إيجاز البيان عن معاني القرآن - ج ٢

محمود بن أبي الحسن النّيسابوري

إيجاز البيان عن معاني القرآن - ج ٢

المؤلف:

محمود بن أبي الحسن النّيسابوري


المحقق: الدكتور حنيف بن حسن القاسمي
الموضوع : القرآن وعلومه
الناشر: دار الغرب الإسلامي ـ بيروت
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٠٢
الجزء ١ الجزء ٢

(وَآتُوهُمْ ما أَنْفَقُوا) أي : من المهور ووجب بالشّرط (١) ، ثم نسخ.

١١ (فَعاقَبْتُمْ) : غزوتم بعقب ما يغزونكم فغنمتم (٢) ، له معنيان وفيه لغتان (٣) : عاقب وعقّب وأحد المعنيين من المعاقبة المناوبة ، والثاني من الإصابة في العاقبة سبيا واغتناما (٤).

١٢ (يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَ) ما تلقطه المرأة بيدها من لقيط فتلحقه بالزوج (٥).

(وَأَرْجُلِهِنَ) ما تلحقه به من الزنا (٦).

__________________

عباس بغير سند».

(١) أي بشرط إرجاع من يفد من الكفار إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو أحد شروط صلح الحديبية.

قال الماوردي في تفسيره : ٤ / ٢٢٤ : «فنسخ الله ردهن من العقد ومنع منه ، وأبقاه من الرجال على ما كان ، وهذا يدل على أن للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يجتهد برأيه في الأحكام ، ولكن لا يقره الله تعالى على خطأ.

وقالت طائفة من أهل العلم : لم يشترط ردهن في العقد لفظا ، وإنما أطلق العقد في رد من أسلم ، فكان ظاهر العموم اشتماله عليهن مع الرجال ، فبين الله خروجهن عن العموم ، وفرّق بينهن وبين الرجال لأمرين :

أحدهما : أنهن ذوات فروج يحرمن عليهم.

الثاني : أنهن أرأف قلوبا وأسرع تقلبا منهم» اه ـ.

(٢) عن معاني القرآن للزجاج : ٥ / ١٦٠ ، وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٦٢.

(٣) وهما قراءتان ، (فَعاقَبْتُمْ) وعليها القراء السبعة ، و «عقبتم» بتشديد القاف بغير ألف وتنسب هذه القراءة إلى علقمة ، والنخعي ، والأعرج ، والحسن ، ومجاهد ، وعكرمة.

ينظر إعراب القرآن للنحاس : ٤ / ٤١٦ ، وتفسير القرطبي : ١٨ / ٦٩ ، والبحر المحيط : ٨ / ٢٥٧.

(٤) ينظر ما سبق في تفسير الطبري : (٢٨ / ٧٥ ، ٧٦) ، ومعاني الزجاج : ٥ / ١٦٠ ، وتفسير الماوردي : ٤ / ٢٢٧ ، والمفردات للراغب : ٣٤٠ ، واللسان : (١ / ٦١٩ (عقب).

(٥) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبري في تفسيره : ٢٨ / ٧٧ عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٨ / ١٤١ ، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه عن ابن عباس.

(٦) ذكره الماوردي في تفسيره : ٤ / ٢٢٨.

٣٤١

١٣ (لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ) أي : اليهود (١).

(قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَما يَئِسَ الْكُفَّارُ) ممن مات كافرا وصار إلى القبر.

سورة الصف

٤ (مَرْصُوصٌ) : مكتنز ملتصق بعضه ببعض كأنها رصّ بالرصاص (٢).

١٢ (وَأُخْرى تُحِبُّونَها) جرّ الموضع عطفا على (تِجارَةٍ) (٣) أو رفع بتقدير : ولكم تجارة أخرى (٤).

سورة الجمعة

٢ (بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ) ليوافق ما تقدمت به البشارة ، ولئلا يتوهّم الاستعانة بالكتب وليشاكل حال الأمة التي بعث فيها وذلك أقرب إلى مساواته لو أمكنهم.

__________________

(١) تفسير الطبري : ٢٨ / ٨١ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٥ / ١٦١ ، وتفسير الماوردي : ٤ / ٢٢٩ ، وتفسير البغوي : ٤ / ٣٣٦.

(٢) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٦٤ ، وتفسير الطبري : ٢٨ / ٨٦ ، ومعاني الزجاج : ٥ / ١٦٤ ، والمفردات للراغب : ١٩٦.

(٣) من قوله تعالى : (هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى تِجارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) [آية : ١٠] ، وهذا الوجه في إعراب (وأخرى) قول الأخفش في معانيه : ٢ / ٧٠٨ ، وإعراب القرآن للنحاس : (٤ / ٤٢٢ ، ٤٢٣).

(٤) هذا قول الفراء في معانيه : ٣ / ١٥٤ ، ووصفه النحاس في إعراب القرآن : ٤ / ٤٢٣ بأنه أصح من قول الأخفش ، فقال : «يدل على ذلك : (نَصْرٌ مِنَ اللهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ) بالرفع ولم يخفضا ، وعلى قول الأخفش الرفع بإضمار مبتدأ (وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ) ، أي : بالنصر والفتح».

وانظر تفسير الطبري : ٢٨ / ٩٠ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٥ / ١٦٦ ، والتبيان للعكبري :٢ / ١٢٢١.

٣٤٢

٣ (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ) أي : ويعلم آخرين. أو ويزكي آخرين ، وهم العجم (١).

(لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ) : لم يدركوهم. قال عليه‌السلام (٢) : «رأيت غنما سودا تتبعها غنم عفر (٣) فقال أبو بكر : تلك العجم تتبع العرب فقال : كذلك عبّرها لي الملك».

٥ (أَسْفاراً) : كتبا. واحدها «سفر» (٤).

١١ (انْفَضُّوا) : أقبل عير ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الخطبة. فذهبوا نحوها (٥).

و «اللهو» : طبل يضرب إذا وردت العير.

(وَاللهُ خَيْرُ الرَّازِقِينَ) لا يفوتهم رزق الله بترك البيع.

__________________

(١) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٢٨ / ٩٥ عن مجاهد.

وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي‌الله‌عنه قال : كنا جلوسا عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأنزلت عليه سورة الجمعة (وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ) قال : قلت : من هم يا رسول الله؟ فلم يراجعه حتى سأل ثلاثا وفينا سلمان الفارسي ـ وضع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يده على سلمان ثم قال : لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال ، أو رجل من هؤلاء».

صحيح البخاري : ٦ / ٦٣ ، كتاب التفسير ، تفسير سورة الجمعة.

