أدعية أهل البيت عليهم السلام في تعقيب الصلوات

الشيخ عبدالله حسن آل درويش

أدعية أهل البيت عليهم السلام في تعقيب الصلوات

المؤلف:

الشيخ عبدالله حسن آل درويش


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٦٠

اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنِّي مَا كَانَ صَالِحَاً ، وَأَصْلِحْ مِنِّي مَا كَانَ فَاسِدَاً ، اللَّهُمَّ لاَ تُسَلِّطْنِي عَلَى فَسَادِ مَا أَصْلَحْتَ مِنِّي ، وَأَصْلِحْ لِي مَا أَفْسَدْتُهُ مِنْ نَفْسِي.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ قَوِيَ عَلَيْهِ بَدَنِي بِعَافِيَتِكَ ، وَنَالَتْهُ يَدِي بِفَضْلِ نِعْمَتِكَ ، وَبَسَطْتُ إِلَيْهِ يَدِي بِسِعَةِ رِزْقِكَ ، وَاحْتَجَبْتُ فيهِ عَنِ النَّاسِ بِسِتْرِكَ ، وَاتَّكَلْتُ فيهِ عَلَى كَرِيمِ عَفْوِكَ.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ تُبْتُ إليْكَ مِنْهُ وَنَدِمْتُ عَلَى فِعْلِهِ ، وَاسْتَحْييْتُ مِنْكَ وَأَنَا عَلَيْهِ ، وَرَهِبْتُكَ وَأَنا فيهِ ، رَاجَعْتُهُ وَعُدْتُ إِلَيْهِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ عَلِمْتُهُ أَوْ جَهِلْتُهُ ، ذَكَرْتُهُ أَوْ نَسِيْتُهُ ، أَخْطَأْتُهُ أَوْ تَعمَّدْتُهُ ، هُوَ مِمَّا لاَ أَشُكُّ أَنَّ نَفْسِي مُرْتَهَنَةٌ بِهِ ، وَإِنْ كُنْتُ أُنْسِيْتُهُ وَغَفَلْتُ عَنْهُ.

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ جَنَيْتُهُ عَلَيَّ بِيَدِي ، وآثَرْتُ فيهِ شَهْوَتِي أوْ سَعَيْتُ فيهِ لِغَيْرِي ، أَو اسْتَغْوَيْتُ فيهِ مَنْ تَابَعَنِي ، أَوْ كَابَرْتُ فيهِ مَنْ مَنَعَنِي ، أَوْ قَهَرْتُهُ بِجَهْلِي ، أَوْ لَطُفْتُ فيهِ بِحِيْلَةِ غَيْري ، أَوِ اسْتَزَلَّنِي إِلَيْهِ مَيْلِي وَهَوَايَ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَغْفِرُكَ مِنْ كُلِّ شَيءٍ أَرَدْتُ بِهِ وَجْهَكَ فَخَالَطَنِي فيهِ مَا

١٢١

لَيْسَ لَكَ ، وَشَارَكَنِي فيهِ مَا لَمْ يَخْلُصْ لَكَ ، وَأَسْتَغْفِرُكَ بِمَا عَقَدْتُهُ عَلَى نَفْسِي ، ثُمَّ خَالَفَهُ هَوَايَ ، الَّلهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَعْتِقْنِي مِنَ النَّارِ ، وَجُدْ عَلَيَّ بِفَضْلِكَ.

اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَرِيْمِ الْبَاقِي الدَّائِمِ الَّذِي أَشْرَقَتْ بِنُوْرِهِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ ، وَكَشَفْتَ بِهِ ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ، وَدَبَّرْتَ بِهِ أُمُورَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تُصْلِحَ شَأْنِي بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّحِمِيْنَ.

من أدعية الإمام زين العابدين عليه‌السلام

عن البرقي في كتاب المحاسن : ص ٢٤٨ ح ٢٥٤ ، عن أبيه ، رفعه قال : كان علي بن الحسين عليهما السلام يطيل القعود بعد المغرب ، يسأل الله اليقين.

