محمود بن أبي الحسن النّيسابوري
المحقق: الدكتور حنيف بن حسن القاسمي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٠٢
(وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ) : طلبت إصابته بعد العزل.
(ذلِكَ أَدْنى أَنْ تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَ) : إذا علمن أنك لا تطلقهن أو لا تتزوج عليهن.
٥٢ (لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ) : نكاح النساء أو شيء من النساء.
(مِنْ بَعْدُ) : من بعد التسع ؛ إذ لمّا خيّرن فاخترنه أمر أن يكتفي بهن (١).
٥٣ (غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ) : منتظرين وقت (٢) نضجه (٣).
٥٩ (ذلِكَ أَدْنى أَنْ يُعْرَفْنَ) : الحرّة من الأمة (٤) ، أو الصالحات من المتبرجات (٥).
٦٩ (آذَوْا مُوسى) : اتهموه بقتل هارون ، فأحياه [الله] (٦) فبرّأه ثم مات (٧).
__________________
(١) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره : ٢٢ / ٢٩ عن قتادة ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٣ / ٣٣٤ عن ابن عباس ، وقتادة.
وأورده ابن العربي في أحكام القرآن : ٣ / ١٥٧٠ عن ابن عباس رضياللهعنهما.
(٢) في «ج» : بعد.
(٣) مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ١٤٠ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٥٢ ، والمفردات للراغب : ٢٩.
والمعنى كما جاء في تفسير الطبري : ٢٢ / ٣٤ : «يا أيها الذين آمنوا بالله ورسوله ، لا تدخلوا بيوت نبي الله إلّا أن تدعوا إلى طعام (غَيْرَ ناظِرِينَ إِناهُ) ، يعني : غير منتظرين إدراكه وبلوغه ، وهو مصدر من قولهم : قد أنى هذا الشيء يأني إليّ وأنيا وإناء ... وفيه لغة أخرى ، يقال : قد آن لك ، أي : تبين لك أينا ، ونال لك ، وأنال لك ...».
(٤) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٢٢ / ٤٦ عن قتادة ، ومجاهد.
وذكره الواحدي في أسباب النزول : ٤٢١ عن السدي بغير سند.
ونقله الماوردي في تفسيره : ٣ / ٣٣٩ عن قتادة.
(٥) ذكر الماوردي نحو هذا القول في تفسيره : ٣ / ٣٣٩.
(٦) عن نسخة «ج».
(٧) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه الطبري في تفسيره : ٢٢ / ٥٢ عن ابن عباس رضياللهعنهما عن علي بن أبي طالب رضياللهعنه ، وأخرجه ـ أيضا ـ الحاكم في المستدرك : ٢ / ٥٧٩ ، كتاب التاريخ ، باب «ذكر وفاة هارون بن عمران» ، وقال : «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي.
(وَجِيهاً) : رفيع القدر إذا سأله أعطاه.
٧٢ (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ) : الأمانة : ما أودعها الله من دلائل التوحيد فأظهروها إلّا الإنسان (١).
«الجهول» : الكافر بربه.
وقيل : هو على التمثيل أي منزلة الأمانة منزلة ما لو عرض على الأشياء مع عظمها وكانت تعلم ما فيها لأشفقت منها ، إلّا أنّه خرج مخرج الواقع ؛ لأنّه أبلغ من المقدّر.
وقيل : العرض بمعنى المعارضة ، أي : عورضت السّماوات والأرض ، وقوبلت بثقل الأمانة ، فكانت الأمانة أوزن وأرجح (٢).
(فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها) : لم يوازنها.
٧٣ (لِيُعَذِّبَ اللهُ الْمُنافِقِينَ) : في الأمانة ، (وَالْمُشْرِكِينَ) : بتضييعها.
(وَيَتُوبَ اللهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) : بحفظهم لها.
__________________
وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦ / ٦٦٦ ، وزاد نسبته إلى ابن منيع ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه.
وأشار الحافظ في الفتح : ٨ / ٣٩٥ إلى رواية الطبري وابن أبي حاتم ، وقوى إسنادهما.
وثبت في صحيح البخاري من حديث أبي هريرة رضياللهعنه مرفوعا أن بني إسرائيل اتهموا موسى عليه الصلاة والسلام بأنه آدر ، أو به برص ، أو آفة في جسمه. (صحيح البخاري : ٤ / ١٢٩ ، كتاب الأنبياء).
قال الحافظ ابن حجر رحمهالله : «لا مانع أن يكون للشيء سببان فأكثر ...» ذكره تعقيبا على الروايتين.
(١) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣ / ٣٤٣ وقال : «قاله بعض المتكلمين».
وأورد الطبري ـ رحمهالله ـ عدة أقوال في المراد بـ «الأمانة» هنا ، ثم قال : «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ما قاله الذين قالوا : إنه عني بالأمانة في هذا الموضع جميع معاني الأمانات في الدين ، وأمانات الناس ، وذلك أن الله لم يخص بقوله : (عَرَضْنَا الْأَمانَةَ) بعض معاني الأمانات لما وصفنا». (تفسير الطبري : ٢٢ / ٥٧).
وقال القرطبي في تفسيره : ١٤ / ٢٥٣ : «و «الأمانة» تعم جميع وظائف الدين على الصحيح من الأقوال».
(٢) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣ / ٣٤٣ عن ابن بحر.
ومن سورة سبأ
١ (وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآخِرَةِ) : حمد أهل الجنّة سرورا بالنعيم من غير تكلف (١) وذلك قولهم : (الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنا وَعْدَهُ) (٢).
٢ (يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ) : من المطر ، (وَما يَخْرُجُ مِنْها) : من النبات ، (وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ) : من الأقضية والأقدار ، (وَما يَعْرُجُ فِيها) : من الأعمال (٣).
٧ (إِذا مُزِّقْتُمْ) : بليتم بتقطيع أجسامكم.
١٠ (أَوِّبِي مَعَهُ) : رجّعي بالتسبيح (٤) ، (وَالطَّيْرَ) : نصبه بالعطف على موضع المنادى (٥).
__________________
(١) في تفسير الماوردي : ٣ / ٣٤٥ : «من غير تكلف» ، ويبدو أنه مصدر المؤلف في هذا النص.
(٢) سورة الزمر : آية : ٧٤.
(٣) ينظر ما سبق في تفسير الماوردي : ٣ / ٣٤٥ ، وتفسير البغوي : ٣ / ٥٤٨ ، وزاد المسير : ٦ / ٥٣٢.