وصحيح مسلم : (٤ / ١٩٧٢ ، ١٩٧٣) كتاب فضائل الصحابة ، باب «فضل فارس».

(٢) أخرجه الحاكم في المستدرك : ٤ / ٣٩٥ كتاب تعبير الرؤية ، وسكت عنه الحاكم ، وكذا الذهبي ، وأورده الماوردي في تفسيره : ٤ / ٢٣٥ ، والقرطبي في تفسيره : ١٨ / ٩٣.

(٣) العفرة : البياض غير الناصع.

النهاية : ٣ / ٢٦١ ، واللسان : ٤ / ٥٨٥ (عفر).

(٤) معاني القرآن للفراء : ٣ / ١٥٥ ، ومجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٢٥٨ ، وتفسير الطبري : ٢٨ / ٩٧ ، والمفردات للراغب : ٢٣٣.

(٥) ينظر سبب نزول هذه الآية في صحيح البخاري : ٦ / ٦٣ ، كتاب التفسير ، تفسير سورة الجمعة».

وصحيح مسلم : ٢ / ٥٩٠ ، كتاب الجمعة ، باب في قوله تعالى : (وَإِذا رَأَوْا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِماً).

وتفسير الطبري : (٢٨ / ١٠٣ ، ١٠٤) ، وأسباب النزول للواحدي : ٤٩٣.

٣٤٣

سورة المنافقين

٤ (كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ) في سكوتهم عن الحق وجمودهم عن الهدى ، أشباح بلا أرواح وأجسام بلا أحلام. وفي الحديث (١) في ذكرهم : «خشب باللّيل صخب (٢) بالنّهار».

(قاتَلَهُمُ اللهُ) أحلهم محلّ من يقاتله عدو قاهر له.

٥ (لَوَّوْا رُؤُسَهُمْ) : كثّروا تحريكها استهزاء (٣).

١٠ (فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ) : «أكن» عطف على موضع (فَأَصَّدَّقَ) وهو مجزوم [٩٩ / أ] لو لا الفاء ، لأن (لَوْ لا / أَخَّرْتَنِي) بمنزلة الأمر وبمعنى الشرط (٤).

سورة التغابن

٩ (ذلِكَ يَوْمُ التَّغابُنِ) لأن الله أخفاه (٥). والغبن : الإخفاء (٦) ، ومغابن الجسد ما يخفى عن العين ، والغبن في البيع لخفائه على صاحبه. أو هو من إخفاء أمر المؤمن على الكافر ، فالكافر أو الظالم يظن أنه غبن المؤمن بنعيم الدنيا والمظلوم بما نقصه ، وقد غبنهما المؤمن والمظلوم على الحقيقة بنعيم الآخرة وجزائها.

١٤ (وَأَوْلادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ) كانوا يمنعونهم من الهجرة (٧).

__________________

(١) أخرجه الإمام أحمد في مسنده : ٢ / ٢٩٣ ، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه مرفوعا.

(٢) قال ابن الأثير في النهاية : ٣ / ١٤ : «أي : صياحون فيه ومتجادلون».

(٣) ينظر معاني القرآن للفراء : ٣ / ١٥٩ ، وتفسير الطبري : ٢٨ / ١٠٨ ، وتفسير القرطبي : ١٨ / ١٢٦.

(٤) معاني القرآن للزجاج : ٥ / ١٧٨ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٤ / ٤٣٦ ، والتبيان للعكبري : ٢ / ١٢٢٥.

(٥) ذكره الماوردي في تفسيره : ٤ / ٢٤٦.

(٦) اللسان : ١٣ / ٣١٠ (غبن).

(٧) ينظر تفسير الطبري : ٢٨ / ١٢٤ ، وأسباب النزول للواحدي : ٥٠٠ ، وتفسير الماوردي :

٣٤٤

(وَإِنْ تَعْفُوا) كان من المهاجرين من قال : إذا [رجعت] (١) إلى مكة لا ينال أهلي مني خيرا بصدّهم إياي عن الهجرة فأمروا بالصّفح (٢) ، ويكون العفو بإذهاب آثار الحقد عن القلوب كما تعفو الريح الأثر.

والصّفح : الإعراض عن المعاتبة. وفي الحديث (٣) : «لا يستعيذنّ أحدكم من الفتنة فإن الله يقول : (إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) فأيّكم استعاذ فليستعذ بالله من مضلات الفتن».

١٦ (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) وذلك فيما قد وقع بالنّدم مع العزم على ترك معاودته وفيما لم يقع بالاحتراز عن أسبابه.

(وَأَنْفِقُوا خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ) ايتوا في الإنفاق خيرا لكم.

سورة الطلاق

١ (فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَ) عند عدتهنّ ، أي : بحسابها وفي وقت أقرائها (٤) ، كقوله (٥) : (لا يُجَلِّيها لِوَقْتِها) ، أي : عند وقتها ، ويؤيده القراءة المرويّة

__________________

٤ / ٢٤٧ ، وتفسير ابن كثير : ٨ / ١٦٥.

(١) في الأصل : «راجعت» ، والمثبت في النّص عن «ك».

(٢) تفسير الطبري : (٢٨ / ١٢٤ ، ١٢٥) ، وتفسير الماوردي : ٤ / ٢٤٨.

(٣) أخرج نحوه الطبراني في المعجم الكبير : ٩ / ٢١٣ حديث رقم (٨٩٣١) عن ابن مسعود رضي‌الله‌عنه موقوفا ، واللفظ عنده : «لا يقل أحدكم : اللهم إني أعوذ بك من الفتنة ، فإنه ليس منكم أحد إلا يشتمل على فتنة ، ولكن من استعاذ فليستعذ من معضلاتها ، فإن الله عزوجل يقول : (إِنَّما أَمْوالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ) اه ـ.

قال الهيثمي في مجمع الزوائد : ٧ / ٢٢٣ : وإسناده منقطع.

والحديث ذكره البغوي في تفسيره : ٤ / ٣٥٤ عن ابن مسعود بدون سند.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٨ / ١٨٥ ، وعزا إخراجه إلى الطبراني وابن المنذر عن ابن مسعود رضي‌الله‌عنه موقوفا.

(٤) في «ج» أطهارها.

(٥) سورة الأعراف : آية : ١٨٧.

٣٤٥

عن النّبيّ (١) صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وابن عبّاس (٢) ، وعثمان ، وأبيّ (٣) ، وخالد (٤) بن عبد الله ، ومجاهد ، وعلي (٥) بن الحسن وزيد بن علي ، وجعفر بن محمد لقبل عدّتهنّ (٦).

(بِفاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ) : بزنا فيخرجن لإقامة الحدّ (٧). وقيل (٨) : الفاحشة أن تبذوا على أحمائها وتفحش في القول.