من أدعية الإمام الصادق عليه‌السلام

الأول : دعاء للدنيا والآخرة ولوجع العين

عن الشيخ المفيد في كتاب الأمالي : ص ١٧٩ : عن محمد الجعفي ، عن أبيه ، قال : كنت كثيراً ما أشتكي عيني ، فشكوت

١٢٢

ذلك إلى أبي عبدالله عليه‌السلام ، فقال : ألا أعلمك دعاءً لدنياك وآخرتك ، وتكفى به وجع عينك؟ فقلت : بلى ، فقال : تقول في دبر الفجر ، ودبر المغرب :

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْكَ ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَجْعَلَ النُّورَ في بَصَرِي ، وَالْبَصِيْرَةَ في دِيْنِي ، وَالْيَقِيْنَ في قَلْبِي ، وَالإخْلاَصَ في عَمَلِي ، وَالسَّلاَمَةَ في نَفْسِي ، وَالسِّعَةَ في رِزْقِي ، وَالشُّكْرَ لَكَ أَبَدَاً مَا أَبْقَيْتَنِي.

الثاني : لدفع البلاء

روى الشيخ الكليني رحمه الله تعالى في الكافي : ج ٢ ص ٥٣١ ح ٢٥ و ٢٦ : عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من قال في دبر صلاة الفجر ، ودبر صلاة المغرب سبع مرات :

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلّا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ. دفع الله عزوجل عنه سبعين نوعاً من أنواع البلاء أهونه الريح والبرص والجنون ، وإن كان شقياً محي من

١٢٣

الشقاء وكتب في السعداء.

قال الشيخ الكليني : وفي رواية سعدان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله إلا أنهَ قال : أهونه الجنون والجذام والبرص ، وإن كان شقياً رجوت أن يحوله الله تعالى إلى السعادة.

وعن الشيخ إبراهيم الكفعمي في البلد الأمين : ص ٢٨ : عن الإمام الصادق عليه‌السلام قال : من بسمل وحولق في دبر كل صلاة ، من الفجر والمغرب سبعاً ، دفع الله تعالى عنه سبعين نوعاً من أنواع البلاء ، أهونها الريح والبرص والجنون ، ويكتب في ديوان السعداء ، وإن كان شقياً.

الثالث : دعاء التمسك بدين النبي وأهل بيته عليهم‌السلام

عن السيد ابن طاووس في فلاح السائل ، ص ٤٠٧ : عن إسحاق واسماعيل ابني محمد بن عجلان ، عن أبيهما قال : قال أبو عبدالله عليه‌السلام : إذا أمسيت وأصبحت ، فقل في دبر الفريضة في صلاة المغرب ، وصلاة الفجر :

أَسْتَعِيذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيْمِ ، عشر مرات.

١٢٤

ثم قل :

اكْتُبَا رَحِمَكُمَا اللهُ : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ ، أَمْسَيْتُ وَأَصْبَحْتُ بِاللهِ مُؤْمِنَاً ، عَلَى دِيْنِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلهِ وَسُنَّتِهِ ، وَعَلَى دِيْنِ عَلِيٍّ عَلَيِه السَّلاَمُ وَسُنَّتِهِ ، وَعَلَى دِيْنِ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ وَسُنَّتِهَا ، وَعَلَى دِيْنِ الأَوْصِيَاءِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيهِمْ وَسُنَّتِهِمْ.

آمَنْتُ بِسِرِّهِمْ وَعَلاَنِيَتِهِمْ ، وَبِغَيْبِهِمْ وَشَهَادَتِهِمْ ، وَأَسْتَعِيذُ بِاللهِ في ليلَتِي هَذِهِ ، وَيَومِي هَذَا ، مِمَّا اسْتَعَاذَ مِنْهُ مُحَمَّدٌ وَعَلِيٌّ وَفَاطِمَةُ ، والأَوْصِيَاءُ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ ، وَأَرْغَبُ إِلَى اللهِ فيمَا رَغِبُوا فيهِ وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلّا بِاللهِ.

الرابع : لحوائج الدنيا والآخرة

في مستدرك الوسائل ، النوري : ج ٥ ص ١٠٠ ح ٦ ، عن معاوية بن عمار ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من قال بعد صلاة الفجر ، وبعد صلاة المغرب ، قبل أن يثني رجليه ، أو يكلم أحداً :

(إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا

١٢٥

صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلمُوا تَسْلِيْمَاً) اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ ، وَعَلَى ذُرِّيَّتِهِ ، وَعَلَى أهْلِ بَيْتِهِ. مرة واحدة. قضى الله تعالى له مائة حاجة ، سبعين منها للآخرة ، وثلاثين للدنيا.

