إيجاز البيان عن معاني القرآن - ج ٢

محمود بن أبي الحسن النّيسابوري

إيجاز البيان عن معاني القرآن - ج ٢

المؤلف:

محمود بن أبي الحسن النّيسابوري


المحقق: الدكتور حنيف بن حسن القاسمي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٠٢
الجزء ١ الجزء ٢

٥٢ (خاوِيَةً) : خالية ، وهي حال ، أي : انظر إليها خاوية.

وهذه البيوت بواد القرى بين المدينة والشّام (١).

٥٤ (تُبْصِرُونَ) : تعلمون أنها فاحشة فهي أعظم لذنوبكم.

وقيل : يرى ذلك بعضهم من بعض / عتوا وتمرّدا.

٥٦ (فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قالُوا) : نصب (جَوابَ) خبرا لـ «كان» ؛ لأنّ النفي أحق بالخبر (٢).

(يَتَطَهَّرُونَ) : قالوه هزءا.

والحاجز بين البحرين (٣) : المانع أن يختلطا ، وفيه دليل على إمكان كف النّار عن الحطب حتى لا تحرقه ولا تسخّنه.

٦٦ (بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الْآخِرَةِ) [تدارك] (٤) أدغمت التاء في الدال واجتلبت ألف الوصل (٥) ، والمعنى إحاطة علمهم في الآخرة بها عند مشاهدتهم وكانوا في [شك] (٦) منها. أو هو تلاحق علمهم وتساويه بالآخرة بما في العقول من وجوب جزاء الأعمال.

(بَلْ هُمْ فِي شَكٍ) من وقت ورودها ، (بَلْ هُمْ مِنْها عَمُونَ) : تاركون مع ذلك التأمل.

__________________

وانظر توجيه هذه القراءة في حجة القراءات : ٥٣٢ ، والكشف لمكي : ٢ / ١٦٣ ، والبحر المحيط : ٧ / ٨٦.

(١) في تاريخ الطبري : ١ / ٢٠٤ : «وكانت ثمود بالحجر بين الحجاز والشام إلى وادي القرى وما حوله».

وانظر هذا الموضع في معجم البلدان : ٥ / ٣٤٥ ، والروض المعطار : ٦٠٢.

(٢) معاني القرآن للزجاج : ٤ / ١٢٦.

(٣) من قوله تعالى : (وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حاجِزاً) ... [آية : ٦١].

(٤) ما بين معقوفين عن هامش الأصل ، وعن نسخة «ك» و «ج».

(٥) جاء بعده في إعراب القرآن للنحاس : ٣ / ٢١٨ : «لأنه لا يبتدأ بساكن ، فإذا وصلت سقطت ألف الوصل وكسرت اللّام لالتقاء الساكنين».

وانظر معاني القرآن للزجاج : ٤ / ١٢٨ ، والكشف لمكي : ٢ / ١٦٥.

(٦) في الأصل : «شد» ، والمثبت في النص من «ك».

١٦١

٧٢ (رَدِفَ لَكُمْ) : تبعكم ودنا منكم (١) ، واللام تقتضي زيادة تتابع واتصال مع الدنوّ حتى فسّر بـ «عجل لكم» (٢).

٨٢ (وَإِذا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ) : وجب الغضب [عليهم] (٣) ـ أو حق القول بأنهم لا يؤمنون ـ أخذوا بمبادئ العقاب بإخراج الدابّة.

وسئل ـ عليّ رضي‌الله‌عنه ـ عن دابّة الأرض فقال : والله ما لها ذنب وإنّ لها للحية (٤). وقال ابن عباس (٥) ـ رضي‌الله‌عنهما ـ : هي دابّة ذات زغب (٦) وريش تخرج من وادي تهامة (٧).

وفي الحديث (٨) : «يخرج ..........

__________________

(١) انظر غريب القرآن لليزيدي : ٢٨٨ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٢٦ ، والمفردات للراغب : ١٩٣.

(٢) أخرجه الطبري في تفسيره : ٢٠ / ١٠ عن مجاهد ، وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦ / ٣٧٥ ، وزاد نسبته إلى الفريابي ، وعبد بن حميد ، وابن أبي حاتم عن مجاهد.

وانظر معاني القرآن للزجاج : ٤ / ١٢٨ ، وتفسير الماوردي : ٣ / ٢٠٩.

(٣) المثبت عن «ك» ، وانظر هذا القول في معاني القرآن للفراء : ٢ / ٣٠٠ ، وتفسير الطبري : ٢٠ / ١٣.

(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره : ٣٩٧ (تفسير سورة النمل) ، وإسناده ضعيف ؛ لأن فيه يونس بن بكير ، وهو صدوق يخطئ ، ولعنعنة ابن إسحاق عمن روى عنه دون تصريحه بالسماع ، وهو معروف بالتدليس.

ينظر ترجمة يونس بن بكير في الجرح والتعديل : ٩ / ٢٣٦ ، والتقريب : ٦١٣.

وترجمة ابن إسحاق في التقريب : ٤٦٧.

(٥) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره : ٤٠٤ (تفسير سورة النمل) ـ بلفظ : «هي دابة ذات زغب وريش لها أربع قوائم ثم تخرج في بعض أودية تهامة».

وإسناده صحيح ورجاله ثقات.

وأورد السيوطي هذا الأثر في الدر المنثور : ٦ / ٣٨١ ، وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور ، ونعيم بن حماد ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما.

(٦) الزّغب : صغار الريش ولينه ، وقيل : هو دقاق الريش الذي لا يطول ولا يجود.

النهاية : ٢ / ٣٠٤ ، واللسان : ١ / ٤٥٠ (زغب).

(٧) تهامة ـ بالكسر ـ : سهول ممتدة تساير البحر الأحمر من الجنوب إلى الشمال.

انظر معجم ما استعجم : ١ / ١٣ ، ومعجم البلدان : ٢ / ٦٣ ، والروض المعطار : ١٤١.

(٨) هذا جزء من حديث طويل أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره : ٣٩٦ ، (تفسير سورة النمل)

١٦٢

حضر (١) الفرس الجواد ثلاثا وما خرج ثلثها بعد».

٨٧ (فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّماواتِ) : أسرع الإجابة (٢) ، (إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ) : من البهائم ومن لا ثواب له ولا عقاب.

ومن [حمله] (٣) على الفزع بمعنى الخوف كان الاستثناء للملائكة والشهداء.

وفي الحديث (٤) : «الشهداء ثنيّة الله في الخلق» : أي : استثناؤه فلا يصعقون وهم الأحياء المرزوقون.