(٤) معاني القرآن للفراء : ٢ / ٣٥٥ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٥٣ ، وتفسير الطبري : ٢٢ / ٦٥ ، والمفردات للراغب : ٣٠.
(٥) هذا قول سيبويه في الكتاب : (٢ / ١٨٦ ، ١٨٧).
وقال الزجاج في معانيه : ٤ / ٢٤٣ : «والنصب من ثلاث جهات : أن يكون عطفا على قوله : (وَلَقَدْ آتَيْنا داوُدَ مِنَّا فَضْلاً) (... وَالطَّيْرَ) ، أي : وسخرنا له الطير.
حكى ذلك أبو عبيدة عن أبي عمرو بن العلاء ، ويجوز أن يكون نصبا على النداء ، المعنى : يا جبال أوّبي معه والطير ، كأنه قال : دعونا الجبال والطير ، فالطير معطوف على موضع «الجبال» في الأصل ، وكل منادى ـ عند البصريين كلهم ـ في موضع نصب ... ويجوز أن يكون «والطير» نصب على معنى «مع» ، كما تقول : قمت وزيدا ، أي : قمت مع زيد ، فالمعنى : أوّبي معه ومع الطير».
و «السّرد» (١) : دفع المسمار في ثقب الحلقة ، والتقدير فيه : أن يجعل [٧٩ / أ] المسمار على قدر / الثقب (٢).
١٢ (وَأَسَلْنا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ) : سالت له عين القطر ، وهو النحاس ، من عين فيما وراء أندلس بمسيرة أربعة أشهر ، فبنى منه قصرا ، وحصر فيها مردة الشياطين ، ولا باب لهذا القصر. ذكر ذلك في حكاية طويلة من أخبار عبد الملك بن مروان وأنّ من جرّده لذلك تسورها من أصحابه عدد فاختطفوا فكرّ راجعا (٣).
١٣ (كَالْجَوابِ) : كالحياض يجمع فيها الماء (٤).
(وَقُدُورٍ راسِياتٍ) : لا تزول عن أماكنها.
(اعْمَلُوا آلَ داوُدَ شُكْراً) : اعملوا لأجل شكر الله (٥). مفعول له.
١٤ (مِنْسَأَتَهُ) : عصاه. أنسأت الغنم : سقتها (٦).
١٦ (سَيْلَ الْعَرِمِ) : المسنيات واحدها عرمة (٧).
(ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ) : ثمر خمط ، والخمط : شجر الأراك (٨) ، عطف
__________________
(١) من قوله تعالى : (أَنِ اعْمَلْ سابِغاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ) ... [آية : ١١].
(٢) معاني القرآن للفراء : ٢ / ٣٥٦ ، وتفسير الطبري : (٢٢ / ٦٧ ، ٦٨) ، وتفسير القرطبي : ١٤ / ٢٦٧.
(٣) لم أقف على أصل هذه الحكاية ولعلها من الخرافات الشائعة في ذلك العصر.
(٤) معاني القرآن للفراء : ٢ / ٣٥٦ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ١٤٤ ، وتفسير الطبري : ٢٢ / ٧١.
(٥) في «ك» : «لأجل الشكر لله».
(٦) اللسان : ١ / ١٦٩ (نسأ).
(٧) معاني القرآن للفراء : ٢ / ٣٥٨ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ١٤٦ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٣٠٧.
و «المسناة» : الجسر ، أو السد يقام فوق الوادي ، والتقدير هنا : فأرسلنا سيل السد العرم.
(تفسير القرطبي : ١٤ / ٢٨٥) ، والبحر المحيط : ٧ / ٣٧٠.
(٨) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٢٢ / ٨١ عن ابن عباس ، والحسن ، ومجاهد ،
بيان ، أي : الأكل ثمر هذا الشجر.
وقيل (١) : الخمط صفة حمل الشجر وهو المرّ الذي فيه حموضة.
والأثل : شبيه بالطرفاء (٢) ، والسّدر : النّبق.
١٧ (هَلْ نُجازِي إِلَّا الْكَفُورَ) : أي : بمثل هذا الجزاء.
(وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى) : كانت بينهم وبين بيت المقدس (٣).
(قُرىً ظاهِرَةً) : إذا قاموا في واحدة ظهرت لهم الثانية.
(وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ) : للمبيت والمقيل من قرية إلى قرية.
١٩ (باعِدْ بَيْنَ أَسْفارِنا) : قالوا : ليتها كانت بعيدة فنسير على نجائبنا.
(فَجَعَلْناهُمْ أَحادِيثَ) : حتى قيل في المثل : تفرقوا أيدي سبأ (٤).
(وَمَزَّقْناهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ) : فـ «غسّان» لحقوا بالشّام [والأنصار] (٥) بيثرب وخزاعة بتهامة ، والأزد بعمان (٦).
__________________
وقتادة ، والضحاك ، وابن زيد.
وذكره الفراء في معانيه : ٢ / ٣٥٩ ، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٣٥٦.
(١) هذا قول الزجاج في معانيه : ٤ / ٢٤٩ ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٣ / ٣٥٦ عن الزجاج.
وكذا ابن الجوزي في زاد المسير : ٦ / ٤٤٦ ، والقرطبي في تفسيره : ١٤ / ٢٨٦.
(٢) في اللسان عن أبي حنيفة الدينوري : «الطرفاء من العضاه وهدبه مثل هدب الأثل ، وليس له خشب وإنما يخرج عصيا سمحة في السماء».
اللسان : ٩ / ٢٢٠ (طرف).
(٣) ذكره الزجاج في معانيه : ٤ / ٢٥٠ ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٣ / ٣٥٦ عن ابن عباس رضياللهعنهما.
(٤) مجمع الأمثال : ٢ / ٤ ، والمستقصى : ٢ / ٨٨ ، واللسان : ١٥ / ٤٢٦ (يدي) عن ابن بري : قولهم أيادي سبأ يراد به نعمهم ، واليد : النعمة ؛ لأن نعمهم وأموالهم تفرقت بتفرقهم.
(٥) في الأصل : «الأنمار» ، والمثبت في النص عن «ك» و «ج» ، وعن المصادر التي أوردت هذا القول.
(٦) أخرجه الطبري في تفسيره : ٢٢ / ٨٦ عن عامر الشعبي. ونقله الماوردي في تفسيره :٣ / ٣٥٨ ، والبغوي في تفسيره : ٣ / ٥٥٦ عن الشعبي. وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦ / ٦٩٣ ، وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن الشعبي.