الخامس : دعاء للخير الكثير

روى الشيخ الكليني رحمه الله تعالى في الكافي : ج ٢ ص ٥٤٥ ح ٢ ، بسنده عن الصباح بن سيابة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلامقال : من قال إذا صلى المغرب ثلاث مرات :

الْحَمْدُ للهِ الَّذِي يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ ، وَلاَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ غَيْرُهُ. أُعطي خيراً كثيراً.

السادس : بِسْمِ اللهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلّا هُوَ

روى الشيخ الطوسي في تهذيب الأحكام : ج ٢ ص ١١٧ ، عن محمد بن مروان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلامأنه قال : تمسح بيدك اليمنى على جبهتك ووجهك في دبر المغرب والصلوات وتقول :

بِسْمِ اللهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلّا هُوَ عَالِم الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الرَّحْمَنِ

١٢٦

الرَّحِيمِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالْحُزْنِ وَالسُّقْمِ وَالعَدمِ (و) الصغارِ وَالُّذلِّ وَالْفَوَاحِشِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ.

السابع : اللَّهُمَّ بِيَدِكَ مَقَادِيرُ اللَّيْلِ

عن الشيخ الكليني في الكافي : ج ٢ ص ٥٤٦ ح ٣ ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن أبيه ، رفعه (عن الإمام الصادق عليه‌السلام) قال : يقول بعد العشائين :

اللَّهُمَّ بِيَدِكَ مَقَادِيرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، وَمَقَادِيرُ الدُّنيا وَالآخِرَةِ ، وَمَقَادِيْرُ الْمَوْتِ وَالْحَيَاةِ ، وَمَقَادِيرُ الشَّمْسِ وَالقَمَرِ ، ومَقَادِيرُ النَّصْرِ وَالْخِذْلانِ ، وَمَقَادِيرُ الْغِنَى وَالفَقْرِ ، اللَّهُمَّ بَارِكْ لِي في دِيْنِي وَدُنْيَايَ ، وَفِي جَسَدِي وَأَهْلِي وَوُلْدِي ، اللَّهُمَّ ادْرَأْ عَنِّي فَسَقَةَ العَرَبِ وَالعَجَمِ وَالْجِنِّ وَالإِنْسِ ، وَاجْعَلْ مُنْقَلَبِي إِلَى خَيْرٍ دَائِمٍ وَنَعِيمٍ لاَ يَزُولُ.

قال العلامة المجلسي رحمه الله تعالى في بحار الأنوار : ج ٨٣ ص ١٢٥ ح ٧ : هذا الدعاء ذكره الأكثر من تعقيب المغرب ، ولعله كان عندهم بين العشائين كما هو في الفقيه

١٢٧

والتهذيب ، فالأفضل القراءة في الموضعين احتياطاً لتحصيل الفضل والأجر.

الثامن : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ الْبَشِير

قال السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى في فلاح السائل : ص ٤٢٤ ـ ٤٢٧ : ومن تعقيب صلاة المغرب أيضاً ما يختص بها من رواية معاوية بن عمار عن الصادق عليه‌السلام في تعقيب الخمس الصلوات المفروضات وهو :

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ الْبَشِيرِ النَّذِيرِ ، وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ ، الطُّهْرِ الطَّاهِرِ الخَيِّرِ الفَاضِلِ خَاتَمِ أَنْبِيَائِكَ ، وَسَيِّدِ أَصْفِيَائِكَ ، وَخَالِصِ أَخِلاَّئِكَ ، ذي الْوَجْهِ الْجَمِيْلِ ، وَالشَّرَفِ الأَصِيْلِ وَالْمِنْبَرِ النَّبيْلِ ، وَالْمَقَامِ المَحْمُودِ ، وَالْمَنْهَلِ الْمَشْهُودِ ، وَالْحَوْضِ المَوْرُودِ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ كَمَا بَلَّغَ رِسَالاَتِكَ وَجَاهَدَ في سَبيلِكَ ، وَنَصَحَ لأَمَّتِهِ ، وَعَبَدَكَ حَتَّى أَتَاهُ الْيَقِيْنُ ، وَصَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِيْنَ الأَخْيَارِ ، والأَتْقِيَاءِ الأَبْرَارِ ، الَّذِيْنَ انْتَجَبْتَهُمْ لِدِيْنِكَ ، وَاصْطَفَيْتَهُمْ مِنْ خَلْقِكَ ، وَائْتَمَنْتَهُمْ عَلَى وَحْيِكَ ، وَجَعَلْتَهُمْ خَزَائِنَ عِلْمِكَ ، وَتَرَاجِمَةَ