٨٩ (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ) : أي : قال : لا إله إلّا الله (٥) ، (فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها) : أي : خيره كله منها ، لا أنّ الجنّة خير من كلمة التوحيد.

٨٨ (وَتَرَى الْجِبالَ تَحْسَبُها جامِدَةً) : أي : في يوم القيامة تجمع وتسيّر ، وكلّ شيء عظم حتى غصّ به الهواء يكون في العين [واقفا وهو سائر] (٦).

(صُنْعَ اللهِ) : مصدر ، وعامله معنى (وَتَرَى الْجِبالَ) : أي : صنع ذلك صنعا (٧).

__________________

عن علي رضي‌الله‌عنه واللفظ عنده : «لتخرج حضر الفرس ثلاثا ، وما خرج ثلثاها».

وفي إسناده الليث بن أبي سليم بن زنيم. قال عنه الحافظ ابن حجر في التقريب : ٤٦٤ : «صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك».

(١) في النهاية : ١ / ٣٩٨ : «الحضر ـ بالضم ـ : العدو ، وأحضر يحضر فهو محضر إذا عدا».

(٢) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣ / ٢١٢ ، ونقله القرطبي في تفسيره : ١٣ / ٢٤٠ عن الماوردي.

(٣) في الأصل : «حمل» ، والمثبت في النص عن «ك» و «ج».

(٤) ذكره البغوي في تفسيره : ٣ / ٤٣١ ، وهو من قول كعب الأحبار كما في غريب الحديث لابن الجوزي : ١ / ١٣٠ ، والنهاية لابن الأثير : ١ / ٢٢٥.

ونسب أيضا إلى سعيد بن جبير.

(٥) تفسير الطبري : ٢٠ / ٢٢ ، وتفسير الماوردي : ٣ / ٢١٣ ، وتفسير البغوي : ٣ / ٤٣٢.

(٦) في الأصل و «ج» : «واقفة وهي سائرة» ، وأثبت ما أشار إليه الناسخ في نسخة أخرى.

وانظر هذا المعنى في تأويل مشكل القرآن : ٤ ، وتفسير البغوي : ٣ / ٤٣٢ ، وتفسير القرطبي : ١٣ / ٢٤٢.

(٧) ينظر معاني القرآن للزجاج : ٤ / ١٣٠ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٣ / ٢٢٤ ، والبيان لابن الأنباري : ٢ / ٢٢٧.

١٦٣

ومن سورة / القصص

٤ (شِيَعاً) : فرقا ، أي : فرّق بني إسرائيل فجعلهم خولا للقبط.

٥ (وَنُرِيدُ) : واو الحال (١) ، أي : يريد فرعون أمرا في حال إرادتنا لضده. وفيه بيان أن سنتنا فيك وفي قومك كهي في موسى وفرعون.

٧ (وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى) : ألهمناها (٢) ، ويجوز رؤيا منام (٣).

(فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ) : أن يسمع جيرانك صوته (٤) ، وكان موسى ولد في عام القتل ، وهارون في عام الاستحياء ؛ إذ بنو إسرائيل تفانوا بالقتل (٥) ،

__________________

(١) قال أبو حيان في البحر المحيط : ٧ / ١٠٤ : (وَنُرِيدُ) : حكاية حال ماضية ، والجملة معطوفة على قوله : (إِنَّ فِرْعَوْنَ) ، لأن كلتيهما تفسير للبناء ، ويضعف أن يكون حالا من الضمير في (يَسْتَضْعِفُ) لاحتياجه إلى إضمار مبتدأ ، أي : ونحن نريد ، وهو ضعيف.

وإذا كانت حالا فكيف يجتمع استضعاف فرعون وإرادة المنة من الله ، ولا يمكن الاقتران».

(٢) ذكره الزجاج في معانيه : ٤ / ١٣٣ ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٣ / ٢١٦ عن ابن عباس ، وقتادة.

(٣) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣ / ٢١٦ ، وقال : «حكاه أبو عيسى» ، وأورده ابن الجوزي في زاد المسير : ٦ / ٢٠٢ عن الماوردي.

قال ابن عطية في المحرر الوجيز : ١١ / ٢٦٢ : «وجملة أمر أم موسى أنها علمت أن الذي وقع في نفسها هو من عند الله ووعد منه ، يقتضي ذلك قوله تعالى : (فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌ).

(٤) الكشاف : ٣ / ١٦٥ ، وزاد المسير : ٦ / ٢٠٢.

(٥) في اللسان : ١٥ / ١٦٤ (فنى) : «تفانى القوم قتلا : أفنى بعضهم بعضا ، وتفانوا أي أفنى بعضهم بعضا في الحرب».

١٦٤

فقالت القبط : خولنا منهم ، وقد فنيت شيوخهم موتا وأولادهم قتلا (١).

١٠ (فارِغاً) : أي : من كلّ شيء إلّا من ذكر موسى (٢) ، أو من موسى أيضا ؛ لأنّ الله أنساها ذكره ، أو ربط على قلبها وآنسه.

والربط على القلب تقويته بإلهام الصّبر (٣).

(إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ) : لما رأت الأمواج تلعب بالتابوت كادت تصيح وتقول : يا ابناه (٤).

١١ (قُصِّيهِ) : اتبعي أثره لتعلمي خبره (٥).

(عَنْ جُنُبٍ) : عن بعد وجنابة (٦). وقيل : عن جانب كأنها ليست تريده.

١٢ (وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ) : تحريم منع لا شرع (٧).

(مِنْ قَبْلُ) : من قبل أن تجيء أخته (٨). ومن أمر الله أن استخدم لموسى ـ عليه‌السلام ـ عدوّه في كفالته وهو يقتل العالم لأجله.

__________________

(١) تفسير ابن كثير : (٦ / ٢٣١ ، ٢٣٢) ، والدر المنثور : (٦ / ٣٨٩ ، ٣٩٠).

(٢) ذكره اليزيدي في غريب القرآن : ٢٨٩ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : (٢٠ / ٣٥ ، ٣٦) عن ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة ، والضحاك.

ورجحه الطبري ، وذكره البغوي في تفسيره : ٣ / ٤٣٧ ، وقال : «هذا قول أكثر المفسرين».

(٣) عن الزجاج في معاني القرآن : ٤ / ١٣٤ ، وزاد المسير : ٦ / ٢٠٥.

(٤) نص هذا القول في تفسير البغوي : ٣ / ٤٣٧ عن مقاتل.