__________________

(١) صحيح مسلم : ٢ / ١٠٩٨ ، حديث رقم (١٤٧١) ، كتاب الطلاق ، باب «تحريم طلاق الحائض بغير رضاها» عن ابن عمر رضي‌الله‌عنهما مرفوعا.

وينظر المصنف لعبد الرزاق : ٦ / ٣٠٤ حديث رقم (١٠٩٣١) ، كتاب الطلاق ، باب «وجه الطلاق وهو طلاق العدة والسنّة».

وسنن أبي داود : ٢ / ٦٣٧ حديث رقم (٢١٨٥) كتاب الطلاق ، باب «في طلاق السنّة».

وتفسير النسائي : ٢ / ٤٤١ حديث رقم (٦٢١).

والقراءة الواردة في المصادر السابقة «في قبل عدتهن».

(٢) المصنف للإمام عبد الرزاق : ٦ / ٣٠٣ ، حديث رقم (١٠٩٢٨).

(٣) هو أبي بن كعب الأنصاري رضي الله تعالى عنه.

(٤) كذا في النّسخ المعتمدة هنا ، وفي وضح البرهان للمؤلف : ٣٨٥ (مخطوط) ، وتحرف عند المحقق في المطبوعة : ٢ / ٤١١ إلى : وأبيّ بن خلف وعبد الله خلف بن عبد الله. وفي المحتسب لابن جني : ٢ / ٣٢٣ : «جابر بن عبد الله».

(٥) في المحتسب : علي بن الحسين.

(٦) ينظر هذه القراءة في المحتسب : ٢ / ٣٢٣ ، والكشاف : ٤ / ١١٨ ، وتفسير القرطبي : ١٨ / ١٥٣ ، والبحر المحيط : ٨ / ٢٨١ ، ومعجم القراءات : ٧ / ١٦٥.

قال أبو حيان «وما روى عن جماعة من الصحابة والتابعين ـ رضي الله تعالى عنهم ـ من أنهم قرءوا «فطلقوهن في قبل عدتهن» ، وعن بعضهم «في قبل عدتهنّ». وعن عبد الله «لقبل طهرهن» هو على سبيل التفسير لا على أنه قرآن لخلافه سواد المصحف الذي أجمع عليه المسلمون شرقا وغربا ...».

(٧) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٢٨ / ١٣٣ عن الحسن ، ومجاهد ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٤ / ٢٥٢ عن ابن عمر ، والحسن ، ومجاهد.

(٨) أخرجه الطبري في تفسيره : (٢٨ / ١٣٣ ، ١٣٤) عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٨ / ١٩٣ ، وزاد نسبته إلى عبد الرزاق ، وسعيد بن منصور ، وابن راهويه ، وعبد بن حميد ، وابن مردويه ـ من طرق ـ عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما.

٣٤٦

٢ (فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَ) : قاربن انقضاء العدة.

(وَأَشْهِدُوا) أي : على الرجعة.

٤ (إِنِ ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَ) لمّا نزلت عدّة ذوات الأقراء في «البقرة» (١) ارتابوا في غيرهن.

٦ (وَإِنْ تَعاسَرْتُمْ) : تضايقتم (٢) ، وهو إذا امتنعت من الإرضاع يستأجر الزّوج أخرى.

١٠ ، ١١ (قَدْ أَنْزَلَ اللهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً ، رَسُولاً) أي : رسولا ذكركم به وهداكم / [٩٩ / ب] على لسانه.

١٢ (وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ) أي : [سبعة] (٣) أقاليم ، وهي قطع من الأرض بخطوط متوازية لبلدان كثيرة تمرّ على بسيط الأرض طولا وعرضا ، ويزداد النّهار الأطول الصيفيّ في الخط المجتاز بالطول على وسط كل واحد منها على مقداره في خط وسط الذي هو عنه أجنب بنصف ساعة (٤).

(يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَ) : تنزلت (٥) القضاء والقدر بينهن منازل من شتاء وصيف ونهار وليل ، ومطر ونبات ، ومحيا وممات ، ومحبوب ومحذور ، واختلاف وائتلاف.

سورة التحريم

١ (لِمَ تُحَرِّمُ) : أصاب النّبيّ ـ عليه‌السلام ـ من مارية في بيت حفصة

__________________

(١) في قوله تعالى : (وَالْمُطَلَّقاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ) ... [آية : ٢٢٨].

(٢) هذا قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٤٧١ ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٤ / ٢٥٦ عن ابن قتيبة ، وانظر تفسير القرطبي : ١٨ / ١٦٩.

(٣) في الأصل : «مسبعة» ، والمثبت في النص عن «ك» و «ج».

(٤) ينظر تفسير الفخر الرازي : ٣٠ / ٤٠.

(٥) في «ج» : يترتب.

٣٤٧

وقد خرجت إلى أبيها ، فلمّا علمت عتبت ، فقال : «حرّمتها عليّ».

وقيل (١) : إنه كان في يوم عائشة وكانت وحفصة متصافيتين فأخبرت عائشة ، وكان قال لها : لا تخبريها ، فطلّق حفصة ، واعتزل النساء شهرا وحرّم مارية.

وقيل (٢) : حرّم شراب عسل كان يشربه عند زينب بنت جحش ، فأنكرت ذلك عائشة وحفصة وقالتا : إنا نشمّ منك ريح المغافير (٣) ـ وهي بقلة متغيرة ـ فحرّم ذلك الشّراب.

٣ (عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ) : أعلمها بعض الأمر أنه وقف عليه.

(وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ) : حياء وإبقاء. و «عرف» بالتخفيف (٤) : جازى

__________________

(١) أخرج نحوه الطبري في تفسيره : ٢٨ / ٢٥٨ عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما ، وكذا الواحدي في أسباب النزول : ٥٠٤ ، وذكره البغوي في تفسيره : ٤ / ٣٦٣ بغير سند.

وأورد الحافظ ابن كثير في تفسيره : ٨ / ١٨٦ نحو هذا القول من رواية الهيثم بن كليب في مسنده عن عمر رضي‌الله‌عنه ، وعقب عليه بقوله : «وهذا إسناد صحيح ، ولم يخرجه أحد من أصحاب الكتب الستة ، وقد اختاره الحافظ الضياء المقدسي في كتابه المستخرج.

(٢) صحح الحافظ ابن كثير في تفسيره : ٨ / ١٨٧ هذا القول في نزول هذه الآية.

وقد ثبت هذا في صحيح البخاري : ٦ / ٦٨ ، كتاب التفسير «تفسير سورة التحريم».

وصحيح مسلم : ٢ / ١١٠٠ ، كتاب الطلاق ، باب «وجوب الكفارة على من حرم امرأته ولم ينو الطلاق».