٢٠ (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ) : أصاب في ظنّه ، وظنّه أنّ آدم لما نسي قال : لا يكون ذريته إلّا ضعافا عصاة (١).
٢١ (وَما كانَ لَهُ عَلَيْهِمْ مِنْ سُلْطانٍ) : لولا التخلية [بينهم وبين وساوسه] (٢) للمحنة.
(إِلَّا لِنَعْلَمَ) : لنظهر المعلوم.
٢٣ (فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ) : أزيل عنها الفزع ، أفزعته : ذعّرته ، وفزّعته : نفّست عنه (٣) ، مثل : أقذيت وقذّيت ، وأمرضت ، ومرّضت ، والمعنى : أنّ الملائكة يلحقهم فزع عند نزول جبريل ـ عليهالسلام ـ بالوحي ظنا [منهم] (٤) أنه ينزل بالعذاب ، فكشف عن قلوبهم الفزع فقالوا : (ما ذا قالَ رَبُّكُمْ) : أي : لأيّ شيء نزل جبريل (٥).
وقيل (٦) : حتى إذا كشف الفزع عن قلوب المشركين قالت
__________________
(١) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه ابن أبي حاتم (كما في الدر المنثور : ٦ / ٦٩٥) عن الحسن رحمهالله تعالى.
وانظر تفسير ابن كثير : ٦ / ٥٠٠.
(٢) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».
(٣) فهو من الأضداد كما في اللسان : ٨ / ٢٥٣ (فزع).
(٤) في الأصل : «منه» ، والمثبت في النص عن «ج».
(٥) عن معاني القرآن للزجاج : ٤ / ٢٥٢ ، وقال ابن عطية في المحرر الوجيز : (١٢ / ١٨٠ ، ١٨١) : «وتظاهرت الأحاديث عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن هذه الآية ـ أعني قوله تعالى : : (حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ) إنما هي في الملائكة إذا سمعت الوحي إلى جبريل بالأمر يأمر الله به سمعت كجرّ سلسلة الحديد على الصفوان ، فتفزع عند ذلك تعظيما وهيبة».
وانظر الأحاديث التي أشار إليها ابن عطية ـ رحمهالله ـ في صحيح البخاري : ٦ / ٢٨ ، كتاب التفسير ، باب قوله تعالى : (حَتَّى إِذا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ) ... الآية.
وتفسير ابن كثير : ٦ / ٥٠٣ ، والدر المنثور : ٦ / ٦٩٧.
(٦) نقله البغوي في تفسيره : ٣ / ٥٥٧ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٦ / ٤٥٣ عن الحسن ، وابن زيد.
واستبعده ابن عطية في المحرر الوجيز : ١٢ / ١٨٢.
الملائكة / : ماذا قال ربكم في الدنيا؟ قالوا : الحق.
٢٤ (وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ) : أي : أنا وأنتم لسنا على أمر واحد ، فيكون أحدنا على هدى والآخر في ضلال ، فأضلهم بأحسن تعريض ، كما يقول الصادق [للكاذب] (١) إنّ أحدنا لكاذب (٢).
٢٨ (إِلَّا كَافَّةً) : رحمة (٣) شاملة جامعة.
٣٣ (بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ) : مكرهم فيها ، أو كأنّهما يمكران بطول السّلامة فيهما ، أو بمرّهما واختلافهما ، فقالوا : إنّهما لا إلى نهاية (٤).
٤٥ (وَما بَلَغُوا مِعْشارَ ما آتَيْناهُمْ) : ما بلغ أهل مكة معشار ما أوتي الأولون من القوى والقدر ، أو الأولون ما بلغوا معشار ما أوتوا ، فلا أنتم أعلم منا ، ولا كتاب أهدى من كتابنا.
٤٦ (أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنى وَفُرادى) : تناظرون مثنى ، وتفكرون في أنفسكم فرادى. فهل تجدون في أفعاله وأحواله ومنشأه ومبعثه ما يتهمه؟! (٥).
٤٩ (وَما يُبْدِئُ الْباطِلُ) : لا يثبت إذا [بدا] (٦) (وَما يُعِيدُ) : لا يعود إذا زال. أو لا يأتي بخير في البدء والإعادة ، أي : الدنيا والآخرة.
٥٢ (وَأَنَّى لَهُمُ التَّناوُشُ) : التناول (٧) ، ناوشته : أخذته من بعيد ، والمراد
__________________
(١) في الأصل : «الكاذب» ، والمثبت في النص عن «ك» و «ج» ، ووضح البرهان للمؤلف.
(٢) راجع هذا المعنى في معاني القرآن للفراء : ٢ / ٣٦٢ ، وتأويل مشكل القرآن : ٢٦٩ ، وتفسير الطبري : ٢٢ / ٩٥ ، ومعاني الزجاج : ٤ / ٢٥٣.
(٣) في «ج» : نعمة.
(٤) تفسير غريب القرآن : ٣٥٧ ، وتفسير الطبري : ٢٢ / ٩٨ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٤ / ٣٥٤ ، وتفسير الماوردي : ٣ / ٣٦٠.
(٥) ذكره الفراء في معانيه : ٢ / ٣٦٤. وأخرج نحوه الطبري في تفسيره : (٢٢ / ١٠٤ ، ١٠٥) عن قتادة.
(٦) في الأصل : «أبدا» ، والمثبت في النص عن «ج» ، و «ك» وكتاب وضح البرهان : ٢ / ٢٠٨ ، وتفسير الماوردي : ٣ / ٣٦٥.
(٧) معاني القرآن للفراء : ٢ / ٣٦٥ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٣٠٨ ، وتفسير غريب القرآن :
الإيمان والتوبة ، أي : كيف التناول من بعيد لما كان قريبا فلم يتناولوه.
٥٣ (وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ) : يقولون : لا بعث ولا حساب (١).
(مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ) : أي : يقذفون من قلوبهم ، وهي بعيدة عن الصدق والصّواب.
__________________
٣٥٨ ، والمفردات للراغب : ٥٠٩.
(١) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٢٢ / ١١٢ عن قتادة ، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير : ٦ / ٤٧٠ عن الحسن ، وقتادة.
ومن سورة الملائكة
١ (مَثْنى وَثُلاثَ) : هذه الأوزان لتكرير تلك الأعداد ؛ ولذلك عدل عن البناء الأول (١) ، فـ (ثُلاثَ) هي ثلاث ثلاث فتكون ثلاثة أجنحة من جانب ومثله من جانب فيعتدل ، فلا يصح قول الطاعن : إنّ صاحب الأجنحة الثلاثة لا يطير ويكون كالجادف. أو يجوز أن يكون موضع الجناح الثالث بين الجناحين فيكون عونا لهما فتستوي القوى والحصص.
