَ فَمَحَقَ وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ لَزِمَ فَلَحِقَ ، وَاجْعَلْنِي شَهِيدَاً سَعِيدَاً في قَبْضَتِكَ.

يَا إلَهِي سَهِّلْ لِي نَصِيبَاً جَزْلاً وَقَضَاءً حَتْمَاً لاَ يُغَيِّرُهُ شَقَاءٌ ، وَاجْعَلْنِي مِمَّنْ هَدَيْتَهُ فَهَدَى وَزَكَّيْتَهُ فَنَجَا ، وَوَالَيْتَ فَاسْتَثْنَيْتَ فَلاَ سُلْطَانَ لإبْلِيْسَ عَلَيْهِ ، وَلاَ سَبِيلَ لَهُ إلَيْهِ ، وَمَا اسْتَعْمَلْتَنِي فيهِ مِنْ شَيءٍ فَاجْعَلْ في الحَلاَلِ مَأْكَلِي وَمَلْبَسِي وَمَنْكَحِي.

وَقَنِّعْنِي يَا إلَهِي بِمَا رَزَقْتَنِي مِنْ رِزْقٍ فَأَرِنِي فيهِ عَدْلاً حَتَّى أرَى قَلِيْلَهُ كَثِيرَاً ، وَأبْذُلَهُ فيكَ بَذْلاً ، وَلاَ تَجْعَلْنِي مِمَّنْ طَوَّلْتَ لَهُ في الدُّنْيَا أمَلَهُ ، وَقَدِ انْقَضَى أجَلُهُ ، وَهُوَ مَغْبُونٌ عَمَلُهُ.

أَستَوْدِعُكَ يَا إلَهِي غُدُوِّي وَرَوَاحِي وَمَقِيْلِي وَأهْلَ وِلاَيَتِي مَنْ كَانَ مِنْهُمْ أوْ هُوَ كَائِنٌ ، زَيِّنِّي وَإيَّاهُمْ بِالتَّقْوَى وَاليُسْرِ ، وَاطْرُدْ عَنِّي وَعَنْهُمُ الشَّكَّ وَالعُسْرَ ، وَامْنَعْنِي وَإيَّاهُمْ مِنْ ظُلْمِ الظَّلَمَةِ ، وَأعْيُنِ الحَسَدَةِ ، وَاجْعَلْنِي وَإيَّاهُمْ مِمَّنْ حَفِظْتَ ، وَاسْتُرْنِي وَإيَّاهُمْ فيمَنْ سَتَرْتَ ، وَاجْعَلْ آلَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَعَلَيهِمُ السَّلاَمُ أَئِمَّتِي وَقَادَتِي ، وَآمِنْ رَوْعَتَهُمْ وَرَوْعَتِي ، وَاجْعَلْ حُبِّي وَنُصْرَتِي وَدِيْنِي فيهِمْ وَلَهُمْ ، فَإنَّكَ إنْ وَكَلْتَنِي

٢٩٩

إلَى نَفْسِي زَلَّتْ قَدَمِي.

مَا أحْسَنَ مَا صَنَعْتَ بِي يَا رَبِّ إذْ هَدَيْتَنِي للإسْلاَمِ ، وَبَصَّرْتَنِي مَا جِهِلَهُ غَيْرِي ، وَعَرَّفْتَنِي مَا أنْكَرَهُ غَيْرِي ، وَألْهَمْتَنِي مَا ذَهِلُوا عَنْهُ ، وَفَهَّمْتَنِي قَبِيْحَ مَا فَعَلُوا وَصَنَعُوا حَتَّى شَهِدْتُ مِنْ الأمْرِ مَا لَمْ يَشْهَدُوا وَأنَا غَائِبٌ ، فَمَا نَفَعَهُمْ قُرْبُهُمْ ، وَلاَ ضَرَّنِي بُعْدِي ، وَأنَا مِنْ تَحْوِيلِكَ إيَّايَ عَنْ الهُدَى وَجِلٌ ، وَمَا تَنْجُو نَفْسِي إنْ نَجَتْ إلّا بِكَ ، وَلَنْ يَهْلَكَ مَنْ هَلَكَ إلّا عَنْ بَيِّنَةٍ ، رَبِّ نَفْسِي غَرِيْقُ خَطَايَا مُجْحِفَةٍ ، وَرَهِيْنُ ذُنُوبٍ مُوْبِقَةٍ ، وَصَاحِبُ عُيُوبٍ جَمَّةٍ ، فَمَنَ حَمِدَ عِنْدَكَ نَفْسَهُ فَإنِّي عَلَيْهَا زَارٍ ، وَلاَ أتَوَسَّلُ إلَيْكَ بِإحْسَانٍ ، وَلاَ في جَنْبِكَ سُفِكَ دَمِي ، وَلَمْ يُنْحِلِ الصِّيَامُ وَالقِيَامُ جِسْمِي ، فَبِأَيِّ ذَلِكَ أُزَكِّي نَفْسِي وَأشْكُرُهَا عَلَيْهِ وَأحْمَدُهَا بِهِ؟ بَلِ الشُّكْرُ لَكَ.

اللَّهُمَّ لِسَتْرِكَ عَلَى مَا في قَلْبِي ، وَتَمَامِ النِّعْمَةِ عَلَيَّ في دِيْنِي ، وَقَدْ أمَتَّ مَنْ كَانَ مَوْلِدُهُ مَوْلِدِي ، وَلَوْ شِئْتَ لَجَعَلْتَ مَعَ نَفَادِ عُمْرِهِ عُمْرِي ، مَا أحْسَنَ مَا فَعَلْتَ بِي يَا رَبِّ ، لَمْ تَجْعَلْ سَهْمِي فيمَنْ لَعَنْتَ ، وَلاَ حَظِّي فيمَنْ أهَنْتَ ، إلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ

٣٠٠