محمود بن أبي الحسن النّيسابوري
المحقق: الدكتور حنيف بن حسن القاسمي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٠٢
و «الشّعرى» (١) أحد كوكبي ذراعي الأسد (٢) ، وقد عبده أبو كبشة الخزاعي (٣) وكان جدّ جدّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم ، فقال أبو سفيان (٤) : لقد عظم ملك ابن أبي كبشة.
٥٠ (عاداً الْأُولى) : ابن ارم أهلكوا بريح صرصر ، وعادا الآخرة أهلكوا ببغي بعضهم على بعض (٥).
٥١ (وَثَمُودَ) : اتّسق على عاد ، أي : أهلك ثمودا فما أبقاهم ، ولا ينصب بـ «ما أبقى» ؛ لأنّ «ما» بعد الفاء لا يعمل فيما قبلها لأنّ لها صدر الكلام (٦).
٥٣ (وَالْمُؤْتَفِكَةَ) : المنقلبة ، مدائن قوم لوط.
(أَهْوى) : رفعها جبريل ـ عليهالسلام ـ إلى السّماء ثم أهوى بها (٧).
وفي حديث أنس (٨) : «البصرة إحدى المؤتفكات». أي : غرقت مرّتين.
٥٥ (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ) : ذكر النعمة لأنّ النقم المعدّدة التي نزلت بمن قبل
__________________
(١) من قوله تعالى : (وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرى) آية : ٤٩.
(٢) هذا قول الزجاج في معانيه : ٥ / ٧٧ ، وانظر تفسير القرطبي : ١٧ / ١١٩.
(٣) تفسير القرطبي : ١٧ / ١١٩ ، والبحر المحيط : ٨ / ١٦٩.
(٤) ورد هذا القول في سياق خبر أبي سفيان مع هرقل ، وقد أخرجه البخاري في صحيحه : ١ / ٦ ، كتاب بدء الوحي عن ابن عباس رضياللهعنهما عن أبي سفيان رضياللهعنه بلفظ : «لقد أمر أمر ابن أبي كبشة» ، ومعنى «أمر» : عظم كما في الفتح : ١ / ٥٣.
(٥) ينظر تفسير الطبري : ٢٧ / ٢٨.
(٦) عن معاني القرآن للزجاج : ٥ / ٧٧ ، وانظر إعراب القرآن للنحاس : ٤ / ٢٨١ ، والتبيان للعكبري : ٢ / ١١٩١.
(٧) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٢٧ / ٧٩ عن مجاهد ، وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٧ / ٦٦٥ ، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد ، وأبي الشيخ عن مجاهد.
وقد تقدم خبرهم ص ٤٢٢.
(٨) لم أقف على حديثه فيما تيسر لي من مصادر.
نعم على من جاء بعد لما فيها من المزاجر.
٥٧ (أَزِفَتِ الْآزِفَةُ) : اقتربت القيامة ، (لَيْسَ لَها) من يكشف عن علمها ويجلّيها. أو من يكشفها ويدفع شدائدها. والهاء من قبل إن كاشفة مصدر كـ «عاقبة» و «عافية» (١).
٥٩ (أَفَمِنْ هذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ) : أي القرآن.
روى مجاهد أنّ النّبيّ ـ عليهالسلام ـ لم ير ضاحكا ولا مبتسما بعد نزول هذه الآية (٢).
٦١ (سامِدُونَ) : جائرون (٣). وقيل (٤) : لاهون. وقال مجاهد : غضاب مبرطمون.
__________________
(١) معاني القرآن للفراء : ٣ / ١٠٣ ، وتفسير القرطبي : ١٧ / ١٢٢ ، والبحر المحيط : ٨ / ١٧٠.
(٢) لم أقف على هذا الأثر من طريق مجاهد رحمهالله تعالى ، وأخرجه وكيع بن الجراح في الزهد : ١ / ٢٦٦ حديث رقم (٣٦) عن صالح بن أبي مريم ، وكذا ابن أبي شيبة في المصنف : ١٣ / ٢٢٤ رقم (١٦٢٠٣) كتاب الزهد ، باب «ما ذكر عن نبينا صلىاللهعليهوسلم في الزهد.
وأخرجه ـ أيضا ـ هناد بن السري في الزهد : ١ / ٥٦٢ رقم (٤٨٢) وأورده الحافظ ابن حجر في الكافي الشاف : ١٦١ وذكر أن الإمام أحمد أخرجه في الزهد ، وكذا الثعلبي ، كلاهما عن صالح بن أبي مريم.
وقال الحافظ : رواه ابن مردويه من طريق سعيد بن جبير عن ابن عباس بإسناد ضعيف.
وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٧ / ٦٦٦ ، وعزا إخراجه إلى ابن أبي شيبة ، وأحمد في الزهد ، وهناد ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن صالح.
ومعنى هذا الأثر ضعيف ؛ لأن هذه الآية مكية ، وقد ورد في الصحيح ما يدل على خلاف هذا القول. وورد أنه صلىاللهعليهوسلم تبسم وضحك حتى بدت نواجذه.
ينظر : صحيح البخاري (٧ / ٩٢ ـ ٩٤) كتاب الأدب ، باب التبسم والضحك ، وصحيح مسلم : ٢ / ٦١٦ ، كتاب صلاة الاستسقاء ، باب «التعوذ عند رؤية الريح والغيم والفرح بالمطر».
(٣) كذا في «ك» ، ولم أقف على هذا القول ، وذكر الماوردي في تفسيره : ٤ / ١٣٣ تسعة أقوال في هذه اللفظة ، منها «خامدون» عن المبرد.
وانظر تفسير القرطبي : ١٧ / ١٢٣ ، والبحر المحيط : ٨ / ١٧٠.
(٤) هذا قول جمهور العلماء كما في معاني القرآن للفراء : ٣ / ١٠٣ ، ومجاز القرآن : ٢ / ٢٣٩ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٣٠ ، وتفسير الطبري : ٢٧ / ٨٢ ، ومعاني الزجاج : ٥ / ٧٨.
فسئل عن البرطمة ، فقال : الإعراض (١).
سورة [القمر] (٢)
١ (وَانْشَقَّ الْقَمَرُ) : قال الحسن (٣) : أي ينشق ، فجاء / المستقبل على [٩٣ / أ] صيغة الماضي لوجوب وقوعه. أو لتقارب وقته. أو لأنّ المعنى مفهوم أنّه في المستقبل.
وقيل : إنه على الاستعارة والمثل لوضوح الأمر كما يقال في المثل : اللّيل طويل وأنت مقمر.
والمنقول المقبول (٤) أنه على الحقيقة ، انشق القمر نصفين حين سأله حمزة (٥) بن عبد المطلب فرآه جلة الصّحابة .....