٣ (هَلْ مِنْ خالِقٍ) : لا أحد يطلق له صفة خالق ، أو لا خالق على هذه الصّفة إلّا هو.
٥ (الْغَرُورُ) : الشّيطان (٢). ويقرأ «الغرور» (٣) أي : الأباطيل ، جمع «غار» كـ «قاعد» و «قعود» (٤).
__________________
(١) البناء الأول هو اثنان ، ثلاثة ، أربعة ...
وانظر المعنى الذي ذكره المؤلف في الكشاف : ٣ / ٢٩٨ ، والمحرر الوجيز : (١٢ / ٢١٣ ، ٢١٤) ، وتفسير القرطبي : ١٤ / ٣١٩.
(٢) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبري في تفسيره : ٢٢ / ١١٧ عن ابن عباس رضياللهعنهما.
ونقله ابن عطية في المحرر الوجيز : ١٢ / ٢١٧ ، وابن كثير في تفسيره : ٦ / ٥٢١ عن ابن عباس أيضا.
وانظر هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٤ / ٢٦٣ ، وتفسير البغوي : ٣ / ٥٦٥ ، وتفسير القرطبي : ١٤ / ٣٢٣.
(٣) بضم الغين المعجمة ، وتنسب هذه القراءة إلى أبي حيوة ، وأبي السّمال العدوي ، ومحمد بن السميفع ، وسماك بن حرب.
انظر إعراب القرآن للنحاس : ٣ / ٣٦١ ، وتفسير القرطبي : ١٤ / ٣٢٣ ، والبحر المحيط : ٧ / ٣٠٠.
(٤) عن معاني القرآن للزجاج : ٤ / ٢٦٣.
١٠ (إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ) : التوحيد والعمل الصالح يرفعه ، أي : [٨٠ / أ] يرتفع الكلم الطّيّب بالعمل الصالح (١) ، أو العمل الصالح يرفعه / الكلم الطّيّب (٢) ؛ إذ لا يقبل العمل إلّا من موحد.
١١ (وَما يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ) : أي : من عمر آخر غير الأول كقولك : عندي درهم ونصفه (٣) ، بل لا يمتنع أن يزيد الله في العمر أو ينقصه. كما روي (٤) أنّ صلة الرحم تزيد في العمر. على أنّ الأحوال مستقرة في سابق العلم.
١٣ (قِطْمِيرٍ) : لفافة النّواة (٥) ، والنّقير (٦) : النقرة التي في ظهرها ،
__________________
(١) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٢٢ / ١٢١ عن مجاهد ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٣ / ٣٧٠ عن سعيد بن جبير ، والضحاك.
وأخرجه البيهقي في الأسماء والصفات : ٢ / ١٦٨ عن مجاهد.
وأورده البغوي في تفسيره : ٣ / ٥٦٦ ، وقال : «وهو قول ابن عباس ، وسعيد بن جبير والحسن ، وعكرمة ، وأكثر المفسرين».
(٢) ذكره الفراء في معانيه : ٢ / ٣٦٧ ، والطبري في تفسيره : ٢٢ / ١٢٠.
ونقله الماوردي في تفسيره : ٣ / ٣٧٠ عن يحيى بن سلام ، وأورده ابن الجوزي في زاد المسير : ٦ / ٤٧٨ ، وقال : «وبه قال أبو صالح وشهر بن حوشب».
(٣) عن معاني القرآن للفراء : ٢ / ٣٦٨ ، ونص كلامه : ما يطوّل من عمر ، ولا ينقص من عمره ، يريد آخر غير الأول ، ثم كنى عنه بالهاء كأنه الأول. ومثله في الكلام : عندي درهم ونصفه ، يعني نصف آخر ، فجاز أن يكنى عنه بالهاء ، لأن لفظ الثاني كلفظ الأول ، فكنى عنه ككناية الأول».
(٤) أخرج الإمام البخاري والإمام مسلم رحمهماالله تعالى عن أنس بن مالك رضياللهعنه قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال : «من سره أن يبسط له في رزقه أو ينسأ له في أثره فليصل رحمه».
صحيح البخاري : ٣ / ٨ ، كتاب البيوع ، باب «من أحب البسط في الرزق».
صحيح مسلم : ٤ / ١٩٨٢ ، كتاب البر ، باب «صلة الرحم وتحريم قطعها».
(٥) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٦٠ ، وتفسير الطبري : ٢٢ / ١٢٥ ، ومعاني الزجاج : ٤ / ٢٦٦ ، والمفردات للراغب : ٤٠٨.
قال ابن قتيبة ـ رحمهالله ـ : «وهو من الاستعارة في قلة الشيء وتحقيره».
(٦) وردت هذه اللفظة مرتين في سورة النساء في قوله تعالى : (أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لا
والفتيل (١) : الذي في وسطها.
١٤ (يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ) : بعبادتكم إياهم.
٢٧ (جُدَدٌ) : طرائق ، جمع «جدّة» كـ «مدة» ومدد (٢).
والمقتصد (٣) : المتوسط في الطاعة ، والسّابق : أهل الدرجة القصوى منها ، والظالم : مرتكب الصغيرة (٤) ، كقوله في الآية الأخرى (٥) : (وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نارُ جَهَنَّمَ) فكان لهؤلاء الجنّة.
قال عمر ـ رضياللهعنه ـ (٦) : «سابقنا سابق ، ومقتصدنا ناج ،
__________________
يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً) آية : ٥٣.
وفي قوله تعالى : (فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيراً) [آية : ١٢٤].
وانظر معاني القرآن للزجاج : ٤ / ٢٦٦ ، والمفردات للراغب : ٥٠٣.
(١) من قوله تعالى : (بَلِ اللهُ يُزَكِّي مَنْ يَشاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً) [النساء : ٤٩] ، ومن قوله تعالى : (قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً) [النساء : ٧٧] ، وقوله تعالى : (فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً) [الإسراء : ١٧].
وانظر المفردات للراغب : ٣٧١.
(٢) معاني القرآن للفراء : ٢ / ٣٦٩ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٣٠٩ ، وتفسير غريب القرآن : ٣٦١ ، وتفسير الطبري : ٢٢ / ١٣١.
(٣) في قوله تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ بِإِذْنِ اللهِ ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ) [آية : ٣٢].