١٢٨

كَلِمَتِكَ ، وَأَعْلاَمَ نُوْرِكَ ، وَحَفَظَةَ سِرِّكَ ، وَأَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهِيْرَاً.

اللَّهُمَّ انْفَعْنَا بِحُبِّهِمْ ، وَاحْشُرْنَا في زُمْرَتِهِمْ ، وَتَحْتَ لِوَائِهِمْ ، وَلاَ تُفَرِّقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ وَاجعَلْنِي بِهِمْ عِنْدَكَ وَجِيْهاً في الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ المُقَرَّبِيْنَ ، الَّذِيْنَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَهُمْ يَحْزَنُونَ ، الْحَمْدُ للهِ الَّذِي ذَهَبَ بِالنَّهَارِ بِقُدْرَتِهِ ، وَجَاءَ بِاللَّيْلِ بِرَحْمَتِهِ ، خَلْقَاً جَدِيداً ، وَجَعَلهُ لِبَاسَاً وَسكَنَاً ، وَجَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ لِيُعْلَمَ بِهِمْا عَدَدُ السِّنِيْنَ وَالْحِسَابُ.

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِقْبَالِ اللَّيْلِ وَإِدْبَارِ النَّهَارِ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَصْلِحْ لِي دِيْنِيَ الَّذِي هُوَ عِصْمَةُ أَمْرِي ، وَأَصْلِحْ لِي دُنْيَايَ الَّتِي فيهَا مَعِيْشَتِي ، وَأَصْلِحْ لِي آخِرتِي الَّتِي إِلَيْهَا مُنْقَلَبي ، وَاجْعَلِ الْحَيَاةَ زِيَادَةً لِي في كُلِّ خَيْر ، وَاجْعَلِ الْمَوْتَ رَاحَةً لِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ ، وَاكفِنِي أَمْرَ دُنْيَايَ وَآخِرَتِي بِمَا كَفَيْتَ بِهِ أَوْلِيَاءَكَ وَخِيَرَتَكَ مِنْ عِبَادِكَ الصَّالِحِيْنَ ، وَاصْرِفْ عَنِّي شَرَّهُمَا وَوَفقنِي لِمَا يُرْضِيْكَ عَنِّي يَا كَرِيْمُ ، أَمْسَيْتُ وَالمُلْكُ للهِ الْوَاحِدِ القَهَّارِ ، وَمَا في اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ.

١٢٩

اللَّهُمَّ إِنِّي وَهَذَا اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ خَلْقَانِ مِنْ خَلْقِكَ ، فَاعْصِمْنِي فيهمَا بِقُوَّتِكَ ، وَلاَ تُرهِمَا مِنِّي جُرْأَةً عَلَى مَعَاصِيْكَ ، وَلاَ رُكُوباً مِنِّي لِمَحَارِمِكَ ، واجْعَلْ عَمَلِي فيهمَا مَقْبُولاً وَسَعْيي مَشْكُورَاً ، وَيَسِّرْ لِي مَا أَخَافُ عُسْرَهُ ، وَسَهِّلْ لِي مَا صَعُبَ عَلَيَّ أَمْرُهُ ، وَاقْضِ لِي فيهِ بِالحُسْنَى ، وَآمِنِّي مَكْرَكَ ، وَلاَ تَهْتِكْ عَنِّي سِتْرَكَ ، وَلاَ تُنْسِنِي ذِكْرَكَ ، وَلاَ تَحُلْ بَيْنِي وَبَيْنَ حَوْلِكَ وَقُوَّتِكَ ، وَلاَ تَكِلْنِي إِلى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ أبداً ، وَلاَ إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ يَا كَرِيْمُ.