__________________
(١) نص هذه الرواية عن مجاهد في تفسير البغوي : ٤ / ٢٥٧.
وأخرج ـ نحوه ـ الطبري في تفسيره : ٢٧ / ٨٣ عن مجاهد ، وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٧ / ٦٦٧ ، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد ، وابن المنذر عن مجاهد أيضا.
(٢) في الأصل «الساعة» ، والمثبت في النص عن «ك» و «ج».
(٣) نقله الماوردي في تفسيره : ٤ / ١٣٥ ، والقرطبي في تفسيره : ١٧ / ١٢٦.
وذكره ابن الجوزي في زاد المسير : ٨ / ٨٨ دون عزو ، وعقّب عليه بقوله : «وهذا القول الشاذ لا يقاوم الإجماع ، ولأن قوله : (وَانْشَقَ) لفظ ماض. وحمل لفظ الماضي على المستقبل يفتقر إلى قرينة تنقله ودليل ، وليس ذلك موجودا.
وفي قوله : (وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا) دليل على أنه قد كان ذلك». اه ـ.
وانظر رد أبي حيان في البحر المحيط : ٨ / ١٧٣ لقول الحسن.
(٤) ورد في ذلك أخبار صحيحة كثيرة.
ينظر ذلك في صحيح البخاري : (٦ / ٥٢ ، ٥٣) ، كتاب التفسير ، تفسير سورة اقتربت الساعة.
وصحيح مسلم : ٤ / ٢١٥٨ كتاب صفة القيامة والجنة والنار ، باب «انشقاق القمر».
وأسباب النزول للواحدي : ٤٦٢ ، وتفسير ابن كثير : (٧ / ٤٤٧ ـ ٤٥٠).
(٥) ذكره الماوردي في تفسيره : ٤ / ١٣٥ ، والقرطبي في تفسيره : ١٧ / ١٢٦.
والذي ورد في الصحيح أن أهل مكة هم الذين سألوا وطلبوا أن يريهم آية ، فكانت هذه
وقال ابن مسعود (١) : رأيت شقة من القمر على أبي قبيس (٢) وشقة على السّويداء (٣). فقالوا : سحر القمر.
ولا يقال : لو انشق لما خفي على أهل الأقطار لجواز أن يحجبه الله عنهم بغيم.
٢ (سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ) : من السّماء إلى الأرض (٤). وقيل (٥) : شديد محكم.
استمرّ الأمر : استحكم ، وأمّره : أحكمه (٦).
٣ (وَكُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ) : أي للجزاء (٧).
__________________
المعجزة العظيمة.
(١) أخرج الحاكم هذا القول عن ابن مسعود في المستدرك : ٢ / ٤٧١ ، كتاب التفسير : «سورة القمر» وقال : «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ...» ، ووافقه الذهبي.
وأخرجه ـ أيضا ـ البيهقي في الدلائل : ٢ / ٢٦٥.
وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٧ / ٦٧٠ ، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد ، وابن مردويه عن ابن مسعود رضياللهعنه.
وأخرج البخاري ومسلم عن ابن مسعود أنه قال : «انشق القمر على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم فرقتين ، فرقة فوق الجبل وفرقة دونه. فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : اشهدوا».
صحيح البخاري : ٦ / ٥٢ ، كتاب التفسير ، «تفسير سورة اقتربت الساعة».
وصحيح مسلم : ٤ / ٢١٥٨ ، كتاب صفة القيامة والجنة والنار ، باب «انشقاق القمر».
(٢) أبو قبيس : جبل معروف بمكة المكرمة.
معجم البلدان : (١ / ٨٠ ، ٨١).
(٣) السّويداء : موضع بمكة المكرمة تلى الخندمة ، والخندمة : بفتح الخاء المعجمة ـ أحد جبال مكة يطل على أبي قبيس من جهة الشرق.
ينظر أخبار مكة للفاكهي : ٤ / ٤٧ ، والروض المعطار : (٢٢٢ ، ٢٢٣).
(٤) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره : ٤ / ١٣٥ عن مجاهد.
وذكره القرطبي في تفسيره : ١٧ / ١٢٨ ، وأبو حيان في البحر المحيط : ٨ / ١٧٤ دون عزو.
(٥) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن : ٢ / ٢٤٠ ، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٤٣١ ، ونقله القرطبي في تفسيره : ١٧ / ١٢٧ عن أبي العالية ، والضحاك.
(٦) تفسير البغوي : ٤ / ٢٥٨ ، واللسان : ٥ / ١٦٩ (مرر).
(٧) معاني القرآن للزجاج : ٥ / ٨٥ ، وتفسير الماوردي : ٤ / ١٣٦ ، وتفسير البغوي : ٤ / ٢٥٨ ، وزاد المسير : ٨ / ٨٩.
٥ (حِكْمَةٌ بالِغَةٌ) : نهاية الصّواب.
٤ (مُزْدَجَرٌ) : منتهى (١) ، مفتعل من «الزّجر» ، أبدلت التاء دالا لتؤاخي الزاي بالجهر (٢).
و «النكر» : (٣) ما تنكره النّفس. صفة كـ «جنب».
٧ خاشعا (٤) أبصارهم : لم يجمع خاشعا وأجرى مجرى الفعل أن (٥) تخشع (٦) أبصارهم ، ووصف الأبصار بالخشوع لأنّ ذلة الذليل وعزّة العزيز في نظره.
٨ (مُهْطِعِينَ) : مسرعين (٧) ، وقيل (٨) : ناظرين لا يقلعون البصر.
١٢ (فَالْتَقَى الْماءُ) : التقى المياه ، إذ الجنس كالجمع. أو التقى ماء السماء ، وماء الأرض (٩).
وكانت السّفينة تجري بينهما.
(عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ) : في أمّ الكتاب ، وهو إهلاكهم.
__________________
(١) ينظر معاني القرآن للفراء : ٣ / ١٠٤ ، وتفسير الطبري : ٢٧ / ٨٩ ، ومعاني الزجاج : ٥ / ٨٥.
(٢) عن معاني القرآن للزجاج : ٥ / ٨٥ ، وانظر إعراب القرآن للنحاس : ٤ / ٢٨٦ ، وتفسير القرطبي : ١٧ / ١٢٨.
(٣) من قوله تعالى : (فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ) : آية : ٦.
(٤) ينظر التبيان للعكبري : ٢ / ١١٩٢ ، والبحر المحيط : ٨ / ١٧٥.
(٥) هذه قراءة حمزة ، والكسائي ، وأبي عمرو ، كما السبعة لابن مجاهد : ٦١٨ ، والتبصرة لمكي : ٣٤٠ ، والتيسير للداني : ٢٠٥.
(٦) في «ك» و «ج» : أي تخشع.