(٤) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣ / ٣٧٦ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٦ / ٤٨٩ ، والقرطبي في تفسيره : ١٤ / ٣٤٦ ، ويكون الضمير في قوله تعالى : (يَدْخُلُونَها) عائدا على الأصناف الثلاثة ، ولا يكون الظالم هاهنا كافرا ولا فاسقا.
قال القرطبي رحمهالله : «وممن روي عنه هذا القول عمر ، وعثمان ، وأبو الدرداء ، وابن مسعود ، وعقبة بن عمرو وعائشة».
وذكر الحافظ ابن كثير في تفسيره : ٦ / ٥٣٣ الاختلاف في هذه الآية ، ثم قال : «والصحيح أن الظالم لنفسه من هذه الأمة ، وهذا اختيار ابن جرير كما هو ظاهر الآية ، وكما جاءت به الأحاديث عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم من طرق يشد بعضها بعضا ...» اه ـ.
وأورد طائفة من الآثار للدلالة على هذا القول.
(٥) سورة فاطر : آية : ٣٦.
(٦) أخرجه البغوي في تفسيره : ٣ / ٥٧١ عن عمر رضي الله تعالى عنه ورفعه. وأورده الحافظ
وظالمنا مغفور له».
٤٥ (عَلى ظَهْرِها مِنْ دَابَّةٍ) : لأنّها خلقت للنّاس.
ومن سورة يس
٦ (ما أُنْذِرَ آباؤُهُمْ) : يجوز (ما) نافية ، ويجوز بمعنى «الذي» (١) أي : لتخوفنّهم الذي خوّف آباؤهم ؛ لأنّ الأرض لا تخلو من حجة.
٨ (إِنَّا جَعَلْنا فِي أَعْناقِهِمْ) : هي صورة عذابهم ، أو مثل امتناعهم عن الإيمان كالمغلول عن التصرف (٢).
وفي حديث النساء (٣) : «منهن غلّ قمل» فإنّه إذا يبس الغلّ قمل في
__________________
ابن حجر في الكافي الشاف : ١٣٩ وعزاه إلى البيهقي في «الشعب» من رواية ميمون بن سياه عن عمر رضياللهعنه مرفوعا ، وقال الحافظ : «وهذا منقطع ، وأخرجه الثعلبي ، وابن مردويه من وجه آخر عن ميمون بن سياه عن أبي عثمان النهدي عن عمر ، فيه الفضل بن عميرة ، وهو ضعيف. ورواه سعيد بن منصور عن فرج بن فضالة عن أزهر بن عبد الله الحرازي عمن سمع عمر ، فذكره موقوفا» اه ـ.
وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٧ / ٢٥ ، وعزا إخراجه إلى سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وابن المنذر ، والبيهقي في «البعث» عن عمر رضياللهعنه موقوفا.
(١) معاني القرآن للأخفش : ٢ / ٦٦٦ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٤ / ٢٧٨ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٣ / ٣٨٣ ، والتبيان للعكبري : ٢ / ١٠٧٩.
(٢) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره : ٣ / ٣٨٣ عن يحيى بن سلام ، وذكره البغوي في تفسيره : ٤ / ٦ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٧ / ٦ ، ونقله القرطبي في تفسيره : ١٥ / ٨ عن يحيى بن سلام ، وأبي عبيدة.
(٣) هو من حديث عمر رضياللهعنه كما في غريب الحديث لابن قتيبة : (١ / ٦٠٢ ، ٦٠٣) ، ولفظ الحديث : «النساء ثلاث ، فهينة لينة ، عفيفة مسلمة تعين أهلها على العيش ، ولا تعين العيش على أهلها ، وأخرى وعاء للولد ، وأخرى غل قمل ، يضعه الله في عنق من يشاء ، ويفكه عمّن يشاء ...».
قال ابن قتيبة : «قوله : «غل قمل» ، الأصل فيه أنهم كانوا يغلون بالقدّ وعليه الشعر فيقمل على الرجل».
وانظر الحديث ومعناه في الفائق : ٤ / ١٢٢ ، وغريب الحديث لابن الجوزي : ٢ / ١٦١ ، والنهاية : ٣ / ٣٨١.
عنقه ، فتجتمع عليه محنتان ، فضربه مثلا للسليطة اللّسان ، الغالية المهر.
(مُقْمَحُونَ) : مرفوعة رؤوسهم ، والمقمح الذي يصوّب رأسه إلى ظهره على هيئة البعير ، بعير قامح وإبل قماح (١).
١١ (وَخَشِيَ الرَّحْمنَ بِالْغَيْبِ) : أي : بالغيب عن الناس ، أو فيما غاب عنه من أمر الآخرة.
١٢ (وَنَكْتُبُ ما قَدَّمُوا) : أعمالهم (وَآثارَهُمْ) : سننهم بعدهم في الخير والشر ، كقوله (٢) : (يُنَبَّؤُا الْإِنْسانُ يَوْمَئِذٍ بِما قَدَّمَ وَأَخَّرَ).
١٣ (أَصْحابَ الْقَرْيَةِ) : أهل أنطاكية (٣).
والرسولان الأولان : توصا وبولص (٤) ، والثالث : شمعون (٥).
٢٠ (رَجُلٌ يَسْعى) : حبيب النجّار (٦).
__________________
(١) غريب القرآن لليزيدي : ٣١١ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٦٣ ، ومعاني الزجاج : ٤ / ٢٧٩ ، وتهذيب اللغة : ٤ / ٨١.
(٢) سورة القيامة : آية : ١٣.
(٣) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبري في تفسيره : ٢٢ / ١٥٥ عن عكرمة ، وقتادة.
وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٧ / ٤٩ ، وعزا إخراجه إلى الفريابي عن ابن عباس رضياللهعنهما. كما نسبه إلى عبد بن حميد ، وابن المنذر عن عكرمة.
وقال الماوردي في تفسيره : ٣ / ٣٨٥ : «هي أنطاكية في قول جميع المفسرين» وأنطاكية : بالفتح ثم السكون والياء مخففة مدينة بالشام قريبة من حلب.
انظر : معجم ما استعجم : ١ / ٢٠٠ ، ومعجم البلدان : ١ / ٢٦٦ ، والروض المعطار : ٣٨.
(٤) في «ك» : توماء وبولص ، وجاء في هامش الأصل عن ابن إسحاق في اسميهما : «تاروص» و «ماروص» وعن كعب «صادوق» ، و «صدوق» ، وعن مقاتل : «تومان» ، و «مانوص».
وانظر الأقوال في اسميهما في زاد المسير : ٧ / ١٠ ، وتفسير القرطبي : ١٥ / ١٤.