اللَّهُمَّ افْتَحْ مَسَامِعَ قَلْبِي لِذِكْرِكَ حَتَّى أَعِيَ وَحْيَكَ ، وَأَتَّبِعَ كِتَابَكَ ، وَأُصَدِّقَ رُسُلَكَ ، وَأُؤْمِنَ بِوَعْدِكَ ، وَأَخَافَ وَعِيدَكَ ، وَأُوفِيَ بِعَهْدِكَ ، وَأَتَّبِعَ أَمْرَكَ ، وَأَجْتَنِبَ نَهْيَك ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَلاَ تَصْرِفْ عَنِّي وَجْهَكَ ، وَلاَ تَمْنَعْنِي فَضْلَكَ ، وَلاَ تَحْرِمْنِي عَفْوَكَ ، وَاجْعَلْنِي أُوَالِي أَوْلِيَاءَكَ ، وَأُعَادِي أَعْدَاءَكَ وَارْزُقْنِي الرَّهْبَةَ مِنْكَ وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ ، وَالْخُشُوعَ وَالْوَقَارَ ، وَالتَّسْلِيْمَ لأمْرِكَ ، وَالتَّصْدِيْقَ بِكِتَابِكَ ، وَاتِّبَاعَ سُنَّةِ نَبِيِّكَ.

١٣٠

اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْسٍ لاَ تَقْنَعُ ، وَبَطْنٍ لاَ يَشْبَعُ ، وَعَيْنٍ لاَ تَدْمَعُ ، وَقَلْبٍ لاَ يَخْشَعُ ، وَصَلاَةٍ لاَ تُرْفَعُ ، وَعَمَلٍ لاَ يَنْفَعُ ، وَدُعَاءٍ لاَ يُسْمَعُ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ سُوْءِ الْقَضَاءِ وَدَرْك الشَّقَاءِ ، وَشَمَاتَةِ الأَعْدَاءِ ، وَجَهْدِ الْبَلاَءِ ، وَمِنْ عَمَلٍ لاَ تَرْضَى ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكُفْرِ وَالْفَقْرِ وَالْقَهْرِ وَالغَدْرِ ، وَمِنْ ضِيقِ الصَّدْرِ ، وَمِنْ شَتَاتِ الأَمْرِ ، وَمِنَ الدَّاءِ العُضَالِ ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ ، وَخَيْبَةِ المُنْقَلَبِ ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ في النَّفْسِ وَالدِّيْنِ وَالأَهْلِ وَالْمَالِ وَالْوَلَدِ وَعِنْدَ مُعَايَنَةِ الْمَوْتِ ، وَأعُوذُ بِاللهِ مِنْ إِنْسَانِ سَوْءٍ ، وَجَارِ سَوْءٍ ، وَقَرِيْنِ سَوْءٍ ، وَيَوْمِ سَوْءٍ ، وسَاعَةِ سَوْءٍ ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَلِجُ في الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فيهَا ، وَمِنْ شَرِّ طَوَارِقِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ، إِلّا طَارِقاً يَطْرُقُ بِخَيْرٍ ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دَآبَّةٍ رَبِّي آخِذٌ بِنَاصِيَتَهِا ، إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ، فَسَيَكْفِيْكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي قَضَى عَنِّي صَلاَةً كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً.

١٣١

صلاة الغفيلة بين العشاءين وفضلها

في فلاح السائل للسيد ابن طاووس : ص ٤٣٠ ح ٢ ، عن إسماعيل بن زياد ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : صلوا في ساعة الغفلة ولو ركعتين فإنهما توردان دار الكرامة.

وروي عن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن وهب أو السكوني ، عن جعفر ، عن أبيه عليهما السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : تنفلوا في ساعة الغفلة ولو ركعتين خفيفتين فإنهما توردان دار الكرامة ، قيل : يا رسول الله وما ساعة الغفلة؟ قال : بين المغرب والعشاء.

صفة صلاة الغفيلة

قال السيد الخوئي رحمه الله تعالى في منهاج الصالحين : ج ١ ص ٢٥٩ ، في ذكر (بعض الصلوات المستحبة) : ومنها : صلاة

١٣٢

الغفيلة ، وهي : ركعتان بين المغرب والعشاء ، يقرأ في الأولى بعد الحمد : (وَذَا النُّونِ إذ ذَّهَبَ مُغَاضِبَاً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ ، فَنَادَى في الظُّلُمَاتِ أَنْ لاَ إلهَ إِلّا أَنْتَ ، سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِيْنَ ، فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الغَمِّ ، وَكذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ).