(٧) هذا قول أبي عبيدة في مجاز القرآن : ٢ / ٢٤٠ ، واختاره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٢٣٣ ، وذكره مكي في تفسير المشكل : ٣٢٩.
(٨) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٥ / ٨٦. وانظر معاني الفراء : ٣ / ١٠٦ ، وتفسير الطبري : ٢٧ / ٩١.
(٩) ينظر هذا القول في معاني القرآن للفراء : ٣ / ١٠٦ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٢٤٠ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٣٢ ، وتفسير الطبري : ٢٧ / ٩٢ ، ومعاني الزجاج : ٥ / ٨٧ ، وتفسير البغوي : ٤ / ٢٦٠.
وفي الحديث (١) : «خلقت الأقوات قبل الأجساد وخلق القدر قبل البلاء».
١٣ (وَدُسُرٍ) : المسامير التي تدسر بها السّفن وتشدّ ، واحدها دسار (٢).
١٤ (تَجْرِي بِأَعْيُنِنا) : بمرأى منا (٣). أو بوحينا وأمرنا (٤).
(جَزاءً لِمَنْ كانَ كُفِرَ) : جزاء لهم لكفرهم بنوح عليهالسلام.
أو فعلنا ذلك جزاء لنوح فنجيناه ومن معه وأغرقنا المكذّبين جزاء لما صنع به.
١٥ (فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) : طالب علم فيعان عليه ، وهو «مذتكر» مفتعل من الذكر فأدغم (٥).
١٩ (يَوْمِ نَحْسٍ) : يوم ريح النحس الدّبور.
(مُسْتَمِرٍّ) : دائم الهبوب.
[٣٩ / ب] ٢٠ (تَنْزِعُ النَّاسَ) : تقلعهم من حفر حفروها للامتناع / من الريح ، ثم ترمي بهم على رؤوسهم فيدقّ رقابهم.
(كَأَنَّهُمْ أَعْجازُ نَخْلٍ) : أصولها التي قطعت فروعها (٦).
__________________
(١) أخرجه الطبري في تفسيره : ٢٧ / ٩٣ عن محمد بن كعب القرظي بلفظ : «كانت الأقوات قبل الأجساد ، وكان القدر قبل البلاء».
وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٧ / ٦٧٥ ، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد ، وابن المنذر عن محمد بن كعب رحمهالله تعالى.
(٢) ينظر معاني الفراء : ٣ / ١٠٦ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٢٤٠ ، والمفردات : ١٦٩ ، واللسان : ٤ / ٢٨٥ (دسر).
(٣) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٤٣٢ ، واختاره الطبري في تفسيره : ٢٧ / ٩٤ ، وانظر تفسير البغوي : ٤ / ٢٦٠ ، وزاد المسير : ٨ / ٩٣ ، والبحر المحيط : ٨ / ١٧٨.
(٤) نقله الماوردي في تفسيره : ٤ / ١٣٧ عن الضحاك ، وعزاه البغوي في تفسيره : ٤ / ٢٦٠ إلى سفيان.
(٥) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٢٤٠ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٣٢ ، وتفسير الطبري : (٢٧ / ٩٥ ، ٩٦) ، ومعاني الزجاج : ٥ / ٨٨.
(٦) معاني القرآن للفراء : ٣ / ١٠٨ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٢٤١ ، وتفسير غريب القرآن
(مُنْقَعِرٍ) : منقلع عن مكانه ، و «كأنّ» في موضع الحال ، أي : تنزعهم مشبهين بالنخل المقلوع من أصله (١).
٢٢ (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا) : أعيد ذكر [التيسير] (٢) ليتبين عن أنه يسّر بهذا الوجه من الوعظ كما يسّر بالوجه الأول. أو يسّر بحسن التأليف للحفظ كما يسّر بحسن البيان للفهم.
٢٤ (ضَلالٍ وَسُعُرٍ) : أي تركنا دين آبائنا. أو التغير به كدخول النّار التي تنذرنا بها (٣). وقيل «سعر» : جنون ناقة مسعورة (٤).
٢٩ (فَنادَوْا صاحِبَهُمْ) : نادى مصدع بن زهير (٥) قدار (٦) بن سالف بعد ما رماه مصدع سهمه (٧) [فعقرها قدار] (٨).
__________________
لابن قتيبة : ٤٣٣ ، وتفسير الطبري : ٢٧ / ٩٩.
(١) عن معاني القرآن للزجاج : ٥ / ٨٩.
وانظر إعراب القرآن للنحاس : (٤ / ٢٩١ ، ٢٩٢) ، والتبيان للعكبري : ٢ / ١١٩٤ ، وتفسير القرطبي : ١٧ / ١٣٧.
(٢) في الأصل : «اليسير» ، والمثبت في النص عن هامش الأصل الذي أشار ناسخه إلى وروده في نسخة أخرى.
(٣) ذكره الماوردي في تفسيره : ٤ / ١٣٩.
(٤) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٣٣ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٥ / ٨٩ ، والبحر المحيط : ٨ / ١٨٠ ، واللسان : ٤ / ٣٦٦ (سعر).
(٥) في المحبّر لابن حبيب : ٣٥٧ «مصدع بن دهر» ، وفي المعارف لابن قتيبة : ٢٩ ، والبداية والنهاية : ١ / ١٢٧ : «مصرع بن مهرج».
قال ابن قتيبة : «كان رجلا نحيفا طويلا أهوج مضطربا».
(٦) قدار بن سالف : هو عاقر الناقة في ثمود ، وكان رجلا قويا في قومه.
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره : ٨ / ٤٣٧ : «كان هذا الرجل عزيزا فيهم ، شريفا في قومه ، نسيبا رئيسا مطاعا.
وانظر المعارف لابن قتيبة : ٢٩ ، والبداية والنهاية : ١ / ١٢٧.
(٧) في «ك» : بسهمه.
(٨) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».
٣١ (الْمُحْتَظِرِ) : المبتني الحظيرة التي يجمع فيها الهشيم (١) ، و «الهشيم» : حطام العشب إذا يبس (٢) ، ومثله الدّرين والثّنّ (٣).
الحاصب (٤) : السحاب حصبهم بالحجارة (٥).
وآل لوط : ابنتاه زعورا وريثا (٦).
٣٧ (وَنُذُرِ) : هو الإنذار. كـ [النكر] (٧). أو جمع «نذير» (٨).
٤٤ (أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ) : أي : يدلّون بكثرتهم (٩).
٤٥ (سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ) : أي : يوم بدر (١٠) ، وهذا من آياته صلىاللهعليهوسلم.
__________________
(١) تفسير غريب القرآن : ٤٣٤.