(٥) قال ابن عطية في المحرر الوجيز : ١٢ / ٢٨٦ : «وذكر الناس في أسماء الرسل : صادق مصدوق ، وشلوم ، وغير هذا ، والصحة معدومة فاختصرت».
(٦) تفسير الطبري : ٢٢ / ١٥٨ ، وتفسير الماوردي : ٣ / ٣٨٨ ، والتعريف والأعلام للسهيلي :
وكانت السماء أمسكت فتطيروا بهم وقتلوهم ، فلما رأى حبيب نعيم الجنة تمنى إيمان قومه.
٢٧ (بِما غَفَرَ لِي) : بأي شيء غفر [لي] (١).
[٨٠ / ب] ٢٨ (مِنْ جُنْدٍ) : / أي : لم نحتج إلى جند.
٢٩ (خامِدُونَ) : ميتون (٢).
٣٠ (يا حَسْرَةً عَلَى الْعِبادِ) : تلقين لهم أن يتحسروا على ما فاتهم ، أو معناه : حلّوا محلّ من يتحسّر عليه (٣).
والحسرة : شدّة النّدم حتى يحسر كالحسير البعير المعيي (٤).
٣٢ (وَإِنْ كُلٌّ لَمَّا جَمِيعٌ) : لما بالتخفيف (٥) على أنّ «ما» صلة مؤكدة و «إن» مخففة من المثقلة ، أي : إن كلا لجميع لدينا محضرون.
وبالتشديد (٦) على أنها بمعنى الأوان جحدا ، بمعنى : أي : ما كلّ إلّا جميع لدينا. و (جَمِيعٌ) في الوجهين تأكيد لـ (كُلٌ).
٣٥ (لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَما عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ) : أي : يأكلوا من ثمره بغير صنعة كالرطب والفواكه ، ويعملون منه بأيديهم كالخبز والحلاوى.
__________________
١٤٤ ، وتفسير القرطبي : ١٥ / ١٧.
(١) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».
(٢) تفسير الطبري : ٢٣ / ٢ ، والمفردات للراغب : ١٥٨ ، واللسان : ٣ / ١٦٥ (خمد).
(٣) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره : ٣ / ٣٨٩ عن ابن عباس رضياللهعنهما.
(٤) أي : المتعب.
وانظر معاني القرآن للزجاج : ٤ / ٢٨٥ ، واللسان : ٤ / ١٨٨ (حسر).
(٥) وهي قراءة نافع ، وابن كثير ، وأبي عمرو ، والكسائي.
التبصرة لمكي : ٣٠٦ ، والتيسير للداني : ١٢٦.
وانظر توجيه هذه القراءة ، وقراءة التشديد في معاني القرآن للفراء : ٢ / ٣٧٧ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٤ / ٢٨٦ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٣ / ٣٩٣ ، والكشف لمكي : ٢ / ٢١٥.
(٦) قراءة عاصم ، وابن عامر كما في الغاية في القراءات العشر : ٢٤٦ ، والتبصرة لمكي : ٣٠٦ ، والتيسير للداني : ١٢٦.
أو هو على النفي ، أي : ليأكلوا ولم يعملوا ذلك بأيديهم (١).
٣٦ (خَلَقَ الْأَزْواجَ) : الأشكال.
٣٧ (نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهارَ) : نخرج منه ضوءه كما تسلخ الشّاة من جلدها (٢).
٣٨ (لِمُسْتَقَرٍّ لَها) : لأبعد مغاربها من الأفق ثم ترجع إليها (٣).
٣٩ (قَدَّرْناهُ مَنازِلَ) : المنازل المعروفة الثمانية والعشرون [الشّرطان ، البطين ، الثّريا ، الدّبران ، الهقعة ، الهنعة ، الذّراع ، النّثرة ، الطّرف ، الجبهة ، الزّبرة ، الصرفة ، العوّاء ، السّماك ، الغفر ، الزّباني ، الإكليل ، القلب ، الشّولة ، ، النعائم ، البلدة ، سعد الذابح ، سعد بلع ، سعد السّعود ، سعد الأخبية ، فرغ الدلو المقدم ، فرغ الدلو المؤخر ، بطن الحوت. هذه ثمانية وعشرون منزلا ، أربعة عشر منها شامية أولها الشرطان وآخرها السّماك ، لأنها في شق الشام من السماء ، وأربعة عشر منها يمانية أولها الغفر وآخرها بطن الحوت ؛ لأنها في شق اليمن عن السماء ، وهي تعرف في الهيئات من النجوم] (٤).
__________________
(١) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٦٥ ، وتفسير الطبري : ٢٣ / ٤ ، ومعاني الزجاج : ٤ / ٢٨٦.
(٢) انظر معاني القرآن للزجاج : ٤ / ٢٨٧ ، والمفردات للراغب : ٢٣٨ ، واللسان : ٣ / ٢٤ (سلخ).
(٣) انظر هذا المعنى في تفسير الطبري : ٢٣ / ٦ ، وتفسير البغوي : ٤ / ١٢ ، وزاد المسير : ٧ / ١٩.
وأخرج الإمام البخاري والإمام مسلم رحمهماالله تعالى عن أبي ذر رضياللهعنه قال : «سألت النبي صلىاللهعليهوسلم عن قوله تعالى : (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها) قال : «مستقرها تحت العرش».
صحيح البخاري : ٦ / ٣٠ ، كتاب التفسير ، سورة يس ، باب قوله : (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَها).
وصحيح مسلم : ١ / ١٣٩ ، كتاب الإيمان ، باب «بيان الزمن الذي لا يقبل فيه الإيمان».
(٤) ما بين معقوفين عن نسخة «ك» ، وانظر أسماء منازل القمر في كتاب الأزمنة وتلبية الجاهلية لقطرب : (٢٣ ، ٢٤) ، والأنواء لابن قتيبة : ٤ ، واللسان : ١ / ١٧٦ (نوأ).
(كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ) : العذق اليابس (١). يقولون : عرجون «فنعول» ؛ من «الانعراج» ؛ بل «فعلون» (٢).
٤٠ (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ) : لسرعة سير القمر (٣).
(وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ) : لا يأتي اللّيل إلّا بعد انتهاء النّهار.
وسئل الرضا (٤) ـ عند المأمون ـ عن اللّيل والنهار أيّهما أسبق؟ فقال : النهار ودليله : أمّا من القرآن : (وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ) ، ومن الحساب أنّ الدنيا خلقت بطالع «السّرطان» والكواكب في إشرافها ، فتكون الشّمس في «الحمل» عاشر الطالع وسط السّماء.