وانظر معاني القرآن للفراء : ٢ / ٣٠٣ ، وتفسير الطبري : ٢٠ / ٣٧ ، وزاد المسير : ٦ / ٢٠٥.

(٥) معاني القرآن للفراء : ٢ / ٢٠٢ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٩٨ ، والمفردات للراغب :٤٠٤.

(٦) ورد هذا المعنى ، وكذلك القول الذي بعده في أثر ذكره الإمام البخاري عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما معلقا. انظر صحيح البخاري : ٦ / ١٨ ، كتاب التفسير ، سورة القصص ، الباب الأول.

(٧) ينظر تفسير الطبري : ٢٠ / ٤٠ ، وتفسير القرطبي : ١٣ / ٢٥٧.

(٨) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣ / ٢١٩ ، وقال : «وفي قوله : (مِنْ قَبْلُ) وجهان أحدهما : ما ذكرناه (أي من قبل مجيء أخته) ، الثاني : من قبل رده إلى أمه».

١٦٥

١٤ (وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ) : بلغ نهاية القوة وهي ثلاث وثلاثون سنة (١).

ويجوز واحد الأشدّ «شدّة» (٢) كـ «نعمة» و «أنعم» ، وشد كـ «فلس» و «أفلس» وشدّ يقال : هو «ودّي» والجمع أودّ (٣).

(وَاسْتَوى) : استحكم وانتهى شبابه ، وذلك إذا تم له أربعون (٤).

١٥ (عَلى حِينِ غَفْلَةٍ) : نصف النهار وقت القائلة.

(هذا مِنْ شِيعَتِهِ) : إسرائيلي.

(فَوَكَزَهُ مُوسى) : دفعه بجمع (٥) كفه.

(فَقَضى عَلَيْهِ) : قتله.

(هذا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ) : لأنّ الغضب من نفخ الشّيطان.

١٧ (فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً) : دخلت الفاء لأنه يدل أنه لا يكون ظهيرا لهم لما أنعم الله عليه ، فهو كجواب الجزاء في أن الثاني لأجل الأول (٦).

__________________

(١) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٢٠ / ٤٢ عن قتادة ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٣ / ٢٢٠ عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما.

(٢) قال المؤلف ـ رحمه‌الله ـ في كتابه وضح البرهان : ٢ / ١٤٨ : «والأشد لا واحد له من لفظه ، وقيل : واحده شدة ...».

وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٩٩ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٢١٥ ، واللسان : (٣ / ٢٣٥ ، ٢٣٦) (شدد).

(٣) اللسان : ٣ / ٤٤٥ (ودد).

(٤) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٢٠ / ٤٢ عن مجاهد ، وقتادة ، وابن زيد.

وانظر هذا المعنى في معاني القرآن للفراء : ٣ / ٥٢ ، والمحرر الوجيز : ١١ / ٢٧٣.

(٥) عن مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٩٩ ، وجمع الكفّ : حين تقبضها ، يقال : ضربوه بإجماعهم إذا ضربوا بأيديهم. وضربته بجمع كفي ـ بضم الجيم ـ».

وانظر الصحاح : ٣ / ١١٩٨ ، واللسان : ٨ / ٥٦ (جمع).

(٦) ينظر إعراب القرآن للنحاس : ٣ / ٢٣٢ ، وتفسير القرطبي : ١٣ / ٢٦٣ ، والبحر المحيط : ٧ / ١١٠.

١٦٦

١٨ (فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ) : أي : الإسرائيلي الذي خلصه موسى استغاث به ثانيا ، فقال له / موسى : (إِنَّكَ لَغَوِيٌ) ، أي : للقبطي (١) ، فظنّ الإسرائيليّ أنّه عناه ، فقال : تريد أن تقتلني كما قتلت [نفسا بالأمس] (٢) وسمعه القبطيّ فسعى به (٣).

٢٠ (وَجاءَ رَجُلٌ) : كان نجارا مؤمنا من آل فرعون اسمه حزبيل (٤).

٢٠ (يَأْتَمِرُونَ بِكَ) : يتشاورون في قتلك ، أي : يأمر بعضهم بعضا.

٢١ (خائِفاً يَتَرَقَّبُ) : أن يلحقه من يطلبه.

(تَذُودانِ) : غنمهما أن تقرب الماء (٥).

(يُصْدِرَ) (٦) (الرِّعاءُ) : ينصرف الرعاة ، و (يُصْدِرَ) : قريب من يصدر ؛ لأنّ الرعاة إذا صدروا فقد أصدروا ، إلّا أنّ المفعول في (يُصْدِرَ)

__________________

(١) وقيل : بل قال ذلك للإسرائيلي. ذكره الماوردي في تفسيره : ٣ / ٢٢٢ ، والبغوي في تفسيره : ٣ / ٤٤٠. ووصفه البغوي بأنه أصوب وعليه الأكثرون.

(٢) ما بين معقوفين عن «ك».

(٣) أخرج الطبري نحو هذه الرواية في تفسيره : ٢٠ / ٤٨ عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما.

وانظر تفسير الماوردي : ٣ / ٢٢٢ ، وتفسير ابن كثير : (٦ / ٢٣٥ ، ٢٣٦).

(٤) كذا في «ك» ، والذي ورد في التفاسير : «حزقيل».

ذكره الماوردي في تفسيره : ٣ / ٢٢٣ عن الضحاك ، والكلبي.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦ / ٤٠٢ وعزا إخراجه إلى ابن المنذر عن ابن جريج.

قال القرطبي في تفسيره : ١٣ / ٢٦٦ : «قال أكثر أهل التفسير : هذا الرجل هو حزقيل بن صورا مؤمن آل فرعون ، وكان ابن عم فرعون. ذكره الثعلبي».

(٥) قال ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٣٣٢ : «أي تكفان غنمهما». وحذف «الغنم اختصارا».

(٦) بفتح الياء وضم الدال ، وهي قراءة ابن عامر ، وأبي عمرو. وقرأ باقي السبعة بضم الياء وكسر الدال.

السبعة لابن مجاهد : ٤٩٢ ، والتبصرة لمكي : ٢٨٦ ، والتيسير للداني : ١٧١.

وانظر توجيه القراءتين في معاني الزجاج : ٤ / ١٣٩ ، وحجة القراءات : ٥٤٣ ، والكشف لمكي : ٢ / ١٧٣.

١٦٧

محذوف كما هو محذوف في [قوله] (١) : (لا نَسْقِي) ، و (تَذُودانِ).

٢٤ (رَبِّ إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ) : كان أدركه جوع شديد (٢).