(٢) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٢٤١ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٣٤ ، وتفسير المشكل لمكي : ٣٣٠ ، والمفردات للراغب : ٥٤٣ ، واللسان : ١٢ / ٦١٢ (هشم).
(٣) الدّرين : يبيس الحشيش وكل حطام من حمض أو شجر.
والتّنّ : اليابس من العيدان.
ينظر اللسان (١٣ / ٨٣ ، ١٥٣) (ثنن ، درن).
(٤) من قوله تعالى : (إِنَّا أَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ حاصِباً إِلَّا آلَ لُوطٍ نَجَّيْناهُمْ بِسَحَرٍ) آية : ٣٤.
(٥) ذكر الماوردي هذا القول في تفسيره : ٤ / ١٤١ دون عزو.
(٦) جاء في هامش الأصل : «الصحيح «ربثا» بالباء المنقوط بواحدة من تحت» ونقل ابن الجوزي في زاد المسير : ٤ / ١٤١ عن مقاتل أن اسميهما : ريثا وزعرثا ، وعن السدي : رية وعروبة.
(٧) في الأصل : النكير ، والمثبت في النص عن «ج».
(٨) ينظر المفردات للراغب : ٤٨٧ ، وتفسير القرطبي : ١٧ / ١٢٩ ، والبحر المحيط : ٨ / ١٨٢.
(٩) عن معاني القرآن للزجاج : ٥ / ٩١.
(١٠) يدل عليه ما أخرجه البخاري عن ابن عباس رضياللهعنهما أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال وهو في قبة يوم بدر : اللهم إني أنشدك عهدك ووعدك ، اللهم إن تشأ لا تعبد بعد اليوم ، فأخذ أبو بكر بيده فقال : حسبك يا رسول الله ألححت على ربك وهو يثب في الدرع فخرج وهو يقول : (سيهزم الجمع ويولون الدّبر) اه ـ.
صحيح البخاري : ٦ / ٥٤ ، كتاب التفسير ، تفسير سورة اقتربت الساعة.
وعدّ المؤلف ـ رحمهالله ـ هذه الآية من معجزات النبي صلىاللهعليهوسلم لأن هذه السورة مكية ونزلت قبل وقعة بدر بسنين عديدة.
٤٨ (ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ) : هو كقولك : وجدت مسّ الحمّى (١).
٤٩ (خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ) : قدّر الله لكل خلق قدره الذي ينبغي له.
٥٠ (وَما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ) : مرة واحدة. أو كلمة واحدة. أو إرادة واحدة (٢).
٥٤ (وَنَهَرٍ) : سعة العيش (٣). أو وضع موضع «أنهار» على مذهب الجنس.
سورة الرحمن
١ (الرَّحْمنُ) : أي الله الرّحمن ولذلك عدّ آية (٤).
٣ (خَلَقَ الْإِنْسانَ) : خلقه غير عالم فجعله عالما (٥). وقيل (٦) : الإنسان آدم.
وقيل (٧) : النبي عليهالسلام ، و «البيان» : القرآن (٨).
__________________
(١) تفسير الطبري : ٢٧ / ١١٠.
(٢) ينظر معاني القرآن للفراء : ٣ / ١١٠ ، وزاد المسير : ٨ / ١٠٢ ، وتفسير القرطبي : ١٧ / ١٤٩.
(٣) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره : ٤ / ١٤٣ عن قطرب.
وذكر نحوه البغوي في تفسيره : ٤ / ٢٦٦ عن الضحاك.
(٤) البحر المحيط : ٨ / ١٨٨.
(٥) المصدر السابق.
(٦) أخرجه الطبريّ في تفسيره : ٢٧ / ١١٤ عن قتادة ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٤ / ١٤٥ عن الحسن ، وقتادة.
وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٧ / ٦٩١ ، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد ، وابن المنذر عن قتادة.
(٧) نقله ابن الجوزي في زاد المسير : ٨ / ١٠٦ عن ابن كيسان ، وكذا القرطبي في تفسيره : ١٧ / ١٥٢ ، وأبو حيان في البحر المحيط : ٨ / ١٨٨.
(٨) هذا قول الزجاج في معانيه : ٥ / ٩٥.
٥ (الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ بِحُسْبانٍ) : يجريان بحساب (١) ، أو يدلان على عدد الشّهور والسّنين (٢).
٦ (وَالنَّجْمُ) : النّبات الذي نجم في الأرض وانبسط ليس له ساق ، والشّجر ما قام على ساق (٣). وسجودهما دوران الظّل معهما (٤) ، أو ما فيهما من آثار الصّنعة الخاضعة لصانعهما ، أو إمكانهما من الجني والرّيع وتذليل [٩٤ / أ] الله إياهما للانتفاع / بهما.
٧ (وَالسَّماءَ رَفَعَها وَوَضَعَ الْمِيزانَ) أي : العدل ، والمعادلة : موازنة الأشياء (٥).
__________________
(١) ذكره الفراء في معانيه : ٣ / ١١٢ ، وأبو عبيدة في مجاز القرآن : ٢ / ٢٤٢ ، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٤٣٦.
وأخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره : ٢٧ / ١١٥ عن ابن عباس رضياللهعنهما ، وكذا الحاكم في المستدرك : ٢ / ٤٧٤ ، كتاب التفسير ، «سورة الرحمن» ، وقال : «صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي.
وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٧ / ٦٩١ ، وزاد نسبته إلى الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس.
(٢) ذكره الزجاج في معانيه : ٥ / ٩٥.
(٣) ورد هذا المعنى في أثر أخرجه الطبري في تفسيره : ٢٧ / ١١٦ ، والحاكم في المستدرك : ٢ / ٤٧٤ ، كتاب التفسير ، عن ابن عباس رضياللهعنهما.
قال الحاكم : «صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ، ووافقه الذهبي.
وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٧ / ٦٩٢ ، وزاد نسبته إلى ابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبي الشيخ في «العظمة» عن ابن عباس أيضا.
وهو قول الفراء في معانيه : ٣ / ١١٢ ، وأبي عبيدة في مجاز القرآن : ٢ / ٢٤٢ ، والزجاج في معانيه : ٥ / ٦٩.
وأورده ابن الجوزي في زاد المسير : ٨ / ١٠٧ ، وقال : «وهو مذهب ابن عباس ، والسدي ، ومقاتل ، واللغويين».
(٤) هذا قول الزجاج في معاني القرآن : ٥ / ٩٦ ، وذكره الماوردي في تفسيره : ٤ / ١٤٦ عن الزجاج ، وكذا القرطبي في تفسيره : ١٧ / ١٥٤.
(٥) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٥ / ٩٦.
وانظر هذا المعنى في معاني القرآن للفراء : ٣ / ١١٣ ، وتفسير الطبري : ٢٧ / ١١٨ ،
٨ (أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزانِ) : في هذا الميزان الذي يتزن بها الأشياء.