وعقب الحافظ في الفتح : ٩ / ٢٨٩ على الروايات المختلفة في سبب نزول هذه الآية بقوله : «وطريق الجمع بين هذا الاختلاف الحمل على التعدد ، فلا يمتنع تعدد السبب للأمر الواحد ..».

(٣) جاء في هامش الأصل : «المغفور مثل الصمغ يخرج من الرّمث : ضرب من الشجر مما ينبت في السهل ، وهو من الحمض.

وفي الدستور : المغفور شيء ينضحه العرفط حلو ... ، والعرفط من شجر العضاة» اه.

ينظر النهاية لابن الأثير : ٣ / ٢١٨ ، واللسان : ٧ / ٣٥٠ (عرفط).

(٤) هذه قراءة الكسائي كما في السبعة لابن مجاهد : ٦٤٠ ، والتبصرة لمكي : ٣٥٤ ، والتيسير للداني : ٢١٢.

٣٤٨

عليه وغضب منه ، كقولك لمن تهدده : عرفت ما عملت ولأعرفنّك ما فعلت ، أي : أجازيك.

وقيل (١) : لمّا حرّم مارية أخبر حفصة أنّه يملك من بعده أبو بكر وعمر ، فعرّفها بعض ما أفشت ، (وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ) : عن خلافتهما.

٥ (قانِتاتٍ) : دائمات على الطاعة (٢).

(سائِحاتٍ) : ماضيات (٣) فيها. وقيل (٤) : صائمات ، لأنّ السّائح لا مأوى له ولا زاد ، وإنّما يأكل ما وجد إذا آواه اللّيل ، كالصّائم يأكل ما وجد إذا أدركه اللّيل (٥).

٦ (قُوا أَنْفُسَكُمْ) يقال : ق ، وقيا ، وقوا ، وقى ، وقيا ، وقين ، وبالنون الثقيلة قينّ يا رجل (٦).

٨ (تَوْبَةً نَصُوحاً) كلّ «فعول» بمعنى الفاعل يستوي فيه المذكّر ،

__________________

(١) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبراني في المعجم الكبير : ١٢ / ١١٧ حديث رقم (١٢٦٤٠) عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٤ / ٢٦١ عن الضحاك.

وأورد الحافظ ابن كثير في تفسيره : ٨ / ١٩٢ رواية الطبراني ، ثم قال : إسناده فيه نظر.

وأورد الحافظ ابن حجر في الفتح : رواية الطبراني وزاد نسبتها إلى ابن مردويه ، ثم قال وفي كل منهما ضعف.

(٢) ينظر تفسير الطبري : ٢٨ / ١٦٤ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٥ / ١٩٣ ، والمفردات للراغب : ٤١٣ ، واللسان : ٢ / ٧٣ (قنت).

(٣) تفسير القرطبي : ١٨ / ١٩٤ ، والبحر المحيط : ٨ / ٢٩٢.

(٤) أخرجه الطبري في تفسيره : (٢٨ / ١٦٤ ، ١٦٥) عن ابن عباس ، وقتادة ، والضحاك ..

وانظر مجاز القرآن لابن عبيدة : ٢ / ٢٦١ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٧٢ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٥ / ١٩٤.

(٥) عن معاني القرآن للفراء : ٣ / ١٦٧.

(٦) في «ك» : «يا امرأة قيان وقينان يا نسوة».

وانظر اللسان : ١٥ / ٤٠٥ (وقي).

٣٤٩

[١٠٠ / أ] والمؤنث (١) ، فـ «توبة نصوح» : ناصحة / صادقة لا يهمّ معها بالمعاودة.

وقيل (٢) : هي التي يناصح المرء فيها نفسه فيعلم بعدها مالها وما عليها.

٩ (جاهِدِ الْكُفَّارَ) : بالسّيف ، (وَالْمُنافِقِينَ) : بالقول الغليظ والوعظ البليغ.

وقيل (٣) : بإقامة الحدود ، وكانوا أكثر الناس مواقعة للكبائر.

١٠ (فَخانَتاهُما) : امرأة نوح كانت تقول : إنه مجنون ، وامرأة لوط كانت تدل على الضّيف (٤).

١٢ (فَنَفَخْنا فِيهِ) نفخ جبريل في جيبها بأمر الله.

سورة الملك

٢ (خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَياةَ) الحياة لنختبركم فيها ، والموت للبعث والجزاء. أو تعبّد بالصّبر على الموت والشكر في الحياة (٥).

٣ (طِباقاً) : جمع «طبق» جمل وجمال ، أي : بعضها فوق بعض (٦). أو

__________________

(١) ينظر معاني القرآن للزجاج : ٥ / ١٩٤ ، وزاد المسير : ٨ / ٣١٣ ، وتفسير القرطبي : ١٨ / ١٩٩.

(٢) ذكر نحوه أبو حيان في البحر المحيط : ٨ / ٢٩٣.

(٣) نص هذا القول في تفسير الماوردي : ٤ / ٢٦٧ ، وكذا في تفسير القرطبي : ١٨ / ٢٠١.

(٤) ورد هذا القول في أثر أخرجه الطبري في تفسيره : (٢٨ / ١٦٩ ، ١٧٠) ، والحاكم في المستدرك : ٢ / ٤٩٦ ، كتاب التفسير ـ كلاهما عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما ـ قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٨ / ٢٢٨ ، وزاد نسبته إلى عبد الرزاق والفريابي ، وسعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن أبي الدنيا ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.

(٥) تفسير القرطبي : ١٨ / ٢٠٧.

(٦) ينظر تفسير الطبري : ٢٩ / ٢ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٥ / ١٩٨ ، وتفسير البغوي : ٤ / ٣٧٠ ، وتفسير القرطبي : ١٨ / ٢٠٨.

٣٥٠

من التطابق والتشابه (١).

(مِنْ تَفاوُتٍ) ، وتفوّت (٢) مثل : تعاهد وتعهّد ، وتجاوز وتجوّز (٣).

وقيل : التفوّت مخالفة الجملة ما سواها ، والتفاوت مخالفة بعض [الجملة] (٤). بعضا كأنه الشّيء المختلف لا على نظام. ومن لطائف المعاني أنّ الفوت الفرجة بين الإصبعين ، والفوت والتفوّت واحد (٥) ، فمعنى : «من تفوّت» معنى (هَلْ تَرى مِنْ فُطُورٍ) ، أي : صدوع.

(ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ) ارجع البصر وكرّر النّظر أبدا قد أمرناك بذلك كرّتين.

(خاسِئاً) : صاغرا ذليلا (٦).

(وَهُوَ حَسِيرٌ) : معيى كليل (٧).