٢٥ (نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) : ليس لفرعون سلطان بأرضنا. وكان بين مصر ومدين (٣) ثماني ليال نحو ما بين الكوفة والبصرة.

٢٦ (الْقَوِيُّ الْأَمِينُ) : قوّته سقية الماشية بدلو واحدة وحده.

وأمانته غضّ طرفه وأمره لها أن تمشي خلفه.

٢٧ (عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي) : تأجر لي ، أي : تكون أجيرا لي (٤) ، وإن كان الصداق لها ، إذ مال الولد في الإضافة للوالد ، ولأنّ القبض إليه.

٢٨ (وَكِيلٌ) : شاهد على عقدنا.

٢٩ (جَذْوَةٍ) : قطعة من النار (٥). جذوت : قطعت.

٣١ (تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌ) : انقلاب العصا حيّة دليل أن الجواهر جنس واحد ، إذ لا حال أبعد إلى الحيوان من الخشب.

٣٢ (وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ) : اضمم يدك إلى صدرك يذهب الله ما بك من فرق (٦) ، أي : لأجل الحيّة. أو هو على التوطين والتسكين

__________________

(١) عن نسخة «ج».

(٢) ينظر تفسير الطبري : (٢٠ / ٥٨ ، ٥٩) ، وتفسير الماوردي : ٣ / ٢٢٥ ، وتفسير البغوي : ٣ / ٤٤١.

(٣) مدين : بفتح أوله وسكون ثانيه ، وفتح الياء المثناة من تحت ، وآخره نون مدينة على البحر الأحمر محاذية لتبوك ، وهي مدينة شعيب عليه‌السلام.

معجم البلدان : ٥ / ٧٧ ، والروض المعطار : ٥٢٥.

(٤) هذا قول الزجاج في معانيه : ٤ / ١٤١ ، وانظر تفسير البغوي : ٣ / ٤٤٢ ، وزاد المسير : ٦ / ٢١٥ ، واللسان : ٤ / ١١ (أجر).

(٥) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٣٢ ، وتفسير الطبري : ٢٠ / ٦٩ ، والمفردات : ٩٠ ، واللسان : ١٤ / ١٣٨ (جذا).

(٦) الفرق ـ بالتحريك ـ : الخوف والفزع.

الصحاح : ٤ / ١٥٤١ ، واللسان : ١٠ / ٣٠٤ (فرق) ، والنهاية : ٣ / ٤٣٨.

١٦٨

كما يقال : ليسكن جأشك وليفرخ روعك (١).

والحكمة في تكرر هذه القصص أنّ المواعظ تكرر على الأسماع ليتقرر في الطباع. أو هو التحدي إلى الإتيان بمثله ، ولو بترديد بعض هذه القصص ، أو تسلية للنّبيّ وتحسيرا للكافرين حالا بعد حال.

٤١ (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً) : من الجعل بمعنى «الوصف» ، كقوله : جعلته رجل سوء (٢). أو ذلك في الحشر حيث يقدمون أتباعهم إلى النار.

٤٢ (مِنَ الْمَقْبُوحِينَ) : الممقوتين ، قبحه الله وقبّحه (٣).

قال عمّار لمن تناول عائشة : اسكت مقبوحا منبوحا (٤).

__________________

(١) ينظر ما سبق في تفسير البغوي : ٣ / ٤٤٥ ، والكشاف : ٣ / ١٧٥ ، والمحرر الوجيز : ١١ / ٢٩٨ ، وزاد المسير : ٦ / ٢١٩ ، وتفسير القرطبي : ١٣ / ٢٨٤.

(٢) ذكر نحوه الزمخشري في الكشاف : ٣ / ١٨٠ ، فقال : «معناه : ودعوناهم أئمة دعاة إلى النار ، وقلنا : إنهم أئمة دعاة إلى النار كما يدعى خلفاء الحق أئمة دعاة إلى الجنة ، وهو من قولك : جعله بخيلا وفاسقا إذا دعاه وقال إنه بخيل وفاسق. ويقول أهل اللغة في تفسير فسقه وبخله جعله بخيلا وفاسقا ، ومنه قوله تعالى : (وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً) اه.

وأورد الفخر الرازي نحو هذا القول في تفسيره : ٢٤ / ٢٥٤ عن الجبائي ، من أئمة المعتزلة.

وقال الفخر الرازي : «تمسك به الأصحاب في كونه ـ تعالى ـ خالقا للخير والشر».

وأورد أبو حيان في البحر : ٧ / ١٢٠ نص كلام الزمخشري ، وعقّب عليه بقوله : «وإنما فسر «جعلناهم» بمعنى : دعوناهم لا بمعنى صيّرناهم جريا على مذهبه من الاعتزال ؛ لأن في تصييرهم أئمة خلق ذلك لهم ، وعلى مذهب المعتزلة لا يجوزون ذلك من الله ولا ينسبونه إليه».

(٣) إذا جعله قبيحا.

انظر تفسير البغوي : ٣ / ٤٤٧ ، والمفردات للراغب : ٣٩٠ ، وتفسير القرطبي : ١٣ / ٢٩٠.

(٤) أي : مبعدا ، وانظر قول عمار رضي‌الله‌عنه في الفائق : ٣ / ٤٠٢ ، وغريب الحديث لابن الجوزي : ٢ / ٢١٥ ، والنهاية : ٤ / ٣.

١٦٩

[٧٤ / ب] ٤٨ ساحران (١) تظاهرا / : هما موسى ومحمد (٢) عليهما‌السلام ، وذلك حين بعث أهل مكة إلى يهود مدينة فأخبروه بنعته وأوان مبعثه من كتابهم ، و (سِحْرانِ) : التوراة والقرآن (٣).

٤٩ (هُوَ أَهْدى مِنْهُما) : من كتابي موسى ومحمد عليهما‌السلام.

٥١ (وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ) : في الخبر عن أمر الدنيا والآخرة (٤).

وقيل (٥) : بما أهلكنا من القرون قبلهم ليتذكروا.

٥٢ (بِهِ يُؤْمِنُونَ) : بالقرآن (٦).

٥٤ (مَرَّتَيْنِ) : أي : بإيمانهم بالكتاب قبل محمد وبالإيمان بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٥٥ (سَلامٌ عَلَيْكُمْ) : بيننا وبينكم المتاركة والتسليم.

٦١ (مِنَ الْمُحْضَرِينَ) : للجزاء أو إلى النار (٧).

__________________

(١) هذه قراءة نافع ، وابن كثير ، وأبي عمرو ، وابن عامر ، وقرأ عاصم ، وحمزة ، والكسائي (سِحْرانِ) بدون ألف قبل الحاء.