٩ (وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزانَ) : ميزان الأعمال يوم القيامة (١) ، فتلك ثلاثة موازين.
و «الأنام» : (٢) الثّقلان (٣) ، وقيل : (٤) كلّ شيء فيه روح ، وأصله «ونام» كـ «وناة» من ونم الذباب : صوت (٥).
١١ (ذاتُ الْأَكْمامِ) : الطّلع متكمّم قبل أن ينفتق بالتمر (٦).
١٢ (وَالرَّيْحانُ) : الحبّ المأكول هنا (٧) ، والعصف : ورقه [الذي] (٨) ينفي عنه ويذرّى في الريح كالتبن ؛ لأن الرّيح تعصفه ، ويقال لما يسقط منه : العصافة (٩).
__________________
وتفسير الماوردي : ٤ / ١٤٧ ، وزاد المسير : ٨ / ١٠٧.
(١) تفسير القرطبي : ١٧ / ١٥٥.
(٢) في قوله تعالى : (وَالْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ) آية : ١٠.
(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٢٧ / ١١٩ عن الحسن.
وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٧ / ٦٩٣ ، وزاد نسبته إلى ابن المنذر عن الحسن رحمهالله تعالى.
(٤) أخرجه الطبري في تفسيره : ٢٧ / ١١٩ عن ابن عباس رضياللهعنهما عن طريق محمد بن سعد عن أبيه .... وهو إسناد مسلسل بالضعفاء ، تقدم بيان ذلك ص ١٣٥.
ونقل الماوردي هذا القول في تفسيره : ٤ / ١٤٧ عن مجاهد ، والسدي.
وأورده ابن الجوزي في زاد المسير : (٨ / ١٠٧ ، ١٠٨) ، وقال : «رواه العوفي عن ابن عباس ، وبه قال مجاهد ، والشعبي ، وقتادة ، والسدي ، والفراء».
(٥) اللسان : ١٢ / ٦٤٣ (ونم).
(٦) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٢٧ / ١٢٠ عن ابن زيد.
وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٣٦ ، ومعاني الزجاج : ٥ / ٩٧ ، والمفردات للراغب : ٤٤١ ، وتفسير القرطبي : ١٧ / ١٥٦.
(٧) معاني القرآن للفراء : ٣ / ١١٣ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٢٤٣ ، وتفسير الطبري : ٢٧ / ١٢٢ ، والمفردات للراغب : ٣٣٦.
(٨) ما بين معقوفين ساقط من الأصل ، والمثبت عن «ك».
(٩) اللسان : ٩ / ٢٤٧ (عصف).
١٣ (تُكَذِّبانِ) : خطاب الجن والإنس (١). أو خطاب الإنسان بلفظ التثنية على عادتهم (٢).
١٧ (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ) : مشرق الشتاء والصّيف (٣). أو مطلع الفجر والشّمس (٤).
و (الْمَغْرِبَيْنِ) : مغرب الشّمس والشّفق ، والنعمة فيهما تدبيرهما على نفع العباد ضياء وظلمة على حاجاتهم إلى الحركة والسكون.
١٩ (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ) : بحر فارس والرّوم (٥).
٢٠ (لا يَبْغِيانِ) : لا يبغي الملح على العذب. أو لا يبغيان : لا يفيضان على الأرض فيغرقانها (٦).
٢٢ (يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ) إنّما قيل : (مِنْهُمَا) لأنّه جمعهما وذكرهما فإذا
__________________
(١) ذكره الفراء في معانيه : ٣ / ١١٤ ، وأبو عبيدة في مجاز القرآن : ٢ / ٢٤٣ ، والقرطبي في تفسيره : ١٧ / ١٥٨ ، وقال : «وهذا قول الجمهور».
(٢) ينظر معاني القرآن للفراء : ٣ / ١١٤ ، وتفسير البغوي : ٤ / ٢٦٨ ، وتفسير القرطبي : ١٧ / ١٥٨.
(٣) ذكره الفراء في معانيه : ٣ / ١١٥ ، وأبو عبيدة في مجاز القرآن : ٢ / ٢٤٣ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : ٢٧ / ١٢٧ عن ابن أبزى ، ومجاهد ، وقتادة.
ونقله الماوردي في تفسيره : ٤ / ١٥٠ عن ابن عباس رضياللهعنهما.
(٤) تفسير الماوردي : ٤ / ١٥٠ ، والبحر المحيط : ٨ / ١٩١.
(٥) أخرج عبد الرزاق هذا القول في تفسيره : ٢ / ٢٦٣ عن الحسن وقتادة وأخرجه الطبري في تفسيره : ٢٧ / ١٢٨ عن قتادة.
وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٧ / ٦٩٦ ، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد ، وابن المنذر عن الحسن رحمهالله تعالى.
(٦) ينظر هذا القول في تفسير القرطبي : ١٧ / ١٦٢ ، والبحر المحيط : ٨ / ١٩١.
وقال الطبري ـ رحمهالله ـ في تفسيره : ٢٧ / ١٣٠ : «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال : إن الله وصف «البحرين» اللذين ذكرهما في هذه الآية أنهما لا يبغيان ، ولم يخصص وصفهما في شيء دون شيء ، بل عم الخبر عنهما بذلك ، فالصواب أن يعمّ كما عمّ جل ثناؤه ، فيقال : إنهما لا يبغيان على شيء ، ولا يبغى أحدهما على صاحبه ، ولا يتجاوزان حدّ الله الذي حدّه لهما».
خرج من أحدهما فقد خرج منهما (١) ، كقوله (٢) (سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً) والقمر في السّماء الدنيا.
وقيل (٣) : الملح والعذب يلتقيان فيكون العذب كاللقاح للملح.
(وَالْمَرْجانُ) : اللؤلؤ المختلط صغاره بكباره (٤). مرجت الشيء : خلطته ، والمارج : ذؤابة لهب النّار التي تعلوها فيرى أخضر وأصفر مختلطا (٥).
٢٤ (الْمُنْشَآتُ) : المرسلات في البحر المرفوعات الشرع (٦) ، و «المنشئات» (٧) : الحاملات الرافعات الشرع.
(كَالْأَعْلامِ) : كالجبال (٨).
٢٧ (وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ) : يبقى ربّك الظاهر أدلته ظهور الإنسان بوجهه.
__________________
(١) عن معاني القرآن للزجاج : ٥ / ١٠٠ ، وانظر تفسير البغوي : ٤ / ٢٦٩ ، وزاد المسير : ٨ / ١١٣ ، وتفسير القرطبي : ١٧ / ١٦٣ ، والبحر المحيط : ٨ / ١٩٢.