(يَسْبَحُونَ) : يسيرون بسرعة ؛ فرس سابح وسبوح (٥).
__________________
(١) مجاز القرآن لأبي عبيدة : ١ / ١٦١ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٣١١ ، وتفسير الطبري : ٢٣ / ٦ ، وتفسير القرطبي : ١٥ / ٣٠.
(٢) في «ك» : بل فعلون ، من الانعراج.
وفي وزن «عرجون» قال العكبري في التبيان : ٢ / ١٠٨٣ : «فعلول ، والنون أصل. وقيل : هي زائدة ؛ لأنه من الانعراج ؛ وهذا صحيح المعنى ، ولكنه شاذ في الاستعمال».
وانظر الكشاف : ٣ / ٣٢٣ ، والبيان لابن الأنباري : ٢ / ٢٩٥ ، وتفسير القرطبي : ١٥ / ٣٠.
(٣) قال النحاس في إعراب القرآن : ٣ / ٣٩٥ : «وأحسن ما قيل في معناه وأبينه مما لا يدفع أن سير القمر سير سريع فالشمس لا تدركه في السير».
(٤) الرّضا : (١٥٣ ـ ٢٠٣ ه ـ).
هو علي بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق ، كان مقربا من الخليفة العباسي المأمون ، الذي عهد إليه بالخلافة من بعده ، لكنه مات في حياة المأمون بـ «طوس».
قال الحافظ ابن حجر في التقريب : ٤٠٥ : «صدوق ، والخلل ممن روى عنه ، من كبار العاشرة ...».
وانظر أخباره في تاريخ الطبري : ٨ / ٥٦٨ ، وسير أعلام النبلاء : ٩ / ٣٨٧ ، وشذرات الذهب : ٢ / ٦.
(٥) سبح الفرس : جريه ، وفي النهاية : ٢ / ٣٣٢ : «فرس سابح ، إذا كان حسن مدّ اليدين في الجري».
وانظر الصحاح : ١ / ٣٧٢ ، واللسان : ٢ / ٤٧٠ ، وتاج العروس : ٦ / ٤٤٤ (سبح).
٤١ (حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ) (١) : آباءهم (٢) لأنّه ذرأ (٣) الأبناء منهم ، تسمية للسبب باسم المسبّب ، وإن كان الذرية الأولاد فذكرهم لأنه لا قوة لهم على السّفر كقوّة الرجال.
٤٢ (مِنْ مِثْلِهِ) : من سائر السّفن التي هي مثل سفينة نوح (٤) ، أو هو الإبل فإنّهن سفن البرّ (٥).
٤٥ (اتَّقُوا ما بَيْنَ أَيْدِيكُمْ) : من عذاب الدنيا ، (وَما خَلْفَكُمْ) : من عذاب الآخرة (٦).
٤٩ (وَهُمْ يَخِصِّمُونَ) : في متاجرهم ومبايعهم /.
وفي الحديث (٧) : «النّفخات ثلاث : نفخة الفزع ، والصعق ، والقيام
__________________
(١) بالجمع قراءة نافع ، وابن عامر كما في السبعة لابن مجاهد : ٥٤٠ ، والتبصرة لمكي : ٣٠٧ ، والتيسير للداني : ١٨٤.
(٢) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره : ٣ / ٣٩٢ عن أبان بن عثمان رضياللهعنهما. ولفظ الذرية يطلق على الآباء وعلى الأبناء ، فهو من الأضداد كما في اللسان : (١٤ / ٢٨٥ ، ٢٨٦) (ذرا).
(٣) أي : خلق الأبناء منهم.
(٤) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٢٣ / ١٠ عن ابن عباس رضياللهعنهما.
ورجحه الطبري : «لدلالة قوله : (وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلا صَرِيخَ لَهُمْ) على أن ذلك كذلك ، وذلك أن الغرق معلوم أنه لا يكون إلا في الماء ، ولا غرق في البر».
(٥) أخرجه الطبري في تفسيره : (٢٣ / ١٠ ، ١١) عن محمد بن سعد عن أبيه ... ، وهو إسناد مسلسل بالضعفاء ، تقدم بيان أحوالهم ص (١٣٥).
وأخرجه أيضا عن عكرمة ، وعبد الله بن شداد ، والحسن.
(٦) ذكره الزجاج في معانيه : ٤ / ٢٨٩ ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٣ / ٣٩٣ عن سفيان ، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير : ٧ / ٢٣ ، والقرطبي في تفسيره : ١٥ / ٣٦.
(٧) هذا جزء من حديث طويل أخرجه الطبري في تفسيره : ٢٣ / ١٤ عن أبي هريرة رضياللهعنه مرفوعا.
وأورده القرطبي في تفسيره : ١٣ / ٢٤٠ ، ثم قال : «ذكره علي بن معبد والطبري والثعلبي وغيرهم ، وصححه ابن العربي».
وذكره ابن كثير في تفسيره : ٥ / ٣٨٥ ، وقال : «وهذا الحديث قد رواه الطبراني وابن
لرب العالمين».
٥٢ (مِنْ مَرْقَدِنا) : يخفّف عنهم بين النفختين فينامون (١).
٥٥ (فِي شُغُلٍ فاكِهُونَ) : ناعمون (٢) ، و «الشغل» : افتضاض الأبكار (٣).
وقيل : السّماع ، بل هو كلّ راحة ونعيم.
والفكه الذي يتفكه مما يأكل ، والفاكه صاحب الفاكهة كـ «التامر» (٤).
__________________
جرير ، وابن أبي حاتم ، وغير واحد ، مطولا جدا ...».
قال القرطبي ـ رحمهالله تعالى ـ في التذكرة : ٢٦٦ : «واختلف في عدد النفخات ، فقيل : ثلاث ، نفخة الفزع لقوله تعالى : (وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ داخِرِينَ) ونفخة الصعق ، ونفخة البعث ، لقوله تعالى : (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّماواتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ).
وهذا اختيار ابن العربي وغيره ... وقيل : هما نفختان ، ونفخة الفزع هي نفخة الصعق ، لأن الأمرين لا زمان لها ، أي : فزعوا فزعا ماتوا منه ...» اه ـ.
وصحح القرطبي هذا القول وأورد الأدلة عليه ، فانظره هناك.
(١) أخرجه الطبري في تفسيره : ٢٣ / ١٦ عن قتادة ، ونقله البغوي في تفسيره : ٤ / ١٥ عن ابن عباس ، وأبي بن كعب ، وقتادة.