ينظر السبعة لابن مجاهد : ٤٩٥ ، والتبصرة لمكي : ٢٨٧ ، والتيسير للداني : ١٧٢.

(٢) معاني القرآن للفراء : ٢ / ٣٠٦ ، وتفسير الطبري : (٢٠ / ٨٣ ، ٨٤) ، ومعاني الزجاج : ٤ / ١٤٨ ، والكشف لمكي : ٢ / ١٧٥.

(٣) معاني القرآن للفراء : ٢ / ٣٠٦ ، وتفسير الطبري : ٢٠ / ٨٤ ، وتفسير الماوردي : ٣ / ٢٣١ ، وحجة القراءات : ٥٤٧.

(٤) أخرج الطبري نحو هذا القول في تفسيره : ٢٠ / ٨٨ عن ابن زيد.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٣ / ٢٣١ ، والبغوي في تفسيره : ٣ / ٤٤٩ عن ابن زيد أيضا.

(٥) أخرجه الطبري في تفسيره : ٢٠ / ٨٨ عن قتادة ، وانظر هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٤ / ١٤٨ ، وتفسير الماوردي : ٣ / ٢٣١ ، وتفسير القرطبي : ١٣ / ٢٩٦.

(٦) ذكره الطبري في تفسيره : ٢٠ / ٨٨ ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٣ / ٢٣٢ عن يحيى بن سلام.

وانظر تفسير البغوي : ٣ / ٤٤٩.

(٧) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٣٣٤ ، وأخرجه الطبري في تفسيره : ٢٠ / ٩٧ عن قتادة ، ومجاهد.

وانظر تفسير الماوردي : ٣ / ٢٣٥ ، وتفسير البغوي : ٣ / ٤٥١.

١٧٠

٦٨ (وَيَخْتارُ ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ) : أي : الذي هو خير (١) لهم.

ويجوز نفيا (٢) ، أي : ما كان لهم الخيرة على الله وله الخيرة عليهم.

٧٦ (إِنَّ قارُونَ كانَ مِنْ قَوْمِ مُوسى) : كان ابن أخته (٣).

بغى عليه (٤) : طلب العلو بغير حق.

(لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ) : يثقلها حتى تمليها كأنه لتميل (٥) بالعصبة من الثقل.

ناء : مال ، والنّوء : الكوكب ، مال عن العين عند الغروب (٦).

(لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ) : البطرين (٧).

__________________

(١) تكون «ما» على هذا المعنى موصولة.

ذكره الزجاج في معانيه : ٤ / ١٢٥ ، والنحاس في إعراب القرآن : ٣ / ٢٤١ ، والزمخشري في الكشاف : ٣ / ١٨٨ ، وأبو حيان في البحر المحيط : ٧ / ١٢٩ ، وهو اختيار الطبري في تفسيره : ٢٠ / ١٠٠.

(٢) رجحه الزجاج في معانيه : (٤ / ١٥١ ، ١٥٢) ، وانظر هذا القول في البيان لابن الأنباري : ٢ / ٢٣٥ ، والتبيان للعكبري : ٢ / ١٠٢٤ ، والبحر المحيط : ٧ / ١٢٩.

(٣) كذا في «ك» ، ولم أقف على هذا القول ، والذي ورد في التفاسير أنه ابن أخيه ، فلعله تصحف هنا.

قال ابن عطية في المحرر الوجيز : ١١ / ٣٢٩ : «واختلف الناس في قرابة قارون لموسى عليه‌السلام ، فقال ابن إسحاق : هو عمه. وقال ابن جريج ، وإبراهيم النخعي : هو ابن عمه ، وهذا أشهر ، وقيل : ابن خالته ، فهو بإجماع رجل من بني إسرائيل ، كان ممن آمن بموسى ، وحفظ التوراة ، وكان من أقرأ الناس لها ، وكان عند موسى عليه‌السلام من عبّاد المؤمنين ، ثم لحقه الزهو والإعجاب ...».

وانظر الاختلاف في قرابته لموسى عليه‌السلام في تفسير الطبري : ٢٠ / ١٠٥ ، وتفسير البغوي : ٣ / ٤٥٤ ، وتفسير ابن كثير : ٦ / ٢٦٣.

(٤) يريد قوله تعالى : (فَبَغى عَلَيْهِمْ) [آية : ٧٦].

(٥) في «ج» : تميل.

(٦) الصحاح : ١ / ٧٩ ، واللسان : ١ / ١٧٦ (نوا).

(٧) غريب القرآن لليزيدي : ٢٩٣ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٣٥ ، وتفسير الطبري : ٢٠ / ١١١ ، وتفسير القرطبي : ١٣ / ٣١٣.

١٧١

٧٩ (فِي زِينَتِهِ) : في موكبه على بغلة شهباء بمركب ذهب في لباس أرجواني (١).

٨١ (فَخَسَفْنا بِهِ) : قال موسى : يا أرض خذيه فابتلعته ، فقيل : أهلكه ليرثه ، فخسف بداره (٢).

٨٢ (وَيْكَأَنَّ اللهَ) : قيل : «وي» مفصول ، وهو اسم سمّي به الفعل ، أي : أعجب ، ثم ابتدأ وقال : «كأن الله يبسط» (٣).

وقيل (٤) : بأنه «ويك بأنّ الله» فحذفت الباء ، ومعناه : ألم تر؟ أو ألم تعلم؟ أو معناه : «ويح» أو «ويلك» (٥) ، ومعنى الجميع التنبيه.

٨٥ (فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ) : أنزل على لسانك فرائضه (٦) ، أو فرض العمل به (٧) أو حملك تبليغه (٨).

__________________

(١) أخرج نحوه الطبري في تفسيره : ٢٠ / ١١٥ ، عن ابن جريج ، والحسن.

ونقله البغوي في تفسيره : ٣ / ٤٥٥ عن مقاتل ، وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير : ٦ / ٢٤٣ إلى وهب بن منبه.

قال الزجاج في معاني القرآن : ٤ / ١٥٦ : «الأرجوان في اللغة صبغ أحمر».

(٢) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره : ٣ / ٢٤٠ عن مقاتل ، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير : ٣ / ٢٤٥ ، والقرطبي في تفسيره : ١٣ / ٣١٧.

(٣) هذا قول الخليل في كتابه : العين ٨ / ٤٤٣ ، وهو عن الخليل أيضا في الكتاب لسيبويه : ٢ / ١٥٤ ، وتأويل مشكل القرآن : ٥٢٦ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٤ / ١٥٧ ، وصحح الزجاج هذا القول.