(٢) سورة نوح : الآيتان : ١٥ ، ١٦.
(٣) نص هذا القول في تفسير المارودي : ٤ / ١٥٢ ، وتتمته : «فنسب إليهما كما نسب الولد إلى الذكر والأنثى ، وإن ولدته الأنثى ، ولذلك قيل إنه لا يخرج اللؤلؤ إلا من موضع يلتقي فيه العذب والمالح».
وانظر هذا القول في تفسير القرطبي : ١٧ / ١٥٣ ، والبحر المحيط : ٨ / ١٩١.
(٤) عن تفسير الماوردي : ٤ / ١٥١.
(٥) المفردات للراغب : ٤٦٥ ، واللسان : ٢ / ٣٦٥ (مرج).
(٦) تفسير الطبري : ٢٧ / ١٣٣ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٥ / ١٠٠ ، والكشف لمكي : ٢ / ٣٠١.
(٧) بكسر الشين قراءة حمزة كما في السّبعة لابن مجاهد : ٦٢٠ ، والتبصرة لمكي : ٣٤١ ، والتيسير للداني : ٢٠٦.
وانظر توجيه هذه القراءة في معاني القرآن للزجاج : ٥ / ١٠٠ ، والكشف لمكي : ٢ / ٣٠١ ، والبحر المحيط : ٨ / ١٩٢.
(٨) معاني القرآن للفراء : ٣ / ١١٥ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٢٤٤ ، والمفردات للراغب : ٣٤٤.
٢٩ (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ) في الحديث (١) : «يجيب داعيا ، ويفك عانيا ، ويتوب على قوم ويغفر لقوم».
وقال سويد (٢) بن جبلة ـ وكان من التابعين ـ : يعتق رقابا ، ويفحم [٩٤ / ب] عقابا / ويعطي رغابا (٣).
٣١ (سَنَفْرُغُ لَكُمْ) : نقصدكم ونعمد إليكم (٤) ، وهذا اللّفظ من أبلغ التهديد والوعيد نعمة من الله للانزجار عن المعاصي ، وفي إقامة الجزاء أعظم النعمة (٥) ، ولو ترك لفسدت الدنيا والآخرة ، ووصف الجن والإنس بـ «الثقلين» لعظم شأنهما ، كأن ما عداهما لا وزن له بالإضافة إليهما.
٣٣ (لا تَنْفُذُونَ إِلَّا بِسُلْطانٍ) أي : حيث ما كنتم شاهدتم حجّة لله وسلطانا يدل على أنّه واحد (٦).
__________________
(١) أخرجه الطبري في تفسيره : ٢٧ / ١٣٥ عن مجاهد ، وعبيد بن عمير باختلاف في بعض ألفاظه.
وأورده السيوطي في الدر المنثور : (٧ / ٦٩٩ ، ٧٠٠) ، وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، والبيهقي عن عبيد بن عمير.
(٢) هو سويد بن جبلة الفزاري.
يروى عن العرباض بن سارية وعمرو بن عنبسة ، روى عنه لقمان بن عامر الوصابي وأبو المصبح ، المقرئ ترجمته في التاريخ الكبير للبخاري : ٤ / ١٤٦ ، والجرح والتعديل : ٤ / ٢٣٦ ، والثقات لابن حبان : ٤ / ٣٢٥.
(٣) نقل الماوردي هذا الأثر في تفسيره : ٤ / ١٥٣ عن سويد بن جبلة.
وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٧ / ٧٠٠ ، وعزا إخراجه إلى عبد بن حميد عن سويد.
(٤) ذكره الزجاج في معانيه : ٥ / ٩٩ وقال : «والفراغ في اللّغة على ضربين ، أحدهما : الفراغ من شغل ، والآخر : القصد للشيء ، تقول : قد فرغت مما كنت فيه ، أي : قد زال شغلي به ، ويقال : سأتفرغ لفلان ، أي : سأجعل قصدي له».
وانظر تفسير الماوردي : ٤ / ١٥٤ ، وتفسير البغوي : ٤ / ٢٧٠ ، وتفسير القرطبي : ١٧ / ١٦٨.
(٥) في «ك» : النعم.
(٦) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٥ / ٩٩ ، وانظر تفسير البغوي : ٤ / ٢٧١ ، وتفسير القرطبي : ١٧ / ١٧٠.
٣٥ (شُواظٌ) : لهب ، (وَنُحاسٌ) : دخان النّار (١).
٣٧ (فَكانَتْ وَرْدَةً) : حمراء مشرقة (٢) ، وقيل (٣) : متغيرة مختلفة الألوان كما تختلف ألوان الفرس الورد في فصول السّنة.
(كَالدِّهانِ) : صافية كالدهن (٤) ، وقيل (٥) : الدهان والدهين : الأديم الأحمر وأنّ لون السّماء أبدا أحمر ، إلّا أنّ الزرقة بسبب اعتراض الهواء بينهما كما يرى الدم في العروق أزرق ، وفي القيامة يشتعل الهواء نارا فيرى السّماء على لونها (٦).
٣٩ (لا يُسْئَلُ عَنْ ذَنْبِهِ) : لا يسأل أحد عن ذنب أحد (٧). أو لا يسألون سؤال استعلام (٨).
٤١ (فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي) : تضمّ الأقدام إلى النّواصي وتلقى في النّار (٩).
٤٤ (آنٍ) : بالغ أناه وغايته في حرارته (١٠).
__________________
(١) ينظر معاني القرآن للفراء : ٣ / ١١٧ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٢٤٤ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٣٨ ، والمفردات للراغب : (٢٧٠ ، ٤٨٥).
(٢) تفسير الطبري (٢٧ / ١٤١ ، ١٤٢) ، وتفسير المشكل لمكي : ٣٣٤ ، وتفسير القرطبي : ١٧ / ١٧٣.
(٣) هذا قول الفراء في معانيه : ٣ / ١١٧ ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٤ / ١٥٦ عن الكلبي ، والفراء.
(٤) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره : ٤ / ١٥٦ عن الأخفش.
(٥) ينظر هذا القول في تفسير الطبري : ٢٧ / ١٤٢ ، وتفسير الماوردي : ٤ / ١٥٦ ، وزاد المسير : ٨ / ١١٨.
(٦) ذكره الماوردي في تفسيره : ٤ / ١٥٦ ، والقرطبي في تفسيره : ١٧ / ١٧٣ عن الماوردي.
(٧) تفسير الطبري : ٢٧ / ١٤٢ ، وتفسير القرطبي : ١٧ / ١٧٤.
(٨) أورد نحوه الماوردي في تفسيره : ٤ / ١٥٦ ، والبغوي في تفسيره : ٤ / ٢٧٢ ، والقرطبي في تفسيره : ١٧ / ١٧٤.
