إيجاز البيان عن معاني القرآن - ج ٢

محمود بن أبي الحسن النّيسابوري

إيجاز البيان عن معاني القرآن - ج ٢

المؤلف:

محمود بن أبي الحسن النّيسابوري


المحقق: الدكتور حنيف بن حسن القاسمي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٠٢
الجزء ١ الجزء ٢

و «الشّعرى» (١) أحد كوكبي ذراعي الأسد (٢) ، وقد عبده أبو كبشة الخزاعي (٣) وكان جدّ جدّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال أبو سفيان (٤) : لقد عظم ملك ابن أبي كبشة.

٥٠ (عاداً الْأُولى) : ابن ارم أهلكوا بريح صرصر ، وعادا الآخرة أهلكوا ببغي بعضهم على بعض (٥).

٥١ (وَثَمُودَ) : اتّسق على عاد ، أي : أهلك ثمودا فما أبقاهم ، ولا ينصب بـ «ما أبقى» ؛ لأنّ «ما» بعد الفاء لا يعمل فيما قبلها لأنّ لها صدر الكلام (٦).

٥٣ (وَالْمُؤْتَفِكَةَ) : المنقلبة ، مدائن قوم لوط.

(أَهْوى) : رفعها جبريل ـ عليه‌السلام ـ إلى السّماء ثم أهوى بها (٧).

وفي حديث أنس (٨) : «البصرة إحدى المؤتفكات». أي : غرقت مرّتين.

٥٥ (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ) : ذكر النعمة لأنّ النقم المعدّدة التي نزلت بمن قبل

__________________

(١) من قوله تعالى : (وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى) آية : ٤٩.

(٢) هذا قول الزجاج في معانيه : ٥ / ٧٧ ، وانظر تفسير القرطبي : ١٧ / ١١٩.

(٣) تفسير القرطبي : ١٧ / ١١٩ ، والبحر المحيط : ٨ / ١٦٩.

(٤) ورد هذا القول في سياق خبر أبي سفيان مع هرقل ، وقد أخرجه البخاري في صحيحه : ١ / ٦ ، كتاب بدء الوحي عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما عن أبي سفيان رضي‌الله‌عنه بلفظ : «لقد أمر أمر ابن أبي كبشة» ، ومعنى «أمر» : عظم كما في الفتح : ١ / ٥٣.

(٥) ينظر تفسير الطبري : ٢٧ / ٢٨.

(٦) عن معاني القرآن للزجاج : ٥ / ٧٧ ، وانظر إعراب القرآن للنحاس : ٤ / ٢٨١ ، والتبيان للعكبري : ٢ / ١١٩١.

(٧) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٢٧ / ٧٩ عن مجاهد ، وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٧ / ٦٦٥ ، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد ، وأبي الشيخ عن مجاهد.

وقد تقدم خبرهم ص ٤٢٢.

(٨) لم أقف على حديثه فيما تيسر لي من مصادر.

٣٠١

نعم على من جاء بعد لما فيها من المزاجر.

٥٧ (أَزِفَتِ الْآزِفَةُ) : اقتربت القيامة ، (لَيْسَ لَها) من يكشف عن علمها ويجلّيها. أو من يكشفها ويدفع شدائدها. والهاء من قبل إن كاشفة مصدر كـ «عاقبة» و «عافية» (١).

٥٩ (أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ) : أي القرآن.

روى مجاهد أنّ النّبيّ ـ عليه‌السلام ـ لم ير ضاحكا ولا مبتسما بعد نزول هذه الآية (٢).

٦١ (سامِدُونَ) : جائرون (٣). وقيل (٤) : لاهون. وقال مجاهد : غضاب مبرطمون.

__________________

(١) معاني القرآن للفراء : ٣ / ١٠٣ ، وتفسير القرطبي : ١٧ / ١٢٢ ، والبحر المحيط : ٨ / ١٧٠.

(٢) لم أقف على هذا الأثر من طريق مجاهد رحمه‌الله تعالى ، وأخرجه وكيع بن الجراح في الزهد : ١ / ٢٦٦ حديث رقم (٣٦) عن صالح بن أبي مريم ، وكذا ابن أبي شيبة في المصنف : ١٣ / ٢٢٤ رقم (١٦٢٠٣) كتاب الزهد ، باب «ما ذكر عن نبينا صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الزهد.

وأخرجه ـ أيضا ـ هناد بن السري في الزهد : ١ / ٥٦٢ رقم (٤٨٢) وأورده الحافظ ابن حجر في الكافي الشاف : ١٦١ وذكر أن الإمام أحمد أخرجه في الزهد ، وكذا الثعلبي ، كلاهما عن صالح بن أبي مريم.

وقال الحافظ : رواه ابن مردويه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس بإسناد ضعيف.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٧ / ٦٦٦ ، وعزا إخراجه إلى ابن أبي شيبة ، وأحمد في الزهد ، وهناد ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن صالح.

ومعنى هذا الأثر ضعيف ؛ لأن هذه الآية مكية ، وقد ورد في الصحيح ما يدل على خلاف هذا القول. وورد أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم تبسم وضحك حتى بدت نواجذه.

ينظر : صحيح البخاري (٧ / ٩٢ ـ ٩٤) كتاب الأدب ، باب التبسم والضحك ، وصحيح مسلم : ٢ / ٦١٦ ، كتاب صلاة الاستسقاء ، باب «التعوذ عند رؤية الريح والغيم والفرح بالمطر».

(٣) كذا في «ك» ، ولم أقف على هذا القول ، وذكر الماوردي في تفسيره : ٤ / ١٣٣ تسعة أقوال في هذه اللفظة ، منها «خامدون» عن المبرد.

وانظر تفسير القرطبي : ١٧ / ١٢٣ ، والبحر المحيط : ٨ / ١٧٠.

(٤) هذا قول جمهور العلماء كما في معاني القرآن للفراء : ٣ / ١٠٣ ، ومجاز القرآن : ٢ / ٢٣٩ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٣٠ ، وتفسير الطبري : ٢٧ / ٨٢ ، ومعاني الزجاج : ٥ / ٧٨.

٣٠٢

فسئل عن البرطمة ، فقال : الإعراض (١).

سورة [القمر] (٢)

١ (وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) : قال الحسن (٣) : أي ينشق ، فجاء / المستقبل على [٩٣ / أ] صيغة الماضي لوجوب وقوعه. أو لتقارب وقته. أو لأنّ المعنى مفهوم أنّه في المستقبل.

وقيل : إنه على الاستعارة والمثل لوضوح الأمر كما يقال في المثل : اللّيل طويل وأنت مقمر.