(٤) انظر هذا القول في الكتاب لسيبويه : ٢ / ١٥٤ ، ومعاني الأخفش : ٢ / ٦٥٤ ، وتفسير الطبري : ٢٠ / ١٢٠ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٤ / ١٥٦ ، والبحر المحيط : ٧ / ١٣٥.

(٥) ذكره الخليل في العين : ٨ / ٤٤٢. وانظر معاني القرآن للفراء : ٢ / ٣١٢ ، ومعاني الزجاج : ٤ / ١٥٦ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٣ / ٢٤٤.

(٦) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣ / ٢٤١ عن ابن بحر.

(٧) ذكره ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٣٣٦ ، والزجاج في معانيه : ٤ / ١٥٧ ، وأورده الماوردي في تفسيره : ٣ / ٢٤١ ، وقال : «حكاه النقاش».

ونقله البغوي في تفسيره : ٣ / ٤٥٨ عن عطاء.

(٨) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣ / ٢٤١ ، وقال : «حكاه ابن شجرة».

١٧٢

(لَرادُّكَ إِلى مَعادٍ) : مكة (١). نزلت بـ «الجحفة» حين عسف (٢) به الطريق إليها فحنّ.

٨٨ (إِلَّا وَجْهَهُ) : إلّا ما أريد به وجهه (٣).

__________________

(١) ورد هذا القول في أثر أخرجه الإمام البخاري في صحيحه : ٦ / ١٨ ، كتاب التفسير ، باب (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ) عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما.

وانظر هذا القول في تفسير الطبري : ٢٠ / ١٢٥ ، وتفسير الماوردي : ٣ / ٢٤١ ، وتفسير ابن كثير : ٦ / ٢٧٠.

(٢) قال ابن الأثير في النهاية : ٣ / ٢٣٧ : «العسف في الأصل : أن يؤخذ المسافر على غير طريق ولا جادة ولا علم».

وفي الصحاح : ٤ / ١٤٠٣ (عسف) : «العسف : الأخذ على غير الطريق».

(٣) ذكره الإمام البخاري في صحيحه : ٦ / ١٧ ، كتاب التفسير ، تفسير سورة القصص.

وذكره الطبري في تفسيره : ٣ / ١٢٧ ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٣ / ٢٤٢ عن سفيان الثوري ، وأورده ابن الجوزي في تفسيره : ٦ / ٢٥٢ ، وقال : «رواه عطاء عن ابن عباس ، وبه قال الثوري».

١٧٣

ومن سورة العنكبوت

٢ (أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا) : موضع (أَنْ) نصب بمعنى : لأن يقولوا ، أو على البدل من (أَنْ) الأولى فيعمل فيه «حسب» (١).

(وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ) : بالأوامر والنواهي (٢) ، أو في أموالهم وأنفسهم (٣).

٣ (فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ) : يظهرنّه ويميّزنّه ، أو يعلمه كائنا واقعا.

[٧٥ / أ] ٤ (أَنْ يَسْبِقُونا) : يفوتونا فوت السابق لغيره (٤) /.

٥ (مَنْ كانَ يَرْجُوا) : (... مَنْ) رفع بالابتداء ، و (كانَ) خبره ، وجواب الجزاء (فَإِنَ) ، كقولك : إن كان زيد في الدار فقد صدق الوعد.

٧ (وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ) : هو طاعتهم لله فلا شيء أحسن منه.

١٠ (جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذابِ اللهِ) : في قوم من مكة أسلموا ، فلما فتنوا وأوذوا ارتدّوا (٥).

__________________

(١) عن معاني القرآن للزجاج : (٤ / ١٥٩ ، ١٦٠) ، وانظر معاني القرآن للفراء : ٢ / ٣١٤ ، وتفسير الطبري : ٢٠ / ١٢٨ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٣ / ٢٤٧ ، والبحر المحيط : ٧ / ١٣٩.

(٢) ذكره البغوي في تفسيره : ٣ / ٤٦٠ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٦ / ٢٥٥ دون عزو.

(٣) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٢٠ / ١٢٨ عن مجاهد. ونقله الماوردي في تفسيره : ٣ / ٢٤٣ ، عن مجاهد أيضا. وانظر معاني القرآن للزجاج : ٤ / ١٥٩.

(٤) تفسير الطبري : ٢٠ / ١٣٠ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٤ / ١٦٠ ، وزاد المسير : ٦ / ٢٥٦.

(٥) أخرجه الطبري في تفسيره : ٢٠ / ١٣٣ عن الضحاك ، ونقله الواحدي في أسباب النزول : ٣٩٦ عن الضحاك أيضا.

وانظر الدر المنثور : ٦ / ٤٥٣.

١٧٤

١٢ (وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ) : أي : اكفروا ، فإن كان عليكم شيء فهو علينا.

١٣ (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ) : أي : أثقال إضلالهم مع أثقال ضلالهم (١) ، أو هي أوزار السنن الجائرة (٢).

٢٠ (يُنْشِئُ النَّشْأَةَ) : أي : ينشئ الخلق فينشئون. وقريء (النشاءة) (٣).

٢١ (يُعَذِّبُ مَنْ يَشاءُ) : بالانقطاع إلى الدنيا (٤). وقيل (٥) : بسوء الخلق.

٢٢ (وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي السَّماءِ) : لو كنتم فيها (٦) ،

__________________

(١) ذكره الطبري في تفسيره : ٢٠ / ١٣٥ ، وأخرج نحو هذا القول عن ابن زيد.

وقال البغوي في تفسيره : ٣ / ٤٦٣ : «نظيره قوله عزوجل : (لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلا ساءَ ما يَزِرُونَ) [النحل : ٢٥].

(٢) نص هذا القول في تفسير الماوردي : ٣ / ٢٤٥ ، ويدل عليه الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه : ٤ / ٢٦٧٤ ، كتاب العلم ، باب «من سن سنة حسنة أو سيئة» عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه ، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ومن دعا إلى ضلالة ، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه ، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا».

(٣) هذه قراءة أبي عمرو ، وابن كثير كما في السبعة لابن مجاهد : ٤٩٨ ، والتبصرة لمكي : ٢٨٩ ، والتيسير للداني : ١٧٣.