وذكر قائلو هذا القول إنهم يسألون سؤال توبيخ.
(٩) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٥ / ١٠٢.
(١٠) معاني القرآن للزجاج : ٥ / ١٠٢ ، وتفسير الماوردي : ٤ / ١٥٧ ، والمفردات للراغب : ٢٩.
وقيل (١). حاضر ، ومنه سمّي الحال بـ «الآن» ؛ لأنه الحاضر الموجود فإنّ الماضي لا تدارك له ، والمستقبل أمل ، وليس لنا إلّا الآن ، ثم ليس للآن ثبات طرفة عين.
٤٦ (مَقامَ رَبِّهِ) : الموقف الذي يقف (٢) فيه للمسألة (٣).
(جَنَّتانِ) : جنّة في قصره ، وجنة خارج قصره على طبع العباد في شهوة ذلك.
أو هو جنّة للجنّ وجنّة للإنس (٤).
٥٠ (فِيهِما عَيْنانِ) : التسنيم والسلسبيل (٥).
٥٢ (زَوْجانِ) : ضربان متشاكلان تشاكل الذكر والأنثى.
٥٤ (بَطائِنُها مِنْ إِسْتَبْرَقٍ) : ليستدل بالبطانة على شرف الظهارة.
٥٦ (لَمْ يَطْمِثْهُنَ) : لم يجامع الإنسية إنس ولا الجنيّة جنيّ (٦).
٦٢ (وَمِنْ دُونِهِما جَنَّتانِ) : أقرب منهما فجعل لمن خاف مقام ربّه ـ وهو الرّجل يهمّ بالمعصية ثم يدعها من خوف الله ـ أربع جنان ليتضاعف سروره بالتنقل.
٦٤ (مُدْهامَّتانِ) : مرتويتان من النضرة والخضرة ارتواء يضرب إلى
__________________
(١) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره : ٤ / ١٥٧ عن محمد بن كعب القرظي ، وكذا القرطبي في تفسيره : ١٧ / ١٧٦.
(٢) في «ج» : يقوم.
(٣) ينظر تفسير الطبري : ٢٧ / ١٤٥ ، وتفسير الماوردي : ٤ / ١٥٧ ، وزاد المسير : ٨ / ١١٩ ، وتفسير الفخر الرازي : ٢٩ / ١٢٣.
(٤) ذكره الماوردي في تفسيره : ٤ / ١٥٧ دون عزو ، وكذا الفخر الرازي في تفسيره : ٢٩ / ١٢٤.
(٥) نقل البغوي هذا القول في تفسيره : ٤ / ٢٧٤ عن الحسن ، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير : ٨ / ١٢٠ عن ابن عباس رضياللهعنهما.
(٦) تفسير الطبري : ٢٧ / ١٥٠ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٥ / ١٠٣ ، وتفسير البغوي : ٤ / ١٨١.
السّواد (١) /.
٦٦ (نَضَّاخَتانِ) : فوّارتان (٢).
٦٨ (وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ) : فصلا بالواو لفضلهما ، كقوله (٣) : (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ).
٧٠ (خَيْراتٌ) : خيرات الأخلاق حسان الوجوه (٤) ، وكانت [خيّرات] (٥) فخففت.
٧٢ (مَقْصُوراتٌ) : مخدرات قصرن على أزواجهن (٦). أو محبوسات صيانة عن التبذل.
(فِي الْخِيامِ) : وهي من درر جوف (٧).
__________________
(١) معاني القرآن للفراء : ٣ / ١١٩ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٢٤٦ ، والمفردات للراغب : ١٧٣.
(٢) مجاز القرآن : ٢ / ٢٤٦ ، وتفسير غريب القرآن : ٤٤٣ ، وتفسير الطبري : ٢٧ / ١٥٦ ، واللسان : ٣ / ٦٢ (نضخ).
(٣) سورة البقرة : آية : ٩٨ ، وانظر هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٥ / ١٠٣ ، وتفسير القرطبي : (١٧ / ١٨٥ ، ١٨٦) ، والبحر المحيط : ٨ / ١٩٨.
(٤) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٢٧ / ١٥٨ عن قتادة.
(٥) في الأصل : «خيّرة» ، والمثبت في النص من «ك» ، وهي قراءة تنسب إلى قتادة ، وأبي رجاء العطاردي ، وبكر بن حبيب ينظر تفسير القرطبي : ١٧ / ١٨٧ ، والبحر المحيط : ٨ / ١٩٨.
(٦) أورد الطبري ـ رحمهالله ـ هذا القول والذي بعده ، وعقّب عليهما بقوله : «والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال : إن الله تبارك وتعالى وصفهن بأنهن مقصورات في الخيام ، والقصر : هو الحبس ولم يخصص وصفهن بأنهن محبوسات على معنى من المعنيين اللذين ذكرنا دون الآخر ، بل عم وصفهن بذلك. والصواب أن يعمّ الخبر عنهن بأنهن مقصورات في الخيام على أزواجهن ، فلا يرون غيرهم ، كما عم ذلك».
(٧) أخرج الإمام البخاري عن عبد الله بن قيس الأشعري أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «الخيمة درة مجوّفة طولها في السماء ثلاثون ميلا في كل زاوية منها للمؤمن أهل لا يراهم الآخرون».
صحيح البخاري : ٦ / ٨٨ ، كتاب بدء الخلق ، باب «ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة».
٧٦ (رَفْرَفٍ) : مجلس مفروش يرفّ بالبسط (١). وقيل (٢) : «الرفرف» : رياض الجنة ، و «العبقريّ» : الطّنافس المخملة (٣).
سورة الواقعة
في الحديث (٤) : «من أراد نبأ الأولين والآخرين ، ونبأ أهل الجنّة والنّار ، ونبأ الدنيا والآخرة فليقرأ سورة «الواقعة» ، والواقعة : القيامة.
وقيل (٥) : الصيحة.
٢ (كاذِبَةٌ) : تكذيب. أو نفس كاذبة (٦) لإخبار الله بها ودلالة العقل عليها.
٣ (خافِضَةٌ) : لأهل المعاصي ، (رافِعَةٌ) : لأهل الطاعات.
٤ (رُجَّتِ) : زلزلت (٧) ، و (إِذا) في موضع نصب ، أي : إذا وقعت في ذلك الوقت.
__________________
(١) مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٢٤٦ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٤٤ ، والمفردات للراغب : ١٩٩.
(٢) ذكره الفراء في معانيه : ٣ / ١٢٠ ، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٤٤٣ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : ٢٧ / ١٦٣ عن سعيد بن جبير.
ونقله القرطبي في تفسيره : ١٧ / ١٩٠ عن ابن عباس ، وسعيد بن جبير.