وفي الثانية بعد الحمد : (وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلّا هُوَ ، وَيَعْلَمُ مَا في الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلّا يَعْلَمُهَا ، وَلاَ حَبَّةٍ في ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَرَطْبٍ وَلا َيَابِسٍ إِلّا في كِتَابٍ مُبِين).

ثم يرفع يديه ويقول : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَفَاتِحِ الْغَيْبِ الَّتِي لاَ يَعْلَمُهَا إِلّا أَنْتَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَفْعَلَ بِي كذا وكذا. ويذكر حاجته ، ثم يقول :

اللَّهُمَّ أَنْتَ وَلِيُّ نِعْمَتِي ، وَالْقَادِرُ عَلَى طَلِبَتِي ، تَعْلَمُ حَاجَتِي فَأَسْأُلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلاَمُ لَمَّا قَضَيْتَهَا لِي.

ثم يسأل حاجته فإنها تقضى إن شاء الله تعالى ، وقد ورد أنها تورث دار الكرامة ودار السلام وهي الجنة.

١٣٣

وقال رحمه الله تعالى في المنهاج : مسألة ٩٦٩ ـ يجوز الإتيان بركعتين من نافلة المغرب بصورة صلاة الغفيلة فيكون ذلك من تداخل المستحبين.

وفي وسائل الشيعة للحرالعاملي : ج ٨ ص ١٢١ ، وفلاح السائل للسيد ابن طاووس : ص ٤٣١ ، عن هشام بن سالم عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من صلى بين العشائين ركعتين قرأ في الأولى الحمد ـ إلى أن قال عليه‌السلام : وسأل الله حاجته أعطاه الله ما سأل.

قال الشيخ البهائي العاملي رحمه الله تعالى في مفتاح الفلاح ، ص ١٩٦ : واعلم أنه قد اشتهر تسمية هاتين الركعتين بركعتي الغفيلة ، وركعتي الغفلة ، وركعتي ساعة الغفلة ، ووجه ذلك أن الساعة التي تُصلى هاتان الركعتان فيها وهي ما بين المغرب والعشاء تسمى ساعة الغفلة ، روى رئيس المحدثين في الفقيه عن الباقر عليه‌السلام أنه قال : إن إبليس إنما يبث جنوده ، جنود الليل ، من حين تغيب الشمس إلى مغيب الشفق ، ويبث جنود النهار من حين يطلع الفجر إلى مطلع الشمس ، وذكر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم كان يقول : أكثروا ذكر الله عزوجل في هاتين

١٣٤

الساعتين وتعوذوا بالله عزوجل من شر إبليس وجنوده ، وعوذوا صغاركم في هاتين الساعتين ، فإنهما ساعتا غفلة.

وروى شيخ الطائفة في تهذيب الأحكام : ج ٢ ص ٢٤٣ ح ٣٢ ، عن مولانا الإمام الصادق عليه‌السلام أنه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : تنفلوا في ساعة الغفلة ولو بركعتين خفيفتين ، فإنهما يورثان دار الكرامة ، قيل : يا رسول الله ، وما ساعة الغفلة؟ قال : ما بين المغرب والعشاء.

وقال رحمه الله تعالى في هامش الكتاب معلقاً على ذلك : إنما صار ساعة بث جنود النهار أطول من ساعة بث جنود الليل ، لأن إغواء الناس وإيقاعهم في المعاصي بالنهار أكثر منه بالليل ، لأن أكثرهم ينام ، فاحتاج الإغواء في النهار إلى جنود أكثر من جنود الليل فطالت لذلك مدة بثهم.

وقال رحمه الله تعالى : نقل الطبرسي في مجمع البيان : (ج ٧ ص ٤٢١) عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى حكاية عن موسى : (وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا) أن دخوله عليه‌السلام كان فيها بين المغرب والعشاء.