«شهيق» (٨) : زفرة من زفرات جهنّم (٩).

٧ (تَفُورُ) : تغلي.

__________________

(١) ذكره الماوردي في تفسيره : ٤ / ٢٧١ عن ابن بحر.

(٢) بتشديد الواو من غير ألف ، وهي قراءة حمزة ، والكسائي.

السبعة لابن مجاهد : ٦٤٤ ، والتبصرة لمكي : ٣٥٥ ، والتيسير للداني : ٢١٢.

(٣) تفسير الطبري : ٢٩ / ٢ ، وتفسير القرطبي : ١٨ / ٢٠٨.

(٤) في الأصل : الحكمة والمثبت في النص عن «ج».

(٥) معاني القرآن للفراء : ٣ / ١٧٠ ، وتفسير القرطبي : ١٨ / ٢٠٨.

(٦) تفسير الطبري : ٢٩ / ٣ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٥ / ١٩٨ ، وتفسير الماوردي : ٤ / ٢٧٢ ، والمفردات للراغب : ١٤٨.

(٧) الكليل : الذي ضعف عن إدراك مرآه.

ينظر هذا المعنى في تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٧٤ ، وتفسير الطبري : ٢٩ / ٣ ، ومعاني الزجاج : ٥ / ١٩٨ ، وتفسير الماوردي : ٤ / ٢٧٢.

(٨) من قوله تعالى : (إِذا أُلْقُوا فِيها سَمِعُوا لَها شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ) [آية : ٧].

(٩) تفسير الفخر الرازي : ٣٠ / ٦٣ ، وتفسير القرطبي : ١٨ / ٢١١.

٣٥١

٨ (تَمَيَّزُ) : تتقطع وتتفرّق (١).

١٥ (ذَلُولاً) : سهلة (٢) ذات أنهار وأشجار ومساكن مطمئنّة.

(فِي مَناكِبِها) : أطرافها [وأقطارها] (٣). وقيل (٤) : جبالها وإذا أمكن سلوك جبالها فهو أبلغ في التذليل.

١٦ (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ) من الملائكة (٥). أو من في السّماء عرشه أو سلطانه (٦) أو «في» [بمعنى] (٧) «فوق» ، كقوله (٨) : (فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ) ، فيكون المراد العلوّ والظهور. أو المعنى : من هو المعبود في السّماء وخصّ السّماء للعبادة برفع [الأيدي في] (٩) الأدعية إليها ونزول الأقضية منها.

١٩ (صافَّاتٍ) أي : أجنحتها في الطيران وبقبضها عند الهبوط. أو «يقبضن» يسرعن ، من «القبيض» : شدّة العدو (١٠).

__________________

(١) ينظر معاني القرآن للفراء : ٣ / ١٧٠ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٧٤ ، وتفسير الطبري : ٢٩ / ٥ ، والمفردات للراغب : ٤٧٨.

(٢) المفردات للراغب : ١٨١ ، وزاد المسير : ٦ / ٣٢١ ، وتفسير القرطبي : ١٨ / ٢١٤.

(٣) في الأصل : وإظهارها ، وفي «ك» : وأطوارها ، والمثبت في النص عن «ج».

واختار الطبري هذا القول في تفسيره : ٢٩ / ٧ ، ونقله الماوردي في تفسيره : ٤ / ٢٧٤ عن مجاهد ، والسدي.

وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٢٦٢ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٧٥ ، ومعاني الزجاج : ٥ / ١٩٩.

(٤) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٥ / ١٩٩ ، واختاره.

وأخرجه الطبري في تفسيره : (٢٩ / ٦ ، ٧) عن ابن عباس ، وبشير بن كعب ، وقتادة.

(٥) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره : ٤ / ٢٧٤ عن ابن بحر وذكره القرطبي في تفسيره : ١٨ / ٢١٥ ، وأبو حيان في البحر المحيط : ٨ / ٣٠٢.

(٦) ينظر تفسير الفخر الرازي : ٣٠ / ٧٠ ، وتفسير القرطبي : ١٨ / ٢١٥.

(٧) في الأصل : «معنى» ، والمثبت في النص عن «ك» و «ج».

(٨) سورة التوبة : آية : ٢.

(٩) ما بين معقوفين عن نسخة «ج».

(١٠) اللسان : ٧ / ٢١٥ (قبض).

٣٥٢

(ما يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمنُ) لو غيّر الهواء والأجنحة / عن الهيئة التي [١٠٠ / ب] تصلح لطيرانهن لسقطن ، وكذلك العالم كله ؛ فلو أمسك حفظه وتدبيره عنها طرفة عين لتهافتت الأفلاك وتداعت الجبال.

٢١ (لَجُّوا) : تقحّموا في المعاصي (١) ، و «اللّجاج» : تقحّم الأمر مع [كثرة] (٢) الصّوارف عنه.

و «العتوّ» : الخروج إلى فاحش الفساد (٣).

٢٢ (مُكِبًّا) : ساقطا (٤). كببته على وجهه فأكبّ ، ومثله : نزفت ماء البئر ، وأنزفت البئر : نضب ماؤها (٥) ، ومريت النّاقة وأمرت : درّ لبنها (٦).

٢٧ (زُلْفَةً) : قريبا (٧).

(سِيئَتْ) : ظهر السّوء في وجوههم (٨).

(تَدَّعُونَ) تتداعون بوقوعه بمعنى الدعوى التي هي الدعاء (٩) ،

__________________

(١) المفردات للراغب : ٤٤٧.

(٢) في الأصل : «كثر» ، والمثبت في النص عن «ك» و «ج».

(٣) اللسان : ١٥ / ٢٧ (عثا).

(٤) المفردات : ٤٢٠.

(٥) اللسان : ٩ / ٣٢٥ (نزف) عن ابن جني قال : «نزفت البئر وأنزفت هي ، فإنه جاء مخالفا للعادة ، وذلك أنك تجد فيها «فعل» متعديا ، و «أفعل» غير متعد».

وهذه الأفعال التي ذكرها المؤلف تتعدى إن جردت عن الألف ، وتلزم إذا اتصلت بها.

وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٧٥ ، وتفسير القرطبي : ١٨ / ٢١٩.

(٦) اللسان : ١٥ / ٢٧٨ (مرا).

(٧) مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٢٦٢ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٧٥ ، وتفسير الطبري : ٢٩ / ١١ ، وزاد المسير : ٨ / ٣٢٤.

(٨) نص هذا القول في تفسير الماوردي : ٤ / ٢٧٦ ، وانظر معاني القرآن للزجاج : ٥ / ٢٠١ ، وزاد المسير : ٨ / ٣٢٤.