(٣) نص هذا القول في تفسير الماوردي : ٤ / ١٦٢ عن الحسن رحمهالله تعالى.
والطنافس : البسط التي لها خمل رقيق.
ينظر النهاية لابن الأثير : ٣ / ١٤٠ ، واللسان : ٦ / ١٢٧ (طنفس).
(٤) هذا الأثر مقطوع ، وهو من قول مسروق كما في تفسير القرطبي : ٧ / ١٩٤ ، ولم أقف عليه مسندا.
(٥) أخرجه الطبري في تفسيره : ٢٧ / ١٦٦ عن الضحاك ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٤ / ١٦٣ عن الضحاك أيضا.
(٦) ذكره القرطبي في تفسيره : ١٧ / ١٩٥.
(٧) معاني القرآن للفراء : ٣ / ١٢١ ، ومعاني الزجاج : ٥ / ١٠٨ ، والمفردات للراغب : ١٨٧.
٥ (بُسَّتِ) : هدّت أو دقّت ، والبسيسة : [بل] (١) السّويق.
٧ (أَزْواجاً ثَلاثَةً) : أصنافا متشاكلة (٢) ، وفسّر بما في سورة «الملائكة» من الظالم والمقتصد والسّابق (٣).
وروى النّعمان (٤) بن بشير أنّ النّبيّ صلىاللهعليهوسلم قرأ (وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً) إلى (وَالسَّابِقُونَ) ، فقال (٥) : «هم السّابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان.
وروي (٦) أيضا : «السّابقون يوم القيامة أربعة : فأنا سابق العرب ، وسلمان سابق فارس ، وبلال سابق الحبشة ، وصهيب سابق الروم».
وفي حديث (٧) آخر : «نحن الآخرون السابقون يوم القيامة».
__________________
(١) في الأصل و «ج» : «زاد» ، والمثبت في النص عن «ك».
وانظر معاني القرآن للفراء : ٣ / ١٢٢ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٢٤٧ ، وتفسير الطبري : ٢٧ / ١٦٧ ، والمفردات للراغب : ٤٥ ، واللسان : ٦ / ٢٦ (بسس).
(٢) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٤٥ ، ومعاني الزجاج : ٥ / ١٠٨ ، وتفسير القرطبي : ١٧ / ١٩٨ ، والبحر المحيط : ٨ / ٢٠٤.
(٣) يريد قوله تعالى : (ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ) آية : ٣٢.
وقد ورد هذا التفسير الذي أشار إليه المؤلف في أثر أخرجه ابن المنذر ، وابن مردويه ، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضياللهعنهما كما في الدر المنثور : ٨ / ٦.
(٤) هو النعمان بن بشير بن سعد بن ثعلبة بن جلاس الأنصاري الخزرجي. صحابي جليل.
ترجمته في الاستيعاب : ٤ / ١٤٩٦ ، وأسد الغابة : ٥ / ٣٢٦ ، والإصابة : ٦ / ٤٤٠.
(٥) لم أقف عليه بهذا اللفظ ، وأورد الحافظ ابن كثير في تفسيره : ٧ / ٤٩٠ رواية ابن أبي حاتم عن النعمان بن بشير عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «هم الضرباء».
وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٨ / ٧ ، وزاد نسبته إلى ابن مردويه عن النعمان ورفعه.
(٦) أخرجه الطبراني في المعجم الكبير : ٨ / ١٣١ حديث رقم (٧٥٢٦) عن أبي أمامة مرفوعا ، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد : ٩ / ٣٠٨ ، وحسّن إسناده.
(٧) هذا جزء من حديث طويل أخرجه الإمام البخاري في صحيحه : (١ / ٢١١ ، ٢١٢) ، كتاب الجمعة ، باب «فرض الجمعة» ، والإمام مسلم في صحيحه : (٢ / ٥٨٥ ، ٥٨٦) ، كتاب الجمعة ، باب «هداية هذه الأمة ليوم الجمعة» عن أبي هريرة رضياللهعنه مرفوعا.
٨ (ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ) : أيّ شيء هم؟ اللّفظ في العربية على التعجب ، وهو من الله تعظيم الشأن (١).
وتكرير «السّابقين» (٢) لأنّ التقدير : السّابقون إلى الطّاعة هم السّابقون إلى الرحمة (٣).
١٣ (ثُلَّةٌ) : جماعة (٤).
١٤ (وَقَلِيلٌ مِنَ الْآخِرِينَ) : لأنّ الذين سبقوا إلى الإيمان بالنّبيّ صلىاللهعليهوسلم قليل من كثير ممن سبق إلى الإيمان بالأنبياء قبله.
١٥ (مَوْضُونَةٍ) : مضفورة متداخلة.
١٧ (وِلْدانٌ) : وصفاؤهم أطفال الكفار (٥).
__________________
(١) هذا نص قول الزجاج في معانيه (٥ / ١٠٨ ، ١٠٩). وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٤٥ ، وتفسير الطبري : ٢٧ / ١٧٠ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٤ / ٣٢٤ ، وزاد المسير : ٨ / ١٣٣.
(٢) في قوله تعالى : (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) آية : ١٠.
(٣) عن معاني القرآن للزجاج : ٥ / ١٠٩ ، وانظر إعراب القرآن للنحاس : ٤ / ٣٢٤ ، وزاد المسير : ٨ / ١٣٤.
(٤) مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٢٤٨ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٤٦ ، وتفسير الطبري : ٢٧ / ١٧٢ ، والمفردات للراغب : ٨١.
(٥) الوصيف : الخادم ، أو العبد كما في اللسان : ٩ / ٣٥٧ (وصف).
وأورد الزمخشري في الكشاف : ٤ / ٥٣ حديث : «أولاد الكفار خدّام أهل الجنة».
وذكر الحافظ ابن حجر في الكافي الشاف : ١٦٢ أن البزار والطبراني في «الأوسط» أخرجاه من رواية عباد بن منصور عن أبي رجاء العطاردي عن سمرة بن جندب مرفوعا.
وقال أيضا : «رواه البزار من رواية علي بن زيد بن جدعان ، والطيالسي ، والطبراني ، وأبو يعلى من رواية يزيد الرقاشي كلاهما عن أنس بهذا وأتم منه».
قال الحافظ : «قلت : قد يعارضه حديث سمرة في صحيح البخاري ، ففيه أنه رأى أولاد الناس تحت شجرة يكفلهم إبراهيم عليهالسلام ، قال : فقلنا : وأولاد المشركين؟ قال : وأولاد المشركين» أخرجه بهذا اللفظ ويمكن الجمع بينهما بأن لا منافاة بينهما لاحتمال أن يكونوا في البرزخ كذلك ، ثم بعد الاستقرار يستقرون في الجنة خدما لأهلها» اه.