١٣٥

تعقيب صلاة العشاء

الأمر الأول : قراءة سورة القدر سبع مرات

في مستدرك الوسائل للنوري : ج ٥ ص ١٠٢ ح ٩ وفلاح السائل ، للسيد ابن طاووس : ص ٤٤٨ ، عن أبي جعفر محمد بن علي بن موسى بن جعفر عليهم‌السلام ، قال : من قرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر ، سبع مرات بعد عشاء الآخرة كان في ضمان الله حتى يصبح.

لكن المذكور في فلاح السائل (قبل عشاء الآخرة).

ذكر العلامة المجلسي رحمه الله تعالى في البحار : ج ٨٣ ص ١٢٧ ، في تعقيب صلاة العشاء عن مصباح الشيخ الطوسي : ص ١٠٩ ، ومصباح الكفعمي : ص ٤١ ـ ٤٢ ، واختيار ابن الباقي ، قال : ويستحب أن يقرأ سبع مرات إنا أنزلناه في ليلة القدر ، ثم تقول :

اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَمَا أَظَلَّتْ ، وَرَبَّ الأَرَضِيْنَ

١٣٦

السَّبْعِ وَمَا أَقَلَّتْ ، وَرَبَّ الشَّيَاطِيْنِ وَمَا أَضَلَّتْ ، وَرَبَّ الرِّيَاحِ وَمَا ذَرَتْ ، اللَّهُمَّ رَبِّ كُلِّ شَيءٍ ، وَإِلَهَ كُلِّ شَيءٍ ، وَخَالِقَ كُلِّ شَيءٍ ، وَمَلِيْكَ كُلِّ شَيءٍ ، أَنْتَ اللهُ المُقْتَدِرُ عَلَىِ كُلِّ شَيءٍ ، أَنْتَ اللهُ الأَولُ فَلاَ شَيءَ قَبْلَكَ ، وَأَنْتَ الآخِرُ فَلاَ شَيءَ بَعْدَكَ ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فَلاَ شَيءَ فَوْقَكَ ، وَأَنْتَ الْبَاطِنُ فَلاَ شَيءَ دُوْنَكَ ، وَرَبُّ جَبْرَئِيلَ وَمِيْكَائِيْلَ وَإسْرَافِيْلَ ، وَإِلَهُ إِبْرَاهِيْمَ وَإِسْمَاعِيْلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَوَلاَّنِي بِرَحْمَتِكَ ، وَلاَ تُسَلِّطَ عَلَيَّ أَحَدَاً مِنْ خَلْقِكَ مِمَّنْ لاَ طَاقَةَ لِي بِهِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَتَحَبَّبُ إِلَيْكَ فَحَبِّبنِي ، وَفِي النَّاسِ فَعَزِّزْنِي ، وَمِنْ شَرِّ شَيَاطِينِ الْجِنِّ وَالإِنْسِ فَسَلِّمْنِي يَا رَبَّ الْعَالَمِيْنَ ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ. وادع بما أحببت.

الأمر الثاني : قراءة آية الكرسي

روى العلامة المجلسي رحمه الله تعالى في بحار الأنوار : ج ٨٣ ص ١٢٥ ح ٨ ، عن كتاب المسلسلات للشيخ جعفر ابن أحمد القمي ، بسنده عن علي بن يزيد أنه أخبره أن أبا عبد الرحمان بن القاسم بن عبد الرحمان أخبره ، عن جده أبي

١٣٧

أمامة الباهلي أنه سمع علياً عليه‌السلام يقول : ما أرى رجلاً أدرك عقله الإسلام وولد في الإسلام يبيت ليلة سوادها ، قلت : ماسوادها يا أبا أمامة؟ قال : جميعها ، حتى يقرأ هذه الآية (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ) إلى قوله : (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ).

ثم قال : فلو تعلمون ما هي ، أو قال : ما فيها ، لما تركتموها على حال ، إن رسول اللهصلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم أخبرني قال : أعطيت آية الكرسي من كنز تحت العرش ، ولم يؤتها نبي كان قبلي.

قال علي عليه‌السلام : فما بت ليلة قط منذ سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم حتى أقرأها ، ثم قال : يا أبا أمامة إني أقرأها ثلاث مرات في ثلاثة أحايين كل ليلة. قلت : وكيف تصنع في قراءتك يا ابن عم محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم؟

قال : أقرأها قبل الركعتين بعد صلاة العشاء الآخرة ، وأقرأها حيث أخذت مضجعي للنوم ، وأقرأها عند وتري من السحر ، قال علي عليه‌السلام : فوالله ما تركتها منذ سمعت هذا الخبر من نبيكم صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلمحتى أخبرتك به.