والمنقول المقبول (٤) أنه على الحقيقة ، انشق القمر نصفين حين سأله حمزة (٥) بن عبد المطلب فرآه جلة الصّحابة .....

__________________

(١) نص هذه الرواية عن مجاهد في تفسير البغوي : ٤ / ٢٥٧.

وأخرج ـ نحوه ـ الطبري في تفسيره : ٢٧ / ٨٣ عن مجاهد ، وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٧ / ٦٦٧ ، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد ، وابن المنذر عن مجاهد أيضا.

(٢) في الأصل «الساعة» ، والمثبت في النص عن «ك» و «ج».

(٣) نقله الماوردي في تفسيره : ٤ / ١٣٥ ، والقرطبي في تفسيره : ١٧ / ١٢٦.

وذكره ابن الجوزي في زاد المسير : ٨ / ٨٨ دون عزو ، وعقّب عليه بقوله : «وهذا القول الشاذ لا يقاوم الإجماع ، ولأن قوله : (وَانْشَقَ) لفظ ماض. وحمل لفظ الماضي على المستقبل يفتقر إلى قرينة تنقله ودليل ، وليس ذلك موجودا.

وفي قوله : (وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا) دليل على أنه قد كان ذلك». اه ـ.

وانظر رد أبي حيان في البحر المحيط : ٨ / ١٧٣ لقول الحسن.

(٤) ورد في ذلك أخبار صحيحة كثيرة.

ينظر ذلك في صحيح البخاري : (٦ / ٥٢ ، ٥٣) ، كتاب التفسير ، تفسير سورة اقتربت الساعة.

وصحيح مسلم : ٤ / ٢١٥٨ كتاب صفة القيامة والجنة والنار ، باب «انشقاق القمر».

وأسباب النزول للواحدي : ٤٦٢ ، وتفسير ابن كثير : (٧ / ٤٤٧ ـ ٤٥٠).

(٥) ذكره الماوردي في تفسيره : ٤ / ١٣٥ ، والقرطبي في تفسيره : ١٧ / ١٢٦.

والذي ورد في الصحيح أن أهل مكة هم الذين سألوا وطلبوا أن يريهم آية ، فكانت هذه

٣٠٣

وقال ابن مسعود (١) : رأيت شقة من القمر على أبي قبيس (٢) وشقة على السّويداء (٣). فقالوا : سحر القمر.

ولا يقال : لو انشق لما خفي على أهل الأقطار لجواز أن يحجبه الله عنهم بغيم.

٢ (سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) : من السّماء إلى الأرض (٤). وقيل (٥) : شديد محكم.

استمرّ الأمر : استحكم ، وأمّره : أحكمه (٦).

٣ (وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ) : أي للجزاء (٧).

__________________

المعجزة العظيمة.

(١) أخرج الحاكم هذا القول عن ابن مسعود في المستدرك : ٢ / ٤٧١ ، كتاب التفسير : «سورة القمر» وقال : «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ...» ، ووافقه الذهبي.

وأخرجه ـ أيضا ـ البيهقي في الدلائل : ٢ / ٢٦٥.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٧ / ٦٧٠ ، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد ، وابن مردويه عن ابن مسعود رضي‌الله‌عنه.

وأخرج البخاري ومسلم عن ابن مسعود أنه قال : «انشق القمر على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فرقتين ، فرقة فوق الجبل وفرقة دونه. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اشهدوا».

صحيح البخاري : ٦ / ٥٢ ، كتاب التفسير ، «تفسير سورة اقتربت الساعة».

وصحيح مسلم : ٤ / ٢١٥٨ ، كتاب صفة القيامة والجنة والنار ، باب «انشقاق القمر».

(٢) أبو قبيس : جبل معروف بمكة المكرمة.

معجم البلدان : (١ / ٨٠ ، ٨١).

(٣) السّويداء : موضع بمكة المكرمة تلى الخندمة ، والخندمة : بفتح الخاء المعجمة ـ أحد جبال مكة يطل على أبي قبيس من جهة الشرق.

ينظر أخبار مكة للفاكهي : ٤ / ٤٧ ، والروض المعطار : (٢٢٢ ، ٢٢٣).

(٤) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره : ٤ / ١٣٥ عن مجاهد.

وذكره القرطبي في تفسيره : ١٧ / ١٢٨ ، وأبو حيان في البحر المحيط : ٨ / ١٧٤ دون عزو.

(٥) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن : ٢ / ٢٤٠ ، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٤٣١ ، ونقله القرطبي في تفسيره : ١٧ / ١٢٧ عن أبي العالية ، والضحاك.

(٦) تفسير البغوي : ٤ / ٢٥٨ ، واللسان : ٥ / ١٦٩ (مرر).

(٧) معاني القرآن للزجاج : ٥ / ٨٥ ، وتفسير الماوردي : ٤ / ١٣٦ ، وتفسير البغوي : ٤ / ٢٥٨ ، وزاد المسير : ٨ / ٨٩.

٣٠٤

٥ (حِكْمَةٌ بالِغَةٌ) : نهاية الصّواب.

٤ (مُزْدَجَرٌ) : منتهى (١) ، مفتعل من «الزّجر» ، أبدلت التاء دالا لتؤاخي الزاي بالجهر (٢).

و «النكر» : (٣) ما تنكره النّفس. صفة كـ «جنب».

٧ خاشعا (٤) أبصارهم : لم يجمع خاشعا وأجرى مجرى الفعل أن (٥) تخشع (٦) أبصارهم ، ووصف الأبصار بالخشوع لأنّ ذلة الذليل وعزّة العزيز في نظره.

٨ (مُهْطِعِينَ) : مسرعين (٧) ، وقيل (٨) : ناظرين لا يقلعون البصر.

١٢ (فَالْتَقَى الْماءُ) : التقى المياه ، إذ الجنس كالجمع. أو التقى ماء السماء ، وماء الأرض (٩).

وكانت السّفينة تجري بينهما.

(عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ) : في أمّ الكتاب ، وهو إهلاكهم.

__________________

(١) ينظر معاني القرآن للفراء : ٣ / ١٠٤ ، وتفسير الطبري : ٢٧ / ٨٩ ، ومعاني الزجاج : ٥ / ٨٥.

(٢) عن معاني القرآن للزجاج : ٥ / ٨٥ ، وانظر إعراب القرآن للنحاس : ٤ / ٢٨٦ ، وتفسير القرطبي : ١٧ / ١٢٨.

(٣) من قوله تعالى : (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ) : آية : ٦.