وقال مكي في الكشف : ٢ / ١٧٨ : «والنشاءة ـ بالمد ـ هو المصدر كالإعطاء ، يدل على المدّة الثانية في الخلق كالكرة الثانية ، فهو مصدر صدر من غير لفظ (ينشئ) ، ولو صدر عن لفظ (ينشى) لقال : الإنشاءة الآخرة ، والتقدير فيه : ثم الله ينشئ الأموات ، فينشئون النشأة الآخرة ، فهو مثل قوله : (وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً) [آل عمران : ٣٧] ...».

(٤) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣ / ٢٤٦.

(٥) المصدر السابق.

(٦) ذكره الطبري في تفسيره : ٢٠ / ١٤٠ ، والزجاج في معانيه : ٤ / ١٦٥.

وانظر تفسير البغوي : ٣ / ٤٦٤ ، والمحرر الوجيز : ١١ / ٣٧٥.

١٧٥

أو هو على تقدير : ولا من في السماء (١).

٢٦ (مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي) : خارج عن جملة الظالمين على جهة الهجر لهم إلى حيث أمرني ربي ، وقد كان هاجر من «كوثى» (٢) قرية بسواد الكوفة إلى الشّام.

٢٥ (مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ) : أي : الآلهة التي اتخذتموها من دونه تتوادّون بها في الدنيا وتتبرأون منها يوم القيامة ، فتكون (مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ) مبتدأ (٣) ، والخبر (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا) ، أي : مودّة بينكم بسببها كائنة في الدنيا ثم ينقطع يوم القيامة.

٢٩ (وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ) : أي : سبيل الولد برفض النساء (٤).

٣٢ (مِنَ الْغابِرِينَ) : الباقين في العذاب.

__________________

(١) ذكره الفراء في معاني القرآن : ٢ / ٣١٥ ، ثم قال : «وهو من غامض العربية ، للضمير الذي لم يظهر في الثاني».

قال أبو حيان في البحر : ٧ / ٢٤٧ : «وهذا عند البصريين لا يكون إلا في الشعر ؛ لأن فيه حذف الموصول وإبقاء صلته».

وانظر القول الذي أورده المؤلف ـ رحمه‌الله ـ في تأويل مشكل القرآن لابن قتيبة : ٢١٧ ، وتفسير الطبري : ٢٠ / ١٣٩ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٤ / ١٦٥ ، والمحرر الوجيز : ١١ / ٣٧٥.

(٢) كوثى ـ بالضم ثم السكون ، والثاء مثلثة ، وألف مقصورة.

كذا ضبطه ياقوت في معجم البلدان : ٤ / ٤٨٧.

وانظر هذا الموضع في معجم ما استعجم : ٤ / ١١٣٨ ، والروض المعطار : ٥٠٣.

أما السواد فسمي بذلك لسواده بالزروع والنخيل والأشجار.

معجم البلدان : ٣ / ٢٧٢.

(٣) على قراءة أبي عمرو ، والكسائي ، وابن كثير برفع «مودة».

انظر السبعة لابن مجاهد : ٤٩٩ ، والتيسير للداني : ١٧٣ ، والكشف لمكي : ٢ / ١٧٨ ، وحجة القراءات : ٥٥٠ ، والتبيان للعكبري : ٢ / ١٠٣١.

(٤) ذكره الفراء في معانيه : ٢ / ٣١٦ ، وانظر معاني القرآن للزجاج : ٢ / ١٦٨ ، وتفسير الماوردي : ٢ / ٢٤٧ ، والمحرر الوجيز : ١١ / ٣٨٣ ، وزاد المسير : ٦ / ٢٦٨.

١٧٦

٣٨ (وَكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ) : عقلاء ذوي بصائر (١) ، أو مستبصرين في ضلالتهم معجبين بها (٢).

٤١ (لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ) : إذ لا يكنّ (٣) من حرّ أو برد ولا يحصّن عن طالب.

٤٥ (وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ) : أي : ذكر الله لكم بالرحمة أكبر من ذكركم له بالثناء (٤) ، أو ذكركم الله أفضل من جميع عملكم.

٤٦ (إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) : أي : في إيراد الحجة من غير سباب واضطراب.

(إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ) : أي : منع الجزية وقاتل (٥) ، أو أقام على الكفر بعد أن حجّ وألزم (٦).

٤٩ (بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ) : أي : حفظ القرآن وحفظ الكتاب

__________________

(١) هذا قول الفراء في معانيه : ٢ / ٣١٧ ، ونقله البغوي في تفسيره : ٣ / ٤٦٧ عن الفراء أيضا ، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير : ٦ / ٢٧٢ ، والقرطبي في تفسيره : ١٣ / ٣٤٤.

(٢) نص هذا القول في تفسير القرطبي : ٢٠ / ١٥٠ ، ونقله البغوي في تفسيره : ٣ / ٤٦٧ عن قتادة ، ومقاتل ، والكلبي.

(٣) أي : لا يفي ولا يصون.

الصحاح : ٦ / ٢١٨٨ ، واللسان : ١٣ / ٣٦١ (كنن).

(٤) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (٢٠ / ١٥٦ ، ١٥٧) عن ابن عباس ، ومجاهد ، وعكرمة.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦ / ٤٦٦ ، وعزا إخراجه إلى ابن السّني ، وابن مردويه ، والديلمي عن ابن عمر مرفوعا.

قال الحافظ ابن كثير في تفسيره : ٦ / ٢٩٢ : «روي هذا من غير وجه عن ابن عباس ، وروي أيضا عن ابن مسعود ، وأبي الدرداء ، وسلمان الفارسي وغيرهم».

(٥) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٢١ / ١ عن مجاهد ، وأورده السيوطي في الدر المنثور : (٦ / ٤٦٨ ، ٤٦٩) ، وزاد نسبته إلى الفريابي ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن مجاهد أيضا.

(٦) ذكره الطبري في تفسيره : ٢١ / ٢ ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٣ / ٢٤٩ عن ابن زيد.

١٧٧

بتمامه لهذه الأمّة (١).

[٧٥ / ب] وفي الحديث (٢) : «أنا جيلهم في / صدورهم وقرابينهم من نفوسهم».

٥٦ (فَإِيَّايَ) : الفاء للجزاء ، بتقدير : إن ضاق بكم موضع فإيّاي فاعبدون ، لأنّ أرضي واسعة (٣).

٦٠ (وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ) : لما أمروا بالهجرة قالوا : ليس لنا بالمدينة منازل ولا أموال (٤).

(لا تَحْمِلُ رِزْقَهَا) : لا تدّخر (٥).

٦٦ (لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ) : على الوعيد ، كقوله (٦) : (فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ).

__________________

(١) ذكره الطبري في تفسيره : ٢١ / ٦ ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٣ / ٢٥٠ ، والبغوي في تفسيره : ٣ / ٤٧١ عن الحسن.