(٩) عن معاني القرآن للزجاج : ٥ / ٢٠١ ، وأورده القرطبي في تفسيره : ١٨ / ٢٢٠ ، وقال : «وهو قول أكثر العلماء».

وانظر هذا القول في تفسير المشكل لمكي : ٣٤٩ ، وتفسير الماوردي : ٤ / ٢٧٦ ، وتفسير

٣٥٣

وجاء في التفسير : تكذبون ، وتأويله : تدّعون الأكاذيب (١).

٣٠ (غَوْراً) : غائرا (٢) ، وصف الفاعل بالمصدر ، كقولهم : رجل عدل ، [أي : عادل] (٣).

سورة ن

٢ (ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ) أي : انتفى عنك الجنون بنعمته (٤).

وقيل (٥) : هو كقولك : ما أنت بحمد الله مجنون.

٣ (غَيْرَ مَمْنُونٍ) : غير مقطوع ، مننت الحبل : قطعته (٦).

٤ (خُلُقٍ عَظِيمٍ) : سئلت عائشة عن خلقه فقالت (٧) : «اقرأ الآي العشر

__________________

البغوي : ٤ / ٣٧٣.

(١) ذكره الزجاج في معانيه : ٥ / ٢٠١ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٨ / ٣٢٤ ، ونقله القرطبي في تفسيره : ١٨ / ٢٢١ عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.

(٢) مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٢٦٢ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٧٦ ، وتفسير الطبري : ٢٩ / ١٣ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٥ / ٢٠١.

(٣) ما بين معقوفين عن «ك» ، وانظر معاني القرآن للفراء : ٣ / ١٧٢ ، ومعاني الزجاج :٥ / ٢٠١ ، وتفسير القرطبي : ١٨ / ٢٢٢.

(٤) نص هذا القول في معاني القرآن للزجاج : ٥ / ٢٠٤ ، وانظر هذا القول في تفسير الماوردي : ٤ / ٢٧٨ ، وتفسير البغوي : ٤ / ٣٧٥.

(٥) ذكره البغوي في تفسيره : ٤ / ٣٧٥.

(٦) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٧٧ ، وتفسير الطبري : ٢٩ / ١٨ ، ومعاني الزجاج :٥ / ٢٠٤ ، وتفسير المشكل لمكي : ٣٥٠.

(٧) لم أقف على نص هذا القول المنسوب إلى عائشة رضي‌الله‌عنها ، وأورده القرطبي في تفسيره : ١٨ / ٢٢٧ بلفظ : «وسئلت (عائشة) أيضا عن خلقه عليه‌السلام ، فقرأت : (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) إلى عشر آيات ، وقال : ما كان أحد أحسن خلقا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ...».

وفي صحيح مسلم : ١ / ٥١٣ ، كتاب صلاة المسافرين ، باب «جامع صلاة الليل ومن نام عنه أو مرض» أن سعد بن هشام سأل عائشة رضي‌الله‌عنها عن خلق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالت له : «ألست تقرأ القرآن؟ قال : بلى. قالت : فإن خلق نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان القرآن ...».

٣٥٤

في سورة المؤمنين فذلك خلقه».

٦ (بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ) : مصدر ، مثل : الفتون وهو الجنون بلغة قريش (١) ، كما يقال : ما به معقول وليس له مجلود (٢).

١٠ (مَهِينٍ) : وضيع بإكثاره من الفساد (٣).

١٣ (عُتُلٍ) : قويّ في خلقه ، فاحش في فعله (٤). وسئل عنه النّبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال (٥) : «الشّديد الخلق ، الرحيب الجوف ، الأكول ، الشّروب ، الظّلوم للنّاس».

والوقف على «عتل» (٦) ، ثم (بَعْدَ ذلِكَ زَنِيمٍ) ، أي : مع ذلك كلّه زنيم (٧) معروف بالشر كما يعرف التيس بزنمته (٨).

__________________

(١) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٧٧ ، وتفسير الطبري : ٢٩ / ٢٠.

(٢) ذكره البغوي في تفسيره : ٤ / ٣٧٧ ، وقال : أي : جلادة وعقل».

وفي تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٧٨ : «ليس له معقول ـ أي عقل ـ ولا معقود ، أي رأي».

وانظر تفسير الطبري : ٢٩ / ٢٠ ، والكشاف : ٤ / ١٤١ ، وتفسير القرطبي : ١٨ / ٢٢٩.

(٣) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٧٨ ، وتفسير الماوردي : ٤ / ٢٨٠ ، وتفسير البغوي : ٤ / ٣٧٧ ، وتفسير القرطبي : ١٨ / ٢٣١.

(٤) تفسير الطبري : ٢٩ / ٢٤ ، وتفسير القرطبي : ١٨ / ٢٣٣.

(٥) أخرج ـ نحوه ـ الإمام أحمد في مسنده : ٤ / ٢٢٧ عن شهر بن حوشب ، عن عبد الرحمن بن غنم عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وأورده السيوطي في الدر المنثور : ٨ / ٢٤٧ ، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، وابن مردويه ، وابن عساكر عن عبد الرحمن بن غنم مرفوعا.

(٦) الوصل أولى من الوقف في هذا الموضع. وذكر العلماء أن الوقف التام على (زَنِيمٍ) آخر الآية ، ويبتدأ بقوله تعالى : (أَنْ كانَ ذا مالٍ وَبَنِينَ).

ينظر إيضاح الوقف والابتداء لابن الأنباري : ٢ / ٩٤٣ ، والقطع والائتناف للنحاس : ٧٣٦ ، والمكتفي للداني : (٥٨١ ، ٥٨٢).

(٧) قال الفراء في معانيه : ٣ / ١٧٣ : «والزنيم : الملصق بالقوم ، وليس منهم ، وهو الدعي».

(٨) قال ابن الأثير في النهاية : ٢ / ٣١٦ : «هي شيء يقطع من أذن الشاة ويترك معلقا بها ، وهي أيضا هنة مدلّاة في حلق الشّاة كالملحقة بها».

٣٥٥

١٤ (أَنْ كانَ ذا مالٍ) فيه حذف وإضمار ، أي : ألأن كان ذا مال تطيعه أو يطاع (١)؟!.

١٦ (سَنَسِمُهُ عَلَى الْخُرْطُومِ) نقبّح ذكره بخزي يبقى عليه. في الوليد (٢) بن المغيرة.

١٩ (فَطافَ عَلَيْها طائِفٌ) طارق (٣). خرجت عنق من النّار في واديهم (٤).

٢٠ (كَالصَّرِيمِ) كالرّماد الأسود (٥).

٢٣ (يَتَخافَتُونَ) يسارّ بعضهم بعضا لئلا يسمع المساكين.