(٤) ينظر التبيان للعكبري : ٢ / ١١٩٢ ، والبحر المحيط : ٨ / ١٧٥.

(٥) هذه قراءة حمزة ، والكسائي ، وأبي عمرو ، كما السبعة لابن مجاهد : ٦١٨ ، والتبصرة لمكي : ٣٤٠ ، والتيسير للداني : ٢٠٥.

(٦) في «ك» و «ج» : أي تخشع.

(٧) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن : ٢ / ٢٤٠ ، واختاره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٣٣ ، وذكره مكي في تفسير المشكل : ٣٢٩.

(٨) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٥ / ٨٦. وانظر معاني الفراء : ٣ / ١٠٦ ، وتفسير الطبري : ٢٧ / ٩١.

(٩) ينظر هذا القول في معاني القرآن للفراء : ٣ / ١٠٦ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٢٤٠ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٣٢ ، وتفسير الطبري : ٢٧ / ٩٢ ، ومعاني الزجاج : ٥ / ٨٧ ، وتفسير البغوي : ٤ / ٢٦٠.

٣٠٥

وفي الحديث (١) : «خلقت الأقوات قبل الأجساد وخلق القدر قبل البلاء».

١٣ (وَدُسُرٍ) : المسامير التي تدسر بها السّفن وتشدّ ، واحدها دسار (٢).

١٤ (تَجْرِي بِأَعْيُنِنا) : بمرأى منا (٣). أو بوحينا وأمرنا (٤).

(جَزاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ) : جزاء لهم لكفرهم بنوح عليه‌السلام.

أو فعلنا ذلك جزاء لنوح فنجيناه ومن معه وأغرقنا المكذّبين جزاء لما صنع به.

١٥ (فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) : طالب علم فيعان عليه ، وهو «مذتكر» مفتعل من الذكر فأدغم (٥).

١٩ (يَوْمِ نَحْسٍ) : يوم ريح النحس الدّبور.

(مُسْتَمِرٍّ) : دائم الهبوب.

[٣٩ / ب] ٢٠ (تَنْزِعُ النَّاسَ) : تقلعهم من حفر حفروها للامتناع / من الريح ، ثم ترمي بهم على رؤوسهم فيدقّ رقابهم.

(كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ) : أصولها التي قطعت فروعها (٦).

__________________

(١) أخرجه الطبري في تفسيره : ٢٧ / ٩٣ عن محمد بن كعب القرظي بلفظ : «كانت الأقوات قبل الأجساد ، وكان القدر قبل البلاء».

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٧ / ٦٧٥ ، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد ، وابن المنذر عن محمد بن كعب رحمه‌الله تعالى.

(٢) ينظر معاني الفراء : ٣ / ١٠٦ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٢٤٠ ، والمفردات : ١٦٩ ، واللسان : ٤ / ٢٨٥ (دسر).

(٣) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٤٣٢ ، واختاره الطبري في تفسيره : ٢٧ / ٩٤ ، وانظر تفسير البغوي : ٤ / ٢٦٠ ، وزاد المسير : ٨ / ٩٣ ، والبحر المحيط : ٨ / ١٧٨.

(٤) نقله الماوردي في تفسيره : ٤ / ١٣٧ عن الضحاك ، وعزاه البغوي في تفسيره : ٤ / ٢٦٠ إلى سفيان.

(٥) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٢٤٠ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٣٢ ، وتفسير الطبري : (٢٧ / ٩٥ ، ٩٦) ، ومعاني الزجاج : ٥ / ٨٨.

(٦) معاني القرآن للفراء : ٣ / ١٠٨ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٢٤١ ، وتفسير غريب القرآن

٣٠٦

(مُنْقَعِرٍ) : منقلع عن مكانه ، و «كأنّ» في موضع الحال ، أي : تنزعهم مشبهين بالنخل المقلوع من أصله (١).

٢٢ (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا) : أعيد ذكر [التيسير] (٢) ليتبين عن أنه يسّر بهذا الوجه من الوعظ كما يسّر بالوجه الأول. أو يسّر بحسن التأليف للحفظ كما يسّر بحسن البيان للفهم.

٢٤ (ضَلالٍ وَسُعُرٍ) : أي تركنا دين آبائنا. أو التغير به كدخول النّار التي تنذرنا بها (٣). وقيل «سعر» : جنون ناقة مسعورة (٤).

٢٩ (فَنادَوْا صاحِبَهُمْ) : نادى مصدع بن زهير (٥) قدار (٦) بن سالف بعد ما رماه مصدع سهمه (٧) [فعقرها قدار] (٨).

__________________

لابن قتيبة : ٤٣٣ ، وتفسير الطبري : ٢٧ / ٩٩.

(١) عن معاني القرآن للزجاج : ٥ / ٨٩.

وانظر إعراب القرآن للنحاس : (٤ / ٢٩١ ، ٢٩٢) ، والتبيان للعكبري : ٢ / ١١٩٤ ، وتفسير القرطبي : ١٧ / ١٣٧.

(٢) في الأصل : «اليسير» ، والمثبت في النص عن هامش الأصل الذي أشار ناسخه إلى وروده في نسخة أخرى.

(٣) ذكره الماوردي في تفسيره : ٤ / ١٣٩.

(٤) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٣٣ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٥ / ٨٩ ، والبحر المحيط : ٨ / ١٨٠ ، واللسان : ٤ / ٣٦٦ (سعر).

(٥) في المحبّر لابن حبيب : ٣٥٧ «مصدع بن دهر» ، وفي المعارف لابن قتيبة : ٢٩ ، والبداية والنهاية : ١ / ١٢٧ : «مصرع بن مهرج».

قال ابن قتيبة : «كان رجلا نحيفا طويلا أهوج مضطربا».

(٦) قدار بن سالف : هو عاقر الناقة في ثمود ، وكان رجلا قويا في قومه.

قال الحافظ ابن كثير في تفسيره : ٨ / ٤٣٧ : «كان هذا الرجل عزيزا فيهم ، شريفا في قومه ، نسيبا رئيسا مطاعا.

وانظر المعارف لابن قتيبة : ٢٩ ، والبداية والنهاية : ١ / ١٢٧.

(٧) في «ك» : بسهمه.

(٨) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».

٣٠٧

٣١ (الْمُحْتَظِرِ) : المبتني الحظيرة التي يجمع فيها الهشيم (١) ، و «الهشيم» : حطام العشب إذا يبس (٢) ، ومثله الدّرين والثّنّ (٣).

الحاصب (٤) : السحاب حصبهم بالحجارة (٥).

وآل لوط : ابنتاه زعورا وريثا (٦).