١٣٨

قال أبو أمامة : فوالله ما تركتها منذ سمعت هذا الخبر من علي بن أبي طالب عليه‌السلام حتى حدثتك به. قال القاسم : وأنا ما تركت قراءتها كل ليلة منذ حدثني أبو أمامة بفضلها حتى الآن. قال علي بن يزيد : وأخبرك أني ما تركت قراءتها في كل ليلة منذ حدثني القاسم في فضلها. قال ابن أبي عاتكة : وأنا فما تركت قراءتها كل يوم منذ بلغني في فضل قراءتها ما بلغني. قال ابن سابور : وأنا ما تركت قراءتها كل ليلة منذ بلغني عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلمفي فضلها. قال إبراهيم بن عمر : وأنا ما تركت قراءتها منذ بلغني عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلمهذا الحديث في فضل قراءتها.

قال أبو المفضل : وأنا بنعمة ربي ما تركت منذ سمعت هذا الحديث من عبيد بن أبي سفيان عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في فضل قراءتها إلى أن حدثتكم به.

الأمر الثالث : الأدعية الواردة عنهم صلوات الله عليهم

من أدعية الصديقة فاطمة الزهراء عليها‌السلام

قال السيد ابن طاووس رحمه الله تعالى في فلاح السائل ، ص ٤٤٠ ـ ٤٤٤ : ومن المهمات أيضاً بعد صلاة العشاء

١٣٩

الآخرة الدعاء المختص بهذه الفريضة من أدعية مولاتنا فاطمة صلوات الله عليها ، عقيب الخمس المفروضات ، وهو :

سُبْحَانَ مَنْ تَوَاضَعَ كُلُّ شَيءٍ لِعَظَمَتِهِ ، سُبْحَانَ مَنْ ذَلَّ كُلُّ شُيءٍ لِعِزَّتِهِ ، سُبْحَانَ مَنْ خَضَعَ كُلُّ شَيءٍ بِأَمْرِهِ وَمُلْكِهِ ، سُبْحَانَ مَنِ انقَادَتْ لَهُ الأُمُورُ بِأَزِمَّتِهَا ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي لا يَنْسَى مَنْ ذَكَرَهُ ، الْحَمْدُ للهِ الَّذِي لاَ يُخَيِّبُ مَنْ دَعَاهُ ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي مَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْهِ كَفَاهُ ، الحَمْدُ للهِ سَامِكِ السَّمَاءِ ، وَسَاطِحِ الأَرْضِ ، وَحَاصِرِ الْبِحَارِ ، وَنَاضِدِ الْجِبَالِ ، وَبَارِئ الحَيوَانِ ، وَخَالِقِ الشَّجَرِ ، وَفَاتِحِ يَنَابِيْعِ الأَرْضِ ، وَمُدَبِّرِ الأُمُورِ ، وَمُسَيِّرِ السَّحَابِ ، وَمُجْرِي الرِّيْحِ وَالْمَاءِ وَالنَّارِ مِنْ أَغْوَارِ الأَرْضِ مُتَسَارِعَات في الْهَوَاءِ ، وَمُهْبِطِ الحَرِّ وَالْبَرْدِ ، الَّذِي بِنِعْمَتِهِ تَتُمُّ الصَّالِحَاتُ ، وَبِشُكْرِهِ تُسْتَوْجَبُ الزِّيَادَاتُ ، وَبِأَمْرِهِ قَامَتِ السَّمَوَاتُ ، وَبِعِزَّتِهِ استَقَرَّتِ الرَّاسِيَاتُ ، وَسَبَّحَتِ الْوُحُوشُ في الفَلَوَاتِ ، وَالطَّيْرُ في الْوَكَنَاتِ.

الْحَمْدُ للهِ رَفِيْعِ الدَّرَجَاتِ ، مُنَزِّلِ الآيَاتِ ، وَاسِعِ الْبَرَكَاتِ ، سَاتِرِ العَوْرَاتِ ، قَابِلِ الحَسَنَاتِ ، مُقِيلِ العَثَرَاتِ ،

١٤٠