٢٥ (عَلى حَرْدٍ) : منع وغضب (٦).

٢٦ (إِنَّا لَضَالُّونَ) : ظللنا الطّريق فما هذه جنّتنا.

[١٠١ / أ] ٢٨ (لَوْ لا تُسَبِّحُونَ) : تستثنون (٧) ؛ إذ كلّ / تعظيم لله تسبيح (٨).

__________________

(١) ورد هذا المعنى على قراءة حمزة ، وعاصم في رواية شعبة : أأن كان ذا مال بالاستفهام بهمزتين.

ينظر السبعة لابن مجاهد : ٦٤٦ ، وتفسير الطبري : ٢٩ / ٢٧ ، ومعاني الزجاج : ٥ / ٢٠٦ ، وإعراب القرآن للنحاس : ٥ / ١٠.

(٢) تفسير الماوردي : ٤ / ٢٨٠ ، وغرائب التفسير للكرماني : ٢ / ١٢٣٧ ، وزاد المسير : ٨ / ٣٣١.

(٣) تفسير الطبري : ٢٩ / ٣٠.

(٤) ذكر الماوردي هذا القول في تفسيره : ٤ / ٢٨٤ عن ابن جريج.

(٥) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره : ٤ / ٢٨٤ عن ابن عباس رضي‌الله‌عنهما.

وكذا البغوي في تفسيره : ٤ / ٣٧٩ ، وابن الجوزي في زاد المسير : ٨ / ٣٣٦.

(٦) مجاز القرآن : ٢ / ٢٦٥ ، وتفسير غريب القرآن : ٤٧٩ ، ومعاني الزجاج : ٥ / ٢٠٧ ، والمفردات للراغب : ١١٣.

(٧) أي تقولوا : إن شاء الله ، كما في تفسير الطبري : ٢٩ / ٣٥ ، ومعاني القرآن للزجاج : ٥ / ٢٠٩ ، وزاد المسير : ٨ / ٣٣٥.

قال ابن الجوزي : «قاله الأكثرون».

(٨) معاني الزجاج : ٥ / ٢٠٩ ، وزاد المسير : ٨ / ٣٣٨.

٣٥٦

٣١ فقالوا (يا وَيْلَنا إِنَّا كُنَّا طاغِينَ) قال عمرو (١) بن عبيد : ما أدري أكان هذا إيمانا منهم أو على حدّ ما يكون من المشركين إذا أصابتهم الشّدائد.

٤٠ (زَعِيمٌ) : كفيل (٢).

٤٢ (يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ) : غطاء (٣). وقيل (٤) : عن شدة وعناء. وفي الحديث (٥) : «يخرّ المؤمنون سجّدا ويبقى الكافرون كأنّ في ظهورهم السّفافيد» (٦).

__________________

(١) لم أقف على هذا القول منسوبا إلى عمرو بن عبيد ، ونقله القرطبي في تفسيره : ١٨ / ٣٤٥ ، وأبو حيان في البحر المحيط : ٨ / ٣١٣ عن الحسن رحمه‌الله.

قال الفخر الرازي في تفسيره : ٣٠ / ٩١ : واختلف العلماء هاهنا ، فمنهم من قال إن ذلك كان توبة منهم ، وتوقف بعضهم في ذلك ، قالوا : لأن هذا الكلام يحتمل أنهم إنما قالوه رغبة منهم في الدنيا».

(٢) ينظر معاني القرآن للفراء : ٣ / ١٧٧ ، وتفسير الطبري : ٢٩ / ٣٧ ، ومعاني الزجاج : ٥ / ٢١٠ ، والمفردات للراغب : ٢١٣ ، واللسان : ١٢ / ٢٦٦ (زعم).

(٣) نقل الماوردي هذا القول في تفسيره : ٤ / ٢٨٦ عن الربيع بن أنس.

(٤) هذا قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن : ٤٨١ ، وأخرجه الطبري في تفسيره (٢٩ / ٣٨ ، ٣٩) عن ابن عباس ، وسعيد بن جبير ، ومجاهد ، وقتادة.

قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم : ٣ / ٢٧ : «فسر ابن عباس وجمهور أهل اللغة وغريب الحديث «الساق» هنا بالشدة ، أي : يكشف عن شدة وأمر مهول».

(٥) هذا جزء من حديث طويل أخرجه الطبري في تفسيره : ٢٩ / ٤٠ عن عبد الله بن مسعود رضي‌الله‌عنه.

وأخرجه أيضا الطبراني في المعجم الكبير : ٩ / ٤١٤ حديث رقم (٩٧٦١) ، والحاكم في المستدرك : ٤ / ٥٩٨ ، كتاب الأهوال ، وفي إسناده أبو الزعراء ، قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ولم يخرجاه.

وتعقبه الذهبي بقوله : قلت : ما احتجا بأبي الزعراء.

والحديث أورده السيوطي في الدر المنثور : ٨ / ٢٥٩ وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في «البعث والنشور» كلهم عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه.

(٦) جمع «سفود» : حديدة ذات شعب معقفة يشوى بها اللحم.

اللسان : ٣ / ٢١٨ (سفد).

٣٥٧

٤٣ (وَهُمْ سالِمُونَ) يسمعون النّداء فلا يأتونه (١).

٤٤ (سَنَسْتَدْرِجُهُمْ) نستدرجهم أعمارهم وإن أطلنا [ها] (٢) إلى عقابهم.

والاستدراج : الأخذ على غرّة (٣).

٤٨ (وَلا تَكُنْ كَصاحِبِ الْحُوتِ) في العجلة والمغاضبة (٤).

و «المكظوم» : المحبوس على الحزن فلا ينطق ولا يشكو (٥) ، من «كظم القربة».

٥١ (لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصارِهِمْ) : يعينوك بها حتى تزلق قدمك.

سورة الحاقة

١ (الْحَاقَّةُ) فاعلة من «الحق» ، وهي القيامة التي يحقّ فيها الأمر.

٣ (وَما أَدْراكَ مَا الْحَاقَّةُ) إذ لم تعاين أهوالها. أو لم يكن هذا الاسم في لسانهم.

٤ (بِالْقارِعَةِ) : بالقيامة ؛ لأنها تقرع القلوب مخافة. وقوارع القرآن هي قوارع الشّيطان وزواجره.

٥ (بِالطَّاغِيَةِ) : بالصّيحة العظيمة (٦) ، [كقوله] (٧) : (طَغَى الْماءُ) ،

__________________

(١) ينظر تفسير الطبري : ٢٩ / ٤٣.

(٢) في الأصل «اطلنا» ، والزيادة من «ك» و «ج» والعبارة هناك : «نستدرج أعمارهم وإن أطلناها إلى عقابهم».