٣٧ (وَنُذُرِ) : هو الإنذار. كـ [النكر] (٧). أو جمع «نذير» (٨).

٤٤ (أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ) : أي : يدلّون بكثرتهم (٩).

٤٥ (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ) : أي : يوم بدر (١٠) ، وهذا من آياته صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

(١) تفسير غريب القرآن : ٤٣٤.

(٢) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٢٤١ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٣٤ ، وتفسير المشكل لمكي : ٣٣٠ ، والمفردات للراغب : ٥٤٣ ، واللسان : ١٢ / ٦١٢ (هشم).

(٣) الدّرين : يبيس الحشيش وكل حطام من حمض أو شجر.

والتّنّ : اليابس من العيدان.

ينظر اللسان (١٣ / ٨٣ ، ١٥٣) (ثنن ، درن).

(٤) من قوله تعالى : (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ) آية : ٣٤.

(٥) ذكر الماوردي هذا القول في تفسيره : ٤ / ١٤١ دون عزو.

(٦) جاء في هامش الأصل : «الصحيح «ربثا» بالباء المنقوط بواحدة من تحت» ونقل ابن الجوزي في زاد المسير : ٤ / ١٤١ عن مقاتل أن اسميهما : ريثا وزعرثا ، وعن السدي : رية وعروبة.

(٧) في الأصل : النكير ، والمثبت في النص عن «ج».

(٨) ينظر المفردات للراغب : ٤٨٧ ، وتفسير القرطبي : ١٧ / ١٢٩ ، والبحر المحيط : ٨ / ١٨٢.

(٩) عن معاني القرآن للزجاج : ٥ / ٩١.

(١٠) يدل عليه ما أخرجه البخاري عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال وهو في قبة يوم بدر : اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك ، اللهم إن تشأ لا تعبد بعد اليوم ، فأخذ أبو بكر بيده فقال : حسبك يا رسول الله ألححت على ربك وهو يثب في الدرع فخرج وهو يقول : (سيهزم الجمع ويولون الدّبر) اه ـ.

صحيح البخاري : ٦ / ٥٤ ، كتاب التفسير ، تفسير سورة اقتربت الساعة.

وعدّ المؤلف ـ رحمه‌الله ـ هذه الآية من معجزات النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأن هذه السورة مكية ونزلت قبل وقعة بدر بسنين عديدة.

٣٠٨

٤٨ (ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ) : هو كقولك : وجدت مسّ الحمّى (١).

٤٩ (خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ) : قدّر الله لكل خلق قدره الذي ينبغي له.

٥٠ (وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ) : مرة واحدة. أو كلمة واحدة. أو إرادة واحدة (٢).

٥٤ (وَنَهَرٍ) : سعة العيش (٣). أو وضع موضع «أنهار» على مذهب الجنس.

سورة الرحمن

١ (الرَّحْمنُ) : أي الله الرّحمن ولذلك عدّ آية (٤).

٣ (خَلَقَ الْإِنْسانَ) : خلقه غير عالم فجعله عالما (٥). وقيل (٦) : الإنسان آدم.

وقيل (٧) : النبي عليه‌السلام ، و «البيان» : القرآن (٨).

__________________

(١) تفسير الطبري : ٢٧ / ١١٠.

(٢) ينظر معاني القرآن للفراء : ٣ / ١١٠ ، وزاد المسير : ٨ / ١٠٢ ، وتفسير القرطبي : ١٧ / ١٤٩.

(٣) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره : ٤ / ١٤٣ عن قطرب.

وذكر نحوه البغوي في تفسيره : ٤ / ٢٦٦ عن الضحاك.

(٤) البحر المحيط : ٨ / ١٨٨.

(٥) المصدر السابق.

(٦) أخرجه الطبريّ في تفسيره : ٢٧ / ١١٤ عن قتادة ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٤ / ١٤٥ عن الحسن ، وقتادة.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٧ / ٦٩١ ، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد ، وابن المنذر عن قتادة.

(٧) نقله ابن الجوزي في زاد المسير : ٨ / ١٠٦ عن ابن كيسان ، وكذا القرطبي في تفسيره : ١٧ / ١٥٢ ، وأبو حيان في البحر المحيط : ٨ / ١٨٨.

(٨) هذا قول الزجاج في معانيه : ٥ / ٩٥.

٣٠٩

٥ (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ) : يجريان بحساب (١) ، أو يدلان على عدد الشّهور والسّنين (٢).

٦ (وَالنَّجْمُ) : النّبات الذي نجم في الأرض وانبسط ليس له ساق ، والشّجر ما قام على ساق (٣). وسجودهما دوران الظّل معهما (٤) ، أو ما فيهما من آثار الصّنعة الخاضعة لصانعهما ، أو إمكانهما من الجني والرّيع وتذليل [٩٤ / أ] الله إياهما للانتفاع / بهما.

٧ (وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ) أي : العدل ، والمعادلة : موازنة الأشياء (٥).

__________________

(١) ذكره الفراء في معانيه : ٣ / ١١٢ ، وأبو عبيدة في مجاز القرآن : ٢ / ٢٤٢ ، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٤٣٦.

وأخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره : ٢٧ / ١١٥ عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما ، وكذا الحاكم في المستدرك : ٢ / ٤٧٤ ، كتاب التفسير ، «سورة الرحمن» ، وقال : «صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٧ / ٦٩١ ، وزاد نسبته إلى الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس.

(٢) ذكره الزجاج في معانيه : ٥ / ٩٥.

(٣) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه الطبري في تفسيره : ٢٧ / ١١٦ ، والحاكم في المستدرك : ٢ / ٤٧٤ ، كتاب التفسير ، عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما.

قال الحاكم : «صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٧ / ٦٩٢ ، وزاد نسبته إلى ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبي الشيخ في «العظمة» عن ابن عباس أيضا.

وهو قول الفراء في معانيه : ٣ / ١١٢ ، وأبي عبيدة في مجاز القرآن : ٢ / ٢٤٢ ، والزجاج في معانيه : ٥ / ٦٩.

وأورده ابن الجوزي في زاد المسير : ٨ / ١٠٧ ، وقال : «وهو مذهب ابن عباس ، والسدي ، ومقاتل ، واللغويين».

(٤) هذا قول الزجاج في معاني القرآن : ٥ / ٩٦ ، وذكره الماوردي في تفسيره : ٤ / ١٤٦ عن الزجاج ، وكذا القرطبي في تفسيره : ١٧ / ١٥٤.

(٥) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٥ / ٩٦.