(٢) ورد نحو هذا القول في حديث طويل أخرجه أبو نعيم في دلائل النبوة : ١ / ٧٧ ـ ٧٩ عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه مرفوعا وفي إسناده سهيل بن أبي صالح.

قال أبو نعيم : «وهذا الحديث من غرائب حديث سهيل ، لا أعلم أحدا رواه مرفوعا إلا من هذا الوجه ، تفرد به الربيع بن النعمان وبغيره من الأحاديث عن سهيل ، وفيه لين».

والحديث بلفظ : «أناجيلهم في صدورهم يصفون للصلاة كما يصفون للقتال ، قربانهم الذي يتقربون به إليّ دماؤهم ، رهبان بالليل ليوث بالنهار».

في معجم الطبراني : ١٠ / ١١٠ حديث رقم (١٠٠٤٦) ، وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد : ٨ / ٢٧٤ وقال : رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم.

(٣) ينظر معاني القرآن للزجاج : (٤ / ١٧٢ ، ١٧٣) ، والكشاف : ٣ / ٢١٠ ، والبحر المحيط : ٧ / ١٥٧.

(٤) نقله الماوردي في تفسيره : ٣ / ٢٥٣ عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما ، وكذا القرطبي في تفسيره : ١٣ / ٣٦٠.

(٥) معاني القرآن للفراء : ٢ / ٣١٨ ، وتفسير الطبري : ٢١ / ١١ ، ومعاني الزجاج : ٤ / ١٧٣ ، وتفسير القرطبي : ١٣ / ٣٥٩.

(٦) سورة الكهف : آية : ٢٩.

١٧٨

ومن سورة الروم

٢ (غُلِبَتِ الرُّومُ) : غلبتهم الفرس في زمن «أنو شروان» (١) ، فأخبر الله رسوله أنّ الروم ستدال (٢) على فارس فغلبوهم عام الحديبية (٣).

٣ (فِي أَدْنَى الْأَرْضِ) : في الجزيرة (٤) ، وهي أقرب أرض الروم إلى فارس.

٤ ، ٥ (وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللهِ) : الروم على فارس لتصديق الوعد.

أو لأنّ ضعف فارس قوة العرب (٥).

٧ (يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا) : أي : عمرانها (٦) ، متى يزرعون

__________________

(١) ذكر السهيلي في التعريف والإعلام : ١٣٤ أن كسرى الفرس حين غلبوا الروم كان أبرويز بن هرمز بن أنو شروان.

وذكر الطبري في تاريخه : ٢ / ١٥٤ أن مولد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان في عهد أنو شروان ، وأنه مات وعمر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ست سنوات.

وانظر أخباره في تاريخ الطبري : (٢ / ٩٨ ، ١٥٤ ، ١٧٢) ، والمعارف لابن قتيبة : ٦٦٣.

(٢) في «ك» : «ستبدل» ، وفي «ج» : «يدال».

(٣) ذكره الماوردي في تفسيره : ٣ / ٢٥٦ ، وانظر زاد المسير : ٦ / ٢٨٩ ، وتفسير القرطبي : ١٤ / ٤.

(٤) الجزيرة : موضع بين العراق والشام ، ويطلق على البلاد العليا التي ما بين النهرين الجزيرة.

معجم ما استعجم : ٢ / ٣٨١ ، ومعجم البلدان ، ٢ / ١٣٤ ، وبلدان الخلافة الشرقية : ٤٠.

(٥) عن تفسير الماوردي : ٣ / ٢٥٧ ، وانظر تفسير الطبري : ٢١ / ١٧ ، وتفسير البغوي : (٣ / ٤٧٥ ، ٤٧٦).

(٦) أخرج عبد الرزاق نحو هذا القول في تفسيره : ٢ / ١٠٢ عن قتادة.

وأخرجه الطبري في تفسيره : ٢١ / ٢٢ عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما.

١٧٩

ويحصدون ، وكيف يبنون ، ومن أين يعيشون.

٨ (إِلَّا بِالْحَقِ) : إلّا بالعدل ، أو إلّا للحق ، أي : لإقامة الحق (١).

١٠ (السُّواى) : أي : النّار (٢).

١٥ (يُحْبَرُونَ) : يسرّون (٣). والحبرة كل نعمة حسنة (٤).

١٧ (فَسُبْحانَ اللهِ) : سبحوا الله في هذه الأوقات ، وهو مصدر عقيم بمعنى تسبيح الله وتنزيهه.

٢١ (مِنْ أَنْفُسِكُمْ) : من شكل أنفسكم.

(لِتَسْكُنُوا إِلَيْها) : سكون أنس إذا كانت من جنسها.

٢٤ (وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ) : تقديره : ومن آياته البرق يريكم ، أو آية يريكم البرق فيها (٥).

__________________

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٦ / ٤٨٤ ، وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم عن ابن عباس.

(١) عن معاني القرآن للزجاج : ٤ / ١٧٨ ، وانظر تفسير الطبري : ٢١ / ٢٤ ، وتفسير الماوردي : ٣ / ٢٥٨ ، وتفسير البغوي : ٣ / ٤٧٨.

(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٢١ / ٢٥ عن قتادة ، وذكره الفراء في معانيه : ٢ / ٣٢٢.

وانظر هذا القول في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٤٠ ، ومعاني الزجاج : ٤ / ١٧٩ ، وتفسير القرطبي : ١٤ / ١٠.

(٣) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ١٢٠ ، وغريب القرآن لليزيدي : ٢٩٧ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٣٤٠ ، وتفسير الطبري : ٢١ / ٢٧.

(٤) هذا قول الزجاج في معانيه : ٤ / ١٨٠ ، وانظر المحرر الوجيز : ١١ / ٤٣٦ ، وزاد المسير : ٦ / ٢٩٣ ، واللسان : ٤ / ١٥٨ (حبر).

(٥) جاء في وضح البرهان : (٢ / ١٦٦ ، ١٦٧) : «ولم يجيء «أن» في (يُرِيكُمُ الْبَرْقَ) لأنه عطف على (وَمِنْ آياتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ) فكان المعطوف بمعنى المصدر ، ليكون عطف اسم على اسم. وقيل : تقديره : ويريكم البرق خوفا وطمعا من آياته ، فيكون عطف جملة على جملة» اه.

وانظر تفسير الطبري : ٢١ / ٣٣ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٤ / ١٨٢ ، والبيان لابن الأنباري : ٢ / ٢٥٠.

١٨٠