(٣) اللسان : ٢ / ٢٦٨ ، وتاج العروس : ٥ / ٥٦٠ (درج).

(٤) ذكره الفراء في معانيه : ٣ / ١٧٨ ، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير : ٨ / ٣٤٢ عن قتادة ، وانظر تفسير القرطبي : ١٨ / ٢٥٣.

(٥) نقله الماوردي في تفسيره : ٤ / ٢٨٨ عن ابن بحر ، وانظر المفردات للراغب : ٤٣٢ ، وتفسير القرطبي : ١٨ / ٢٥٣.

(٦) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : ٢٩ / ٤٩ عن قتادة ، وهو اختيار الطبري.

(٧) في الأصل و «ج» : «كقولك» ، والمثبت في النص عن «ك».

٣٥٨

أي : عظم ارتفاعه وجاوز حدّه.

٧ (حُسُوماً) : متتابعة ، جمع «حاسم» ، من «حسم» الكي ، إذا تابعت عليه بالمكواة (١).

وقيل (٢) : قاطعة آثارهم ، فالتقدير : تحسمهم حسما.

(خاوِيَةٍ) : ساقطة (٣). خوى النّجم : سقط في المغرب (٤).

٨ (مِنْ باقِيَةٍ) : «بقاء» مصدر (٥). أو من نفس باقية (٦).

٩ (وَمَنْ قَبْلَهُ) : من يليه من أهل دينه (٧) ، ونصبه على ظرف المكان.

(وَالْمُؤْتَفِكاتُ) : المنقلبات بالخسف (٨).

١٠ (رابِيَةً) : زائدة.

١٢ (وَتَعِيَها) أي : حملناكم في السّفينة لأن نجعلها لكم تذكرة ولأن تعيها فلما توالت الحركات اختلست حركة العين (٩).

__________________

(١) هذا قول الفراء في معانيه : ٣ / ١٨٠ ، واختيار الطبري في تفسيره : ٢٩ / ٥٠.

وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة : ٢ / ٢٦٧ ، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ٤٨٣.

(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (٢٩ / ٥١ ، ٥٢) عن ابن زيد.

ونقله الماوردي في تفسيره : ٤ / ٢٩٢ عن ابن زيد ، وكذا ابن الجوزي في زاد المسير :٨ / ٣٤٧ ، والقرطبي في تفسيره : ١٨ / ٢٥٩.

(٣) تفسير الماوردي : ٤ / ٢٩٢ عن السدي.

(٤) في المفردات للراغب : ١٦٣ : «خوى النجم وأخوى إذا لم يكن منه عند سقوطه مطر ...».

(٥) في «ك» : مصدر بمعنى البقاء.

وانظر معاني القرآن للفراء : ٣ / ١٨٠ ، وتفسير الطبري : ٢٩ / ٥٢ ، وتفسير القرطبي : ١٨ / ٢٦١ ، والبحر المحيط : ٨ / ٣٢١.

(٦) نص هذا القول في تفسير البغوي : ٤ / ٣٨٦ ، وذكره ـ أيضا ـ الزمخشري في الكشاف : ٤ / ١٥٠ ، والقرطبي في تفسيره : ١٨ / ٢٦١.

(٧) ورد هذا المعنى على قراءة أبي عمرو ، والكسائي بكسر القاف وفتح الباء.

ينظر السبعة لابن مجاهد : ٦٤٨ ، والتيسير للداني : ٢١٣.

وزاد المسير : ٨ / ٣٤٧ ، وتفسير القرطبي : ١٨ / ٢٦١ ، والبحر المحيط : ٨ / ٣٢١.

(٨) ينظر هذا المعنى فيما سبق ص : (٧٧٥).

(٩) في وضح البرهان : ٢ / ٤٣١ : «فلما توالت الحركات اختلست حركة العين ، وجعلت بين

٣٥٩

١٤ (فَدُكَّتا) : بسطتا بسطة واحدة ، ومنه الدّكّان ، واندكّ سنام البعير : إذا انفرش في ظهره (١).

١٦ (واهِيَةٌ) : ضعيفة لا تستمسك فصار الملك في نواحيها ثمانية صفوف أو ثمانية أصناف (٢).

١٨ لا يخفى (٣) منكم خافية لا يستر شيء مما تسرّون.

وفي خطبة عمر رضي‌الله‌عنه (٤) : «حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ١٠١ / ب] وزنوا أعمالكم / قبل أن توزنوا ، وأعدّوا للعرض الأكبر يوم تعرضون لا تخفى منكم خافية».

وفي خطبة الحجاج (٥) : امرؤ زود نفسه ، امرؤ لم يأتمن نفسه على نفسه ، امرؤ يجد نفسه عدوه ، امرؤ كان له من قلبه (٦) مدّكر وزاجر يأخذ بعنان عمله فينظر حاله يوم يعرض على ربه ، امرؤ نظر إلى ميزانه وحاسب نفسه قبل أن يكون حسابه إلى غيره.

١٩ (هاؤُمُ اقْرَؤُا) : خذوا. تقول للمذكّر هاء بالفتح ، وهاؤما وهاؤم.

وللمرأة هاء ـ بالكسر ـ وهاؤما وهاؤنّ (٧).

__________________

الحركة والإسكان».

(١) ينظر المفردات للراغب : ١٧١ ، وتفسير القرطبي : ١٨ / ٢٦٥ ، واللسان : ١٠ / ٤٢٥ (دكك).

(٢) تفسير الطبري : (٢٩ / ٥٧ ، ٥٨) ، وتفسير الماوردي : ٤ / ٢٩٥ ، وزاد المسير : ٨ / ٣٥٠ ، وتفسير القرطبي : (١٨ / ٢٦٥ ، ٢٦٦).

(٣) كذا في الأصل : (يخفى) بالياء ، وهي قراءة حمزة ، والكسائي كما في السبعة لابن مجاهد : ٦٤٨ ، والتبصرة لمكي : ٣٥٨ ، والتيسير للداني : ٢١٣.

(٤) وردت هذه الخطبة في أثر أخرجه ابن المبارك في الزهد : ١٠٣ رقم (٣٠٦).

وأخرجه ـ أيضا ـ أبو نعيم في الحلية : ١ / ٥٢.

وانظر هذه الخطبة في البداية والنهاية : ٩ / ١٣٠.

(٥) ينظر هذه الخطبة في البداية والنهاية : ٩ / ١٣٠.

(٦) في «ك» : «قبله».

(٧) قال الزجاج في معانيه : ٥ / ٢١٧ : «هاؤم : أمر للجماعة بمنزلة هاكم ، تقول للواحد : هاء

٣٦٠