وانظر هذا المعنى في معاني القرآن للفراء : ٣ / ١١٣ ، وتفسير الطبري : ٢٧ / ١١٨ ،

٣١٠

٨ (أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ) : في هذا الميزان الذي يتزن بها الأشياء.

٩ (وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ) : ميزان الأعمال يوم القيامة (١) ، فتلك ثلاثة موازين.

و «الأنام» : (٢) الثّقلان (٣) ، وقيل : (٤) كلّ شيء فيه روح ، وأصله «ونام» كـ «وناة» من ونم الذباب : صوت (٥).

١١ (ذاتُ الْأَكْمامِ) : الطّلع متكمّم قبل أن ينفتق بالتمر (٦).

١٢ (وَالرَّيْحانُ) : الحبّ المأكول هنا (٧) ، والعصف : ورقه [الذي] (٨) ينفي عنه ويذرّى في الريح كالتبن ؛ لأن الرّيح تعصفه ، ويقال لما يسقط منه : العصافة (٩).

__________________

وتفسير الماوردي : ٤ / ١٤٧ ، وزاد المسير : ٨ / ١٠٧.

(١) تفسير القرطبي : ١٧ / ١٥٥.

(٢) في قوله تعالى : (وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ) آية : ١٠.

(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٢٧ / ١١٩ عن الحسن.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٧ / ٦٩٣ ، وزاد نسبته إلى ابن المنذر عن الحسن رحمه‌الله تعالى.

(٤) أخرجه الطبري في تفسيره : ٢٧ / ١١٩ عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما عن طريق محمد بن سعد عن أبيه .... وهو إسناد مسلسل بالضعفاء ، تقدم بيان ذلك ص ١٣٥.

ونقل الماوردي هذا القول في تفسيره : ٤ / ١٤٧ عن مجاهد ، والسدي.

وأورده ابن الجوزي في زاد المسير : (٨ / ١٠٧ ، ١٠٨) ، وقال : «رواه العوفي عن ابن عباس ، وبه قال مجاهد ، والشعبي ، وقتادة ، والسدي ، والفراء».

(٥) اللسان : ١٢ / ٦٤٣ (ونم).

(٦) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٢٧ / ١٢٠ عن ابن زيد.

وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٣٦ ، ومعاني الزجاج : ٥ / ٩٧ ، والمفردات للراغب : ٤٤١ ، وتفسير القرطبي : ١٧ / ١٥٦.

(٧) معاني القرآن للفراء : ٣ / ١١٣ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٢٤٣ ، وتفسير الطبري : ٢٧ / ١٢٢ ، والمفردات للراغب : ٣٣٦.

(٨) ما بين معقوفين ساقط من الأصل ، والمثبت عن «ك».

(٩) اللسان : ٩ / ٢٤٧ (عصف).

٣١١

١٣ (تُكَذِّبانِ) : خطاب الجن والإنس (١). أو خطاب الإنسان بلفظ التثنية على عادتهم (٢).

١٧ (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ) : مشرق الشتاء والصّيف (٣). أو مطلع الفجر والشّمس (٤).

و (الْمَغْرِبَيْنِ) : مغرب الشّمس والشّفق ، والنعمة فيهما تدبيرهما على نفع العباد ضياء وظلمة على حاجاتهم إلى الحركة والسكون.

١٩ (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ) : بحر فارس والرّوم (٥).

٢٠ (لا يَبْغِيانِ) : لا يبغي الملح على العذب. أو لا يبغيان : لا يفيضان على الأرض فيغرقانها (٦).

٢٢ (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ) إنّما قيل : (مِنْهُمَا) لأنّه جمعهما وذكرهما فإذا

__________________

(١) ذكره الفراء في معانيه : ٣ / ١١٤ ، وأبو عبيدة في مجاز القرآن : ٢ / ٢٤٣ ، والقرطبي في تفسيره : ١٧ / ١٥٨ ، وقال : «وهذا قول الجمهور».

(٢) ينظر معاني القرآن للفراء : ٣ / ١١٤ ، وتفسير البغوي : ٤ / ٢٦٨ ، وتفسير القرطبي : ١٧ / ١٥٨.

(٣) ذكره الفراء في معانيه : ٣ / ١١٥ ، وأبو عبيدة في مجاز القرآن : ٢ / ٢٤٣ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : ٢٧ / ١٢٧ عن ابن أبزى ، ومجاهد ، وقتادة.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٤ / ١٥٠ عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما.

(٤) تفسير الماوردي : ٤ / ١٥٠ ، والبحر المحيط : ٨ / ١٩١.

(٥) أخرج عبد الرزاق هذا القول في تفسيره : ٢ / ٢٦٣ عن الحسن وقتادة وأخرجه الطبري في تفسيره : ٢٧ / ١٢٨ عن قتادة.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٧ / ٦٩٦ ، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد ، وابن المنذر عن الحسن رحمه‌الله تعالى.

(٦) ينظر هذا القول في تفسير القرطبي : ١٧ / ١٦٢ ، والبحر المحيط : ٨ / ١٩١.

وقال الطبري ـ رحمه‌الله ـ في تفسيره : ٢٧ / ١٣٠ : «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال : إن الله وصف «البحرين» اللذين ذكرهما في هذه الآية أنهما لا يبغيان ، ولم يخصص وصفهما في شيء دون شيء ، بل عم الخبر عنهما بذلك ، فالصواب أن يعمّ كما عمّ جل ثناؤه ، فيقال : إنهما لا يبغيان على شيء ، ولا يبغى أحدهما على صاحبه ، ولا يتجاوزان حدّ الله الذي حدّه لهما».

٣١٢

خرج من أحدهما فقد خرج منهما (١) ، كقوله (٢) (سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً) والقمر في السّماء الدنيا.

وقيل (٣) : الملح والعذب يلتقيان فيكون العذب كاللقاح للملح.

(وَالْمَرْجانُ) : اللؤلؤ المختلط صغاره بكباره (٤). مرجت الشيء : خلطته ، والمارج : ذؤابة لهب النّار التي تعلوها فيرى أخضر وأصفر مختلطا (٥).

٢٤ (الْمُنْشَآتُ) : المرسلات في البحر المرفوعات الشرع (٦) ، و «المنشئات» (٧) : الحاملات الرافعات الشرع.

(كَالْأَعْلامِ) : كالجبال (٨).

٢٧ (وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ) : يبقى ربّك الظاهر أدلته ظهور الإنسان بوجهه.

__________________

(١) عن معاني القرآن للزجاج : ٥ / ١٠٠ ، وانظر تفسير البغوي : ٤ / ٢٦٩ ، وزاد المسير : ٨ / ١١٣ ، وتفسير القرطبي : ١٧ / ١٦٣ ، والبحر المحيط : ٨ / ١٩٢.