(٢) انظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٦٦ ، وتفسير الماوردي : ٣ / ٣٩٦ ، واللسان : ١٣ / ٥٢٤ (فكه).
(٣) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه الطبري في تفسيره : ٢٣ / ١٨ عن عبد الله بن مسعود ، وابن عباس ، وسعيد بن المسيب رضي الله تعالى عنهم.
وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٧ / ٦٤ ، وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة ، وابن أبي الدنيا في «صفة الجنة» ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن ابن عباس رضياللهعنهما كما عزا إخراجه إلى عبد بن حميد ، وابن أبي الدنيا ، وعبد الله بن أحمد ، وابن مسعود رضياللهعنه.
وانظر هذا القول في معاني الزجاج : ٤ / ٢٩١ ، وتفسير الماوردي : ٣ / ٣٩٦ ، وتفسير ابن كثير : ٦ / ٥٦٩.
(٤) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : (٢ / ١٦٣ ، ١٦٤) ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٦٦ ، واللسان : ١٣ / ٥٢٤ (فكه).
٥٦ و (الْأَرائِكِ) : الفرش في الحجال (١).
٥٧ (ما يَدَّعُونَ) : يستدعون ويتمنّون (٢).
٥٨ (سَلامٌ قَوْلاً) : أي : ولهم من الله سلام يسمعونه ، وهو بشارتهم بالسّلامة أبدا.
٥٩ (وَامْتازُوا) : ينفصل فرق المجرمين بعضهم عن بعض (٣).
٦٢ (جِبِلًّا) (٤) وجبلّا : خلقا (٥).
٦٦ (لَطَمَسْنا عَلى أَعْيُنِهِمْ) : أعميناهم في الدنيا.
(فَاسْتَبَقُوا الصِّراطَ) : الطريق.
(فَأَنَّى يُبْصِرُونَ) : فكيف.
٦٧ (لَمَسَخْناهُمْ عَلى مَكانَتِهِمْ) : في منازلهم حيث يجترحون المآثم.
(فَمَا اسْتَطاعُوا مُضِيًّا) : لم يقدروا على ذهاب ومجيء.
٦٨ (وَمَنْ نُعَمِّرْهُ) : نبلغه ثمانين سنة (٦) (نُنَكِّسْهُ) : نرده من القوة إلى
__________________
(١) مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ١٦٤ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٣١٢ ، وتفسير غريب القرآن : ٣٦٦ ، وتفسير الطبري : ٢٣ / ٢٠ ، والمفردات للراغب : ١٦.
قال الزجاج في معانيه : ٤ / ٢٩٢ : «وهي في الحقيقة «الفرش» كانت في حجال أو غير حجال».
وفي الصحاح : ٤ / ١٦٦٧ (حجل) : «والحجلة بالتحريك : واحدة حجال العروس ، وهي بيت يزيّن بالثياب والأسرة والستور».
(٢) مجاز القرآن : ٢ / ١٦٤ ، وتفسير الطبري : ٢٠ / ٢١ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٤ / ٢٩٢.
(٣) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣ / ٣٩٧ عن الضحاك.
(٤) بضم الجيم والباء وتخفيف اللام قراءة ابن كثير ، وحمزة ، والكسائي ، وقرأ نافع ، وعاصم بكسر الجيم والباء وتشديد اللام.
السبعة لابن مجاهد : ٥٤٢ ، والتبصرة لمكي : ٣٠٨ ، والتيسير للداني : ١٨٤.
(٥) مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ١٦٤ ، وتفسير الطبري : ٢٣ / ٢٣ ، ومعاني الزجاج : ٤ / ٢٩٣ ، والمفردات للراغب : ٨٧.
(٦) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره : ٣ / ٣٩٩ عن سفيان ، وأورده السيوطي في الدر
الضعف ومن الزيادة إلى النقصان.
٧٠ (مَنْ كانَ حَيًّا) : حيّ القلب (١).
(وَيَحِقَ) : يجب.
٧١ (مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينا) : تولّينا خلقه (٢) ، وكقوله (٣) : (فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) أو مما عملت قوانا.
واليد والأيد : القوّة (٤) ، والله متعال أن تحله القوة أو الضعف ، فالمعنى : قوانا التي أعطيناها الأشياء.
(مالِكُونَ) : ضابطون ؛ لأن القصد إلى أنها ذليلة لقوله : (وَذَلَّلْناها لَهُمْ) (٥).
٧٥ (جُنْدٌ مُحْضَرُونَ) : في النار (٦) ، أو عند الحساب (٧) : أي : لا
__________________
المنثور : ٧ / ٧٠ ، وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن سفيان.
والصواب في ذلك ما قاله المفسرون إن المراد من قوله تعالى : (نُعَمِّرْهُ) : نمد له في العمر ونطيل فيه ، ونرده إلى أرذله.
انظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٦٨ ، وتفسير الطبري : ٢٣ / ٢٦ ، وتفسير البغوي : ٤ / ١٨ ، وزاد المسير : ٧ / ٣٣ ، وتفسير القرطبي : ١٥ / ٥١.
(١) أخرج الطبري في تفسيره : ٢٣ / ٢٨ عن قتادة قال : حيّ القلب حيّ البصر».
ونقله الماوردي في تفسيره : ٣ / ٤٠٠ عن قتادة ، وكذا البغوي في تفسيره : ٤ / ١٩ ، وابن عطية في المحرر الوجيز : ١٢ / ٣٢٤.
(٢) تفسير البغوي : ٤ / ٢٠.
(٣) سورة الشورى : آية : ٣٠.
(٤) ينظر هذا المعنى في تفسير غريب القرآن : ٣٦٨ ، وتأويل مشكل القرآن : ١٥٤ ، ١٥٥ ، والمحرر الوجيز : ١٢ / ٣٢٥ ، والصحاح : ٦ / ٢٥٤٠ ، واللسان : ١٥ / ٤٢٤ (يدي).
(٥) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٤ / ٢٩٤.
وانظر تفسير الطبري : ١٣ / ٢٨ ، وتفسير الماوردي : ٣ / ٤٠١ ، وتفسير البغوي : ٤ / ٢٠.
(٦) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره : ٣ / ٤٠١ عن الحسن ، وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٧ / ٧٣ ، وعزا إخراجه إلى ابن أبي حاتم عن الحسن رحمهالله تعالى.
(٧) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٢٣ / ٢٩ عن مجاهد.