(٢) سورة نوح : الآيتان : ١٥ ، ١٦.

(٣) نص هذا القول في تفسير المارودي : ٤ / ١٥٢ ، وتتمته : «فنسب إليهما كما نسب الولد إلى الذكر والأنثى ، وإن ولدته الأنثى ، ولذلك قيل إنه لا يخرج اللؤلؤ إلا من موضع يلتقي فيه العذب والمالح».

وانظر هذا القول في تفسير القرطبي : ١٧ / ١٥٣ ، والبحر المحيط : ٨ / ١٩١.

(٤) عن تفسير الماوردي : ٤ / ١٥١.

(٥) المفردات للراغب : ٤٦٥ ، واللسان : ٢ / ٣٦٥ (مرج).

(٦) تفسير الطبري : ٢٧ / ١٣٣ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٥ / ١٠٠ ، والكشف لمكي : ٢ / ٣٠١.

(٧) بكسر الشين قراءة حمزة كما في السّبعة لابن مجاهد : ٦٢٠ ، والتبصرة لمكي : ٣٤١ ، والتيسير للداني : ٢٠٦.

وانظر توجيه هذه القراءة في معاني القرآن للزجاج : ٥ / ١٠٠ ، والكشف لمكي : ٢ / ٣٠١ ، والبحر المحيط : ٨ / ١٩٢.

(٨) معاني القرآن للفراء : ٣ / ١١٥ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٢٤٤ ، والمفردات للراغب : ٣٤٤.

٣١٣

٢٩ (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) في الحديث (١) : «يجيب داعيا ، ويفك عانيا ، ويتوب على قوم ويغفر لقوم».

وقال سويد (٢) بن جبلة ـ وكان من التابعين ـ : يعتق رقابا ، ويفحم [٩٤ / ب] عقابا / ويعطي رغابا (٣).

٣١ (سَنَفْرُغُ لَكُمْ) : نقصدكم ونعمد إليكم (٤) ، وهذا اللّفظ من أبلغ التهديد والوعيد نعمة من الله للانزجار عن المعاصي ، وفي إقامة الجزاء أعظم النعمة (٥) ، ولو ترك لفسدت الدنيا والآخرة ، ووصف الجن والإنس بـ «الثقلين» لعظم شأنهما ، كأن ما عداهما لا وزن له بالإضافة إليهما.

٣٣ (لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ) أي : حيث ما كنتم شاهدتم حجّة لله وسلطانا يدل على أنّه واحد (٦).

__________________

(١) أخرجه الطبري في تفسيره : ٢٧ / ١٣٥ عن مجاهد ، وعبيد بن عمير باختلاف في بعض ألفاظه.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : (٧ / ٦٩٩ ، ٧٠٠) ، وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، والبيهقي عن عبيد بن عمير.

(٢) هو سويد بن جبلة الفزاري.

يروى عن العرباض بن سارية وعمرو بن عنبسة ، روى عنه لقمان بن عامر الوصابي وأبو المصبح ، المقرئ ترجمته في التاريخ الكبير للبخاري : ٤ / ١٤٦ ، والجرح والتعديل : ٤ / ٢٣٦ ، والثقات لابن حبان : ٤ / ٣٢٥.

(٣) نقل الماوردي هذا الأثر في تفسيره : ٤ / ١٥٣ عن سويد بن جبلة.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٧ / ٧٠٠ ، وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد عن سويد.

(٤) ذكره الزجاج في معانيه : ٥ / ٩٩ وقال : «والفراغ في اللّغة على ضربين ، أحدهما : الفراغ من شغل ، والآخر : القصد للشيء ، تقول : قد فرغت مما كنت فيه ، أي : قد زال شغلي به ، ويقال : سأتفرغ لفلان ، أي : سأجعل قصدي له».

وانظر تفسير الماوردي : ٤ / ١٥٤ ، وتفسير البغوي : ٤ / ٢٧٠ ، وتفسير القرطبي : ١٧ / ١٦٨.

(٥) في «ك» : النعم.

(٦) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٥ / ٩٩ ، وانظر تفسير البغوي : ٤ / ٢٧١ ، وتفسير القرطبي : ١٧ / ١٧٠.

٣١٤

٣٥ (شُواظٌ) : لهب ، (وَنُحاسٌ) : دخان النّار (١).

٣٧ (فَكانَتْ وَرْدَةً) : حمراء مشرقة (٢) ، وقيل (٣) : متغيرة مختلفة الألوان كما تختلف ألوان الفرس الورد في فصول السّنة.

(كَالدِّهانِ) : صافية كالدهن (٤) ، وقيل (٥) : الدهان والدهين : الأديم الأحمر وأنّ لون السّماء أبدا أحمر ، إلّا أنّ الزرقة بسبب اعتراض الهواء بينهما كما يرى الدم في العروق أزرق ، وفي القيامة يشتعل الهواء نارا فيرى السّماء على لونها (٦).

٣٩ (لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ) : لا يسأل أحد عن ذنب أحد (٧). أو لا يسألون سؤال استعلام (٨).

٤١ (فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي) : تضمّ الأقدام إلى النّواصي وتلقى في النّار (٩).

٤٤ (آنٍ) : بالغ أناه وغايته في حرارته (١٠).

__________________

(١) ينظر معاني القرآن للفراء : ٣ / ١١٧ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٢٤٤ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٣٨ ، والمفردات للراغب : (٢٧٠ ، ٤٨٥).

(٢) تفسير الطبري (٢٧ / ١٤١ ، ١٤٢) ، وتفسير المشكل لمكي : ٣٣٤ ، وتفسير القرطبي : ١٧ / ١٧٣.

(٣) هذا قول الفراء في معانيه : ٣ / ١١٧ ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٤ / ١٥٦ عن الكلبي ، والفراء.

(٤) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره : ٤ / ١٥٦ عن الأخفش.

(٥) ينظر هذا القول في تفسير الطبري : ٢٧ / ١٤٢ ، وتفسير الماوردي : ٤ / ١٥٦ ، وزاد المسير : ٨ / ١١٨.

(٦) ذكره الماوردي في تفسيره : ٤ / ١٥٦ ، والقرطبي في تفسيره : ١٧ / ١٧٣ عن الماوردي.

(٧) تفسير الطبري : ٢٧ / ١٤٢ ، وتفسير القرطبي : ١٧ / ١٧٤.

(٨) أورد نحوه الماوردي في تفسيره : ٤ / ١٥٦ ، والبغوي في تفسيره : ٤ / ٢٧٢ ، والقرطبي في تفسيره : ١٧ / ١٧٤.

وذكر قائلو هذا القول إنهم يسألون سؤال توبيخ.

(٩) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٥ / ١٠٢.

(١٠) معاني القرآن للزجاج : ٥ / ١٠٢ ، وتفسير الماوردي : ٤ / ١٥٧ ، والمفردات للراغب : ٢٩.

٣١٥

وقيل (١). حاضر ، ومنه سمّي الحال بـ «الآن» ؛ لأنه الحاضر الموجود فإنّ الماضي لا تدارك له ، والمستقبل أمل ، وليس لنا إلّا الآن ، ثم ليس للآن ثبات طرفة عين.

٤٦ (مَقامَ رَبِّهِ) : الموقف الذي يقف (٢) فيه للمسألة (٣).

(جَنَّتانِ) : جنّة في قصره ، وجنة خارج قصره على طبع العباد في شهوة ذلك.

أو هو جنّة للجنّ وجنّة للإنس (٤).

٥٠ (فِيهِما عَيْنانِ) : التسنيم والسلسبيل (٥).

٥٢ (زَوْجانِ) : ضربان متشاكلان تشاكل الذكر والأنثى.

٥٤ (بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ) : ليستدل بالبطانة على شرف الظهارة.

٥٦ (لَمْ يَطْمِثْهُنَ) : لم يجامع الإنسية إنس ولا الجنيّة جنيّ (٦).

٦٢ (وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ) : أقرب منهما فجعل لمن خاف مقام ربّه ـ وهو الرّجل يهمّ بالمعصية ثم يدعها من خوف الله ـ أربع جنان ليتضاعف سروره بالتنقل.

٦٤ (مُدْهامَّتانِ) : مرتويتان من النضرة والخضرة ارتواء يضرب إلى

__________________

(١) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره : ٤ / ١٥٧ عن محمد بن كعب القرظي ، وكذا القرطبي في تفسيره : ١٧ / ١٧٦.

(٢) في «ج» : يقوم.

(٣) ينظر تفسير الطبري : ٢٧ / ١٤٥ ، وتفسير الماوردي : ٤ / ١٥٧ ، وزاد المسير : ٨ / ١١٩ ، وتفسير الفخر الرازي : ٢٩ / ١٢٣.

(٤) ذكره الماوردي في تفسيره : ٤ / ١٥٧ دون عزو ، وكذا الفخر الرازي في تفسيره : ٢٩ / ١٢٤.

(٥) نقل البغوي هذا القول في تفسيره : ٤ / ٢٧٤ عن الحسن ، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير : ٨ / ١٢٠ عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما.

(٦) تفسير الطبري : ٢٧ / ١٥٠ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٥ / ١٠٣ ، وتفسير البغوي : ٤ / ١٨١.

٣١٦

السّواد (١) /.

٦٦ (نَضَّاخَتانِ) : فوّارتان (٢).

٦٨ (وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) : فصلا بالواو لفضلهما ، كقوله (٣) : (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ).

٧٠ (خَيْراتٌ) : خيرات الأخلاق حسان الوجوه (٤) ، وكانت [خيّرات] (٥) فخففت.

٧٢ (مَقْصُوراتٌ) : مخدرات قصرن على أزواجهن (٦). أو محبوسات صيانة عن التبذل.

(فِي الْخِيامِ) : وهي من درر جوف (٧).

__________________

(١) معاني القرآن للفراء : ٣ / ١١٩ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٢٤٦ ، والمفردات للراغب : ١٧٣.

(٢) مجاز القرآن : ٢ / ٢٤٦ ، وتفسير غريب القرآن : ٤٤٣ ، وتفسير الطبري : ٢٧ / ١٥٦ ، واللسان : ٣ / ٦٢ (نضخ).

(٣) سورة البقرة : آية : ٩٨ ، وانظر هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٥ / ١٠٣ ، وتفسير القرطبي : (١٧ / ١٨٥ ، ١٨٦) ، والبحر المحيط : ٨ / ١٩٨.

(٤) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٢٧ / ١٥٨ عن قتادة.

(٥) في الأصل : «خيّرة» ، والمثبت في النص من «ك» ، وهي قراءة تنسب إلى قتادة ، وأبي رجاء العطاردي ، وبكر بن حبيب ينظر تفسير القرطبي : ١٧ / ١٨٧ ، والبحر المحيط : ٨ / ١٩٨.

(٦) أورد الطبري ـ رحمه‌الله ـ هذا القول والذي بعده ، وعقّب عليهما بقوله : «والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال : إن الله تبارك وتعالى وصفهن بأنهن مقصورات في الخيام ، والقصر : هو الحبس ولم يخصص وصفهن بأنهن محبوسات على معنى من المعنيين اللذين ذكرنا دون الآخر ، بل عم وصفهن بذلك. والصواب أن يعمّ الخبر عنهن بأنهن مقصورات في الخيام على أزواجهن ، فلا يرون غيرهم ، كما عم ذلك».

(٧) أخرج الإمام البخاري عن عبد الله بن قيس الأشعري أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الخيمة درة مجوّفة طولها في السماء ثلاثون ميلا في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون».

صحيح البخاري : ٦ / ٨٨ ، كتاب بدء الخلق ، باب «ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة».

٣١٧

٧٦ (رَفْرَفٍ) : مجلس مفروش يرفّ بالبسط (١). وقيل (٢) : «الرفرف» : رياض الجنة ، و «العبقريّ» : الطّنافس المخملة (٣).

سورة الواقعة

في الحديث (٤) : «من أراد نبأ الأولين والآخرين ، ونبأ أهل الجنّة والنّار ، ونبأ الدنيا والآخرة فليقرأ سورة «الواقعة» ، والواقعة : القيامة.

وقيل (٥) : الصيحة.

٢ (كاذِبَةٌ) : تكذيب. أو نفس كاذبة (٦) لإخبار الله بها ودلالة العقل عليها.

٣ (خافِضَةٌ) : لأهل المعاصي ، (رافِعَةٌ) : لأهل الطاعات.

٤ (رُجَّتِ) : زلزلت (٧) ، و (إِذا) في موضع نصب ، أي : إذا وقعت في ذلك الوقت.

__________________

(١) مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٢٤٦ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٤٤ ، والمفردات للراغب : ١٩٩.

(٢) ذكره الفراء في معانيه : ٣ / ١٢٠ ، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٤٤٣ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : ٢٧ / ١٦٣ عن سعيد بن جبير.

ونقله القرطبي في تفسيره : ١٧ / ١٩٠ عن ابن عباس ، وسعيد بن جبير.

(٣) نص هذا القول في تفسير الماوردي : ٤ / ١٦٢ عن الحسن رحمه‌الله تعالى.

والطنافس : البسط التي لها خمل رقيق.

ينظر النهاية لابن الأثير : ٣ / ١٤٠ ، واللسان : ٦ / ١٢٧ (طنفس).

(٤) هذا الأثر مقطوع ، وهو من قول مسروق كما في تفسير القرطبي : ٧ / ١٩٤ ، ولم أقف عليه مسندا.

(٥) أخرجه الطبري في تفسيره : ٢٧ / ١٦٦ عن الضحاك ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٤ / ١٦٣ عن الضحاك أيضا.

(٦) ذكره القرطبي في تفسيره : ١٧ / ١٩٥.

(٧) معاني القرآن للفراء : ٣ / ١٢١ ، ومعاني الزجاج : ٥ / ١٠٨ ، والمفردات للراغب : ١٨٧.

٣١٨

٥ (بُسَّتِ) : هدّت أو دقّت ، والبسيسة : [بل] (١) السّويق.

٧ (أَزْواجاً ثَلاثَةً) : أصنافا متشاكلة (٢) ، وفسّر بما في سورة «الملائكة» من الظالم والمقتصد والسّابق (٣).

وروى النّعمان (٤) بن بشير أنّ النّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قرأ (وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً) إلى (وَالسَّابِقُونَ) ، فقال (٥) : «هم السّابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان.

وروي (٦) أيضا : «السّابقون يوم القيامة أربعة : فأنا سابق العرب ، وسلمان سابق فارس ، وبلال سابق الحبشة ، وصهيب سابق الروم».

وفي حديث (٧) آخر : «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة».

__________________

(١) في الأصل و «ج» : «زاد» ، والمثبت في النص عن «ك».

وانظر معاني القرآن للفراء : ٣ / ١٢٢ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٢٤٧ ، وتفسير الطبري : ٢٧ / ١٦٧ ، والمفردات للراغب : ٤٥ ، واللسان : ٦ / ٢٦ (بسس).

(٢) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٤٥ ، ومعاني الزجاج : ٥ / ١٠٨ ، وتفسير القرطبي : ١٧ / ١٩٨ ، والبحر المحيط : ٨ / ٢٠٤.

(٣) يريد قوله تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ) آية : ٣٢.

وقد ورد هذا التفسير الذي أشار إليه المؤلف في أثر أخرجه ابن المنذر ، وابن مردويه ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما كما في الدر المنثور : ٨ / ٦.

(٤) هو النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن جلاس الأنصاري الخزرجي. صحابي جليل.

ترجمته في الاستيعاب : ٤ / ١٤٩٦ ، وأسد الغابة : ٥ / ٣٢٦ ، والإصابة : ٦ / ٤٤٠.

(٥) لم أقف عليه بهذا اللفظ ، وأورد الحافظ ابن كثير في تفسيره : ٧ / ٤٩٠ رواية ابن أبي حاتم عن النعمان بن بشير عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «هم الضرباء».

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٨ / ٧ ، وزاد نسبته إلى ابن مردويه عن النعمان ورفعه.

(٦) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير : ٨ / ١٣١ حديث رقم (٧٥٢٦) عن أبي أمامة مرفوعا ، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد : ٩ / ٣٠٨ ، وحسّن إسناده.

(٧) هذا جزء من حديث طويل أخرجه الإمام البخاري في صحيحه : (١ / ٢١١ ، ٢١٢) ، كتاب الجمعة ، باب «فرض الجمعة» ، والإمام مسلم في صحيحه : (٢ / ٥٨٥ ، ٥٨٦) ، كتاب الجمعة ، باب «هداية هذه الأمة ليوم الجمعة» عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه مرفوعا.

٣١٩

٨ (ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ) : أيّ شيء هم؟ اللّفظ في العربية على التعجب ، وهو من الله تعظيم الشأن (١).

وتكرير «السّابقين» (٢) لأنّ التقدير : السّابقون إلى الطّاعة هم السّابقون إلى الرحمة (٣).

١٣ (ثُلَّةٌ) : جماعة (٤).

١٤ (وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ) : لأنّ الذين سبقوا إلى الإيمان بالنّبيّ صلى‌الله‌عليه‌وسلم قليل من كثير ممن سبق إلى الإيمان بالأنبياء قبله.

١٥ (مَوْضُونَةٍ) : مضفورة متداخلة.

١٧ (وِلْدانٌ) : وصفاؤهم أطفال الكفار (٥).

__________________

(١) هذا نص قول الزجاج في معانيه (٥ / ١٠٨ ، ١٠٩). وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٤٥ ، وتفسير الطبري : ٢٧ / ١٧٠ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٤ / ٣٢٤ ، وزاد المسير : ٨ / ١٣٣.

(٢) في قوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) آية : ١٠.

(٣) عن معاني القرآن للزجاج : ٥ / ١٠٩ ، وانظر إعراب القرآن للنحاس : ٤ / ٣٢٤ ، وزاد المسير : ٨ / ١٣٤.

(٤) مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٢٤٨ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٤٦ ، وتفسير الطبري : ٢٧ / ١٧٢ ، والمفردات للراغب : ٨١.

(٥) الوصيف : الخادم ، أو العبد كما في اللسان : ٩ / ٣٥٧ (وصف).

وأورد الزمخشري في الكشاف : ٤ / ٥٣ حديث : «أولاد الكفار خدّام أهل الجنة».

وذكر الحافظ ابن حجر في الكافي الشاف : ١٦٢ أن البزار والطبراني في «الأوسط» أخرجاه من رواية عباد بن منصور عن أبي رجاء العطاردي عن سمرة بن جندب مرفوعا.

وقال أيضا : «رواه البزار من رواية علي بن زيد بن جدعان ، والطيالسي ، والطبراني ، وأبو يعلى من رواية يزيد الرقاشي كلاهما عن أنس بهذا وأتم منه».

قال الحافظ : «قلت : قد يعارضه حديث سمرة في صحيح البخاري ، ففيه أنه رأى أولاد الناس تحت شجرة يكفلهم إبراهيم عليه‌السلام ، قال : فقلنا : وأولاد المشركين؟ قال : وأولاد المشركين» أخرجه بهذا اللفظ ويمكن الجمع بينهما بأن لا منافاة بينهما لاحتمال أن يكونوا في البرزخ كذلك ، ثم بعد الاستقرار يستقرون في الجنة خدما لأهلها» اه.

٣٢٠